القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 98
أيها المؤمنون مالي أراكم
أيها المؤمنون مالي أراكم / قد حنقتم وارين ورى الزناد
قد رأيتم رأياً رأيت سواها / فكأنا كنا من الأضداد
اختلفنا كل اختلاف فما أن / يتساوى اعتقادكم واعتقادي
أيها القوم إن علمي بما ارتبتم / به في الرسوخ كالأطواد
أي شيء يضركم من حيادى / فاتركوني فيما أرى وحيادي
إنما ترتقي الشعوب بعلم / تقتنيه بالدرس لا باضطراد
أيها العلم يا مناي فداء / لك مالي من طارف وتلاد
أنا فيما أبديته من مقال
أنا فيما أبديته من مقال / مخطئ ليس لي أقل استناد
شهد اللَه والملائكة الأبرار / أني ركبت غير السداد
إنني قد أسأت ظني وربي / واقف للمسيء بالمرصاد
إنني قد ندمت غفرانك اللهم / من سوء مذهبي واعتقادي
عن سبيل الرشد حدت فارجعني / إلهي إلى سبيل الرشاد
إنني قد زرعت إثماً فويلي / ثم ويلي إن حان يوم الحصاد
ويح نفسي فقد سلكت طريقاً / ليس فيه إلى الحقيقة هادي
ويح نفسي من روع يوم التقاضي / ويح نفسي من هول يوم التنادي
سوف أبكي ملء العيون على ما / قلت حتى يبل دمعي نجادي
سوف أبكي على حياتي وأبكي / من زمان قضيت في بغداد
أنا لولا الرحمن والعفو منه
أنا لولا الرحمن والعفو منه / داخل في الجحيم بعد المعاد
إنما في سلاسل ذرعها سبعون / أمشي رسفا وفي أقياد
يوم يزجوني للجحيم تلظى / سبعة من أملاك ربي الشداد
نصبوا فوقها صراطاً يحاكي / شعرة أوشبا السيوف الحداد
ثم قالوا هذا طريقك فانهجه / وإن طال فوق ذاك الوادي
فتمشيت فوقه وهي تحتي / تتراءى حمراء ذات اتقاد
تتلظى كأنها بركان / ثار من بعد هجعة ورقاد
فهي ترمي من جوفها بشواظ / وشظايا حجارة ورماد
يضرع الخاطئون من تحت فيها / بصراخ يشق قلب الجماد
انفحونا ياعابرين بماء / إنما هذه النفوس صوادي
ثم ذاك الصراخ يضعف حتى / يختفي في زفيرها المتمادي
بدلتهم سمومها من بياض / كان يطرى الوجوه لون السواد
يا له من هول جسام ومرأى / يرسل الحزن منه للأكباد
رب ثبت رجلي رب وسلمني / عليه يا رب كل العباد
وأمامي على الصراط أناس / واصلوا السير في بطئ وعادي
ثبتوا عند عبرهم لتقاهم / في متون الأكباش كالأوتاد
يطلبون الوصول إن عبروه
يطلبون الوصول إن عبروه / لجنان تبيح كل مراد
من ثمار تجني ولحم طري / وشراب من سلسبيل براد
وجوار حور كواعب أبكا / ر وولد يزهون كالأولاد
تحتها أنهار على الأرض تجري / عسلاً قد صفوه للزهاد
إن فيها عيشاً يدوم رخيا / وسلاماً من الصروف العوادي
إن فيها لهواً وكأساً دهاقا / كل يوم سرورها في ازدياد
إن فيها تيناً ونخلاً وما / نا وأعناباً لذة للعباد
إن فيها أساوراً تتراءى / وهي من فضة على الأزناد
إن للمتقين فيها مفازا / ونعيماً ما إن له من نفاد
للمصلين المؤمنين برب / هو للكافرين بالمرصاد
ولمن صام الشهر من رمضان / فهو غرثان في النهار وصادي
ولمن جاء يبتغي حج بيت اللَه / والأجر من بعيد البلاد
ولمن أعطى ماله يتزكى / ولمن جاء طائعاً للجهاد
إن أجر المجاهدين كثير / ليس يحصى بالحصر والتعداد
فإذا ما حباهم اللَه نصراً / ملكوا بنت كل علج معادى
فسبوها وضاجعوها بلا عقد / عليها منهم ولا إشهاد
شهد اللَه أن ذلك حق / منه قد جاء في كتاب هادي
يعد اضطهاد المنكرين ديانة
يعد اضطهاد المنكرين ديانة / فإن جئت لوما قيل لي أنت ملحد
لقد جاء إبراهيم للناس مرسلا / وموسى وعيسى ثم جاء محمد
وقد كان قبل الأنبياء وبعدهم / بكل مكان مشرك وموحد
وفي الناس من يقفوا اعتقاداً بخالق / وفي الناس من ينفي ومن يتردد
قد قلت في وفاتها مؤرخاً
قد قلت في وفاتها مؤرخاً / عابدة سارت إلى معبودها
درى أنه جاء من غير مقصد
درى أنه جاء من غير مقصد / فسارع للعود والعود أحمد
وأكمل معدود أنفاسه / وكانت تردّد فيهِ وتجهد
وأطلق نفساً رأى أنها / متى علقت بالحياة تقيّد
هو الموت لم ينج منه امرؤ / ولو أنه في بروج تُشيَّد
يموت القويُّ كما أنه / يموت الضعيف فهل من مخلَّد
وما المرء إلَّا رهين الردى / فسبحان من بالبقاء تفرَّد
هو اللَه يعبد في أرضه / كما أنهُ في السماوات يعبد
مصابك إن شئت تخفيفه / ففكر بموت النبيّ محمّد
أنتِ في هجرنا وهذا الصدود
أنتِ في هجرنا وهذا الصدود / يا سليمى جاوزتِ كل الحدودِ
يا سليمى أفرطتِ في الصرم رفقاً / يا سليمى بالعاشق المعمود
لك جسم يكاد ينصبُّ لطفا / وفؤاد أقسى من الجلمود
ولِقلبي شوق إليك أراه / عن قريب يجرُّني للّحود
أسليمى لا تقطعي حبل وصلي / واقطعي إن أردت حبل وريدي
عجِّلي أن أموت فيك والَّا / فاسمحي لي بنظرة من بعيد
كيف جوّزت أن تفكي عهوداً / أنتِ أبرمتها أمام الشهود
بالذي قد جوّزته يا سليمى / قد لعمري أشمتّ قلب الحسود
علليني ولو بوعد فإني / يا سليمى لَقانعٌ بالوعود
ما ألذَّ العيش الذي قد تقضى / لو وجدنا لعهده من معيد
انقضت تلكم العهود فآهٍ / ثم آهٍ مني لتلك العهود
إن ممشوقة القوام سليمى / قد لعمري ضنّت فيا عينُ جودي
طال عتبي على زمانٍ رماني / بخطوبٍ يُشبن رأس الوليدِ
رُبَّ ليل سهرته في هواكم / حاضر الهمّ غائباً عن شهودي
أرقب النجم فيه نجم الثريا / بعيونِ ما ذقن طعم الهجود
لكروب يفللن حدّ المواضي / وهموم يأكلن قلب الحديد
ظلتُ فيه أرى النجوم إلى أن / وضح الصبح بادياً كعمود
أو كامنية بدت غبّ يأس / أو كوعد قد سر بعد وعيد
وفشا ضوءه فمزق ما قد / كان لليل من غلائل سود
قد تنبهت من النو
قد تنبهت من النو / م وأصحابي هجود
سحراً حيث نسيم ال / روض معتلٌّ برود
والدجى خيمة شعر / تحتها الصبح عمود
وعلى الهبات طفل ال / غصن يمضي ويعود
قلت في نفسيَ هذا / زمن الشعر السعيد
إن تأييد نهضة العلم مجد
إن تأييد نهضة العلم مجد / فاز سعدٌ بهِ فلله سعدُ
وعد الناس بالفلاح فأوفى / وجزاءُ الذين يوفون حمد
إن خيراً به اقتنت مصر قبلاً / غير ما تقتني بهِ مصر بعد
كم له من مكارم زاهرات / أهل مصر من نورها تستمد
لو أردنا إحصاءها ما اقتدرنا / وكذاك النجوم ليست تُعد
مدَّ باعاً إلى الرياسة رحباً / هو مثل الفضاء ليس يُحدُّ
مدَّ باعاً ما مده من وزير / قبل سعدٍ وبعده لا يمد
باذلاً في نشر العلوم بمصرٍ / منه جهداً ما أن يضاهيه جهد
ليس في مصر مثل سعدٍ وزير / فهو كالسيف في الرجاحة فرد
نظر ينفؤ الغوامض لا يك / بو لَهُ في عواقب الأمر زند
وكذاك الذي يكون خفياً / بشعاع من نور رنتجن يبدو
فخرت مصر والمعارف فيها / بسريّ في مدحه الشعر يشدو
سرَّ مصراً منها أجد طرازٍ / حسب مصر ذاك الطراز الأجد
وعيون الذين ما اعترفوا من / ه بحسن الصنيع في مصر رُمد
هل يضر الشمس المضيئة أن يب / دُوَ في شانها من العمى جحد
رقيت مصر في نظارة سعد / درجات كما الزمانَ يودُّ
وسترقى به على ما لديها / من رقيّ فانها تستعد
همه أن تزيد مصر رقياً / فتراه وراء ذلك يعدو
ربّ حقق آمال سعدٍ وحققذ / ربّ ما فيهِ ربّ سعدٌ يجدِ
بخلاف العراق فهو لعمري / لضروبٍ من الجهالة مهد
بعد إذ كان موطناً لرجال / أيَّدوا العلم بينهم وأمدوا
مات من كان ينصر العلم فيهِ / والذي عاش فهو خصم ألدُّ
فمضى العلم واستقرَّ مكان ال / علم جهل والجهل للعلم ضد
كان للقاطنين في جانبي بغ / داد عيش وذل العيش رغد
مرّ ذاك العيش الذي طاب حيناً / وكذاك الحياة صاب وشَهد
فاستَردت ما نوّلته الليالي / والليالي تنيل ثم ترد
إن دهراً أعطى العراق رقياً / ثم رد الرُقيَّ منه لوغد
يؤلم القلب قلب من يتروى / أن هذا عهدٌ وذلك عهد
سلب المال من صنوف الرعايا / وعليهم منه بقايا بعد
ضعف الناس عن أداءِ البقايا / والذي ما غدا ضعيفاً سيغدو
ما لأهل العراق بد من الكر / بة أدُّوا الأموال أو لم يؤدوا
لم يكن في نوائب الدهر ظني / أنها هكذا بنا تستبد
رب في قلب مالكي أمرنا اجعل / رأفة لا تبيح أن يتعدوا
أو فبدلهمُ بأرحم منهم / إنهم ربّ عن سبيلك صدوا
أن قلب الذين وُلُّوا علينا / حجرٌ من أقسى الحجارة صلد
غربت عن بغداد شمس الترقي / فعراها بعد الحرارة برد
ما لأغنى أرضِ العراق مواتاً / أترى أن ماء دجلة ثمد
رفدتها ديالة من يسار / ومن الأيمن الفرات يمد
وتسير البواخر الشم فيها / ما خرات لها ذميل ووخد
ليس في الماء قلة نشتكيه / بل دها أهلها نوائب نكد
أن غصب الحق الصريح شديد / وسكوت الأحرار عنه أشد
لاغتراف الثراء من فيض مصر / كل يوم يأتي إلى مصر وفد
بلغت ثروة الطبيعة فيها / مبلغاً ما وراء ذلك حدّ
وهبتها وللطبيعة جود / من صنوف الخيرات ما لا يعد
ومن النيل قلدتها حساماً / فوقه من نسج الرياح فرند
أن سعداً بين المعارف والجه / ل الذي يجرف المعارف سدُّ
قلت لما حاز الوزارة أرَّخ / قد كفى مصر بالوزارة سعد
إن الذين عن الأفراد قد بعدوا
إن الذين عن الأفراد قد بعدوا / لم يجحدوا انهم منهن قد ولدوا
اما الألى لم يزالوا في مداركهم / ادنى الى اصلهم منها فقد جحدوا
جاء غضبان بادي الازباد
جاء غضبان بادي الازباد / عابثاً بالاسداد والارصاد
ولقد مدته على ما اتاه / كثرة للثلوج في الاطواد
هبت الامهات في الذعر ليلا / يتعثرون فيه بالاولاد
تلغى معاهدة واخرى تعقد
تلغى معاهدة واخرى تعقد / والشعب يستفتي لها ويهدد
والشعب يطري للجهلة خنجرا / في صدره عما قريب يغمد
وكأن يوم الغاصبين لحقهم / ليل وهذا الليل بحر مزبد
اما الزعيم فما تحرك ذائداً / عن حقهم منه اللسان ولا اليد
كنا نؤمل ان نراه منجدا / واذا الذي هو منجد لا ينجد
كسدت تجارة كل شيء عندهم / الا النفاق فانه لا يكسد
كل الذي فيهم قديم مخلق / الا العداء فانه يتجدد
الشعب بالقيد الثقيل مكبل / حتى يكاد اذا تحرك يقعد
للبعض كوخ واطئ ولبعضهم / صرح كما شاء النعيم ممرجد
هذا يضاجعه الرفاه وذاك في / سغب ينام وقد اقض المرقد
لو كان فرع الدوح اخضر ناعما / لنزا عليه العندليب يغرد
يا نفس ايام النهوض بعيدة / ولعل ايام التحرر ابعد
وفتى اروه الموت يكشر كالحا / فاصفر منه العارض المتورد
حظروا عليه ان يقول مصرحا / فكأنه السيف الجراز المغمد
يا قوم ان الحق ابيض ناصع / كالصبح فهو بنفسه متأيد
انا ان فرحت فكل لون ابيض / واذا يئست فكل لون اسود
وطلبت اسباب الغنى من بابه / فوجدت ان الباب دوني موصد
لا در در الجاهلين فانهم / يرمون بالالحاد من لا يلحد
ان كان من يبدي الحقيقة ملحداً / فليشهد الثقلان اني ملحد
طعنوك يا وطني المفدى
طعنوك يا وطني المفدى / في الصدر حتى كدت تردى
والطاعنون بنوك ان / ت كسوتهم لحماً وجلدا
ظلموك يا وطني ولم / يرع الألى ظلموك عهدا
حرموك حقا اشبعو / ه بعد ان عرفوه جحدا
كان الذي قد كنت تأ / مل عونه خصما الدا
واختار من قربتهم / الا قليلا عنك بعدا
ولك الذين رفعتهم / حفروا بجوف الارض لحدا
يبغون من دغل بهم / لك في حفير ضاق وأدا
هل كان قلب عقيدهم / حجراً من الاحجار صلدا
حق هناك وباطل / ولقد يلاقي الضد ضدا
اني ارى جزرا ويسمي / البعض هذا الجزر مدا
والشر خيرا من جمي / ع وجوهه والنحس سعدا
والقيد خلخالا لمن / يشقى به والغل عقدا
اما جبين القوم فهو من / الصفاقة ليس يندى
قد شاء ربك ان تطو / ل يد العتاة وان تشدّا
واقام حرص الجاه بي / ن الحق والابصار سدا
واذا اراد اللَه امراً / بالعباد فلا مردّا
هيهات قد دخل الذئا / ب حظيرة الخرفان ربدا
لو صين دستور البلا / د لما تعدّى من تعدّى
ولقد يسيء المرء في / اعماله خطأ وعمدا
وطني على بلواك كن / جلدا كما قد كنت جلدا
وعلى ظلامتك اصطبر / حتى تعود النار بردا
وتخفف ويلات الحيا / ة فان للارزاء حدا
لا تقشعر فانت لا / تنهار يا وطني المفدى
ما بال عيني لا ترى / في ليلها للنجم وقدا
أافلن ام قام العمى / بيني وبين النجم سدا
انفض عني صحبتي / وبقيت مثلى السيف فردا
كالسيف عريانا ولي / س بلابس الا فرندا
دافعت عن وطني ولم / ار من دفاع عنه بدا
ولقد وقفت بدجلة / ابكي مع الباكين مجدا
مجدا اثيلا قد هوى / ليلا بهاوية فاودى
يا دخل ماؤك طيب / لو كنت املك منه وردا
يروى الدخيل وانما ابنك / في جوار منك يصدى
ولقد مررت على الريا / ض فلم اجد فيهن وردا
وذكرت ايامي بها / واحبتي وذكرت عهدا
وبثثت للعهد الذي / كنا به سعداء وجدا
كانت رياضك ذات اف / نان ترف وكن ملدا
فيها العنادل نازيا / ت تملأ الاسماع غردا
والريح ترسل من شذا / ها زلفة وفدا فوفدا
ووردت ماءك صافياً / فشربت ذاك الماء صردا
وعلوت نشزا عند حو / ضك قائما وهبطت وهدا
اما النخيل ففي صفو / ف نسقت يحكين جندا
قد كان يومئذ مرا / ح في الصبابة لي ومغدى
ولقد مضى لي عندها / عيش وكان العيش رغدا
حتى المّ بي العقام / فهد مني الجسم هدا
يا دهر انت علي قد / اصدرت حكمك مستبدا
اني لاوثر في الحيا / ة على اقتناء المال حمدا
واريد عزا لا اخا / ف زواله واريد مجدا
واريد لاسمى بعد ان / ابلى بجوف الارض خلدا
ذكراً جميلا ان ردي / ت كآخرين فليس يردى
المال حسبي منه ما / يكفي لحاجي ان يسدا
ومصارع الأيام لا / يبغى من الأيام رفدا
لقد رقد السمار حتى خلا النادي
لقد رقد السمار حتى خلا النادي / ولم تبق يقضى غير عصفورة الوادي
شدت في هدوء الليل تدعو اليفها / وفي شدوها شجو لسامعه باد
تردده في خير لحن سمعته / وتنشده شعراً على خير انشاد
فيا حسن شعر محزن مطرب معاً / ويا حسن لحن ثم يا حسن ترداد
فبت وعيني لحظها يخرق الدجى / وسمعي على بعد الى الطائر الشادي
فد انتبهت في ليلها فتذكرت / اليفاً غدا عنها ولم يعد الغادي
وبرّحت الذكرى بها فترنمت / ترنم ثكلى قد اصيبت باولاد
وقالت تناجي نفسها ما لصاحبي / تأخر عن ميعاده غير معتاد
وقد كان وجه الليل ميعاد عوده / وذلك للاطيار آخر ميعاد
فما عاد عصفوري اليّ لشقوتي / وكان اليه في حياتي اخلادي
أابعد عن مثواه في طيرانه / فضل طريق العود من بعد ابعاد
وكيف تضل الطير عن مستقرّها / وكل كثيب في الطريق لها هاد
ام احتازه الصياد في شرك له / ام اختطفته برثن الاجدل العادي
ام التقفته هرة البر بغتة / ام ابتلعته حية بعد ارصاد
لقد كان لي اغراده خير سلوة / كما كان يسليه عن الهم اغرادي
وكنا اذا طرنا معاً لرياضة / نحلق في جو من الصبح وراد
وبعدئذ نهوى معا في هوادة / الى فنن غض من البان مياد
وكنا على الايام زوجين في رضى / فافردني دهري واوحش افرادي
بقيت لارزاء الزمان وحيدة / بعش نضيد من هشيم واعواد
وكنا بنيناه معاً فوق ايكة / تطلّ على ماء وعشب واوراد
بنيناه حتى تمّ نجهد نفسنا / لنحيا معاً في غبطة ثم ارغاد
يقيم بقربي ثم في العش واضعا / اذا ما غفا الغاده فوق الغادي
ولكن الفي قد تخطفه الردى / فافسد عيشي بعده شر افساد
فيا ليت الفي كان قد ظل سالما / واني بريشي والحياة له فاد
ذهبت ولم ترجع فهل كان واقفا / لك الموت في جنب الطريق بمرصاد
بربك عدلي او على الموت دلني / فاني الى كأس شربت بها صاد
لقد يرتقي في الجمع فرد ذرى المجد
لقد يرتقي في الجمع فرد ذرى المجد / ويعظم حتى تبصر الجمع في الفرد
اذا آده امر تقوى بشعبه / كما يتقوى قائد الجند بالجند
فان ذل ذاك الشعب فهو يعزه / وان ضل ذاك الشعب فهو له يهدى
ابو الشعب اما سار سار وراءه / كظل له ما ان يحيد عن القصد
فذاك زعيم الشعب يحمي ذماره / ويدفع عنه كيد اعذائه اللد
وما ذهنه الا سراج مكهرب / يضيء طريقيه بما فيه من وقد
واول شرط ان يكون بمعزل / عن الحنث في الاقسام والكذب في الوعد
ولكن اذا كان الزعيم تعوزه / محاسن اخلاق فذلك لا يجدى
وما زعماء الشرق الا قلائل / واهداهم من كان بالقلب يستهدي
ولم يك في الاموال من طمع بهم / الم يكفهم ما يكسبون من الحمد
على انهم لا يعبئون لنفسهم / بمدح من الجمهوى اخلص في الود
وما كان بالاجداد فخر وانما / يباهي بمجد الجد من ليس ذا مجد
ولم ار قطرا كالعراق مضيعا / ولا مثل قوم ابدلوا الغي بالرشد
لقد عقدت حملانه باختيارها / مع الذئب عهدا واستنامت الى العهد
وقد حمل الحملان صفقة عقدها / وسوف يرى الحملان عاقبة العقد
رجعت الى الماضي البعيد بفكرتي
رجعت الى الماضي البعيد بفكرتي / وقلت لقرد الغاب يا لك من قرد
تقلبت في الاصلاب دهرا وبعده / نسلت ابنك الانسان نادرة الولد
فجئت به سبط القوام شمردلا / فكان لعمري شر اعدائك اللد
ولكنني باق لذكرك حافظا / وموليك جماً من ثنائي ومن حمدي
فانك جد الناس في كل بقعة / من الارض حلوها فبوركت من جد
ويجحد هذا الامر من هو لم يزل / اليك قريباً في الغباوة والحقد
واما الذي في عقله ونبوغه / نأى عنك اشواطاً فليس بذي جحد
سفحت على اقدام ليلى مدامعي
سفحت على اقدام ليلى مدامعي / وليلى سوى صد يبرح لا تبدى
واني من بعد الدموع لسافح / دمي في هواها وهو آخر ما عندي
اذا صح تشبيهي الحياة بدوحة
اذا صح تشبيهي الحياة بدوحة / فما انا الا بعض اغصانها الجرد
يوارون في لحد اذا مت رمتى / كأن بمن قد مات فقراً الى اللحد
لم يطمئن القوم في بغداد
لم يطمئن القوم في بغداد / إلا إلى الأغلال والأصفاد
استسلموا للهاضميهم بعدما / هاجوا هياج البحر ذي الازباد
فجنوا على الاجداد في اجداثهم / وجنوا على الابناء والاحفاد
وهناك من هو للاسى مستعبر / وهناك من هو للمسرة شاد
ماذا تقول لامة معكوسة / جعلت مآتمها من الاعياد
ما كان ظني يا ملاعب صبوتي / ان تذهب الآمال فيك بداد
حتى بدا لي والزمان معلم / ان الاحبة في العراق اعاد
ان الذين تسيطروا بخداعهم / ثبتوا بصدر الحكم كالاوتاد
اما حقوق الابرياء فانما / عصفت بهن زوابع الاحقاد
قد حال بين هضيمها وعظيمها / ما قد اقام الا فك من اسداد
قلت استبد بكم فريق طائش / منكم وما من قام بذياد
قالوا اذا تمت لنا صلواتنا / خمسا فما ضرر في الاستبداد
انا لقوم راحلون الى التي / نجزى بها والدين احسن زاد
الموت فيه راحة مضمونة / اما الحياة فليس غير جهاد
لا تستميل نفوسنا بطلائها / دنيا غرور كونها لفساد
فصرخت فيهم قائلا لا تكذبوا / فالدين يأمركم بالاستعداد
لو كانت الدنيا بمال تشترى / لبذلت فيها طارفي وتلادي
الشعب ادخل باختيار راسه / للطيش في شدق الهزبر العادي
فهلم ننج الفلك قد اشفى على / غرق بتقوى كان او الحاد
فالفلك في تيار بحر زاخر / والموج حول الفلك كالاطواد
يا قومنا احتفظوا بقوة عزمكم / فالموت للضعفاء بالمرصاد
يا قوم لستم للحياة بامة / انتم بواد والحياة بواد
يا قوم لا دنيا ولا دين لمن / رسفوا بدار الهون في الاقياد
واذا الشعوب تعاضدت في وحدة / كانت عوادي الدهر غير عواد
سيروا على ضوء النهى في ليلكم / فالعقل مثل الكوكب الوقاد
خير من الليل البهيم لمدلج / صبح يشاب بياضه بسواد
ولقد ارى ابن الضاد مغرى بالهوى / ماذا الذي اغراك يا ابن الضاد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025