المجموع : 116
إن جسم المرء للرو
إن جسم المرء للرو / ح الَّتي فيه يَقوتُ
فإذا ما مات جسم ال / مرء فالروح تموتُ
أكثر الترب عظام
أكثر الترب عظام / من ضلوع وصدورِ
سحقتها أَرجل الده / رِ وأقدام العصورِ
إنما الوهم الَّذي في ال
إنما الوهم الَّذي في ال / رأس للجهل يَجولُ
هُوَ سعلاة إذا ما / أَظلم اللَيل وغولُ
ما أَرى الأَيام بالأش
ما أَرى الأَيام بالأش / ياء إلا دائراتِ
كل آت هو ماض / كل ماض هو آتِ
ليست الشمس من الشر
ليست الشمس من الشر / ق إلى الغرب تَسيرُ
إِنَّما الأرض من الغر / ب إلى الشرق تدورُ
إنما الارض الَّتي تك
إنما الارض الَّتي تك / برها حين نَراها
هيَ جزء صاغر من / عالم لا يَتَناهى
إنما الكون أَثير
إنما الكون أَثير / واسع لا يَتَناهى
مبدأ الأشياء منه / وإليه منتهاها
تعرف إِن لاحظت عين الفَتى
تعرف إِن لاحظت عين الفَتى / ما كنَّ من بغضٍ ومن حبِّ
قلب الفَتى يُعرفُ من عينه / عين الفَتى نافذة القَلبِ
ساءلت شيخا قد تحد
ساءلت شيخا قد تحد / دبَ ما تفتش في التراب
فأجابَني متأوهاً / ضيعتُ أَيّامَ الشباب
نقدت قريضي ثُلَّةٌ
نقدت قريضي ثُلَّةٌ / لا تعرف الأدب اللُّبابا
فرفعت مذودتي أذب / بُ بها عن الأدب الذبابا
انظر إلى الكواكبِ
انظر إلى الكواكبِ / يسبحن في الغياهبِ
من ذاهب في شوطهِ / ولا حقٍ بالذاهبِ
إلى الطوالع الوضا / ء الزهرِ والغواربِ
إلى الجمال آخذاً / إلى الشعاع السائبِ
والليل ساجٍ قد خلا / من العصوف الصاخبِ
يعبرن عرض بحره / من جانبٍ لجانبِ
غرقى إلى الجيدِ إلى ال / ثدي إلى الترائبِ
أرسلن شعراً من أشع / عَة على المناكب
وقد حللن ما على ال / رؤوس من عصائب
ما إن رأت عين امرئٍ / أبهى من الكواكبِ
يلمعن مثل الماس أو / كومضةِ الحباحبِ
يمشين أسراباً كأت / راب من الكواعب
يذهبن من مشارق ال / أرض إلى المغارب
والليلُ ضاربٌ روا / قهُ على الجوانبِ
كل الجمال في النجو / م اللمَّعِ الثواقبِ
العاريات للخلا / عات من الجلاببِ
الغامزات بالعيو / نِ النجل والحواجب
ما إن لهن غيرُ نَي / لِ الحبِّ من مآربِ
يضحكن من شيبي ومن / آمالي الكواذبِ
أشدو بما لهن من / حسن ومن مناقبِ
كأنهن الحورُ يَط / للنَ من المراقبِ
أمن بناتِ الليل هُن / نَ أم من الربائبِ
أو من طيور الخلد ير / فُفن على المشارب
عصائبٌ يقعن أس / راباً على عصائبِ
والماءُ في المجرة ال / بيضاء غيرُ ناضب
وربما اختلفن في ال / أميالِ والمذاهب
خاطبتهن لو سمع / ن القول من مخاطب
يا لهفتي على ضيا / عِ للشهاب الثاقبِ
قد خرَّ من عين الدجى / ليلاً كدمعٍ ساكبِ
وخيَّم الليل ونا / م القطبُ في المضاربِ
ماذا الذي قد خلَّف ال / قطب عن الصواحبِ
ما أجهل الليلَ وقد / خيَّمَ بالعواقبِ
فليس يدري ما يلا / قيهِ من المصائبِ
لقد رماه الفجر في ال / صدر بسهمٍ صائبِ
وكان لما ناله / بالسهم غير كاذبِ
وكشَّر الليلُ عن ال / أنيابِ كالمغاضبِ
وجَرَّدَ الصبحُ علي / ه السيف كالمحاربِ
وظلَّ يفري جلده / فري حنيقٍ غاضبِ
جرَّ الغرورُ الليلَ مَخ / ذولاً إلى المعاطبِ
ملاقياً جزاءَهُ / من ثائرٍ معاقبِ
والليلُ لا يقوى على / ردِّ الصباح الواثبِ
يفرّ كالمغلوب من / وجه القويِّ الغالبِ
وهو جريحٌ دمُهُ / يجري على الجوانبِ
ما انتصر الليلُ بما / جمَّع من كتائبِ
بل إنه اختفى عن ال / عينِ كملح ذائبِ
إن عبسَ الليلُ فلي / س الذنب للكواكبِ
فهن يبتسمن حت / تى للعدوّ النّاصب
هو الذي جنى فكن / ن عُرضةَ النوائبِ
وظلتِ الشعرى تنا / جي الصبح كالمعاتبِ
بين الصباح مسفراً / والليل ذي الغياهب
ثأرٌ سيبقى فتقه / دهراً بغير رائبِ
غمّ النجوم ما تقا / سيه من المصائبِ
والصبح لما راعها / ما كان بالمداعب
كأنه بازٍ جرى / يسطو على أرانبِ
أو قسورٌ حمارسٌ / سطا على ثعالبِ
يريد أن يفترس ال / أنجم بالمخالبِ
إني لأقرأ الأسى / في الأوجه الشواحبِ
تؤذي العذارى في الحيا / ة قلةُ التجاربِ
تالله ما هذي الوجو / ه الغرُّ للنوائبِ
والعندليب هَبّ يش / دو بانتصار الغالب
والديكُ صاح يعلن ال / سرور للصواحب
كأنما قد فرحا / بنكبة الكواكب
يا كوكب الصبح لك ال / صبحُ من الأقارب
ما كان ينبغي له / صفعك كالمعاقبِ
لا تيأسنَّ وانتظر / ليل الغد المقارب
تكن كما قد كنت في ال / عين من الزغائب
يا أيها الصبح الجَمي / لُ يا ملاذَ الراعبِ
لقد قسوت حين أخ / نيت على الكواكب
رميت شملهنَّ بال / تشتيت والمصاعبِ
ما ضرَّ لو حميتهن / ن مثل أمٍّ حادبِ
كنَّ ينبنَ عنك في ال / ليلِ الطويل اللازب
وكنّ زينة السما / ء في عيون الراقبِ
ما أجملَ الشمس بدت / مرخيةَ الذوائبِ
قد طلعت في موكبٍ / من أفخم المواكبِ
تنثر من ضيائها / تبراً على الجوانبِ
على البحار والجبا / ل الشُّمِّ والسباسبِ
يا شمسُ أنت للورى / من أكبر المواهب
حبيبةٌ أنتِ إلى ال / شبان والأشايبِ
أكبر بما تهدين من / نورٍ ومن كهاربِ
إلى أشكو أنني منه في ريب
إلى أشكو أنني منه في ريب / تمكن مني في شبابي وفي شيبي
إذا كان هذا فيّ عيباً يشينني / فإني بإقراري أدل على عيبي
وما رابني فيه الشهادة وحدها / ولكنما ريب الشهادة والغيب
تباين أهل الشرق والغرب في النهى
تباين أهل الشرق والغرب في النهى / و الدين أيا كان والعلم والكسب
ففي الشرقي لا يحظى أخو العقل بالغنى / وفي الغرب لا يرضى أخو العلم بالرب
وبين الحجا والمال في الشرق خلفة / كما يتنافى العلم والدين في الغرب
وكأني بالقوم قد سمعوا ما قلته
وكأني بالقوم قد سمعوا ما قلته / موضحاً فثاروا غضابا
وأتوا ينبشون قبراً حواني / بعد موتي وأوسعوني سبابا
فليجيئوا ما قد ارادوه أني / لم أقل يوم قلت إلا صوابا
جاء ولم يدر السبب
جاء ولم يدر السبب / وهو كما جاء ذهب
لعله أضطر فما / عليه في ذاك عتب
لا تعجبن من موته / بل من حياته العجب
جيء به إلى الوجود / وهو قط ما طلب
وقيدوه بالحلال / والحرام والأدب
ونازعوه ما قنا / وقاسموه ما كسب
وهبه الدهر قوى / ثم استرد ما وهب
حتى بدا الضعف به / وارتجفت منه الركب
وبات يشكو دهره / مما استرد وسلب
والدهر لا يسمعه / وإن بكى وإن نحب
يأسى ويطرب امرؤ / عاش إذا كان السبب
أما إذا مات الفتى / فلا أسى ولا طرب
إن الفتى مسير / إذا نأى أو اقترب
وأنه بعد الردى / ليس يحس بالوصب
وليس من جهنم / لميت قد انشعب
حتى يقول قائل / تبت يدا ابي لهب
هل أنت إلا واحد / من القرود في النسب
ألم تكن وانت في / طور الجنين ذا ذنب
مشابهاجنين حيو / ان لو إسطاع وثب
ألم يغط جسمك الشعر / وبعده الزغب
إني من إنكارك الأصل / بقيت في عجب
ما غالب الطبع امرؤ / إلا وطبعه غلب
انقلب الألى قد اغتروا / فساء المنقلب
قالوا هناك واجب / فاعلمه تعل في الرتب
أما أنا فلا أرى / شيئاً على قد وجب
غير اتباع سنة / أورثها أم وأب
لا يأمن الناس امرأ / خاتلهم أو قد كذب
ولا فتى قد قتل / النفس البراء أو غصب
ليس الحياة غير آلا / م وسعى وتعب
لا تدن من حياضها / فإنما الماء نضب
إذا الحياة أصبحت / مريرة حلا العطب
الناس إما غنم سارح
الناس إما غنم سارح / ليس له حول وإما ذئاب
ليس على الذئب إذا ما جنى / يزيل جوع بطنه من عقاب
بل إنما العتب على بارئ / قد سلح الذئب بظفر وناب
ما للشرائع أس
ما للشرائع أس / مبين للصواب
إلا رجاء ثواب / أو خشية من عقاب
قد صار شكي ظناً / وصار ظني يقينا
لولا الوعود بخلد / لم يختر الناس دينا
أخطأ العلم بالإله
أخطأ العلم بالإله / جميع المذاهب
وهو سر مكتم / في ضمير الكواكب
أتى العلم يسعى شاحذاً لسلاحه
أتى العلم يسعى شاحذاً لسلاحه / إلى الأرض بعد الدين فهو يحاربه
وقد كان في الماضي له الدين غالباً / ولكن في المستقبل العلم غالبه
غايته من صومه جنة
غايته من صومه جنة / فيها له نخل وأعناب
وغلمة كأنهم لؤلؤ / وقاصرات الطرف أتراب