القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَسِيم الحَمَوي الكل
المجموع : 78
خير ما أصبحت مخلوع العذار
خير ما أصبحت مخلوع العذار / فَانفِ عنك الهم بالكأس المدار
قم بنا ننتهب اللذة في / ظل أيام الشباب المستعار
إنما العار الذي تحذره / أن تراني من لباس العار عاري
لا ومن داويت قلبي باسمه / لا تدرعت بأثواب الوقار
ولخيرٌ منه أن أشربها / في سنا الصبح على صوت القماري
قهوة تعشق من ذي هيفٍ / قمري الوجه ليلي العذار
تسكر الألباب من ألفاظه / فهي تغني الشرب عن شرب العقار
وإذا حدثته عن وصله / راح لا يلقاك إلا بازورار
قمرٌ قبلت منه وجنةً / حشوها ما شئت من ماءٍ ونار
نال منه اللحظ ما نال به / فهو فينا أبداً طالب ثار
تفرس الصهباء من فارساً / بدوي اللفظ تركي النجار
وإذا طاف بها تحسبه / بدر ليلٍ حاملاً شمس نهار
وسعيدٌ من تقضي عمره / بين كاسات رضابٍ وعقار
في اصطباحٍ واغتباقٍ واقترا / بٍ واغترابٍ وانتهاكٍ واستتار
شغلته الراح أن تبصره / واقفاً يندب أطلال الديار
نعم دنياه التي راح بها / طرباً يعثر في فضل الإزار
فإذا مات التقى من ربه / رحمةً تسكنه دار القرار
بمثل ذا لا يعالج البرح
بمثل ذا لا يعالج البرح / كيف يداوي بقاتلٍ قرح
عابوا ضلالي به فلا رشدوا / واستقبحوا علتي فلا صحوا
يا وجبة القلب حين قلت له / علك من نشوة الهوى تصحو
هذا وكم لي أراك تنصحه / فما ثنى من عنانه النصح
لكنه ينطوي على حرقٍ / لنارها في فؤاده قدح
وكلما زين السلو له / قال أعندي يحسن القبح
ويا مميتي بالهجر حسبك قد / أتعبني قصدك الذي تنحو
وكان مزحاً هواك أمس فيا / هولة ما جر ذلك المزح
ومقربٍ لو أعرته اللمح / بالعين كبا في غباره اللمح
على الدجى منه مسحةٌ وعلى / متن الضيا من يمينه مسح
أغر صافي الأديم أدهم لا / يخجل إلا من لونه الجنح
كأنما قد جسمه من دجا / الليل ومن وجهه بدا الصبح
قصر عن شأوه الجياد كما / قصر عن مكرماتك المدح
كأنني البحتري أنشده / وهو على عظم شأنه الفتح
فكل مجدٍ لمجده تبعٌ / وكل طودٍ لطوده سفح
قد كنت حرباً للدهر قبل وفى / أيامه تم بيننا الصلح
فاسلم فأنت السواد من مقلة ال / دهر ومن بيضة العلى المح
ما من أحدٍ يزيد إلا نقصا
ما من أحدٍ يزيد إلا نقصا / فارحم أسفي وداو هذي الغصصا
لم تلق فديت مثل قلبي قنصا / الشوق أطاع فيك والصبر عصى
أسير حزنٍ كلف
أسير حزنٍ كلف / نضو سقامٍ دنف
لم يخل جفن عينه / من عبراتٍ تكف
قد فعل الحب به / أكثر مما أصف
بين ضلوعي كبدٌ / حرى وقلبٌ يجف
والنفس بالذل لكم / مقرةٌ تعترف
كأن قلبي كرةٌ / يخطفها مختطف
أصرف همي بالمنى / لو أنه ينصرف
والحب لا يعرفه / إلا المحب الكلف
يعلم من يظلمني / أني لا أنتصف
سقياً لأيامٍ مضت / وليس منها خلف
وعيشنا مجتمعٌ / وشملنا موتلف
وصل الكتاب فما فضضت ختامه
وصل الكتاب فما فضضت ختامه / حتى تأرج طيبه وتصوغا
كالروض إلا أن وشي سطوره / أسنى ندىً عندي وأحسن موقعا
فأزرت مني الطرف أحسن ما رأى / منشوره والسمع أطيب ما وعا
يا مسعراً بالعذل أثناء الحشا
يا مسعراً بالعذل أثناء الحشا / عذلاً أضر على الجوانح من لظى
ما الوجد إلا أن تقبل مبسماً / خصراً فيوسع نار شوقك ملتظى
ما نام عزمي عن معاودة السرى / إلا وجدت من الصبابة موقظا
جمع المهابة في طلاقة وجهه / كملاً فكان الحازم المتيقظا
وثنا نداه له ثناي فلن أرى / يوماً بغير مديحه متلفظا
ليلتي هل أنت عائدة
ليلتي هل أنت عائدة / بوصال الشادن الفخر
لست أنساها وقد جليت / في وشاح الأنجم الزهر
والتقى والثغران فابتسمت / ظلمة الآفاق عن سحر
ليتها عادت ولو أخذت / معها الباقي من العمر
سرى موهناً واستكتمته المهالكُ
سرى موهناً واستكتمته المهالكُ / حبيبٌ أضاء الليل والليل حالكُ
وكم من قوام في الأكلة مرهفٍ / يضيء له بدرٌ ويرتج عانك
من اللاء لا تلك الزيانب تنتمي / إليها ولا تلقاك منها العواتك
تصد الفتى عن قلبه وهو حازمٌ / وتثنيه عن سبل الهدى وهو ناسك
كأن ضنى أحداقها وخصورها / تقاسمه عشاقها والبواتك
ويهماء باتت كالقسي ضوامراً / من الأين فيها اليعملات الرواتك
وأصبحن من جذب البرين حواكياً / أزمتهن المسنمات التوامك
ولما أحست أنها من قواصد / ندى بن علي لم ترعها المهالك
لقد جاد لي حتى توهمت أنني / له في الذي تحوي يداه مشارك
وخولني فوق الذي كنت آملاً / فعدت ونظم الشعر للجود مالك
فلا ناكبٌ عن سبل ما أنا قائلٌ / ولا آخذٌ إلا لما أنا تارك
إذا اليوم أذكى نار حربٍ تصافحت / بساحته هام العدى والسنابك
وللشمس لألاءٌ يلوح كأنه / على البيض من تحت العجاج سبائك
وتضحي عتاق الأعوجيات ضمراً / يعل دماً منها القنا المتشابك
لها لجمٌ زرق الأسنة في الوغى / فهن لأطراف العوالي عوالك
إذا صادفت جلداً من الأرض رفعت / بأيدٍ وفيها أوجهٌ وترائك
وضاقت خروق الأرض وهي فسيحةٌ / عليها وما ضاقت عليها المعارك
ليهن المعالي والعوالي وما حوت / سروج المذاكي منكم والممالك
تزول الجبال الصم وهي رصينةٌ / ومجدكم باقٍ على الدهر آرك
لك العيد لا بل فيك للعيد رؤيةٌ / أتيناك نستجدي بها ونبارك
وأنت أمت البخل وهو مخلدٌ / عطاءً وأحييت الندى وهو هالك
وجدت ولم تسأل وغيرك واهبٌ / إذا سيل من دون العطية ماحك
ولنا إذا انبجست أهاضيب الحيا
ولنا إذا انبجست أهاضيب الحيا / يومٌ تغاث به البلاد وتمطر
وتظل مفعمةً أكف بروقه / تطوى به حلل الغمام وتنتشر
والغيث منسكبٌ كأن حبابه / دررٌ تبث على المياه وتنثر
فحسبت أن الروض منه منورٌ / والأرض غرقى والغدير مجدر
وترى الشقيق كأن روضته
وترى الشقيق كأن روضته / لما سقاه مضاعف النسج
حللٌ معصفرةٌ شققن على / متقابلات ثواكل الزنج
عرج فديت على الحبيب وحيه
عرج فديت على الحبيب وحيه / واحفظ فؤادك من جآذر حيه
غرتك غرته وكم من ميتٍ / فتكت بمهجته لواحظ ميه
ومن الحبائب في الركائب هاتكٌ
ومن الحبائب في الركائب هاتكٌ / بجبينه ظلم الليالي الجون
ما شام صارم جفنه وجفونه / إلا لسفك دمي وماء جفوني
هتك الظلام وسار من أترابه / في الركب بين أهلةٍ وغصون
يبرين أفئدة الرجال بما حوت / أعطافهن وليس من يبرين
ولقد بلوت خلاله فوجدته / لدن المهزة شامخ العرنين
ينبيك عن وثباته وثباته / ما عنده من يقظةٍ وسكون
وليلةٍ بات فيها البدر قد صنعت
وليلةٍ بات فيها البدر قد صنعت / به المياه على ضحضاحها حبكا
تختال بين قميصيها وقد نظمت / كواكب الجو في ديجوره شبكا
أحلت الماء ما حلته من دررٍ / كأنما ركبت في قعره فلكا
ولقد سنحن لنا بحمص جآذرٌ
ولقد سنحن لنا بحمص جآذرٌ / عقدت ذوائبهن بالأرساغ
ما بالهم حجبت عقارب أرضهم / وقتلننا بعقارب الأصداغ
لله في زمن الربيع وصائفٌ
لله في زمن الربيع وصائفٌ / حفت بزهرة باقلاءٍ مبهجَهْ
ولوت بمفرقها عصابة لؤلؤٍ / فكأن شمساً بالنجوم متوَّجَهْ
وكأن أنملها حبتك بدرةٍ / بيضاء مطبقةٍ على فيروزَجَهْ
رأوا جدرياً لاحَ في صحن خده
رأوا جدرياً لاحَ في صحن خده / كدر العقود في نحور الكواعب
وما هو إلا البدر لما تكاملت / محاسنه نقطنه بالكواكب
وقالوا رمته النائبات ضلالةً / وما علموا أن العلى بالنوائب
وأشهى ما إلي إذا أضاءت
وأشهى ما إلي إذا أضاءت / سماء الكأس من شمس العقار
وأغيد مثل متن الريح ليناً / تفل جفونه جفن اصطباري
كأن بخده ماءٌ وناراً / تولد منهما ليل العذار
وتسكر مقلتاه براحٍ فيه / ففي لحظاته أثر الخمار
سقاك على تورد جلنار / الخدود مدامةً كالجلنار
أفر إليك من وشل العطايا / وأسبح من نوالك في الغمار
وإنكم إذا طلعت نجوم الأسنة / في دجى ليل الغبار
لآباء المكارم والمعالي / وأبناء الضراغمة الضواري
فأنت الشمس لم يكفرك ليلٌ / دجا والبدر جل عن السرار
حي كتاباً فضضت خاتمه
حي كتاباً فضضت خاتمه / عن مثل وشي الرياض أو أملح
يا كرم الله وجه كاتبه / عرض لي بالجفاء أو صرح
شح بألفاظه وخاطره / بالدر من كل خاطرٍ أسمح
حتى أتاني كتابه فشفا / كل فؤادٍ ببينه مقرح
ومعلم الخد ما زالت نواظره
ومعلم الخد ما زالت نواظره / تعلم السقم من جسمي وتستبق
ليت العواذل في حبي له وجدوا / وجدي به وكما لاقيت فيه لقوا
قبلته ولنا من ليل طرته سترٌ / فنم بنا من وجهه فلق
والله لولا ارتشافي ماء ريقه / لكنت بالنار من خديه أحترق
يا أيها المولى الذي وجهه
يا أيها المولى الذي وجهه / أبهى سناً من فلق الصبح
ومن إذا قيس ندى حاتم / بجوده عير بالشح
ولو تبدى لفتح بحترٍ / قطع بالنعل قفا الفتح
يا ابن الملوك الصيد من فارسٍ / ورب ذاك الخلق السمح
يا طود عزي وغنى فاقتي / وبدر ليلى وسنا صبحي
إن ابن عيسى قال ما قلته / وربما قصر في الشرح
هاك حديثي بحذافيره على / طريق الجد لا المزح
أمس أتاني رجلٌ عاقلٌ / جم العطايا صائب القدح
يلومني في ترك مدحي له / والعتب في كائدة النصح
ويشتري الحمد محيلاً علي / بروقه الصادقة اللمح
وأنت تدري أن ردي له / وإن أتى في غاية القبح
لم يك عن بخلٍ ولكنه جاء / وقد تبت عن المدح
يا صفقة الخسران من بعد ما / تبينت لي صفقة الربح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025