القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحسين الجزّار الكل
المجموع : 161
مَن مُنصفي من مَعشَرٍ
مَن مُنصفي من مَعشَرٍ / كَثُروا عليَّ وكَثَّرُوا
صادفتُهم وأرى الخرو / جَ من الصداقة يَعسُرُ
كالخطِّ يسهل في الطُّرو / س ومَحوُهُ مُتَعَذِّرُ
وإذا أردتُ كَشَطتُه / لكنَّ ذاك يُؤَثَّرُ
أيا شرفَ الدينِ الذي فَيضُ جودِهِ
أيا شرفَ الدينِ الذي فَيضُ جودِهِ / براحتهِ قد أخجَلَ الغَيثَ والبَحرا
لئن أمحلت أرضُ الكنافة إنني / لأرجو لها من سُحبِ راحَتك القَطرا
فَعجِّل به جُوداً فمالي حاجةٌ / سواه نباتاً يُثمِرُ الحمدَ والشكرا
ولم ألق في بيتي دثاراً أُعدُّهُ
ولم ألق في بيتي دثاراً أُعدُّهُ / لبردٍ ولا شيء يردُّ هجيرا
فأنفخ شِدقي إن أردتَ وسادةً / وأفرش ظلِّي إن أردت حصيرا
أو ما ترى الإسكندري
أو ما ترى الإسكندري / ية إذ غَدت تُهجى وتُهجَر
وهي التي اتخذ الزما / نُ منارَها في الأُفقِ مِنبَر
لا يستطيع يرى رغي / فا عنده في البيت يُكسر
فلو أنه صلَّى وحا / شاهُ لقال الخُبزُ أكبَر
وله محلٌّ في البِغا / ء به تقدَّمَ مَن تأخَّر
سَل عنه مسعوداً ويا / قوتاً ورَيحاناً وعنبر
كم ليلةٍ قد بات وه / و يُمَدُّ بينهمُ ويُقصَر
سَرَى في دُجى من شَعرِهِ فحكا البَدرَا
سَرَى في دُجى من شَعرِهِ فحكا البَدرَا / وأَبدَى لنا من ثَغرِه الأَنجُمَ الزُّهرا
وحَيا بكأسٍ فعلُها فعل جَفنهِ / غَلِطتُ ومَن للخمر أَن تُشبِهَ السِّحرا
بِعَينكَ عَطَّلَّ هذه الكأس واسقنا / بعينيك ما يغتالُ ألبابَنا سُكرا
أدر حمرةَ الأَلحاظِ فيها لأنَها / بتأثيرها في العقل من أختها أَدرى
لَحَى اللَهُ عُذالي عليك فإنما / تَزَيَّدتَ لما زاد عَذلُهُمُ إِغرا
أَيطمَعُ في صَبري العذولُ وإنَّ مَن / يصاحب قلباً في الهوى يَعرف الصَبرا
أبنُّك ما ألقاه من لاعجِ الجَوَى / وإن كان واشي السُّقمِ لم يُبقِ لي سِرَّا
عَذَرتُ فُؤَادي حين ضاقَت جوانحي / عليهِ وقد أوسَعتُهُ بالجَفَا ذُعرَا
وبتُّ وطَرفي فيك باكٍ مُسَهَّدٌ / فلا دَمعتي تَرفَا ولا مُقلَتي تَكرَا
وعندي بهذا الدهر شُغلٌ عن الهوى / وإن كنت لا أختارُ أن أَعتبَ الدهَرا
متى لُمتُهُ أغراهُ لَومي بِعفلِهِ / وتُتشدُ آمالي لعل له عُذرا
ولن يُعدمَ الإِعدامُ من كَنزُهُ المُنَى / ولن يَختشى الأيامَ من يَرتجى الصَّدرا
أرانا بحُسنِ العَفو منه عواطفاً / تُؤَمِّنُنَا من بأسِهِ البَطشَةَ الكُبرَى
مكارمُ أخلاقٍ لو أنَّ زماننا / تعلَّمها ما ساءنا قَطُّ بل سَرَّا
ولم يَرضَ يوماً للمسئ إذا أسا / مقابلةً لكنه يرتضى الجبرَا
ولن تَستطيعَ السُّحبُ تَحكى بنانَه / وكيف تُبارى ديمةٌ أَبحُراً عَشرَا
إذا هزّ‍َ فوق الطَّرسِ منه أناملا / تأمَّل بحارَ الجود تُبدى لك الدُّرَّا
وإن نَظَم الشِّعرَ البديعَ سَمعتَ من / بَديهَته ما يَبهَرُ العَقلَ والفكرَا
ولو تعقلُ الوُرقُ السَّواجِعُ سَجعَهُ / لَراحَت وقد أزرى بها منه ما أزرى
وإن ذكر التاريخَ يوما بُمقتَضَى / بلاغته حَلَّى الزمانَ الذي مَرَّا
أيا ابنَ عليٍ أنت فاضلُ عصرنا / وإنك أن تُدعَى بفاضله أحرى
وأنتَ الذي ما زال للقَصدِ قبلَةً / ونائلُه شَفعاً وسُؤدَدُهُ وترَا
ومَغناه للراجي مجَنّاً وجُنَّةً / فها نحن فيها لا نجوع ولا نَعرَا
تَهُنَّ بعيد أنت أكبرُ عيدِهِ / تُضاعِفُ في الأولى الثَّوابَ وفي الأُخرى
فَصَلَّ به وانحَر عِدَاك فإنهم / على نَقصِهِم لا يأمنون بك النَّحرا
ولا زلتَ أعلى العالمين مكانة / وأنفَذَهم حُكماً وأرفعَهم قَدرَا
عَفَا اللَه عما قد جَنَتهُ يَدُ الدَّهرِ
عَفَا اللَه عما قد جَنَتهُ يَدُ الدَّهرِ / فقد بَذَلَ المجهُودَ في طلب العُذرِ
أيحسنُ أن أشكو الزمانَ الذي غَدَت / صنائعهُ عندي تَجِلُّ عن الشُّكرِ
لقد كنتُ في أسر الخمول فلم يزَل / بِتَدريجِهِ حتى خَلَصتُ من الأَسرِ
فشكراً لأيَّامِ وفَتُ لي بوعدها / وأبدت لعيني فوق ما جالَ في فكري
وكم ليلةٍ قد بتُّها مُعسِراً ولى / بزخرف آمالي كنورٌ من الفَقرِ
أقول لقلبي كلما اشتقت للغنى / إذا جاء نصر اللضه بُتَّت يَدُ الفَقرِ
وإن جئتَهُ بالمدح يلقاك باللَّهَى / فكم مرةٍ قد قابل النظم بالنثرِ
ويهتزُّ للجدوى إذا ما مدحته / كما اهتزَّ حاشى وصفه شاربُ الخَمرِ
نَقَلتَ لقَلبي ما بجَفنكَ من كَسرِ
نَقَلتَ لقَلبي ما بجَفنكَ من كَسرِ / وعَلَّمتَ جِسمي بالضَّنَا رقَّةَ الخَصرِ
وغادرتَ دمعي فوقَ خدِّي كأنَّه / ثناياك لما لُحتَ مُبتَسمَ الثَّغرِ
وأبصرتُ صُبحَ الوصل من وجهك الذي / بَدَا تحتَ شعر خلتُهُ ليلةَ الهَجر
يُحَبَّب لي فيك الغرامُ فلم أكد / أشبِّهه إلا بحسنك في شعري
وهيفاء تحكي الظَّبى جيداً ومُقلَةً / رَنَت وانثَنَت فارتَعتُ للبيضِ والسُّمرِ
حُسدتُ على لَثم الشَّقيقِ بخدِّها / ورَشفِ رُضَابٍ لم أَزَل منه في سُكرِ
ولستُ أخاف السِّحرَ من لحظاتها / لأني بموسى قد أَمنتُ من السِّحرِ
فتىً إن سطا فرعونُ فَقرِى وجَدتُهُ / يُغَرِّقُهُ من جود كَفَّيهِ في بَحر
له باليد البيضاء أعظمُ آيةٍ / إذا اسودَّتِ الأيام من نُوَبِ الدَّهرِ
كذبتُ في نظم مديحي لكُم
كذبتُ في نظم مديحي لكُم / والكِذبُ لا يُنكَرَ من شاعِرِ
واحتجت أن أذكركم خيفة / بالخيرِ للواردِ والصادرِ
فأنتمو ألجأتموني إلى / كِذبي في الأوَّلِ والآخِر
والعَصر إنَّ عدَاك في العَصرِ
والعَصر إنَّ عدَاك في العَصرِ / وقد انتَهَوا لِهدَاية الخسرِ
ظلموا فما أبقوا لهم وَزَراً / يُنجى ولا سَلمُوا من الوِزرِ
ظهروا لنورك وهو شَمسُ ضُحىً / فتضاءلوا كتَضَاؤل الذَّرِّ
مكروا وقد مكرَ الإلهُ بهم / شَتَّانَ بين المَكرِ والمَكرِ
دَعهُم فلا بَرح التَّغَابُن من / حَسَد يُوَاصلهم إلى الحشرِ
وانشد إذا ما زرت تُربَتَهُم / مُتَهَكِّماً في السِّرِّ والجَهرِ
ماتوا بغيظهمُ وما ظَفرُوا / بمرادهم واضَيعَةَ العُمرِ
ومن العجائب كَونُهُم جهلوا / أن العلوم وديعهُ الصَّدرِ
لولا أخاف اللَه قلتُ لمن / يَروى مديحك اتلُ يا مُقرِي
حَجَّت لك العافونَ فازدحموا / كتزاحم الآمال في الفكرِ
نالوا المَنَى جنابك فاخ / تاروا المُقَامَ بها على النَّفرِ
قَطَعتُ شَبيبَتي وأَضَعتُ عُمري
قَطَعتُ شَبيبَتي وأَضَعتُ عُمري / وقد أَتعَبتُ في الهَذَيانِ فكري
وما لي أجرةٌ فيه ولا لي / إذا ما متُّ يوما بَعضُ أجر
قرأتُ النحوَ تبياناً وفَهماً / إلى أن كُعتُ منه وضاق صدري
فما استنبَطتُ منه سوى محال / يُحَال بِه على زَيدٍ وعَمرِو
فكان النصب فيه عليَّ نصباً / وكان الرفَّعُ فيه لغير قدري
وكان الخفضُ فيه جلَّ حَظِّى / وكان الجزم فيه لقطع ذكري
وفي علمِ العَرُوض دخلتُ جَهلا / وعُمتُ بخفَّتي في كلِّ بَحرٍ
فأذكرَني به التفعيلُ بَيتاً / تضمَّنَ نصفَهُ الشَيخُ المَعَرِّى
مُفَاعَلُّن مُفَاعَلَتُن فعُولن / حَديثُ خُرَافةٍ يا أمَّ عَمرو
وكم يومٍ بِبَيعِ اللَّحمِ عندي / يُعَدُّ من البَوَارِ بأَلفِ شَهرِ
ولما أن غَدَا لا بَيعَ فيه / مع الميزان أشبَهَ يَومَ حَشرِ
ودُكَّاني جَهَنَّمُ إذ زُبُونيَّ / زَبَانِيَةٌ بهم تعذيبُ سرِّى
وفيها زَفرَةٌ من غير لَحمِ / وقد وُضِعَت سلاسلُها بنَحري
وقد طال العذابُ عليَّ فيها / لمَا قَدَّمتُ من بَخسِ ووِزرِ
فإن لام الغدول أقول دعني / أنا في ضيعة في وسطِ عُمرِي
وعَمِّي قد غَدَا غَمِّي وأمسَى / يحطُّ ببخلِهِ قدري وقَدرِي
وإِنَّ الشِّعرَ دون عُلاهُ قَدراً / ولا سيَما إذا ما كان شعري
لأني ما قرأتُ لهُ صحاحاً / ولا نحوا على الشيخ ابن بَرِّي
وقد شاركتُ في لُغَةٍ ونحو / بلا علمٍ وشاعَ بذاك ذِكري
وعيشك لستُ أَدري ما طَحَاها / وقد أَقرَرتُ أني لستُ أدري
وذا خبري ولو كشَّفت عني / لصغَّرَهُ بعلم الجهل خُبرى
كأني مثلُ بعض الناس لما / تعلَّم آيتين فصار مُقرِى
أحبابنا ما لليلى بعد فرقتكُم
أحبابنا ما لليلى بعد فرقتكُم / كأنَّما هو مخلوقٌ بلا سَحَر
أنفقت أيام عمري في محبتكُم / وقد نأيتم فلا أنتُم ولأغمرِي
أشكرُ مولاي ونصفيَّتي
أشكرُ مولاي ونصفيَّتي / تشكرُه أَكثرَ من شُكري
أراحَها جَدوَاهُ من كلِّ ما / تشكوه من دَقٍ ومن عَصرِ
كم مرةٍ كادت مع الماءِ إذ / يَغسِلُها غَسّالها تجري
تموتُ في الماجور لولا النشَا / يَبعَثُهَا في ساعة النَّشرِ
أراحها الدهر وطُوبَى لمن / يُريحُهُ في آخرِ العُمرِ
قدومك أحلى من غنى عند ذي فقرِ
قدومك أحلى من غنى عند ذي فقرِ / وأَحسَنُ من يُسرٍ تَأَتي على عُسرِ
وأشهى إلى الظمآن من نَقعٍ غُلَّةٍ / وأَبهى لدى الضُّلالِ من طَلعةِ البَدرِ
قَدِمتَ فبُشرى بالغنائمِ والغِنى / وأهلا وسهلاً بالبشاشة والبِشرِ
بكت قوصُ لما رُمتَ عنها تَرَحُّلا / فمن دمعها قد غُلَّقَ النيل في مِصرِ
أَغنيتني من بعد فقري
أَغنيتني من بعد فقري / ورَفَعتَ بعد الخَفضِ قَدري
وأَنلتَني منناص يَق / لُّ لكُترِها حمدي وشُكري
أصبحتُ يا مولاي من / نُعمَاك أسعَدَ أَهلِ عَصري
وغفرتُ لما أن وصل / تُ إلى جَنابك ذَنبَ دهري
وأَرحتَني من حِرفَةٍ / تُردى بصاحبها وتُزرى
ما بين قومٍ كلما / عايَنتُهم قد ضاقَ صدري
وكفاك أن كبيرَهُم / ورئيسهم في السوق صِهري
عَمٌّ يَعُرُّ أخاه وأب / نَ أخيه لو كان المَعَرِّي
بأبي من أعارني
بأبي من أعارني / في الهوى سُقمَ خَصرِهِ
والذي لستُ أَستَطي / ع خلافا لأمرهِ
قادني لحظُه إليه / دليلا بسحرهِ
قد حوى حُسنَهُ زما / ن التَّصابي بأسرِهِ
حَث في روض وجنتيه / لنا خَمرُ ثَغرِهِ
فاصطبَحنا بوجهه / واغتبقنا بشَعرِهِ
يقولُ إذ أشكو له زَفرَتي
يقولُ إذ أشكو له زَفرَتي / لا بدَّ للجزَّارِ من زَفرَه
أكّلفُ نفسي كلَّ يوم وليلة
أكّلفُ نفسي كلَّ يوم وليلة / شروراً على من لا أفوزُ بخيره
كما سوَّدَ القَصَّارُ بالشمس وجهه / ليجهَد في تَبييضِ أثوابِ غيرِهِ
أجفانه ضَمِنت لي صِدق موعِدِه
أجفانه ضَمِنت لي صِدق موعِدِه / فكيفَ توفى ضماناً وهي تِنكرُهُ
دامَ في الحب ذُلُّهُ وانكسَارُهُ
دامَ في الحب ذُلُّهُ وانكسَارُهُ / حين غَدَت من دمعه أنصارُه
بات يَرعى كواكب الليل شوقاً / منذ غابت عن عينيهِ أقمارُه
لا وقد سبا الغصونَ تَثنيهِ / وخَدٍ زَهَا به جُلَّنارُهُ
وعذارٍ ما زال يُخلعُ في الحُ / بِّ عليه من كل صَبٍ عِذَارُه
لا شكوتُ الحبيبَ يوماً وإن را / مَ سُلُوّاً إِذ شَطَّ عنِّي مَزَارُه
لا تَلُمني إذا سطوتُ عليهِ / فَهو تَيسٌ بُهينُهُ جَزَّارُه
غير خافٍ عليك قدري وإن شِئ / تَ اختبرني حسَبُ البليغِ اختياره
فلساني كالسيف سِلماً وحربا / يُرتَجَى ويُخشَى غِرَارُه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025