المجموع : 98
وما تُعدمُ الدنيا الدنية أهلها
وما تُعدمُ الدنيا الدنية أهلها / شواظَ حريق أو دخانَ حريقِ
يجرَّع فيها مالك فقد هالك / فيشجى فريق منهم بفريق
فلا تحسب الدنيا إذا ما سكنتها / قراراً فما دنياك غير طريق
متى غمرت دنيا أخاها بمائها / فليس وإن أروته غير غريق
عليك بدار لا يزول ظلالها / ولا يتأذى أهلها بمضيق
فما يبلغ الراضي رضاه ببلغة / ولا ينقع الصادي صداه بريق
قالوا أأرهنت دماً
قالوا أأرهنت دماً / فقلت أرهنتُ ثقَهْ
عند الذي أعرفه / برحمة وشفقه
ذاك الذي يحكي لنا ال / مسكُ قديماً عرقه
ولا يرى الله العلا / تسلك إلا طرقه
ذاك الذي من مائه / أنبت عودي ورقه
ومن أماديحي له / من كيسه لا سرقه
أبا جعفر هل أنت قابل شاعرٍ
أبا جعفر هل أنت قابل شاعرٍ / كذوب يريد الانقياد إلى الصدقِ
مضت حقبة وهو الخبيث مآكلاً / يحاول طيب الرزق من مطلب الرزق
وقد كان ممن يشهد الزور مرة / بأنزر منزور وما ذاك بالطلق
ويعرضُ عِلقَ الصدرِ من حُرِّ شعره / على القوم لا يدرون ما قيمة العلق
أحل حرام المدح في غير أهله / فجوزي حرماناً فلم يؤت من حذق
وليس له من توبة غير مدحه / ذكياً كريم الفرع مثلك والعرق
فأعتقه من رقِّ المذلة إنه / على ثقة في نفسه منك بالعتق
سائل أبا الصقر إذا جئتَه
سائل أبا الصقر إذا جئتَه / عن أمِّه ذات البساتيقِ
وضربها الكامخ في طيزها / بين دنان ودواريق
قاد أبا الصقر إلى ما أرى / من فعله قائدُ توفيقِ
عرض لي بعد مواعيده / دون المنى عارض تعويقِ
يا عجباً ليس لأن ردَّني / من بعد إيماض وتبريقِ
ولا لأن أخلفني وعده / لكن لإيماني وتصديقي
أعجب بمثلي سائلاً مثله / مهر استه ذات الأفاويق
بحقه المسكين لم يعطني / غير الهواهي والمخاريق
ما كان من كان يبيع استَه / من نائكيه بالدوانيقِ
مشترياً حمداً بما جمَّعت / كفاه من تلك التفاريق
لم يجمع المال ببذل استه / من فرق شتى وتفريق
الله صدِّيقيَ في ذمِّه / بل لؤمه المشهور صدِّيقي
شأنك والضيق كما لم تزل / بل وكِّد الضيق بتضييق
من جمع الأموال من مثل ما / جمَّعته لم يلج في ضيق
ما كنت أهلاً حين أملته / لا لتجهيل وتحميق
بأي حق ليَ أو حرمة / أملت أن يبلعني ريقي
هل كنت في العزّاء عوناً له / أيام يُرمَى بالمزاريق
أو شاهداً ما لقيته استه / إذ ذاك من شق وتخريق
أو حاملاً أثقال أحماله / تلك التي لا في جواليق
ولا صناديق سوى رزمةٍ / تدس في شر الصناديق
أو رقع المدح الذي قلته / وهي استه الواهية الريق
كلا فما يخفى على مثله / أمر تفاقيع وتشقيق
سبحان من خوله نعمةً / أنسته جهد البؤس والضيق
إذ تلعب الناكة في متنه / ما بين تزليق وتسليق
بكل جردان له فيشة / كأنها قرعة إنبيق
كم من حروب قد أناخت له / بلا عجاج وبلا ضيق
بل كان منها في ندى ماله / بل في بحار ذات تغريق
درت عليه دررٌ جمةٌ / من نطف ذات أفاويق
فاسْتُ أبي الصقر وما حولها / أهوية ذات زحاليق
يا لك في الهيجاء من فارس / مشتهر بالصبر بطريق
يظل مركوباً بها راكباً / مذاكيَ الجُردِ المعاتيق
يركب من راكبه شنعةً / زينت بتتويج وتطويق
مطاعناً والطعن من قرنه / وليس منه غير تدريق
سبحان واقيه سوى دبره / وقعَ جرابٍ ذات تذليق
جازت عن الجلد إلى عرضه / فمزقته كل تمزيق
خفِّض أبا الصقر فكم طائر / خر صريعاً بعد تحليق
زُوِّجتَ نعمى لم تكن كفأها / فصانها الله بتطليق
وكل نعمى غير مشكورة / رهن زوال بعد تمحيق
لا قدست نعمى تسربتها / كم حجة فيها لزنديق
صبراً أبا الصقر للوم امرئٍ / أصلاك ناراً ذات تحريق
شرد عن عينيك حلو الكرى / وشاب دنياك بترنيق
أرَّقه مدحك لا مجدياً / فاقتصَّ تأريقاً بتأريق
وثقيل جليسُه في سباقِ
وثقيل جليسُه في سباقِ / ساعة منه مثل يوم الفراقِ
كشجى الحلق لا يسوغ ولا يل / فظ بين اللُّهى وبين التراقي
قد قضى الله موتَه منذ حين / واحتوى الموتُ نفسه وهو باق
لا أسميه باسمه قد كفاني / أنه وحده بغيض العراق
ومعاشر بصقوا على ما قلته
ومعاشر بصقوا على ما قلته / لم أرض أوجههم مَمَجَّ بصاقي
فبصقت في الأحراح من نسوانهم / وطعنتهن بأيما مزراق
ومججت في أرحامهن مجاجة / أوجدتهن لها ألذ مذاق
وكذاك أجزي كل منفقِ بصقةٍ / في غير موضعها من الإنفاق
ومائق فوق صدره هنة
ومائق فوق صدره هنة / جازت بشبر مشَكَّ منطقتِهْ
إذا أراد الكرى توسدها / فقد كفته مكان مرفقته
علامة الفسق طول لحيته / وآية الفحل طول شقشقته
لشنطفَ كعثبٌ خلقُ
لشنطفَ كعثبٌ خلقُ / تشعَّب جوفه طرقُ
مريح منتن أبداً / على جنباته لثقُ
كمثل البحر يخشى في / ه هول المد والغرق
يسيل لعابه أبداً / وتأكل بطنه الحرق
كقدر لا يزال يسي / ل من أثقابها المرق
تخوض فياشل الأوغا / د لجته وتخترق
كثير الضحك فالشفتا / ن منه ليس تنطبق
تعوَّد ذاك خلقاً فه / و طول الدهر منفلق
لها إبط كريح المي / ت منه الرشح والعرق
تقول لمن تصابره / مكانك ليس نفترق
وأشهى من أغانيها / إلي النار والفلق
وأحمى من أحاديث / تحدثنا بها الدمق
قُصَيِّرَةٌ حُقَيِّرةٌ / قليل قدرها شفق
تَمَلَّقُنا وليس يطي / ب منها ذلك الملق
وتدعونا إلى بثق / بشر الماء ينبثق
فيأخذنا لذاك الزم / ع والإشفاق والفرق
وتظهر عفة وتمي / ل نحو فتى شبق
كأن الرأس منها لم / يركَّب تحته عنق
وتخضب رأسها والوج / ه يشهد أنها خلق
وليس لطيبها عبق / ولكن نتنها عبق
لقد كملت مقابحها / فلا خلق ولا خلق
نكهت شنطف ففاح كنيفٌ
نكهت شنطف ففاح كنيفٌ / وأتاها امرؤ فصاح الغريقا
غرَّقته في كعثب مثل مدِّ ال / بحر ما زال للأيور طريقا
يحذر الفيل أن يموت غريقاً / فيه لا أن يموت فيه خنيقا
صابرتني يوماً وقالت أغثني / بجماع به أطفِّي الحريقا
قلت بي طاقة على الموت لكن / لست للقرب منك ويكِ مطيقا
قلَّصت درعَها وألقت على الأر / ض قفاها وأبدت المفلوقا
فرأيت اللهاة منها وأعرض / ت وغادرتها تطيل الشهيقا
إنما شنطف أتان وديق / خاب من ينكح الأتان الوديقا
فرق الله بين جسم وروح / تشتهي نيك شنطف تفريقا
وأقصر عنه الطرف خوف ملالتي
وأقصر عنه الطرف خوف ملالتي / عليه وحوبائي إليه تتوقُ
وما مثله خِيفَ الملالةُ والقلى / عليه ولكن المحب شفيقُ
طلبت لديكم بالعتاب زيادةً
طلبت لديكم بالعتاب زيادةً / وعطفاً فأعتبتم بإحدى البوائقِ
فكنت كمستسق سماء بخيلة / حياً فأصابته بإحدى الصواعقِ
ومن ظن أن الاستزادة في الهوى / تؤول بمعشوق إلى هجر عاشق
أشكو الفراق إلى التلاقي
أشكو الفراق إلى التلاقي / وإلى الكرى سهر المآقي
وإلى السلوِّ تفجعي / وإلى التصبر ما ألاقي
وإلى الذي شطت به / عني النوى طول اشتياقي
وطوت حشاي على الجوى / لما طوته يدُ الفراق
صبراً فرب تفرُّقٍ / آت بقرب واتفاق
لما استكن الكرى في كل ناظرة
لما استكن الكرى في كل ناظرة / وبات جفن من الواشي به شرِقا
سرى إليَّ على خوفٍ يحاذره / زور أتى تحت جنح الليل منسرقا
أخفى من الطيف إلا أن بهجته / حسناً جلت بسنا أنواره الأفقا
مضمَّخٌ بغوال علَّ مفرقه / أيدي حواضنه مسكابها عبقا
تشكو إلى قلق حيران مكتئب / صبٍّ إلى قربه الأحزان والقلقا
صوتاً تراني مجنوناً أخا كلفٍ / إذا سليمان يوماً قد به نطقا
قد سحَّب الناس أذيال الظنون بنا / وفرّق القوم فينا ظنهم فرقا
أرّقني بعد أن عجبت له
أرّقني بعد أن عجبت له / أبيضُ كالأقحوان متَّسقا
أضحك منه كأنه برَدٌ / أرسله الموت بعدما برقا
عاد عليه الزمان يثرمه / شيئاً فشيئاً كأنما استرقا
أشجتك داعية مع الإشراقِ
أشجتك داعية مع الإشراقِ / هتفت بساق في ذؤابة ساقِ
أيكيَّةٌ تدعو بشجو إن دعا / ريب الزمان قرينها بفراق
تدعو أماويت الشجى في صوتها / أبداً تراه دائم الإطراق
لو تستطيع تسلَّبت من طوقها / لو كان منتحلاً من الأطواق
إذا أحدقوا بي في المَكَرِّ حجزتُهم
إذا أحدقوا بي في المَكَرِّ حجزتُهم / بسورٍ من الضرب الدراك وخندقِ
وشيعني قلب هناك مشيّعٌ / وظلة موت ذات حال ومصدقِ
تزيد على عشرين رطلاً ومثلها / وتهتز ريّا من دباحٍ ورونقِ
وفي عرضها بالشبر وقفاً وطولها / بخمسة أشبار بشبر مفرَّقِ
إذا هي لم تفرِ الجماجم خذرفت / خذاريفَ شتّى من أكف وأسوق
لها هبّةٌ بعد المضاء كأنها / هزيز الصبا بين الأباء المُحرَّق
فمن أخطأته استوهلته وأيَّهم / أصابت فهبه نطفةً لم تخلَّق
كأن لقاء الهام إذ خذرفت به / لُقَى حنظلٍ بالصحصحان مُفَلَّق
كأنهم لما أطافوا بجانبي / أطافوا بركن من عَمايةَ أخلق
تزِلُّ عِتاقُ الطير عن قذفاته / أشمَّ بنافٍ بالعماء منطَّق
فلما رأوا رأي الجلية إنما / تصلَّوا بألهوب من النار محرق
تولوا وقد هروا هرير مذاقتي / ومن يرعني يوم الكريهة يسبق
وأحمسَ حزب الله ركضاً وراءهم / وضرباً متى تحدو الوسائقَ يوسق
فأعطوا بأيديهم وألقوا سلاحهم / وشاع التنادي أمكن الأسر أوثق
وبلَّت برأس التُّرَّكشِّ وأعصفت / له تحت منسوج العجاج المشبرق
تحلَّيتُه والنقع مُرخٍ سدوله / بنظرة خطّاف الكلاليب أزرق
فأضربه في مفرق الرأس ضربة / تعودتها من مفرق بعد مفرق
وهان عليه أن يطول ثراؤه / على الجانب الغربيِّ من قنص أبسق
فأدلى له التأمير والأمر بعدها / وقد حلّقت بالعبد أولى محلّق
وأمست له الأنبارُ مثوى كرامةٍ / وأمست لهم مثوى هوان ومرهق
وكانوا كأوصال القناة تتابعت / وكنتَ لهم مثل السنان المزلَّق
فكادهم رب السما بمؤيَّدٍ / من الكيد أخّاذ بسمع ومنطق
طرقت بنشوة روضةٍ ربعيةٍ
طرقت بنشوة روضةٍ ربعيةٍ / بات الندى في نورها يترقرقُ
خلق تخلقه زمانك مرة / وإلى الخليقة يرجع المتخلِّق
لو أمتع المرءَ الشبابُ حياتَه / أزرى به أن المآرب تخلق
إذا المرء أرَّقني مدحه
إذا المرء أرَّقني مدحه / وأغفل حقيَ أرَّقتُهُ
بشتم إذا بات يصلى به / توهَّم أنِّيَ حرَّقتُهُ
قد أخلق الناس الهدايا كلها
قد أخلق الناس الهدايا كلها / إلا الكلام فإنه لم يَخلَقِ
فجعلت إهدائي إليك قصيدة / بكراً بخاتم ربها لم تفتقِ
كأنها والخزر من أحداقِها
كأنها والخزر من أحداقِها / والخطط السود على أشداقِها
تركٌ جرى الإثمدُ من آماقها /