المجموع : 127
الهي تعطف يا رؤوف بموقفي
الهي تعطف يا رؤوف بموقفي / ومنظرك الأعلى مقامي ووقفتي
الهي يا من لا يجاوزه الرجا / ولا تتعداه ظنون الخليقة
الهي يا من لا يضيع ملظة / ويا منتهى خوفي وغاية وحشتي
تداولني أيدي الذنوب وقادني / زمام الخطايا في مجاهل ضلتي
قد استحوذ الشيطان رب علي في / مناصبتي اياه من سوء خيرتي
فقصرت تفريطاً عن الأمر مطلقاً / وقارفت تغريراً لنهي الشريعة
كمنكر احسان وآمن أخذة / ومهمل ايعاد وجاهل قدرة
رأيت بفتح الجفن عن بصر الهدى / فظاعة عصياني وكبر جريمتي
فأقبلت بالآمال مستحيياً إلى / فنائك تحت الرأفة الأزلية
خلا طمعي إلا من اللّه وحده / وافرخ إلا منه روعي وروعتي
ابثك من سري ضميراً علوته / خشوعاً فآمن يا رؤوف مخافتي
ويا واحد الباقي بوحدة ذاته
ويا واحد الباقي بوحدة ذاته / كما كان قبل القبل والأزلية
تعاليت ليست وحدة الذات وحدة / تؤول إلى التحليل والجزئية
ولا وحدة الأوصاف وحدة فطرة / تعالت عن الأعراض والجوهرية
وأنت الهي الواحد الحق والسوى / مجاز إليه نسبة الواحدية
وجودك قبل الجوهر الفرد ثابت / وما يقبل التركيب ليس بوحدة
فهبني شهود الواحدية فانياً / عن الجمع في الفردية السرمدية
وأوحد وجودي عن وجود يصدني / عن الواحد الباقي وجود الحقيقة
وثبت على التوحيد قدسي وحدتي / فما زاغ عن آياتها من تثبت
الهي ظهور الواحدية محضة / تريها شئون الحق في كل ذرة
أقمت من التكوين شاهد حكمة / على الليس فانحلت عرى كل شركة
فما ثم وجدانية بعد مبدأ / فتقبل في أوصافها جزء وحدة
ويا خافض الكفار خفضاً مقدراً
ويا خافض الكفار خفضاً مقدراً / باشقائهم في سابق الأزلية
وذلك سر بالجلال محجب / ولا حكم إلا عدله في القضية
ويا خافضاً بالبعد من شاء بعده / كما أن في تقريبه كل رفعة
ويا خافضاً بالجهل والجهل منبع / لكل بلاء وانحطاط وخسة
ويا خافضاً بالفقر من كان فقره / يسفله في دينه بالدنية
ويا خافضاً بالذل من كان ذله / لغيرك حباً أو لقهر وخيفة
ويا خافض الجبار بالقهر نقمة / وخافض أهل العلم بالطمعية
الهي أشكو ظالاً أنت حسبه / ترفع طغياناً على ضعف قوتي
تراءت له الدنيا كأكلة جائع / فساغت له أكلاً ويا شر أكلة
فيا خافض اخفضه بأسفل سافل / وسلط عليه الرجز في كل وجهة
واركسه مخفوضاً على أم رأسه / إلى دركات المهلكات الوبيلة
اللّه حي لا يزال ولم يزل
اللّه حي لا يزال ولم يزل / في ذاته وبذاته ولذاته
لا شيء غير اللّه حي كائن / للذات قام له وجود حياته
وحقائق الأسماء في اسم الحي إذ / هو أول الأسماء في مرقاته
رجعت إليه عين كل حقيقة / من بعد جامع اسمه وصفاته
ومن المحال وجود ذات حقيقة / لاسم وغير الحي أصل ثباته
والحي من تجب الحياة لذاته / للذات ليس مخارج عن ذاته
والحي من ليست حياة عينه / كلا ولا هي بعض غيرياته
اللّه حي لا بمعنى زائد / فيه قديم غير نفي مماته
يكفي وجوب حياته للذات عن / فوز الحياة مسبباً لثباته
حياً وجوباً لا لموجب عارض / فيكون مفتقراً لمفتقراته
حياً وجوباً لا لكون حياته / سبباً أقام له وجود حياته
هذا وقوع الشيء علة ذاته / ومن المحال الشيء علة ذاته
ليس اعتدالاً في المزاج ولا قوى / حس لجنس حياة مبتدعاته
الذات كاف صحة استلزامها / دون الوسيطة من قديم صفاته
الواجب الحق القديم يجل عن / ايجاب واسطة خصوصياته
تجب الصفات له وليست غيره / وثوبتها في نفي سلبياته
وتجاذب الأسماء موجوداتها / لحقيقة اسم الحي جمع شتاته
للحي هيمنة على الأسماء من / حيث الظهور ومجد قيومياته
وعلى كمالات الحياة توقفت / آثار كل اسم بمأثوراته
وظهور كل اسم بنور خصه / فشعاعه الوقاد من مشكاته
وظهور كل اسم بقوة فعله / للحي سلطان على قواته
برزت ظهورات الصفات وكلها / ممدودة من ماء عين حياته
ظهرت لعين الكون من غير رؤية
ظهرت لعين الكون من غير رؤية / وغير ابتداء ظاهر الأحدية
ظهورك بالاحسان يا ظاهر انجلى / على وجه ذرات الوجود البديعة
ظهرت عياناً لا لإدراك باصر / ولكن بتفريج الكروب العظيمة
وبالقدرة المخصوص ربي بشأنها / على السل والايجاب والممكنية
وبالغلب والاجبار والقهر سيدي / فما ذرة إلا لعلمك ذلت
وبالمظهر الأسنى بكل دلالة / يقينية لم تخف عن ذي بصيرة
وبالعون والترزيق يا ظاهر انجلى / ظهورك والألطاف والمددية
وكونك أظهرت الظواهر معلم / يدل على السلطان للظاهرية
وبالحجة العظمى التي أنت أهلها / على الخلق واستولت على كل حجة
وبالفعل والآيات يا رب والغنى / لذاتك والأحياء والأحدية
بسر الظهور الحق هب لي قوة ال / ظهور بما نرضى على كل ذرة
الهي الهي يا غفور استغاثة
الهي الهي يا غفور استغاثة / بغفرانك اللهم من كرب حوبتي
الهي اكتسبت الاثم جهلاً وغرة / بعافية من فضل ربي ونعمة
فكم نعمة أسبغتها قل عندها / لحقك شكري قابلتها خطيئتي
تبادرني من كل نعمى بخيرها / فأقوى بهذا الخير في شر خصلة
فيا ويلتا مما جنيت وليته / جناء زكا مني ونفساً تزكت
تذرعت بالنعمى إلى درك كفرها / وأشنع بها من خسة ودنية
عبيدك باستغفاره واعترافه / عقيدته في النفس نيطت بتهمة
وامتن أسباب النجا أصدق الرجا / وإلا فدون الدرك جد المجدة
ومن أرسل الآمال نحو مبرها / تعالى حباها واجبات المبرة
ولم تبرح الغفران نفس بكسبها / ولكنه التوفيق فاض بمنة
بما يقتضي الجود الالهي نجني / فما الشأن إلا محض جود الألوهة
الهيَ فتاح المغالق واهب ال
الهيَ فتاح المغالق واهب ال / فتوحات من أبوابك اللدنية
الهي لا موجود فاتح رحمة / سواك ولافتاح مغلق كربة
الهي لا موجود غيرك فاتح / لخير أمور الدين والدنيوية
فتحت قلوب المؤمنين تعرفا / بعرفانك اللهم في كل ذرة
فتحت على العاصين باباً موصلاً / لعفوك يا فتاح عن كل حوبة
فتحت لي التوفيق باباً لأنفس / فتحت على الأسرار باب الحقيقة
أعنت على قرح الشدائد كلها / أنلت وجوهاً من زوائد جمة
فتحت على أصناف خلقك منعماً / خزائن احسان وبر ورحمة
بفتحك بالانعام عجل كرامتي / بفتحك بالاحكام عجل بنصرتي
فما يفتح الفتاح من رحمة على / براياه لم تمسكه قوة فطرة
بفتحك خير الفاتحين انتصر لنا / كفى فتحك الفتح المبين لنجدتي
الهي بك استكفيت عن كل حادث
الهي بك استكفيت عن كل حادث / كفى بك يا كافي لكفي مهمتي
كفايتك اللهم لا شيء غيرها / تقوم طاعاتي وأمر معيشتي
الهي وقيد الفقر في معرك الهوى / ببابك استكفيت رزء المصيبة
الهي يا كافي الكفاة تولني / بكافية من نفحة صمدية
الهي من استكفاك ضراً أصابه / فلم تكفه يا كافياً للبلية
الهي ما في الحادثات كفاية / إذا لم تكن عوني وكافي محنتي
ومالي وللأحداث وهي فقيرة / إليك افتقاري ناظرات كنظرتي
وما قدر ما تأتي به من كفاية / سوى عين ما قامت به من ضرورة
جنابك يا كافي جناب كفايتي / وعندك يا كافي غناء لعسرتي
الهي قد أملقت املاق راغب / وقيدني الاعدام عن كل خطوة
وفي حسبة الكافي الكريم كفايتي / وفي طوله تحقيق مطلق رغبتي
ومن يا حسيب العالمين لفاقتي
ومن يا حسيب العالمين لفاقتي / وأنت الذي أحسبت كل الخليقة
وحسبي اكتفاء يا حسيب وغنيةً / بحسبتك اللهم أكرم حسبة
فأية نفس رب لم تحتك لها / ببرك والاحسان في كل لحظة
وأية نفس يا حسيب أضعتها / فندت إلى كاف سواك وشدت
تعاليت لا موجود غيرك موجد / كفايات من أوجدته في الحقيقة
فمن لي وعجزي شامل وضرورتي / بعينك من يكفي لدفع ضرورتي
وهيهات كلا ما لذا العبد حَسْبُه / سواكَ ولا من يرتجي لمهمة
الهي أشكو البث والحزن كله / إليك فكن لي راجماً لشكيتي
ولا عهد لي بالرد حيث توجهت / إليك ظنوني يا حسيب بخيبة
ولا عهد لي أن يكتفى عنك سيدي / بشيء فاحسب يا حسيب بغنيتي
الهِيَ يا قيوم ذاتاً بذاته
الهِيَ يا قيوم ذاتاً بذاته / لوجهك قيومية الأحدية
ومن قام بالموجدة حفظاً وحيطة / ولطفاً وتدبيراً بأية نسبة
ومن قامت الدنيا والأخرى بأمره / له فيهما تدبير حكم وحكمة
الهي قيوم السموات والفضا / ء والأرض وما فيهما من حادثية
بسر اسمك القيوم عرشك قائم / ومن حملته أو بعرشك حفت
بسر اسمك القيوم كرسيك احتوى / سماواتك العليا وجرم البسيطة
بسر اسمك القيوم في ملكوته / تجلى سنا الالهام للملكية
بسر اسمك القيوم في الملك فهمنا / خطابك ما قد تقتضي كل آية
أقمني بقيومية الحق شاهداً / لسر اسمك القيوم في كل ذرة
وفي كل أطواري أقمني بسره / بحقك قيوماً على بشريتي
وهب لي بقيومية اللّه مقسماً / به قطع أشقائي ووصل سعادتي
إلى الحكم الحق الذي لا يرد ما
إلى الحكم الحق الذي لا يرد ما / قضاه بسلطان دفعت شكيتي
إلى الحكم الحق الذي ما لحكمه / معقب حكم أو مناقض حكمة
إلى الحكم الحق الذي ليس حكمه / بريب ولا في فعله عيب ذرة
إلى الحكم الحق الذي عز جاره / وقام بقسط الحكم بين البرية
وهي جلدي يا أحكم الحاكمين من / مريد عنيد سامني شر خطة
لك الحكم والرجعي إليك وركنك ال / شديد ملاذي وانتصارك عزتي
فخذه بمثوى الأمن سنتك التي / خلت في القرون الغابرين فأفنت
الهي لا تجعل سبيلاً لكافر / على مسلم مستمسك بالشريعة
الهي فاحكم لي عليه ورده / بحكمك عني يا نصيري وعدتي
الهي ما هذا المريد بمعجز / وأنت غيور شاهد صدق دعوتي
وفي حكمك القسط الذي أنت أهله / معاجلة الطاغي بأخذ العقوبة
تجلى اسمك المولى بعز كماله
تجلى اسمك المولى بعز كماله / فالهمني نقصي وذل عبودتي
والهمني أن أقرع الباب عائذاً / بمجد ولاء العزة المولوية
والمهني أن أنصب الوجه عانياً / لوجهك ربي في رجائي وخيفتي
إليك وأنت المستعان تدافعت / تباكرت أطماعي وفاقة خلتي
ولم يعتدد مولاي وإلى بزلفة / إليك ولكن جود مولاي زلفتي
كفى بك مولى راحماً لي مدبراً / أموري مختاراً لما فيه خيرتي
توليتني من عهد انشاء فطرتي / بنعمة ايجادي وابقاء نعمتي
وصرفتني ما شئت مولاي تابعاً / شؤونك معطياً من اللّه قدرتي
ونسبة ما يلقي التضايف صورة / عرفت بها وليست بتأثير صورت
وما السلب والايجاب لي فيه محمل / سوى أثر لم يعد فقر جبلتي
تنازعت الأهوال مولاي جانبي / وفي يدك الله مفتاح فرجتي
ويا نافع انفعني بحبك خالصاً
ويا نافع انفعني بحبك خالصاً / بحبك لي يا من أحب محبتي
ويا نافع انفعني بتحقيق توبتي / وتثبيتها يا رب عن كل زلة
ويا نافع انفعني بنورك إنني / إذا لم تنورني هلكت بظلمتي
ويا نافع انفعني بتقديس باطني / وتزكيتي من آفة البشرية
ويا نافع انفعني بعرفان خالقي / واحياء سري واتقاد بصيرتي
ويا نافع انفعني بأسمائك التي / بها ظهرت ربي صفات الألوهة
ويا نافع انفعني بأوصافك التي / تقاصر عنها مدرك الواصفية
ويا نافع انفعني بوحيك إنه / شفاء هدى نور جلاء لكربتي
ويا نافع انفعني بنور محمد / وباركني اللهم بالتبعية
ويا نافع انفعني باذكارك التي / صرفت لها حباً لوجهك خدمتي
ويا نافع انفعني بخوفك والرجا / وبالعدل والاحسان في كل خصلة
احطتَ بخَطبي يا محيط وما انطوى
احطتَ بخَطبي يا محيط وما انطوى / عليه عدائي من حبائل هلكتي
أحاطت بضعفي يا محيط شدائد / وهي جلدي منها وجلت رزيئتي
وما عرض حالي يا محيط يزيد في / إحاطة علم اللّه مثقال ذرة
ولكن دعائي يا محيط وسيطة / أمرت بها المضطر عند البلية
وما لي حول يا محيط وإنني / تبرأت من حولي لديك وقوتي
وحولي عجزي يا محيط وذلتي / وفقري وسفحي عبرة بعد عبرة
وبثي وحزني يا محيط وكبوتي / على حروجهي وارتعاد فريصتي
أحطني حياتي يا محيط من البلا / ء في الدين والدنيا ومن شؤم زلتي
ولي نفس سوء يا محيط جهولة / تجهمني الأخطار غير زكية
مطية شر يا محيط مقودة / إلى هلكها من جهلها بأزمة
قني شر جهل يا محيط وزكني / بأنوار سراسم المحيط الجلية
ويا من هو اللّه الخبير لذاته
ويا من هو اللّه الخبير لذاته / بخبرتك اللهم كل حقيقة
علمت الهي الكنه من كل ممكن / كما شئته كوناً من العدمية
ومهما يكن من خبرة فلعلة / تجدد غير الخبرة الأزلية
فما ساكن في الخلق أو متحرك / ولم يك في الأزال منك بخيرة
ومالي وعرض الحال والحال فطرة / وأنت خبير يا الهي بفطرتي
نعم عرض حالي نجعة من مقاعدي / إليك وفرض من فروض العبودة
دعوت مع البلوى إلى فسحة الدعا / فالجأتني في كرب ضيقي لفسحتي
فما ذرة يا رب تخفى عليك من / بلائي وتضراعي وحلي ونجعتي
تراقب ضري يا خبير برحمة / ولطف ولم أخرج من العدمية
وتعلم ما آتي وما أنا تارك / وما كان في علمي وما فات خبرتي
الهي قد أدركت كنه عوالمي / فكن لي بما يرضيك من تبعيتي
قصدت جلال اللّه جل جلاله
قصدت جلال اللّه جل جلاله / وقصد الجليل الحق مجدي وعزتي
شهدت جلال اللّه حيث صفاتُه / فابهتني مستغرقاً لبصيرتي
ولما تجلت لي نعوت جلاله / تصاعدت من نفسي إلى العدمية
تجلت على نعتي نعوت جلاله / كما أنه منها نعوتي تجلت
تعرضت الأفياء فانتسخت به / ولم يبق إلا نور قدس ووحدة
جلال قديم لا يناسب رتبة / وليست تضاهيه جلالة رتبة
جلال تذل الكائنات لعزّه / وأعظم عز تحته محض ذلة
الهي جليل الشأن أين مدارجي / وذكري وفكري في الصفات الجليلة
نهاية ما آتى به حَمدُ حائرٍ / ولهجة مضطر واجلال دهشهِ
الهي ألبسني جلالاً يليق بي / جلالاً يرقيني إلى كل حضرة
به أرتقي يا ذا الجلال وأنتهي / إلى موقف أنهى رجال المحبة
ويا من له الاكبار في كبريائه
ويا من له الاكبار في كبريائه / لغير انتهاء يا كبير لمدة
ومن تحسر الألباب عن وصف كبره / فما ثم ادراك لكنه الحقيقة
ومن كبره كبر اقتدار الوهة / وشأن وتدبير وملك وعزة
ومن كبره حيث الكمال لذاته / فما هو منعوت على سببية
ومن كبره لاكبر اجرام خلقه / تكبر عن شبه بأية نسبة
فلاحظ للمخلوق من كبريائه / ولاحظ إلا العجز للواصفية
ولاثم أبعاد ولاثم جوهر / فيلزم ذات الحق نقص السوية
تردى رداء الكبرياء وحقه / تردى فلا ند ولا جزء شركة
الهي مقامي العجز والفقر والفنا / وكبري خضوعي يا كبير وذلتي
فما أجدر الدعوى لمن تلك حاله / برد ودحض المدعي دون حجة
فكبر حظوظي منك في كل مطلب / وفي كل ما يرضك عزمي وهمتي
الهِيَ أنت الوارث الملك مطلقاً
الهِيَ أنت الوارث الملك مطلقاً / بكونك تبقى بعد كل الخليقة
على أنه لم تنتقل عنك ذرة / من الملك في الأزال والأبدية
وعبدك والملك الذي أنت منعم / عليه به في القبضة المالكية
لك الملك والملك المدبر أمره / بغير اعتبار لانتقال اراثة
وكونك خير الوارثين دلالة ال / بقاء وإن لا حد للصمدية
وقولك نحن الوارثون جلالة / تجل عن الأعواز والممكنية
وايراثك المخلوق للملك نعمة / على أنه ما حال عنك بلحظة
وما الملك للمخلوق إلا اضافة / مجازية في القبضة السرمدية
وملك وملك المالكين مصيه / إليك وهم لم يملكوا قدر نملة
فلم يبق للدعوى بوجه تعلق / بملكك خابت كل دعوى وضلت
فيا وارث أورثني العلم والصفا / وحلية أهل العلم أهل الحقيقة
أتى عبدك الخطاء جهلاً وغرة
أتى عبدك الخطاء جهلاً وغرة / من الذنب يا تواب كل عظيمة
وتوبك بالتيسير للتوب شافعي / بأنك يا تواب قبال توبتي
تتوب بتوفيق المتاب لمن عصى / ليخرج من خذلانه في الخطيئة
وتوبك بالاحسان للعبد مطلقاً / جميل اقتدار وامتنان الوهة
تجاوزت يا تواب طوري ولم أدع / سوى الشرك ذنباً لم تقارفه خيرتي
فلم تقطع الاحسان والكرم الذي / يليق بمجد اللّه من كل جهة
ولم تغلق الأسباب دوني تأنياً / ولطفاً وتوفيقاً لتحقيق توبتي
وفي كل هذا لا أزائل سوءة / ولا أتقي ما فيه ويلي وشقوتي
وذاك على علمي بأني راجع / إلى كبرياء لا تضيق بعثرتي
إلى الويل يا تواب إن فاتني الرضا / وتوبك يا تواب يا رب عصمتي
الهي تداركني بتثبيت توبة / نصوح وكون حلية التوب حليتي
الهيَ بالانعام أنت ابتدأتنا
الهيَ بالانعام أنت ابتدأتنا / وذاك ودود الخلق عين المودة
تحببت بالعرفان للأولياء في / مقاماتهم واخترتهم للمحبة
تحببت بالغفران للمذنبين يا / ودودو ولم تقطع رجاء لتوبة
تحببت بالأرزاق للخلق مطلقاً / فكان بوفق العدل قسم المعيشة
وأودعت بعض الخلق وداً لبعضهم / وذلك من ألطاف ود الألوهة
وودك ممن تجتبيه عوارف / تنزلها دلت لسبق المودة
ولولا عنايات المودة والرضا / لما جاوزا في سيرهم قياد لمحة
ومن ودك العرفان نور قذفته / ولولاه لم يعرفك جنس الخليقة
وودك في الألباب حظ مقسم / توصل منه كل لب لرتبة
فهب لي بفيض الود فيك محبة / مجردة من أحرفي وصحيفتي
وهب لي وداً من عبادك ثابتاً / وسدد لأهل اللّه فيك محبتي