القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الجُرجاني الكل
المجموع : 110
هذي المكَارِمُ والعَليَاءُ تَفتَخِرُ
هذي المكَارِمُ والعَليَاءُ تَفتَخِرُ / بيَومِ مأثرةٍ ساعاتُه غُرَرُ
يومٌ تَبَسَّمَ عنه الدَّهرُ واجتَمَعَت / له السُّعودُ أغضتُ دونه الغِر
حتَّى كأنا نَرَى في كلِّ مُلتَفَتٍ / رَوضاً تَفَتَّحَ في أثنائِه الزَّهَرُ
لَمَّا تجلىَّ عن الآمالُ مُشرقةً / قال العلا بك أستَعِلى وأقتدرُ
وافَى على غيرِ ميعادٍ يُبَشِّرُنَا / بأن سَتَتبعَهُ أمثالُه الأُخَرُ
أهنا الَمسَرَّةَ ما جاءت مُفَاجَأَة / وما تَنَاجَت بها الألفاظُ والفِكَرُ
ولو أن بُشرَى تَلَقَّتنا بمورِدِها / لأَقبَلت نحوها الأفراحُ تَبتَدِرُ
وما يُعَنَّفُ مَن يسخو بُمهجته / فإنَّ يَومَك هذا وحده عُمُرُ
لما غَدَوتَ وماءُ العينِ ملتًفتٌ / إلا إلى منظرٍ يُبهِي ويُحتَبَرُ
ثَنَت مَهَابَتُكَ الأبصارَ حَاسرةً / حتى تبيَّن في ألحاظِها خَزَرُ
إذا تأمَّلتَهم أغضوا وإن نظروا / خلالَ ذاك بأدنى لَفتَةٍ نظروا
في ملبس ما رأتهُ عينُ معترضٍ / فشكَّ في أَنَّه أخلاقُك الزُّهَرُ
ألبستهُ منك نوراً يستضيء به / كما أضاءَ نواحي مُزنِهِ القَمَرُ
وقد تقَلَّدتَ عضباً أنت مَضرِبهُ / وعنك يأخذُ ما يأتي وما يَذَرُ
ما زال يزدادُ من إشراق شُفرَتِه / زَهواً ويظهرُ فيه التِّيهُ والأشَرُ
والشمسُ تَحسُدُ طرفاً أنت راكبُهُ / حتى تكادَ من الأفلاكِ تنحدرُ
حتى لقد خِلتُ أن الشمسَ أزعجها / شوقٌ فظلَّت على عِطفَيه تنتَثرُ
دعوتُ فِكري فلم أحمد إجابتَهُ / لكنَّه بَعدَ لأي جَاءَ يَعتذِرُ
لا تُنكرن مع عاينت لي حَصَراً / فَلَيسَ يسكرُ في أمثاله الحَصَرُ
هَنَّأَتنَا بك الليالي وسُرَّت
هَنَّأَتنَا بك الليالي وسُرَّت / بك أعيادُ دَهرنا والشهورُ
ومن العجزِ أن يُهنَّى بيومٍ / مَن بأيامِهِ تَحلَّى الدهورُ
ما لِشَمسُ الضُّحَى اختصاصٌ بوقتٍ / فيه تَعلُو على الورى أو تُنيرُ
على مُهجَتِي تَجني الحوادث والدَّهرُ
على مُهجَتِي تَجني الحوادث والدَّهرُ / فأمَّا اصطباري فهو مُمَتنِعٌ وعرُ
كأني أُلاقِي كلَّ يومٍ يَنُوبُني / بذنبٍ وما ذَنبي سوى أَنَّني حُرُّ
فإن لم يكن عند الزَّمانِ سوى الذي / أضيقُ به ذَرعاً فعندي له الصبرُ
وقالوا تَوّصَّل بالخضوعِ إلى الغِنى / وما علمُوا أنَّ الخُضوعَ هو الفَقرُ
وبَيني وبين المالِ بابانِ حَرَّما / عليَّ الغِنَى نفسي الأبيةُ والدهرُ
إذا قال هذا اليُسرُ أَبصَرتُ دونه / مواقفَ خَيرٌ من وقوفي بها العُسرُ
إذا قُدِّموا بالوفرِ أَقدَمتُ قَبلهم / بنفسِ فقيرٍ كلُّ أخلاِقهِ وَفرُ
وماذا على مثلي إذا خَضَعَت له / مطامعهُ في كفِّ مَن حصَلَ التِّبرُ
وأكثر ما عندي لمن قعدت به / فضائلهُ الإعراض والنَّظرُ الشزرُ
وكَفُّك إنَّها البحرُ الغريرُ
وكَفُّك إنَّها البحرُ الغريرُ / وعَزمُك إنَّه السيفُ الشَّهيرُ
لما فارقتُ دارَك لاختيارٍ / وكيف يُفارَقُ النَّوءُ المطيرُ
ولكن ضاقَ صدري من أُنَاسٍ / أَخَفُّهم على قَلبي ثَبيرُ
ومجلسُك المصونُ عن الدنايا / محالٌ أن تَضِيقَ به الصُّدُورُ
ولكن إِنَّما تزهى وتبهى / وتحسُنُ بين أنجمها البدُورُ
أبا حسنٍ طال انتظارُ عصَابةٍ
أبا حسنٍ طال انتظارُ عصَابةٍ / رَجَتكَ لما يُرجَى له الماجدُ الحرُّ
وقد حان بل قد هانَ لولا المطال أن / يحلَّ لهم عن وعدك الموثَقِ الأسرُ
وقد فاتهم من قربكَ الأُنسُ والمنى / وحَارَبَهُم فيك اختيارُكَ والدهر
فإن كنتَ قد عُوَّضتَ عنهم بغيرِهم / فَعَوَّضهم راحاً يزول بها الفكرُ
فأُنسُ الفتى في الدهرِ خِلٌّ مساعدٌ / وإن فاتَه الخِلُّ المساعدُ فالخمرُ
فإمَّا رسولٌ بالنبيذ مُبَادِرٌ / وإلا فلا تغضب إذا غضبَ الشِّعرُ
سقى جَانبي بغدادَ أخلافُ مُزنَةٍ
سقى جَانبي بغدادَ أخلافُ مُزنَةٍ / تُحاكي دُموعي صَوبَها وانحِدارها
فلي فيهما قَلبٌ شجاني اشتياقُهُ / ومهجةُ نفسٍ ما أَمَلُّ ادَّكارَهَا
سأغفرُ للأيامِ كلَّ عظيمةٍ / لئن قَرَّبت بعد الِبعاد مَزَارَها
جَلَّ واللهِ ما دهاك وَعَزَّا
جَلَّ واللهِ ما دهاك وَعَزَّا / فعزاءً إن الكريمَ مُعَزَّى
والحصيفُ الكريم من إن أصابت / نكبةٌ بعد ما يَعزُّ يُعَزَّى
هي ما قد عَلِمتَ أحداثُ دَهرٍ / لم تدع عُدَّةً تُصانُ وكَنزا
قصدت دولةَ الخلافةِ جَهراً / فأبادت عمادَها والمعزا
وقديماً أَفنَت جَديساً وطَسماً / حفَّزَتهُم إلى المقابرِ حَفزا
أصغ والحظ ديارهم هل ترى من / أَحَد منهُمُ وتَسمَعُ رِكزا
ذهبَ الطِّرفُ فاحتسِب وتَصَبَّر / للرَّزايا فالحرُّ من يتعزَّى
فعلى مِثله استُطِير فؤادُ الحا / زمِ للنَّدبِ حسرةً واستُفزَّا
لم يَكُن يَسمحُ القيادَ على الهو / نِ ولا كان نافراً مُشمَئِزَّا
رُبَّ يومٍ رأيتُه بينَ جُردٍ / تتقفَّاه وَهوَ يجمِزُ جَمزا
وكأن الأبصارَ تعلق منه / بِحُسام يُهزُّ في الشَّمسِ هزَّا
وتراه يُلاعبُ العَينَ حَتَّى / تَحسَبَ العينُ أَنَّه يَتَهَزَّا
وسواءٌ عليه هجَّر أو أَس / رى أو انحَطَّ أو تَسنَّمَ نَشزَا
وكأن المِضمَارَ يبرُزُ منه / مَتنُ حِسي يَنِزُّ بالماءِ نزَّا
استراحت منه الوحوشُ وقد كا / ن يَرَاها فلا ترى منه حِرزا
كم غَزالٍ أنحى عليه وعَير / نالَ منه وكم تَصَيَّدَ فَزَّا
وصرُوفُ الزمانِ تَقصِدُ فيما / يستفيدُ الفتى الأعزُّ الأعزَّا
فإذا ما وَجَدتَ من جزعِ النَّك / بَة في القَلبِ والجوانح وَخزَا
فتَذَكَّر سَوَابقاً كان ذا الطَّ ر / ف إليهنَّ حين يُمدحُ يُعزَى
أين شقٌ وداحسٌ وضبيبٌ / غَمَزتها حوادتُ الدَّهرِ غَمزا
غُلنَ ذا اللِّمَّةِ الجواد ولَزَّت / ظرباً واللِّزَازَ والسَّكبَ لَزَّا
ولقد بَزَّتِ الوجيهَ ومكتُو / م بَنى أعصرٍ وأعوجَ بزَّا
وتَصَدَّت للاحقٍ فَرَمَته / وغرابٍ وزهدَمٍ فاستَفَزَّا
فاحمدِ الله إنَّ أهونَ تُر / زأُ ما كنتَ أنتَ فيه الُمعزَّى
قد رَثَينا ولم نُقَصِّر وبالغ / نا وفي البعض ما كفَاه وأجزى
ومن العدلِ أن تُثابَ أبا عي / سى على قَدرِ ما فعلنا ونُجزى
ما تطعمتُ لذةَ العيشِ حتى
ما تطعمتُ لذةَ العيشِ حتى / صرتُ للبيتِ والكتابِ جليسا
ليس شيءٌ أعزَّ عندي من العل / م فَلِم أبتغي سواه أنيسا
إنما الذُّلُّ في مخالطةِ النَّا / س فَدَعهُم وَعِش عزيزاً رئيسا
وإذا ما الصديقُ عنكَ تَوَلَّى
وإذا ما الصديقُ عنكَ تَوَلَّى / فَتصَدَّق به على إبليس
ثم لا تُلفه بوجهِكَ حَتَّى / يَلتَقِي السَّبتُ في صَبَاحِ الخميس
يُتَمَلَّكُ الأحرارُ بالإيناسِ
يُتَمَلَّكُ الأحرارُ بالإيناسِ /
لقد صرعتني خلفةُ الدَّهرِ صَرعةً
لقد صرعتني خلفةُ الدَّهرِ صَرعةً / تَيَقَّنتُ أَنَّي لستُ منها بمنتعش
وأنذرني عِقدُ الثمانينَ بالبلَى / فها هي أعضائي من الضَّعفِ ترتعش
وقد علمَت ذاتُ الوِشاحَينِ أَنَّني / سَئِمتُ تكاليفَ الحياةِ ومن يَعش
أسأتُ إلى نفسِي أُريد لها نَفعَاً
أسأتُ إلى نفسِي أُريد لها نَفعَاً / وقارفتُ ذَئباً لا أطيقُ له دَفعا
رَمتني كَفّي أسهماً لم أجد لها / إلى أن أصابَت أسهمي مَقتَلي وَقعا
وكم خطأ لو ساعدَ المرءَ جدُّه / لَعُدَّ صوباً واستزادَ به رَفعا
وذَنبي عظيمٌ غير أنِّي تائبٌ / ومن تابَ إخلاصاً فقد بَذَلَ الوُسعا
ولو أَنَّ تأديبَ الأميرِ لعَبده / بقاض على العاصين أَوسعَهم رَدعا
ولو خانَه فرعونُ آمناً طائعاً / وإن لم يُعد موسى العصا حيَّةً تَسعىَ
ولو كنت ذنباً كنتُ في جَنبِ حِلمِه / خبالَ هَباء ما يُجَابُ ولا يُدعى
وقد زاد في جُرمي تلاعُبُ مَعِشرٍ / بألسنة لم تلق من ورَع فسمَعا
حكوا أنني استصغرت نعمته التي / علوتُ بها الأفلاكَ والرُّتبَ السَّبعا
نبذتُ إذاً ذمَّتي وفارقتُ مِلَّتي / وخالفتُ في توحيدي العقلَ والشَّرعا
وإن كان لفظَي أو لساني جرى به / فلا باتَ إلاَّ وهوَ مُستوجبٌ قَطعا
وهل أَجحدُ الشمسَ الُمنيرةَ ضوءهَا / وأَزعُمُ أن الغَيثَ لا يَنبُتُ الزَّرعَا
فإن كان ما قالوه حقاً كَمَا حَكَوا / فَلِم جئتُ من بعدُ إلى بَابِهِ أَسعَى
فلا زال مَن وَلاَّه ينتظرُ الُمنى / ولا زالَ مَن عاداه يَرتقبُ الفُجعا
ولا زالت الأيامُ تُهدَي بشارةً / إليه تُرِي في قَلبِ حاسِده صَدعا
فتوحاً تَوَالي واحداً إثر واحدٍ / كما تتبع الألفاظ في سَجعها سَجعا
وَشيَّدتُ مَجدي بين قَومي فلم أقل
وَشيَّدتُ مَجدي بين قَومي فلم أقل / ألا ليتَ قَومي يَعلَمون صنيعي
تركنا أرضَ مِصرَ لكل فدمٍ
تركنا أرضَ مِصرَ لكل فدمٍ / له باعٌ يقصِّرُ عن ذِرَاعي
نفوسٌ لا تليقُ بها الَمَعالي / وأخلاقٌ تضيقُ عن المسَاعِي
إذا غلطوا بأحسابٍ تلته / عِدادٌ من إساءات تِبَاع
أقمتُ بها ومن مَحِنِ الليالي / مَقَامُ الأُسدِ في كَنفِ الضبُّاعِ
أقول وقد نأوا بُعداً وسُحقاً / لِشَرِّ الخَلق في شَرِّ البِقَاعِ
وكم خلَّفتُ من كَرَمٍ مُهَانٍ / بِعَرصَتِهِ ومن لُؤم مُطاعِ
ومن مالٍ مَصُونِ الثَّغرِ تُحمى / جوانِبُه ومن عِرضٍ مُضَاع
وأجسامٍ مُسَمَّنةٍ شباعٍ / وأَحسَابٍ مُضَمَّرةٍ جِياعِ
ونقصٍ في أكابرِها خَصيصٍ / وجهلٍ في أصاغرِها مُشاعِ
أَإِن باتت سرائركُم وكانت / مساوئكم تقام على يَفَاعِ
جعلتم ذنبنَا أَنَّا سَمِعنَا / وما الآذانُ إِلاَّ للسَّمَاعِ
كأنَّ البينَ مَحتومٌ علينا / فليس سِوَى التلاقي والوَداعِ
وما أخشى قُصُوراً عن مرامٍ
وما أخشى قُصُوراً عن مرامٍ / ومثلُك لي إلى الدنيا شفيعي
ومِثلُك لا يُنَبَّه غير أنَّا / أتانا الأمرُ بالذِّكرِ النَّفُوعِ
وما سلب الشمسَ الكسوفُ ضياءَها
وما سلب الشمسَ الكسوفُ ضياءَها / ولِكنَّها سُدَّت عليها المطالعُ
وكم كُربةٍ كانت وسيلة فَرحةٍ / وضُرٍّ تُرَى في حافَّتَيه المنافعُ
وليس ملوماً مَن تعالَت هُمومُه / إذا أنزلَته بالَحضِيضِ القوارِعُ
قد صفا الجو واستحال نسيماً
قد صفا الجو واستحال نسيماً / وتَنَدَّى الهواءُ وهو يميعُ
بَشَّرَتنا أوائلُ الزَّهرِ بالور / د فكلِّف صَباكَ ما تستطيعُ
لا تَزَل تُستَجَدُّ أيامُ أُنس / كُلَّ يومٍ بمثله مشفوعُ
تستنيرُ السعودُ فيها جديداً / كُلَّما غاب عنك وقتٌ خليعُ
أراجعةٌ تلك الليالي كعهدها
أراجعةٌ تلك الليالي كعهدها / إلى الوصلِ أم لا يُرتجى لي رجوعُها
وصحبة أقوامٍ لِبستُ لِفَقدِهم / ثيابَ حدادٍ مُستَجَدَ خليعُها
إذا لاحَ لي من نحو بغدادَ بارقٌ / تجافَت جُفُوني واسُتطيرَ هُجُوعُها
وإن أَخلَفَتها الغادياتُ رُعُودَعا / تُكَلّف تصديقَ الغمامِ دمُوعُها
سقى جانبي بغدادَ كُلُّ غَمَامةٍ / يُحَاكي دموعَ المستهام هُمُوعُها
مَعَاهِد من غزلانِ إنسٍ تحاَلَفت / لواحِظُها ألا يُدَاوَى صريعُها
بها تسَكُنُ النَّفسُ النفورُ ويَغتَدي / بآنسَ مِن قلبِ المقِيمِ نَزِيُعها
يَحنُّ إليها كلُّ قلبٍ كأنما / يُشَاد بحبَّاتِ القلوبِ ربُوعُها
فكلُّ ليالي عَيشها زَمَنُ الصَّبا / وكلُّ فصول الدَّهر فيها ربُيعها
وما زلتُ طَوعَ الحادثاتِ تقُودُني / على حُكمها مُستكرَهاً فأطيعُها
فلما حللتُ القَصرَ قَصرَ مسرَّتي / تَفَرَّقنَ عني آيساتٍ جُمُوعَها
بدارٍ بها يَسلَى المشوقُ اشتياقَه / ويأمَنُ رَيبَ الحادثات مَروعُها
بها مسرحٌ للعين فيما يَرُوقُها / ومُستَروَحٌ للنَّفس مِمَّا يروعُها
يرى كلُّ قلبٍ بينها ما يَسُرُّه / إذا زَهَرَت أشجارُها وزروعُها
كأنَّ خريرَ الماء في جَنَبَاتها / رُعُودٌ تلقَّت مُزنَةً تستريعُها
إذا ضرَبتها الريحُ وانبسطت لها / مُلاءةُ بَدرٍ فَصَّلتها وَشِيعُها
رأيتُ سيوفاً بين أثناء أدرُعٍ / مُذهَّبةً يَغشَى العيونَ لميعُها
فمن صنعةِ البدرِ المنيرِ نُصُولُها / ومن نسجِ أنفاسِ الرِّياحِ دُرُوعُها
صفا عَيشُنا فيها وكادَت لِطِيِبها / تُمازِجُها الأرواحُ لو تستطيعها
أبى سيِّدُ السادات إلا تظرُّفاً
أبى سيِّدُ السادات إلا تظرُّفاً / وإلا وصالاً دائماً وتَعَطُّفا
وساعدني فيه الزمانُ فَخِلتُه / تَحَرَّجَ من ظُلمي فتاب وأسعَفا
وأهيفَ لو للغُصنِ بعضُ قَوَامِهِ / تَقَصَّفَ عارٌ أن أُسَمِّيَه أَهيفَا
تحيَّنَ غفلاتِ الوشاةِ فَزَارنا / يُعرِّجُ عن قَصدِ الطريقِ تُخوُّفا
فما باشَرَت نَعلاهُ موضِعَ خُطوَةٍ / من الأرضِ إلا أورثاهُ تَصَلُّفا
وتلحظُ خَدَّيهِ العيونُ فَتَنثَنِي / تساقطُ فَوقَ الأرضِ وَرداً مُقَطَّفا
فقلت أَحُلم أم خَوَاطرُ صَبوةٍ / تُصوِّرُهُ أم أَنشَرَ الله يُوسُفا
وفيم تَجلَّى البدرُ والشمسُ لم تَغِب / أحاولُ منها أن تحولُ وتَكسفا
أَمَا خَشِيَت عيناك عيناً تُصِيبُها / وغُصنُكَ ذا إذ مَالَ أن يَتَقَصَّفَا
ولم يُحذِر الواشين من لحظاتِهِ / تَقَلُّب سَيفٍ بين جَفنَيِه مُرهَفاً
فقال اشتياقاً جئتُكُم وصَبَابَةً / إليكم وإكراماً لكم وَتَشوُّفاً
وليس الفتى مَن كان يُنصف حاضراً / أخاه ولكن من إذا غاب أنصف
ومَرَّ فلم أعلمَ لفَرطِ تحيري / أطيرُ سروراً أم أموتُ تأسُّفاً
فيا زَورَةً لم تَشفِ قَلباً مُتَيَّماً / وِلكنَّها زادت غرامي فأضعَفَا
فلما تَمثَّلنا الهديَّة خِلتُه / تمثَّلَ فيها بَهجَةً وتَظَرُّفا
ولما مَدَدنا نحوهُنَّ الهديَّة خِلتُه / يراها الضَّنى في حُبِّه فَتحيَّفَا
إلى باقلاء خِيف أن لا تقله / يَدَايَ لما بي من هواه فَنَصَّفَا
حَمَلنا بأطرافِ البنانِ ولم نَكَد / بنانا زَهاها الُحسنُ أن تتطرفا
وسوداً تَرَوَّت بالدِّهان وبُدِّلَت / بتَورِيدهِا لَوناً من النار أَكلَفَا
كأفواه زَنجٍ تُبصرُ الجِلدَ أَسوَدا / وتُبصِرُ إن قَرَّت لُجَينَاً مُؤَلفَا
كخلق حبيب خاف إكثارَ حاسدٍ / فأظهرَ صَرماً وهو يعتقدُ الوَفَا
وَمُنتَزع من وَكرِ أم شفيقةٍ / يَعزُّ عليها أن يُصَاد فيَعسفا
يغذَّى غذاء الطفل طال سَقَامُهُ / فَحَنَّ عليه والداه ورَفرفا
فلما بَدَت أطرافُ ريشٍ كأنه / مبادِي نباتٍ غبَّ قَطرٍ تَشَرَّفا
تكلَّفه من يرتجى عظم نَفِعِه / فكان به أحفَى وأحنَى وأرأفا
يزق بما يَهوَى ويعلف ما اشتهى / ويمنع بَعدَ الشَّبعِ أن يَتَصَرَّفا
فلما تراءتهُ العيونُ تَعَجُّبا / وقيل تَنَاهى بل تعدَّى وأَسرفا
أراق دَماً قد كان قبلُ يَصُونُه / كدمعةِ مُضنَى القلب رَوَّعَهُ الجَفَا
تضرب حتى خِلتُ أنَّ جناحه / فُؤادي حِيناً ثم عُوجِلَ وانطفا
فَجئ به مِثلَ الأسيرِ تَمَكَّنَت / أَعَادِيهِ منه بعد حَرب فَكُتِّفا
له أَخَوَاتٌ مِثلُه ألفت ثنى / على مثل ما كَانَا زماناً تألَّفا
وقال لي الفألُ الُمصيبُ مُبَشِّراً / كذا أبداً ما عِشتُما فَتَألَّفَا
فيالك من أكل على ذكر مَن بهِ / تَطيبُ لنا الدنيا تَعطَّفَ أم جَفَا
ولم أرَ قبل اليوم تُحفَةَ متحف / أَسَرَّ وأبهَى بل أَجَلَّ وأشرَفَا
علمنا به كيف التظَرُّفُ بعدَه / ومن عاشَرَ الُحرَّ الظريفَ تَظَرُّفا
من ذا الغَزَالُ الفاتنُ الطَّرفِ
من ذا الغَزَالُ الفاتنُ الطَّرفِ / الكاملُ البَهجةِ والظَّرفِ
ما بالُ عَينيهِ وألحاظِهُ / دائبةً تَعمَملُ في حَتفي
واهاً لذاك الورِد في خَدِّهِ / لو لم يكُن مُمتَنِعَ القَطفِ
أشكو إلى قلبكَ يا سَيَّدي / ما يَشتَكي قلبي من طَرفي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025