القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 71
لا تَلُمنِي فليس لي
لا تَلُمنِي فليس لي / علمُ ما في المغيَّبِ
كيف أدري وما ذهْب / تُ من البعدِ مذهبي
أنا أعشى لَدَى المطا / لب عن نُجحِ مطلبي
لو علمتُ الّذي أعو / ذُ بِهِ قبل مَركبي
لَم أَدعْ من بصيرةٍ / ضرراً أنْ تمرّ بي
ولَكُنتُ الغنِيَّ عنْ / نَدَمٍ أو تَعَقُّبِ
وَلَما كان ظافراً / بيّ يوماً مؤنّبي
لا وَلا كانَ للقذا / ةِ لِمامٌ بِمَشربي
تَصدّين عنّي للمَشيبِ كأنّما
تَصدّين عنّي للمَشيبِ كأنّما / صَرفتُ شبابي أو دعوتُ مشيبي
وكيف سُلوِّي عن حبيبٍ إذا مضى / فلا متعةٌ لي بعدهُ بحبيبِ
كأنِّيَ رَبْعٌ بعده غيرُ آهلٍ / ووادٍ جفاه القطْرُ غير خضيبِ
فلا تندُبي عندي الشّباب فإنّني / بكائي عليه وحدَهَ ونحيبي
على كلّ حالٍ أنتِ قاسيةُ القلبِ
على كلّ حالٍ أنتِ قاسيةُ القلبِ / فلا عَذَلِي يُجدي عليّ ولا عَتْبي
ولم أنْسها يومَ الفراقِ ووجهُها / يُضيءُ لَنا خلفَ البراقعِ والحُجْبِ
تَقولُ أَلا رِفقاً بقلبكَ في الهَوى / فقلتُ وهل لِي يومَ بينِكِ من قلبِ
ولولا الهَوى ما خارَ للعجْمِ مَعْجَمِي / ولا لانَ يوماً في أنامِلكم صَعبي
فَإن كنتُمُ تَعصون أمرِي تجنّياً / فأعْصى لأمري منكُمُ أبداً قلبي
حَملتُمْ كَما شِئتمْ على الهوى
حَملتُمْ كَما شِئتمْ على الهوى / وأَرشدتُمُ نارَ الغرامِ إلى قلبي
وَلمَّا دَخَلتمْ بِالهَوى في جَوانِحي / بِما جَنَت العَينان لانَ لَكُم صعبي
فَإِن لَم يَكنْ شِعبُ اللّوى ملتقىً لنا / فَلا بارَكَ الرّحمنُ في ذلك الشِّعبِ
وَإِن لَم يَكُنْ تُربٌ بِه مضجعاً لنا / فَلا اِجتَازت الأنواءُ في ذلك التُّربِ
بَنِي الحفيظَة هَل للمجدِ من طلبٍ
بَنِي الحفيظَة هَل للمجدِ من طلبٍ / ليس الطّعان له من أنجح السّببِ
هزّوا إلى الحمد عِطْفَيْ كلِّ سَلْهَبَةٍ / تبُذُّ كلَّ سِراعِ الخيل بالخَبَبِ
أُحبُّ كلَّ قليلِ الرّيثِ في وطنٍ / مُقسّمَ الفِكرِ بينَ الكور والقَتَبِ
إِمّا على صَهَواتِ الخيل موطِنُهُ / أو دارُهُ في ظهور الأينُقِ النُّجُبِ
إنّي وأصدقُ قولٍ ما نطقتُ بهِ / أَرعى منَ الوِدّ ما أرعى من النّسَبِ
ما عاقَني الحلمُ عن باغٍ عَنِفْتُ بهِ / وَلا نَسيتُ الرّضا في موطن الغَضبِ
وَلا خَلطتُ بِيَأسٍ عَن غنىً طمعاً / وَلا مَزجتُ عُقارَ الجِدِّ باللّعِبِ
أَلستُ إنْ عُدّ هَذا الخَلقُ خيرَهُمُ / لَم يَبرحوا بين جَدٍّ لِي وبين أبِ
ما للنجومِ الّتي بانَتْ تُطالِعنا / مِن كُلّ عالٍ عَلا كلَّ الورى حَسبي
فَقُل لِمن ضلَّ مَغروراً يُفاخِرني / وَما له مثلُ عُجْمي لا ولا عَرَبي
أَلَيسَ بيَن نبيٍّ مُرسَلٍ خُتِمَتْ / بهِ النبيّون أو صهرٍ له نسبي
بَني المُخلَّف ما اِستَمْتُمْ مَراتِبنا / حَتّى صَفَحنا لكمْ عن تلكُم الرّتبِ
أَلِفْتُمُ الحلمَ منّا ثُمّ طابَ لَكُمْ / لَمّا اِشرَأبّت إِليكُم أنفُسُ الغضَبِ
لَولا دفاعِيَ عَنكمْ يومَ أمْطَرَكمْ / نَوء السماكينَ أَشفيتمْ على العَطَبِ
كَم عِندَكمْ وَبِأَيديكم لَنا سَلَبٌ / لَكِنّه لَو عَلِمتمْ ليس كالسَّلَبِ
مَلأتُمونا عُقوقاً ثُمَّ نَحنُ لَكمْ / طولَ الزَّمانِ الوالدِ الحَدِبِ
عَمَرْتُ ظاهركمْ جُهدي فَكَيف بما / أَعيا عَليَّ لكُمْ من باطنٍ خَرِبِ
وَكَمْ رَضيتُ ولكنْ زدتُكمْ سَخَطاً / وَلَيسَ بعدَ الرّضا شيءٌ سوى الغَضَبِ
وَما تأمَّلتُ ما بَيني وبينَكُمُ / إِلّا رَجعتُ كظيظَ الصّدر بالعجبِ
ما اِرتبتُ منكمْ على مرِّ الزّمانِ فلِمْ
ما اِرتبتُ منكمْ على مرِّ الزّمانِ فلِمْ / ملأتُمُ اليومَ أضلاعي من الرِّيَبِ
وقد صَدقتُكُمُ حتّى رأيتُ لكمْ / وما كذبتكُمُ حظّاً من الكَذب
ما خِيرَ لِي في اِختياري وُدّكمْ وَزَرٌ / آوِي إليه ولا أنجحتُ في الطّلبِ
وكنت منكمْ قريباً قبل غدركُمُ / فصرتُ أبْعَدَ من جِدٍّ إلى اللّعِبِ
فلا تُدِلّوا بإثراءٍ أُتيحَ لكمْ / لا خَيرَ بعدَ اِفتِقارِ العِرْضِ بالنَّشَبِ
ما ضرّكمْ لو وهبتمْ لِي جميلَكُمُ / فأيُّ شيءٍ من الإجمال لم أهَبِ
قَد كنتُ أَحسبكمْ والظنُّ مَطْمَعَةٌ / عزّاً لِذي الذُلِّ أو حِرْزاً لذِي العَطَبِ
حتّى صحبتُكُمُ جهلاً بخيرِكُمُ / ثمَّ اِختبرتُ فَكنتمْ شَرَّ مُصْطَحَبِ
فَليتكمْ ما عرضتُمْ لي مودَّتكم / وَلَيتَني كنتُ مدعوّاً فلمْ أُجبِ
وطالما غِبتُمُ عن نفعِكمْ خَوَراً / وكنتُ منهُ قريبَ الدّار لم أغبِ
إنَّ الّذي اِعوجَّ من بعد اِستقامتِهِ / وَاِنسَلَّ من وَطَري فيه ومِنْ أرَبِي
نَفضتُ مِن وُدِّه كفّي وقد صَفِرَتْ / وَعُدتُ من دارهِ أَمشي إلى العَقِبِ
يَقولون لي لِمْ أنتَ للشّيب كارهٌ
يَقولون لي لِمْ أنتَ للشّيب كارهٌ / فقلتُ طريقُ الموتِ عند مشيبي
قَرِبتُ الرّدى لما تجلّلَ مَفرقي / وكنتُ بعيداً منه غيرَ قريبِ
وكنتُ رطيبَ الغصنِ قبل حلولِهِ / وغُصنِيَ لمّا شبتُ غيرَ رطيبِ
وَلَم يكُ إلّا عَن مَشيب ذوائبِي / جَفاءُ خليلٍ وَاِزوِرارُ حبيبِ
وَما كنتُ ذا عيبٍ وقد صرتُ بعده / تُخَطُّ بأيدي الغانياتِ عيوبي
فليس بكائِي للشّبابِ وإنّما / بكائِي على عُمْرٍ مضى ونحيبي
فديتُهُ من زائرٍ زارني
فديتُهُ من زائرٍ زارني / واللّيل مُسْوَدُّ الجلابيبِ
زار وفيه كلّ ما ينبغي / في النّاس من حُسنٍ ومن طِيبِ
ولم يَضِرْها أنّها زَورَةٌ / لعازبِ الآراء مكذوبِ
باطلةٌ روّتْ لنا غُلَّةً / والحقّ لم يأتِ بمطلوبِ
لولا الكرى ما جاد لي بالمُنى / معشّقٌ يعشقُ تعذيبي
وكيف لا أهوى لذيذَ الكرى / محبَّباً جاء بمحبوبِ
نَبَتْ عينا أُمامةَ عن مشيبي
نَبَتْ عينا أُمامةَ عن مشيبي / وعدّتْ شيبَ رأسي من ذنوبي
وقالتْ لو سترتَ الشَيبَ عنّي / فكم أخفَى التّستّرُ من عيوبِ
فقلتُ لها أُجِلُّ صريح وُدِّي / وإخلاصي عن الشَّعرِ الخضيبِ
وما لَكِ يا أُمامُ مع اللّيالي / إذا طاولْنَ بدٌّ مِنْ مشيبِ
وما تدليس شيبِ الرأس إلّا / كتدليس الوِدادِ على الحبيبِ
فلا تلْحي عليهِ فذاكَ داءٌ / عَياءٌ ضلّ عن حيلِ الطبيبِ
وإنّ بَعيدَ شيبكِ وهو آتٍ / نظيرُ بياض مفرقيَ القريبِ
فَإنْ تأبي فَقومي ميّزي لِي / نصيبَكِ فيه يوماً من نصيبي
أضنُّ بِنَفسي عَن هوى البيضِ كلّما
أضنُّ بِنَفسي عَن هوى البيضِ كلّما / تيقّنت أنّ الحبَّ ذُلٌّ لصاحِبهْ
ولا خُدِعتْ عينِي بضوءِ وميضِهِ / ولا مُطِرَتْ أرضي بماء سحائِبِهْ
وسيرِيَ في كُورِ المَطيَّةِ موجِفاً / على شاحطِ الأقطارِ هافٍ براكِبِهْ
أقَرُّ لعينِي من عناقِ مُهَفْهَفٍ / أَبيتُ سوادَ اللّيل بين ترائِبِهْ
ولمّا سقاني الدّهرُ صِرْفاً صروفَهُ / كِرَعتُ شراباً لا يَلَذّ لشارِبِهْ
فلا تطلبا عندي النجاة فإنّنِي / أروحُ وأغدو في إِسارِ عجائِبِهْ
أَلا يا لقومي لاِعتنانِ النّوائبِ
أَلا يا لقومي لاِعتنانِ النّوائبِ / وللغُصنِ يُرمى كلَّ يومٍ بشاذبِ
ما لي أرى في العيد كلّ معيّدٍ / ويفوت طرفي شخصَ مَن أهواهُ
ما ذاكَ إلّا أَنّه غَبَطَ الرّدى / أهلَ الزّمانِ بقُرْبِه فدهاهُ
لَبّاهُ لمّا أنْ دعاه مُشَمِّراً / وبرغمِ قلبي أنّه لَبّاهُ
ولقد رمى قلبي الرّدى لمّا اِنتَحى / من كان حشوَ ضميره فرماهُ
كيف السُّلُوُّ وكلّما أمَرَ النُّهى / بلزومِهِ قلبي أبى فعصاهُ
أمْ كيف أنساهُ وفَقْدُ نظيرهِ / يأبى لقلبي الدّهرَ أنْ يَنْساهُ
وكأنّني وَجْداً به وصبابةً / أنّي طمحتُ بناظِرَيَّ أراهُ
ولقد تمكّن في الفؤادِ مكانُهُ / لمّا بلوتُ على الزّمانِ سواهُ
ولَرُبّما أصْفى بودِّك كلِّه / نَحوَ الّذي تهواهُ مَن تَقْلاهُ
ويُحَقُّ لي آبي العزاءَ عن اِمرئٍ / ما زال إنْ عزّ القبيحُ أباهُ
يُضحِي خَميصَ البطنِ من زاد الهَوى / والحُرُّ مَن للَّهِ كان طَواهُ
وتراه مُنقبضَ الجوارحِ والخُطا / فإذا سَرى فإلى الجميل سُراهُ
يعيي الورى إسخاطُهُ مَعَ أنّه / في كلّ شيءٍ يرتضيه رضاهُ
والأمرُ يُعرِضُ عنه ما لم يرتبطْ / بك نفعُهُ فإذا عَناك عناهُ
ولِمن يَوَدُّك وُدُّهُ وصَفاءُهُ / ولمن يَريبك رَيْبُهُ وقِلاهُ
ولَكَ الّذي يرجوه لا يثني به / كفّاً وليس عليك ما يخشاهُ
ولقد رأيتُ أخاه في النَّسَبِ الّذي / لا حَمْدَ فيه وما رأيتَ أخاهُ
وَالنّاسُ كلّهُمُ لأَصلٍ واحدٍ / وتفاضُلُ الأقوامِ في عُقباهُ
لَهْفي عَلى مَن كان قولي بعدما / واراهُ خَلْفَ التُّربِ ما واراهُ
ليس البعيد أخو التَّغَرُّبِ والنَّوى / لكنَّ مَن هِلْنا عليه ثَراهُ
سيّانِ عندي بعد نازلةِ الرّدى / مَنْ مدّ أوْ قَصَرَ الزّمانُ مَداهُ
والدّارُ زائلةٌ بنا لولا المُنى / ممّنْ تَعَوَّدَ أنْ تخيبَ مُناهُ
يسعَى الفتى فيما يجرّ ذيولَه / وإلى المنايا سَعْيُهُ وخُطاهُ
ويُسَرُّ إنْ أرخَى الزّمان خِناقهُ / ووراءَه حَنِقٌ يَحُدُّ مُداهُ
يُخفي على عَمْدٍ أَوانَ طُروقِهِ / فالمرءُ لا يدري متى يلقاهُ
هيهاتَ حلَّ الموتُ كلَّ قَرارةٍ / منّا وألقى في الجميعِ عَصاهُ
وحدا إليه غُدْوَةً وعشيةً / بركابنا مَن لا يملُّ حُداهُ
والنّفسُ ترجو عَوْدَ كلِّ مُسافرٍ / إلّا اِمرءاً قضتِ المنونُ نَواهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025