القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 74
لما تجلى حبيبي
لما تجلى حبيبي / لي كان مسكي وطيبي
والوجه منه سباني / بكل حسن غريب
قوموا اشهدوا يا جماعه / بدراً يريكم شعاعه
ولا تقولوا غفلنا / عن القريب المجيب
حيي الحيا أرض نجد / مثير شوقي ووجدي
يا طالما لي أفادت / فرط البكا والنحيب
يا غصن بان تثني / خل الجفا منك عنا
وجد علينا برؤيا / هذا الجمال المهيب
صلاة ربي الرحيم / على النبي الكريم
ما فاق عبد الغني / في المدح كل لبيب
جل وجه لاح من خلف النقاب
جل وجه لاح من خلف النقاب / فامتلا قلبي بنور الإقتراب
خافق الأذيال محبوب مهاب / فاتح في كل وجه كل باب
إنه المنظور في كل العيون / إنه المفهوم في كل الظنون
غير أن العقل عن هذا المصون / في قصور وذهول وارتياب
أيها القوم اصعدوا فوق المنار / واتركو الأغيار فالأغيار نار
وامسحو عن وجهكم هذا الغبار / وانظروا الوجه الذي في الغير غار
لمتى أنتم سكارى في شكوك / لم تذق أنفسكم طعم السلوك
ما لكم علم بأسرار الملوك / إنها واضحة وهو الصواب
وصلاة الله ربي والسلام / للنبي المصطفى خير الأنام
ولآل ولأ صحاب كرام / من بهم عبد الغني الداعي يجاب
أيامن له الأشواق مني كثيرة
أيامن له الأشواق مني كثيرة /
ومني دموعي يوم بان غزيرة /
ويا من لقلبي في هواه سريرة /
فليتك تحلو والحياة مريرة / وليتك ترضى والأنام غضاب
خيالك في قلبي لقلبي مسامر /
وحبك للعشاق ناه وآمر /
فيا ليت غيث الوصل لي منك غامر /
وليت الذي بيني وبينك عامر / وبيني وبين العالمين خراب
لقد ذاب كلي في لقاك لك الهنا /
وبدل فقري في تجليك بالغنى /
وأنت هو الموجود حقا ولا أنا /
إذا صح منك الود يا غاية المنى / فكل الذي فوق التراب تراب
بعيد الشبه يا عيني
بعيد الشبه يا عيني / جمال الله في قلبي
فإن الحسن في الأكوا / ن غير الحسن في الرب
وحسن الكون آثار / من الحسن الذي يسبي
وهذا العلم لا يدري / ه إلا كامل اللب
رأيت القوم قد شدوا / على الأكوار والنجب
وطاروا في الفلا حتى / أناخوا في حمى الحب
وإني خلفهم أعدو / أنادي آخر الركب
قفوا لي لا تضيعوني / فإني طالب القرب
إلى أن جئتهم صبا / بهم والدمع في الصب
أخذت العلم عن ذاتي / وبالإسناد عن ربي
وأشياخي إشاراتي / بدت من داخل الحجب
فلا زيد ولا عمرو / هنا قد كان في دربي
إلى أن جئت سرداباً / طويلاً ضيق السرب
ووافيت الحمى طلقا / بلا شرق ولا غرب
وصادفت الذي قد كن / ت أرجو غافر الذنب
وأدعوه هو المعنى / وعنه كان لي ينبي
إلى أن صار لي غيباً / وزالت لبسة الترب
وقرت عين من يهوى / بمن يهوى وقل حسبي
يا عارف الله لا تغفل عن الوهابْ
يا عارف الله لا تغفل عن الوهابْ / فإنه ربك المعطى حضرْ أو غابْ
والقلب يقلب سريعاً يشبه الدولابْ / إياك والبردْ يدخلْ من شقوقِ البابْ
يا صبا نجدِ
يا صبا نجدِ / زدت في وجدي
ليت لو تجدي / عن شذا الأحباب
لم أزل هائم / في هوى الدائم
والسوى نائم / سد عنه الباب
يا بريق الغور / جرت أقوى جور
إن فوق الطور / هذه الأوصاب
سارت الركبان / فانتفت أكوان
والخفي قد بان / مذ رقيبي غاب
نلت فضل الكاس / دون كل الناس
وامتلا إيناس / قلبي المشتاق
والذي في الغيب / شق عنه الجيب
ما بقى في الريب / عند فتح الطاق
قل لأحبابي / هل بهم ما بي
شرب أكواب / مزق العشاق
فاسألوا نظره / خادم الحضره
تغنمو أجره / يا أولي الألباب
صل يا فتاح / مع سلام فاح
للذي قد لاح / نوره في الكون
أحمد المختار / كامل المقدار
جامع الأسرار / وهو نعم العون
ثم بعد الآل / مجمع الأفضال
صحبة الأبطال / بالتقى والصون
للغنى العبد / حافظ للعهد
باذل الجهد / يرتجي الوهاب
فرَّ دهري بحقِّه
فرَّ دهري بحقِّه /
من يدي مستحقه /
يا رؤفا بخلقه /
صوح النبتُ فاسقه / نهلةً من سحائبك
فقرنا زاد فاغننا /
واعطنا ما هو المنا /
ثم فرج همومنا /
وأغثنا فإننا / في ترجي مواهبك
بتجلى محاسن المحبوبِ
بتجلى محاسن المحبوبِ / شغفت في الورى جميع القلوبِ
بدر تمٍّ سحابه كلُّ شيءٍ / نتراآه من بروج الغيوب
بهرتنا صفاتُهُ ففنينا / وتساوى شروقه بالغروب
باؤها تحتها الحوادث منه / نقطة أسفرت عن المطلوب
باسمه نحن في مراتب ذات / تتجلّى بشأنها خمر كوب
بأبي طلعة شخصت إليها / حين لاحت فلذ لي مشروبي
بادرتني بيوسف الحسن منها / لأراها بناظرَيْ يعقوب
بعد وجدي لا وجد فيها لصبٍّ / فهو وجد مكفر للذنوب
بهواها تعبّد القوم قبلي / وهو ديني به انجلاء كروبي
بنت عنها ولم تبن هي عني / منعش لي نسيمها بالهبوب
نحن المراتب بالوجود مرتبَهْ
نحن المراتب بالوجود مرتبَهْ / أزلاً وما أقصى الوجود وأقربَهْ
إذ لا سواه وما سواه جميعه / إلا الشئون له به متغلبه
هي هكذا أزلاً لنا من غيرها / جعْلٌ له والجعلُ منه له هِبَهْ
والجعل فيض وجوده ووجوده / ما فاض لكن للتوهم مرتبه
إن الوجود عن المواد مجرد / وله المواد تقدرت مترتبه
وهو الذي يبدو بها وهي التي / تبدو به موجودة متقلبه
توحيدنا تمييزه عنها به / وإذا تميز فهي عنه مغيبه
نزِّهْهُ عن كل الشئون مشبهاً / وانفِ التشبه فالتنزه لا شبه
هو في الشئون مشبه ومنزه / دون الشئون وذاته مستغربه
كن في الوجود محققاً واحي به / إن الوجود به الحياة الطيبه
يخاطب كُلَّاً في المناجاة صاحبُهْ
يخاطب كُلَّاً في المناجاة صاحبُهْ / ويفقد كل عنده من يخاطبُهْ
كلانا وجود واحد فهي تارة / وإني طوراً والجميع مراتبه
ويا ليت شعري إن يكن هو حاضراً / فمن ذا أنا حتى أكون أقاربه
ومن هو عندي إن حضرت به أنا / ولكنها جلت علي مواهبه
هو الحق والنور الذي هو للورى / مداد به قد خطهم فيه كاتبه
فلا حرف إلا وهو فيه محقق / تضيء بشمس الذات منه غياهبه
رعى الله قوماً لا يرون له سوى / لرؤيتهم أن ليس شيءٌ يناسبه
تبدَّى فأخفاهم فكان مخاطباً / سرائر غيب واسمهن حبائبه
يناجي فلا يلقى سواه مجاوباً / فيكثر منه الشوق إذ شط غائبه
فطوراً يناديهم حبائب حضرتي / وهم عدم ما منهمو من يجاوبه
وطوراً عليهم يكثر الجود والعطا / فيثبت فيهم حبه ويواظبه
ألا يا ابن علمي إنني أنت بل أنا / هو الكون معروفاته وغرائبه
أنا مفرد والكل جمعيَ فإنَّهُ / على غير لفظي جاء بالأمر واهبه
كما جمعوا خلداً بلفظ مباعد / وما فيه حرف منه يدريه طالبه
سوى حرف دال بالدلالة مشعر / عليه إليه منه جدت ركائبه
وبالإعتبار الفرق وهي مراتب / لواحد أعداد تأنت مذاهبه
أنا الفلك في بحر الإرادة سائر / أنا الفلك الدوار تبدو كواكبه
قطعت إليه الكون أومض برقه / فيافيه لي مطويةٌ وسباسبه
وقلبي بغيب الغيب في معرك السوى / تجرّد عن تلك الغموض قواضبه
إلى أن بدت ذات الوجود فأفرغت / على مقتضى الإسم المريد قوالبه
وعاد كثيراً ليس يحصي وواحداً / فقلنا تعالى الله قد جل جانبه
يا راحم الشيب في شيبِهِ
يا راحم الشيب في شيبِهِ / ويا كثير الفيض من سيبِهِ
بعتك نفسي فترفق بها / من يشتري العبد على عيبه
إن ذنوبي عظمت كثرة / فأوقعت قلبيَ في ريبه
وقد خفي عبدك عن نفسه / يا من هو الظاهر في غيبه
فاكشف له عنك وكن عونه / في عجزه هذا وفي شيبه
أخرج يداً بيضاء فاسلك بها / للعبد يا مولاي في جيبه
ولا تكله للسوى إنه / يرى السوى دونك في صيبه
خادم الله يخدم العزُّ بابَهْ
خادم الله يخدم العزُّ بابَهْ / وتود العلى تمس ركابَهْ
وله من رضى الإله وشاحٌ / وعليه شهامة ومهابه
والسعيد السعيد من شملته / نظرة منه أو حباه خطابه
لك طوبى إن كنت يوما تراه / راضياً عنك قد أحاط حجابه
وإذا كان ساخطاً قل سريعاً / إنما الله ساخطٌ فتشابه
لنا أتت منك أبيات محسنة
لنا أتت منك أبيات محسنة / حتى كان اسمك العروف حل بها
لسانها الرطب بالتوحيد مشتغل / وقلبها لم يزل في الله منتبها
وكل ما جمعته رونقٌ وصفاً / وكل ما قد حوته بهجة وبها
سوى مقالك أن الكل ذلك هوْ / فإن معناه صعب الفهم فانتبها
وابسط جوابك في معناه منبسطاً / فإنه لم يزل في الخلق مشتبها
وإنما كن كلام الله في أزل / قديمة ليس بالإيجاد قرّبها
وقلت بالفرق بين الرتبتين فلا / عبد كرب ولا بالعكس رتبها
فكيف قولك أن الكل ذلك هو / فقد تناقض منك القول واشتبها
مني السلام على أهل الهدى أبداً / ما ذاقت الروح بالإحسان مشربها
كل شيء لا يرى الرحمن بهْ
كل شيء لا يرى الرحمن بهْ / فهو أحزان لقلب المنتبهْ
أنه في كل شيء ظاهر / عند من يعرفه لا يشتبه
ثق به في كل حال لا تكن / واثقاً بالغير لا غير انتبه
وتكلف في السوى رؤيته / وتحقق منك ذي الرؤية به
وبه كنه وجوداً مطلقاً / عن قيود تكن الشهمَ النبه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025