القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 65
كذا تُكشفُ الغَمّاءُ بعد ظلامِها
كذا تُكشفُ الغَمّاءُ بعد ظلامِها / وتبرأ أوطانُ العُلا من سَقامِها
وتُغمدُ بِيضُ الهندِ من بعد فَجْعِها / جُسومَ الكُماة المُصْلِتين بِهامها
وتُركَزُ سمر الهندِ من بعد خَرْقِها / نُحورَ العِدا طعناً وفَضِّ ختامِها
وتُضحِي رياضُ الحَزْنِ خُضْراً أريضةً / وَقد رويتْ كما اِشتهتْ مِن غمامِها
وَيَضحكُ وَجهُ الخَطْبِ بعد عُبوسِهِ / وتخمدُ نارُ الحربِ بعد اِضطرامِها
فيا رُكْنَ دينِ اللَّه وَالعروةُ الّتي / كُفينا بُصْنعِ اللَّهِ شَرَّ اِنفِصامِها
هَنيئاً بِها مِن نِعمةٍ فاتتِ المنى / فلم يَبْقَ للآمالِ غيرُ دوامها
وما قادَها من بعد أنْ أعيَتِ الورى / إليك سوى ربِّ الورى من خِطامها
فَلَم تكُ إلّا عَزْمةً منك في التُّقى / كفَتْك من الأيّامِ سوءَ اِعتزامها
دعوتَ لها مَن لا يخيبُ دعاؤهُ / فأرعاك منها مِنْ أجَلِّ مَسامِها
فكان ضميناً بعدها بدُنُوِّها / وَكانَ كفيلاً صَدْعها باِلتئامِها
وما زلتُ أرجوها ومنتظراً لها / كمنتظرٍ من حاملٍ لتمامِها
وبشّرنِي ظنّي بها قبل كونها / وأظهرها لِي في زمانِ اِكتِتامها
وكنتَ إذا ما حادثاتٌ تعرّضَتْ / رأيتَ جَلاها من خِلالِ قَتامها
فكفكَفْتَ منها قبل حين طلوعها / وروّأتَ فيها قبلَ وَشْكِ اِنهجامِها
فإنْ كنتَ قد قاسيتَ منها عظيمةً / فإنّ العظيمَ مُبتَلىً بعظامِها
فإنْ أجرمتْ فيك اللّيالِي فقد أَتَتْ / على عَجَلٍ منها بمحوِ اِجتِرامها
وقد وادَعَتْنا اليومَ فَاِغفر لها الّذي / مضى من تجنّيها وفَرْطِ عُرامِها
وداوتْ جروحاً من يديها رغيبةً / وعَفّتْ نُدوباً من نُدوبِ عِذامِها
ووقّرْتَها بعد الجنونِ وقد ثَوَتْ / خَبوطاً عَثوراً خُفُّها بزمامِها
فها هِيَ لا تُقذى بشيءٍ من القَذى / ولا يستطيع الدّهرُ حلَّ نظامِها
حمىً يتّقيهِ المُقدِمون وخِطَّةٌ / أبَتْ لمُغيرٍ ثُلَّةً من سَوامِها
فيا بُعْدَ مَرْمى ليلها من صباحها / ويا بُعْدَ مَرْمى نَبعها من ثُمامِها
وعلّمْتَ أملاكَ الورى إنْ تعلّموا / لدى نكْبَةٍ أنْ يخلصوا من مَذامِها
وإنْ يشتروا في ساحةِ العِزِّ رُتبةً / تجاذبُها الأيدي بحكمِ اِستِيامِها
رَمَتْك فلمّا لم تُصِبْك تناكصتْ / مُخَيَّبَةً مجروحةً بسهامِها
ولمّا رأتْ منك الصّريمةَ أَبدَلَتْ / على مَضَضٍ إقادمها باِنهزامِها
فروّيتَ ظمآنَ الثّرى من دمائها / وأشْبعتَ ذُؤْبانَ الفضا من عظامِها
وما بَرِحتْ حتّى أدَرْتَ وما دَرَتْ / كؤوسَ رَداها لا كؤوس مُدامِها
ولمّا تركتَ السَّيفَ فيهمْ وحُكمَه / جعلتَ بُكاها في مكان اِبتسامِها
عصابةُ بَغْيٍ بوعِدَتْ عن حلومها / فلم تدرِ جهلاً شيخَها من غلامها
أقامتْ على دار العُقوقِ فلم تَرِمْ / وَما رَدَّدَتْ إلّا طويلَ ملامِها
ولمّا رأَتْك مُقبلاً حار فَهْمُها / وأشْكَلَ فيها رُمْحُها من حسامِها
وَطاح الّذي غُرّتْ بهِ من وساوسٍ / وصارتْ كحُلمٍ أبصرتْ في منامها
هُمُ ثوّروها فتنةً لم تفِدهُمُ / سوى حزِّهم أَوصالَها واِنتقامها
وقد نَكَّروها جُهْدَهمْ فعرفتَها / وقد طلعتْ من قبل حَطِّ لِثامها
وهمْ أوقدوها جَهْلَةً بمآلها / فَما اِحتَرقوا إلّا بشبِّ ضِرامِها
وَهُمْ زَعزعوها وَاِرتَجَوْا لذّةَ الجنى / فلم يجتنوها اليومَ غيرَ حِمامِها
نَثَرْتَهمُ ضرباً وطعناً بقفرةٍ / كأنّهُمُ بالعين بعضُ رَغامِها
وزدتَ وقد طَرَّحْتَهمْ حِزَقاً بها / بطرْقِ المنايا في عِدادِ إكامِها
وَلَم تكُ إلّا مثلَ قَبْسَةِ قابِسٍ / ونُغْبَةِ كُدْرٍ ما اِرتَوَتْ من أُوامِها
وكان تَوَلِّيها عقيبَ مجيئها / وكان الرّضاعُ في جوارِ فطامِها
وأنت على مَعْروقةٍ عند شدّها / كذئبِ الفلا أوْ شِدَّةً كسِلامها
تُخال وقد هزّ المَراحُ كَلِيلَها / نجومُ الثُرَيّا حِلْيَةً للجامِها
كأنّك منها فوقها أوْ كراكبٍ / من الشُّمِّ أعلى هَضْبَةٍ من شَمامها
فكفّاك في تصريفها كعِنانِها / ورِجْلاك في إمساكِها كحِزامها
تدوس بك القتلى وقد ملأوا الثّرى / بِغيرِ تَوقّيها وغيرِ اِحتشامِها
فخذها كما أعطاك ربُّك دولةً / حباك بما تهوى بدار مُقامِها
مجدَّدَةً ما للخطوبِ معرَّجٌ / عَليها ولا إلمامةٌ من لِمامِها
ورام العِدا أنْ يسلبوك ثيابَها / وقد حالت الأقدارُ دون مَرامِها
وأنْ يُنزلوك عن قَراها كأَنَّهمْ / بما فعلوا عالوْك فوق سنامِها
فلا طَرَقتْها للحوادثِ طَرْقةٌ / ولا عبثتْ أيدي الرّدى باِنثلامها
ولا زِلْتَ مَحْبُوّاً بها كلَّ ليلةٍ / مُحَيّاً على طولِ المدا بسَلامِها
عَذيرِي مِنَ القومِ الّذين أراهُمُ
عَذيرِي مِنَ القومِ الّذين أراهُمُ / مَدَى الدّهرِ لا يهوَوْن منّي سوى ظُلمي
هُمُ كَلَموا جسمي ولم يكُ عندهمْ / بأنّ كُلومي ليس يا قومُ من جسمي
وَلولا اِحتِقاري همْ عدىً لرميتُهمْ / ولكنّني فيهم أَغارُ على سهمي
وقد خَبَروني كلَّ يومٍ وليلةٍ / فَما أَنكروا منّي ولا كرهوا طعمي
زارك زَوَّارُ الحُلُم
زارك زَوَّارُ الحُلُم / مسلماً بذي سَلَمْ
في ليلةٍ ظلماؤها / حالكةٌ من الظُّلَمْ
كأنّها إِثْمِدَةٌ / أوْ صَلْدَةٌ من الفَحَمْ
جاء وسادي عائداً / فلم أبِنْ من السَّقَمْ
والرّكبُ في ظلِّ نَقىً / لو زَعزعوه لاِنهدمْ
كأنّما مَرُّ الصَّبا / رَقَّشَ فيه بقلَمْ
في فِتْيَةٍ جابوا الدُّجى / إلى الضُّحى جَوْبَ الأُدُمْ
عارين من كلِّ قَذىً / كاسين من صَفْوِ الشِّيَمْ
توسّدوا أذْرُعَهم / من الكَلالِ والسَّأَمْ
وَاِفتَرشوا من الكَرى / على الثَّرى تلك اللِّمَمْ
من سَبْسَبٍ خافي الصُّوى / لا إِرَمٌ ولا عَلَمْ
مَن عاذِرِي وأَين لِي / من عاذرٍ فيما يَلُمْ
يُؤْلمني جزاءُ ما / داويتُه من الأَلَمْ
وإنْ غفرتُ جُرمَهُ / أعاد ما كان جَرَمْ
يَبْغِي سقاطي وَالّذي / يريده أعيَا الأُمَمْ
ويرتجي أنِّيَ في الن / ناسِ كما كان زَعَمْ
متى أُرِدْ شيئاً أبى / أوْ قلتُ لا قال نَعَمْ
عن الفتى سَلْ فعلَهُ / ودَعْ أُصولاً وجِذَمْ
ما ينفع المرءَ بلا / نَحيزةٍ خالٌ وعَمْ
ومِن يَدَيْ كلِّ اِمرئٍ / يصيبُهُ حَمْدٌ وذَمْ
لا خيرَ في مبتذَلٍ / يصغُر في يومِ العِظَمْ
هان فلا قَدْرٌ له / مثلُ لفيظٍ من عَجَمْ
يُغضِبُهُ إنْ لِيمَ في / سيّئَةٍ ولم أُلَمْ
وإنّني رِمْتُ عن ال / فحشاءِ وهْوَ لم يَرِمْ
عدِّ عن القومِ لهمْ / مَنٌّ ولم يُسْدُوا نِعَمْ
ضلّوا عن الخيرِ كما / ضلَّ شَرودٌ عن لُقَمْ
وعن مكانٍ لم يُقِمْ / غيرُك فيه لا تُقِمْ
إنّ لفخر الملك عِنْ / دي نِعَماً فُقْنَ النِّعَمْ
جِئْنَ غِزاراً حُفَّلاً / يفْضَحْنَ في السَّحِّ الدِّيَمْ
ما سرّني وكنّ لِي / بأنّ لي حُمْرَ النَّعَمْ
أَنت الّذي أولَيْتَنِي / من العُلا ما لم أرُمْ
وكنتُ عنها غافلاً / وقاعداً لو لم تُقِمْ
فَالآن يمشي قدمي / بحيثُ لم تمشِ قَدَمْ
والآن أُثني مُعلناً / بكلِّ غرّاءِ البُهَمْ
يَسمَعُها مَن بينه / وبينها كلُّ صَمَمْ
من ذا يُعالينِي وقدْ / ساندني الصّخرُ الأصَمْ
سَقْياً لفخر الملكِ مِنْ / مُغتفرٍ ومنتقمْ
ومَن أطاعتْ أمرَه / عُرْبُ الفيافي والعَجَمْ
كم ذا على أرْجائِهِ / زَمَّ أُنوفاً وخَزَمْ
وكم على رِفْقٍ به / قوَّضَ بيتاً وهَدَمْ
وَهوَ كَما شاء له / ذاك النِّجارُ والكَرَمْ
قد قلتُ للقومِ وقد / غُرّوا بطولِ ما كَظَمْ
حِذارِ من خافي السُّرى / أسرى بجُنْحٍ من ظُلَمْ
كالصّلِّ إذْ همَّ مَضى / واللّيث إنْ ضَمَّ عَذَمْ
والبحرِ إنْ زاد طَمى / والغيث إنْ جاد سَجَمْ
وموقفٍ ضَنْكِ الخُطا / ملآنَ من لَحْمٍ ودَمْ
يُذَمّ مَن عفّ كما / يُحمدُ فيه مَن ظَلَمْ
كأنّما القومُ به / من قَلَقٍ على ضَرَمْ
حَضَرْتَهُ بهمّةٍ / أَوْفَتْ على كلّ الهِمَمْ
وأنتَ طَلْقٌ باسمٌ / في لاتَ حينَ مُبتَسَمْ
تُشبِعُ فيه بالقّنا / مَن زاره مِنَ الرَّخَمْ
إنَّيَ عَضْبٌ باتِرٌ / فاِستلّني في كلِّ هَمْ
والسِّرُّ عندي راهنٌ / أَكتُمهُ عمّنْ كَتَمْ
وإنْ ألمَّ حادثٌ / فإنّنِي لِما أَلَمْ
سِيّانِ عندي في هوىً / ترومُهُ بُرٌّ وَيَمْ
وأيُّ خطبٍ مُعضِلٍ / ضرّم ناراً فاِضطرمْ
وَاِنقَبضتْ عنه الخُطا / واقفةً لمّا اِدْلَهَمْ
فَاِجعَلْ عِياني دونَهُ / لسدِّ ما منه اِنثَلَمْ
فإِنّني من بينهمْ / فرّاجُ هاتيك الغُمَمْ
ولا تعُجْ في خُطّةٍ / عن ناصحٍ بمتَّهَمْ
وَاِجدَعْ أُنوفاً رَغَمَتْ / من كلّ ذي أنفٍ رَغَمْ
ودُمْ على شكر الذي / خوَّلك اللهُ يَدُمْ
والمِهْرَجانُ مُخبرٌ / أنّ لك العُمرَ الأَتَمْ
تبقى لأمثالٍ له / في نِعَمٍ لا تنثَلِمْ
لا بُدِّلَ العِزُّ الّذي / أُولِيتَه ولا اِنصَرَمْ
وبابُك المعمورُ لا / عُطِّلَ من وَفْدِ الخَدَمْ
وعشتَ ما شئتَ لنا / لا عَدَمٌ ولا هَرَمْ
ضَرّمَ قَلبي فاِضطرمْ
ضَرّمَ قَلبي فاِضطرمْ / في أُفقِه ذاك الضَّرَمْ
كأنّه نجمٌ هوى / أو عَلَمٌ على عَلَمْ
يخفق في جُنحِ الدّجى / مُضَوّئاً تلك الظُّلَمْ
يقول مَن يُبصرهُ / مَنْ ضرّج الأُفْقَ بِدَمْ
كأنّما خالَطَهُ / مَسُّ جُنونٍ أوْ لَمَمْ
شككتُ لمّا لمْ تقفْ / حالٌ له على قَدَمْ
وخلتُ من رَيْبِي به / أنّي أراهُ في الحُلُمْ
كأنّه ذو بُخُلٍ / يقول لا بعد نَعَمْ
أو جَسَدٌ مُرَدَّدٌ / بَين العوافي والسَّقَمْ
فاللّيلُ مُبْيَضٌّ به / وقبلَه كان الأَحَمْ
كان بهيماً فاِنْثَنى / منه أغرَّ ذا رَثَمْ
عجبتُ واللّيلُ على / قُطوبه كيف اِبتَسَمْ
زار ولم يَجرِ له / ذكرٌ ولم يَدْعُ بفَمْ
ما نامَ عنّي وَمْضُهُ / طولَ الدُّجى ولم أنَمْ
أذكرني إِيماضُهُ / عَيشاً تَقضّى واِنْصَرَمْ
وَفِتْيَةً مُفهَقَةً / صدورُهمْ من الهِمَمْ
مِن نِعَمٍ مخلوقةٌ / أيديهمُ ومِن نِقَمْ
ما فيهمُ إلّا فتىً / ممتلئٌ من الكرَمْ
كم قد سرى في كَرَمٍ / فَما اِشتكى من السَّأَمْ
وكم علا في سُؤْدُدٍ / ظهرَ ثَبيرٍ وإِضَمْ
إِذا اِدَّعى ما شاء من / فَضيلةٍ فما ظَلَمْ
أقول لصحبي وقد هوّموا
أقول لصحبي وقد هوّموا / أصُبحٌ بدا لكُمُ أمْ ضَرَمْ
أضاء الظّلامَ ولم يُدْنِهِ / صباحٌ وأنَّى تضيءُ الظُّلَمْ
بريقٌ يعرّفني بالعقيق / ولو لم يَلُحْ لَمْعُهُ لم أنَمْ
كأنّ تخاطيطَه في السّواد / تخاطيطُ وارِسَةٍ أوْ عَنَمْ
كأنّ الرّياحَ شَنَنّ النُّضار / وإمّا نَضَحْنَ سماءً بدَمْ
أوِ الصّبحُ يقلُصُ ظلّ الظّلامِ / أو النّارُ ساريةٌ في فَحَمْ
وإمّا جوادٌ بهيمٌ بَدَتْ / لمُبصرِهِ غُرَّةٌ أو رَثَمْ
فيا حبّذا وَمْضُهُ لو أراك / وأنتَ بيَبْرين أهلَ العَلَمْ
أُناساً يدارون سُقْمَ السّقيم / ومن أجلِهِمْ دَبَّ ذاك السَّقَمْ
وكم ضِيمَ وسْطَ مغانِيهِمُ / فتىً قبل حبّهِمُ لم يُضَمْ
ولا خيرَ في بارقٍ لم يكنْ / رسولَ الحَيا وبشيرَ الدِّيَمْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025