المجموع : 117
أحنّ إلى لقاء أبي عليٍّ
أحنّ إلى لقاء أبي عليٍّ / ويأبى أن يحنّ إلى جواري
وقد جليت علينا الراح حتى / مللنا جلوة البيض العذاري
وصفر أوجه العذال يوم / وجوه شموسه تحكي اصفراري
ونهر تمرح الامواج فيه / مراح الخيل في رهج الغبار
إذا اصفرت عليه الشمس خلنا / نمير الماء يمزج بالعقار
كأن الماء أرض من لجين / مغشاة صفائح من نضار
وأشجار محملة كؤوساً / تضاحك في احمرار واخضرار
إذا أبصرن في نهرٍ سماء / وهبت له نجوم الجلنار
فزرنا إن نار الراح تكفي ال / ندامي خيفتي عار ونار
حسناء صافية بيضاء ضافية
حسناء صافية بيضاء ضافية / كأن رونقها في صارم ذكرِ
يزين اطرافها طرز كما رقيت / على المجرة طرز الانجم الزهر
وليلة كأنها على حذر
وليلة كأنها على حذر /
ممرها سارع من لمح البصر /
من قبلها لم أر ليلا مختصر /
ولا زماناً لم يبن من القصر /
والليل لا يركب إلا في غرر /
إذا وفى أحبابنا فيه غدر /
زار وما اسود الدجى ولا اعتكر /
أبيض إلا المقلتين والشعر /
أغر أوقاتي إذا زار غرر /
فلم يكن إلا السلام والنظر /
أو قبلة خالستها على خطر /
حتى انتضى الصبح حساماً مشتهر /
وانفل من اهواه في جيش البكر /
فبت محزوناً كأني لم أزر /
واحسرتا لليلنا كيف انحسر /
أقنطرة النوبندجان وديرها
أقنطرة النوبندجان وديرها / وحور مهى لا تألف الحور غيرها
شربنا بها والروض يخلع زهره / على الشرب والاشجار تنثر طيرها
فالروض عقفت الصبا اصداغه
فالروض عقفت الصبا اصداغه / والموج صفقت الشمال طرارهُ
وأظن دجله اسلمت أو ما راي / ت الجسر يقطع وسطها زناره
وحكى بناء المجد فيها غارس / غرس الصنائع حولها اشجاره
قد صور الفلك المدار كأنه / انشاه قبل كيانه وأداره
وبنى على شرف الثريا قصره / وطحا على فلك النعائم داره
فالشيد يصقل صانعوه لجيته / والساج ينقش مخلصوه نضاره
شغلت خواطرنا ولحظ عيوننا / مذ صار يجعل طرزه أشعاره
أوسع مثالا ان خطرت بباله / ونل السماء إذا بلغت دياره
ينسى العمالق واصف اخباره / ويهين مصر معدد امصاره
واشتاق طلعتك الخليفة مظهراً
واشتاق طلعتك الخليفة مظهراً / لك شوقه المطوي في اسرارهِ
ودعا الملوك فلم يلبّ دعاءه / إلاّ أحقهم بدار قراره
عظمت امر الله في تعظيمه / واقمت دين الله في استحضاره
وافاك في برد النبي محمد / بهدى النبي وسمته ووقاره
يشكو الى الإسلام وخط مشيبه / ما كلفته الترك من أسفاره
حتى بدا عضد الهدى وكأنّما / كان الخضاب أحال شيب عذاره
حتى إذا أبدى الإمام أمامه / ملكاً كبدر التم في انواره
خلنا على الكرسي ليثاً غابه / سمر القنا نبتت بفيض بحاره
وغداة ظلت مساير الإقبال في / خلع الإمام وطوقه وسواره
متسوراً بأهلة متطوقاً / بالشمس أو بالبدر او بإطاره
في خلعة صبغ للشباب بلونها / فالخلق قد جلبوا على ايثاره
وأعطيت طبع البحتري وشعره
وأعطيت طبع البحتري وشعره / فمن لي بمال البحتري وعمره
يا ابن عباد بن عبا
يا ابن عباد بن عبا / س بن عبدالله حرها
تنكر الجبر واخرجت / الى العالم كرها
وقثاءة مثل هلال السماء
وقثاءة مثل هلال السماء / ولكنها البست سندسا
عراقية لم يذب جسمها / هزالا ولم تحس فيمن حسا
زبرجدة حسنت منظراً / وكافورة بردت ملمسا
على رأسها زهرة غضة / كنجم الظلام اذا عسعسا
جاء بها مغرس طيب / من الارض اكرم به مغرسا
لها اخوات لطاف القدود / اذا ما تبرجن خضر الكسا
محجبة عن شموس النهار / بأردية كنسيم المسا
تقوس في حين ميلادها / ولم ار ذا صغر قوساً
يطول اللسان باطرائها / ويصبح من ذمها اخرسا
يوماً لبست به الخلاعة حلة
يوماً لبست به الخلاعة حلة / وسحبتها فسحبت خير لباسِ
في مجلس زجل الغناء متوج ال / كاسات فيه مهذب الجلاس
والطير قد طربت بحسن غنائها / لو أنها فطنت لشرب الكاس
والشمس عن حسد تغير لونها / ان لا تكون كغرة العباس
أنا لا أبالي من فقدت من الورى / أما حضرت فأنت كل الناس
وهنيته وحياً من الشعر لم يلق
وهنيته وحياً من الشعر لم يلق / بالفاظ غيري عندك غيرك درُسه
صحيفته قلبي إذا ما كتبته / وأقلامه الأفكار والطبع نفسه
شغفت بداية لي اشتهيها
شغفت بداية لي اشتهيها / وما فيها عن الوصل امتناعُ
بباردة المجس وما اقشعرت / معصبة وليس بها صداع
تمنع أو تحل ذؤابتاها / ويحسر عن مفارقها القناع
ولابس لون واحد وهو طائر
ولابس لون واحد وهو طائر / ملولة ابراده وهو واقعُ
أغر محشى الطلسان مدبج / وسود المنايا في حشاه دوائع
إذا حك أعلى راسه فكأنما / بسالفتيه من يديه جوامع
يخاف أذاً ولا يؤمن مقبلا / ويخفي على الأقران ما هو صانع
بدا فارسي الزي يعقد خصره / عليه قباء زينته الوشائع
فمعجره الوردي أحمر ناصع / ومئزره التبري أصفر قاقع
يرجع الحان الغريض ومعبد /
الحب كالدهر يعطينا ويرتجع
الحب كالدهر يعطينا ويرتجع / لا اليأس يصدقنا عنه ولا الطمعُ
صحبته والصبا يغري الصبابة بي / والوصل طفل غرير والهوى يفع
أيام لا النوم في أجفاننا خلس / ولا الزيارة من أحبابنا لمع
وليلة لا ينال الفكر آخرها / كأنما طرفاها الصبر والجزع
إذا الشبيبة سيفي والهوى فرمي / ورايتي اللهو واللذات لي شيع
أحييتها ونديمي في الدجى أمل / رحب الذرى وسميري خاطر صنع
حتى تبسم إعجاباً بزينته / لفظ بديع ومعنى فيك مخترع
لم يدر حي وقد جاء البشير به
لم يدر حي وقد جاء البشير به / أن الزمان لما نرجوه متسعُ
فزارها ليث غاب تحته فرس / وبدرتم عليه التاج والخلع
لما تطلع والرايات تكتمه / في ظلها وشاع الشمس مرتفع
أعدى بإقباله من أهلها نفراً / لم يعلموا أن در السعد يرتضع
فليهنها منه روض زهره درر / فتن العقود ومزن قطره دفع
لاحظ أباك فهذي مصر معرضة / وأنت يوسف والاسباط قد جمعوا
لكنهم ما نووا غدراً ولا نقضوا / عهداً ولا اضمر واغلاو ولا ابتدعوا
أيا أخا الجود وابن المجد لا بلد / إلا بذكرك أو بالسيف يفترع
فدى لجودك آمالي وسابقها / ومطمع من بحار الشعر ممتنع
فالقائلون بطاء عن مداي وإن / أبدعت معنى فهم في أخذه سرع
هم إذا خلطوا شعري بشعرهم / كالطير يهذون أو يحكمون ما سمعوا
اذا زرته لم تلق من دون بابه
اذا زرته لم تلق من دون بابه / حجاباً ولم تدخل عليه بشافعِ
كماء الفرات الجم اعرض ورده / لكل اناس فهو سهل الشرائع
تراه اذا ماجئته متهللا / تهلل ابكار للغيوث الهوامع
ولما وقفت أمام الإمام
ولما وقفت أمام الإمام / تأخر خلصانه والشيع
دنوت إلى تاجه والسرير / فهذا تعالى وذاك اتسع
وضاحك برد النبي القضي / ب أنساً بخوضك فيما شرع
سفرت فتيمه ما رأى / وقلت فأطربه ما سمع
وأثنت فضالك الباهرات / على ملك الدهر فيما اصطنع
طلعت فكنت كنجم الصبا / ح دل على الشمس لما طلع
ومن كلف الدهر امثالكم / فقد كلف الدهر ما لم يسع
وقافية منك أوضاحها
وقافية منك أوضاحها / ولكن لفظي فيها لمع
عراقية اللفظ شامية ال / محاسن علوية المصطنع
فيا واحد المجد صنها فمن / سوى واحد الشعر ما تستمع
مدحتك حتى بلغت المشيب / وكنت بباك دون اليفع
ملل التي يحسبها اهلها
ملل التي يحسبها اهلها / عذراء بكراً وهي في التاسعِ
يا رب غانية بيضاء تصحبني
يا رب غانية بيضاء تصحبني / من العتاب كؤوساً ليس تنساغُ
أشتاق طرتها أم صدغها ومعي / من كلها طرر سورد واصداغ
كأننا لا أتاح الله فرقتنا / يا لعبة المسك باز تحته زاغ