المجموع : 107
يَسرُّكَ سرٌّ بَينهنَّ ويُحزِنُ
يَسرُّكَ سرٌّ بَينهنَّ ويُحزِنُ / حدَيثٌ يَلينُ القَلبُ منه ويخشُنُ
سَعينَ إليها إذ رَأينَك مُغرَماً / فضمَّنَّها تَبريدَ ما يَتَضمَّنُ
إذا لُمنهَا في الصدِّ عنكَ بدالها / من الحُسنِ عُذرٌ في التَّدَلُّلِ يَحسُنُ
ويا أيُّها العَهدُ الَّذي كانَ بَينَنا / إليكَ اختَصَمنا أيُّنا كانَ أخوَنُ
ولي مُهجةٌ فاضَت وغاضَت دُمُوعُها / وذاك على ما بي أدلُّ وأبيَنُ
وَيَبلغُ بي قَلبي وعَيني من الهَوى / إلى حيثُ لم تَبلُغ قُلوبٌ وأعيُنُ
فأيُّ مَكانٍ من أخي لمُلِمَّةٍ / يشاركني في مرِّها أتَمكَّنُ
نِداءٌ إِذا نادَيتُ دهري بمثلهِ / ورقَّ وأصغى فالجوابُ المحسِّنُ
وهل بعدَ رأيِ العَينِ رأيٌ لِناقضٍ / عَليه إليه في النَّوائبِ أسكُنُ
إذا يَدُه طالَت إلى صَرفِ صَرفِه / أطالَت لِساني حيثُ تَقصرُ ألسُنُ
فتىً بينَ عَزمٍ للِمُلماتِ يُنتَضَى / فَيَمضي ومالٍ للمكارِم يُخزَنُ
وحدّاهُ من أصلٍ وسَعدٍ تقارنا / فمالهما إلا السِّماكانِ مَسكنُ
وصدرٌ غَدا من قَلبِه مُتوَهِّناً / وأعظَمُ مَحمولٍ يَهدُّ ويُوهِنُ
إذا الشَّرَفُ العالي الَّذي لم يَزل لهُ / بأشرافِ أفعالِ البَرية يُقرَنُ
تَجودُ ولَيسَ الجودُ مَدحاً لِمثلِكُم / إذا كانَ من أخلاقِكم يَتكوَّنُ
رأيتُ القَوافي كالغَواني ومَدحَكم / عُقُوداً لها أمسَت بِها تَتَزَيَّنُ
لِمنِ القَلبُ المُعنَّى وبمَن
لِمنِ القَلبُ المُعنَّى وبمَن / فأرَى وَجداً شَديداً وشَجَن
وهُما في أنَّةٍ أسمَعُها / فتحسَّس مَن مِنَ الرُكبانِ أن
إنَّ في القَلبِ أُمُوراً لا أرَى / خالِياً مِنها علَيها مُؤتَمَن
وأَحاديث إِذا هَمَّ بِها / مَدمَعي قالَت له لا تَفعلَن
وبَخيلٍ فإذا جادَ فَما / شِئتَ من سُخطٍ وتَعدِيدٍ ومَن
خالَفت شيمتُهُ صُورَتَه / فهوَ ما بينَ قَبيحٍ وحَسَن
كلَّما واصَلني عاتَبَني / طالَ ذا العَتبُ وواصَلت فَهَن
ما لِكأسِي أصبحَت تُمزَجُ لي / دُونَ نَدماني بِهَمٍّ وحَزَن
ونَدِيمي وُدُّهُ من طَرَبٍ / وسُرُورٍ أن تكونَ الكأسُ دَن
غيرُ مَذمومٍ عَلَيها إنَّما / يُنصِفُ الخلُّ بإنصافِ الزَّمَن
وبِهذا خالَفَ الدَّهرَ فَما / أحدٌ خالَفَ إِلا ابن الحَسَن
أبَداً يُعدي عَلى أيَّامِه / لمن استَعداهُ سِرّاً وعَلَن
داخِلاً في كلِّ بابٍ سالِكاً / للمَعالي والنَّدى في كلِّ فَن
كلُّ ما عزَّ من المالِ غَدا / بأبي البِشرِ ذَليلاً مُمتَهَن
لَيسَ يرجُو راحةً في راحةٍ / قد أقامَ الجودُ فيها وسَكَن
كم جَزيلٍ سامَني الحَمدَ بهِ / واشتَراهُ فرأى أن قَد غَبَن
يَقتَني الحمدَ إذا قِيل اقتَنَى / عَرضَ الدُّنيا بخيلٌ فَخَزَن
فَليَنَل ما يَتَمنَّى فَلَكَم / مرَّةٍ قال لراجِيهِ تَمَن
وأشَدُّ المال نَفعاً للفَتى / ما غدا أو راحَ لِلحَمدِ ثَمَن
والمذمَّاتُ إذا ما رَشَقَت / بسِهامٍ فالعَطِيَّاتُ جُنَن
إنَّ الذي كَسرةُ أجفانِه
إنَّ الذي كَسرةُ أجفانِه / تَزجُرُ مَن يَزجُرُنا عَنهُ
ألحاظُهُ ألفاظُهُ والذي / تُبصرُهُ تَسمعُه مِنهُ
أنستُ بِوَحدَتي حتَّى لَو أنِّي
أنستُ بِوَحدَتي حتَّى لَو أنِّي / رأيتُ الأنسَ لاستوحَشتُ مِنهُ
ولم تَدع التَّجاربُ لي صَديقاً / أميلُ إِلَيهِ إلا مِلتُ عَنهُ
أتاني عَنكَ إخوانُ
أتاني عَنكَ إخوانُ / كَ بالأمسِ مُهنِّينا
يهنُّونَ بأن صِرتَ / تقولُ الشِّعرَ مَوزُونا
فما صدَّقتُهم مِن فَ / رحٍ فيما يَقولُونا
إلى أن كشَفُوا لي أن / نَهُم في القَولِ يَلهُونا
فلَم تأتِ لكَي أظهِ / رَ مِن عَقلكَ مكنُونا
ولِم أمكَنتَهُم أن يَض / حَكوا مِنَّا فيُبكُونا
ومنَّا أبداً كانَ / يكونُ اللَّهوُ لا فِينا
فَشاوِرني كما يَفعَ / لُ قَومٌ أجنبيُّونا
إذا ما قلت شعراً لا / تصيِّر مدَّه دُونا
ودَوِّنهُ على استِقبا / لِ خمس وثَمانينا
ونُبِّئتُكَ قُصِّبتَ / فقَد أصبَحتُ مَحزونا
على أعراضِنا صارَت / مع الناسِ يَسبُّونا
إذا ما العُقَلا صارُوا / يَقصُّونَ المَجانِينا
فما يُعِوزُهم فَضلٌ / من النّقصِ يُواسُونا
لكَي تَبلغَ ما قَد بَ / لغُوهُ فيُساوُونا
بِينِي وكُوني عَلى بَيانِ
بِينِي وكُوني عَلى بَيانِ / إنِّي سأُبدي الذي شَجاني
لَن يحبسَ البينُ عنكِ دَمعي / إذا غَدا حابِساً لِساني
ما لِلفُؤاد الذي يُقاسِي / من الهَوى ذِلَّةَ الهَوانِ
يَنقلُه البَينُ من مكانٍ / في كلِّ يومٍ إلى مَكانِ
والراحِلُون الذينَ سارُوا / ولم تكُن لي بهِم يَدانِ
لو قلتُ منُّوا بأخذ قلبي / لكان أولَى من امتِنانِ
قلتُ أذُود الهمومَ عنِّي / وهنَّ منِّي بهِ دَواني
وليسَ أرجُو له سُروراً / أيُّ سرورٍ مع الزَّمانِ
نفسُ بنانٍ يبيتُ فيها / ما ليسَ في راحَتي بَنانِ
أفنَى الذي كانَ في يدَي / هِ ثاوٍ من المَجدِ غَيرُ فانِ
فكلَّما تَخلُفُ المَعالي / عليكَ تَحتاجُه المَعاني
أصبحَ لا يتَّقي اللَّيالي / في رِفدِ عافٍ وفَكِّ عانِ
قَد هدمَ الناسُ ما بنَوهُ / من مَجدِها وهو بعدُ بانِ
ما لي أرَى النَّائِباتِ شَتَّى
ما لي أرَى النَّائِباتِ شَتَّى / مُختلفٌ أمرُهنَّ هَينُ
حتَّى إذا ما اجتَمعنَ عِندي / لم يعتَرِض بَينهنَّ بَينُ
فهنَّ لا هَجرهُنَّ يُخشَى / ولا مَواعِيدُهنَّ مَينُ
واصَلنَني حيثُ لا رَقيبٌ / إلا أبُو القاسِمِ الحُسَينُ
فتىً نَداهُ مع اللَّيالي / على تَصارِيفهِنَّ عينُ
سَلهُنَّ هَل هنَّ غافِلاتٌ / عَن ذاكَ أم ساقَهنَّ حَينُ
نَجوتَ بالموتِ من وَجدي ومن شَجَني
نَجوتَ بالموتِ من وَجدي ومن شَجَني / وبَرَّحَت بي همومٌ ليسَ تَبرَحُني
يا مَن بمَصرعِه أمسيتُ أحسُدُه / فَكَفَّ عَن حَسَدي من كانَ يَحسُدُني
لطالَ يومُكَ حتَّى أنَّه زَمنٌ / ونحنُ نَحسبُه يَوماً من الزَّمَنِ
يومٌ عَلَت زَفَراتي يا عليُّ به / واستحسنت عَبراتي يا أبا الحَسَنِ
والصَّبرُ أوَّلُ مَحزُونٍ عليكَ فهَل / شَيءٌ سِوَى الصَّبرِ يَثنِينِي عَن الحَزَنِ
يا أيُّها المَيتُ في الأكفانِ كَم كبدٍ / تركتَ صاحِبَها مَيتاً بلا كَفَنِ
خَلَّفتَ في ناظِري شَخصاً يُخيِّلُ لي / بَعدَ الرَّدَى أنَّ ما قد كانَ لم يَكُنِ
ما لِلمَنيَّةِ لَيسَت منكَ تُؤيِسُني / كأنَّها عادةٌ كانَت من الوَسَنِ
قَضى عَلى القاضِيَينِ الدَّهرُ فيكَ بما / أجراهُ من جورِه الماضِي على سَنَنِ
وهي المنُونُ فإن تَسبِق فَلا عَجبٌ / والناسُ مُرتَهنٌ في أثرِ مُرتَهَنِ
سَلُو أبا الجَيشِ جَيشِ المكرماتِ ومَن
سَلُو أبا الجَيشِ جَيشِ المكرماتِ ومَن / أزرَت أنامِلُه جُوداً عَلى المُزُنِ
أهكذا الدهرُ لا ينفكُّ نائِلُهُ / حتَّى يُقيمَ لقَيسٍ حاتِمَ اليَمَنِ
عَلى طَرفِكَ بُرهانُ
عَلى طَرفِكَ بُرهانُ / بقَتلي فهوَ سَكرانُ
وإن أنكرتَ فالإنكا / رُ من عَينَيكَ عِرفانُ
إذا ما اعتَرَفتَ عَينا / كَ لي تَجحَدُ أجفانُ
ودَفعُ الحقِّ بالباطِ / لِ يا مَولايَ بُهتانُ
لئِن نامَ اصطِباري فَ / غَرامي فيكَ يَقظانُ
فكم قالَ رجالٌ لَي / تَ أنَّا لكَ صُلبانُ
وكم تَقتلُهُم صَبراً / فإنَّ القَتلَ قُربانُ
فلا أنتَ ولا أنسِي / يَةٌ في طَرفِها جانُ
إذا عاقَبتُما عَفوُ / كما صَدٌّ وهِجرانُ
وما زادَ مِن الصَّدِّ / فمن عُمري نُقصانُ
فإن مِتُّ فَإنسانٌ / تَشَفَّى منه إنسانُ
أتَدعُوكَ إلى القَصفِ / من الأزهارِ أفنانُ
ولا تَغتَنمُ الفُرصَ / ة إن أمكنَ إمكانُ
لقد نادَى مُنادي اللَّه / وِ لو تَسمعُ آذانُ
فلا تَركن إلى الجِدِّ / فما للجِدِّ أركانُ
ونادِم دَنَّكَ المُترَ / عَ إن أعوَزَ نَدمانُ
ولِلرحمنِ في يَومِ / حِسابِ النَّاسِ غُفرانُ
ألا تَعجبُ من سَورا / نَ إن تُعجَبَ سَورانُ
هي المَيدانُ لو كانَ / لهَا في النًّاسِ فُرسانُ
بها لِلذَّهبِ الإبرِي / زِ والفضَّةِ غُدرانُ
وفيها مِن شَقيقِ الزَّه / رِ وَسطَ الماءِ نِيرانُ
فَكَم مِن فِتيَةٍ كلٌّ / إلى وَعديَ ظَمآنُ
شُيوخٌ وهُمُ في عَ / رَصاتِ اللَّهوِ صِبيانُ
وإن يُذكر مُجّانٌ / فبالمجَّانِ مُجَّانُ
شَياطِينُ تَولَّى بَس / طَهُم في الغيِّ شَيطانُ
أطاعُوهُ وفي طاعَ / تِهِ للَّهِ عِصيانُ
تحمَّلتُ عَلى اللَّهوِ / بِهم واللَّهوُ غَضبانُ
فكانُوا لي كما كنتُ / وقد كنتُ كما كانُوا
صِلةُ العذُولَةِ لي مِن الهِجرانِ
صِلةُ العذُولَةِ لي مِن الهِجرانِ / وصدُودُها صِلَتي من الأزمانِ
وعليَّ سُلطانُ الكَواعبِ في الهَوى / وعَلى العَواذِلِ في الهَوى سُلطاني
ما صحَّ لي إِلا لِساني فاعرِضي / عنِّي ولا تتعرَّضي لِلِساني
ألأنَّ قَلبَكِ قَد مَلكتُ عِنانَه / تَهوينَ أن أُعطِي المَلامَ عِناني
كذَبَتكِ نَفسُكِ صُمَّ سَمعي في الهوى / من عَذلِ عُذَّالي وجُنَّ جَناني
للِّهِ أيَّامٌ نَعِمتُ بطِيبها / بين اصطِحابِ النَّاي والعِيدانِ
والصَّحبُ يَصطَبحونَها كرخيَّةً / أزليَّةً من عَهدِ نُوشَروانِ
من كفِّ ساقِيَةٍ بعقدِ وشاحِها / عَقدت فؤادَ مُتيَّمٍ وَلهانِ
فكأنَّ كأسَ عُقارنا في كفِّها / بطلٌ من الفُرسانِ في المَيدانِ
لو كنتَ شاِهدَها وقد تَركتهُمُ / ما بينَ سكرانٍ إلى نَشوانِ
في أرضِ شورانٍ وزَهرِ رياضها / لَعلِمتَ أنَّ اللَّهوَ من شورانِ
وإلى كَم أُخفي عن النَّاسِ حالي
وإلى كَم أُخفي عن النَّاسِ حالي / حيثُ يُبدي حَديثَها الحَدَثانُ
وإذا ما رأيتَ لم ترَ شَيئاً / كاللّيالي يُرمَى بها الإنسانُ
ثم يا حبَّذا النَّوائبُ مادا / مَ يُرجَّى لِدفعِها النُّعمانُ
نعمةٌ أصبَحَت تُقابلُ بالشُّك / رِ فمنهُ يدٌ ومنِّي لِسانُ
أتَتني شَفاعاتٌ عليَّ كَريمةٌ
أتَتني شَفاعاتٌ عليَّ كَريمةٌ / تُسكِّنُ ما في القَلبِ عنه فيَسكُنُ
فيا ليتَ أنِّي لم أكلِّمَ جَعفراً / من اليَومِ إلا بالَّتي هي أحسَنُ
يا صاحبَ القَدرَة ماذا تَرى
يا صاحبَ القَدرَة ماذا تَرى / في صاحبٍ صاحبِ وجهَينِ
تسمعُ منه أُذُني ضِدَّ ما / تَراهُ من أفعالِه عَيني
أخٌ ويا رُبَّ أخٍ جُرحُهُ / لم يُغنِ فيه دَمُ الأخوَينِ
ربَّ شَيءٍ تَراهُ يحسُنُ في عَي
ربَّ شَيءٍ تَراهُ يحسُنُ في عَي / نِكَ حتى تردَّ عينكَ عَنهُ
فإذا ما امتَحنتَهُ وجَبَ الطُّه / رُ عَليها مِنه مِنه فَلا تَمتَحِنهُ
طُهِّرَ السُّوقُ مِنه والمسجدُ الجا / معُ أولى بأن يُطَهَّرَ مِنهُ
إنَّي تذكرَّتُ للأيَّام ما كانا
إنَّي تذكرَّتُ للأيَّام ما كانا / فصدَّني ما تصدَّت لي به الآنا
وجرَّ هذا الحَديثُ المُستجدُّ لها / ضَرباً عَلى ما مضَى منها وِنسيانا
فاهتِف بما شِئتَ من ذمِّ الزَّمانِ وصد / دِقني تَجِدني عَلى ما قلتُ بُرهانا
أُمسي وأُصبحُ في سجنٍ بلا غَلقٍ / دُوني ولستُ أرَى لي فيهِ سَجَّانا
مقيَّداً مُطلقَ الرِّجلَينِ لا خَشَبٌ / ولا حَدِيدٌ ولو كانا إذاً هانا
في مَنزلٍ حاصَرتني النائِباتُ بهِ / كأنَّه دارُ عثمانِ بن عَفَّانا
والناسُ لاهُونَ عنِّي ما لَهم خَبرٌ / منِّي وإن كانَ في النَّاسِ ابنُ مَعدانا
إذا خَلائقُه ألقَت عَوارفَهُ / ألقَت على نُوبِ الأيَّامِ أعوانا
وإن بَصُرتَ بهِ والقاصِدُونَ لهُ / من حَولهِ خِلتَهُ والنَّاسَ إخوانا
وكم أسرَّ عَطاياهُ فما وَجَدَت / يَداهُ عِندي لذاكَ السرِّ كِتمانا
تُهدِّدُني بتَصارِيفها
تُهدِّدُني بتَصارِيفها / فأينَ المَعالي وفُرقانُها
وراحَتُهُ لم تزَل سُحبُها / يسحُّ عَلى الدَّهر تَهتانُها
وسُلطانُه في تَصارِيفها / عَزيزٌ إذا عزَّ سُلطانُها
تُراها تُقاومُني بَعدَ ذا / وقد عَظُمت وعَلا شانُها
أبا نَصرٍ ادرِك بنصرٍ فقَد / أتَت بالحَوادثِ أزمانُها
أبُثُّكَ ما بِي وماذا عَسَى
أبُثُّكَ ما بِي وماذا عَسَى / أبثُّك أعيا عَليَّ البَيانُ
حَوادِثُ يُضحِكُني مَسُّها / ولكن كَما يَضحكُ الزَّعفَرانُ
أتَتني صِغاراً فما خِفتُها / كذاكَ القَنا عِرقُه الخَيزُرانُ
وما كنتُ أحسَبُ أنيِّ أكونُ / بِمُستَقبلِ العُمرِ والنَّاسُ كانُوا
أعالجُ حالاً تهينُ العَزيزَ / ونَفساً يَعزُّ عَليها الهَوانُ
وكلٌّ مَضَى لم يَدَع مثلَهُ / علَى نسخَةِ الفَضلِ إلا بيانُ
فها يدُهُ بَعدَهم باليَرا / عِ تَجري وخاطِرُهُ واللِّسانُ
وهذا نَداهُ وذا مَجدُهُ / وبينَهما في المَساعي اقتِرانُ
وأيُّ خِصالِ المَعالي سَمعت / بها فالتَمِس فعليَّ الضَّمانُ
أبا فَرجٍ شَهِدَ الاختِبارُ / بصحَّةِ ما قلتُه والعِيانُ
قَرأتُ اهتمامَكَ بالقُربِ بي / فلا تَنسَني والمكانُ المكانُ
طالَ الزَّمانُ وما ثَناهُ ولا انثَنَى
طالَ الزَّمانُ وما ثَناهُ ولا انثَنَى / فَقِفا على شَحطِ النَّوى وتَبيَّنا
هَل تَعرفانِ البَينَ يومَ تَعانَقا / وتفارَقا إِلا مُسِيئاً مُحسِنا
كَلا وفَضلِ غناكما في عَذلهِ / ما زدتُماهُ بعَذلهِ إلا عَنا
يا صاحِبَيَّ المُنكِرَينِ من الهَوى / ما لا تَدلُّ عَليه أثوابُ الضَّنا
تحتَ الضَّمائِر في السَّرائرِ لَوعَةٌ / لم تُطلِق العُشَّاقُ فيها الألسُنا
وعَساكُما فيما تُريدانِ الهَوَى / يأتي بهِ قدَرٌ فيَعدلُ بَينَنا
ما للسَّقامِ أتَى يَعمُّ جَوارِحي / جَمعاً وليسَت للظَّعائِنِ أعيُنا
من كلِّ غُصنٍ تَجتَني ثَمراتُهُ / ثمَرَ القُلوبِ وما أراها تُجتَنَى
أنا للخُطُوبِ إذا دَعَت أقرانَها / إذ لا يَقولُ لَها أنا إلا أنا
ولَطالَما صرَخَت صُروفُ الدَّهرِ بي / فأجَبتُ صارِخَها ذَليلاً مُذعِنا
حتَّى استَجرتُ من الزَّمانِ براحةٍ / تركَتهُ منِّي يَستَجيرُ الأزمُنا
بَسطَ العَزيزُ بنُ المُعِزِّ بِناءَها / فِينا فكانَ اللَّهُ يَرفعُ ما بَنَى
مَولى الموالفِ والمُخالفِ عنوةً / من تحتِ شَكٍّ كانَ أو مُتَيقِّنا
ومحجَّةٌ للَّهِ هاديةٌ إلى / سُبُلِ الهُدَى وضَحَت بِنعمتِهِ لَنا
ومُقيمُها من بَعدِ طُولِ قُعُودِها / عَلويَّةَ الأنسابِ عالِيةَ السَّنا
بيضاءَ يَجلُوها الوَزيرُ بحُلَّتي / سُمرِ اليَراع وزُرقِ أطرافِ القَنا
يَرمي جَوانبها بِرأيِ مُهَذَّبٍ / متجنِّبٍ فيهِ الخِيانَةَ والخَنا
حتَّى أتَتنا وهيَ ذاتُ قَلائِدٍ / جَعلَ الإمامُ فَريدَهُنَّ فَريدَنا
القائِدُ الجَرّارُ في يَوم الوَغى / ذَيلَ الوَغى عُجباً بِها وتَزَيُّنا
فإذا تَناكَرتِ الفَوارسُ واختَفَت / خَوفَ الوُقُوفِ بها تَسَمَّى واكتَنَى
ليُريكَ نارَ الحَربِ كيفَ يَشُبُّها / ماءُ النُّفوسِ تَرُشُّه أيدي الفَنا
يَبدوُ فيُبدي مِن صَفِيحةِ وَجهِهِ / وحُسامِه في النَّقعِ بَرقأ موهِنا
صَحِبَ الأئمَّة واثِقاً ما خَانَهُ / مِيثاقُهُ ومُوَثَّقاً ما خُوِّنا
فتَوارَثَت مِنه الهُداةُ نَصِيحةً / عَصَتِ الهَوى وعَزِيمةً أبَتِ الوَنا
حتَّى تمكَّنَ عندَهُم في رُتبةٍ / ما كانَ فيها غيرُهُ مُتَمَكِّنا
إن قالَ كانَ به لعادَةِ صِدقهِ / عَن أن يَدُلَّ عَلى مَقالتِهِ غِنَى
يا مُستَغاثَ النَّاسِ في يَومِ الوَغى / ما بالُ مالِكَ يَستَغيثُ من الثَّنا
حصَلَت بمِصرٍ همَّتي واستَوطنَت / وأفادَ لي عُدمي سِواها مَوطِنا
فغدَوتُ للخَطبِ الكَبيرِ مُصَغِّراً / فيها ولِلأمرِ الشَّديدِ مُهَوِّنا
وقَد اعتَمدتُ عليكَ فاجمَع بَينَنا / وخذِ الحَوادثَ قبلَ فتكَتِها بِنا
فَلَكَ الهَناءُ بدُونِ ما بلِّغتُه / وبدُونِ ما بلِّغتَهُ وجَبَ الهَنا
بالَّذي صَيَّرَ عَينَي
بالَّذي صَيَّرَ عَينَي / كَ مَحلَّ المَلَكَينِ
وَفِّني دَيني فما حَل / لَ لَكَ المَطلُ بِدَيني