المجموع : 91
سَأَلَ اللوى وَسُؤالُهُ تَعليلُ
سَأَلَ اللوى وَسُؤالُهُ تَعليلُ / وَمِنَ المُحالِ بِأَن يُجيبَ مَحيلُ
يا دارُ جُهدُ جُفونِنا وَضُلوعِنا / لَكِ بِالبُكاءِ وَبِالأَسى مَبذولُ
زُرَّت عَلَيهِ مِنَ الرِياضِ مَلابِسٌ / خَيطُ الغَمامِ لِوَشيِها مُحلولُ
رَقَّ العَذولُ لِما رَأى مِن حالَتي / فَاليَومَ عادَ إِلَيهِ وَهوَ رَسولُ
أَو ما تَراني حامِلاً مِن بَعدِهِ / ثِقَلَ الأَسى فَكَأَنَّني مَحمولُ
مَن لي بِخَطٍّ بِالفَضائِلِ عارِفٍ / فَيَحِقُّ حينَئِذٍ لِيَ التَفضيلُ
اَغمِد لِسانَكَ أَن يَقولَ فَإِنَّهُ / عَضبٌ أَحاطَ بِجانِبَيهِ فُلولُ
وَاِمنَعهُ مِن نَفَثاتِهِ وَكَفى بِها / فَمِنَ الكَلامِ أَسِنَّةٌ وَنُصولُ
كَفِّل زَمانَكَ أَن يُغَيِّرَ كُلَّ ما / أَنكَرتَهُ فَكَفاكَ مِنهُ كَفيلُ
سَلَوتُ عَلى الدَهرِ فيمَن سَلا
سَلَوتُ عَلى الدَهرِ فيمَن سَلا / وَصِرتُ أَعُدُّكَ فيما خَلا
وَكُنتُ حَزيناً فَأَمّا كَما / يَحِقُّ لِمِثلِكَ عِندي فَلا
بَليتُ وَأَبلَيتُ فيكَ الأَسى / كَأَنَّ السُلُوّ عَقيدُ البِلى
أَبا حَسَنٍ كَيفَ ذاك الجَما / لُ وَذاكَ الجَميلُ وَتِلكَ العُلى
وَهَل أَجمَلَ التُربُ في صُنعِهِ / لِقاكَ وَلِلتُربِ أَن يُجمِلا
وَحَقٌّ عَلَيهِ وَأَنتَ السَحا / بُ بِأَن يَتَرَشَّفَ تِلكَ الحُلى
وَحَقّي الفِدا لَكَ مِن حَملِهِ / وَإِن كانَ مَحمَلُهُ مُثقِلا
فَوَاللَهِ ما تَرَكَ الدَهرُ في / فُؤادي لِحادِثَةٍ مَحمَلا
هُوَ الصَبرُ لَكِن لا أَقولُ جَميلُ
هُوَ الصَبرُ لَكِن لا أَقولُ جَميلُ / أَصَبرٌ عَلى الهِندِيِّ وَهوَ قَتيلُ
فَهَل مِن طَبيبٍ إِن يَكُن فهوَ آلِمٌ / وَقَلبُ المُعَنّى عِلَّةٌ وَعَليلُ
مَحا الدَهرُ داراً كُنتُمُ تَسكُنونَها / فَمَن لي بِمَرأى الدارِ وَهيَ طُلولُ
وَنَخلٍ يَغيظُ الظِلُّ إِذ هُوَ ساكِنٌ / عَلى الظُهرِ خَفّاقُ العَشِيِّ ظَليلُ
وَإِنّي لِما تُجني النَخيلُ لَمُطعِمٌ / وَلَكِن بِمَن يَجني النَخيلَ بِخَيلُ
فَدَيتُكَ ظِلّاً لَو تَذوبُ وَراءَنا / وَما لِيَ في الأَطرافِ مِنهُ مَقيلُ
وَقَد مُدِّدَت أَطرافُهُ شَغَفاً بِها / فَكانَ عَلى نَارٍ فَقُلتُ يَسيلُ
حَمى اللَهُ ظِلّاً وَالظِلالُ قَصيرَةٌ / يَفيضُ عَلى وَجهِ الثَرى وَيَطولُ
وَكَيفَ لِعَينِ الشَمسِ لَو أَنَّ جَفنَها / بِإِثمِدِ ما مَدَّ الظِلالُ كَحيلُ
أَقولُ لِمَولى نَفسُهُ مِن هِبانِهِ
أَقولُ لِمَولى نَفسُهُ مِن هِبانِهِ / سَبيلُ الوَفا إِنفقُها في سَبيلِهِ
أَقَمنا قَليلاً بَعدَهُ وَكَثيرُنا / فَأَكثَرُ ما يَهوى اِنقِضاءُ قَليلِهِ
بِمِقدارِ ما تَبكي العُيونُ وَنُصدَع / قُلوبُ وَيُشقي الحُزنُ بَعدَ غَليلِهِ
وَإِلّا لَقيناهُ وَلَيسَ لِحُزنِهِ / عَلَينا دَليلٌ يَهتَدي بِدَليلِهِ
وَظَنٍّ بِأَنَّ الدَهرَ أَنسى مُصابَهُ / وَعَفّى عَلى أَثرِ الأَسى بِذُيولِهِ
لَبِثتُ عَلى بابِ الأَميرِ مُعَلَّلاً
لَبِثتُ عَلى بابِ الأَميرِ مُعَلَّلاً / بِوَعدٍ أَسيرٍ في سَلاسِلِ مَطلِهِ
فَيَأَيَّها الكَهفُ الَّذي قَد رَجَوتُهُ / لَقَد نِمتَ عَنّى مِثلَ نَومِ أَهلِهِ
يا مُطمِعي لَفظاً بِكُلَّه
يا مُطمِعي لَفظاً بِكُلَّه / وَالبُخلُ يَمنَعُ مِن لَعَلِّه
قَد جارَ دَهرُكَ فَاِنتَظَر / نا عَودَةً مِن رَسمِ عَدلِه
كَالبَحرِ يَمنَعُ مِلحَهُ / وَرداً وَيَمنَعُهُ بِبُخلِه
يا ضَيعَةَ الآمالِ إِذ / عَلِقَت أَنامِلُها بِحَبلِه
وَمَواعِدٍ رَسَفَت عَلى / رَغمِ العُلا في قَيدِ مَطلِه
يا رَحمَةً لِسَعادَةٍ / قضد أَصبَحَت في قَيدِ جَهلِه
أَمّا وِلايَتُهُ فَقَد / شَهِدَت عَلى العَليا بِعَزلِه
إِيّاكَ مِن جِدِّ الزَما / نِ فَأَنتَ مِن آياتِ هَزلِه
شُكراً لِرَبٍّ لَم أَزَل / مُتَقَلِّباً في فَضلِ فَضلِه
إِن ضاقَ بي بَلَدٌ فَما / ضاقَ الكَريمُ بِشَدِّ رَحلِه
وَبِنَفسِهِ عُذِرَ المُقَصِّ / رُ ما الوَفاءُ عَلى مَحَلِّه
إِن أَمحَلَت ساحاتُهُ / فَاِترُكهُ مَشغولاً بِمَحلِه
وَيَعولُ أَهلاً قَد أَلِم / تُ لَدَيهِمُ مِن نَقصِ عَقلِه
وَإِذا تَأَمَّلَ أَمرَهُ / فَرَحيلُهُ أَولى بِأَهلِه
عَلى نَفسِهِ بَخِلَ الباخِلُ
عَلى نَفسِهِ بَخِلَ الباخِلُ / فَيُظلَمُ إِن ذَمِّهُ السائِلُ
اضيَبخَلُ عَنها وَيُجي عَلَي / كَ لَقَد جَهِلَ الآمِلُ الجاهِلُ
وَما هُوَ ذاخِرُ ما في يَدَيهِ / وَلَكِن إِلى غَيرِهِ حامِلُ
فَبُشرايَ قَد صَحَّت الكيميا / ءُ بِأَنّي إِلى بابِهِ واصِلُ
ما مَعَالشَيبِ حَديثٌ في غَزَل
ما مَعَالشَيبِ حَديثٌ في غَزَل / قَد شُغِلنا مِنهُ بِالضَيفِ نَزَل
لَستُ مِمَّن يَنزِلُ الضَيفُ بِهِ / فَيَراهُ الضَيفُ عَنهُ في شُغُل
أَنتَ يا شَيبُ كَما السَيفُ سَوا / أَبيَضُ اللَونِ وَيَستامُ الأَجَل
وَبشحارٍ زَخَرَت في خاطِري / وَلهاني لَيسَ فيها مِن بَلَل
وَصَديقٍ لَيسَ لي عَن وُدِّهِ / حاصِلٌ يَصدُقُني إِلّا الوَجَل
الَّذي أَشقى بِهِ مِن عَلقَمٍ / وَالَّذي أَسمَعُهُ مِنهُ عَسَل
ساءَهُ ضَربُ يَدٍ تَظلِمُني / وَاِشتَهى يَحمِلُ عَنّي ما حَمَل
قالَ شَلَّت وَاِدِّعاها دَعوَةَ / وَالَّذي يَدعو بِقَلبٍ لا شَلَل
لَستَ لي حَرباً وَلا سَلماً فَما / كُلُّ مَن يَعتَنِقُ السَيفَ بَطَل
وَمُخيفي أَنَّهُ يَسهَرُ لي / موقِظاً فِيَّ عُيوناً لِلحِيَل
إِنَّ لَيلَ النَيسِ لا أَرهَبُ أَن / تَرجِعَ الدُنيا بِهِ يَومَ الجَمَل
عادى بَني العَبّاسِ حَتّى إِنَّهُ
عادى بَني العَبّاسِ حَتّى إِنَّهُ / خَلَعَ السَوادَ مِنَ العُيونِ بِكَحلِهِ
رَأى اللَيلُ تَفويقَ النُجومِ أَسِنَّةً
رَأى اللَيلُ تَفويقَ النُجومِ أَسِنَّةً / فَبادَرَ تَجريدَ الصَباحِ مَناصِلا
فَقُل لِرِجالِ الكُفرِ بيعوا سُيوفَكُم / وَصَغوا بِأَثمانِ السُيوفِ خَلاخِلا
كَفاكَ الشَيبُ هَمَّ العَذلِ فَاِقبَل
كَفاكَ الشَيبُ هَمَّ العَذلِ فَاِقبَل / ضَمانَ الشَيبِ عَنّي في القبولِ
فَإِنَّ الشَيبَ أَكبَرُ مِن عَذولٍ / وَمَن قاسَ النَذيرَ إِلى العَذولِ
فَيالَكَ مِن نُجومٍ لا أُفولٌ / لَها عَنّي وَتُخبِرُ عَن أُفولي
أَلَستَ تَرى يَومَنا يَومَ طَل
أَلَستَ تَرى يَومَنا يَومَ طَل / وَدَينَ الكُئوسِ عَلى الشَربِ حَل
فَإِن طُلَّ فيهِ دَمٌ لِلسَحابِ / فَقُل في دَمِ الكَرمِ لَم لا يُطَل
فَهاتِ فَإِنَّ الهُمومَ الحُروبُ / فَنازِل هُمومي بِكَأسٍ بَطَل
فَما يُظلِمُ الهَمُّ مَهما أَضاءَ / وَلا يَنزِلُ الهَمُّ مَهما نَزَل
وَأَوقِع عَلى وَتَر وَالغِناءَ / حَديثَ التَواقيعِ وَالمُستَعَل
كَم بِتُّ أَسري عَلى ظَهرِ الكئوسِ إِلى
كَم بِتُّ أَسري عَلى ظَهرِ الكئوسِ إِلى / أن أَصبَحَ الدَنُّ في آثارِها طَلَلا
فَاِسأَلهُ لا تَسأَلِ الأَطلالَ حادِثَهُ / فَالدَنُّ مِن أَنطَقِ الأَطلالِ أَن يُسَلا
اَما الشَبابُ فَأَبكاني بِرِحلَتِهِ / فَقالَ إِن كُنتَ تَبغي فَاِبكِ مَن رَحَلا
فَقُلتُ هَل بَعدَكَ الأَيّامُ واسِعَةٌ / أَو لا فَقَد جاءَني ما ضَيَّقَ السُبُلا
أَنتَ العَدُوُّ لِأَمرٍ أَنتَ جاهِلُهُ
أَنتَ العَدُوُّ لِأَمرٍ أَنتَ جاهِلُهُ / فَلِم يَقالُ صَديقُ المَرءِ عاذِلُهُ
هَذا وَعَذلُكَ مُحييهِ وَمُخرِجُهُ / مِنَ الثَرى فَحبيبُ الصَبِّ قاتِلُهُ
قُل ما تَشاءُ وَقَولٌ أَنتَ قائِلُهُ / ما فيهِ ما صَدَّ عَمّا المَرءُ فاعِلُهُ
فخَمِّرِ الرَأيَ وَاِستَوضِح أَواخِرَهُ / فَالرَأيُ غَرّارَةٌ مِنهُ أَوائِلُهُ
وَهَبكَ نِلتَ الَّذي تَهواهُ مِن أَمَلِ
وَهَبكَ نِلتَ الَّذي تَهواهُ مِن أَمَلِ / أَما وَراهُ الَّذي تَخشاهُ مِن أَجَلِ
ما الأَمرُ إِلّا مُبينٌ واضِحٌ وَجَلي / فَكَيفَ أُصبِحُ أَو أَمسي عَلى وَجَلِ
إِنّي لأَعلَمُ عُقبى كُلِّ عاجِلَةٍ / لَكِنَّهُ خُلِقَ الإِنسانُ مِن عَجَلِ
ما إِن يُرَدُّ إِلى مُرادٍ أَوَّلِ
ما إِن يُرَدُّ إِلى مُرادٍ أَوَّلِ / حَتّى يُرَدَّ إِلى زَمانٍ أَوَّلِ
وَالهاطِلاتُ لَهُم وَما قَنِعوا بِها / وَالراسِخاتُ فَمَن يَهُزُّ وَكَيفَ لي
يا دَهرُ إِتن كانَ القَليلُ هُوَ الَّذي / يَبقى بِهِ ماءُ الوُجوهِ فَقَلِّلِ
لا تَسأَلِ الرِزقَ العِبادَ فَرُبَّما / يَأتي بِهِ عَفواً وَإِن لَم تَسأَلِ
أَلا لَيتَ شِعري ما دَرى البابُ أَنَّني
أَلا لَيتَ شِعري ما دَرى البابُ أَنَّني / إِلى البابِ سار أَو إِلى البابِ داخِلُ
وَلَو قَنِعَ الشُجعانُ بِالمَوتِ بَينَهُم / لأَعوَزَ في يَومِ الوَغى مَن يُقاتِلُ
فَما غفلَتي إِنّي مَعَ اليَومِ سائِرٌ / وَيا وَيلَتي إِنّي مَعَ الغَدِ واصِلُ
وَبَحرٍ عَدَت فيهِ عَنِ الدُرِّ لُجَّةٌ / وَأَبعَدَ فيهِ لِلسَلامَةِ ساحِلُ
أَلا لَيتَ لي جَهلاً بِهِ العَيشُ طَيِّبٌ / وَلا عَيشَ إِلّا عَيشُ مَن هُوَ جاهِلُ
يا دَهرُ يا لَيتَ أَنّي
يا دَهرُ يا لَيتَ أَنّي / لَم أَتَّخِذكَ خَليلا
فَعَلتَ غَيرَ جَميلٍ / فينا فَصَبراً جَميلا
أَهلاً وَسَهلاً بِالكِتابِ الواصِلِ
أَهلاً وَسَهلاً بِالكِتابِ الواصِلِ / لِيَهيجَ مِن أَلَمِ الفِراقِ بَلابِلي
وافى فَواقى لي بِطيبِ بَشائِرٍ / وَدَنا فَأَدنا لي سُرورَ مَخابِلي
فَطَفَقتُ أُدنيهِ عَلى كَبَدي عَسى / يُطفي حَرارَةَ مُهجَتي وَبَلابِلي
وَجَدتُ اِصطِباري بَعدَهُنَّ سَفاهَةً
وَجَدتُ اِصطِباري بَعدَهُنَّ سَفاهَةً / وَأَبصَرتُ رُشدي بَعدَهُنَّ ضَلالا