المجموع : 148
سقى اللّه نجداً كلما ذكروا نجداً
سقى اللّه نجداً كلما ذكروا نجداً / وقَلَّ لنجد أن أهيم به وَجْدا
طربتُ وهاجتني شمالٌ بَليلةٌ / وجَدت لمسراها على كبدي بَردا
ويا حبذا نجد وبَرد أصيله / وعيشاً تركناه بساحته رغْدا
لياليَ شملي بالأحبة جامعٌ / وإذ غصنيَ الريانُ لا يسع الجلدا
لَعمر ظباءٍ بالعقيق أوانسٍ / لقد صدن مني باللوى أسداً وَردا
ولو لم يُساقطن الحديث كأنما / يشعشعن بالخمر المعتقة الشهدا
منعت فؤادي أن يباح له حمى / وصنت دموعي أن أفض لها عقدا
وعزم إذا خيمت سافر وحده / شققت به لِليل عن منكبي بُردا
فطمت عليه العزم قبل رضاعه / إليه وأعملت المسوَّمة الجردا
ولا غَرَرٌ إلا شمِمْتُ له يداً / ولا خطر إلا قدحت له زندا
ولا قفرة إلا وأمسيت صِلَّها / ولا حَضَرٌ إلا وظلْتُ له وَفْدا
كحلت بهمّي عين كل كريهة / إليها تخطّيت الأساوِدَ والأُسدا
بهمة مستحْلٍ من المجد مُرة / وعزمة مستدنٍ من الشرف البُعدا
وطئت بها بُسْط الملوك مبجلاً / وما وصلَت لي منهم رَحمٌ عهدا
وأصبحت للباب المحجب والجاً / ويُوسَعُ غيري أن يمرَّ به طردا
ولست بهياب إذا لم تطل يد / تميمته ذم الزمانَ أو الْجَدا
أبى اللّه لي دار الهوان وهمة / موكَّلة والواخدات بنا وخدا
غدا الدهر مني حالياً بمفاخر / ورحت كنصل السيف يحملني فردا
وقد علم الأقوام أن شريعتي / من المجد لم تسهل على أحد وِردا
ولست فتى إن شمت برق سحابة / لغير كريم أو سمعت لها رعدا
متى أتتِ الشيخ الجليل مطيتي / فقدت يدي إن لم أقدَّ لها جلدا
تزر ملكاً يعطي الجزيل إذا صحا / ويضرب هاماتِ الملوك إذا شدَّا
يُحكّم إلا في محارمه الندا / ويُعمل إلا في مكارمه القصدا
ألم ترني قيدت في طوس عزمتي / ولولاه ما كانت على كبدي تندى
وكنت امرأ لا أرتضي المجد خادماً / ذهاباً بنفسي فاتسمت له عبدا
قصدناك لا إن الضلال أجارنا / ولكننا جرنا لنلقاكُم عمدا
فلا أملي أعيا ولا صارمي نبا / ولا منزعي أشوى ولا مطلبي أكدى
فلو كنت غيثاً لم يشم برق خلب / ولو كنت بحراً لم يزل أبداً مَدّا
أملء فمي فخراً ووسع يدي ندا / وحسب المنى منا وقدر الْجَدا جَدّا
أعرني يداً تهمي دنانير في الندا / كما تنثر الأغصان يوم الصبا وَرْدا
أُعرك ثناء لا تغُبّ وفوده / كما تنشر الأمطار فوق الربى بردا
وأُلبسك مدحاً لا يعاد فُريده / كما ينفح الند الذكي إذا ندا
تعيد المساعي غضة بعد يبسها / وشِيب المعاني بعد كبرتها مردا
هلمَّ العطايا فاللُّهى تفتح اللَّها / وسح الندا يستنجز الخاطرَ الوعدا
جلبت إليك المدح مغلىً بسومه / أرغبةَ مبتاع لمدحيَ أم زهدا
أشِم مِدَحي كفا بها تَبتني العلى / ولا تُعْدني رأياً به تَعمر المجدا
فما العمر إلا ما اقتنى لك ذكرة / وما المال إلا ما اشتريت به الحمدا
وما دولة أنت المدبر أمرها / بمَنْشَب ظفر ما بقيت لها سَدّا
يا غرة النجم الرشيدي
يا غرة النجم الرشيدي / لا تنقضي أبداً وزيدي
يا من يتيه على أخي / ه بحسن منعطف وجِيدِ
تِهْ ما بدا لك إنني / قد صُغتُ قلباً من حديد
وجلست أنتظر الكسو / فَ وليس ذلك بالبعيد
يا حريصاً على الغنى
يا حريصاً على الغنى / قاعداً بالمراصدِ
لست في سعيك الذي / خضت فيه بقاصد
إن دنياك هذه / لستَ فيها بخالد
بعضَ هذا فإنما / أنت ساع لقاعدِ
ما عاشق ألْوَط من قردِ
ما عاشق ألْوَط من قردِ / قد صيغ شكلاً صيغة العقدِ
بما أبى ما تحته من نقا / وفوقه من غصن القد
في صيغة العقد ولكنه / يلتف في خاصرة المرد
إن أنت لم تخرجه يا سيدي / خريت بالمفعل من خد
لك كعبتان ومَشعرا
لك كعبتان ومَشعرا / ن وقبلتان لمن يحاذِي
هي كعبة الحجاج تل / ك وكعبة المحتاج هذي
أجِدَّك ما تَنَبَّه للمنايا
أجِدَّك ما تَنَبَّه للمنايا / كأنك واجد عنها مَلاذا
لذاك على الغنى تزداد حرصاً / وفي حلبات سكرتها نَفاذا
هبِ الدنيا تُحقق ما ترجّي / من الآمال ويحك ثم ماذا
شماسة قلب ليس يألف طائره
شماسة قلب ليس يألف طائره / وعازب لُب أول الحب آخرُهْ
ورئْم أبت ألحاظه أن تُغبَّني / وُفودَ الهوى أو يبرحَ الصدرَ خاطرهْ
بساحر ما ضمت عليه جفونه / وريانِ ما التفّت عليه مآزره
وأبيضِ ما تحت الصِّدار لَوَانه / تجرد لاحت للعيون سرائره
فيا قلب هذا العشق حقاً وهذه / موارده حتى تبين مصادره
فلا الانس مردود إليك شريده / ولا النوم معطوف عليك أواصره
ويا دمع أدركني إن الصبر خانني / بنصرك والمخذول من أنت ناصره
ويا برحاء الشوق رفقاً بمهجتي / هي المجد معقوداً عليه خناصره
ألا إن تحت الشوق مني لماجداً / يجاذب فيه منجد الشوق غائره
وما حال صب بالعراق فؤاده / أسير وثاو في خراسان سائره
على أن في قرب الأمير وبسطه / لنا عوضاً لا يخلف الظن ماطره
ألم تر أن الملك قر قراره / إذا زينت باسم الأمير منابره
ودون حجاب الملك منذ تمكنت / أسرته من أرضه وستائره
سحاب ولكن الدنانير صوبه / وليث ولكن الملوك عقائره
وأبلج كالصبح الأغر جبينه / ضياء وكالليل البهيم عساكره
تذل له الأقدار وهي جنوده / وتخدمه الأيام وهي عشائره
يموج به في الحرب صاف أديمه / حفوز لِهامات الملوك حوافره
مقيم سرير الملك حاضر تاجه / وخاتمه غازي الغريم مسافره
تَزايل أركانُ العدى عند بأسه / وتعضَب أنياب الردى وأظافره
ألم تر غرشستان كيف تغورت / معاقلها لما انتحتها بصائره
طلبت بها ثار الإله ودينه / فما فات والشيخ الموفق بائره
ونبئت يا نهلان أن عصابة / يخالف فيهم باطن القلب ظاهره
أتوك وراموا أن يهزك بغيهم / على شرفي والبغي مر مصائره
حنانيك حسادي كثير كما ترى / ومن حسنت عيناه تكثر ضرائره
ومن حل من علياك حيث تُحِلني / تصدى له قاصي المحل وقاصره
أنا العبد لا يأبى عليك ولاؤه / خلوصاً ولا تخطو ذراك مفاخره
أليلتنا بين العتابين والعذرِ
أليلتنا بين العتابين والعذرِ / أليلة عذر كنت أم بيضة العقر
نعمنا وبتنا بين فاطمتي هوى / كتوأم لَوْز بين مِلحفتي قشر
نصعد أنفاساً نقطع أنفساً / إذا علت ارتدت إلى ثُغَر النحر
ولما انتظمنا بين ضم وخلوة / رأى اللّه شفعاً كان أوحد من وتر
خرقنا لها حجب البراقع والفرى / جميعاً وأسبلنا ستائر من صبر
ولما حبانا الصبح برد نسيمه / تحيز عن حجري ودمعته تجري
فقلت له يا قرة العين ما لنا / تباشير فجر ما بدا لك أم هجر
ومن يصحب الأيام يشرب سلافها / ويشرق بها إن الخمار من الخمر
وشاردةٍ إن أكثبت فجديرة / وإلا فقد أبليت في طلبي عذري
وكنت إذا ما الليل ماج ظلامه / جعلت على تياره حسرتي جسري
بمشرفة كالطود دائمة السرى / كأني على الشعرى بها أو على شعري
كأن الفلا صدري كأني وناقتي / خيال به تسري كأن الدجى فقري
كأني على قصر بها وكأنها / إذا وخدت تحتي على كنَفي صقر
وقد عجبت شم الهضاب فما درت / أبالعيس نسري أم بأجنحة النَّسر
هو السير دأباً أو تبلغنا النوى / حمى ذمة الشيخ الجليل أبي نصر
إذا بلغت باب الوزير ركابنا / فلا وطئت أرض الخصيب ولا مصر
أقيسُ أبا نصر بأيٍّ أقيسه / أبالبحر أم بالدهر أم بسنا الفجر
نعم يا وزير المشرقين ملكتني / فرأيك في أن لا تبيع بلا سعر
طويت للقياك الملوك وإنما / طويتهم منهم ومنك على خبر
ولولا اشتعال النار في يابس الغضا / لقلت وهبني لا أقول ولا أدري
أيا رب أندى فرعه المجد فارعه / ولا تخل ذاك الصدر من ذلك الصدر
ألم ترني فارقت قيسي وخِنْدِفي
ألم ترني فارقت قيسي وخِنْدِفي / وما المرء إلا حيث حلت عشائره
وقد علمت أم الفوارس أنني / أبوها إذا لم يرضني من أجاوره
وفارقت أرض الديلمي وإنها / لأرضي ولكن فاز بالشيء قامره
ووافيت دار الأعجمي وجزتها / وإن يك قد دارت علي دوائره
فكنت كأن اللّه يرصدني بها / فلما قطعت الباب قطع دابره
وما أنس لا أنس الرباط وليلة / وهمّاً من الآمال بت أسامره
وقوليَ للأصل الذي أنا فرعه / وقد بزه برد التجمل قاشره
لَعَا لا يرعك الهم يا عم إنه / وإن كان مر الحال حلو مصائره
وفي خلف إن ألحقتنا يدالمني / لنا خلف لا يخلف الظن ماطره
فلما وردنا موسم الملك أقبلت / وفود الغنى واستقبلتنا بوادره
ولما انجلى بدر الدجى من جبينه / أعرنا الثرى حُر الوجوه تعافره
جلبنا إليه الفضل وهو أميره / وبعنا عليه بَزّه وهو تاجره
وبحت فقال الناس من ذا وقال من / أجابهم عبد الأمير وشاعره
ولاحت لنا منه عيوب كثيرة / ولا عيب فيه غير ما أنا ذاكره
ولادته في عالم دون قدره / وفي زمن مثل اسمه لا يقادره
وآخر أنا إن أردنا مديحه / تقضى القوافي وهو باق مفاخره
وآخر أن لا عيب فيه لناظر / تردّ به عين الكمال وناظره
وما ملك إلا يؤدي خراجه / إليه على رغم ونحن نصادره
مقابلنا عند اللقاء هو الذي / إذا لحَظَ الجبارَ شقت مرائره
ولي خادم فوق الخِوان هو الذي / تمر به الأقدار وهي تحاذره
يد اللّه في تلك المحاسن إنه / على كل حال طيب العرض طاهره
هناك عطاياه وثم انتقامه / وتلك خفاياه وهذي ظواهره
أيا جابر العظم المهيض لقاؤه / ولا يُجبر العظمُ الذي هو كاسره
أتأمر لي ببدرة كل نظرة / إلى الشغل باستيفاء ما أنت آمره
فإن يك بحر أغرق الناسَ ماؤه / فإنك بحر أغرقتني جواهره
ألم تر أنِّي في نهضتي
ألم تر أنِّي في نهضتي / لقيت الغنى والمنى والأميرا
ولما التقينا شممت التراب / وكنت امرأ لا أشم العبيرا
لقيت امرأ مثل غيب الزما / ن يعلو سجايا ويرسو ثبيرا
فلا يعدم الملك ذا روعة / يمون المنى ويسر السريرا
لآل فريغون في المكرمات / يد أوَّلاً واعتذاراً أخيرا
إذا ما حللت بمغناهم / رأيت نعيماً وملكاً كبيرا
لما بعثت بلحظي
لما بعثت بلحظي / في خد جُلْنارَ نارا
لوت بعقرب صدغ / إذا رأى النار نارا
لما انتحى القوم نجدا / على المهارى مهارا
أرسلت من حر وجدي / إلى بخارَى بخارا
والدهر طالب ثار / إذا رأى الثار ثارا
أودى بإيوان كسرى / ولم يَدَع دار دارا
يا صاحبَيَّ أفيضاً / على العقار عقارا
فقد كستني عقاري / من الخمار خمارا
قد كان حسبك مزجاً / والآن إن سار سارا
ورب سيل حرون / من ثقبة الفار فارا
لا زلت يا ابن كثير / في الدهر إن جار جارا
من دون مجدك ليث / يُخيف مَن زار زارا
كسوت عمر الأعادي / كيوم ذي قار قارا
مهرج فربعك خلد / للغوث مار ثِمارا
والنار ترمي شراراً / في الصحن ثار فثارا
إن للّه عبيداً
إن للّه عبيداً / في زوايا الأرض غبرا
لا تنال العين إلا / جسداً منهم وطمرا
أنسوا باللّه حتى / حرجوا بالعيش صدرا
يَحسبون القصر قبراً / ويرون القبر قصراً
فإذا جنهم اللي / ل رأوا بِراً وبِشراً
وجبالاً دحيت أر / ضاً وبحراً عاد برا
ذلك السؤدد لا أن / يسحب الديباج كبرا
لا دَرَّ من آمالنا دَرٌّ
لا دَرَّ من آمالنا دَرٌّ / يجرنا الموت فننجرُّ
ما الشأن في الدنيا تغر الورى / الشأن فينا كيف نغتر
رعاك اللّه من شرفات دار
رعاك اللّه من شرفات دار / وحاطك حَيطةَ الفلك المدار
فإن يك كعبة الحجاج جدّي / فإنك كعبة المحتاج داري
وإن يك مشعر الحرم افتخاري / فإنك مشعر الكرم اختياري
وإن يسطع بأرض الخيف نوري / فقد ضاءت بأرض الضيف ناري
وتلكم للصلاة مزار عزي / وهذي للصّلاتِ قرار جاري
وبيت الهديِ حيث قرار جدي / وبيت السمهري به قراري
ودار للنبوة لا تمارى / ودار للمروءة لا تماري
فهل تجد العلى عني محيداً / وهل ليس الندا إلا شعاري
أحاجيك أناجيك
أحاجيك أناجيك / بما يهجس في الصدر
بما يجمد من خمر / وما يخمد من جمر
وما يذكر معناه / إذا قلت علا أمري
ونجم كاد ذو الحاج / ة في الليل به يسري
وحرف من حروف النص / ب لولا خفة الظهر
تراه ابن أخي الخنسا / ء لكن ليس من عمرو
أجب إن شئت بالنظم / وإن شئت فبالنثر
ما رابني إلا الرقيب إذ نظرْ
ما رابني إلا الرقيب إذ نظرْ / يسرّ حَسْواً ويدب في الخمر
كوى فؤادي وشوى قلبي ومر / علم أجفاني إدمان السهر
كرهت أن أنعم في عيش خضر / ذي غصن رطب وبرد في السحر
ته كيف شئت قد قمرت يا قمر / نزعاً لأرواح العدى فقد حضر
شق عصا المنى وفي الأصل استمر / وَيْبَ الوشاة فاسقني على الظفر
جارة بيتنا أبوك لو قدر / سيم فؤادي منه خسفاً وضرر
كوري على الأعداء مرفوع الثغر / به فرعت كاهل المجد الأغر
سفينة لم تعتمل بنجر
سفينة لم تعتمل بنجر / ولم يجب فبها عظيم أجر
تجري ولكن فوق ظهر البر / تجرى ولا تجري بغير مُجْر
محمرة قد أُزرت بخضر / أشبه شيء ناتئاً بالبظر
يدخل فيها كذراع البكر / أصلع يزهى أصله بالشعر
ذي أخوات في ذراع عشر / مشفعات شفعها من وتر
كالشبر طولاً عرضه في فتر / يا نائم الفطنة غث الفكر
أخرج وإلا فمقص الشعر / لما اعمّيه مكان مقر
جارية تجلد حد المفتري
جارية تجلد حد المفتري / كأن عبد اللّه فيها قد خري
قبيحة المنظر ذات مخبر / كأنها قد ضمخت بالعنبر
معشوقة في قدها المختصر / كأنها الدلو حذاء المشتري
تزهى بأذنين ورأس حجري / أطعن منها في سواءِ الثُّغَر
نسألها عن عجر وبجر / تصدقنا عن مودعات الخبر
نعيت فيهن بمسى الأسر / تسكن في بيت لها مسعر
تسفر عن وجه لها مخدر / مخردل مفلفل مسعتر
سوداء كالقار أو المقير / في حجرها أبيض مثل القمر
مطرز بالام من ذات حر / أخرج هداك اللّه لا تقصر
إن كنت ذا حذق بها أو بصر /
كفم الحبيب كطرفه
كفم الحبيب كطرفه / كقويم قامته كظهري
كإشارتي في قبلة / كجواب نذل غير حر
ماثقبة ظاهرها أسود
ماثقبة ظاهرها أسود / لكنّ في باطنها حُمْره
يدخل فيها كذراع ولا / ترى لمن أودعها صره
ربيبة أمك فانظر لما / تظهر في إخراجه القدره