المجموع : 114
وَما نُطفَةٌ صَهباءُ خالصةُ القَذَى
وَما نُطفَةٌ صَهباءُ خالصةُ القَذَى / بِحَجلاءَ يَجرِى تحتَ نِيقٍ حَبابُهَا
سَقَاها مِنَ الأَشراطِ ساقٍ فأَصبَحَت / تَسِيلُ مَجارِى سَيلِها وِشعابُها
يَحُومُ بها صادٍ يَرَى دُونَها الرّدَى / مُحيطاً فَيهوَى ورِدَها ويَهابُها
بِأَطيبَ مشن فيها ولا قَرقَفِيَّةٌ / يُشابُ بماءِ الزَّنجَبيلِ رُضابُها
رِدَا ماءَ حُزوَى فَانشَحَا نِضوَتَيكُما
رِدَا ماءَ حُزوَى فَانشَحَا نِضوَتَيكُما / عَلَى حِينَ يخلِى ماءَ حُزوَى رَقِيبُهَا
وَسُوفَا الثَّرَى حَتّى يُحَلِّىءَ عَنكُما / غَلِيلَ الصَّدَى بَردُ الحِياضِ وَطِيبُهَا
فَإِنَّ على الماء الّذِى تَرِدانِهِ / مُفَلَّجَةَ الأَنيابِ دُرمٌ كُعُوبُها
فَما مُزنَةٌ بَينَ السِّماكَينِ أَومَضَت / مِنَ الغَورِ ثُمَّ استَعرَضَتها جَنُوبُها
بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قَالَت وَحَولَنا / مِنَ النَّاسِ أَو شابٌ يُخافُ شَغُوبُهَا
تَغَانَيتَ وَاستَغنَيتَ عَنّا بِغَيرِنا / هَنِيئَا لِمَن فِى السِّر أَنتَ حَبِيبُهَا
فَقُلتُ لَها اَنتِ الحَبِيبةُ فَاعلَمِى / إِلَى يَومِ يَلقَى كُلَّ نَفسٍ حَسِيبُهَا
وَدِدتُ بِلا مَقتٍ مِنَ اللهِ أَنَّهَأ / نَصِيبِى مِنَ الدُّنيا وَأَنِّى نَصِيبُهَا
خَلِيلىَّ مِن عَوفٍ عَفا اللهُ عَنكُما
خَلِيلىَّ مِن عَوفٍ عَفا اللهُ عَنكُما / أَلِمّا بِها إن كان يُرجَى كَلامُهَا
وَإِنَّ مَقِيلاً عِندَ ظَمياءَ ساعةً / لَنا خَلَفٌ مِن لَومِةٍ سَنُلامُهَا
إِلَى أَىِّ حِينٍ أَنتَ ضَارِبُ غَمرَةٍ
إِلَى أَىِّ حِينٍ أَنتَ ضَارِبُ غَمرَةٍ / مِنَ الجَهلِ لاَ يُسلِيكَ نَأيٌ وَلاَ قُربُ
تَهِيمُ بِلَيلَى لاَ نَوَالٌ تُنِيلُهُ / وَلاَ رَاحَةٌ مِمّن تَذُكُّرُهُ نَصبُ
هَوَاها هَوىً قَد عَادَ مَكنُونُهُ جَوىً / ومَرعىً لِبَاغِى الخَيرِ مِن وَصلِهَا جَدبُ
وهَجرُ سُلَيمَى مُستَبِينٌ طرِيقُهُ / وَمَسلَكُهُ وَعرٌ إِذا رُمتَهُ صَعبُ
لَوَ أَنَّ سُلَيمَى يُعقِبُ البُخلَ جُودُها / كَما لِسُلَيمَى مِن مَوَدَّتِهَا عَقبُ
وَعَائِبَةٍ سَلمَى إِلَينا وَمَالَنَا / إِلَيها سِوَى الوَصلِ الَّذِى بَينَنا ذَنبُ
وَمَا تَستَوِى سَلمَى وَلاَ مَن يَعِيبُهَا / إِلَينا كَما لاَ يسَتَوِى المِلحُ وَالعَذبُ
إِنّا إِلى اللهِ مِن حاجات أنفُسِنا
إِنّا إِلى اللهِ مِن حاجات أنفُسِنا / وَمِن تَذَكُّرِنا مالا يُواتِينا
طِلابُنا وَحشَ أَرضٍ وَهىَ تُبعِدُنا / وَتَركُنَا وَحشَ أَرضٍ وَهىَ تُدنِينَا
وَتَركُنَا المَاء مَبذُولاً شَرَائِعُهُ / وَوِدُنا حَوضَ حِسىِ مَن يُحلّينَا
وَواضِحَةِ المُقَلَّدِ أُمِّ خِشفٍ
وَواضِحَةِ المُقَلَّدِ أُمِّ خِشفٍ / تُذَكِّرُنِى سُلَيمَى مُقلَتَاهَا
إِذا نَظَرَت عَرَفتُ النَّحرُ مِنهَا / وعَينَيها وَلَم أَعرِف سِواهَا
صَدَرتُ بِصُحبَتِى أَن يَذعَرُوهَا / بِمَحنِيَةٍ تَرُودُ إِلى طَلاهَا
كَرِهنا اَن نَرَوّعَها وَقُلنا / اَشَلَّ اللهُ كَفَّى مَن رَماهَا
خَلِيلىَّ رُوحَا مُصعِدَينِ فَسَلَّمَا
خَلِيلىَّ رُوحَا مُصعِدَينِ فَسَلَّمَا / عَلَى نِسوَةٍ بالعابِدَينِ مِلاحِ
فَإِن أَنتُما كَلَّمتُمَاهُنَّ فَاشكُوا / دَوَىً دَنَفاً يَزدَادُ كُلَّ صَبَاحِ
إِلَى مُطفِلٍ مِنهُنَّ مَهضومَةِ الحَشَا / مُسَلسَلَةِ المَتنَينِ وَهيَ رَداحَ
لَقَد تَرَكتنى ما أَعِى لِمُحَدِّثٍ / حَدِيثاً وما اَروى بَبردِ قَراح
طَرَقَتكَ زَينَبُ وَالرِّكابُ مُناخَةٌ
طَرَقَتكَ زَينَبُ وَالرِّكابُ مُناخَةٌ / بَينَ المَخارمِ وَالنَّدَى يَتَصَبّبُ
بِثَنِيَّةِ العَلَمَينِ وَهناً بَعدَ مَا / خَفَقَ السِّماكُ وَعَأرضَتهُ العَقرَبُ
وَتَحِيَّةٌ وكَرَامةٌ لِخَيالِها / وَمَعَ التَّحيَّةِ وَالكَرَامَةِ مَرحَبُ
أنِّى اهتَدَيتِ وَمَن هَداكِ ودُونَنا / حَمَلٌ فَقُلَّةُ عالِجٍ فالمَرقَبُ
وَزَعَمتِ أَهلَكِ يَمنَعُونَكِ رَغبَةً / عَنّى فَقَومِى بى أَضَنُّ وأَرغَبُ
أَوَ لَيسَ لِى قُرَبَاءُ إِن أَقصَيتِنى / حَدَبُوا عَلَىَّ وَعِندِىَ المُستَعتَبُ
فَلَئِن دَنَوتِ لأََدنُوَنَّ بِعِفَّةٍ / وَلَئِن نأَيتِ لَمَا وَرَائى أَرحَبُ
يَأبَى وَجَدِّكِ أَن أَكونَ مُقَصِّراً / عَقلٌ أَعِيشُ بِهِ وَرَأيٌ قُلَّبُ
أُقُولُ وَقَد أَجَدَّ رَحيلُ صَحبِي
أُقُولُ وَقَد أَجَدَّ رَحيلُ صَحبِي / لِحَادِيَّ اهدِيا هَدياً جَمِيلا
أَلِمّا قَبلَ ببَينِكُما بِسَلمَى / فَقُولا أَنتِ ضامِنَةٌ قَتِيلا
رَجا مِنكِ النَّوالَ فَلَم تُنِيلِى / وَقَد أَورثتِهِ سُقماً طَوِيلا
فَإِن وصَلَتكُما سَلمَى فَإِنَّا / نَرَى فِى الحَقِّ أن نَصِلَ الوَصُولا
وَإِن آنستُما بُخلاً فَلَسنَا / بِأَوَّلِ مَن رَجا حَرَجاً بَخِيلا
أَلَيسَ عَظِيماً أَن نَكُونَ بِبَلدَةٍ
أَلَيسَ عَظِيماً أَن نَكُونَ بِبَلدَةٍ / كِلاَنا بِها ثاوٍ وَلا نَتَكَلَّمُ
أَمِنّا أُناساً فِى المَوَدَّةِ بَينَنا / فَزادُوا عَلَينا فِى الحَدِيثِ وَأَوهَمُوا
وَقالُوا لَنا ما لَم يُقَل ثُمَّ أَكثَرُوا / عَلَينا وَباحُوا بالّذِى كُنتُ أَكتُمُ
وَقَد مُنِحَت عَينِى القَذَى لِفِرَاقِكُم / وَعادَ لَها تَهتانُها فَهىَ تَسجُم
مُنَعَّمَةٌ لَودَبَّ ذَرٌّ بِجِلدِها / لَكادَ دَبِيبُ النَّملِ بِالجِلدِ يَكلُمُ
وإِذا عَتِبتِ عَلىَّ بِتُّ كأنَّنى
وإِذا عَتِبتِ عَلىَّ بِتُّ كأنَّنى / بِاللَّيلِ مُستَحِرُ الفُؤادِ سَلِيمُ
وَلَقَد أَرَدتُ الصَّبرَ عَنكِ فعاقَنى / عَلَقٌ بِقَلبي مِن هَوَاكِ قَدِيمُ
يَبقى عَلَى حَدثِ الزَّمانِ وَرَيبِهِ / وَعَلَى جَفائِكِ إِنَّهُ لَكَرِيمُ
وَارَبتِهِ زَمَناً فَعاذَ بِحِلمِهِ / إِنَّ المُحِبَّ عَنِ الحَبيبِ حَليمُ
أَصبَحتِ يَحكُمُكِ التَّجاربُ والنُّهَى / عَنهُ ويوزِعُهُ بِكِ التَّحكيم
أَتَرَى الأُلى عِلقوا الحَبائلَ بَعدَهُ / فَنَجَوا وَأصبَحَ فى الوَثاقِ يَهيمُ
وعَتَبت حين صحَحتِ وَهوَ بِدَائِهِ / شَتَّى العِتابِ مُصَحَّحٌ وَسَقِيمُ
فما شَنَّتا خَرقاءَ واهٍ كُلاهُما
فما شَنَّتا خَرقاءَ واهٍ كُلاهُما / سَقَى بِهِمِا ساقٍ وَلا ماتَبَلّلا
بِأَضيَعَ مِن عينَيكَ لِلدَّمعِ كُلَّما / تَوَهَّمتَ رَسماً أو تَبَيَّنتَ مَنزِلا
أَطَعتِ الآمِرِيكِ بِقَطعِ حَبلِى
أَطَعتِ الآمِرِيكِ بِقَطعِ حَبلِى / مُرِيهِم فِى أَحِبَّتِهِم بِذَاكِ
فَإن هُم طاوعُوكِ فطَاوِعِيهِم / وَإِن عَاصَوكِ فاعصِي مَن عَصَاكِ
أَمَا وَالرَّاقِصاتِ بِكُلِّ فَجٍّ / وَمَن صَلَّى بِنَعمانِ الأراكِ
لَقَد أَضمَرتُ حُبَّكِ فِى فُؤَادِى / وَما أَضمَرتُ حُبّاً مِن سِواكِ
حَىِّ المَنَازِلَ مِن حَمَّاءَ قَد دَرَسَت
حَىِّ المَنَازِلَ مِن حَمَّاءَ قَد دَرَسَت / إِلاّ ثَلاثاً عَلَى مُستَوقَدٍ رُكُبَا
وماثِلاً مِن مَغَانِى الدّارِ قَد لعِبَت / هُوجُ الرِّياحِ بباقِى رَسمِهِ حِقَبَا
عُجنا عَلَى دَارِها نبكِى وَنسأَلُهَا / عَنها ونُخبِرُها عَن بَينِنا خُطُبا
دارٌ لأَسمَاءَ إِذ جُنَّ الفُؤادُ بها / وَلاَ تنَوِّلُ إِلاّ الشَّوَ وَالطَّرَبا
مُستَشرِفاً مَا بهِ قَد كادَ يَخبِلُهُ / وَجدٌ بِهَا مُستَهَامَ القَلبِ مُختَلَبَا
لَم يُنسِهِ ذِكرَهَا بَيضاءُ آنِسَةٌ / وَلاَ تضناءٍ نَأَتهُ دارُها حِقَبَا
بَيضَاءُ تُسفِرُ عَن صَلتٍ مَدامِعُهُ / لاتَستَبِينُ بِهِ خَالاً وَلاَ نَدَبَا
ثُمَّ ابتِسَامَتُهَا كَالبَرقِ عَن أُشرٍ / حَمشِ اللِّثاتِ تَرَى فِى ثَغرِها شَنَبَا
بَيضاءُ مِثلُ مَهَاةِ الرَّملِ أَخذَلّها / عَنِ المَهَا جؤذُرٌ قَد رادَ وَكَربَا
تَرعَى رُبولاً مِنَ الوَسمىِّ عَازِبةً / جَرَّت بِهضا المُزنُ سَحَّ فَانسَكَبَا
فَتِلكَ شِبهٌ لَها إِلاّ مُخَدَّمَهَا / مِنَ الشَّوضى لاَ تَرَى فِى خَلقِها عَتَبَا
كانُوا لنا جِيرَةً وَالشَّملُ يَجمَعُهُ / مُستَخلَفٌ مِن ثِمادِ الصَّيفِ قَد شُرِبَا
حتّى إِذا الهَيفُ ساقَ النّاسَ وانسَفَرَت / مِن وَغرَةِ القَيظِ فَيحٌ لَم تَدَع رَطِبا
فَاستَبدَلَ الفَحلُ أَجمَالاً فَألَّفَها / مِن بَعدِ ما اشتَمَلَ الأَشوالَ وَالسُّلُبَا
بَانُوا فَما رَاعَنا إِلاّ حَمولَتُهم / وهاتفٌ بِفراقِ الحَىِّ قَد نَعَبَا
كأَنَّهُم بالضُّحَى والآلُ يَرفَعُهُم / لَمّا تَرَفَّعَ آلُ الشَّمسِ فالتَهبَا
سِدرٌ نَواعِمُ مشن هِرجابَ أَو دُلُجٌ / بالمُستَطِيلِ عَلَى أَفيائِهِ العُشُبا
خَدَّرنَ مَكتُوبَةً شُدَّت مآسِرُها / مُلساً يُخَيَّلنَ مِن سِدرَاتِها قُضُبَا
أَلبَسنَها الرَّقمَ وَالدِّيباجَ عارفَةً / لها جِمَالٌ أخَذنَ الذِّلَّ والأَدُبَا
رَيطاً بَهِيًّا ودِيباجاً كأنَّ عَلَى / أَلياطِها الفِضَّةَ البَيضاءَ والذَّهَبا
ثُمَّ اتَّبَعنَ غَيُوراً ذا مُعاسَرَةٍ / غِن هُنَّ شاوَرنَهُ فِى نِيَّةٍ غَضِبَا
حتى إِذا غَرَّدَ الحادِى وَأَتبَعَهُم / ذَمّاً بِهِم ليسَ تَقتِيراً ولا تَعَبَا
أَتبَعتُهُم طَرفَ عَينٍ جالُها غَرِقٌ / هَاجَ احتمِالُهُم من دَمعِها سَرَبا
أَتبَعتُهُم دَوسَراً رَحبَ الفُرُوجِ تَرَى / فى حَدِّ مِرفَقِهِ عَن زَورِهِ حَنَبَا
مُؤَيَّدَ الصُّلبِ رَحبَ الجَوفِ مُطَّرِداً / كالسِّيدِ لا جَنَباً كَزّاً وَلاَ طَنَبَا
فَعمَ المَناكِبِ نَهّاضاً إِذا حُشِيَت / مِنهُ البَراذِعُ جَوزاً مارِناً سَلِباَ
يُصغِى لراكِبهِ فِى المَيسِ مُنتَحِياً / حتّى إِذا ما انتَحَى فى غَرزِهِ وَثَبا
شَدَّ الظَّلِيمِ مِراحاً ثُمَّ كَفكَفَهُ / حتَّى استَمَرَّ بِهِ التَبغِيلَ وَالخَبَبا
كأنَّ رِجلَيهِ رِجلا ناشطٍ مَرِحٍ / مِنَ النَّعامِ أَرحِّ الخَطوِ قَد خَضَبَا
كأَنَّ أَوبَ يَدَيهِ حِينَ تَرعَبُهُ / بِالصَّوتِ وَهو يُبارِى الضُمَّرَ النُّجُبَا
أَمامَهُنَّ يَدَا ساقٍ بماتِحَةٍ / لَمّا تُبُودِرَ جَمُّ الماءِ فَانتُهِبَا
كأنَّ غارِبَهُ مُستَشرِفاً إِرمٌ / يُوفِي اليَوافِعَ مِن أَعلاهُ مُرتقِبَا
كأنَّ هَاديَهُ والعِيسُ تَطلبُهُ / جِذعٌ بِخَيبَرَ مِن جَبّارةٍ شُذِبَا
كأنَّ عَينَيهِ والأَنضاءُ ساهِمَةٌ / وَقبانِ فِى صَخرةٍ صَمّاء قد نَضَبا
فِى سَلهَبِ الخَدِّ تَستَرخِى مَشافِرُهُ / إِذا اللُّغام عَلَى عِرنِينِهِ عَصَبَا
حتّى لَحِقتُ حُمُولَ الحَىِّ أَقرَعُهُ / لَولا تَراغُبُ شِعبَى رَحلِهِ انشَعَبَا
كانت لِماحاً وتَومِيّاً مُحَافَظَةً / عَلَى الّذِى بينَنا أَن يُظهِرَ الرِّيبَا
مِن عِلمِ أَنّا مَتَى يَظهَر مُكَتَّمُنا / فَيُخبِرِ القَومَ عَن أَسرارِنا الغُيُبَا
تَعدُ العَوادِى مُحِباً عَن إِبَانَتِهِ / وَتَبلُغِ الحَربُ قَومَينا فَيَحتَرِبَا
أَسَألتَ مَغنَى دِمنَةٍ وَطُلولاَ
أَسَألتَ مَغنَى دِمنَةٍ وَطُلولاَ / جَرَّت بها عُصُفُ الرِّياحِ ذُيولا
قِطَعاً تَمُوجُ عَلَى المِتانِ بحاصِبٍ / مَوجَ الحَبَابِ وَعاصِفاً مَنخُولا
فَثَنَى عَلىّ صَبابةً عِرفَانُها / مِن بَعدِ ما هَمَّ الفُؤَادُ ذُهولا
وَلَقد رَأيتُ بِها أَوَانِسَ كالدُّمَى / يَرفُلنَ فى سَرَقِ الحرير فُضُولا
ثُمَّ انتَحَينَ وَلَم يَقُلنَ ولو بنا / أَخلَينَ إِلاّ جَائزاً وَجَمِيلا
ظَلَّ الحَدِيثُ كما تَسَاقى رُفقَةٌ / صِرفاً مُشَعشَعضةَ الزُّجَاجِ شَمولا
شُمُساً يَدَعنَ ذَوِى الجَلادَةِ كُلُّهم / ذَرِفُ الفُؤادِ وما يَدِينَ قَتيلا
وَيرَينَ قَتلَ المُسلِمينَ بلا دَمٍ / حِلاًّ لَهُنَّ وَمَا طَلَبنض ذُحُولا
طَرَقَت أُمَيمَةُ هائماً لَعِبَت بهِ / قُلُصٌ تَحَسَّفُ سَبسَباً مَجهولا
فَأرِقتُ لِلسَّارِى إِلىَّ وَلَم أَكُن / أَرِقاً وَلَم أَكُ لِلهُمومِ رَحيلا
أَنّى اهتَدَيتِ وَلَم يَدَع نَأىُ الهَوَى / والكاشحونَ إِلى اللِّقَاءِ سَبِيلا
بَيضَاءُ قَلَّدَها النَّعيمُ شَبَابَهَا / رُوداً تَرَى فِى خَلقِهَا تَبتيلا
وكأَنَّ رَيّا مِن خُزامَى خالطت / رَيحَانَ رَوضِ قرَارةٍ مَوبولا
رَيّا أُمَيمَةً كُلَّما أَهدى لنا / نَسمُ الرِّياحِ مِنَ الجنوبِ أَصِيلا
عَن باردٍ عَذبِ اللِّثاتِ رُضابُهُ / كالعَذبِ خالطَ بارداً مَعسولا
وَفِى الجِيرةِ الغادِينَ مِن بَطنِ وَجرَةٍ
وَفِى الجِيرةِ الغادِينَ مِن بَطنِ وَجرَةٍ / غَزالٌ أَحَمُّ المُقَلَتينِ رَبيبُ
فَلاَ تَحسَبِى أَنَّ الغَرِيبَ الذِى نَأى / وَلكِنَّ مَن تَنأَينَ عَنهُ غَرِيبُ
خَليلىَّ ما يُغني التَّداني مِنَ النَّوَى
خَليلىَّ ما يُغني التَّداني مِنَ النَّوَى / ومُنيةُ نَفسٍ عِندَ مَن لاَ ينالُها
وَإِشرافَى الأَيفاعَ فى رَونَقِ الضُّحَى / وَرَقرَاقُ عيني دَمعها وانهمالُها
نَظَرتُ بمُفضَى سَيلِ حُرشَينِ والضُّحَى / يلوذُ بأطرَافِ المَخارمِ آلُهَا
بدائمةِ الأَحزانِ أَنفَدَ دَمعَهَا / مُصَاحَبَةُ الإِخوَانِ ثُمَّ زِيالُهَا
فلمّا عَداها اليَأسُ أَن تُؤنِسَ الحِمَى / حِمَى البَينِ خَلَّى عَبرَةَ العَينِ جالُهَا
فيا لَيتَ شِعرى هَل تَغَيَّرَ بَعدَنا / مَغانٍ تَعَفَّت أَم كَعَهدى ظِلاَلُهَا
وهل حُرِّمت تلكَ المِياهُ عَلى فتىً / سواىَ وَهَل خِيطَت بِرَنقٍ ثِمالُها
فقالت لنا مِن بَعضِ قَولٍ تقولُهُ / ومُستَمَعٌ عِندِى لَعَمرى مَقالُها
تَحَدَّثَ نِسوَانٌ بِمالكَ عِندَنا / أحاديثَ غَشمٍ يُستَقَلُّ احتمالُهضا
تَصُدُّ ولم تَملَكَ إِلاّ مَخافةً / عليكَ التى لم تَدرِ كيفَ احتيالُهَا
وَكَيفَ تَميلُ حِينَ تَعلمُ بالَّذى / تَحَدَّثَ عنهُ فى هَوانا رجالُهَا
زُوروا بِنَا اليَوم سَلمى أَيُّها النَّفَرُ
زُوروا بِنَا اليَوم سَلمى أَيُّها النَّفَرُ / وَنَحنُ لمَّا يُفَرِّق بينَنا القَدَرُ
نَنظُر سُلَيمَى فإِن ضَنَّت بنائِلِها / عَنَّا انصَرَفنا وماذا يَنفَعُ النَّظَرُ
مِن حُبِّ سَلمَى الّتى لَو طُولِعَت كَبِدِى / بَينَ الضُّلوعِ بَدَا مِنها بها أَثَرُ
لقد حَذِرتُ غَدَاةَ البَينِ من نملى / والمبتنى مِن وَرَالَو يَنفَعُ الحَذَرُ
بينَ الخَليطُ فَمِنهُم سالكٌ يَمناً / مُصَعِّدِينَ وبَعضُ القَومِ مُنحَدِرُ
رَدُّوا الجَمائِلَ أَو باتَت مُعَلِّقةً / حتَى استَقلّوا معَ الإصباحِ فابتَكروا
فأَقبلُوها بَياضَ المَتنِ قَد جَعَلُوا / مِنًى شِمالاً وفيها عَنهُمُ زَورُ
واستَقبَلَتهُم فِجَاجُ الهَضبِ فاتِحَةً / أَفوَاهَها كلُّهَا نَهجٌ لَهُم دَرَرُ
كأَنَّهُم دُلُحٌ يَسقِي جَدَاوِلَها / مُحَلِّمٌ حَيثُ أَدَّت خَرجَها هجَرُ
فِيحُ العَرَاجينِ غَضُّ البُسرِزَيّنَهُ / فَوقَ الحُدوجِ عُذُوقٌ زَانَها الثَّمَرُ
تلوِى بِأمطائِهَا الأَروَاحُ فاختَلَفَت / أَمطاؤها فَجُذوعُ النَّخلِ تَنهَصِرُ
حُمراً وَخُضراً كساها اللهُ زُخرُفَهُ / كَما اكتَسَى بالنَّباتِ العَازِبِ الزَّهَرُ
وَفِى الظَّعَائنِ سَلمَى وَهيَ وادِعَةٌ / مثلُ الغَمامةِ يَعشَى دُونَهَا البَصَرُ
عارَضتهُم بِكَنازِ اللّحمِ ناجيةٍ / اَعرَت دَسائعَها الحاجاتُ وَالنَّفَرُ
كأنَّ مِن زَبَدٍ جَعدٍ جَماجَمها / بِالسّابِرِىِّ وبالكَتّانِ تَختَمِرُ
حَتّى لَحِقنا وَدُونَ الحىِّ مُنصلتاً / شاكى السِّلاَحِ بَعِيدُ السَّأوِ مُنشَمِرُ
قٌلنا السَّلامُ عليكُم وَهوَ يَزبُرُنا / وَرحمةُ الله أَمّا بَعدُ ما الخبرُ
يَرمِى لِنَفرَقَ منه أو يخوِّفَنا / بذَاتِ لوثاء يرمى فيهما الوترُ
منكم قريبا فَهل مِن وَاردٍ لكُم / قد ضَمَّهُنَّ إِلى وَهدَاهُما العكرُ
أَرَى غَدرَ ليلى يا خَليلىَّ حامِلي
أَرَى غَدرَ ليلى يا خَليلىَّ حامِلي / عَلَى غَدرَةٍ ما كانَ قلبى يُطيقُها
لَقَد غَدَرَت إِنّا إِلى اللهِ بَعدَما / وَفَينَا وَكُنّا كُلَّ يَومِ نَشوقُها
قالوا هَجتكَ سَلولُ اللُّؤمِ مُخفِيةً
قالوا هَجتكَ سَلولُ اللُّؤمِ مُخفِيةً / فاليومَ أهجوا سَلولاً لا أُخافيهَا
قالوا هجاكَ سَلوليٌّ فقلتُ لهم / قد أنصفَ الصخرة الصّماءَ راميهَا
رجالُهم شرُّ من يمشى ونسوتُهم / شرُّ البريَّة واستاً ذلَّ حاميها
يحكُكنَ بالصَّخر أستاهاً بها نُقَبٌ / كما يَحُكُّ نِقابَ الجُربِ طالِيهَا