القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَفيف الدين التِّلِمْسانيّ الكل
المجموع : 107
هَلُمُّوا فَعِنْدي لِلمَحَبَّةِ وَالهَوَى
هَلُمُّوا فَعِنْدي لِلمَحَبَّةِ وَالهَوَى / سِقَامُ غَرَامٍ لَسْتُ أُحْسِنُ طِبَّهُ
هِبُوا لِيَ جَفْناً يَمْلِكُ العَقْلُ دَمْعَهُ / وَإِلاَّ فقَلْباً يَحْكُمُ الصَّبْرُ لُبَّهُ
هَوَتْ قَدَمي فِي الحُبِّ عَنْ غَيْرِ خِبْرَةٍ / فَأَلْفَيْتَهُ حُلْوَ التَّجَرُّعِ عَذْبَهُ
هُوَ الشَّهْدُ مَمْزُوجاً بِسُمِّ وَعَلْقَمٍ / أُؤَمَّلُ عَتْبَاهُ وَأَحْذَرُ عَتْبَهُ
هَوَيْتُ حَبِيباً لَسْتُ أَهْلاً لِحُبِّهِ / وَأَنَّي لِمِثْلِي أَنْ يَكُونَ مُحِبَّهُ
هَلاَلُ فُؤَادِي كُلَّمَا ذُقتُ غَفْوَةً / وَصُبْحُ عَيَانِي كُلَّمَا أَتَنَبَّهُ
هَمَمْتُ بِإِدْرَاكٍ فَقَصَّرتُ هَيَبةً / وَعَجْزِي عَنِ الإِدْرَاكِ أَوْلَى وَأَشْبَهُ
هَفَا بِكَ قَلْبٌ أَنْتَ أَوْرَيْتَ زَنْدَهُ / وَنَالكَ طَرْفٌ أَنْتَ أَهْمَلْتَ سَحْبَهُ
هَنِيِئاً لِهَذِي النَّفْسِ إِنْ كُنْتَ حِبّهَا / وَطُوبَى لِهَذا القَلْبِ إِنْ كُنْتَ حِبَّهُ
نُفُوسٌ نَفِيْسَاتٌ إِلىَ القُرْبِ حَنَّتِ
نُفُوسٌ نَفِيْسَاتٌ إِلىَ القُرْبِ حَنَّتِ / فَلَمَّا سَقَاهَا الحُبُّ بِالكَأْسِ جُنَّتِ
وَكَانَتْ تَمَنَّتْ أَنْ تَمُوتَ صَبَابَةً / فَسَاقَ إِليْهَا الوَجْدُ مَا قدْ تَمَنَّتِ
وَفي الحَيِّ هَيْفَاءُ المَعَاطِفِ لَوْ بدَتْ / عَلى البَانِ كَانَ الوُرْقُ فيْهَا تَغَنَّتِ
عَجِبْتُ لَهَا في حُسْنِهَا إِذْ تَفَرَّدَتْ / لأَيَّة مَعْنىً بَعْدَهَا قَدْ تَثَنَّتِ
شَكَا سُقْمَهُ مُضْنَى هَوَاهَا صَبَابَةً / فَقَالتْ لَهُ أصبِرْ فِي الصَّبَابةِ أَوْ مُتِ
فَمَا عَاشَ إِلاَّ مُغْرَمٌ مَاتَ في الهَوىَ / بِحُبِّي وَهَذَا فِي المُحِبيِّنَ سُنّتِي
سَتَأْتيِكَ مِنِّي قَهْوةٌ إِنْ شَرَبْتَهَا / صَحَوْتَ وَفِي صَحْوِ الهَوىَ كُلَّ سَكْرَتِي
فَلاَ تَمْزِجَنْهَا فَهْيَ بِالْمَزْجِ حُرِّمَتْ / وَلَوْ جُلِيَتْ صِرْفاً عَلَيْهِمْ لَحَلَّتِ
فَإِن هِيَ قَدْ أَفْنَتْكَ سُكْراً فَغِبْ بِهَا / فَمَنْ صَرَّفَتْهُ الصِرْفُ بِالنَّفْي يَثْبُتِ
وَفِتْيَانِ صِدْقٍ كَالنُّجُومِ سَرَوْا عَلَى / رَكَائِبِ عَزْمٍ مَا لَهَا مِنْ أَزْمَّةِ
ذَوِي أَنْفُسٍ لَمْ يَبْرْحِ العِزُّ شَأَنَهَا / رَأَتْ عِزّ لَيْلَى بِالجَمَالِ فَذَلَّتِ
تَوَاصَوْا عَلى حِفْظِ الوَفَا وتَرَاضَعوا / كُؤُوسَ الصَّفَا وَاسْتَمْسَكُوا بِالمَوَدَّةِ
فَنَادَاهُمُ خَمَّارُ دَيْرِ مُدِيرِهَا / فَلَمَّا أَمَاتَتْهُمْ مِنَ السُّكْرِ أَحْيَتِ
فَعَاشُوا بِهَا فِيْهَا علَى حِيْنِ أَسْلَمُوا / إِليْهَا صِفَاتٍ قِيلَ مِنْهَا اسْتُعِيرَتِ
فَمَنْ عَاشَ مِنَّا لَمْ يَنَلْ مِثْلَ نَيْلِهِمْ / وَلَكِنْ مَتَّى تَذْكُرْهُمُ النَّفْسُ حَنَّتِ
أَمَا هذِهِ نَجْدُ أَنيخَا مَطِيَّتِي
أَمَا هذِهِ نَجْدُ أَنيخَا مَطِيَّتِي / لِيَسْقِي بِهَا دَمْعِي مَنَازِلَ عَلْوَةِ
وَأَسْاَلَ عَنْ قَلْبِي فَثَمَّ فَقَدْتُهُ / عَشِيَّةَ سَارَ الظَّاعِنُونَ بِمُهْجَتِي
مَنَازِلُ إِطْرَابي وَمَغْنَى تَهَتُّكى / ومَرْبَعُ إِينَاسِي وَمَوْطِنُ خَلْوَتِي
وَمَغْنىً بِهِ كَانَ الحَبِيبُ منادِمِي / وَمِنْ قُرْبِهِ رُوحِي وَرَاحِي وَرَاحَتِي
سَقَى اللهً عَهْدَاً فِيهِ عَهْدٌ فَعِنْدَهُ / رَمَيْتُ إِلى مَوْلَى الخَلاَعَةِ خِلْعَتِي
وَفِيهِ سَقَاني مَنْ أُحِبُّ مُدَامَةً / فَمِنْهَا إِلىَ يَوْمِ التَّوَاصُلِ نشْوتِي
وَعَاهَدَنيِ فِيهِ بِهِجْرِانِ هَجْرِهِ / وَرَاحَ كَفيلاً لِي بِسُلْوانِ سَلْوَتِي
فَرُحْتُ بهِ بَلْ رَاحَ بِي وَتَرَدَّدَتْ / بِهِ حالَتِي مَا بَيْنَ مَاحٍ وَمُثْبِتِ
فَهَا أَنا مَيَّاسُ المَعَاطِفَ رَافِلٌ / بِبُرْدِي وَمَنْ أَهْوَى مُدَامِي وَحَضْرَتِي
أُعِيرُ الشُّمُولَ الصِّرْفُ سُكْرَ شَمَائِلي / وَأَهْدِي إِلى بانِ الحِمَى حُسْنَ خَطْرَتِي
يَميِناً كَذَا يَا عَاذِلِي عَنْ مَلاَمَتِي / وَإِنْ شِئْتَ خُذْ بِالعَذْلِ عَنِّي بِيُسْرَةِ
فَلَيْسَ أَخُوكَ اليَوْمَ مَنْ قَدْ عَهِدْتَهُ / وَلاَ ذَا الهَوى ذَاكَ الهَوَى فَتَثَّبتِ
لَكَ طَرْفي حِمَىً وَقَلْبِيَ بَيْتُ
لَكَ طَرْفي حِمَىً وَقَلْبِيَ بَيْتُ / فِيهِمَا عَهْدَكَ القَدِيمَ خَبَيْتُ
وَمِنَ السُّكْرِ مَا صَحَوْتُ وَكَلاً / كَيْفَ أَصْحُو وَمِنْ لَمَاكَ أنَتَشيْتُ
بَسَطَ العَاذِلُونَ فِيكَ مَلاَمِي / وَبِسَاطَ القَبُولِ عَنْهُمْ طَوَيْتُ
كَيْفَ يَنْوي السُّلُوَ عَنْكَ المُعَنَّى / يَا مُنَى القَلْبِ وَهْوَ في الحَيِّ مَيْتُ
وَضَلاَلُ عَنْ مِثْلِ حُسْنِكَ صَبْرِي / وَلِقَلْبِي الهَنَا فَإنِّي اهْتَدَيْتُ
بكَ يَا كَعْبَةَ الهَوَى طَافَ قَلْبِي / وَبَداَ بَارِقُ الصَّفَا فَسَعَيْتُ
لاَ تُنْكِرِ البَاطِنَ في طَوْرِهِ
لاَ تُنْكِرِ البَاطِنَ في طَوْرِهِ / فَإِنَّهُ بَعْضُ ظُهُورَاتِهِ
وَأَعْطِهِ مِنْكَ بِمِقْدَارِهِ / حَتَّى تُوَفِّي حَقَّ إِثْبَاتِهِ
وَأظهِرهُ في ذَاتِكِ مُسْتَكْمِلاً / خَشْيَةَ أَنْ تَظْهَرَ فِي ذَاتِهِ
تَمَنَّيْتُ مِنْ وَصْلِ الحَبِيبِ اخْتِلاَسَةً
تَمَنَّيْتُ مِنْ وَصْلِ الحَبِيبِ اخْتِلاَسَةً / وَمَا كُلُّ نَفْسٍ أَدْرَكَتْ مَا تَمَنَّتِ
تَخلَّيْتُ بِالتذْكَارِ وَهْوَ دَلاَلَةً / عَلى زَفْرَةِ فِي أَضْلُعِي مُسْتَكِنَّةِ
تَعَجْبَ نَاسٌ لاِنْقِيَادِي مَعَ الهَوَى / كَذَاكَ عِنَاقُ الخَيْلِ طَوْعُ الأَعِنَّةِ
تَبَدَّى لِيَ الحِبُّ الَّذي أَنَأ عَبْدُهُ / فَحَنَّتْ لَهُ رُوحِي بمَا قَدْ أَجَنَّت
تَجَلَّى لِعَقْلِي دُونَ حِسيِّ فَأَذْعَنَتْ / شَوَاهِدُ أَسْرَارِي لَهُ وَاطْمَأَنَّتِ
تَطَاوَلَ لَيْلِي بَعْدَهُ فَكَأَنَّمَا / يُقَلَّبُ قَلْبِي مِنْهُ فَوْقَ الأَسِنَّةِ
تَعَلَّلْتُ فِيهِ بِالتَّمَنِّي لِقُرْبِهِ / وَلَمْ يَبْقَ مِنِّي غَيْرُ تَرْدِيدِ أَنَّةِ
تَغَيَّرَتِ الأَشْيَاءُ عِنْدِي لِفَقْدِهِ / فَضَوْءُ صَبَاحِي في ظَلاَمِ دُجُنَّةِ
تُهِيجُ عَليَّ الشّوقَ كُلُّ مَرَدَّةٍ / ويَهْدِي إليَّ الوَجْدَ كُلُّ مَرَنَّةِ
تَرَفَّقْ بِقَلْبِي في هَوَاكَ فَإِنَّمَا / بُعَادُكَ نارِي وَاقْتِراَبُكَ جَنَّتِي
إلى الرَّاحِ هُبَّوا حِينَ تَدْعُو المَثَالِثُ
إلى الرَّاحِ هُبَّوا حِينَ تَدْعُو المَثَالِثُ / فَمَا الرَّاحُ لِلأَرْوَاحِ إِلاَّ بَوَاعِثُ
هِيَ الجَوْهَرُ الصَّرْفُ القَدِيمُ فَإِنَ بَدا / لَهَا حَبَبٌ نِيْطَتْ بهِ فَهْوَ حَادِثُ
تَمَزَّزْتُهَا صِرْفاً فَلَمَّا تَصَرَّفَتْ / تَحَكَّمَ سُكْرٌ بِالتَّرَائِبِ عَابِثُ
وَفَاحَ شَذَا أَنْفَاسِهَا فَتَضَرَّرَتْ / نُفُوسٌ عَلَيْهَا الجَهْلُ عَاتٍ وَعَائِثُ
حَلَفْتُ لَهُمْ مَا كَاسُها غَيرُ ذَاتِهَا / فَقَالُوا افْتَدِ فِيهَا فَإِنَّكَ حَانِثُ
وَمَا غَيْرُ أَضْوَاءِ الأَشَّعةِ أَوْهَمَتْ / فَقَالُوا لَهَا في الحُسْنِ ثَانٍ وَثالِثُ
إِقِمْ رَيْثَّمَا تُفْنِيكَ عَنْهَا بِوصْفِهَا / وَتَذْهَبُ عَمَّا مِنْكَ فِيهَا يُبَاحِثُ
فَإِنْ شَاهَدَتْ مِنْكَ العُيُونُ عُيونَهَا / ظَفِرْتَ وَإِلاَّ فالعُيونُ أَخابِثُ
وَإِنْ لَمْ تُبَدِّلْ آيةٌ مِنْكَ آيَةً / بِمَا قِيلَ عَنْهَا اذْهَبْ فَإِنَّكَ مَاكِثُ
تَنَكَّرَ فِي سَامٍ وَحَامٍ حَدِيثُهَا / وَعَزَّ فَلَمْ يَظْفَرْ بِمَعْنَاهُ يَافِثُ
وَما لَبِثَتْ فِي الدَّهْرِ يَوْماً وَإِنَّمَا / هُو الدَّهْرُ فِيهَا إِنْ تَأَمَّلْتَ لاَبِثُ
ثَوَى لَكَ فِي قَلْبِي غَرَامُ مُبَرِّحٌ
ثَوَى لَكَ فِي قَلْبِي غَرَامُ مُبَرِّحٌ / إِرَاقَتُهُ فِي حَبَّةِ القَلْبِ تَنْفُثُ
ثَبَاتِي عَلى هَذَا الهَوَى غَيْرُ مُمْكِنٍ / وَمِثْلِى عَلى مِثْلِ الهَوَى لَيْسَ يَمْكُثُ
ثَمِلْتُ وَلَمْ أَمْدُدْ يَميِناً لِقَهْوَةٍ / وَلاَ رَاحَ إِلاَّ الحُبُّ بِالْقَلْبِ يَعْبَثُ
ثَنَيْتُ عَنَانَ الحًبِّ نَحْوَكَ والرِّضَى / وَنَارُ الأَسَى بَيْنَ الضُّلُوعِ تُؤَرَّثُ
ثَوَابُ الهَوَى لَوْ أَسْعَدَ الحُبُّ وَقْفَةٌ / يُحَدِّثُنِي فِي ظِلِّهَا وَأْحَدِّثُ
ثَرَائِي وَجَاهِي فِيهِ وَحْدٌ وَأَدْمُعٌ / فَقَلْبيَ فِي الحَالَيِنِ ضَاحٍ وَمُدْمِثُ
ثَقِيلُ الأَسَى عِنْدِي خَفِيفٌ لأَجْلِهِ / فَهَا أَنَا فِي وَجْدِي بِهِ أَتَشَبَّثُ
ثَلَمْتَ فُؤَادِي بِالنَّوىَ فَجَبَرْتُهُ / بِصبْرٍ بِهِ أَبْرَمْتُ مَا أَنْتَ تَنْكُثُ
ثَكِلْتُ فُؤَادِي إِنْ تَأَلَّمْتُ لِلأَسَىَ / عَلَى عِلْمِي أَنَّ الحَوَادِثَ تَحْدُثُ
ثَنَاؤُكَ رَيْحَانِي وَذِكْرُكَ رَاحَتِي / وَحُبُّكَ سُلْوَانِي إِلَى يَوْمِ أَبْعَثُ
أَيَا طَلْعَةَ القَمَرِ المُبْهِجِ
أَيَا طَلْعَةَ القَمَرِ المُبْهِجِ / وَيَا فِتْنَةَ المُسْتَهَامِ الشَّجِي
بِمَا بَيْنَنَا مِنْ عُهُودِ الهَوَى / إِذَا جُزْتِ جَيْرُوتَ بِي عَرِّجِ
بَنَفْسَجُ صُدْغَيْكَ قَدْ لاَحَ ليِ / فَبَشَّرَني بالَّذِي أَرْتَجِي
فَإِنَّ البَنَفْسَجَ تَفْسِيرُهُ / كَمَا قَدْ عَلِمْتُ بِنَفْسِي أَجيِ
فَكَمْ لَيْلَةٍ بِتُّ أَطْوِي يَدِي / عَلَى كَبِدِي مِنْ جَوَىً مُنْضِجِ
فلاَ تَمْزِجَنْ بِدَمِي عَبْرَتِي / وَرِيقُكَ لي بِالكُؤُوسِ امْزِجِ
أَنْظُرْ إِلى حُسْنِ هَذَا الطَّائِرِ الهَزِجِ
أَنْظُرْ إِلى حُسْنِ هَذَا الطَّائِرِ الهَزِجِ / وَحُسْنِ بَهْجَةِ زَهْرِ الرَّوْضَةِ البَهجِ
هَاتِيكَ تُجْلَى وَهَذَا مُطْرِبٌ غَرِدٌ / مِنْ فَوْقِ مِنْبَرِ عُودِ المَنْدَل الأَرجِ
فَعَاطِنِي يَا رَشِيقَ القَدُ مَا اعْتَصَرَتْ / يَدُ المَلاَحةِ لِي مِنْ طَرْفِكَ الغَنِجِ
فَمَا المُدَامَةُ في سَلْبِ العُقُولِ بِهَا / مَا لسُّكْرُ أَسْلَبُ مِنْ عَيْنَيْكَ للمُهَجِ
صِرْفاً فإنْ رُمْتَ مَزْجاً يَا مُنَى أَمَلِي / دَعْهَا بِرِقَّةِ وَجْدِي فِيْكَ تَمْتَزِجِ
كَمْ بِتُ في لَيْلَةٍ أَرْيَاجُهَا غَلَبَتْ / عَلى التشَعُّثِ ضَوءَ الشَّمْسِ فِي السُّرُجِ
صَرَخْتُ فِيْهَا بِإِسْمِكَ كَيْ أُصَبِّرَهَا / مِنْ لُؤلُوءٍ بَعْدَ ما كَانَتْ مِنَ السَّيَجِ
وَكَمْ فَتَحْتُ لِضَيْفِ الطَّيْفِ مِنْ سَرَفِي / بَابَ المَنَايَا فَأَنْبَا عَمَّى لَمْ يَلِجِ
وَكَمْ سَأَلْتُ حُدَاةَ العِيسِ أَنْ يَقِفُوا / في رَسْمِ مَنْزِلِهِ أَوْ سَفْحِ مُنْعَرَجِ
وكَمْ بَذَلْتُ جَميِعِي غَيْرَ مُكْتَرِثٍ / وَصُنْتُ سِرِّكَ في قَلْبٍ عَلَيْكَ شَجِي
وَشِمْتُ بَرْقاً عَلى الجَرْعَاءِ أَخْفَقَ مِنْ / قَلْبِي عَلَيْكَ وَجَفنٍ فِيكَ مُخْتَلِجِ
حَتَّى سَمِعُتُ لِكَ البُشْرَ لِتَهْنَأَ قَدْ / ذُكِرْتَ ثَمَّ عَلى مَا فِيكَ مِنْ عِوَجِ
وَصَارَ ثَبْتُكَ في مَجْرَى تَحَنُّنِ فِي / إِيْجَابِ سِرِّى مِنْ نَفْسٍ عَلى نَهَجِ
فَلَمْ أَقُلْ لِلصَّبَا مِنْ بَعْدِهَا احْتَمِلِي / لِلَمِّ شَخْصِي وَلاَ نَحْوَ الخِيَامِ عُجِي
جَحَدْتُ الهَوَى حَتَّى تَبَدَّتْ شُهُودُهُ
جَحَدْتُ الهَوَى حَتَّى تَبَدَّتْ شُهُودُهُ / فَصَرَّحْتُ بِالْكِتْمَانِ والحَقُّ أَبْلَجُ
جُفُونِيَ مِنْ ذَاكَ الحِجَابِ قَرِيْحَةٌ / فَلاَ دَمْعَ إلاَّ وَهْوَ بِالدَّمِّ يَخْرُجُ
جَعَلْتُ عَلى قَلْبِي يَدَيَّ تَأَلُّمَا / فَلَمْ أَرَ إِلاَّ جَمْرَةً تَتَأَجَّجُ
جُبِلْتُ عَلى حُبِّ لِمَنْ أَنَا عَبْدُهُ / فَلَحْظِيَ إِطْرَاقٌ وَلَفْظِي تَلَجْلُجُ
جَزَاني هَوَاهُ لَوْعَةً وصَبَابَةً / وإِنِّي إِلى غَيْرِ الجَزَائَيْنِ أَحْوَجُ
جَمَعْتُ لَهُ الضِّدَّيْنَ جَمْعَ ضَرُورَةٍ / فَجَفْنِيَ مَمْطُورٌ وَقَلْبِيَ مُنْضَجُ
جَرَيْتُ مَعَ الأَشْوَاقِ مِلءَ عِنَانِهَا / وَقُرْبُكَ مَطْلُوبٌ وَحُبُّكَ مُنْهِجُ
جِنَانُ التَّجَلَّي لِلجَنَانِ مُعَدَّةٌ / وَلاَ جَاهَ أَرْقَى فِي رِضَاهُ وأَعْرُجُ
جَمِيعُ المُنَى في لَمْحةٍ لَوْ جَنَيْتُهَا / فَمَرْآكَ أَبْهَى فِي العُقُولِ وَأَبْهَجُ
جَمَالُكَ لي عَيْشٌ وَصَدُّكَ لي رَدَىً / فَأَنْتَ الَّذِي تُبْلِي وَأَنْتَ تُفَرِّجُ
لَمِنْ خِيَمٍ تَلُوحُ بِذي طَلوُحِ
لَمِنْ خِيَمٍ تَلُوحُ بِذي طَلوُحِ / تَضَوَّعَ نَشْرُ قَيْصُومٍ وَشِيحِ
دِيَارٌ بِالعَوَاصِمِ ذَاتُ سَفْحٍ / لِسَلْمَى دَائِمِ الدَّمْعِ السَّفُوحِ
تَبَسَّمَ ثَغْرُهَا واللَّيْلُ دَاجٍ / فَنَبَّهَتِ النَّدَامَى لِلصَّبُوحِ
وَكَيْفَ بَقَاءُ لَيْلٍ مَعْ نَهَارٍ / ولاَ سِيماَ لِذِ النَّظَر الصَّحِيحِ
أَيّا لَدْنَ القَوامِ أَعِدْ لِجِسْمِي / بِكَاسِكَ يَا فَدَتٍْكَ النَّفْسُ رُوحي
فَإِنَّ بِهَا حَيَاتِي بَعْدَ مَوْتِي / لِهَذَا لُقِّبَتْ بِدَمِ المَسَيحِ
أَلَسْتَ تَرَى الحَمَائِمَ قَدْ تَغَنَّتْ / بِلَحْنٍ مُعْجَمِ المَعْنى فَصِيحِ
تُذكِّرُك الصَّبابَةَ والتَّصَابِي / وَتنْسَخُ حُكْمَ تَوْبَتِكَ النَّصُوحِ
عَسَى لَيْلُ آمَالِي بِوَجْهِكَ يُصْبِحُ
عَسَى لَيْلُ آمَالِي بِوَجْهِكَ يُصْبِحُ / وَيْسعِفُنِي الدَّهْرُ البَخِيلُ وَيَسْمَحُ
وَيَسْكُنُ قَلْبٌ قَدْ تَمَادَى خُفُوقُهُ / ويَخْلُصُ طَرْفٌ رَاحَ لِلدَّمْعِ يَسْفَحُ
أُؤَمِلَ أَنْ يَبْدُو لِعَيْنِي جَمَالُها / عَسَى لَحْظُهَا في رَوْضَةِ الحُسْنِ يَسرَحُ
فَلَما بَدَتْ أَطَرَقْتُ في الحِينِ هَيْبَةٌ / وَمَنْ ذا لِعَيْنِ الشَّمْسِ بالعَيْنِ يَلْمِحُ
تَعَرَّضْ لآرامِ الصَّرِيمِ لَعَلَّهَا / بِأَلْحَاظِهَا تَرْمِي حَشَاكَ وتَجْرَحُ
فَمَا عَاشَ إِلاَّ مَيِّتٌ في حِمَاهُمُ / ومَا مَاتَ إِلاَّ مَن لأَهْليهِ يَصْلُحُ
إِذَا أَسَرَتْ قَلْبِي عُيونُ أُهَيْلِهِ / فَلاَ عِشْتُ إنْ أَمَّلْتُ أَنَّي أُسَرْحُ
وَأَيْنَ جَمِيلٌ مِنْ غَرَامِي وقَدْ غَدَا / لَدِيهِ جَمِيلُ الصَّبْرِ فِي الحُبِّ يَقْبُحُ
أَلَمْ تَرَ وَجْهَ الحُسْنِ أَوْضَحَ وَاضِحِ
أَلَمْ تَرَ وَجْهَ الحُسْنِ أَوْضَحَ وَاضِحِ / بَدَا فَهْوَ لِلأَنْوار أَفْضَحُ فَاضِحِ
وَلاَ عَاتِقٌ مِنْ دُونِهِ غَيْرُ ذَاتِهِ / وَمَا دُونَهُ مِنْ مَانِعٍ غَيْرُ مَانِحِ
إِذَا أَنْتَ أَعْطَتَّكَ العُيونُ عُيوُنَهَا / سَبَتْكَ مَرِيْضَاتُ العُيُونِ الصَّحَائِحِ
وَإِنْ أَنْتَ أَفْنَتْكَ المَعَاني وَكُنْتَهَا / شَهِدْتَ المَغَانِي آهِلاَتِ الجَوَانِحِ
فَشَاهِدْ كَثِيفَ الكَوْنِ لاَ مُتَنَقصاً / تَجِدْ وَجْهَ حُسْنٍ لِلكَمَالاَتِ لاَئِحِ
فَمَا الدَّوْحُ تَثْنيِهِ صَباً سَحَرَيَّةٌ / بَكَتْ بِالنَّدَا خَوْفَ الجَنُوبِ المُنَاوِحِ
وَرَدَّدَ فِيهَا لَحْنَهُ كُلُّ مُعْرِبٍ / مِنَ الوُرْقِ مِنْ مَعْنىً مُغَنٍّ وَنَائِحِ
وَأَوْقَدَ فِيهَا وَامِضَ البَرْقِ ضَوْؤُهُ / فَلاَقَى الدُّجَى مِنْ زَهْرِهِ بِالمَصَابِحِ
فَيَا حُسْنَ وَجْهٍ مِنْ كَنِيفَاتِ مَركَزٍ / هَجَاهَا غَمٍ لَكِنْ بِعَيْنِ المدَائحِ
تَطَوَّرَ في أَشْكَالِهَا ذَلِكَ الذَّي / لَهُ القَيْدُ وَالإِطْلاقُ رُتْبَةُ لاَمِحِ
فَإِنْ غَلِطَتْ عَيْنُ الجَهُولِ فَشَاهَدَتْ / خِلاَفاً فَفي عَيْنِ الوِفَاقِ المُنَاصِحِ
ومَا غَلِطَتْ عَيْنُ الجَهُولِ وَإِنَّها / لَصَادِقَةٌ فِي كُلِّ كِذْبٍ فَسَامِحِ
فَإِنَّ الوُجودَ المَحْضَ لَمْ يَأْتِ بِدْعةً / وَمَا غَيْرُهُ يَأْتِي بِبَدْعٍ وَصَالحِ
هُوَ البَحْرُ لاَ سَطْحٌ ولاَ سَاحِلٌ لَهُ / فَمِنْ طَائِرٍ فِيهِ ومَاشٍ وسَابحِ
شَجَتْ مَاءَهُ واسْتَوْقَفَتْ مِنْهُ فُلْكَهُ / سَرَائِرُ يُبْدِي صَوْنَهَا كُلُّ بَائِحِ
عَذارىَ أَبُوهَا كَانَ مَفْعُولَ أُمِّهَا / لِذَا لَمْ يَجيِ فِيهَا القَيِاسُ بِوَاضِحِ
أَيا طَارِحاُ تِلْكَ الحَبَائِلَ صَائِداً / هِيَ الصَّيْدُ فَاطْرَحْ طَرْحُهَا غَيْرُ طَارِحِ
وَلاَ تَشْكُ هَجْراً مِنْ حَبِيبٍ مُوَاصِلٍ / تَنَكَّرَ إِذْ سَمَّيْتَهُ باسْمِ كَاشِحِ
وَإِنْ كُنْتَ مَزْكُوماً فَلَيْسَ بِلاَئقٍ / مَقَالُكَ إِنَّ المِسْكَ لَيْسَ بِفَائِحَ
جُنْحُ الدُّجَى مِنْ شَعْرِهِ يَجْنَحُ
جُنْحُ الدُّجَى مِنْ شَعْرِهِ يَجْنَحُ / أَوْ مِنْ ثَنَايَا ثَغْرِهِ يُصْبِحُ
عَجِبْتُ مِنْ بَرْدِ لمَاهُ وَفِي / قَلْبِيَ مِنْهُ لَهَبٌ يَلْفَحُ
إِشْرَبْ عَلى نَرْجِسِ أَجْفَانِهِ / خَمْراً بِهِ أَلْحَاظُهُ تَسْمَحُ
وَلاَ تَقُلْ أَلوَرْدُ ضَيْفٌ أَمَا / فِي وَجْنَتِيهِ الوَدرْدُ لاَ يَبْرَحُ
يَا صَاحِ هَلْ صَحَّ لَنَا مَا رَوىَ / عَنِ الصِّحَاحِ الطَّائِرُ المُفْصِحُ
فإِنَّ فِي الأُفْقِ أَرَى لُجَّةً / لِلشُّهْبِ فِيهَا لُؤْلُوٌ يَسْبَحُ
بَادِرْ إِلَى رَاعِي الصَّبُوحِ صَبَاحَا
بَادِرْ إِلَى رَاعِي الصَّبُوحِ صَبَاحَا / واجْعَلِ زَمَانَكَ كُلَّهُ أَفْرَاحَا
وَأجِلِ التَّي تَجْلو هُمُومَكَ في الدُّجَى / حَتّى تَرَى لِظَلاَمِهِ إِصْبَاحَا
يَا طَالبَ الرَّاحَاتِ لَيْسَ يَنَالُهَا / إِلاَّ الَّذِي فِي الرَّاحِ يَجْلُو الرَّاحَا
أَوْ مُغْرَمٌ أَعْطَى الصَّبَابَةَ حَقَّهَا / تَدْعُوهُ صَبْوَتُهُ إِليْهِ كِفَاحَا
نَشْوَانُ مِنْ طَرَبِ الصِّبَا فَكَأَنَّهُ / غُصْنٌ يَميلُ مَعَ الصَّبَا مُرتَاحَا
أَوْ مَا تَرَى عُجْمَ الحَمَائِمِ لَحْنُهَا / قَدْ رَاحَ يُفْصِحُ فِي الهَوىَ إِفْصَاحَا
والرُّوضُ فِي حُلَلِ الجَدَاوِلِ مُشْبِةٌ / حُلَلاَ تُجِرِّدُ فَوْقَهُنَّ صِفْاحَا
وَالرُّيحُ بِالأَنْفَاسِ تَقْصُدُ أَنْفُساً / مَوْتَى فَتَبْعَثُ فَيْهِمُ الأَرْوَاحَا
فَإِذَا لَحَاكَ عَلَى البُرُوقِ وَشَمِّهَا / لاَحٍ وَخِلْتَ الكَأْسَ بَرْقاً لاَحَا
فَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلمُدِيرِ وَغِبْ عَنِ / الَّلاحِي تَرَى منْ حَالَتَيْكَ نَجَاحا
لَوْ لَمْ يَكُنْ في السُّكْرِ إِلاَّ فُرْقَةُ / اللاَّحيِ فَوَصْلُكَ قَهْوَةً وَمِلاَحَا
أَوَلَيْسَ صَحْوَكَ دَأْبُهُ مِنْ شَأْنِهِ / أَنْ يَجْمَعَ العُذَّالَ وَالنُّصَّاحَا
فَاجْعَلْ مَكَانَ الصَّحْوِ سُكْراً تَجْتَلِي / مِنْ خَمْرِكَ الأَحْدَاقَ والأقداحا
أَنَا مَنْ تَجِرْتُ مَعَ الغَرَامِ مُجَرِّباً / فَوَجَدْتُ كُلَّ تِجَارَتِي أَرْبَاحَا
وَرَأَيْتَني غَنَّيتُ مِنْ طَرَبِ الهَوَى / وَأَخُو التَّسَلِّي بِالتَّشَكِّي بَاحَا
وَرَأَيْتُ لَيْلَى أَسْفَرَتْ فَكَحَلْتُ مِنْ / أَلْحَاظِهَا مُقَلاً مُلِئْنَ جِرَاحَا
وجَلاَ ظَلاَمِيَ نُورُهَا فَكَأَنَّمَا / أَهْدَتْ إِلىَ ظُلُمَاتِهَا مِصْبَاحَا
فَرَأَيْتُ إِذْ شَاهدْتُ مِنْ أَجْفَانِهَا / المَرْضَى مَعَانٍ في الجَمَالِ صِحَاحَا
فَغَدَوْتُ نَشْوانَ المَعَاطِفَ أمْلأُ / الأَكْوَانَ مِنْ طَرَبِ الوِصَالِ مِرَاحاً
عَلَيْكَ حَمَامَاتُ الأَرَاكِ تَنُوحُ
عَلَيْكَ حَمَامَاتُ الأَرَاكِ تَنُوحُ / وَبِاسْمِكَ أَنْفَاسُ العَبِيرِ تَفُوحَ
فَهَلْ حُدِّثَتْ عَنْكَ الرِّيَاضُ فإِنَّنِي / أَرىَ البِشْرَ فيِ وَجْهِ الرِّيَاضِ يَلُوحُ
تُذِيعُ دُمُوعِي سِرَّ وَجْدِي كَأَنَّهَا / لِنَصِّ أَحَادِيثَ الغَرَامِ شُروُحُ
وَلَوْلاَكَ ما هَبَّ النَّسِيمُ مُعَطَّراً / وَلاَ رَاحَ نَشْرُ المِسْكِ مِنْهُ يَفُوحُ
أَخْجَلْتَ بِالثَّغْرِ ثَنَايَا الأَقَاحْ
أَخْجَلْتَ بِالثَّغْرِ ثَنَايَا الأَقَاحْ / يَا طُرَّةَ الَّليْلِ وَوَجْهَ الصَّبَاحْ
وَأَعْجَمَتْ أَعْيُنُكَ السِّحْرَ مُذْ / أَعْرَبْتَ مِنْهُنَّ الصِّفَاتِ الصِّحَاحْ
فَيا لَهَا سُودٌ مِرَاضٌ غَدَتْ / نَسُلُّ لِلْعُشْاقِ بِيضَ الصَّباحْ
يِا لِلْهَوَى مِنْ مُسْعِدٍ مُغَرَمٍ / رَأَى حَمَامَ الأَيْكِ غَنَّى فَنَاحْ
يَا بَانَةً مَالَتْ بِأَعْطَافِهِ / قَدْ عَلَّمَتْنِي كَيْفَ هَذَا الرِّمَاحْ
وًَأَنْتِ يَا أَسْهُمَ أَلْحَاظِهِ / أَثْخَنْتِ والله فُؤَادِي جِرَاحْ
حَنَنْتُ إِلَى العَهْدِ كَانَ فَانْقَضَ
حَنَنْتُ إِلَى العَهْدِ كَانَ فَانْقَضَ / فَهَا أَنَا فِي الظَّلْمَاءِ أَلْتَمِسُ الصُّبْحَا
حَرِيقٌُ بِنَارِ القَلْبِ لاَ أُجْملُ الأَسَى / غَرِيقٌ بِيَاءِ الدَّمْعِ لاَ أُحْسِنُ السَّبحا
حُجِبْتَ فَمَالِي فِي لِقَائِكَ حِلَةٌ / عَلَى أَنَّنِي أَظْمَأْ لِحُبِّكَ لَوْ أَصْحَا
حَشَاىَ وَأَجْفَانِي لَهِيبٌ وَأَدْمُعُ / فَآوِنَةً سَحَاً وآوِنَةً لَفْحَا
حَلاَ ليِّ ذِكْرُ الحُبِّ حَتَّى اخْتَبَرْتَهُ / فَأَلفَيْتُ أَنَّ الجِدَّ لاَ يَشْبِهُ المَزْحَا
حَبِيبٌ هَجَرْتُ الخَلْقَ طَوْعاً لِحُبِّهِ / وَمِنَ أَجْلِهِ أَضْرَبْتُ عَنْ ذِكْرِهِمْ صَفْحَا
حَتَمْتُ عَلى قَلْبِي مَرَاقِبَ بَابِهِ / عَسَى مُغْلِقُ الأَبْوَابِ يُعْقِبُهَا فَتْحَا
حُسِدْتُ عَلى دَمْعٍِ عَلَيْكَ أَرَقْتُهُ / وَذَاكَ لأَنَّ الحُبَّ بِالسِّحِّ قَدْ صَحَّا
حَنَانَيْكَ لَيْسَ الصَّبْرُ عَنْكَ بِمُمْكِنٍ / فإِنْ لَمْ أَنَلْ مِنْكَ المَحَبَّةَ فَالصَّفْحَا
حَرَامٌ عَلَى العِيدَيْنِ طَرْفِي وَمَسْمَعِي / لأَنَّكَ يَا مَوْلاَيَ فِطْرِيَ والأَضْحَا
عَلى صُدْغِهِ بِالِمسْكِ مِنْهُ نَوَاضِخُ
عَلى صُدْغِهِ بِالِمسْكِ مِنْهُ نَوَاضِخُ / وَفي خَدِّهِ بالمْسكِ مِنْهُ نَوَاسِخُ
كَأَنَّ تثَنِّي قَدِّهِ غُصْنُ بَانةٍ / عَلَيْهِ شَبِيْهُ الشَّعْرِ أَسْوَدُ صَالِخُ
أَلاَ فَارْوِيَا عَنِّي أَحَادِيثَ حُبِّهَا / فَمَا شَافَ أَهْلاً قَطُّ فِيْهَا النَواسِخُ
وَكَمْ لَيْلَةٍ قَدْ بِتُّ سُكْراً بِحُبِّهَا / وَشَيْبُ شَدَا الأَوْتَارِ عِنْدى شَوَادِخُ
فَلِمْ يُنْتَهِزْ فِيْهَا التَّصَابِي والصِّبَا / وَقَدْ أُوْعِدَتْ بِالإِنْتَهَازِ المَشَايخُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025