المجموع : 75
تطهّر بماء الحياة الذي
تطهّر بماء الحياة الذي / لصنعتنا فبه تطهر
إذا عرض فر من جوهر / خبيث صغا ذلك الجوهرُ
فخلوا الظواهر واستنبطوا ال / علوم وللحكمة استظهروا
فإنّ بواطن أعمالنا / خلاف الظواهر لا تنكرُ
ألم ترَ أسربّنا أسوداً / وباطنه الذهب الأحمر
وأن الحديد له باطن / رصاص يصر إذا يسبرُ
ولما أريد ظهور الكمون / ليبرز من ذلك ما يسترُ
أمدّت بواطن أركاننا / بامثالها فغدت تظهرُ
وذلك قانون أعمالنا / به تمّ طلّسمنا الأكبرُ
ففكر لتعرف ما قد ذكرت / ففيه فوائد لا تحصرُ
إذا التركيب سميناه باسم
إذا التركيب سميناه باسم / وفيه سواه فهو لنا وتيره
كما قيل العوالم لاجتماع / حوت أشياء لا تحصى كثيرة
فمن در الرموز على الاسامي / ففيهن الحقيرة والخطيره
فمن در وياقوت ثمين / وأملاح وزاجات حقيره
سواء سمّي الأخلاط فيه / نحاساً أرصاصاً أو شحيره
فلا تستعظم التدبير واعمل / إذا ما كنت منه على بصيره
يسيرٌ فيه تدبير يسير / بلا تعب مؤوتته يسيره
تكاتم سره الحكماء ضنّاً / بما علموا وفي الكتمان خيره
حجر تركيبنا فوق حجر
حجر تركيبنا فوق حجر / خالص ما فيه غش وكدر
زئبق منعقد في جسد / قرّ فيه بعدما كان نفر
ملغم بالطلق معقود به / فهو فينا حجر فوق حجر
الزئبق الأبيض الرقيق إذا
الزئبق الأبيض الرقيق إذا / ما فارق الأرض فهو طيارُ
أبيض ما لم يمسه لهب / أحمر إن مس جلده النارُ
وأمه في مجسّها حجر / لها جنى طيّب وأزهارُ
قشورها أفسدت طبائعها / فهو بغير القشور يختارُ
خزائن الله في دواخلها / تخرج من جوفها وتمتارُ
مطروحة في الطريق هينة / ليس لها في النفوس مقدارُ
وهي إذا أحكمت طبائعها / ملك عزيز الوجود جبارُ
وسرها الظاهر يخفى كما / قد اختفت في العيون أنوارُ
حكمة أخفيت عن الناس طراً
حكمة أخفيت عن الناس طراً / خفية من معرّة الأشرارِ
طعمه الأنبياء قون حلال / وبلاغ الأبرار والأخيارِ
من يرده لغير عقباه يحرم / فتزوّد منه لتلك الدارِ
الحمد لله العلي القادر
الحمد لله العلي القادر / ذي النعيم البواطن الظواهرِ
والصلوات عدد القطارِ / على النبي المصطفى المختارِ
وبعد فالتركيب سر غامض / بحر عميق لم يخضه خائضُ
وهو الذي قد حار فيه الناسُ / وحاد عن طريقه القياسُ
تحالف القوم على كتمانِه / وأضربوا في الكتب عن بيانهِ
فكرت عشر حجج كواملِ / في سره فلم أفز بطائلِ
حتى إذا استولى عليّ الياسُ / وطار عن مقلتي النعاسُ
فزعت في ذاك إلى التضرعِ / وهو لمن وفق خير مصرعِ
نذرت أن أتركه مكتوما / سراً بختم ربه مختوما
أصوم إظهاره لا أفطرُ / وإن علمت إنّ روحي تهدرُ
إلا بسر غامض مماطلِ / يلوح للعاقل دون الجاهلِ
فاعمل بما قلت ولا تخالف / وإنه من أفضل المعارفِ
بيّض نحاساً محرقا فهو جسد / قد زالت الظلمة عنه والحسد
ثم اعقد الدهن بماء البحرِ / فإنه صابون هذا الأمرِ
وبعده فاعمد لأسريقونِ / مستخرج من عنصر الصابونِ
جزأين مجموعين في التدبيرِ / قد قدرا بأعدل التقديرِ
لونين صارا واحداً فازدوجا / بالسقي والسحق معاً فامتزجا
يطبخ في أداتنا المكتومة / مدته الموقوتة المعلومة
حتى يصيرا زعفراناً عرقا / وقبل ذاك قد عقدت زئبقا
فاجمعهما ثم بوزن واحدِ / ينعقدا انعقاد زيت جامدِ
وبرّهما في السحق بالعمياء / فإنها تعكس قطر الماءِ
والشبّ قيد الآبق الفرّارِ / قَيّد به فهو من الأسرارِ
وعد إلى الناهك من أجسادِ / مغسولة مبيضّة شدادِ
ثم أطل عذابها في النارِ / مطروحة في جاحم الأوارِ
حتى تصير تربة عطشانه / عزيزة في عزها ريانة
كالحوت لا يرويه شيء يلهمه / يصبح عطشانا وفي البحر فمه
ضمّ إليها نفسها المبيّضة / نفسا غدت مذهبة منضَّضة
واسحقهما بمائنا المصفى / واسقهما حقهما موفّى
وخذ من الزيت العتيق الأولِ / مثلهما في وزنه المعدّلِ
واطبخهما في الاله المستورة / فهي التي تعطي كمال الصورة
قيامة الأرواح في الأجسادِ / لأربع صرن إلى اتحاد
والرفق ثم الرفق بالنيرانِ / فإنها من أكبر الأعوانِ
إلا إذا عقدتها بالرفقِ / وفزت من تدبيرها بالحقِ
وهي عطاء الله للأبرارِ / تنجيهمُ من فقر هذي الدار
فالله في كتمانه إن فزتا / فالملك لا يعدل ما قد حزتا
فاسعَ لعقباك فقد كفيتا / مؤونة الدنيا بما أوتيتا
يا طالبا لنهايات العلوم ولم
يا طالبا لنهايات العلوم ولم / تحكم مبادئها بالفكر والنظرِ
رام اطلاعاً على سر الخليقة في / فعل الطبيعة أعمى القلب والبصَرِ
محضتك النصح لا تعرض لسرهم / من غير خُبر ولا تغترَ بالخبرِ
للقوم عرف فمن يفطن له ظفرت / يداه أو لا فلا ينفكّ في خسرِ
فقس لتدرك مكنون العلوم فبال / قياس أطلع أقوم على عبرِ
الأمر في واحد لا غير معتدل / وما سواه فلغو غير ذي ثمرِ
وإنما أكثروا الأسماء مدهشة / للجاهلين فلا تغترّ وافتكرِ
وكل ما ذكروه في معادنهم / لغو وتشبيه مستور بمشتهرِ
والسر في الروح فاطلبها مطهرة / تناسختها صنوف الخلق في صورِ
ما زال ينقل في الأشباح صورتها / من ذي حياة إلى نبت إلى شجرِ
حتى ارتقت في جبال الإعتدال إلى / كمالها وهو رمز القوم في الحجرِ
فيها هباءان منحلاّن قد عقدا / بالبردي شاهق عالٍ ومنحدرِ
مما تحيَّرَ في أرض مقدسة / إن لم يهيّجه حر النار لم يطرِ
ميّزهما ثم خذ كلاً على حدة / بلا قذاة ولا شوب ولا كدر
إلا عوارض روحانية عرضت / بها لطائفُ لا يدركن بالنظرِ
فَصَعّدِ الأرض في الأثال تضربها / بالنار فهي تُهَبَيها بلا صورِ
كما رأيت صنوف النبت مطلعة / بالماء والشمس أنواعاً من الزهرِ
من بعد أن تظهر النيران قاهرة / ما كان من وسخ فيها ومن وضرِ
وجَسِّدِ الروح بالترداد فهو لنا / نار تحلّل ما يبقى من المَدَرِ
نوشادر القوم والدهن الذي كتمت / أسماؤه وهو منسوب إلى المررِ
وبَيّضِ الثُّفل واجعل لونه يققاً / فهو الرماد وفيه غاية الوطرِ
ثم اجعل الكل في التعفين تتركه / ميقات موسى وقد وافى على قدرِ
روح ونفس وجثمان يتمُّ بها / إكسيرنا وعليها بنية البشرِ
ينحل في الدفن ماء ثم تعقده / فهو الغنى لقليل المال مفتقرِ
هناك قد تمَّ إكسير البياض لذي / علم بمكنون سر الله في الفطرِ
فكرر العمل المذكور إنَّ ترا / كيب الصناعة أمرغير مختصرِ
ألقِ الخميرة في التركيب تودعه ال / تعفين بالزبل عند الدفن في الحفرِ
والحل والدهن دور وهو إن عطفت / منه الأعالي على ما تحتها بدر
وفيه مجرى الطباق السبع حالته / طورا وحالته بالنجم الزهر
ولم تزل حركات النيرين إلى / أن تم منها اجتماع الشمس والقمرِ
يزداد هذا وتفنى هذه أبدا / كاليوم والليل من طول ومن قصرِ
وكل عاد فمنحلٌ ومنعقدٌ / دماً ولحما ففكِّر فيه واعتبرِ
هذا هو السر في الحل الذي كتموا / أظهرته فهو باد غير مستتر
وسر تحميره قد ضربت لكم / في كشفه مثلاً تبيان مختصرِ
وهو الغذاء الذي في الكَبد صار دماً / وصار في الثدي مبيضا من الدرر
كذا دواؤك لين النار تلبسه / صبغا تولد فيه ظاهر الأثر
فإن أعدتَ إليه الحلَّ ثانية / والعقد زادك صبغا على القدرِ
والدهن والصبغ رمز غير ما ذهبت / إليه أفهام أهل الجهل والخورِ
والدهن ماء تجن الأرض باطنه / والصبغُ إنشاء خلق فيه منفطرِ
وهو النحاس بلا ظلِّ فزئبقنا / منه استفاد قتال النار في سقرِ
فإن صبرتَ على تحميره بحِمى / نار لطيف بلا حرق ولا ضجر
أولا فَزَنجرِ نحاسا محرقا وأعِد / عليه صبغ حديد خالص الزبر
ودهن صفرة بيض فاغمرنَّ به / ما قد علمت وقَطّره علىعَكَرِ
حتى إذا صار مثل الماء فارم على / محلوله مثله من فاحم الشعرِ
تجده كالقرمز المحلول يصبغ ما / بَيَّضتَ وزناً بوزن منه فاختبرِ
واطبخ دواءك في رفق فإنّ به / حسن التزاوج من أنثى ومن ذكرِ
والزرع بالماء يزكو وهو يغرقه / إن زدته فأقتصد في الماء واقتصر
وقطعك الماء عنه طول مدته / قبل الحصاد فساد فاسقِ في قَدَرِ
وانف الغرائب فالأركان تجمعها / أخوة في فتاء السن والكبرِ
قد أنشئت أربعا منواحد حدث / في آخر العمر شيخ وهو في الصغرِ
ولا تلائم روح غير جثتها / يوما وفي ذلكم ذكرى لمدّكرِ
ولاتغرنّك الأسماء فهي على آل / ألوان تظهر في أعقابها الأخرِ
وإن ظفرت بعقد الإنفصال له / فذاك والله عندي غاية الظفرِ
وإن وقفت على سر الخميرة لم / تحتج إلى العود فيها مدة العمرِ
فاصبر وفكر ولا تضجر لطول مدى / فالصبر مفتاح قتل قفل الحادث العسرِ
وإن هُديتَ إلى مكنون سرهم / فأحرز لسانك لا تحمل على غررِ
وإن رُزقتَ فلا تأسف على أحد / بالفضل واحذر مصير البغي والبطرِ
واعمل لعقباك فالدنيا بأجمعها / ما حزت فاغتنم الإحسان وادخر
قد خرج التنين من بحرنا
قد خرج التنين من بحرنا / بين هبابات وأنارِ
هامته في الأرض منكوسة / ورجله في فلك النارِ
أقام في داخله مدة / يقذف تياراً بتيارِ
والنار تحت البحر مشبوبة / بجاحم للجمر فرّارِ
ومسكن التنين في جوفه / جزيرة في جُرفٍ هارِ
مأوى الشياطين ومن فوقه / غرفة اخيار وابرارِ
له دويٌ وحفيفٌ كما / للريح إذ جاءت باعصارِ
يحرق ما مرَّ به راجفاً / من حيوانات وأشجارِ
جاع فما مَصَّ مصة / من ذَنَب بالدَّرِ مشكارِ
رمز لنا يقصر عن فهمه / مجال أوهام وأفكارِ
بالزوابيق زال ظل النحاسِ
بالزوابيق زال ظل النحاسِ / وابتدا عقد آنكٍ ذي صريرِ
فيها يصبغ اللجين ومن / ها اشتد صبغ النضار في التحميرِ
ودعوه إذا تناهى احمراراً / فله عند البلوغ بالفرفيرِ
وهو نارُ لسُمِنا وبها التد / بير بدء أمرنا والأخيرِ
في تراكيبَ خمسةٍ تنشأ ال / أصباغ في مائنا النقيّ النميرِ
وبنار الحضان يخرج ذاك ال / صبغ في الماء مشبع التحميرِ
حمرة مستجنّة في بياض / أخرجتها النيران بالتقديرِ
وهو مركب من لطاف / وشداد شيبت يطبخ يسيرِ
في أداة مسدودة الرأس لا تخ / رج منها الأنفاس عند الزفير
فإذا طائر ترفِّى إليها / ردّ من قبة إلى التقعيرِ
وهو كالحوت لا يزال الما / ء ومأواه في قرار السعيرِ
وبهذا قال الحكيم برمز / غامض بيّن خفي شهيرِ
إن صبغ الأجساد إن تم في الأج / ساد فافطن تفز ملك كبيرِ
قد زرعنا النضار في الفض
قد زرعنا النضار في الفض / ضَةِ البيضاء وهي التي تسمى بزورا
وسقينا البزور ماء حياة / فامتلأ نبتها البهيج منها سرورا
وحصدنا من الشموس شموسنا / وحصدنا من البدور بدورا
وقتلنا قيد الشموس بهاب / من رماد فما استطاع نفورا
ورمزنا على الطبائع رمزاً / زيده بالذكاء والفكر نورا
ودعونا الرطاب منها بحوراً / ودعونا الصلاب منه صخورا
ودعونا رطابنا بصلاب / فتركنا بني المطالب بورا
حجر واحد ونهج قديم / من رآه لم يستطع أن يجورا
نصحنا لكم نصحاً نرجّي ثوابه
نصحنا لكم نصحاً نرجّي ثوابه / من الله لا حمداً نريد ولا شكرا
ونحن بمكنون من السر مضمر / نناجيكم سراً ونسمعكم جهرا
فلا تعملوا أو تعلموا الباب كله / ولا تستروه أو تحيطوا به خُبرا
وإن خضتم فيه بعلم وحكمة / فصبراً على ما بين أيديكمُ صبرا
ولا تكثروا إلا الجميل فقدّموا / لأنفسكم ما بين أيديكم ذخرا
وهذا ختام القول في الحكمة التي / بدأنا بها شكراً لخالقنا شكرا
أحلف بالله ما رمزت ولا
أحلف بالله ما رمزت ولا / كتمت شيئا من سر أسراري
الماء والأرض أصل صنعتنا / قد دبرا بالهواء والنارِ
مكشوفة للعيون بارزة / ما حجبت دونها بأستارِ
أوزانها سرّها فإن علمت / فإنّ مثالها بقنطارِ
وإنما صبغها تولّد من / مزاج أركانها بمقدارِ
كالنبت من مائه وتربته / والشمس قد جاءنا بأزهارِ
وأحكم الناس في صناعته / من اقتدى بالمهيمن الباري
تجربة المرء عن يقين
تجربة المرء عن يقين / عون على أمره كبيرُ
ومن يجرّب بغير علم / ولا نصيح له مشيرُ
فقد غدا في الطريق يمشي / لا هو أعمى ولا بصير
فأحكمِ العلم ثم جرّب / فإنما يفلح الخبيرُ
فظاهر الكتب ليس فيه / نفع وتضليله كثيرُ
والحجر الأصل والأداة ال / فرع وتدبيره يسيرُ
وحكمة هذا الستار سر / وأمر ميزانه عسيرُ
فاصبر إذا ما طلبت واصبر / فإنه المطلب الخطيرُ
واسترزق الله بابتهال / فإنه الواحد القديرُ
يا أيها الباحث عن سرنا
يا أيها الباحث عن سرنا / مستعظماً للأمر مستنكرا
انظر إلى ماء الحياة الذي / فيه أعاجيبُ لمن فَكَّرا
أبيضُ في منظره ناصعٌ / يصبغ ما خالطه أحمرا
فهو لجين خالص منظراً / وهو نضار خالص مخبرا
وينشر الأمواتَ دَبَّ البلى / فيها فصارت رِمَماً دُثَّرا
ويحرق الجسم الذي قد عتا / على لهيب النار واستكبروا
لأن به الماسُ على يبسه / وانحلَّ منه الطلق حتى جرى
وغَضَّ من ماء الحديد الذي / اشتد ولم يذعن لأن يكسرا
ولم يدع ظلَّ النحاس الذي / فيه فأضحى لونه مسفرا
تضحي عقيمُ الثرب مِن مسّه / حبلى تجنُّ الملكَ الأكبرا
قل لمن يطلب الحجر
قل لمن يطلب الحجر / هل أتى العلم والنظر
ليس والله ماؤنا / من دم لا ولا شعر
لا ولا البيض والمَنى / لا ولا البول والقذر
لا ولا سائر المعا / دن أعني بها المَدَر
لا ولانابت ولا / حيوان وذي ثمر
لا ولا ملحة العقا / ب التي شانها الكدر
فاطلبوا الملح باجتها / د ولو كان في سقر
وانخلوه فياله / إن ظفرتم به ظفر
وإذا ما فهمتم / وتحققتم الخبر
فهو شمس النهار لا / شك فيها ولا أشر
وهو بدر الدجى إذا / لم يشب كنهه كدر
يشبه الزعفران في ال / لون والصمغ في الشجر
أحسنوا الخلط بعده / قد فهمتم بلا ضجر
سكنّوا الجمع قبة / من زجاج بلا بصر
قد حوت خير عنصر / حجر ليس بالحجر
صخرة العلم هذه / وهو كنّ لمن خبر
وهو البيت بيتهم / فافهموا يا أولي النظر
وهو الرأس عندهم / في البرابي لمن نظر
وهو مغنيسياهم / واسمه صورة الصور
وهو البيض عندهم / وبه خالد خبر
وهو تنين رمزهم / وبه زوسم شهر
وهو برباة هرمس / ويسمى بذي الغير
وهو سبع بحفرة / حين مرقونس احتضر
وادرسوا الكتب كتبهم / إنما أحسنوا النظر
فجميع الذي تريد / دونه فهو مستطر
مثلكم كنت أولاً / أمزح الصفو بالكدر
وأرى كل ناقص / كاملاً من عمى البصر
لم ازل هكذا إلى / أن بدا الحق واشتهر
فإذا الأمر واحد / ليس شيء سوى الحجر
صمغة الشمس هذه / جسد الصمغة القمر
يشبه الشمع ذوبه / وإذا سال كالمطر
وإذا طال كالسحا / ب والكنار إن قطر
هذه تحفة إلي / ك فخذها ولا وزر
وتدبّر سطورها / فبها الحق مستطر
أجمل القول قد بدا / أجمل السرّ قد ظهر
وافصد المعدن الكري / م مرامي ذوي النظر