المجموع : 82
أغرّ أناساً أن تجافيت عنهُمُ
أغرّ أناساً أن تجافيت عنهُمُ / وراخيتُ من أخْطامهم فتنفسُوا
وما ذاك أنِّي نصبُ كل مُناضلٍ / ولا أن عرضي جذلُ من يتمرسُ
ولكنني مستضلعٌ بجريرتي / فغيريَ من يمشي الضَراء ويهمسُ
سلاحي لسان لا يُفلُّ وجُنَّتي / أديمٌ صحيحٌ يضرحُ العار أملس
فلا سارق شخصي من العين رَهبةً / ولا خافضٌ رِزِّي لمن يتوجس
أنا ابن الرخاميِّ الذي تعرفونَهُ / شهاب منيرٌ صخرة لا تؤيِّس
زئيري نذيري فاهرُبوا قبل وقعةٍ / تُقَضقِضُ أصلاب الرجال وتَفرس
دعوا تلكم الأحقاد وهي دفينةٌ / ولا تبعثوا أدواءهن فتنكَسوا
ولا تأمنوني إن جرى الصلحُ مرةً / فقد تعطف الحربُ الضروس فتضرِس
وإن لكم فيمن وسمتُ لعبرة / تُحنِّكُ من غِراتكم وتُجرِّس
خُذُوهم عِظاتٍ قبل أن يأخذوكُمُ / أسى إن تقوى الشر أحْجَى وأكيس
لذي الحلم قبل اليوم ما تُقرعُ العصا / وقد قالها من قبليَ المتلمس
وظلماءَ ما في سُدِّها من خَصَاصةٍ
وظلماءَ ما في سُدِّها من خَصَاصةٍ / لعين ولا فيها لذي الرأي مَحْدِسُ
عفا جُلبُها آي الهدى من سمائها / وغطَّى على أضوائها فهْي طُمَّسُ
صقيلٌ صقال الطبع لم يُكسَ غيرُهُ
صقيلٌ صقال الطبع لم يُكسَ غيرُهُ / صقالاً ولم يَعْهدهُ مذ قُدَّ مِدْوَسُ
ولو شئت ماطلتُ القوافيَ جريها / مدى ما تمادى شأوُها المتنفسُ
ولكنني أُعطي الكلامَ حقوقَهُ / وفاءً وحقُّ الشعرِ عندك يُبْخس
فذاك وإني أستقي من قريحتي / وأقدحُ إذ غيري من الناس يقبِس
بَروكٌ لحاجاتِ الغواةِ مُلظّة
بَروكٌ لحاجاتِ الغواةِ مُلظّة / ولو لبثْت حولاً تُساط وتُنخسُ
كفيل أبي يكسومَ عند بُرُوكه / غداةَ نهاه عن نواهُ المغمِّسُ
تُقارفُ منهنَّ الليالي مخازياً / تكاد لها قَمراؤُهُنَّ تَحنْدسُ
حفزتُ إليك الشعرَ بالشعر ترتمي
حفزتُ إليك الشعرَ بالشعر ترتمي / غواربُهُ حتى كأنك أخرسُ
عجباً من موفق الرأي ولَّى
عجباً من موفق الرأي ولَّى / كلبَ خسءٍ مكان رئبال خيسِ
وأحسنُ ما في الوجوه العيونُ
وأحسنُ ما في الوجوه العيونُ / وأشبَه شيءٍ بها النرجسُ
يظل يلاحظ وجه الندي / م فرداً وحيداً فيستأنسُ
يا شيخ عَدِّ عن الجلوسْ
يا شيخ عَدِّ عن الجلوسْ / أوجعتَ ضرباً بالقُلوسْ
لك لحيةٌ مخضوبةٌ / بعصير أظلاف التيوس
فظلت تَلَقَّى طلَّ مُرفَضِّ دمعِها
فظلت تَلَقَّى طلَّ مُرفَضِّ دمعِها / مَلاطمُ وردٍ عن محاجرِ نرجسِ
ولا حَليَ للأرض من نورِها
ولا حَليَ للأرض من نورِها / كحلي السماء سوى النَرجسِ
ما رَشَأ الأنس بمستأنِسِ
ما رَشَأ الأنس بمستأنِسِ / إلى بياض الشَعَر المُخْلسِ
بل صَدْفةُ المبغض من حُكمه / في الشيب تتلو نظرة المُبلِس
وصحبةُ المعتِم من شأنِه / وليس منه صحبةُ المغلس
ماذا على الدهر وعَوداته / لو صاح يا ليل الصِّبا عسعس
فاسودَّ مبيَضٌّ كسا نورُهُ / قَلْبي ظلاماً حالك الطرمس
أستلبِسُ اللَه النُّهى إنه / أحْصَنُ ملبوس لمستلبس
فاجأني الشيب على صبوةٍ / أيُّ يد في الغيِّ لم تَغمِس
نورٌ ونار لهما وقدةٌ / لو قُرِنا بالماء لم يَجمُس
ما أعدلَ الحبَّ على جَورهِ / في خُلطة الأحمقِ والكيِّس
قلبي على وعظ النهى مولع / بجالبٍ للداء مستنكِس
أحببت روداً من بنات الصبا / أي بنات القلب لم تخلِس
منَّاعةً للرشف منّاحةً / للطرف إن تُبرِئْكَ تستنكِس
ترنو بطرف مؤنِسٍ قاتلٍ / لولا عمى الأهواء لم تؤنس
لا عوقبتْ نحلة لِمْ حلَّأَت / عن ريقها حائمةَ المُخمِس
ضَنَّت بماء العيش لكنها / من يقتَبسْ نار الجوى تُقبِس
يا نحلةَ الشهد التي أيأست / منه وإن غرت فلم تُؤيس
ما حققتْ معنى اسمها نحلةٌ / قيل اقلسي أرياً فلم تَقلِس
يا هل أحسَّت ليلة المنحنَى / أم ذهلت عني فلم تحسس
وسَواسُ وجدٍ ضافني هاجَهُ / وسواسُ حَليٍ ضافها مُجرِس
كأنما ناجى به صدرُها / صدري فماذا فيه لم يَهجس
يا أيها السامي بألحاظه / للبيض في البيض ألا نكِّس
تلك المها أصبحن مثل المها / ليست لقُنّاص بني سِنْبس
قالت لك العينُ وآرامُها / ما أنت بالمرعَى ولا المكنِس
أخْيَبُ ذي قوس رمى ظبيةً / من هتف الدهر به قَوِّس
فلا تَعُوجَنَّ عَلى قاطعٍ / مطيةَ الوصل ولا تَحبِس
واعدل إلى ذي خُلةٍ حافظٍ / معاهدَ المورِقِ في المؤيس
كالأردشيريِّ الذي بَيَّنَتْ / في عُودِه حُرِّية المغرِس
بلّغْ عبيد اللّه مُلِّيتَهُ / أني إذا ما غاب في مَحْبس
لكنني ما دمتُ في ظِلِّه / من غامر النعمة في مَغمس
يا واهب التاج الذي لم يزل / من زينة اللابس والمُلْبِس
أقسمتُ بالمجد وأسبابه / إنك منه غير ما مُفْلس
نفَلتني ودَّ عقيدِ الندى / عفواً بجدواك ولم تَعبِس
ودَّ المكنَّى لا تُحابَى به / باسم رسول المنعِم المبئس
الحسنِ المحسنِ في فعله / أنفِسْ به من عُقدةٍ أنفس
آنسني والدهر لي مُوحشٌ / بمؤنسٍ ناهيكَ من مُؤنِس
بمُفضلٍ ما شئتَ من مُفضلٍ / ومُقبسٍ ما شِئتَ من مُقبِس
منبلج الرأي غزير الندى / صاحب يوم مُمْطرٍ مُشمس
نواله كالغيث في أزمة / ورأيه كالنجم في حِنْدِس
إذا قضى بالحدس ذو شبهة / تتبَّع الحق ولم يَحدس
من آل وهب شاد بنيانه / كلُّ أشمّ المجد والمعْطِس
بدرُ سماءٍ وسناً باهر / لا يمحق اللَهُ ولا يَطمس
أسعدُ بالحلم من المشتري / وبالحجى والعلم من هِرْمس
حرٌّ متى يَظفَرْ بذي زَلَّةٍ / يغفر ولا يَظفِرْ ولا يَضرس
يَعفو إذا الجاني ابتغى عَفْوه / لكنه فارسُ مُستفْرِس
ممن إذا أغضِبَ في قُدرة / كقُدرةِ القَسْور لم يفرِس
يقابلُ الحسنى بأمثالها / ويقرعُ الدهرِسَ بالدهرس
مَكايدٌ من مَسَّحتْ عِطفَهُ / مسَّحه الحَيْن فلم يَشمس
يأخذ بالعينين أخذَ العمى / ويَعقِل الرجْلَين كالنِقرس
خِرق إذا أسنى أفاعيلَهُ / قال لِمُسني شكرِه خسِّس
طالبَ تسهيلٍ على شاكرٍ / لا زاهداً في راغبٍ مُنفس
وذاك أدعى لذَوي حمدهِ / إنْ سمعت فطنةُ مستوْجس
فما يزال الدهر مستوفياً / للحمد في صورة مُسْتَبْخِس
مُقتسمٌ بين صبا ذي النهى / وحكمةِ المُوضِح لا المشْكِس
فلسفةٌ شَفْعُ مُلوكِيةٍ / أظرِفْ بمن حازهما أنطِس
إذا صَبتْ زُهْرتُه صبوةً / قال لها هِرمسُه هَندِس
وإن عدا هِرْمسه حدّه / قالت له زُهْرتُه نفِّس
فما اجتلاهُ غير مُستحسنٍ / ولا ابتلاهُ غيرُ مستنْفس
كم مجلسٍ مرَّ له كلُّهُ / كأنه باكورة المجلس
ذكَّرني فيه بأخلاقه / دمع الندى في حَدَق النرجس
أرْجو سنائي لمُجازاتِه / لكنني راجٍ كمستيئس
كيف أجازى كوكباً نيِّراً / أسْعد أيامي ولم يُنحس
لو لم تر السبعةُ تمثاله / في اللَوح لم تَجْر ولم تكْنِس
ولو أطاعتها مقاديرُها / جرتْ لتلقاهُ ولم تخنس
يُطمعني في شكره قدرتي / على القريض المُطمِع المؤيس
وتارةً يُؤيسُني أنني / أحْزنتُ في الشكر ولم أُدهس
شكر امرئٍ قَصَّر عن شكره / أقصى حَويل الماتح الممرِس
مستأنس الجزء إلى قبضتي / والكل منه غير مستأنس
يا أيها المُوجس في نفسه / خوفاً من الأيام لا توجس
للَه بالشام وفي بابلٍ / بيتان بيتُ القدس والمقدِس
بيتٌ قديم ذائعٌ ذكرُهُ / وبيتُ شاهٍ بالعلا مُعرس
يُصبح من حاول مَعْروفَهُ / مُلتمساً أفضى إلى مُلمِس
ولا ترى راحتُهُ عِرمِساً / عند مُناخ الرَّسْلة العِرمس
بين أياديه وأيامنا / تفاوتُ الناعس والمُنعِس
من آل وهبٍ شاد بنيانَهُ / كلُّ أشَمِّ المجدِ والمعطِس
وعرضه أملسُ ما خيَّمتْ / آمال راجيه على أمْلَس
أستحرِس اللَه له إنه / أفضلُ محروس لمستحرِس
المنطِق المخرسُ سَقياً له / رعْياً له من مُنطقٍ مُخرِس
أنطق مُدَّاحاً وكمَّتْ به / أفواهُ حسّادٍ فلم تَنْبِس
ومدحه المأخوذُ من مجدِه / ما قال لي وجدي به دلِّس
بل قال أجلى الليل عن صُبحه / للعين فاصدقْ عنه أو لبِّس
وسائل عنه وعن أهله / قلتُ له جهراً ولم أهمس
أنت الذي أحوجَهُ جَهْلُهُ / في رؤية الشمس إلى مَقْبِس
بلَغْتهمْ فاحطُطْ بوادِيهمُ / تحططْ بأحوَى النبتِ مُسْتَحلس
لا خير في نزع يدي نابلٍ / بعد لحوق النَصل بالمعجس
لآل وهبٍ مِننٌ جَمّةٌ / من يَرَها من حاسدٍ يُبلس
كم قال لي تأمِيلُهُم سِرْ بنا / وقال لي تمويلهم عَرِّس
كم زوَّجتني بدأةٌ منهمُ / وقالتْ العودة لي أعرِس
غَرَستُ أنواعاً فما أثمرتْ / وأثمروا لي حيثُ لم أغرِس
قلتُ لمن قال استزِد فَضْلَهم / جاهِرْ بتهديدك أو وسوِس
أصابعي خمس حباني بها / من لا يراني قائلاً سَدِّس
سمعاً بني وهبٍ فلم أستعِر / لكم حُلَى قومٍ ولم أعكس
ما قلتُ إلا بعض ما فيكُمُ / فليقُمْ الحاسد وليجْلس
لم أهتضمْ دِيني ولم أنتهك / عرضي بما قلت ولم أدْنِس
وقت شاربيها النارَ عمداً بنفسها
وقت شاربيها النارَ عمداً بنفسها / وما كان جسمُ الفار جسماً يلامسُهْ
كيف لا يشتدّ وَسْواسي
كيف لا يشتدّ وَسْواسي / حيث أشعارك تدراسي
ما اقتنى مثلك دهر ال / سوءِ إلا حين إفلاسي
كأنه في الكف من خفّةٍ
كأنه في الكف من خفّةٍ / مقدارُهُ من صُفرة الشمس
وكأن جُرذان المحلة كلها
وكأن جُرذان المحلة كلها / في حلقهِ يقرضن خُبزاً يابسا
ولقد تربَّع لا تربَّع بعدها
ولقد تربَّع لا تربَّع بعدها / وغدا يتيهُ بعُودهِ متقاعسا
مودّةُ إخوانِ النبيذِ سُلافةٌ
مودّةُ إخوانِ النبيذِ سُلافةٌ / يبولونها عند انقضاء المجالسِ
فبينا نراهم أهلَ إلف وأثْرةٍ / وبينا نراهم بينهم حرب داحس
فأمّا إذا نادينهم لملمّةٍ / فنادُوا التصاويرَ التي في الكنائس
أفضِّلُ الورد على النرجس
أفضِّلُ الورد على النرجس / لا أجعل الأنجم كالأشمسِ
ليس الذي يقعد في مجلسٍ / مثل الذي يمثلُ في المجلس
إذا سرّها أمرٌ وفيه مآثمٌ
إذا سرّها أمرٌ وفيه مآثمٌ / قضيتُ لها فيما تريد على نفسي
وما مرّ يومٌ أرتجي فيه راحةً / فأذكرها إلا بكيتُ على نفسي
للَّه درُّ عصابةٍ جالستُهم
للَّه درُّ عصابةٍ جالستُهم / وُقُرِ المجالس عند طيش الطائِشِ
من ذي رُعينٍ في الجماجم والذرى / أو ذي نواس الخير أو ذي فائِش
صفُحٍ إذا وتروا لغير مذلّةٍ / طُلبٍ لجارهمُ بخدش الخادش
لا يَنْبِشونَ عيوبَ من آخاهُمُ / سَفَهاً ولؤْماً عند نَبش النابش
بل يسترُون على البراءة ودَّهُ / من كل عيبٍ غير عيب فاحش
قومٌ يردّون الحُشاشَة بعدما / لم يبق منهم نَبْضةٌ في الَراهش
وتحاول البطل البئيسَ رماحُهُمْ / فيظل بين لواطم وخوامش
يتناولون عدوهم ووليَّهم / عن قدرةٍ بمهالك ومعايش
كم فيهمُ من نحلةٍ مجاجةٍ / عسلَ الشفاء وأفعوانٍ ناهش