المجموع : 65
جعل الله نساء ال
جعل الله نساء ال / قوم للقوم متاعا
فانكحوا منهن مثنى / وثلاثا ورباعا
تقدم أهله الطاوين يمشي
تقدم أهله الطاوين يمشي / إلى ذي نعمة أثرى وجمع
وغمغم قائلا إنا جياع / فقال يرده جوعوا لنشبع
الشمس قد طلعت بوجه اروع
الشمس قد طلعت بوجه اروع / فوقفت مبهوتا لحسن المطلع
وجه كما تهوى الطبيعة سافر / ما ان عليه سوى السنى من برقع
في موكب فخم يزيد جلاله / لمع الاشعة في الفضاء الاوسع
هي في طريق عروجها وشعاعها / في كل ما تبدو له من موقع
بيضاء لولا ما بها من وخزة / لذاعة من حسنها لم اشبع
اني ادين بحسنها لا كالذي / املى عليه جهله ان لا يعي
مرت تعاورها الدهور وحسنها / ابداً جديد بالشباب الممتع
انظر اليها فهي تحكي غادة / ترنو اليه من المحل الارفع
ولقد بدت في خيلع من نورها / احسن بها لما بدت في الخيلع
تجري بلا تعب الى الغايات في / صمت على لقم الطريق المهيع
لا تحرم الارض الضياء فان جلت / عن موضع منها بدت في موضع
تمتد من شغف لها الانظار من / حسرى تكل من العياء وضلع
ظهرت على متن السحاب كأنها / نار تشب على كثيب اسفع
ولقد علتها وهي تبرح افقها / وطفاء حانية حنو المرضع
ودنا يطوف بها الغمام كمصطل / بالنار يذكي جمرها او مزمع
قد كان منها القرص احمر فاتحا / حتى اختفى في العارض المتجمع
اما الغيةم فتلك بعد تراكم / اخذته بين صدورها والاذرع
صور محببة وليس بمنكر / حوج الحياة الى الجمال الاروع
الشمس في طول النهار نجيتي / والشمس حيث ذهبت ذاهبة معي
وكأنما بيني وبين شعاعها / نسب قديم ما لأوله اعى
ما ذر قرن الشمس الا اهتز من / فرح فؤاد تحتويه اضلعي
الصبح لما ابيض من انوارها / اخنى على ضوء النجوم اللمع
والصبح بعد الليل يحكي ضوءه / املا لذيذا بعد يأس موجع
ولقد تيقظت العيون من الكرى / يلفظن احلام الكسالى الهجع
قد كان ليلا قد تضاعف دجوه / والليل يذكى الحزن في المتفجع
ثم انجلى متأخرا عما له / قد كان في طغيانه من موقع
وبدت عليه ذلة فكأنما / صفعته كف الصبح فوق الاخدع
ناديت فيه نجمه مستوقفاً / فمضى يخب كأنه لم يسمع
لا تحزني مما لقيت من الاذى / ما انت مني يا نجوم بأضيع
اما الحياة فانها لجميلة / بك يا ذكاء وان اقضت مضجعي
يا حبذا لو انني من بعدما / اردى يكون اليك يوما مرجعي
اني لارجو ان تطلي من عل / حتى تري عند النهاية مصرعي
لا ضير ان ابكى الدجى عيني فقد / مسح ابتسامك في النهاية ادمعي
اقلعت عن حب الحسان جميعها / الا هواك فلست عنه بمقلع
بالشمس في الافق البعيد تغزلي / لا بالعقيق ورامتين ولعلع
جف روض المنى وشح الربيع
جف روض المنى وشح الربيع / وسقت مصرع الهزار الدموع
صوح الزهر في الربيع وأمضى / صامتا يومه الحمام السجوع
ولقد راعني رزايا توالت / والرزايا إذا توالت تروع
وهمي الدمع للأسى دافقا من / كل عين كأنها ينبوع
لم يبين لي إلا فساد وكون / ونتاج وفر وموت ذريع
ورأيت الأيام تأكل من أع / مارنا في الحياة وهي تجوع
رب جيل يردي فتوطأ بالأق / دام منه جماجم وضلوع
وكأن الأرض التي هي وارت / كل هذي الأموات قبر وسيع
وكأن السماء قبة دير / وكأن النجوم فيها شموع
وكأني وراء سود المنايا / حمل يتبع الذئاب وديع
لا تعول على الأزاهر تزكو / فهي من بعد ما تضوع تضيع
ما لأفنان الدوح يرجى سلام / من رياح تخر منها الجذوع
ليس تروى أرض بها ظمأ يل / ذع إلا إذا سقاها النجيع
كلما شاعدت المقابر حولي / أخذتني مهابة وخشوع
ليس للقادمين فيها بقاء / ليس للذاهبين منا رجوع
وكأن الحياة بين الخلايا / في جميع الأجساد برق لموع
إنها ينبوع إذا جف في الشي / خ فقد روى اليافع الينبوع
من شقاء الإنسان أن المنايا / قاسيت ما إن إليها شفيع
يبتغي الموت كل يوم صريعا / وعلى الذئب لا يعز القطيع
وتريد السماء منا شهيدا / أو جريحا يسيل منه النجيع
نحن في حرب تدرك الفوز فيها / أرحل تحتها يئن الصريع
إنما الناس في الحياة غلاب / خادع في اللقاء أو مخدوع
إن شر السلاح في عصرنا النا / ر فما إن تقيك منها الدروع
ولعل الأيام تأمر بالسل / م ولكن هناك من لا يطيع
ما انتظاري لفجر ليل بهيم / لم يكن مر منه إلا هزيع
بقيت من دنيا الألى فرغوا من / ها قبور يطول فيها الهجوع
أمكان وليس فيه أمان / وزمان وليس فيه ربيع
عل في جانب من الكون أرضا / ليس فيها كراهة وولوع
ما أفاد الصقر المحلق في الجو / مدلا أن الفضاء وسيع
ولقد هون الحمام على النا / س وقد عضهم شباه الشيوع
أيها القلب قد أثار عجابي / بعد ذاك النزاع هذا النزوع
يا نهار الآداب لست عسى العه / د ولا في ضحاك ذاك المتوع
حملت أمواج الأثير إلينا / نبأ منه الناس في الشرق ريعوا
قد هوى للجبين شاعر مصر / من علو فمصر ثكلى جزوع
بت ليلي لما نعوا حافظا لي / وكأني من حية ملسوع
أنا مهد إليك حافظ ما قل / ت فهل أنت في ثراك سميع
وإذا لم يرقك منه بياني / فاستمع ما تقول مني الدموع
أيها الثاوي في حفير وطيء / إن مجدا بنيته لرفيع
قد غرست القريض في أرض مصر / فسمت منه في العراق فروع
وخدمت الآداب فيها بصدق / مثلما يخدم الرياض الربيع
لا يجاريك في الخلود قريضي / كل ما فيك قلته سيضيع
لا أساويك في الخطى عند سيري / إنني ظالع وأنت ضليع
ليس بدعا إن أبنتك القوافي / فالذي نابها لعمري فجيع
قلدت أهل الغرب في الشعر ناس / وإذا الشعر أنفه مجدوع
ما دروا أن الشعر في كل أرض / هو من نفس أهلها منزوع
رب شعر له الملائك تعنو / وهي لله سجد وركوع
إن هذا الذي ألم بمصر / حدث فاجع وضرب وجيع
لم يكن فقد شاعر النيل إلا / كارثا من جراه ريع الجميع
ذاد عنها ذياد حر شجاع / وهو فيه بنفسه مدفوع
ما جنت أيديه ثمار المساعي / يوم مدت منهم إليها البوع
أيها الرافهون في أرض مصر / أيكم في النضال عنها القريع
كان يبغي الإصلاح بالشعر منه / وسواه يشري به ويبيع
كان يأبى إذ يخضعون وما إن / يستوي ذو جراءة وهلوع
شاعر وقاد القريحة مطبو / ع وما كل شاعر مطبوع
أدب رائع وخلق رضيّ / وحجى راجح وذهن سريع
إنما كلها العروبة ثكلى / وبمصر وبالعراق صدوع
يا دموعي كوني على النظم عوني / إنما حافظ هو الموضوع
أو دعوه قبرا من الأرض ضنكا / ما به شرفة ولا توسيع
شيعوه إلى التراب فأشجى / كل ذي قلب ذلك التشييع
شيعوه إلى مدينة موتى / دونهم في اللقاء سد منيع
شيعته أصحابه وذووه / وجموع وراءهن جموع
وكأن الضريح ربوة شعر / وكأن الأشياع طير وقوع
كل ما قد نثرته فجميل / كل ما قد نظمته فبديع
كلفوك الزلفى فلم تستطعها / ليتهم كلفوك ما تستطيع
طلبوا أن تطيعهم طاعة عم / ياء والحر شامس لا يطيع
طف بديوان حافظ واجن زهرا / فهو لا نافض ولا ممنوع
لهف نفسي على وضاءة نجم / ما له من بعد الأول طلوع
أقفرت منك بعد أن كنت تشدو / في ذراها منازل وربوع
قد أضاعوك غير أن الذي أظ / هرت من عبقرية لا يضيع
حان أن يدعوني المنون إليه / وسأعصي المنون لو أستطيع
ولعل الحمام ليس كما يز / عم ناس مبالغون يروع
اخضعي يا نفس فما لك فيما / أبرمته الأقدار إلا الخضوع
ستحيي الشمس المنيرة غيري / وسيرفض شملي المجموع
قد سرت بين نواظر ودموع
قد سرت بين نواظر ودموع / تجتاز ينبوعا إلى ينبوع
كانت أحايين الفراق شديدة / وأشد منها ساعة التوديع
والشعب خلف النعش يمشي صامتا / في رعشة تنتابه وخشوع
فيدٌ على عين له ذرافة / ويد على قلب له مصدوع
أما الكلام فكان همسا كله / لا شيء فيهم كان بالمسموع
من كان منهم قد تأخر خطوة / سبقته أدمعه إلى التشييع
سيظل قلبي في الجوانح مزعجي / حتى تسيل مع الركاب دموعي
رجع الألى قد شيعوه كلهم / إلا دموع الثاكل المفجوع
لم أدر ساعة لي نعاه نعيه / ماذا أصاب القلب تحت ضلوعي
القلب يأمر يا عيوني بالبكا / من بعد كل عشية فأطيعي