القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد مُحرَّم الكل
المجموع : 63
بلادَكَ يا عليُّ فأنت أولى
بلادَكَ يا عليُّ فأنت أولى / بأن تَرْعَى لها الذِمَمَ الكِبارا
قَضاءٌ زَلزلَ الدُّنيا فأمستْ / مَمالِكُها تَموجُ دَماً ونارا
بِلادَكَ لا تَدَعْها للعَوادِي / وجَنّبها بحكمتِكَ العِثارا
ولا تَقْذِفْ بها في غيرِ حقٍّ / بحيثُ ترى ظلاماً لا نهارا
علينا أن نَرُدّ الشَّرَّ عنها / ونَنْهضُ للعدّوِّ إذا أغارا
علينا أن نُناضِلَ عن حِماها / نصون ذمارها داراً فدارا
نُحارِبُ مَن يُحارِبُنا ونأبَى / لأَنْفُسِنا المَذَلَّةَ والصَّغارا
ونَحفظُ عَهْدَنا في غيرِ بَغْيٍ / ونَرْضَى الحقَّ نَجعلُه شِعارا
بِلادَكَ يا عليُّ فقد تجلّتْ / وُجوهُ الرأي للأُممِ الحَيارى
رَماها مِن قَضاءِ اللهِ رَامٍ / وأورثها امتهاناً وانكسارا
نَاجِ الممالكَ وَهي حَيْرَى تَنظُرُ
نَاجِ الممالكَ وَهي حَيْرَى تَنظُرُ / أُيراعُ سِربُكِ للسلام ويُذْعَرُ
لكِ في المخافةِ عُذرُ كُلِّ مُجرّبٍ / عَرفَ السياسةَ والمُجرِّبُ يُعْذَرُ
أَعَلَى القواضبِ قَامَ مِحرابُ الهُدَى / لِبَنِي الحضارةِ واسْتقرَّ المِنْبَرُ
إن يخطبوا باسْمِ الإِخاءِ ويكتبوا / فالقولُ لَغْوٌ والكتابُ مُزوَّرُ
الكاتبُ الأعلى يُدمِّرُ ما بَنَوْا / فَوقَ الصَّحائفِ والخطيبُ الأكبرُ
نَادَى بميثاقِ السّلامِ دُعاتُه / صَدَقَ الدُّعاةُ هو السَّلامُ الأحمرُ
وَضعوه كالبُركانِ يَهدأُ تارةً / يبغي السّبيلَ وتارةً يتفجّرُ
نارُ القتالِ تشبُّ بين سُطورِه / ودَمُ الضّعيفِ يَسيلُ منه ويقطرُ
كيلوجُ مُؤْتَمِرٌ يُشاوِرُ صَحْبَهُ / والسّيفُ يضحكُ والمدافِعُ تسخرُ
يَقضي ويَحكمُ في الشُّعوبِ وخلفه / قاضٍ يَجورُ وحاكمٌ يَتَجبَّرُ
يَجري الأَذَى في مُستَبدِّ قَضائِه / مِلءَ الزّمانِ ويستفيض المُنْكَرُ
رَكب العَمَى فإذا الضَّلالُ سبيلُه / وإذا الهَوَى إنجيلُه المُتخيَّرُ
زُلْفَى المُقرّبِ في أثيمِ كِتابِه / أُمَمٌ تُقَتَّلُ أو شعوبٌ تُنْحَرُ
انظُرْ إلى القتلى تَضِجُّ دِماؤُها / وَإلى المَصارعِ تقشعِرُّ وتَجْأَرُ
في كُلّ يَومٍ للسياسةِ حُجَّةٌ / يَمْضِي الحُسامُ بها وتَقْضِي العسكرُ
وِيلسُونُ يعرفها ويَشهدُ أنّها / فصلُ الخطابِ وإن أَبَى المُتذَمِّرُ
وضع الشرّائعَ لِلشُّعوبِ كثيرةً / فإذا الذي وضعَ الأئمةُ أكثرُ
الأرضُ ميراثُ القَويِّ فإنْ مَضَى / يبغي الزيادةَ فالسّماءُ المظهرُ
مَرْأىً من الملأ العليِّ ومظهرُ
مَرْأىً من الملأ العليِّ ومظهرُ / أين البيانُ لِمثلهِ والمِنْبَرُ
جبريلُ يهتف والنبيُّ كعهدِه / بين الصُّفوفِ يرى الوجوهَ وينظرُ
والسّبعةُ الفقهاءُ في ترتيلهم / للذِّكرِ والملأُ الأماثلُ حُضّرُ
غُضّوا النّواظرَ خاشعين أوِ انْظُروا / هذا عليٌّ في الندِيِّ وجعفرُ
اللهُ أنزلَهُ كِتاباً قيّماً / يَصِفُ الحياةَ لِكُلِّ من يتدّبرُ
هُوَ نُورُه وسَبيلُه ما مِثلُه / نُورٌ يُرامُ ولا سَبيلٌ يُؤثَرُ
من ضَلَّ فيه فمالَهُ من عاذرٍ / والمرءُ يَخبِطُ في الظّلامِ فَيُعْذَرُ
دينٌ يَفيِضُ هُدىً ودُنيا طَلْقةٌ / مِثلُ الرّبيعِ النّضرِ أو هي أنضرُ
دُنيا القياصرِ أَو هِيَ الدُنيا التي / زَحفَتْ طلائِعُها فأدبر قيصرُ
ما خَطْبُنَا بين الشّعوبِ أما كفى / أنّا نُعابُ بديننا ونُعيَّرُ
سَادُوا بِباطِلِهمْ ودَاسُوا حقَّنا / ولَنَحْنُ أخْلَقُ أن نَسُودَ وأجْدَرُ
يا قومنا هل تَعْرِفُون كِتابكم / أم ليس فيكم مُؤمِنٌ يتذكَّرُ
عُذْراً فقد عَظُمَ البلاءُ فهاجني / حتّى لأَحْسَبُ مُهجَتِي تتفجَّرُ
وكأنّ في كَبِدِي وبين جَوانِحي / ناراً مُؤجَّجَةً تجيشُ وتَهْدِرُ
إن تَجْهَلُوُه فإنّه السِّر الذي / يُحيي النُّفوسَ إذا تَموتُ وتقْبَرُ
وهو الحِمى المأمولُ يَعْصِمُنا إذا / جَرَتِ الأُمور بما نَخافُ ونَحْذَرُ
ماذا نخافُ وَكُلُّ حَرْفٍ مَعقِلٌ / وَلِمَنْ ندينُ وكلُّ سطرٍ عسكرُ
هو قُوَّةُ الإسلامِ ما من قوّةٍ / تُرْمَى بها إلا تُرَدُّ وتُقْهَرُ
إنّا لننصرُ ربَّنا ونُعِزُّه / ولَنَحنُ أَوْلَى من يُعِزُّ ويَنْصُرُ
كَذَبَ الألُىَ ظَنُّوا الظُّنونَ بِقَوْمِنا / هل يُبصِرُ الأَعْمَى ويَعْمَى المُبصِرُ
زَعَمُوا الحَضَارةَ لم تَقُمْ إلا على / أَيمْانهم والحقُّ ضاحٍ مُسْفِرُ
أمِنَ الحضارةِ هَذِهِ الفِتَنُ التي / باتت لها الدُّنيا تَضِجُّ وتَجْأرُ
نَشِطوا فتلك مَمالكٌ يُرْمَى بها / بين العواصفِ أو شعوبٌ تُنْحَرُ
يَرْمُون باسْمِ الحقِّ وهو خَصيمُهم / فيما يُراقُ من الدّماءِ ويُهْدَرُ
هل قام لِلعُمْرانِ رُكنٌ لم يَقُمْ / منهم إليهِ مُخَرِّبٌ وَمُدَمِّرُ
ذَبَحُوا السَّلامَ فَمِنْ دِماءِ ذَبِيحهِم / في كلِّ أرضٍ لُجّةٌ تتسعَّرُ
الحربُ سُوقٌ والنُّفوسُ تجارةٌ / بِئْسَ التِجارُ همو وبئسَ المتجرُ
طَغَتِ النُّفوسُ فظالمٌ لا يرعوِي / عن ظُلمهِ ومُشاغِبٌ لا يُقْصِرُ
كُنّا الغُزاةَ الفاتحينَ فلم يَكُنْ / منّا امرؤٌ عاتٍ ولا مُتَجَبِّرُ
إنّا لَيمنعُنا الكتابُ المُنْتَقَى / ويَردُّنا الدّينُ الأَبَرُّ الأَطْهَرُ
يا مُنْصِفِي القرآنَ من أعدائهِ / أَنتُمْ لِقَوْمِكُمُ العَتادُ الأكبرُ
هذا سَبيلُ المُؤمنينَ لكم بهِ / أجرُ المُجاهدِ والمجاهِدُ يُؤْجَرُ
أَنُريدُ رحمةَ رَبِّنا وكِتَابُهُ / يُجْفَى على مَرِّ الزَّمانِ ويُهْجَرُ
أنتم فريقُ اللهِ ليس كَصُنعِكُمْ / صُنعٌ وأنتم حِزبُهُ المُتَخَيَّرُ
الذِّكرُ محفوظٌ بصالحِ سَعْيِكُمْ / باقٍ على الدُّنيا يُذاعُ ويُنْشَرُ
يَزَعُ النُّفوسَ عن الهَوَى ويَرُدُّها / عما يَعيبُ من الأُمورِ ويُنْكرُ
ويُقيمُ لِلأخلاقِ من آياتِه / صَرْحاً تُراعُ له الصُّروحُ وَتُذْعَرُ
يُعطي المَقَاوِمَ والمَواقِفَ حقَّها / فَمُبَشِّرٌ آناً وآناً مُنْذِرُ
اللهُ أَكْرَمَكُم به وأَحَبَّكم / والله يُكرِمُ من يُحبُّ ويَشْكُرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025