المجموع : 480
أمَّا الجهادُ فَأنتَ سَابِقُ شأوِهِ
أمَّا الجهادُ فَأنتَ سَابِقُ شأوِهِ / ومُقِيمُ سُنَّتِهش ومُمضِي حدِّه
لما رأيتَ الكفرَ أرهفَ حدَّهُ / وعتا عُتُواً جازَ غايةَ حدِّه
والرومُ قد شَبَّت ضِرَامَ حُرُوبِها / فالأرضُ نارٌ تَلتَظِي مشن وَقدِهِ
والبحرُ قَد غُصَّت بها أرجاؤُهُ / مِمَّا يُكاثرهُ الحَصَى في عدِّه
وبمجمع البحرينِ منها عَسكَرٌ / قد سُدَّ عن سبل الجهاد بجهده
أما الجهادُ فأنتَ صَاحِبُ آيةٍ
أما الجهادُ فأنتَ صَاحِبُ آيةٍ / فيهِ وحُكمٍ واجبٍ مفعولِ
جَرَّدتَ سيفَكَ ناصرَ الدينِ الذي / أنتَ الحَقِيقُ به بِلا تَأوِيلِ
وبلادُ أندلسٍ فريسَةُ كافر
وبلادُ أندلسٍ فريسَةُ كافر / يُملي عَليها وَعدَهُ ووعيدَهُ
يُسدِي ويُلحِمُ يَبتَغِي إخلاَصَهَا / فقيامه مكرٌ بها وقعودُهُ
والدينُ فيها زاهقٌ قد كاد أن / يُمحي بِتثلِيثِ العِدَا تَوحِيدُهُ
فإذا بحزِب اللهِ ناصرِ دينه / زأرتَ على حِزبِ الصَّلِيبِ أسودُهُ
فاستنقذوها وهي في لهواته / من بَعدِ خَطبٍ شابَ مِنهُ وليدُهُ
فالنصرُ أوَّلُهُ وآخِرُهُ لَكُم / والله مُبدِئُهُ بكم ومُعِيدُهُ
والدين أنتم ردؤُهُ وحُمَاتُهُ / وبعزمِكُم وسيوفِكُم تأييدُه
وتوسَّلُوا بالمصطفى وبآلِهِ
وتوسَّلُوا بالمصطفى وبآلِهِ / إن شُئتُم التَّيسِيرَ والترحيبَا
لا جاه نَعدِلُهُ بجاهِ مُحَمَّدٍ / يَجلُو كُرُوباُ أو يَفِلُّ خُطوبَا
لا فخر إلا أنتَ جامِعُ شَملِهِ
لا فخر إلا أنتَ جامِعُ شَملِهِ / مِنهُ لَكَ المكسُوبُ والمولودُ
فإذا أنتسبت عددت أعلام العُلَى / حيثُ البَسَالةُ والتُّقَى والجُودُ
أما القديمُ فخزرَجُ الفَخرِ الألى / لهمُ طريفُ مكارمٍ وتليدُ
قبلَ النبوة لم يزالوا سادة / أملاَكُ عِزٍّ والأنامُ عبيدُ
حتى إذا بُعِثَ الرسولُ مُحَمَّدٌ / وبدا لِصُبحِ الحقِّ مِنهُ عَمُودُ
ودعا فعادته رؤوسُ ضلالةٍ / حَسَداً ونَعياً فالقريبُ بعيدُ
سَعِدَت به أبناءُ قيلةَ رحمةً / سَبَقُوا إليها والسعيدُ سعيدُ
وسخوا له بنفيسهِم وَنُفُوسِهِم / فلواؤهم في نَصرِهِ مَعقُودُ
أموالُهُم مبذولةٌ وسيوفُهُم / مسلُولَةٌ ومقامُهُم مشهُودُ
أيامُ بدر والنضيرُ وخيبر / بالصالحاتِ الباقياتِ شهودُ
ولدى حُنَينٍ مَشهَدٌ لَهُمُ به / فخرٌ وذكرٌ مبدىء ومُعِيدُ
كرّوا وقد مَضَتِ الهَزِيمَةُ كرّةً / فإذا جيوشُ المشركينَ حَصِيدُ
رُهبان مِحرابٍ إذا جَنَّ الظلا / مُ وَهُم إذا لاحَ النهارُ أسُودُ
يا معشرَ الأنصارِ أنتُم لِلهُدَى / رُكنٌ على مَرِّ الزَّمانِ شَدِيدُ
لكم عزائمُ لا عزائمَ مِثلُها / كادت لها شُم الجبالِ تَمِيدُ
وكفاهُ مِن شَرَفٍ وعزِّ أنَّهُ
وكفاهُ مِن شَرَفٍ وعزِّ أنَّهُ / أنصارُ خيرِ العالمينَ جدودَهُ
ورثَ المعالي كابِراً عن كابرِ / فله الفخارُ طريفه وتليدهُ
مِن آلِ نَصرٍ نَاصِرِي دِينَ الهُّدَى
مِن آلِ نَصرٍ نَاصِرِي دِينَ الهُّدَى / فالنصرُ فيهم مُبدِىءٌ ومُعيدُ
مَجدٌ تآثلَ كابِراً عن كابرٍ / شَرَفٌ توارثَهُ الملوكُ الصِّيدُ
من خزرج الفخرِ الذين إذا حَبَوا / فالسُّحبُ تَهمِي بالحيا وَتَجودُ
وضراغِمُ البأسِ الذينَ إذا حَمَوا / فالأسدُ تَحمِي غِيلها وتَذُودُ
ووزارةٌ بُنِيَت على رِضوانِهِ
ووزارةٌ بُنِيَت على رِضوانِهِ / كَرُمَت شَمائِلُهَا وطابَ العُنصُرُ
وسماحةٌ قد بُلِّغَت ما يرتجي / وسياسةٌ قد أمَّنَت ما يحذرُ
ورئاسةٌ رُفِعَت قواعد حُكمِهَا / وعَلاَلَهَا فَوقَ الكواكب مظهرُ
قامت بحذق صارم وبراعة / و بها القضايا المشكلات تفسرُ
وسياسةٌ لِلمُلكِ كافلة
وسياسةٌ لِلمُلكِ كافلة / بالنجح في حل وفي عقدِ
وعزيمةٌ في الحقِّ صادقةٌ / تَمضي مضاءَ الصارمِ الهندِي
فالخلقُ في أمنٍ وفي دِعَةٍ / والملك في نصرٍ وفي عَضدِ
والعدلُ قد عَمَّ الأنامَ فما / تَخشَى البهائمُ صولةَ الأسدِ
عدّلت من عوج السياسة ميلها
عدّلت من عوج السياسة ميلها / حتى استقمت بها على المنهاج
سُستَ الأمور بسيرة مرضية
سُستَ الأمور بسيرة مرضية / عدل ورأي للرشاد موفق
والعدل منشورٌ على أرجائِنا
والعدل منشورٌ على أرجائِنا / ضافٍ علينا ظِلُّهُ الممدود
ملأ البسيطةَ عدلُهُ وأمانهُ
ملأ البسيطةَ عدلُهُ وأمانهُ / فالوحشُ لا تعدو على مَن غالَها
وأوسعها عدلاً وفضلاً ورأفة
وأوسعها عدلاً وفضلاً ورأفة / فأمِّن مذعورٌ وأغنى معدم
وبسطت ظلّ العدل في أرجائها
وبسطت ظلّ العدل في أرجائها / فكفيتَ أهل البغي والعدوان
والعدلُ قد عَمَّ الأنام فما
والعدلُ قد عَمَّ الأنام فما / تَخشَى البهائمُ صولةَ الأسدِ
والذي أرجاؤُنَا بِعَدلِهِ
والذي أرجاؤُنَا بِعَدلِهِ / لا تخافُ البُهمُ فِيهِنَّ الأسودا
عدلٌ أقامَ بِهِ البِلادَ فأصبَحَت
عدلٌ أقامَ بِهِ البِلادَ فأصبَحَت / مَرعِيَّةَ الأَوطارِ والأوطانِ
نُورُ عَدلٍ قد تَجَلَّى طالعاً
نُورُ عَدلٍ قد تَجَلَّى طالعاً / فأضاء الأرضَ من قاصٍ ودانِ
فالعلم قد أشرقت نُوراً مطالعه
فالعلم قد أشرقت نُوراً مطالعه / والجودُ قد أسبلت سحاً مواطره