القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 970
أنت قيد الوجود إن غبت غابا
أنت قيد الوجود إن غبت غابا / وإذا ما حضرت كنت حجابا
وكذا الكائنات علواً و سفلاً / هو منهنَّ لابسٌ أثوابا
كل ذا باعتبار نفسك أَمَّا / هو في ذاته فجلَّ مهابا
واحد مطلق عن القيد بل عن / قيد إطلاقه يلوح اقترابا
وهو في بيت عزة وجلال / لست تلقى إليه غيرك بابا
قف على بابه به وتأدب / بخشوع وقبل الأعتابا
كن بلا أنت تكشف الحجب عنه / ويريك الذي أرى الإنجابا
وجهه النور ظاهر بك لكن / عنه أبدى عليك منه نقابا
يا نديمي خذ المدامة مني / إنني قد أدرت هذا الشرابا
وبسطت البساط في دار قومي / وملأت الكؤس والأكوابا
وكنست الكنائس السود مما / كان فيها حتى البياض أجابا
واستحالت إلى الأصول فروع / أحكمتها يد الفناء انقلابا
فوجودي هو الوجود الحقيقي / والتصاوير فيه كانت خضابا
إن علمي علم اليقين بأني / كنت سعدى وزينباً والربابا
كنت ليلى أنا ومجنون ليلى / والمحبين قبل والأحبابا
وأنا الآن كل ما هو باد / وسأبدو حبائباً وصحابا
مثل فعل الحرباء يصبغ منها / كل لون به تلوح الإهابا
وهي في أي صبغة هي فيها / ذاتها لا تزال والألقابا
كل شيء نطق الوجود حروف / عاليات تحيّر الألبابا
قلم إن بحثت عنه ولوح / باعتبار ولقبوه الكتابا
وهي عين ترى وتدرك أبدت / ما سواها الجفون والأهدابا
شمس ذات لها الأشعة أسما / ء عليها الجميع كان سحابا
تتجلى بنا فنظهر عنها / مثل ما يظهر البقاع السرابا
لكن الغِرُّ بالحقائق لا يع / رف شيأ فيحسب الشهد صابا
ويظن الوجود قسمين هذا / خطأ منه لا يكون صوابا
ويزيد الشرك الخفي عليه / كلما غاير الشراب الحبابا
والكلام المجازعين الحقيقي / وترى في معناهما استغرابا
لكن المنكر الجهول غبى / ومحب السوى له يتغابى
والذي يفهم الأمور تراه / جامعاً فارقاً عصياً مجابا
هذا ملة بها الله أدنى / منه أهل الكمال والأقطابا
لم يوفق لها الإله سوى من / خرَّ نجماً على الجهول شهابا
حافظاً لما يزل عهود التصابي / في شهود الوجود والآدابا
فعليه السلام ما حن قلب / نحو أحبابه وزاد التهابا
وبسعدى رأى العذاب نعيماً / حين وافته والنعيم عذابا
الكون يغيب من ضيا وجه حبيبي
الكون يغيب من ضيا وجه حبيبي / والقلب يهيم فيه من فرط لهيبي
يا عاذل كم إلى كم الشوق مذيبي / السلوة منك وأنا العشق نصيبي
ذا بدر سما الجمال في القلب يلوح / ذا مسك ختام خمرتي فيَّ يفوح
إني أبداً بسره لست أبوح / لا أقدر أن أحول عن أمر رقيبي
يا من كشف الحجاب عن عين عياني / الظاهر أنت والسوى عندي فاني
ها أنت أنا وليس في الحضرة ثاني / ويلاه من البعد عن وصل قريب
سر ظهرت به الورى حاضر غائب / كم ضل به عدىً وكم أهدى حبائب
لولاه لما كنت من التوبة تائب / لا ذات ولا وصف ومولاي حبيبي
مولاي على نبيك الحق صلاتي / طه من أزال نوره ظلمة ذاتي
وصار عبيد الغني فيه مواتي / في كل شروق ذا وفى كل مغيب
ألا أيها الحادي لذاك الحمى سر بي
ألا أيها الحادي لذاك الحمى سر بي / فأهل الهوى قومي وجيرانُه سربي
لقد لذ لي في مروة الحب والصفا / إلى وصلهم سعي وقد طاب لي شربي
وعندي إلى تلك الوجوه صبابة / أزيل بها ما أوهمت لبسة الترب
وياويح عشاق الملاحة في الهوى / يحيرون بين الشرق للشمس والغرب
ومحبوبهم لا زال فيهم مخالفاً / إذا جنحوا للسلم يجنح للحرب
رضيت بوصل الروح للروح غيبة / ولم أرض في وقت اللقا نفرة العزب
أرى القرب في البعد الذي يقتضي الوفا / بعهد الهوى خيرا من البعد في القرب
وألقيت جسمي في ديار بعيدة / عن الحب حيث الروح مقضية الأرب
وصعب الهوى سهلٌ إذا كثر الرجا / وأنواع أفراح به شدة الكرب
وما القلب إلا موضع الفقد واللقا / وما الجسم إلا للمواجيد كالدرب
ومن جهل المحبوب فالضرب موجع / له ومتى يعرفه يلتذ بالضرب
ألا هكذا في النار حال أولي الشقا / غداً بعد تحويل الحجاب عن الرب
ويومئذ معناه يوم قيامة / ويوم خلود بعده وهو للذرب
وحك يد الجرباء يدمى قروحها / وتلتذ منه النفس في الأنفس الجرب
عجب وما هو بالعجبْ
عجب وما هو بالعجبْ / نور بظلمته احتجبْ
شهر لشهرة أمره / رمضان وهو أخو رجب
وهو الحرام لحرمة / وجبت له مما وجب
والدهر من أسمائه / فيه المسرة والسخب
أشجاره نحن اللحا / ء لها الملائم والنجب
والموج نحن لأنه / بحر خضم ذو لجب
والله أكبر فافهموا / عجب وما هو بالعجب
طلعت في ظلمة الأك
طلعت في ظلمة الأك / وان أنوار حبيبي
فاهتدى الساري إلى ذا / ك الحمى الناءي القريب
وشممنا عرف مسك / من ربا نجد وطيب
وصبت نفس عذولي / وانمحت عين رقيبي
يا مليح الوجه خلص / ني من الهجر القبيح
ثم حول لي إشارا / ت المعاني بالصريح
حسنك الفتان قد أس / فر عن كل مليح
فغريب أنا في الدن / يا على الحسن الغريب
صل يا رب على الها / دي بنور متلالي
أحمد المختار من أظ / هر سر المتعالي
وبه عبد الغني فا / ز بفضل وكمال
ما ثنى في الروض ريح / معطف الغصن الرطيب
هذه سلمى لها الأمر العجابْ
هذه سلمى لها الأمر العجابْ / تتجلى رفعت عنها الحجابْ
ثم الكون غاب /
فتهنى يا فؤادي بالتي / حسنها الفتان قد راق وطاب
هذا فتح باب /
في نواحي الشعب من ذاك الحمى / بدر تم ما عليه من سحاب
يبدو للصحاب /
كلما أسفر عن وجه له / ذهبت أبصارنا والقلب ذاب
في الحسن المهاب /
وعلى الهادي صلاتي والسلام / ما هدى عبد الغني نور الخطاب
للداعي المجاب /
قد أسفر محبوبي
قد أسفر محبوبي / عن يوسف يعقوب
في أحسن أسلوب / لي جاد بمطلوبي
يا صفوة مشروبي / بالكأس وبالكوب
ما القلب بمقلوب / عن طلعة مرغوبي
يا نفس هنا توبي / من ذنبك أو ذوبي
كم غفلة محجوب / تدنيه من الحوب
يا بهجة أسراري / يا مطلع أنواري
ها أنت هو الساري / في سائر أطواري
يا مجمع أفكاري / ما غيرك في الدار
فارفق بفتى جاري / لجانبك منسوب
يا نفس هنا توبي / من ذنبك أو ذوبي
كم غفلة محجوب / تدنيه من الحوب
لي في جانب ذا الخيف / حي أنا فهيم ضيف
يا ليت خيال الطيف / لو كنت أراهم كيف
والعشق يزيل الزيف / في الجور به والحيف
والوقت كمثل السيف / في حدة حيسوب
يا نفس هنا توبي / من ذنبك أو ذوبي
كم غفلة محجوب / تدنيه من الحوب
وعلى الهادي صلي / أبدا رب جلّا
والآل ومن ولَّى / عنا حمل الكلّا
ما الغيث تلا الطلّا / في الروضة منهلّا
أو عبد الغني حلّا / بالمدح لمكتوب
يا نفس هنا توبي / من ذنبك أو ذوبي
كم غفلة محجوب / تدنيه من الحوب
لحيِّ سلمى شدوا الركائبْ
لحيِّ سلمى شدوا الركائبْ / قد زاد شوقي إلى الحبائبْ
أواه سهم البعاد صائب / والقلب ذائب
بالله يا ريم أرض رامه / أنل فؤادي الشجي مرامه
وأنت يا برق من تهامه / هجت النجائب
يا ليلة السفح من زرود / لنا ولو في المنام عودي
وأنجزي باللقا وعودي / فالضد غائب
صلاة ربي على التهامي / وآله السادة الكرام
عبد الغني صار فيه سامي / وليس خائب
دع المنكرين الجاحدين فإنهم
دع المنكرين الجاحدين فإنهم / ستائرنا اللاتي لحجب الأجانبِ
من الغيب مدت بالكثافة وهي من / تجلى اسمه الستار رب المواهب
فصان بهم كالدر في صدف السوى / وكالعين بالأجفان تحت الحواجب
ولا ملِكُ إلا وحجّابه به / تحف اشتمالا بالقنا والقاضب
وللكنز أرصادٌ وفيه طلاسم / يصان بها في الناس عن نيل طالب
صدقت هم الحساد نار قلوبهم / لقد نفحت من عودنا بالأطايب
وصان بهم عنهم لباب علومنا / إله البرايا بالقشور السوالب
وقد ذادهم عن ورد حوض نبينا / لدينا بتبديل من الوهم غالب
خيالات أفكار من الغيب سلطت / ملائكة منهم بهم في تناسب
ويخبث أو يزكو من الأرض نبعُها / على قدرها وهو اختلاف المشارب
لي بالحمى قوم عُرفت بصبِّهم
لي بالحمى قوم عُرفت بصبِّهم /
وإذا مرضت فصحتي في طبِّهم /
قوم كرام هائمون بربهم /
علموا بأني صادق في حبِّهم / وتحققوا صبري الجميل فعذَّبوا
يا سعد خذ عني الهوى وله فَعِي /
اعلمْ بأن القوم أهل المطلع /
حضرات وجه غائب في البرقع /
نزلوا بوادي المنحنى من أضلعي / وتمنّعوا عن مقلتي وتحجبوا
هم عند قلبي بل وقلبي عندهم /
وإذا بثثت الوجد بثوا وجدهم /
ومعي أراهم لا أفارق قصدهم /
سعدت حظوظي إذ رضوني عبدهم / والفخر لي أني إليهم أنسب
رفعنا إلى أوج العلاء رؤسنا
رفعنا إلى أوج العلاء رؤسنا /
ورضنا على حكم الغرام نفوسنا /
وللغير لم نحتج به أن يسوسنا /
أيا ربة الألحان ديري كؤسنا / على من لهم في الحب أوفر منصب
أحبة هذا القلب جادوا لصبهم /
وقد طاب عيشي من دواهم وطبهم /
خذي يا صبا عني أحاديث قربهم /
وحيي أناساً قد شغفنا بحبهم / لهم منحة منا وودُّ مقرِّبِ
أنت عبد الغنيِّ فاقنع بدلق
أنت عبد الغنيِّ فاقنع بدلق /
واصحب الناس بالتقى لا بملق /
وبوجه لمن يلاقيك طلق /
عش عزيزاً ولا تذل لخلق / واطلب الرزق في بلاد الحبيب
لا تدع في الفؤاد همّاً وكربا /
وتحقق وطب من الغيب شربا /
واقصد الله واقترب منه قربا /
ثم سر في البلاد شرقاً وغربا / وتوكل على القريب المجيب
خذ بعلم الصوفي وعلم الفقيه /
واترك الإدِّعا فلا خير فيه /
والتزم سرة النبيل النبيه /
فعسى أن تنال ما ترتجيه / بيد اللطف من مكان قريب
كن على الصدق مقيماً والأدبْ
كن على الصدق مقيماً والأدبْ / والزم العلم بفهم وطلبْ
واتق الله بقلب خاشع / واجتنب ظلمة أنواع السبب
وانظر النور الذي في طيه / حيث أدنى بالأقاصي واقترب
وتوكل في المهمات على / خالق الخلق تنل أعلى الرتب
وتوسل كل وقت في الذي / أنت راجيه به تلق الأرب
ثم لا تنس هنا عبد الغني / من دعاء الخير فالله يهب
وصلاة الله ربي لم تزل / مع سلام لنبي منتخب
وكذاك الآل مع أصحابه / عصبة الحق ومنجاة الكرب
أمد الأزمان ما غرد في / دوحه الطائر فاهتاج الطرب
يا من جلا عن ناظري
يا من جلا عن ناظري / غيم السوى لا تحتجب
وإذا سألتك حاجتي / يا سيدي لي فاستجب
فاز الذي لاحت له / من خلف هاتيك الستور
ذات المحاسن والبها / تمثال ولدان وحور
والكل فان عنده / في غيبة أو في حضور
حتى انمحى عن ذاته / والوصف بالقلب الوجب
وإذا سألتك حاجتي / يا سيدي لي فاستجب
هذا النقا والمنحنى / والسفح من وادي زرود
يا من رأى قلبي هناك / كالطير حائم على الورود
والجسم مني ها هنا / باق على حفظ العهود
نادي وقل كم ذا نجا / ئب همتي لك تجتنب
وإذا سألتك حاجتي / يا سيدي لي فاستجب
قولوا لمن قد لامني / في حب سعدى والرباب
لو ذقت طعم العشق ذب / ت ومنك هذا الصخر ذاب
لم تستطع حتى ترا / ه وعنك يأتيك الكتاب
نور تلألأ ظاهر / وهو الخفي المحتجب
وإذا سألتك حاجتي / يا سيدي لي فاستجب
لا يستوي حي ولا / ميت ونور مع ظلام
إنّا لنرجو كلنا / عن وجهنا كشف اللثام
حتى يزول في الهوى / ما بيننا هذا الملام
والعشق عندي للمليح / بعد الفنا شيء يجب
وإذا سألتك حاجتي / يا سيدي لي فاستجب
غنت حمامات اللوى / بالعشق من فوق الغصون
والحب عند العارفين / من كن إلى أقصى يكون
وهو الذي في أهله / يبدو به السر المصون
ما يفعل المشتاق إن / ناداه من يهوى أجب
وإذا سألتك حاجتي / يا سيدي لي فاستجب
هذبت نفسي بالهوى / والصفو من كل الكدر
والروح طاب الورد من / قيومها لي والصدر
واخترت عين العين لا / ذات التكحل والحور
والتيه والعجب وانقضى / مانا بتيّاهٍ عَجِبْ
وإذا سألتك حاجتي / يا سيدي لي فاستجب
صلى على طه الرسول / ربي وسلم ذو الجلال
والآل والأصحاب من / هم خير أصحاب وآل
ما راق من عبد الغني / نظم المدائح للرجال
واهتاجه الصوت الرخي / مُ وهاجه الصوت اللَّجِبْ
وإذا سألتك حاجتي / يا سيدي لي فاستجب
قلبي الذي في ذاتكم يتقلبُ
قلبي الذي في ذاتكم يتقلبُ /
وعلى مقام الهاشمي مهذبُ /
فلأجلِ ذا من كلِّ معنىً أطربُ /
ما في المناهل منهل مستعذبُ / الأولى فيه الألذ الأطيبُ
تأتي لسري آية منصوصة /
فتُراشُ أجنحة بها مقصوصة /
ما في الجمال ذؤابة معقوصة /
أو في الوصال مكانة مخصوصة / إلا ومنزلتي أعز وأقرب
بكر العلا منكم تزف لكفوها /
ما بين رحمتها نشأت وعفوها /
وأنا بطاعتها سموت وقفوها /
وهبت لي الأيام رونق صفوها / فحلت مناهلها وطاب المشرب
كم طلعة لي في الملاح وسيمة /
توليك من نعم لدى جسيمة /
وبدرة بيضا علقت يتيمة /
وغدوت مخطوبا لكل كريمة / لا يهتدي فيها اللبيب فيخطب
حالي به شوق الورى ورسيسهم /
من ناله منهم فذاك رئيسهم /
والسر مني للعباد أنيسهم /
انا من رجال لا يخاف جليسهم / ريب الزمان ولا يرى ما يرهب
حقت لطه المصطفى لي نسبة /
ولوارثيه من البرية صحبة /
فهم الرجال ولي إليهم قربة /
قوم لهم في كل مجد رتبة / علوية وبكل جيش موكب
أشتم هبات الغيوب وفوحها /
وأرى غناء النفس ساوى نوحها /
متحقق قلم الهبات ولوحها /
أنا بلبل الأفراح أملأ دوحها / طرباً وفي العلياء بازٌ أشهب
كل الحقائق من مدام حقيقتي /
حقت ومرجعها لأصل طريقتي /
وأنا الذي لما حفظت شريعتي /
أضحت جيوش الحب تحت مشيئتي / طوعاً ومهما رمته لا يعزب
جانبت ما أهوى وطبت طوية /
فنزلت منزلة هناك علية /
وصفوت من كل الجوانب نية /
أصبحت لا أملاً ولا أمنيةً / أرجو ولا موعودة أترقب
عن همتي العلياء قد ضاق الفضا /
لما غدوت لوصلكم متعرضا /
يا سادة فيهم على طبق القضا /
ما زلت أرتع في ميادين الرضا / حتى وهبت مكانة لا توهب
أسمو بأسرار لكم مكتومة /
ما بين أستار لنا معلومة /
كم في الورى من حالة مرسومة /
أضحى الزمان كحلة مرقومة / تزهو ونحن لها الطراز المذهب
نحن الذين يعز فيكم جنسنا /
ويطيب في أرض الحقيقة غرسنا /
لا تعرضوا عنا فهذا أنسنا /
أفلت شموس الأولين وشمسنا / أبدا على فلك العلا لا تغرب
شمس باء الوجود ذات غروبِ
شمس باء الوجود ذات غروبِ / في ذوات ما إن لها من قلوبِ
ولها نقطة هناك لديهم / حجبتهم بها عن المحبوب
يا رجال الهوى قفوا لكلامي / واستعينوا به على المطلوب
إنكم إنكم وإني وإني / وهي وهي التي عفت عن ذنوبي
وهي ذات الخطاب صيغة شفع / قد تسامت بالوتر للحيسوب
حرف باء مقدس رقمتنا / يده فوق قشرها باللبوب
ولها العقل حاجر حجرات / هي حضرات ذاته في الغروب
كل من حقق الأمور رآها / بين أطواقه وبين الجيوب
سرينا من التوفيق فوق نجائبِ
سرينا من التوفيق فوق نجائبِ / إلى أن دخلنا في ديار الحبائبِ
وقرت عيوني بالعيون التي رنت / إليَّ بأحداق كمثل القواضب
وفي زمزم الإقبال كان اغتسالنا / عشية أجنبنا بمس الأجانب
وطفنا ببيت العز في ذلة الهوى / وقمنا بفرض في المحبة واجب
وللحجر المعروف قام استلامنا / مقام عهود في حقوق لوازب
ونلنا الصفا عند الصفا يوم سعينا / إلى مروة التركيب فوق المراكب
وفي عرفات الوصل نلنا معارفاً / تجل عن الترتيب بين المراتب
ومزدلفات القرب مسجد خيفها / تجرد عن خوف به في الرغائب
وهذا منى قلبي بوادي منى دنا / وقد فزت من تحصيله بالغرائب
يا سقى الله لذة الموت لما
يا سقى الله لذة الموت لما / يتلاقى المحب والمحبوبُ
إنما الموت نشأة وسرور / وهو شيء يلذ لي ويطب
أنا والله لست في حكم طبع / لا أرى عنه نفرة يا أديب
هو لو لم يكن به غير روح / غالب للإله ليس يغيب
لكفانا وكيف وهو خلاص / من كثيف به أنا المحجوب
يا جملة الأقطابِ
يا جملة الأقطابِ / والسادة الأنجابِ
ويا أولى الألباب / أشكو إليكم ما بي
أحبابي يا أحبابي / فلازموا في الباب
ولا تقولوا من لها / فأنتمو كفوٌ لها
بدا جمال العالي / ولاح نور الوالي
وأشرقت أحوالي / وثار ليث الغاب
أحبابي يا أحبابي / فلازموا في الباب
ولا تقولوا من لها / فأنتمو كفوٌ لها
بشائر التوفيق / تشير للتحقيق
ورتبة الصدِّيق / تلقيك في الأعتاب
أحبابي يا أحبابي / فلازموا في الباب
ولا تقولوا من لها / فأنتمو كفوٌ لها
خذوا فؤادي العاني / وكملوا إيماني
هذا البعيد الداني / مسبب الأسباب
أحبابي يا أحبابي / فلا زموا في الباب
ولا تقولوا من لها / فأنتمو كفوٌ لها
راحت به الأرواح / وذابت الأشباح
فاشرب فهذا الراح / يروق في الأكواب
أحبابي يا أحبابي / فلازموا في الباب
ولا تقولوا من لها / فأنتمو كفوٌ لها
صلاة رب الناس / على مدير الكاس
في حضرة الإيناس / طه مع الأصحاب
أحبابي يا أحبابي / فلازموا في الباب
ولا تقولوا من لها / فأنتمو كفوٌ لها
من فاح نشر الوادي / به وطاب النادي
وهو النبي الهادي / وطاهر الأحساب
أحبابي يا أحبابي / فلازموا في الباب
ولا تقولوا من لها / فأنتمو كفوٌ لها
مع السلام الوافي / من الإله الكافي
بالجود والألطاف / على مدى الأحقاب
أحبابي يا أحبابي / فلازموا في الباب
ولا تقولوا من لها / فأنتمو كفوٌ لها
من المحب السامي / عبد الغني الشامي
حباه بالأنعام / ربي وبالآداب
أحبابي يا أحبابي / فلازموا في الباب
ولا تقولوا من لها / فأنتمو كفوٌ لها
لا ندرك الله دائما أبدا
لا ندرك الله دائما أبدا / ولو جهدنا وكدنا التعبُ
وأنت يا عقلنا عجزت فقف / عليك في الله يفرض الأدب
فيه دع الفكر كم مكابرة / من أين هذا الإخاء والنسب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025