القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو مُسلم البَهْلاني الكل
المجموع : 127
الهي تعطف يا رؤوف بموقفي
الهي تعطف يا رؤوف بموقفي / ومنظرك الأعلى مقامي ووقفتي
الهي يا من لا يجاوزه الرجا / ولا تتعداه ظنون الخليقة
الهي يا من لا يضيع ملظة / ويا منتهى خوفي وغاية وحشتي
تداولني أيدي الذنوب وقادني / زمام الخطايا في مجاهل ضلتي
قد استحوذ الشيطان رب علي في / مناصبتي اياه من سوء خيرتي
فقصرت تفريطاً عن الأمر مطلقاً / وقارفت تغريراً لنهي الشريعة
كمنكر احسان وآمن أخذة / ومهمل ايعاد وجاهل قدرة
رأيت بفتح الجفن عن بصر الهدى / فظاعة عصياني وكبر جريمتي
فأقبلت بالآمال مستحيياً إلى / فنائك تحت الرأفة الأزلية
خلا طمعي إلا من اللّه وحده / وافرخ إلا منه روعي وروعتي
ابثك من سري ضميراً علوته / خشوعاً فآمن يا رؤوف مخافتي
ويا واحد الباقي بوحدة ذاته
ويا واحد الباقي بوحدة ذاته / كما كان قبل القبل والأزلية
تعاليت ليست وحدة الذات وحدة / تؤول إلى التحليل والجزئية
ولا وحدة الأوصاف وحدة فطرة / تعالت عن الأعراض والجوهرية
وأنت الهي الواحد الحق والسوى / مجاز إليه نسبة الواحدية
وجودك قبل الجوهر الفرد ثابت / وما يقبل التركيب ليس بوحدة
فهبني شهود الواحدية فانياً / عن الجمع في الفردية السرمدية
وأوحد وجودي عن وجود يصدني / عن الواحد الباقي وجود الحقيقة
وثبت على التوحيد قدسي وحدتي / فما زاغ عن آياتها من تثبت
الهي ظهور الواحدية محضة / تريها شئون الحق في كل ذرة
أقمت من التكوين شاهد حكمة / على الليس فانحلت عرى كل شركة
فما ثم وجدانية بعد مبدأ / فتقبل في أوصافها جزء وحدة
ويا خافض الكفار خفضاً مقدراً
ويا خافض الكفار خفضاً مقدراً / باشقائهم في سابق الأزلية
وذلك سر بالجلال محجب / ولا حكم إلا عدله في القضية
ويا خافضاً بالبعد من شاء بعده / كما أن في تقريبه كل رفعة
ويا خافضاً بالجهل والجهل منبع / لكل بلاء وانحطاط وخسة
ويا خافضاً بالفقر من كان فقره / يسفله في دينه بالدنية
ويا خافضاً بالذل من كان ذله / لغيرك حباً أو لقهر وخيفة
ويا خافض الجبار بالقهر نقمة / وخافض أهل العلم بالطمعية
الهي أشكو ظالاً أنت حسبه / ترفع طغياناً على ضعف قوتي
تراءت له الدنيا كأكلة جائع / فساغت له أكلاً ويا شر أكلة
فيا خافض اخفضه بأسفل سافل / وسلط عليه الرجز في كل وجهة
واركسه مخفوضاً على أم رأسه / إلى دركات المهلكات الوبيلة
اللّه حي لا يزال ولم يزل
اللّه حي لا يزال ولم يزل / في ذاته وبذاته ولذاته
لا شيء غير اللّه حي كائن / للذات قام له وجود حياته
وحقائق الأسماء في اسم الحي إذ / هو أول الأسماء في مرقاته
رجعت إليه عين كل حقيقة / من بعد جامع اسمه وصفاته
ومن المحال وجود ذات حقيقة / لاسم وغير الحي أصل ثباته
والحي من تجب الحياة لذاته / للذات ليس مخارج عن ذاته
والحي من ليست حياة عينه / كلا ولا هي بعض غيرياته
اللّه حي لا بمعنى زائد / فيه قديم غير نفي مماته
يكفي وجوب حياته للذات عن / فوز الحياة مسبباً لثباته
حياً وجوباً لا لموجب عارض / فيكون مفتقراً لمفتقراته
حياً وجوباً لا لكون حياته / سبباً أقام له وجود حياته
هذا وقوع الشيء علة ذاته / ومن المحال الشيء علة ذاته
ليس اعتدالاً في المزاج ولا قوى / حس لجنس حياة مبتدعاته
الذات كاف صحة استلزامها / دون الوسيطة من قديم صفاته
الواجب الحق القديم يجل عن / ايجاب واسطة خصوصياته
تجب الصفات له وليست غيره / وثوبتها في نفي سلبياته
وتجاذب الأسماء موجوداتها / لحقيقة اسم الحي جمع شتاته
للحي هيمنة على الأسماء من / حيث الظهور ومجد قيومياته
وعلى كمالات الحياة توقفت / آثار كل اسم بمأثوراته
وظهور كل اسم بنور خصه / فشعاعه الوقاد من مشكاته
وظهور كل اسم بقوة فعله / للحي سلطان على قواته
برزت ظهورات الصفات وكلها / ممدودة من ماء عين حياته
ظهرت لعين الكون من غير رؤية
ظهرت لعين الكون من غير رؤية / وغير ابتداء ظاهر الأحدية
ظهورك بالاحسان يا ظاهر انجلى / على وجه ذرات الوجود البديعة
ظهرت عياناً لا لإدراك باصر / ولكن بتفريج الكروب العظيمة
وبالقدرة المخصوص ربي بشأنها / على السل والايجاب والممكنية
وبالغلب والاجبار والقهر سيدي / فما ذرة إلا لعلمك ذلت
وبالمظهر الأسنى بكل دلالة / يقينية لم تخف عن ذي بصيرة
وبالعون والترزيق يا ظاهر انجلى / ظهورك والألطاف والمددية
وكونك أظهرت الظواهر معلم / يدل على السلطان للظاهرية
وبالحجة العظمى التي أنت أهلها / على الخلق واستولت على كل حجة
وبالفعل والآيات يا رب والغنى / لذاتك والأحياء والأحدية
بسر الظهور الحق هب لي قوة ال / ظهور بما نرضى على كل ذرة
الهي الهي يا غفور استغاثة
الهي الهي يا غفور استغاثة / بغفرانك اللهم من كرب حوبتي
الهي اكتسبت الاثم جهلاً وغرة / بعافية من فضل ربي ونعمة
فكم نعمة أسبغتها قل عندها / لحقك شكري قابلتها خطيئتي
تبادرني من كل نعمى بخيرها / فأقوى بهذا الخير في شر خصلة
فيا ويلتا مما جنيت وليته / جناء زكا مني ونفساً تزكت
تذرعت بالنعمى إلى درك كفرها / وأشنع بها من خسة ودنية
عبيدك باستغفاره واعترافه / عقيدته في النفس نيطت بتهمة
وامتن أسباب النجا أصدق الرجا / وإلا فدون الدرك جد المجدة
ومن أرسل الآمال نحو مبرها / تعالى حباها واجبات المبرة
ولم تبرح الغفران نفس بكسبها / ولكنه التوفيق فاض بمنة
بما يقتضي الجود الالهي نجني / فما الشأن إلا محض جود الألوهة
الهيَ فتاح المغالق واهب ال
الهيَ فتاح المغالق واهب ال / فتوحات من أبوابك اللدنية
الهي لا موجود فاتح رحمة / سواك ولافتاح مغلق كربة
الهي لا موجود غيرك فاتح / لخير أمور الدين والدنيوية
فتحت قلوب المؤمنين تعرفا / بعرفانك اللهم في كل ذرة
فتحت على العاصين باباً موصلاً / لعفوك يا فتاح عن كل حوبة
فتحت لي التوفيق باباً لأنفس / فتحت على الأسرار باب الحقيقة
أعنت على قرح الشدائد كلها / أنلت وجوهاً من زوائد جمة
فتحت على أصناف خلقك منعماً / خزائن احسان وبر ورحمة
بفتحك بالانعام عجل كرامتي / بفتحك بالاحكام عجل بنصرتي
فما يفتح الفتاح من رحمة على / براياه لم تمسكه قوة فطرة
بفتحك خير الفاتحين انتصر لنا / كفى فتحك الفتح المبين لنجدتي
الهي بك استكفيت عن كل حادث
الهي بك استكفيت عن كل حادث / كفى بك يا كافي لكفي مهمتي
كفايتك اللهم لا شيء غيرها / تقوم طاعاتي وأمر معيشتي
الهي وقيد الفقر في معرك الهوى / ببابك استكفيت رزء المصيبة
الهي يا كافي الكفاة تولني / بكافية من نفحة صمدية
الهي من استكفاك ضراً أصابه / فلم تكفه يا كافياً للبلية
الهي ما في الحادثات كفاية / إذا لم تكن عوني وكافي محنتي
ومالي وللأحداث وهي فقيرة / إليك افتقاري ناظرات كنظرتي
وما قدر ما تأتي به من كفاية / سوى عين ما قامت به من ضرورة
جنابك يا كافي جناب كفايتي / وعندك يا كافي غناء لعسرتي
الهي قد أملقت املاق راغب / وقيدني الاعدام عن كل خطوة
وفي حسبة الكافي الكريم كفايتي / وفي طوله تحقيق مطلق رغبتي
ومن يا حسيب العالمين لفاقتي
ومن يا حسيب العالمين لفاقتي / وأنت الذي أحسبت كل الخليقة
وحسبي اكتفاء يا حسيب وغنيةً / بحسبتك اللهم أكرم حسبة
فأية نفس رب لم تحتك لها / ببرك والاحسان في كل لحظة
وأية نفس يا حسيب أضعتها / فندت إلى كاف سواك وشدت
تعاليت لا موجود غيرك موجد / كفايات من أوجدته في الحقيقة
فمن لي وعجزي شامل وضرورتي / بعينك من يكفي لدفع ضرورتي
وهيهات كلا ما لذا العبد حَسْبُه / سواكَ ولا من يرتجي لمهمة
الهي أشكو البث والحزن كله / إليك فكن لي راجماً لشكيتي
ولا عهد لي بالرد حيث توجهت / إليك ظنوني يا حسيب بخيبة
ولا عهد لي أن يكتفى عنك سيدي / بشيء فاحسب يا حسيب بغنيتي
الهِيَ يا قيوم ذاتاً بذاته
الهِيَ يا قيوم ذاتاً بذاته / لوجهك قيومية الأحدية
ومن قام بالموجدة حفظاً وحيطة / ولطفاً وتدبيراً بأية نسبة
ومن قامت الدنيا والأخرى بأمره / له فيهما تدبير حكم وحكمة
الهي قيوم السموات والفضا / ء والأرض وما فيهما من حادثية
بسر اسمك القيوم عرشك قائم / ومن حملته أو بعرشك حفت
بسر اسمك القيوم كرسيك احتوى / سماواتك العليا وجرم البسيطة
بسر اسمك القيوم في ملكوته / تجلى سنا الالهام للملكية
بسر اسمك القيوم في الملك فهمنا / خطابك ما قد تقتضي كل آية
أقمني بقيومية الحق شاهداً / لسر اسمك القيوم في كل ذرة
وفي كل أطواري أقمني بسره / بحقك قيوماً على بشريتي
وهب لي بقيومية اللّه مقسماً / به قطع أشقائي ووصل سعادتي
إلى الحكم الحق الذي لا يرد ما
إلى الحكم الحق الذي لا يرد ما / قضاه بسلطان دفعت شكيتي
إلى الحكم الحق الذي ما لحكمه / معقب حكم أو مناقض حكمة
إلى الحكم الحق الذي ليس حكمه / بريب ولا في فعله عيب ذرة
إلى الحكم الحق الذي عز جاره / وقام بقسط الحكم بين البرية
وهي جلدي يا أحكم الحاكمين من / مريد عنيد سامني شر خطة
لك الحكم والرجعي إليك وركنك ال / شديد ملاذي وانتصارك عزتي
فخذه بمثوى الأمن سنتك التي / خلت في القرون الغابرين فأفنت
الهي لا تجعل سبيلاً لكافر / على مسلم مستمسك بالشريعة
الهي فاحكم لي عليه ورده / بحكمك عني يا نصيري وعدتي
الهي ما هذا المريد بمعجز / وأنت غيور شاهد صدق دعوتي
وفي حكمك القسط الذي أنت أهله / معاجلة الطاغي بأخذ العقوبة
تجلى اسمك المولى بعز كماله
تجلى اسمك المولى بعز كماله / فالهمني نقصي وذل عبودتي
والهمني أن أقرع الباب عائذاً / بمجد ولاء العزة المولوية
والمهني أن أنصب الوجه عانياً / لوجهك ربي في رجائي وخيفتي
إليك وأنت المستعان تدافعت / تباكرت أطماعي وفاقة خلتي
ولم يعتدد مولاي وإلى بزلفة / إليك ولكن جود مولاي زلفتي
كفى بك مولى راحماً لي مدبراً / أموري مختاراً لما فيه خيرتي
توليتني من عهد انشاء فطرتي / بنعمة ايجادي وابقاء نعمتي
وصرفتني ما شئت مولاي تابعاً / شؤونك معطياً من اللّه قدرتي
ونسبة ما يلقي التضايف صورة / عرفت بها وليست بتأثير صورت
وما السلب والايجاب لي فيه محمل / سوى أثر لم يعد فقر جبلتي
تنازعت الأهوال مولاي جانبي / وفي يدك الله مفتاح فرجتي
ويا نافع انفعني بحبك خالصاً
ويا نافع انفعني بحبك خالصاً / بحبك لي يا من أحب محبتي
ويا نافع انفعني بتحقيق توبتي / وتثبيتها يا رب عن كل زلة
ويا نافع انفعني بنورك إنني / إذا لم تنورني هلكت بظلمتي
ويا نافع انفعني بتقديس باطني / وتزكيتي من آفة البشرية
ويا نافع انفعني بعرفان خالقي / واحياء سري واتقاد بصيرتي
ويا نافع انفعني بأسمائك التي / بها ظهرت ربي صفات الألوهة
ويا نافع انفعني بأوصافك التي / تقاصر عنها مدرك الواصفية
ويا نافع انفعني بوحيك إنه / شفاء هدى نور جلاء لكربتي
ويا نافع انفعني بنور محمد / وباركني اللهم بالتبعية
ويا نافع انفعني باذكارك التي / صرفت لها حباً لوجهك خدمتي
ويا نافع انفعني بخوفك والرجا / وبالعدل والاحسان في كل خصلة
احطتَ بخَطبي يا محيط وما انطوى
احطتَ بخَطبي يا محيط وما انطوى / عليه عدائي من حبائل هلكتي
أحاطت بضعفي يا محيط شدائد / وهي جلدي منها وجلت رزيئتي
وما عرض حالي يا محيط يزيد في / إحاطة علم اللّه مثقال ذرة
ولكن دعائي يا محيط وسيطة / أمرت بها المضطر عند البلية
وما لي حول يا محيط وإنني / تبرأت من حولي لديك وقوتي
وحولي عجزي يا محيط وذلتي / وفقري وسفحي عبرة بعد عبرة
وبثي وحزني يا محيط وكبوتي / على حروجهي وارتعاد فريصتي
أحطني حياتي يا محيط من البلا / ء في الدين والدنيا ومن شؤم زلتي
ولي نفس سوء يا محيط جهولة / تجهمني الأخطار غير زكية
مطية شر يا محيط مقودة / إلى هلكها من جهلها بأزمة
قني شر جهل يا محيط وزكني / بأنوار سراسم المحيط الجلية
ويا من هو اللّه الخبير لذاته
ويا من هو اللّه الخبير لذاته / بخبرتك اللهم كل حقيقة
علمت الهي الكنه من كل ممكن / كما شئته كوناً من العدمية
ومهما يكن من خبرة فلعلة / تجدد غير الخبرة الأزلية
فما ساكن في الخلق أو متحرك / ولم يك في الأزال منك بخيرة
ومالي وعرض الحال والحال فطرة / وأنت خبير يا الهي بفطرتي
نعم عرض حالي نجعة من مقاعدي / إليك وفرض من فروض العبودة
دعوت مع البلوى إلى فسحة الدعا / فالجأتني في كرب ضيقي لفسحتي
فما ذرة يا رب تخفى عليك من / بلائي وتضراعي وحلي ونجعتي
تراقب ضري يا خبير برحمة / ولطف ولم أخرج من العدمية
وتعلم ما آتي وما أنا تارك / وما كان في علمي وما فات خبرتي
الهي قد أدركت كنه عوالمي / فكن لي بما يرضيك من تبعيتي
قصدت جلال اللّه جل جلاله
قصدت جلال اللّه جل جلاله / وقصد الجليل الحق مجدي وعزتي
شهدت جلال اللّه حيث صفاتُه / فابهتني مستغرقاً لبصيرتي
ولما تجلت لي نعوت جلاله / تصاعدت من نفسي إلى العدمية
تجلت على نعتي نعوت جلاله / كما أنه منها نعوتي تجلت
تعرضت الأفياء فانتسخت به / ولم يبق إلا نور قدس ووحدة
جلال قديم لا يناسب رتبة / وليست تضاهيه جلالة رتبة
جلال تذل الكائنات لعزّه / وأعظم عز تحته محض ذلة
الهي جليل الشأن أين مدارجي / وذكري وفكري في الصفات الجليلة
نهاية ما آتى به حَمدُ حائرٍ / ولهجة مضطر واجلال دهشهِ
الهي ألبسني جلالاً يليق بي / جلالاً يرقيني إلى كل حضرة
به أرتقي يا ذا الجلال وأنتهي / إلى موقف أنهى رجال المحبة
ويا من له الاكبار في كبريائه
ويا من له الاكبار في كبريائه / لغير انتهاء يا كبير لمدة
ومن تحسر الألباب عن وصف كبره / فما ثم ادراك لكنه الحقيقة
ومن كبره كبر اقتدار الوهة / وشأن وتدبير وملك وعزة
ومن كبره حيث الكمال لذاته / فما هو منعوت على سببية
ومن كبره لاكبر اجرام خلقه / تكبر عن شبه بأية نسبة
فلاحظ للمخلوق من كبريائه / ولاحظ إلا العجز للواصفية
ولاثم أبعاد ولاثم جوهر / فيلزم ذات الحق نقص السوية
تردى رداء الكبرياء وحقه / تردى فلا ند ولا جزء شركة
الهي مقامي العجز والفقر والفنا / وكبري خضوعي يا كبير وذلتي
فما أجدر الدعوى لمن تلك حاله / برد ودحض المدعي دون حجة
فكبر حظوظي منك في كل مطلب / وفي كل ما يرضك عزمي وهمتي
الهِيَ أنت الوارث الملك مطلقاً
الهِيَ أنت الوارث الملك مطلقاً / بكونك تبقى بعد كل الخليقة
على أنه لم تنتقل عنك ذرة / من الملك في الأزال والأبدية
وعبدك والملك الذي أنت منعم / عليه به في القبضة المالكية
لك الملك والملك المدبر أمره / بغير اعتبار لانتقال اراثة
وكونك خير الوارثين دلالة ال / بقاء وإن لا حد للصمدية
وقولك نحن الوارثون جلالة / تجل عن الأعواز والممكنية
وايراثك المخلوق للملك نعمة / على أنه ما حال عنك بلحظة
وما الملك للمخلوق إلا اضافة / مجازية في القبضة السرمدية
وملك وملك المالكين مصيه / إليك وهم لم يملكوا قدر نملة
فلم يبق للدعوى بوجه تعلق / بملكك خابت كل دعوى وضلت
فيا وارث أورثني العلم والصفا / وحلية أهل العلم أهل الحقيقة
أتى عبدك الخطاء جهلاً وغرة
أتى عبدك الخطاء جهلاً وغرة / من الذنب يا تواب كل عظيمة
وتوبك بالتيسير للتوب شافعي / بأنك يا تواب قبال توبتي
تتوب بتوفيق المتاب لمن عصى / ليخرج من خذلانه في الخطيئة
وتوبك بالاحسان للعبد مطلقاً / جميل اقتدار وامتنان الوهة
تجاوزت يا تواب طوري ولم أدع / سوى الشرك ذنباً لم تقارفه خيرتي
فلم تقطع الاحسان والكرم الذي / يليق بمجد اللّه من كل جهة
ولم تغلق الأسباب دوني تأنياً / ولطفاً وتوفيقاً لتحقيق توبتي
وفي كل هذا لا أزائل سوءة / ولا أتقي ما فيه ويلي وشقوتي
وذاك على علمي بأني راجع / إلى كبرياء لا تضيق بعثرتي
إلى الويل يا تواب إن فاتني الرضا / وتوبك يا تواب يا رب عصمتي
الهي تداركني بتثبيت توبة / نصوح وكون حلية التوب حليتي
الهيَ بالانعام أنت ابتدأتنا
الهيَ بالانعام أنت ابتدأتنا / وذاك ودود الخلق عين المودة
تحببت بالعرفان للأولياء في / مقاماتهم واخترتهم للمحبة
تحببت بالغفران للمذنبين يا / ودودو ولم تقطع رجاء لتوبة
تحببت بالأرزاق للخلق مطلقاً / فكان بوفق العدل قسم المعيشة
وأودعت بعض الخلق وداً لبعضهم / وذلك من ألطاف ود الألوهة
وودك ممن تجتبيه عوارف / تنزلها دلت لسبق المودة
ولولا عنايات المودة والرضا / لما جاوزا في سيرهم قياد لمحة
ومن ودك العرفان نور قذفته / ولولاه لم يعرفك جنس الخليقة
وودك في الألباب حظ مقسم / توصل منه كل لب لرتبة
فهب لي بفيض الود فيك محبة / مجردة من أحرفي وصحيفتي
وهب لي وداً من عبادك ثابتاً / وسدد لأهل اللّه فيك محبتي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025