القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن غَلبون الصُّوري الكل
المجموع : 107
يَسرُّكَ سرٌّ بَينهنَّ ويُحزِنُ
يَسرُّكَ سرٌّ بَينهنَّ ويُحزِنُ / حدَيثٌ يَلينُ القَلبُ منه ويخشُنُ
سَعينَ إليها إذ رَأينَك مُغرَماً / فضمَّنَّها تَبريدَ ما يَتَضمَّنُ
إذا لُمنهَا في الصدِّ عنكَ بدالها / من الحُسنِ عُذرٌ في التَّدَلُّلِ يَحسُنُ
ويا أيُّها العَهدُ الَّذي كانَ بَينَنا / إليكَ اختَصَمنا أيُّنا كانَ أخوَنُ
ولي مُهجةٌ فاضَت وغاضَت دُمُوعُها / وذاك على ما بي أدلُّ وأبيَنُ
وَيَبلغُ بي قَلبي وعَيني من الهَوى / إلى حيثُ لم تَبلُغ قُلوبٌ وأعيُنُ
فأيُّ مَكانٍ من أخي لمُلِمَّةٍ / يشاركني في مرِّها أتَمكَّنُ
نِداءٌ إِذا نادَيتُ دهري بمثلهِ / ورقَّ وأصغى فالجوابُ المحسِّنُ
وهل بعدَ رأيِ العَينِ رأيٌ لِناقضٍ / عَليه إليه في النَّوائبِ أسكُنُ
إذا يَدُه طالَت إلى صَرفِ صَرفِه / أطالَت لِساني حيثُ تَقصرُ ألسُنُ
فتىً بينَ عَزمٍ للِمُلماتِ يُنتَضَى / فَيَمضي ومالٍ للمكارِم يُخزَنُ
وحدّاهُ من أصلٍ وسَعدٍ تقارنا / فمالهما إلا السِّماكانِ مَسكنُ
وصدرٌ غَدا من قَلبِه مُتوَهِّناً / وأعظَمُ مَحمولٍ يَهدُّ ويُوهِنُ
إذا الشَّرَفُ العالي الَّذي لم يَزل لهُ / بأشرافِ أفعالِ البَرية يُقرَنُ
تَجودُ ولَيسَ الجودُ مَدحاً لِمثلِكُم / إذا كانَ من أخلاقِكم يَتكوَّنُ
رأيتُ القَوافي كالغَواني ومَدحَكم / عُقُوداً لها أمسَت بِها تَتَزَيَّنُ
لِمنِ القَلبُ المُعنَّى وبمَن
لِمنِ القَلبُ المُعنَّى وبمَن / فأرَى وَجداً شَديداً وشَجَن
وهُما في أنَّةٍ أسمَعُها / فتحسَّس مَن مِنَ الرُكبانِ أن
إنَّ في القَلبِ أُمُوراً لا أرَى / خالِياً مِنها علَيها مُؤتَمَن
وأَحاديث إِذا هَمَّ بِها / مَدمَعي قالَت له لا تَفعلَن
وبَخيلٍ فإذا جادَ فَما / شِئتَ من سُخطٍ وتَعدِيدٍ ومَن
خالَفت شيمتُهُ صُورَتَه / فهوَ ما بينَ قَبيحٍ وحَسَن
كلَّما واصَلني عاتَبَني / طالَ ذا العَتبُ وواصَلت فَهَن
ما لِكأسِي أصبحَت تُمزَجُ لي / دُونَ نَدماني بِهَمٍّ وحَزَن
ونَدِيمي وُدُّهُ من طَرَبٍ / وسُرُورٍ أن تكونَ الكأسُ دَن
غيرُ مَذمومٍ عَلَيها إنَّما / يُنصِفُ الخلُّ بإنصافِ الزَّمَن
وبِهذا خالَفَ الدَّهرَ فَما / أحدٌ خالَفَ إِلا ابن الحَسَن
أبَداً يُعدي عَلى أيَّامِه / لمن استَعداهُ سِرّاً وعَلَن
داخِلاً في كلِّ بابٍ سالِكاً / للمَعالي والنَّدى في كلِّ فَن
كلُّ ما عزَّ من المالِ غَدا / بأبي البِشرِ ذَليلاً مُمتَهَن
لَيسَ يرجُو راحةً في راحةٍ / قد أقامَ الجودُ فيها وسَكَن
كم جَزيلٍ سامَني الحَمدَ بهِ / واشتَراهُ فرأى أن قَد غَبَن
يَقتَني الحمدَ إذا قِيل اقتَنَى / عَرضَ الدُّنيا بخيلٌ فَخَزَن
فَليَنَل ما يَتَمنَّى فَلَكَم / مرَّةٍ قال لراجِيهِ تَمَن
وأشَدُّ المال نَفعاً للفَتى / ما غدا أو راحَ لِلحَمدِ ثَمَن
والمذمَّاتُ إذا ما رَشَقَت / بسِهامٍ فالعَطِيَّاتُ جُنَن
إنَّ الذي كَسرةُ أجفانِه
إنَّ الذي كَسرةُ أجفانِه / تَزجُرُ مَن يَزجُرُنا عَنهُ
ألحاظُهُ ألفاظُهُ والذي / تُبصرُهُ تَسمعُه مِنهُ
أنستُ بِوَحدَتي حتَّى لَو أنِّي
أنستُ بِوَحدَتي حتَّى لَو أنِّي / رأيتُ الأنسَ لاستوحَشتُ مِنهُ
ولم تَدع التَّجاربُ لي صَديقاً / أميلُ إِلَيهِ إلا مِلتُ عَنهُ
أتاني عَنكَ إخوانُ
أتاني عَنكَ إخوانُ / كَ بالأمسِ مُهنِّينا
يهنُّونَ بأن صِرتَ / تقولُ الشِّعرَ مَوزُونا
فما صدَّقتُهم مِن فَ / رحٍ فيما يَقولُونا
إلى أن كشَفُوا لي أن / نَهُم في القَولِ يَلهُونا
فلَم تأتِ لكَي أظهِ / رَ مِن عَقلكَ مكنُونا
ولِم أمكَنتَهُم أن يَض / حَكوا مِنَّا فيُبكُونا
ومنَّا أبداً كانَ / يكونُ اللَّهوُ لا فِينا
فَشاوِرني كما يَفعَ / لُ قَومٌ أجنبيُّونا
إذا ما قلت شعراً لا / تصيِّر مدَّه دُونا
ودَوِّنهُ على استِقبا / لِ خمس وثَمانينا
ونُبِّئتُكَ قُصِّبتَ / فقَد أصبَحتُ مَحزونا
على أعراضِنا صارَت / مع الناسِ يَسبُّونا
إذا ما العُقَلا صارُوا / يَقصُّونَ المَجانِينا
فما يُعِوزُهم فَضلٌ / من النّقصِ يُواسُونا
لكَي تَبلغَ ما قَد بَ / لغُوهُ فيُساوُونا
بِينِي وكُوني عَلى بَيانِ
بِينِي وكُوني عَلى بَيانِ / إنِّي سأُبدي الذي شَجاني
لَن يحبسَ البينُ عنكِ دَمعي / إذا غَدا حابِساً لِساني
ما لِلفُؤاد الذي يُقاسِي / من الهَوى ذِلَّةَ الهَوانِ
يَنقلُه البَينُ من مكانٍ / في كلِّ يومٍ إلى مَكانِ
والراحِلُون الذينَ سارُوا / ولم تكُن لي بهِم يَدانِ
لو قلتُ منُّوا بأخذ قلبي / لكان أولَى من امتِنانِ
قلتُ أذُود الهمومَ عنِّي / وهنَّ منِّي بهِ دَواني
وليسَ أرجُو له سُروراً / أيُّ سرورٍ مع الزَّمانِ
نفسُ بنانٍ يبيتُ فيها / ما ليسَ في راحَتي بَنانِ
أفنَى الذي كانَ في يدَي / هِ ثاوٍ من المَجدِ غَيرُ فانِ
فكلَّما تَخلُفُ المَعالي / عليكَ تَحتاجُه المَعاني
أصبحَ لا يتَّقي اللَّيالي / في رِفدِ عافٍ وفَكِّ عانِ
قَد هدمَ الناسُ ما بنَوهُ / من مَجدِها وهو بعدُ بانِ
ما لي أرَى النَّائِباتِ شَتَّى
ما لي أرَى النَّائِباتِ شَتَّى / مُختلفٌ أمرُهنَّ هَينُ
حتَّى إذا ما اجتَمعنَ عِندي / لم يعتَرِض بَينهنَّ بَينُ
فهنَّ لا هَجرهُنَّ يُخشَى / ولا مَواعِيدُهنَّ مَينُ
واصَلنَني حيثُ لا رَقيبٌ / إلا أبُو القاسِمِ الحُسَينُ
فتىً نَداهُ مع اللَّيالي / على تَصارِيفهِنَّ عينُ
سَلهُنَّ هَل هنَّ غافِلاتٌ / عَن ذاكَ أم ساقَهنَّ حَينُ
نَجوتَ بالموتِ من وَجدي ومن شَجَني
نَجوتَ بالموتِ من وَجدي ومن شَجَني / وبَرَّحَت بي همومٌ ليسَ تَبرَحُني
يا مَن بمَصرعِه أمسيتُ أحسُدُه / فَكَفَّ عَن حَسَدي من كانَ يَحسُدُني
لطالَ يومُكَ حتَّى أنَّه زَمنٌ / ونحنُ نَحسبُه يَوماً من الزَّمَنِ
يومٌ عَلَت زَفَراتي يا عليُّ به / واستحسنت عَبراتي يا أبا الحَسَنِ
والصَّبرُ أوَّلُ مَحزُونٍ عليكَ فهَل / شَيءٌ سِوَى الصَّبرِ يَثنِينِي عَن الحَزَنِ
يا أيُّها المَيتُ في الأكفانِ كَم كبدٍ / تركتَ صاحِبَها مَيتاً بلا كَفَنِ
خَلَّفتَ في ناظِري شَخصاً يُخيِّلُ لي / بَعدَ الرَّدَى أنَّ ما قد كانَ لم يَكُنِ
ما لِلمَنيَّةِ لَيسَت منكَ تُؤيِسُني / كأنَّها عادةٌ كانَت من الوَسَنِ
قَضى عَلى القاضِيَينِ الدَّهرُ فيكَ بما / أجراهُ من جورِه الماضِي على سَنَنِ
وهي المنُونُ فإن تَسبِق فَلا عَجبٌ / والناسُ مُرتَهنٌ في أثرِ مُرتَهَنِ
سَلُو أبا الجَيشِ جَيشِ المكرماتِ ومَن
سَلُو أبا الجَيشِ جَيشِ المكرماتِ ومَن / أزرَت أنامِلُه جُوداً عَلى المُزُنِ
أهكذا الدهرُ لا ينفكُّ نائِلُهُ / حتَّى يُقيمَ لقَيسٍ حاتِمَ اليَمَنِ
عَلى طَرفِكَ بُرهانُ
عَلى طَرفِكَ بُرهانُ / بقَتلي فهوَ سَكرانُ
وإن أنكرتَ فالإنكا / رُ من عَينَيكَ عِرفانُ
إذا ما اعتَرَفتَ عَينا / كَ لي تَجحَدُ أجفانُ
ودَفعُ الحقِّ بالباطِ / لِ يا مَولايَ بُهتانُ
لئِن نامَ اصطِباري فَ / غَرامي فيكَ يَقظانُ
فكم قالَ رجالٌ لَي / تَ أنَّا لكَ صُلبانُ
وكم تَقتلُهُم صَبراً / فإنَّ القَتلَ قُربانُ
فلا أنتَ ولا أنسِي / يَةٌ في طَرفِها جانُ
إذا عاقَبتُما عَفوُ / كما صَدٌّ وهِجرانُ
وما زادَ مِن الصَّدِّ / فمن عُمري نُقصانُ
فإن مِتُّ فَإنسانٌ / تَشَفَّى منه إنسانُ
أتَدعُوكَ إلى القَصفِ / من الأزهارِ أفنانُ
ولا تَغتَنمُ الفُرصَ / ة إن أمكنَ إمكانُ
لقد نادَى مُنادي اللَّه / وِ لو تَسمعُ آذانُ
فلا تَركن إلى الجِدِّ / فما للجِدِّ أركانُ
ونادِم دَنَّكَ المُترَ / عَ إن أعوَزَ نَدمانُ
ولِلرحمنِ في يَومِ / حِسابِ النَّاسِ غُفرانُ
ألا تَعجبُ من سَورا / نَ إن تُعجَبَ سَورانُ
هي المَيدانُ لو كانَ / لهَا في النًّاسِ فُرسانُ
بها لِلذَّهبِ الإبرِي / زِ والفضَّةِ غُدرانُ
وفيها مِن شَقيقِ الزَّه / رِ وَسطَ الماءِ نِيرانُ
فَكَم مِن فِتيَةٍ كلٌّ / إلى وَعديَ ظَمآنُ
شُيوخٌ وهُمُ في عَ / رَصاتِ اللَّهوِ صِبيانُ
وإن يُذكر مُجّانٌ / فبالمجَّانِ مُجَّانُ
شَياطِينُ تَولَّى بَس / طَهُم في الغيِّ شَيطانُ
أطاعُوهُ وفي طاعَ / تِهِ للَّهِ عِصيانُ
تحمَّلتُ عَلى اللَّهوِ / بِهم واللَّهوُ غَضبانُ
فكانُوا لي كما كنتُ / وقد كنتُ كما كانُوا
صِلةُ العذُولَةِ لي مِن الهِجرانِ
صِلةُ العذُولَةِ لي مِن الهِجرانِ / وصدُودُها صِلَتي من الأزمانِ
وعليَّ سُلطانُ الكَواعبِ في الهَوى / وعَلى العَواذِلِ في الهَوى سُلطاني
ما صحَّ لي إِلا لِساني فاعرِضي / عنِّي ولا تتعرَّضي لِلِساني
ألأنَّ قَلبَكِ قَد مَلكتُ عِنانَه / تَهوينَ أن أُعطِي المَلامَ عِناني
كذَبَتكِ نَفسُكِ صُمَّ سَمعي في الهوى / من عَذلِ عُذَّالي وجُنَّ جَناني
للِّهِ أيَّامٌ نَعِمتُ بطِيبها / بين اصطِحابِ النَّاي والعِيدانِ
والصَّحبُ يَصطَبحونَها كرخيَّةً / أزليَّةً من عَهدِ نُوشَروانِ
من كفِّ ساقِيَةٍ بعقدِ وشاحِها / عَقدت فؤادَ مُتيَّمٍ وَلهانِ
فكأنَّ كأسَ عُقارنا في كفِّها / بطلٌ من الفُرسانِ في المَيدانِ
لو كنتَ شاِهدَها وقد تَركتهُمُ / ما بينَ سكرانٍ إلى نَشوانِ
في أرضِ شورانٍ وزَهرِ رياضها / لَعلِمتَ أنَّ اللَّهوَ من شورانِ
وإلى كَم أُخفي عن النَّاسِ حالي
وإلى كَم أُخفي عن النَّاسِ حالي / حيثُ يُبدي حَديثَها الحَدَثانُ
وإذا ما رأيتَ لم ترَ شَيئاً / كاللّيالي يُرمَى بها الإنسانُ
ثم يا حبَّذا النَّوائبُ مادا / مَ يُرجَّى لِدفعِها النُّعمانُ
نعمةٌ أصبَحَت تُقابلُ بالشُّك / رِ فمنهُ يدٌ ومنِّي لِسانُ
أتَتني شَفاعاتٌ عليَّ كَريمةٌ
أتَتني شَفاعاتٌ عليَّ كَريمةٌ / تُسكِّنُ ما في القَلبِ عنه فيَسكُنُ
فيا ليتَ أنِّي لم أكلِّمَ جَعفراً / من اليَومِ إلا بالَّتي هي أحسَنُ
يا صاحبَ القَدرَة ماذا تَرى
يا صاحبَ القَدرَة ماذا تَرى / في صاحبٍ صاحبِ وجهَينِ
تسمعُ منه أُذُني ضِدَّ ما / تَراهُ من أفعالِه عَيني
أخٌ ويا رُبَّ أخٍ جُرحُهُ / لم يُغنِ فيه دَمُ الأخوَينِ
ربَّ شَيءٍ تَراهُ يحسُنُ في عَي
ربَّ شَيءٍ تَراهُ يحسُنُ في عَي / نِكَ حتى تردَّ عينكَ عَنهُ
فإذا ما امتَحنتَهُ وجَبَ الطُّه / رُ عَليها مِنه مِنه فَلا تَمتَحِنهُ
طُهِّرَ السُّوقُ مِنه والمسجدُ الجا / معُ أولى بأن يُطَهَّرَ مِنهُ
إنَّي تذكرَّتُ للأيَّام ما كانا
إنَّي تذكرَّتُ للأيَّام ما كانا / فصدَّني ما تصدَّت لي به الآنا
وجرَّ هذا الحَديثُ المُستجدُّ لها / ضَرباً عَلى ما مضَى منها وِنسيانا
فاهتِف بما شِئتَ من ذمِّ الزَّمانِ وصد / دِقني تَجِدني عَلى ما قلتُ بُرهانا
أُمسي وأُصبحُ في سجنٍ بلا غَلقٍ / دُوني ولستُ أرَى لي فيهِ سَجَّانا
مقيَّداً مُطلقَ الرِّجلَينِ لا خَشَبٌ / ولا حَدِيدٌ ولو كانا إذاً هانا
في مَنزلٍ حاصَرتني النائِباتُ بهِ / كأنَّه دارُ عثمانِ بن عَفَّانا
والناسُ لاهُونَ عنِّي ما لَهم خَبرٌ / منِّي وإن كانَ في النَّاسِ ابنُ مَعدانا
إذا خَلائقُه ألقَت عَوارفَهُ / ألقَت على نُوبِ الأيَّامِ أعوانا
وإن بَصُرتَ بهِ والقاصِدُونَ لهُ / من حَولهِ خِلتَهُ والنَّاسَ إخوانا
وكم أسرَّ عَطاياهُ فما وَجَدَت / يَداهُ عِندي لذاكَ السرِّ كِتمانا
تُهدِّدُني بتَصارِيفها
تُهدِّدُني بتَصارِيفها / فأينَ المَعالي وفُرقانُها
وراحَتُهُ لم تزَل سُحبُها / يسحُّ عَلى الدَّهر تَهتانُها
وسُلطانُه في تَصارِيفها / عَزيزٌ إذا عزَّ سُلطانُها
تُراها تُقاومُني بَعدَ ذا / وقد عَظُمت وعَلا شانُها
أبا نَصرٍ ادرِك بنصرٍ فقَد / أتَت بالحَوادثِ أزمانُها
أبُثُّكَ ما بِي وماذا عَسَى
أبُثُّكَ ما بِي وماذا عَسَى / أبثُّك أعيا عَليَّ البَيانُ
حَوادِثُ يُضحِكُني مَسُّها / ولكن كَما يَضحكُ الزَّعفَرانُ
أتَتني صِغاراً فما خِفتُها / كذاكَ القَنا عِرقُه الخَيزُرانُ
وما كنتُ أحسَبُ أنيِّ أكونُ / بِمُستَقبلِ العُمرِ والنَّاسُ كانُوا
أعالجُ حالاً تهينُ العَزيزَ / ونَفساً يَعزُّ عَليها الهَوانُ
وكلٌّ مَضَى لم يَدَع مثلَهُ / علَى نسخَةِ الفَضلِ إلا بيانُ
فها يدُهُ بَعدَهم باليَرا / عِ تَجري وخاطِرُهُ واللِّسانُ
وهذا نَداهُ وذا مَجدُهُ / وبينَهما في المَساعي اقتِرانُ
وأيُّ خِصالِ المَعالي سَمعت / بها فالتَمِس فعليَّ الضَّمانُ
أبا فَرجٍ شَهِدَ الاختِبارُ / بصحَّةِ ما قلتُه والعِيانُ
قَرأتُ اهتمامَكَ بالقُربِ بي / فلا تَنسَني والمكانُ المكانُ
طالَ الزَّمانُ وما ثَناهُ ولا انثَنَى
طالَ الزَّمانُ وما ثَناهُ ولا انثَنَى / فَقِفا على شَحطِ النَّوى وتَبيَّنا
هَل تَعرفانِ البَينَ يومَ تَعانَقا / وتفارَقا إِلا مُسِيئاً مُحسِنا
كَلا وفَضلِ غناكما في عَذلهِ / ما زدتُماهُ بعَذلهِ إلا عَنا
يا صاحِبَيَّ المُنكِرَينِ من الهَوى / ما لا تَدلُّ عَليه أثوابُ الضَّنا
تحتَ الضَّمائِر في السَّرائرِ لَوعَةٌ / لم تُطلِق العُشَّاقُ فيها الألسُنا
وعَساكُما فيما تُريدانِ الهَوَى / يأتي بهِ قدَرٌ فيَعدلُ بَينَنا
ما للسَّقامِ أتَى يَعمُّ جَوارِحي / جَمعاً وليسَت للظَّعائِنِ أعيُنا
من كلِّ غُصنٍ تَجتَني ثَمراتُهُ / ثمَرَ القُلوبِ وما أراها تُجتَنَى
أنا للخُطُوبِ إذا دَعَت أقرانَها / إذ لا يَقولُ لَها أنا إلا أنا
ولَطالَما صرَخَت صُروفُ الدَّهرِ بي / فأجَبتُ صارِخَها ذَليلاً مُذعِنا
حتَّى استَجرتُ من الزَّمانِ براحةٍ / تركَتهُ منِّي يَستَجيرُ الأزمُنا
بَسطَ العَزيزُ بنُ المُعِزِّ بِناءَها / فِينا فكانَ اللَّهُ يَرفعُ ما بَنَى
مَولى الموالفِ والمُخالفِ عنوةً / من تحتِ شَكٍّ كانَ أو مُتَيقِّنا
ومحجَّةٌ للَّهِ هاديةٌ إلى / سُبُلِ الهُدَى وضَحَت بِنعمتِهِ لَنا
ومُقيمُها من بَعدِ طُولِ قُعُودِها / عَلويَّةَ الأنسابِ عالِيةَ السَّنا
بيضاءَ يَجلُوها الوَزيرُ بحُلَّتي / سُمرِ اليَراع وزُرقِ أطرافِ القَنا
يَرمي جَوانبها بِرأيِ مُهَذَّبٍ / متجنِّبٍ فيهِ الخِيانَةَ والخَنا
حتَّى أتَتنا وهيَ ذاتُ قَلائِدٍ / جَعلَ الإمامُ فَريدَهُنَّ فَريدَنا
القائِدُ الجَرّارُ في يَوم الوَغى / ذَيلَ الوَغى عُجباً بِها وتَزَيُّنا
فإذا تَناكَرتِ الفَوارسُ واختَفَت / خَوفَ الوُقُوفِ بها تَسَمَّى واكتَنَى
ليُريكَ نارَ الحَربِ كيفَ يَشُبُّها / ماءُ النُّفوسِ تَرُشُّه أيدي الفَنا
يَبدوُ فيُبدي مِن صَفِيحةِ وَجهِهِ / وحُسامِه في النَّقعِ بَرقأ موهِنا
صَحِبَ الأئمَّة واثِقاً ما خَانَهُ / مِيثاقُهُ ومُوَثَّقاً ما خُوِّنا
فتَوارَثَت مِنه الهُداةُ نَصِيحةً / عَصَتِ الهَوى وعَزِيمةً أبَتِ الوَنا
حتَّى تمكَّنَ عندَهُم في رُتبةٍ / ما كانَ فيها غيرُهُ مُتَمَكِّنا
إن قالَ كانَ به لعادَةِ صِدقهِ / عَن أن يَدُلَّ عَلى مَقالتِهِ غِنَى
يا مُستَغاثَ النَّاسِ في يَومِ الوَغى / ما بالُ مالِكَ يَستَغيثُ من الثَّنا
حصَلَت بمِصرٍ همَّتي واستَوطنَت / وأفادَ لي عُدمي سِواها مَوطِنا
فغدَوتُ للخَطبِ الكَبيرِ مُصَغِّراً / فيها ولِلأمرِ الشَّديدِ مُهَوِّنا
وقَد اعتَمدتُ عليكَ فاجمَع بَينَنا / وخذِ الحَوادثَ قبلَ فتكَتِها بِنا
فَلَكَ الهَناءُ بدُونِ ما بلِّغتُه / وبدُونِ ما بلِّغتَهُ وجَبَ الهَنا
بالَّذي صَيَّرَ عَينَي
بالَّذي صَيَّرَ عَينَي / كَ مَحلَّ المَلَكَينِ
وَفِّني دَيني فما حَل / لَ لَكَ المَطلُ بِدَيني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025