المجموع : 98
أيها المؤمنون مالي أراكم
أيها المؤمنون مالي أراكم / قد حنقتم وارين ورى الزناد
قد رأيتم رأياً رأيت سواها / فكأنا كنا من الأضداد
اختلفنا كل اختلاف فما أن / يتساوى اعتقادكم واعتقادي
أيها القوم إن علمي بما ارتبتم / به في الرسوخ كالأطواد
أي شيء يضركم من حيادى / فاتركوني فيما أرى وحيادي
إنما ترتقي الشعوب بعلم / تقتنيه بالدرس لا باضطراد
أيها العلم يا مناي فداء / لك مالي من طارف وتلاد
أنا فيما أبديته من مقال
أنا فيما أبديته من مقال / مخطئ ليس لي أقل استناد
شهد اللَه والملائكة الأبرار / أني ركبت غير السداد
إنني قد أسأت ظني وربي / واقف للمسيء بالمرصاد
إنني قد ندمت غفرانك اللهم / من سوء مذهبي واعتقادي
عن سبيل الرشد حدت فارجعني / إلهي إلى سبيل الرشاد
إنني قد زرعت إثماً فويلي / ثم ويلي إن حان يوم الحصاد
ويح نفسي فقد سلكت طريقاً / ليس فيه إلى الحقيقة هادي
ويح نفسي من روع يوم التقاضي / ويح نفسي من هول يوم التنادي
سوف أبكي ملء العيون على ما / قلت حتى يبل دمعي نجادي
سوف أبكي على حياتي وأبكي / من زمان قضيت في بغداد
أنا لولا الرحمن والعفو منه
أنا لولا الرحمن والعفو منه / داخل في الجحيم بعد المعاد
إنما في سلاسل ذرعها سبعون / أمشي رسفا وفي أقياد
يوم يزجوني للجحيم تلظى / سبعة من أملاك ربي الشداد
نصبوا فوقها صراطاً يحاكي / شعرة أوشبا السيوف الحداد
ثم قالوا هذا طريقك فانهجه / وإن طال فوق ذاك الوادي
فتمشيت فوقه وهي تحتي / تتراءى حمراء ذات اتقاد
تتلظى كأنها بركان / ثار من بعد هجعة ورقاد
فهي ترمي من جوفها بشواظ / وشظايا حجارة ورماد
يضرع الخاطئون من تحت فيها / بصراخ يشق قلب الجماد
انفحونا ياعابرين بماء / إنما هذه النفوس صوادي
ثم ذاك الصراخ يضعف حتى / يختفي في زفيرها المتمادي
بدلتهم سمومها من بياض / كان يطرى الوجوه لون السواد
يا له من هول جسام ومرأى / يرسل الحزن منه للأكباد
رب ثبت رجلي رب وسلمني / عليه يا رب كل العباد
وأمامي على الصراط أناس / واصلوا السير في بطئ وعادي
ثبتوا عند عبرهم لتقاهم / في متون الأكباش كالأوتاد
يطلبون الوصول إن عبروه
يطلبون الوصول إن عبروه / لجنان تبيح كل مراد
من ثمار تجني ولحم طري / وشراب من سلسبيل براد
وجوار حور كواعب أبكا / ر وولد يزهون كالأولاد
تحتها أنهار على الأرض تجري / عسلاً قد صفوه للزهاد
إن فيها عيشاً يدوم رخيا / وسلاماً من الصروف العوادي
إن فيها لهواً وكأساً دهاقا / كل يوم سرورها في ازدياد
إن فيها تيناً ونخلاً وما / نا وأعناباً لذة للعباد
إن فيها أساوراً تتراءى / وهي من فضة على الأزناد
إن للمتقين فيها مفازا / ونعيماً ما إن له من نفاد
للمصلين المؤمنين برب / هو للكافرين بالمرصاد
ولمن صام الشهر من رمضان / فهو غرثان في النهار وصادي
ولمن جاء يبتغي حج بيت اللَه / والأجر من بعيد البلاد
ولمن أعطى ماله يتزكى / ولمن جاء طائعاً للجهاد
إن أجر المجاهدين كثير / ليس يحصى بالحصر والتعداد
فإذا ما حباهم اللَه نصراً / ملكوا بنت كل علج معادى
فسبوها وضاجعوها بلا عقد / عليها منهم ولا إشهاد
شهد اللَه أن ذلك حق / منه قد جاء في كتاب هادي
يعد اضطهاد المنكرين ديانة
يعد اضطهاد المنكرين ديانة / فإن جئت لوما قيل لي أنت ملحد
لقد جاء إبراهيم للناس مرسلا / وموسى وعيسى ثم جاء محمد
وقد كان قبل الأنبياء وبعدهم / بكل مكان مشرك وموحد
وفي الناس من يقفوا اعتقاداً بخالق / وفي الناس من ينفي ومن يتردد
قد قلت في وفاتها مؤرخاً
قد قلت في وفاتها مؤرخاً / عابدة سارت إلى معبودها
درى أنه جاء من غير مقصد
درى أنه جاء من غير مقصد / فسارع للعود والعود أحمد
وأكمل معدود أنفاسه / وكانت تردّد فيهِ وتجهد
وأطلق نفساً رأى أنها / متى علقت بالحياة تقيّد
هو الموت لم ينج منه امرؤ / ولو أنه في بروج تُشيَّد
يموت القويُّ كما أنه / يموت الضعيف فهل من مخلَّد
وما المرء إلَّا رهين الردى / فسبحان من بالبقاء تفرَّد
هو اللَه يعبد في أرضه / كما أنهُ في السماوات يعبد
مصابك إن شئت تخفيفه / ففكر بموت النبيّ محمّد
أنتِ في هجرنا وهذا الصدود
أنتِ في هجرنا وهذا الصدود / يا سليمى جاوزتِ كل الحدودِ
يا سليمى أفرطتِ في الصرم رفقاً / يا سليمى بالعاشق المعمود
لك جسم يكاد ينصبُّ لطفا / وفؤاد أقسى من الجلمود
ولِقلبي شوق إليك أراه / عن قريب يجرُّني للّحود
أسليمى لا تقطعي حبل وصلي / واقطعي إن أردت حبل وريدي
عجِّلي أن أموت فيك والَّا / فاسمحي لي بنظرة من بعيد
كيف جوّزت أن تفكي عهوداً / أنتِ أبرمتها أمام الشهود
بالذي قد جوّزته يا سليمى / قد لعمري أشمتّ قلب الحسود
علليني ولو بوعد فإني / يا سليمى لَقانعٌ بالوعود
ما ألذَّ العيش الذي قد تقضى / لو وجدنا لعهده من معيد
انقضت تلكم العهود فآهٍ / ثم آهٍ مني لتلك العهود
إن ممشوقة القوام سليمى / قد لعمري ضنّت فيا عينُ جودي
طال عتبي على زمانٍ رماني / بخطوبٍ يُشبن رأس الوليدِ
رُبَّ ليل سهرته في هواكم / حاضر الهمّ غائباً عن شهودي
أرقب النجم فيه نجم الثريا / بعيونِ ما ذقن طعم الهجود
لكروب يفللن حدّ المواضي / وهموم يأكلن قلب الحديد
ظلتُ فيه أرى النجوم إلى أن / وضح الصبح بادياً كعمود
أو كامنية بدت غبّ يأس / أو كوعد قد سر بعد وعيد
وفشا ضوءه فمزق ما قد / كان لليل من غلائل سود
قد تنبهت من النو
قد تنبهت من النو / م وأصحابي هجود
سحراً حيث نسيم ال / روض معتلٌّ برود
والدجى خيمة شعر / تحتها الصبح عمود
وعلى الهبات طفل ال / غصن يمضي ويعود
قلت في نفسيَ هذا / زمن الشعر السعيد
إن تأييد نهضة العلم مجد
إن تأييد نهضة العلم مجد / فاز سعدٌ بهِ فلله سعدُ
وعد الناس بالفلاح فأوفى / وجزاءُ الذين يوفون حمد
إن خيراً به اقتنت مصر قبلاً / غير ما تقتني بهِ مصر بعد
كم له من مكارم زاهرات / أهل مصر من نورها تستمد
لو أردنا إحصاءها ما اقتدرنا / وكذاك النجوم ليست تُعد
مدَّ باعاً إلى الرياسة رحباً / هو مثل الفضاء ليس يُحدُّ
مدَّ باعاً ما مده من وزير / قبل سعدٍ وبعده لا يمد
باذلاً في نشر العلوم بمصرٍ / منه جهداً ما أن يضاهيه جهد
ليس في مصر مثل سعدٍ وزير / فهو كالسيف في الرجاحة فرد
نظر ينفؤ الغوامض لا يك / بو لَهُ في عواقب الأمر زند
وكذاك الذي يكون خفياً / بشعاع من نور رنتجن يبدو
فخرت مصر والمعارف فيها / بسريّ في مدحه الشعر يشدو
سرَّ مصراً منها أجد طرازٍ / حسب مصر ذاك الطراز الأجد
وعيون الذين ما اعترفوا من / ه بحسن الصنيع في مصر رُمد
هل يضر الشمس المضيئة أن يب / دُوَ في شانها من العمى جحد
رقيت مصر في نظارة سعد / درجات كما الزمانَ يودُّ
وسترقى به على ما لديها / من رقيّ فانها تستعد
همه أن تزيد مصر رقياً / فتراه وراء ذلك يعدو
ربّ حقق آمال سعدٍ وحققذ / ربّ ما فيهِ ربّ سعدٌ يجدِ
بخلاف العراق فهو لعمري / لضروبٍ من الجهالة مهد
بعد إذ كان موطناً لرجال / أيَّدوا العلم بينهم وأمدوا
مات من كان ينصر العلم فيهِ / والذي عاش فهو خصم ألدُّ
فمضى العلم واستقرَّ مكان ال / علم جهل والجهل للعلم ضد
كان للقاطنين في جانبي بغ / داد عيش وذل العيش رغد
مرّ ذاك العيش الذي طاب حيناً / وكذاك الحياة صاب وشَهد
فاستَردت ما نوّلته الليالي / والليالي تنيل ثم ترد
إن دهراً أعطى العراق رقياً / ثم رد الرُقيَّ منه لوغد
يؤلم القلب قلب من يتروى / أن هذا عهدٌ وذلك عهد
سلب المال من صنوف الرعايا / وعليهم منه بقايا بعد
ضعف الناس عن أداءِ البقايا / والذي ما غدا ضعيفاً سيغدو
ما لأهل العراق بد من الكر / بة أدُّوا الأموال أو لم يؤدوا
لم يكن في نوائب الدهر ظني / أنها هكذا بنا تستبد
رب في قلب مالكي أمرنا اجعل / رأفة لا تبيح أن يتعدوا
أو فبدلهمُ بأرحم منهم / إنهم ربّ عن سبيلك صدوا
أن قلب الذين وُلُّوا علينا / حجرٌ من أقسى الحجارة صلد
غربت عن بغداد شمس الترقي / فعراها بعد الحرارة برد
ما لأغنى أرضِ العراق مواتاً / أترى أن ماء دجلة ثمد
رفدتها ديالة من يسار / ومن الأيمن الفرات يمد
وتسير البواخر الشم فيها / ما خرات لها ذميل ووخد
ليس في الماء قلة نشتكيه / بل دها أهلها نوائب نكد
أن غصب الحق الصريح شديد / وسكوت الأحرار عنه أشد
لاغتراف الثراء من فيض مصر / كل يوم يأتي إلى مصر وفد
بلغت ثروة الطبيعة فيها / مبلغاً ما وراء ذلك حدّ
وهبتها وللطبيعة جود / من صنوف الخيرات ما لا يعد
ومن النيل قلدتها حساماً / فوقه من نسج الرياح فرند
أن سعداً بين المعارف والجه / ل الذي يجرف المعارف سدُّ
قلت لما حاز الوزارة أرَّخ / قد كفى مصر بالوزارة سعد
إن الذين عن الأفراد قد بعدوا
إن الذين عن الأفراد قد بعدوا / لم يجحدوا انهم منهن قد ولدوا
اما الألى لم يزالوا في مداركهم / ادنى الى اصلهم منها فقد جحدوا
جاء غضبان بادي الازباد
جاء غضبان بادي الازباد / عابثاً بالاسداد والارصاد
ولقد مدته على ما اتاه / كثرة للثلوج في الاطواد
هبت الامهات في الذعر ليلا / يتعثرون فيه بالاولاد
تلغى معاهدة واخرى تعقد
تلغى معاهدة واخرى تعقد / والشعب يستفتي لها ويهدد
والشعب يطري للجهلة خنجرا / في صدره عما قريب يغمد
وكأن يوم الغاصبين لحقهم / ليل وهذا الليل بحر مزبد
اما الزعيم فما تحرك ذائداً / عن حقهم منه اللسان ولا اليد
كنا نؤمل ان نراه منجدا / واذا الذي هو منجد لا ينجد
كسدت تجارة كل شيء عندهم / الا النفاق فانه لا يكسد
كل الذي فيهم قديم مخلق / الا العداء فانه يتجدد
الشعب بالقيد الثقيل مكبل / حتى يكاد اذا تحرك يقعد
للبعض كوخ واطئ ولبعضهم / صرح كما شاء النعيم ممرجد
هذا يضاجعه الرفاه وذاك في / سغب ينام وقد اقض المرقد
لو كان فرع الدوح اخضر ناعما / لنزا عليه العندليب يغرد
يا نفس ايام النهوض بعيدة / ولعل ايام التحرر ابعد
وفتى اروه الموت يكشر كالحا / فاصفر منه العارض المتورد
حظروا عليه ان يقول مصرحا / فكأنه السيف الجراز المغمد
يا قوم ان الحق ابيض ناصع / كالصبح فهو بنفسه متأيد
انا ان فرحت فكل لون ابيض / واذا يئست فكل لون اسود
وطلبت اسباب الغنى من بابه / فوجدت ان الباب دوني موصد
لا در در الجاهلين فانهم / يرمون بالالحاد من لا يلحد
ان كان من يبدي الحقيقة ملحداً / فليشهد الثقلان اني ملحد
طعنوك يا وطني المفدى
طعنوك يا وطني المفدى / في الصدر حتى كدت تردى
والطاعنون بنوك ان / ت كسوتهم لحماً وجلدا
ظلموك يا وطني ولم / يرع الألى ظلموك عهدا
حرموك حقا اشبعو / ه بعد ان عرفوه جحدا
كان الذي قد كنت تأ / مل عونه خصما الدا
واختار من قربتهم / الا قليلا عنك بعدا
ولك الذين رفعتهم / حفروا بجوف الارض لحدا
يبغون من دغل بهم / لك في حفير ضاق وأدا
هل كان قلب عقيدهم / حجراً من الاحجار صلدا
حق هناك وباطل / ولقد يلاقي الضد ضدا
اني ارى جزرا ويسمي / البعض هذا الجزر مدا
والشر خيرا من جمي / ع وجوهه والنحس سعدا
والقيد خلخالا لمن / يشقى به والغل عقدا
اما جبين القوم فهو من / الصفاقة ليس يندى
قد شاء ربك ان تطو / ل يد العتاة وان تشدّا
واقام حرص الجاه بي / ن الحق والابصار سدا
واذا اراد اللَه امراً / بالعباد فلا مردّا
هيهات قد دخل الذئا / ب حظيرة الخرفان ربدا
لو صين دستور البلا / د لما تعدّى من تعدّى
ولقد يسيء المرء في / اعماله خطأ وعمدا
وطني على بلواك كن / جلدا كما قد كنت جلدا
وعلى ظلامتك اصطبر / حتى تعود النار بردا
وتخفف ويلات الحيا / ة فان للارزاء حدا
لا تقشعر فانت لا / تنهار يا وطني المفدى
ما بال عيني لا ترى / في ليلها للنجم وقدا
أافلن ام قام العمى / بيني وبين النجم سدا
انفض عني صحبتي / وبقيت مثلى السيف فردا
كالسيف عريانا ولي / س بلابس الا فرندا
دافعت عن وطني ولم / ار من دفاع عنه بدا
ولقد وقفت بدجلة / ابكي مع الباكين مجدا
مجدا اثيلا قد هوى / ليلا بهاوية فاودى
يا دخل ماؤك طيب / لو كنت املك منه وردا
يروى الدخيل وانما ابنك / في جوار منك يصدى
ولقد مررت على الريا / ض فلم اجد فيهن وردا
وذكرت ايامي بها / واحبتي وذكرت عهدا
وبثثت للعهد الذي / كنا به سعداء وجدا
كانت رياضك ذات اف / نان ترف وكن ملدا
فيها العنادل نازيا / ت تملأ الاسماع غردا
والريح ترسل من شذا / ها زلفة وفدا فوفدا
ووردت ماءك صافياً / فشربت ذاك الماء صردا
وعلوت نشزا عند حو / ضك قائما وهبطت وهدا
اما النخيل ففي صفو / ف نسقت يحكين جندا
قد كان يومئذ مرا / ح في الصبابة لي ومغدى
ولقد مضى لي عندها / عيش وكان العيش رغدا
حتى المّ بي العقام / فهد مني الجسم هدا
يا دهر انت علي قد / اصدرت حكمك مستبدا
اني لاوثر في الحيا / ة على اقتناء المال حمدا
واريد عزا لا اخا / ف زواله واريد مجدا
واريد لاسمى بعد ان / ابلى بجوف الارض خلدا
ذكراً جميلا ان ردي / ت كآخرين فليس يردى
المال حسبي منه ما / يكفي لحاجي ان يسدا
ومصارع الأيام لا / يبغى من الأيام رفدا
لقد رقد السمار حتى خلا النادي
لقد رقد السمار حتى خلا النادي / ولم تبق يقضى غير عصفورة الوادي
شدت في هدوء الليل تدعو اليفها / وفي شدوها شجو لسامعه باد
تردده في خير لحن سمعته / وتنشده شعراً على خير انشاد
فيا حسن شعر محزن مطرب معاً / ويا حسن لحن ثم يا حسن ترداد
فبت وعيني لحظها يخرق الدجى / وسمعي على بعد الى الطائر الشادي
فد انتبهت في ليلها فتذكرت / اليفاً غدا عنها ولم يعد الغادي
وبرّحت الذكرى بها فترنمت / ترنم ثكلى قد اصيبت باولاد
وقالت تناجي نفسها ما لصاحبي / تأخر عن ميعاده غير معتاد
وقد كان وجه الليل ميعاد عوده / وذلك للاطيار آخر ميعاد
فما عاد عصفوري اليّ لشقوتي / وكان اليه في حياتي اخلادي
أابعد عن مثواه في طيرانه / فضل طريق العود من بعد ابعاد
وكيف تضل الطير عن مستقرّها / وكل كثيب في الطريق لها هاد
ام احتازه الصياد في شرك له / ام اختطفته برثن الاجدل العادي
ام التقفته هرة البر بغتة / ام ابتلعته حية بعد ارصاد
لقد كان لي اغراده خير سلوة / كما كان يسليه عن الهم اغرادي
وكنا اذا طرنا معاً لرياضة / نحلق في جو من الصبح وراد
وبعدئذ نهوى معا في هوادة / الى فنن غض من البان مياد
وكنا على الايام زوجين في رضى / فافردني دهري واوحش افرادي
بقيت لارزاء الزمان وحيدة / بعش نضيد من هشيم واعواد
وكنا بنيناه معاً فوق ايكة / تطلّ على ماء وعشب واوراد
بنيناه حتى تمّ نجهد نفسنا / لنحيا معاً في غبطة ثم ارغاد
يقيم بقربي ثم في العش واضعا / اذا ما غفا الغاده فوق الغادي
ولكن الفي قد تخطفه الردى / فافسد عيشي بعده شر افساد
فيا ليت الفي كان قد ظل سالما / واني بريشي والحياة له فاد
ذهبت ولم ترجع فهل كان واقفا / لك الموت في جنب الطريق بمرصاد
بربك عدلي او على الموت دلني / فاني الى كأس شربت بها صاد
لقد يرتقي في الجمع فرد ذرى المجد
لقد يرتقي في الجمع فرد ذرى المجد / ويعظم حتى تبصر الجمع في الفرد
اذا آده امر تقوى بشعبه / كما يتقوى قائد الجند بالجند
فان ذل ذاك الشعب فهو يعزه / وان ضل ذاك الشعب فهو له يهدى
ابو الشعب اما سار سار وراءه / كظل له ما ان يحيد عن القصد
فذاك زعيم الشعب يحمي ذماره / ويدفع عنه كيد اعذائه اللد
وما ذهنه الا سراج مكهرب / يضيء طريقيه بما فيه من وقد
واول شرط ان يكون بمعزل / عن الحنث في الاقسام والكذب في الوعد
ولكن اذا كان الزعيم تعوزه / محاسن اخلاق فذلك لا يجدى
وما زعماء الشرق الا قلائل / واهداهم من كان بالقلب يستهدي
ولم يك في الاموال من طمع بهم / الم يكفهم ما يكسبون من الحمد
على انهم لا يعبئون لنفسهم / بمدح من الجمهوى اخلص في الود
وما كان بالاجداد فخر وانما / يباهي بمجد الجد من ليس ذا مجد
ولم ار قطرا كالعراق مضيعا / ولا مثل قوم ابدلوا الغي بالرشد
لقد عقدت حملانه باختيارها / مع الذئب عهدا واستنامت الى العهد
وقد حمل الحملان صفقة عقدها / وسوف يرى الحملان عاقبة العقد
رجعت الى الماضي البعيد بفكرتي
رجعت الى الماضي البعيد بفكرتي / وقلت لقرد الغاب يا لك من قرد
تقلبت في الاصلاب دهرا وبعده / نسلت ابنك الانسان نادرة الولد
فجئت به سبط القوام شمردلا / فكان لعمري شر اعدائك اللد
ولكنني باق لذكرك حافظا / وموليك جماً من ثنائي ومن حمدي
فانك جد الناس في كل بقعة / من الارض حلوها فبوركت من جد
ويجحد هذا الامر من هو لم يزل / اليك قريباً في الغباوة والحقد
واما الذي في عقله ونبوغه / نأى عنك اشواطاً فليس بذي جحد
سفحت على اقدام ليلى مدامعي
سفحت على اقدام ليلى مدامعي / وليلى سوى صد يبرح لا تبدى
واني من بعد الدموع لسافح / دمي في هواها وهو آخر ما عندي
اذا صح تشبيهي الحياة بدوحة
اذا صح تشبيهي الحياة بدوحة / فما انا الا بعض اغصانها الجرد
يوارون في لحد اذا مت رمتى / كأن بمن قد مات فقراً الى اللحد
لم يطمئن القوم في بغداد
لم يطمئن القوم في بغداد / إلا إلى الأغلال والأصفاد
استسلموا للهاضميهم بعدما / هاجوا هياج البحر ذي الازباد
فجنوا على الاجداد في اجداثهم / وجنوا على الابناء والاحفاد
وهناك من هو للاسى مستعبر / وهناك من هو للمسرة شاد
ماذا تقول لامة معكوسة / جعلت مآتمها من الاعياد
ما كان ظني يا ملاعب صبوتي / ان تذهب الآمال فيك بداد
حتى بدا لي والزمان معلم / ان الاحبة في العراق اعاد
ان الذين تسيطروا بخداعهم / ثبتوا بصدر الحكم كالاوتاد
اما حقوق الابرياء فانما / عصفت بهن زوابع الاحقاد
قد حال بين هضيمها وعظيمها / ما قد اقام الا فك من اسداد
قلت استبد بكم فريق طائش / منكم وما من قام بذياد
قالوا اذا تمت لنا صلواتنا / خمسا فما ضرر في الاستبداد
انا لقوم راحلون الى التي / نجزى بها والدين احسن زاد
الموت فيه راحة مضمونة / اما الحياة فليس غير جهاد
لا تستميل نفوسنا بطلائها / دنيا غرور كونها لفساد
فصرخت فيهم قائلا لا تكذبوا / فالدين يأمركم بالاستعداد
لو كانت الدنيا بمال تشترى / لبذلت فيها طارفي وتلادي
الشعب ادخل باختيار راسه / للطيش في شدق الهزبر العادي
فهلم ننج الفلك قد اشفى على / غرق بتقوى كان او الحاد
فالفلك في تيار بحر زاخر / والموج حول الفلك كالاطواد
يا قومنا احتفظوا بقوة عزمكم / فالموت للضعفاء بالمرصاد
يا قوم لستم للحياة بامة / انتم بواد والحياة بواد
يا قوم لا دنيا ولا دين لمن / رسفوا بدار الهون في الاقياد
واذا الشعوب تعاضدت في وحدة / كانت عوادي الدهر غير عواد
سيروا على ضوء النهى في ليلكم / فالعقل مثل الكوكب الوقاد
خير من الليل البهيم لمدلج / صبح يشاب بياضه بسواد
ولقد ارى ابن الضاد مغرى بالهوى / ماذا الذي اغراك يا ابن الضاد