المجموع : 78
خير ما أصبحت مخلوع العذار
خير ما أصبحت مخلوع العذار / فَانفِ عنك الهم بالكأس المدار
قم بنا ننتهب اللذة في / ظل أيام الشباب المستعار
إنما العار الذي تحذره / أن تراني من لباس العار عاري
لا ومن داويت قلبي باسمه / لا تدرعت بأثواب الوقار
ولخيرٌ منه أن أشربها / في سنا الصبح على صوت القماري
قهوة تعشق من ذي هيفٍ / قمري الوجه ليلي العذار
تسكر الألباب من ألفاظه / فهي تغني الشرب عن شرب العقار
وإذا حدثته عن وصله / راح لا يلقاك إلا بازورار
قمرٌ قبلت منه وجنةً / حشوها ما شئت من ماءٍ ونار
نال منه اللحظ ما نال به / فهو فينا أبداً طالب ثار
تفرس الصهباء من فارساً / بدوي اللفظ تركي النجار
وإذا طاف بها تحسبه / بدر ليلٍ حاملاً شمس نهار
وسعيدٌ من تقضي عمره / بين كاسات رضابٍ وعقار
في اصطباحٍ واغتباقٍ واقترا / بٍ واغترابٍ وانتهاكٍ واستتار
شغلته الراح أن تبصره / واقفاً يندب أطلال الديار
نعم دنياه التي راح بها / طرباً يعثر في فضل الإزار
فإذا مات التقى من ربه / رحمةً تسكنه دار القرار
بمثل ذا لا يعالج البرح
بمثل ذا لا يعالج البرح / كيف يداوي بقاتلٍ قرح
عابوا ضلالي به فلا رشدوا / واستقبحوا علتي فلا صحوا
يا وجبة القلب حين قلت له / علك من نشوة الهوى تصحو
هذا وكم لي أراك تنصحه / فما ثنى من عنانه النصح
لكنه ينطوي على حرقٍ / لنارها في فؤاده قدح
وكلما زين السلو له / قال أعندي يحسن القبح
ويا مميتي بالهجر حسبك قد / أتعبني قصدك الذي تنحو
وكان مزحاً هواك أمس فيا / هولة ما جر ذلك المزح
ومقربٍ لو أعرته اللمح / بالعين كبا في غباره اللمح
على الدجى منه مسحةٌ وعلى / متن الضيا من يمينه مسح
أغر صافي الأديم أدهم لا / يخجل إلا من لونه الجنح
كأنما قد جسمه من دجا / الليل ومن وجهه بدا الصبح
قصر عن شأوه الجياد كما / قصر عن مكرماتك المدح
كأنني البحتري أنشده / وهو على عظم شأنه الفتح
فكل مجدٍ لمجده تبعٌ / وكل طودٍ لطوده سفح
قد كنت حرباً للدهر قبل وفى / أيامه تم بيننا الصلح
فاسلم فأنت السواد من مقلة ال / دهر ومن بيضة العلى المح
ما من أحدٍ يزيد إلا نقصا
ما من أحدٍ يزيد إلا نقصا / فارحم أسفي وداو هذي الغصصا
لم تلق فديت مثل قلبي قنصا / الشوق أطاع فيك والصبر عصى
أسير حزنٍ كلف
أسير حزنٍ كلف / نضو سقامٍ دنف
لم يخل جفن عينه / من عبراتٍ تكف
قد فعل الحب به / أكثر مما أصف
بين ضلوعي كبدٌ / حرى وقلبٌ يجف
والنفس بالذل لكم / مقرةٌ تعترف
كأن قلبي كرةٌ / يخطفها مختطف
أصرف همي بالمنى / لو أنه ينصرف
والحب لا يعرفه / إلا المحب الكلف
يعلم من يظلمني / أني لا أنتصف
سقياً لأيامٍ مضت / وليس منها خلف
وعيشنا مجتمعٌ / وشملنا موتلف
وصل الكتاب فما فضضت ختامه
وصل الكتاب فما فضضت ختامه / حتى تأرج طيبه وتصوغا
كالروض إلا أن وشي سطوره / أسنى ندىً عندي وأحسن موقعا
فأزرت مني الطرف أحسن ما رأى / منشوره والسمع أطيب ما وعا
يا مسعراً بالعذل أثناء الحشا
يا مسعراً بالعذل أثناء الحشا / عذلاً أضر على الجوانح من لظى
ما الوجد إلا أن تقبل مبسماً / خصراً فيوسع نار شوقك ملتظى
ما نام عزمي عن معاودة السرى / إلا وجدت من الصبابة موقظا
جمع المهابة في طلاقة وجهه / كملاً فكان الحازم المتيقظا
وثنا نداه له ثناي فلن أرى / يوماً بغير مديحه متلفظا
ليلتي هل أنت عائدة
ليلتي هل أنت عائدة / بوصال الشادن الفخر
لست أنساها وقد جليت / في وشاح الأنجم الزهر
والتقى والثغران فابتسمت / ظلمة الآفاق عن سحر
ليتها عادت ولو أخذت / معها الباقي من العمر
سرى موهناً واستكتمته المهالكُ
سرى موهناً واستكتمته المهالكُ / حبيبٌ أضاء الليل والليل حالكُ
وكم من قوام في الأكلة مرهفٍ / يضيء له بدرٌ ويرتج عانك
من اللاء لا تلك الزيانب تنتمي / إليها ولا تلقاك منها العواتك
تصد الفتى عن قلبه وهو حازمٌ / وتثنيه عن سبل الهدى وهو ناسك
كأن ضنى أحداقها وخصورها / تقاسمه عشاقها والبواتك
ويهماء باتت كالقسي ضوامراً / من الأين فيها اليعملات الرواتك
وأصبحن من جذب البرين حواكياً / أزمتهن المسنمات التوامك
ولما أحست أنها من قواصد / ندى بن علي لم ترعها المهالك
لقد جاد لي حتى توهمت أنني / له في الذي تحوي يداه مشارك
وخولني فوق الذي كنت آملاً / فعدت ونظم الشعر للجود مالك
فلا ناكبٌ عن سبل ما أنا قائلٌ / ولا آخذٌ إلا لما أنا تارك
إذا اليوم أذكى نار حربٍ تصافحت / بساحته هام العدى والسنابك
وللشمس لألاءٌ يلوح كأنه / على البيض من تحت العجاج سبائك
وتضحي عتاق الأعوجيات ضمراً / يعل دماً منها القنا المتشابك
لها لجمٌ زرق الأسنة في الوغى / فهن لأطراف العوالي عوالك
إذا صادفت جلداً من الأرض رفعت / بأيدٍ وفيها أوجهٌ وترائك
وضاقت خروق الأرض وهي فسيحةٌ / عليها وما ضاقت عليها المعارك
ليهن المعالي والعوالي وما حوت / سروج المذاكي منكم والممالك
تزول الجبال الصم وهي رصينةٌ / ومجدكم باقٍ على الدهر آرك
لك العيد لا بل فيك للعيد رؤيةٌ / أتيناك نستجدي بها ونبارك
وأنت أمت البخل وهو مخلدٌ / عطاءً وأحييت الندى وهو هالك
وجدت ولم تسأل وغيرك واهبٌ / إذا سيل من دون العطية ماحك
ولنا إذا انبجست أهاضيب الحيا
ولنا إذا انبجست أهاضيب الحيا / يومٌ تغاث به البلاد وتمطر
وتظل مفعمةً أكف بروقه / تطوى به حلل الغمام وتنتشر
والغيث منسكبٌ كأن حبابه / دررٌ تبث على المياه وتنثر
فحسبت أن الروض منه منورٌ / والأرض غرقى والغدير مجدر
وترى الشقيق كأن روضته
وترى الشقيق كأن روضته / لما سقاه مضاعف النسج
حللٌ معصفرةٌ شققن على / متقابلات ثواكل الزنج
عرج فديت على الحبيب وحيه
عرج فديت على الحبيب وحيه / واحفظ فؤادك من جآذر حيه
غرتك غرته وكم من ميتٍ / فتكت بمهجته لواحظ ميه
ومن الحبائب في الركائب هاتكٌ
ومن الحبائب في الركائب هاتكٌ / بجبينه ظلم الليالي الجون
ما شام صارم جفنه وجفونه / إلا لسفك دمي وماء جفوني
هتك الظلام وسار من أترابه / في الركب بين أهلةٍ وغصون
يبرين أفئدة الرجال بما حوت / أعطافهن وليس من يبرين
ولقد بلوت خلاله فوجدته / لدن المهزة شامخ العرنين
ينبيك عن وثباته وثباته / ما عنده من يقظةٍ وسكون
وليلةٍ بات فيها البدر قد صنعت
وليلةٍ بات فيها البدر قد صنعت / به المياه على ضحضاحها حبكا
تختال بين قميصيها وقد نظمت / كواكب الجو في ديجوره شبكا
أحلت الماء ما حلته من دررٍ / كأنما ركبت في قعره فلكا
ولقد سنحن لنا بحمص جآذرٌ
ولقد سنحن لنا بحمص جآذرٌ / عقدت ذوائبهن بالأرساغ
ما بالهم حجبت عقارب أرضهم / وقتلننا بعقارب الأصداغ
لله في زمن الربيع وصائفٌ
لله في زمن الربيع وصائفٌ / حفت بزهرة باقلاءٍ مبهجَهْ
ولوت بمفرقها عصابة لؤلؤٍ / فكأن شمساً بالنجوم متوَّجَهْ
وكأن أنملها حبتك بدرةٍ / بيضاء مطبقةٍ على فيروزَجَهْ
رأوا جدرياً لاحَ في صحن خده
رأوا جدرياً لاحَ في صحن خده / كدر العقود في نحور الكواعب
وما هو إلا البدر لما تكاملت / محاسنه نقطنه بالكواكب
وقالوا رمته النائبات ضلالةً / وما علموا أن العلى بالنوائب
وأشهى ما إلي إذا أضاءت
وأشهى ما إلي إذا أضاءت / سماء الكأس من شمس العقار
وأغيد مثل متن الريح ليناً / تفل جفونه جفن اصطباري
كأن بخده ماءٌ وناراً / تولد منهما ليل العذار
وتسكر مقلتاه براحٍ فيه / ففي لحظاته أثر الخمار
سقاك على تورد جلنار / الخدود مدامةً كالجلنار
أفر إليك من وشل العطايا / وأسبح من نوالك في الغمار
وإنكم إذا طلعت نجوم الأسنة / في دجى ليل الغبار
لآباء المكارم والمعالي / وأبناء الضراغمة الضواري
فأنت الشمس لم يكفرك ليلٌ / دجا والبدر جل عن السرار
حي كتاباً فضضت خاتمه
حي كتاباً فضضت خاتمه / عن مثل وشي الرياض أو أملح
يا كرم الله وجه كاتبه / عرض لي بالجفاء أو صرح
شح بألفاظه وخاطره / بالدر من كل خاطرٍ أسمح
حتى أتاني كتابه فشفا / كل فؤادٍ ببينه مقرح
ومعلم الخد ما زالت نواظره
ومعلم الخد ما زالت نواظره / تعلم السقم من جسمي وتستبق
ليت العواذل في حبي له وجدوا / وجدي به وكما لاقيت فيه لقوا
قبلته ولنا من ليل طرته سترٌ / فنم بنا من وجهه فلق
والله لولا ارتشافي ماء ريقه / لكنت بالنار من خديه أحترق
يا أيها المولى الذي وجهه
يا أيها المولى الذي وجهه / أبهى سناً من فلق الصبح
ومن إذا قيس ندى حاتم / بجوده عير بالشح
ولو تبدى لفتح بحترٍ / قطع بالنعل قفا الفتح
يا ابن الملوك الصيد من فارسٍ / ورب ذاك الخلق السمح
يا طود عزي وغنى فاقتي / وبدر ليلى وسنا صبحي
إن ابن عيسى قال ما قلته / وربما قصر في الشرح
هاك حديثي بحذافيره على / طريق الجد لا المزح
أمس أتاني رجلٌ عاقلٌ / جم العطايا صائب القدح
يلومني في ترك مدحي له / والعتب في كائدة النصح
ويشتري الحمد محيلاً علي / بروقه الصادقة اللمح
وأنت تدري أن ردي له / وإن أتى في غاية القبح
لم يك عن بخلٍ ولكنه جاء / وقد تبت عن المدح
يا صفقة الخسران من بعد ما / تبينت لي صفقة الربح