المجموع : 78
قل للأمير أخي الندى والنائل الـ
قل للأمير أخي الندى والنائل الـ / ـهطّال للشعراء والقصادِ
لازلت تنتهك العدى بالذابل الـ / ـعسّالِ في الأحشاء والأكباد
ووقيت من صرف الردى والنازل الـ / ـمغتالِ بالأعداء والحساد
سفرت فخلت سواد معجرها
سفرت فخلت سواد معجرها / ليلاً تقنع جنحه بدر
برزت لنا يوم الوداع وقد / بهر الكواعب حولها الخطر
من كل جائلة الوشاح إذا / قامت وناء بردفها الخصر
فكأنها شمس الضحى طلعت / وكأنهن كواكبٌ زهر
نفد الزمان ولم أنل أرباً / من وصلهم وتصرم العمر
كم أجتني ثمر الوفا ويدي / من فضل ما غلقت به صفر
وإذا الهوى عذبت موارده / للعاشقين فخلوه مر
يا من جفا طرفي فأرقه / وخلا بقلبٍ حشوه جمر
عاقب بسلب سوى الرقاد فلي / إلا على فقد الكرى صبر
فلعل طيفاً منك يطرقني / تحت الظلام فيحمد الهجر
أألوم دهراً ما لحادثه / نهيٌ علي ولا له أمر
أم كيف أشكو صرف نائبةٍ / ونوال نصر الله لي نصر
كم ذي جلدٍ حشاه بالوجد حشا
كم ذي جلدٍ حشاه بالوجد حشا / من طرز بالعذار خداً ووشى
سطرا شعرٍ كلاهما منذ نشا / بالمسك على حديق وردٍ نقشا
وكم ليلةٍ عاطاني الراح بدرها
وكم ليلةٍ عاطاني الراح بدرها / ونادمني فيها الغزال المشنف
ومنتقشٍ بالمسك وشي عذاره / كما انتظمت في جانب الطرس أحرف
وقد يتبادى لفظه وهو أعجم / كما يتقاوى خصره وهو مخطف
أدق من المعنى الغريب وفوقه / أرق من الماء المعين وألطف
معانٍ من الحسن البديع كأنها / خلال معين الدين تتلى وتوصف
ومستصغرٍ في الله كل عظيمةٍ / ولو أنه منها على الموت مشرف
كأن الملوك الغر حول سريره / نجومٌ على شمس الظهيرة عكف
فإن تلقه تلق ابن هيجاء دهره / يريك عنان الدهر كيف يصرف
سخيٌ جريءٌ لوذعيٌ كأنه / إذا ما بدا غيثٌ وليثٌ ومرهف
وقد هتف الداعي إلى الحمد باسمه / وقام منادي النصر باسمك يهتف
تألف شمل الدين عندك والعلى / وشمل العدى والمال لا يتألف
تمرض الجود لما اعتادك المرض
تمرض الجود لما اعتادك المرض / وأصبح الدهر للعلياء يعترض
أضحى قذىً في عيون المكرمات كما / أمسى يرى وهو في أحشائها مضض
مهلاً شقيقة نفس المجد كل أذىً / بالأمس أبرم عاد اليوم ينتقض
سهمٌ رمته الليالي وهي غافلةٌ / فما تمكن حتى فله الغرض
ومغرمٍ بالبدال قلت له
ومغرمٍ بالبدال قلت له / صلني فكان الجواب لا أفعل
كأنه والذي يديم له النع / مة مني يخاف أن يحبل
لو قيس بالرمح قرن والده / لكان منه بمثله أطول
يأتي ويؤتى إذا مخافة أن / يقال هذا عليه قد أفضل
فهو قليل الخلاف لو شئت أن / يبذل عشراً بالفرد لم يبخل
لا يعرف الغدر بالحريف ومن / عادته أن ينام في الأول
لكل ميلٍ بعينه أثرٌ / وكل عينٍ بميله تكحل
أحسن ما كان رامحاً يق / ص الأبطال حتى رأيته أعزل
يكون من فوق راكباً فإذا / تم له الدست صار من أسفل
فاغتنم الوقت قبل ينبت في / خديك ما لا يحش بالمنجل
فاستعمل النتف ما استطعت فما / أقبح زرع اللحى إذا سنبل
وإن وجه الإقبال عنك إذا / ولى رأيت التعذير قد أقبل
ألآل ضواحكٌ أم ثغور
ألآل ضواحكٌ أم ثغور / وليالٍ حوالكٌ أم شعور
وشموسٌ من القراطف تبدو / سافراتٍ وجوهها أم بدور
كتمتها الخدور عنا غداة البين / يا حسن ما كتمن الخدور
وتراءت لنا فخلنا بأن قد / وشحت بالثغور منها النحور
حاسرات سجف الأكلة تيهاً / ولها من قنا الوشيج ستور
وقفوا للوداع والأرض من ثقل / التشاكي يوم الفراق تمور
ثم ساروا والعيس من وله البين / على أنفس الكماة تسير
آهٍ يا ملبسي السهاد لمن / بعدهم حلة الرقاد أعير
كدر العيش عيشي والليالي / ربما شاب صفوها التكدير
صاح بالسيف مصلتاً في الأعادي / فأجبته هامها والنحور
ولو أن الأرواح تعطى أماناً / منه كانت خوفاً إليه تطير
وكأن الطلى تغاريد لفظٍ / وكأن السيوف فيها ضمير
باكرا شمس القناني
باكرا شمس القناني / تدركا كل الأماني
وخذا في لذة العي / ش على رغم الزمان
من عقارٍ تبعث النج / دة في قلب الجبان
قهوةٍ ألبسها المز / ج قميصاً من جمان
فهي من أبيض صافٍ / لاح في أحمر قان
كخدود الورد من تح / ت ثغور الأقحوان
عاصياً الخلق إذا الخل / ق عن الغي نهاني
وإذا الله إلى الرش / د دعاني فدعاني
إنما البغية أن أصب / ح مخلوع العنان
ساجداً في قبلة الكأ / س لتسبيح المثاني
حيث لا يعلم دهري / أبداً أين مكاني
وتكاد الكأس أن تخ / ضب أطراف البنان
يا غزالاً شرب الرا / ح ثلاثاً وشقاني
آه للريق الرحيق / ي على الثغر الجماني
ولطرفٍ هتكت أجف / انه ستر جناني
ليس يا قرة عيني / لك في العالم ثان
قمرٌ بان لنا في / غصنٍ ليس ببان
جل من أهبط ذا الحو / ري من دار الجنان
وأرانا البدر من جي / ب القباء الخسرواني
فتعالى الله ما أحس / ن هذا التركماني
ما كنت لولا كلفي بالعذار
ما كنت لولا كلفي بالعذار / أصبو إلى الشرب بكأس العقار
سال كذوب المسك في وجنةٍ / ورديةٍ تجمع ماءً ونار
هذا وما دب جنوني به / فكيف أن تم به واستدار
وفاتر المقلة ما زلت من / نواظر الخلق عليه أغار
ملكته رقي على أنه / يجير قلبي فتعدى وجار
ويلاه من صحة أجفانه / وما بها من مرض واحورار
وآهٍ من وجنتيه كلما / تعقرب الصدغ عليها ودار
أهيف ما تحت مزر القبا / أبلج ما تحت مدب العذار
مثل قضيب البان لكنه / يحمل في أعلاه شمس النهار
وكلما تاه علي اسمه / وجدته في الورد والجلنار
مُتَيقِّظٌ لولا تَضَرُّمُ بأْسِهِ
مُتَيقِّظٌ لولا تَضَرُّمُ بأْسِهِ / كادَ الوَشيجُ على يَديهِ يُورِقُ
لو لم يَشُبْ فَرْطَ الشَّجاعةِ بالنَّدى / لأَثارَ مِن سَطَواتِهِ ما يُحرِقُ
تصغي لتستمع اصطحا
تصغي لتستمع اصطحا / ب لسانه الصم السوادر
وصل السجاحة بالصبا / حة سالبٌ بالصوت ساحر
صلتان يستثني لعص / مته وسيرته الخناصر
ساعٍ لمصلحة المجا / لس والمصاحب والمسامر
متوصلٌ سر الصديق / وآسف الخصم المساور
ولصيته السامي الصفا / ت بسائر الأمصار سائر
صدقت فراسة واصفيه / فسل بمصمي السهم ناصر
ندسٌ بصائب حسه ان / تصر السوالف والمعاصر
وسما بأخمصه سما / ء الخالصين سنا العناصر
وَيَدٍ بآلِ مُحَمَّدٍ عَلِقَتْ
وَيَدٍ بآلِ مُحَمَّدٍ عَلِقَتْ / مِنّي فلسْتُ بِغَيرِهِمْ أَرْضى
جَعَلَ الإِلهُ علَيَّ حُبَّهُمُ / وَعَلى جَميعِ عِبادِهِ فَرْضا
فأَثارَ ذلِكَ مِن زَنادِقَةٍ / حَسَداً فَسَمّوا حُبَّهُمْ رَفْضا
وَعَجِبْتُ هَلْ يَرْجو الشَّفاعَةَ مَنْ / يَنْوي لِآلِ مُحَمَّدٍ بُغْضا
الوصل من الحياة أحلى وألذ
الوصل من الحياة أحلى وألذ / لو ينصف من أضاع عهدي ونبذ
لو يشق بحكمه الذي في نفذ / لو رد إلى المحب ما منه أخذ
هذا الفراق وأنت شاهده
هذا الفراق وأنت شاهده / فإلام تكتم ما تكابده
خَلِّ السلوَّ لمن يليق به / وليبدين هواك جاحده
فالبين ما ظهرت علائمه / والحب ما نطقت شواهده
ولقد رقبت الطيف أسأله / عنكم فما صدقت مواعده
والمستمر على قطيعته / في الحب فاسدةٌ عقائده
ومن العجائب أن يزيد به / داء السقام وأنت عائده
متيقظٌ ورث الكمال فما / يخشى اعتراض النقص زائده
فالرزق والأجل المتاح معاً / في ضمن ما رقشت أساوده
وتكفل الفلك المدار له / بأسدٍ ما يقضي عطارده
لو قاست الكرماء حاتمها / بك أيها المقصود قاصده
لتسترت خجلاً مكارمه / وتحولت بخلاً عوائده
لم يرق مجداً أنت فارعه / من نام ليلاً أنت ساهده
وحق الهوى لا خنت ميثاق عهده
وحق الهوى لا خنت ميثاق عهده / وإني لأغرى من فؤادي بوجده
وخلف الثنايا الغر ما يبرد الجوى / ويذهب من جمر الغرام بوقده
وحي على الماء النمير طرقته / وقد مل ساري الليل من طول وخده
فلم ترعيني والخيام كأنما / تزر على غزلان خبتٍ وأسده
بأصبر من قلبي على فقد صبره / ومنى على فقد الحبيب وبعده
وقد كان مفتوناً بمرسل صدغه / على وجنةٍ كالبدر ليلة سعده
فلما رأت أن ليس في حمص عقربٌ / مواشطه أخفين عقرب خده
وقلن لساقيها ودر حبابها / موكلةٌ أيدي المزاج بنضده
أأنت أعرت الكأس واضح ثغره / أم انتثرت فيها فرائد عقده
ومحمرةٍ من بنات الغصو
ومحمرةٍ من بنات الغصو / ن يمنعها ثقلها أن تميدا
منكسة التاج في دستها / تفوق الخدود وتحكي النهودا
تفض فتفتر عن مبسمٍ / كأن به من عقيقٍ عقودا
كأن المقابل من حبها / ثغورٌ تقبل منها خدودا
من لصبٍ مسَّهُ فَرطُ الكَمَدْ
من لصبٍ مسَّهُ فَرطُ الكَمَدْ / وفؤادٍ خانه فيك الجَلَدْ
أنا مأسورٌ وما أرجو فدىً / ومريضٌ غير أني لم أُعَدْ
أنا مقتولٌ ولكن قاتلي / في الهوى ليس عليه من قود
يا قضيباً ماس في دعص نقاً / وغزالاً بين جفنيه أسد
سقم جفنيك الذي ألبسني / ثوب سقمٍ وعذابٍ مستجد
لك وجهٌ جل من صوره / لو رآه بدر تمٍ لسجد
كم يهتك الدهر ستري ثم أستره
كم يهتك الدهر ستري ثم أستره / وكم يقابل إقبالي بإدبارِ
وكلما رمت منه مخلصاً قعدت / بي العوائق بين الباب والدار