المجموع : 74
لما تجلى حبيبي
لما تجلى حبيبي / لي كان مسكي وطيبي
والوجه منه سباني / بكل حسن غريب
قوموا اشهدوا يا جماعه / بدراً يريكم شعاعه
ولا تقولوا غفلنا / عن القريب المجيب
حيي الحيا أرض نجد / مثير شوقي ووجدي
يا طالما لي أفادت / فرط البكا والنحيب
يا غصن بان تثني / خل الجفا منك عنا
وجد علينا برؤيا / هذا الجمال المهيب
صلاة ربي الرحيم / على النبي الكريم
ما فاق عبد الغني / في المدح كل لبيب
جل وجه لاح من خلف النقاب
جل وجه لاح من خلف النقاب / فامتلا قلبي بنور الإقتراب
خافق الأذيال محبوب مهاب / فاتح في كل وجه كل باب
إنه المنظور في كل العيون / إنه المفهوم في كل الظنون
غير أن العقل عن هذا المصون / في قصور وذهول وارتياب
أيها القوم اصعدوا فوق المنار / واتركو الأغيار فالأغيار نار
وامسحو عن وجهكم هذا الغبار / وانظروا الوجه الذي في الغير غار
لمتى أنتم سكارى في شكوك / لم تذق أنفسكم طعم السلوك
ما لكم علم بأسرار الملوك / إنها واضحة وهو الصواب
وصلاة الله ربي والسلام / للنبي المصطفى خير الأنام
ولآل ولأ صحاب كرام / من بهم عبد الغني الداعي يجاب
أيامن له الأشواق مني كثيرة
أيامن له الأشواق مني كثيرة /
ومني دموعي يوم بان غزيرة /
ويا من لقلبي في هواه سريرة /
فليتك تحلو والحياة مريرة / وليتك ترضى والأنام غضاب
خيالك في قلبي لقلبي مسامر /
وحبك للعشاق ناه وآمر /
فيا ليت غيث الوصل لي منك غامر /
وليت الذي بيني وبينك عامر / وبيني وبين العالمين خراب
لقد ذاب كلي في لقاك لك الهنا /
وبدل فقري في تجليك بالغنى /
وأنت هو الموجود حقا ولا أنا /
إذا صح منك الود يا غاية المنى / فكل الذي فوق التراب تراب
بعيد الشبه يا عيني
بعيد الشبه يا عيني / جمال الله في قلبي
فإن الحسن في الأكوا / ن غير الحسن في الرب
وحسن الكون آثار / من الحسن الذي يسبي
وهذا العلم لا يدري / ه إلا كامل اللب
رأيت القوم قد شدوا / على الأكوار والنجب
وطاروا في الفلا حتى / أناخوا في حمى الحب
وإني خلفهم أعدو / أنادي آخر الركب
قفوا لي لا تضيعوني / فإني طالب القرب
إلى أن جئتهم صبا / بهم والدمع في الصب
أخذت العلم عن ذاتي / وبالإسناد عن ربي
وأشياخي إشاراتي / بدت من داخل الحجب
فلا زيد ولا عمرو / هنا قد كان في دربي
إلى أن جئت سرداباً / طويلاً ضيق السرب
ووافيت الحمى طلقا / بلا شرق ولا غرب
وصادفت الذي قد كن / ت أرجو غافر الذنب
وأدعوه هو المعنى / وعنه كان لي ينبي
إلى أن صار لي غيباً / وزالت لبسة الترب
وقرت عين من يهوى / بمن يهوى وقل حسبي
يا عارف الله لا تغفل عن الوهابْ
يا عارف الله لا تغفل عن الوهابْ / فإنه ربك المعطى حضرْ أو غابْ
والقلب يقلب سريعاً يشبه الدولابْ / إياك والبردْ يدخلْ من شقوقِ البابْ
يا صبا نجدِ
يا صبا نجدِ / زدت في وجدي
ليت لو تجدي / عن شذا الأحباب
لم أزل هائم / في هوى الدائم
والسوى نائم / سد عنه الباب
يا بريق الغور / جرت أقوى جور
إن فوق الطور / هذه الأوصاب
سارت الركبان / فانتفت أكوان
والخفي قد بان / مذ رقيبي غاب
نلت فضل الكاس / دون كل الناس
وامتلا إيناس / قلبي المشتاق
والذي في الغيب / شق عنه الجيب
ما بقى في الريب / عند فتح الطاق
قل لأحبابي / هل بهم ما بي
شرب أكواب / مزق العشاق
فاسألوا نظره / خادم الحضره
تغنمو أجره / يا أولي الألباب
صل يا فتاح / مع سلام فاح
للذي قد لاح / نوره في الكون
أحمد المختار / كامل المقدار
جامع الأسرار / وهو نعم العون
ثم بعد الآل / مجمع الأفضال
صحبة الأبطال / بالتقى والصون
للغنى العبد / حافظ للعهد
باذل الجهد / يرتجي الوهاب
فرَّ دهري بحقِّه
فرَّ دهري بحقِّه /
من يدي مستحقه /
يا رؤفا بخلقه /
صوح النبتُ فاسقه / نهلةً من سحائبك
فقرنا زاد فاغننا /
واعطنا ما هو المنا /
ثم فرج همومنا /
وأغثنا فإننا / في ترجي مواهبك
بتجلى محاسن المحبوبِ
بتجلى محاسن المحبوبِ / شغفت في الورى جميع القلوبِ
بدر تمٍّ سحابه كلُّ شيءٍ / نتراآه من بروج الغيوب
بهرتنا صفاتُهُ ففنينا / وتساوى شروقه بالغروب
باؤها تحتها الحوادث منه / نقطة أسفرت عن المطلوب
باسمه نحن في مراتب ذات / تتجلّى بشأنها خمر كوب
بأبي طلعة شخصت إليها / حين لاحت فلذ لي مشروبي
بادرتني بيوسف الحسن منها / لأراها بناظرَيْ يعقوب
بعد وجدي لا وجد فيها لصبٍّ / فهو وجد مكفر للذنوب
بهواها تعبّد القوم قبلي / وهو ديني به انجلاء كروبي
بنت عنها ولم تبن هي عني / منعش لي نسيمها بالهبوب
نحن المراتب بالوجود مرتبَهْ
نحن المراتب بالوجود مرتبَهْ / أزلاً وما أقصى الوجود وأقربَهْ
إذ لا سواه وما سواه جميعه / إلا الشئون له به متغلبه
هي هكذا أزلاً لنا من غيرها / جعْلٌ له والجعلُ منه له هِبَهْ
والجعل فيض وجوده ووجوده / ما فاض لكن للتوهم مرتبه
إن الوجود عن المواد مجرد / وله المواد تقدرت مترتبه
وهو الذي يبدو بها وهي التي / تبدو به موجودة متقلبه
توحيدنا تمييزه عنها به / وإذا تميز فهي عنه مغيبه
نزِّهْهُ عن كل الشئون مشبهاً / وانفِ التشبه فالتنزه لا شبه
هو في الشئون مشبه ومنزه / دون الشئون وذاته مستغربه
كن في الوجود محققاً واحي به / إن الوجود به الحياة الطيبه
يخاطب كُلَّاً في المناجاة صاحبُهْ
يخاطب كُلَّاً في المناجاة صاحبُهْ / ويفقد كل عنده من يخاطبُهْ
كلانا وجود واحد فهي تارة / وإني طوراً والجميع مراتبه
ويا ليت شعري إن يكن هو حاضراً / فمن ذا أنا حتى أكون أقاربه
ومن هو عندي إن حضرت به أنا / ولكنها جلت علي مواهبه
هو الحق والنور الذي هو للورى / مداد به قد خطهم فيه كاتبه
فلا حرف إلا وهو فيه محقق / تضيء بشمس الذات منه غياهبه
رعى الله قوماً لا يرون له سوى / لرؤيتهم أن ليس شيءٌ يناسبه
تبدَّى فأخفاهم فكان مخاطباً / سرائر غيب واسمهن حبائبه
يناجي فلا يلقى سواه مجاوباً / فيكثر منه الشوق إذ شط غائبه
فطوراً يناديهم حبائب حضرتي / وهم عدم ما منهمو من يجاوبه
وطوراً عليهم يكثر الجود والعطا / فيثبت فيهم حبه ويواظبه
ألا يا ابن علمي إنني أنت بل أنا / هو الكون معروفاته وغرائبه
أنا مفرد والكل جمعيَ فإنَّهُ / على غير لفظي جاء بالأمر واهبه
كما جمعوا خلداً بلفظ مباعد / وما فيه حرف منه يدريه طالبه
سوى حرف دال بالدلالة مشعر / عليه إليه منه جدت ركائبه
وبالإعتبار الفرق وهي مراتب / لواحد أعداد تأنت مذاهبه
أنا الفلك في بحر الإرادة سائر / أنا الفلك الدوار تبدو كواكبه
قطعت إليه الكون أومض برقه / فيافيه لي مطويةٌ وسباسبه
وقلبي بغيب الغيب في معرك السوى / تجرّد عن تلك الغموض قواضبه
إلى أن بدت ذات الوجود فأفرغت / على مقتضى الإسم المريد قوالبه
وعاد كثيراً ليس يحصي وواحداً / فقلنا تعالى الله قد جل جانبه
يا راحم الشيب في شيبِهِ
يا راحم الشيب في شيبِهِ / ويا كثير الفيض من سيبِهِ
بعتك نفسي فترفق بها / من يشتري العبد على عيبه
إن ذنوبي عظمت كثرة / فأوقعت قلبيَ في ريبه
وقد خفي عبدك عن نفسه / يا من هو الظاهر في غيبه
فاكشف له عنك وكن عونه / في عجزه هذا وفي شيبه
أخرج يداً بيضاء فاسلك بها / للعبد يا مولاي في جيبه
ولا تكله للسوى إنه / يرى السوى دونك في صيبه
خادم الله يخدم العزُّ بابَهْ
خادم الله يخدم العزُّ بابَهْ / وتود العلى تمس ركابَهْ
وله من رضى الإله وشاحٌ / وعليه شهامة ومهابه
والسعيد السعيد من شملته / نظرة منه أو حباه خطابه
لك طوبى إن كنت يوما تراه / راضياً عنك قد أحاط حجابه
وإذا كان ساخطاً قل سريعاً / إنما الله ساخطٌ فتشابه
لنا أتت منك أبيات محسنة
لنا أتت منك أبيات محسنة / حتى كان اسمك العروف حل بها
لسانها الرطب بالتوحيد مشتغل / وقلبها لم يزل في الله منتبها
وكل ما جمعته رونقٌ وصفاً / وكل ما قد حوته بهجة وبها
سوى مقالك أن الكل ذلك هوْ / فإن معناه صعب الفهم فانتبها
وابسط جوابك في معناه منبسطاً / فإنه لم يزل في الخلق مشتبها
وإنما كن كلام الله في أزل / قديمة ليس بالإيجاد قرّبها
وقلت بالفرق بين الرتبتين فلا / عبد كرب ولا بالعكس رتبها
فكيف قولك أن الكل ذلك هو / فقد تناقض منك القول واشتبها
مني السلام على أهل الهدى أبداً / ما ذاقت الروح بالإحسان مشربها
كل شيء لا يرى الرحمن بهْ
كل شيء لا يرى الرحمن بهْ / فهو أحزان لقلب المنتبهْ
أنه في كل شيء ظاهر / عند من يعرفه لا يشتبه
ثق به في كل حال لا تكن / واثقاً بالغير لا غير انتبه
وتكلف في السوى رؤيته / وتحقق منك ذي الرؤية به
وبه كنه وجوداً مطلقاً / عن قيود تكن الشهمَ النبه