القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الدُّمَيْنَة الكل
المجموع : 114
ذَكَرتُكِ وَالحَدَّادُ يَضرِبُ قَيدَهُ
ذَكَرتُكِ وَالحَدَّادُ يَضرِبُ قَيدَهُ / عَلَى السّاقِ مِن عَوجاءَ بادٍ كُعوبُهَا
فَقُلتُ لِرَاعِى السِّجنِ وَالسِّجنُ جامِعٌ / قَبَائِلَ مِن شَتَّى وشَتَّى ذُنُوبُهَا
أَلاَ لَيتَ شِعرِى هَل أَزُورَنَّ نِسوَةً / مُضَرَّجَةً بِالزَّعفَرانِ جُيُوبُهَا
وَهَل أَلقَيَن بِالسِّدرِ مِن أَيمَنِ الحِمَى / مُصَحَّحَةَ الأَجسامِ مَرضَى قُلُوبُهَا
بِهِنَّ مِنَ الدَّاءِ الّذِى أنا عارفٌ / وَلا يَعرِفُ الأَدواءَ إِلاّ طَبِيبُهَا
عَلَيهِنَّ ماتَ القَلبُ مَوتاً وجانَبَت / بِهِنَّ نَوَى غِبٍّ أَشَتَّ شَعُوبُهَا
يَقُولُونَ لا تَنظُر وَتِلكَ بَلِيَّةٌ
يَقُولُونَ لا تَنظُر وَتِلكَ بَلِيَّةٌ / أَلاَ كُلُّ ذِى عَينَينِ لا بُدَّ ناظِرُ
وَلَيسَ اكتِحَالُ العَين بِالعَينِ رِيبَةً / إِذا عَفَّ فِيما بَينَهُنَّ الضَّمائِرُ
إِلَى اللهِ أشكُو مُضمَرَاتٍ مِنَ الهَوَى
إِلَى اللهِ أشكُو مُضمَرَاتٍ مِنَ الهَوَى / طَواهُنَّ طُولُ النَّأىِ طَىَّ الصَّحائِفِ
أُقامَ بِنَحوِ الماء قَلبِى وباعَدَت / بِسائِرِ جُثمانِى قِلاصُ العَلائِفِ
وَدَّعتُ نَجداً بَعدَ هَجرٍ هَجَرتُهُ
وَدَّعتُ نَجداً بَعدَ هَجرٍ هَجَرتُهُ / قَدِيماً فَحَيّانِي سَقَتهُ الغَمائِمُ
أَلاَ يَا أُمَيمَ القَلبِ نَرضى إِذا بَدَا / لَنَا مِنكِ وُدٌّ مِثلُ وُدّيكِ دَائِمُ
هَجَرتُكِ أَيّاماً بِذِى الغَمرِ إِنّني / عَلَى هَجرِ أَيّامٍ بذِى الغَمرِ نادِمُ
هَجَرتُكَ إِشفاقاً عَلَيكِ مِنَ الرّدى / وَخَوفَ الأعادِى وَاجتِنَابَ النَّمائِمِ
فَلَمَّا انقَضَت أَيّامُ ذِى الغَمرِ وَارتَمَت / بِكِ الدّارُ لاَمَتنى عَلَيكِ اللَّوَائِمُ
وَإِنّى وَذَاكَ الهَجرَ لَو تَعلَمينَهُ / كَعَازِبةٍ عَن طِفلِهَا وَهىَ رَائِمُ
مَتى تَطرَحى قَولَ الوُشَاةِ وَتُخلِصى / لنا الوُدَّ يَذهَب عَنكِ مِنّا الذَّمائِمُ
وَمَا بَينَ تَفرِيقِ النَّوَى بَينَ مَن تَرَى / مِنَ الحيِّ إِلاّ أَن تَهُبَّ السَّمائِمُ
وَرُبَّ خَليلٍ سَوفَ تَفجَعُهُ النَّوى / بِخُلصَانِهِ لَو قَد تَغَنّى الحَمائِمُ
وَلَيسَ عَلَينَا أَن تَبينَ بِكِ النَّوى / فَتَنأَي ولاَ مِن أَن تَموتَ النّمائِمُ
وَلكِن عَلَينَا أَن تَجُودِى بنائلٍ / لِغَيرِى وَيَلحَانى عَلَيكِ اللَّوَائِمُ
فَما أَعلَمَ الواشِينَ بِالسِّرِّ بَينَنَا / وَنَحنُ كِلانَا لِلمَوَدَّةِ كاتِمُ
وَمَا نَلتَقى إِلاّ الفُجَاءَةَ بَعدَ ما / نَرى أَنَّ أَدنى عَهدِنا المُتَقادِمُ
وَمَا نَلتَقى إِلاّ لِماماً عَلَى عِدىً / عِدَادَ الثُّرَيّا وَهىَ مِنكِ الغَنائمُ
أُدَارِى بِهِجرَانيكِ صِيداً كأَنَّمَا / بآنفِهِم مِن أَن يَرَونى الغَمائِمُ
فأشهَدُ عِندَ اللهِ لاَ زِلتُ لاَئماً / لِنفسِىَ ما دَامَت بِمَرَّ الكَظائِمُ
لِمَنعَى مالاً مِن أُمَيمَةَ بَعدَ ما / دُعِيتُ إِليها إِنّ شَجوِى لَدَائِمُ
تباعَدتُ حَتَّى حِيلَ بيني وبينَهَا / كما مِن مَكانِ الفَرقَدَينِ النَّعائِمُ
أَلاَ هَل لأَيَّامٍ تَوَلَّينَ مَطلَبُ
أَلاَ هَل لأَيَّامٍ تَوَلَّينَ مَطلَبُ / وَهَل عاتِبٌ زارٍ عَلَى الدَّهرِ مُعتَبُ
أَرَى غِيرَ الأَيّامِ أَزرَى بِلِينِها / وَمَعروفِها دَهرٌ بِنَا يَتَقَلَّبُ
فَلِلنَّفسِ مِن ذِكرٍ لَما زالَ فانقَضَى / عَوَائدُ أَحزانٍ تَشُفَّ وَتُنصِبُ
غَلَبنَ اعتِزامَ الصَّبرِ فالقَلبُ تابِعٌ / لِداعِى الهَوَى مِن ذِى المَوَدَّةِ مُصحِبُ
فَمالَت بِكَ الأَيّامُ وَازدادَ هَفوَةً / لِذِكرِ الغَوانِى لُبُّكَ المُتَشَعِّبُ
عَلَى حِينَ لَم تُعذَر بِجَهلٍ وأَشرَفَت / عَلَيكَ أُمُورٌ لَم تَكُن لَكَ تُغضِبُ
ورَوَّحتِ الآياتُ والدِّينُ وَالنُّهَى / علَيكَ مِنَ الحِلمِ الّذِى كادَ يَعزُبُ
وكَيفَ معَ الحَبلِ الَّذِى بَقِيتَ لَهُ / قُوىً مُحكَماتٌ عَقدُهُنَّ مُؤَرَّبُ
يَزِيدُ فَناءُ الدَّهرِ فِيهِنَّ جِدَّةً / وَتَقلِيبُ أَشطانِ الهَوَى حَيثُ يَضرِبُ
تَرُومُ عَزاءً أَو تَرُومُ صَرِيمَةً / وَفى ذَاكَ عَن بَعضِ الأَذَى مُتَنَكَّبُ
عَنِ المُشِكلِ المُزجِى المَوَدَّةَ وَالّذى / يَبِينُ فَينأَى أَو يُدَانِى فَيَقرُبُ
مَعَ الطَّمَعِ اللّذ لا يَزَالُ يَرُدُّهُ / جَميلُ النَّثا والمَنظَرُ المُتَحَبَّبُ
وَقَد جُزِيَت بالوُدِّ سَلمضى وَمَا الهَوَى / بِمُستَجمِعٍ إِلاّ لمَن يَتَحَبَّبُ
وَقالت لَقَد أَعلَنتَ باسمِى وَأَيقَنَت / بِذَاكَ شُهُودٌ حَاضِرُونَ وغُيَّبُ
فَقُلتُ وإِنِّى حِينَ تَبغِى صَرِيمَتى / لَسَمحٌ إِذا ضَنَّ الهَيُوبُ المُلزّبُ
أَتَقرِبَةً لِلصَّرمِ أَم دَفعَ حاجةٍ / أَرَادَت بِهِ أَم ذاتَ بَينِكَ تَقرُبُ
وَأُقسِمُ ما اَدرِى إِذا المَوتُ زَارَنِى / أَسلمَى بِقَلبِى أَم أُمَيمةُ أَصقَبُ
فَما مِنهُمَا إِلاّ التِّى لَيسَ لِلهَوَى / سِوَاهَا عِنِ الأُخرَى مِنَ الأَرضِ مَذهَبُ
هُمَا اقتَادَتَا لُبِّى جَنِيباً وَلَم يَكُن / لِمَن لاَ يُجازِى بِالمَوَدَّةِ يَجنُبُ
فَلاَ القَلبُ يَنسَى ذِكرَ سَلمَى إِذا نَأَت / وَلاَ الصَّبرُ إِن بانَت أُمَيمةًُ يُعقِبُ
وَكَم دُونَ سَلمَى مِن جِبالٍ وسَبسَبٍ / إِذا قَطَعَتهُ العِيسُ أَعرَضَ سَبسَبُ
مَلِيعٍ تَرَى غِربانَ مَنزِلِ رَكبِهِ / عَلَى مُعجَلٍ لَم يَحىَ أَو يَتَطَرَّبِ
لِجِنّانِهِ وَاللَّيلُ دَاجٍ ظَلامُهُ / دَوِىٌّ كَما حَنَّ اليَرَاعُ المُثَقَّبُ
قَطَعتُ وَلَولاَ حُبُّهَا مَا تَعَسَّفَت / بِنا عَرضَهُ خُوصٌ تَخِبُّ وَتَتعَبُ
فَوَا كَبِدِى مِمَّا أُحِسُّ مِنَ الهَوَى
فَوَا كَبِدِى مِمَّا أُحِسُّ مِنَ الهَوَى / إِذا ما بَدا بَرقٌ مِنَ اللَّيلِ يَلمَحُ
لَئِن كانَ هَذا الدَّهرُ نَأياً وَغُربَةً / عَنِ الأَهلِ وَالأَوطانِ فَالمَوتُ أَروَحُ
وَنُبِّئتُ لَيلَى أَرسَلَت بِشَفاعَةٍ
وَنُبِّئتُ لَيلَى أَرسَلَت بِشَفاعَةٍ / إِلَيَّ فَهلاَّ نَفسُ لَيلَى شَفِيعُهَا
أَأَكرَمُ مِن لَيلَى عَلَىَّ فَتَبتَغِي / بِهِ الجاهَ أَم كُنتُ امْرَءًا لا أُطِيعُهَا
تَنَاسَ هَوَى عَصماءَ إِمّا نَأَيتَها
تَنَاسَ هَوَى عَصماءَ إِمّا نَأَيتَها / وَكَيفَ تَناسِيكَ الّذِى لَستَ نَاسِيا
لَعَمرِى لَئِن عَصماءُ شَطَّ مَزارُها / لَقَد زَوَّدَت زاداً وَإِن قَلَّ باقِيَا
وَما هىَ مِن عَصماءَ إِلاّ تَحِيَّةٌ / تُوَدِّعُنِيها حِينَ حُمَّ ارتِحاليَا
لَيالَىَ حَلَّت بِالقَرِيَّينِ حَلَّةً / وَذِى مَرَخٍ يا حَبّذا ذاكَ واديا
خَلِيلىَّ مِن بَينش الأَخِلاَّءِ لا تَكُن / حِبالُكما أُنشُوطَةً مِن حِبالِيَا
وَلا تَشقَيَا قَبلَ المَماتِ بِصُحبَتِى / ولا تَلبَسانِى لُبسَ مَن كانَ قاليَا
فإنَّ فِراقِى سَوفَ يُخلِفُ غَيرَهُ / وَشِيكاً وإِن صاحَبتُمانِي لَياليَا
أَعِنِّى عَلَى بَرقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُ
أَعِنِّى عَلَى بَرقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُ / تُضِىء دُجُنَّاتِ الظَّلامِ لَوامِعُه
إِذا اكتَحَلَت عَينا مُحِبٍّ بِضَوئِهِ / تَجافَت بِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ مَضَاجِعُه
قَعَدَتُ لهُ ذَاتَ العِشَاءِ أُشِيمُهُ / وَأَنظُرُ مِن أَينَ استَقَلَّت مَطَالِعُه
وَباتَ وِسادِى ساعِداً قَلَّ لَحمُهُ / عَلَى العَظمِ حتّى كادَ يَبدُو أَشاجِعُه
وبِيضٍ كالظّباءِ مُنَعَّماتٍ
وبِيضٍ كالظّباءِ مُنَعَّماتٍ / يَصِدنَكَ جَهرَةً غَيرَ اغتِرَارِ
إِذا حاوَلنَنى فَاَصَدنَ قَلبِى / جَعَلتُ الوُدَّ مِنهُنَّ انتِصارِى
وَصَرَّفتُ الحَدِيثَ لَهُنَّ حَتَّى / اُصافِىَ وُدَّهُنَّ عَلَى اقتِدَارِ
فَإِن تَكُنِ الحَوادِيثُ وَقَّرَتنِى / وَعَدَّى الشَّيبُ عَن طَلبِ الجَوارِى
فَقَد عاوَرتُهُنَّ ثِيابَ لَهوٍ / لَبِسناهُنَّ وَالمَحرُومُ عارِى
لَيالَى لا يُغَيِّرُ حُبَّ لَيلَى وَوُدِّها / وَما أَنا مِن حُبِّ لِلَيلَى بِتائِبِ
لَقَد كَثُرَ الأخبَارُ أَن قَد تَزَوَّجَت
لَقَد كَثُرَ الأخبَارُ أَن قَد تَزَوَّجَت / فَهَل يَأتِيَنِّى بِالطَّلاقِ بَشِيرُ
دَعَوتُ إِلهي دَعوَةً ما جَهِلتُهَا / وربّي بما يُخفِى الضَّميرُ بَصيرُ
لَئِن كانَ يُهدَى بَردُ أَنياَبِهَا العُلا / لأَفقرَ منّى إِنَّنى لَفَقِيرُ
وَلَمّا لَحِقنا بِالحُمولِ وَدونَهَا
وَلَمّا لَحِقنا بِالحُمولِ وَدونَهَا / خَميصُ الحَشا تُوهِى القَميصَ عواتِقُه
قَليلُ قَذَى العَينَينِ نَعلَمُ أَنَّهُ / هُوَ المَوتُ غِن لم تُصرَعَنّا بَوَائِقُه
وَقَفنا فَسَلَّمنا فَسلَّمَ كارهاً / علينا وتَبريحٌ مِنَ الغَيظِ خانِقُه
فَسَاءلتُهُ تّى اطمَأنَّ وَقد بَدَا / لنا بَرَدٌ مِنهُ تَطيرُ صَواعِقُه
فَسايَرتُهُ مِيلَينِ يا لَيتَ أَنَّنى / عَلَى سُخطِهِ حتّى المَماتِ أُرافِقُه
فَلمّا رَأت أن لا جَوابَ وَأنّما / مَدَى الصَّرمِ مَضروبٌ علينا سُرادِقُه
رَمَتنِى بِطَرفٍ كَمِيَّا رَمَت بِهِ / لَبُلَّ نَجِيعاً نَحرُهُ وَبَنائِقُه
بِنُورٍ بَدَا من حاجِبَيهَا كأنَّهُ / بُروقُ الحَيا تُهدَى لِنَجدٍ شَقائِقُه
وَرُحنا وكلٌّ نَفسُهُ قَد تَصَعَّدَت / إِلى النَّحرِ حتَّى ضَمَّها مُتَضَايِقُه
مِنَ الوَجدِ إِلاّ أَنَّ مَن فَاضَ دَمعُهُ / أراحَ وَظِلُّ المَوتِ تَغشَى بَوارِقُه
مَنَحتُ صَرِيحَ الوُدِّ لَيلى كَرامةً / لِلَيلى ولكنّى لِغَيرِك ماذِقُه
فَلَم تَجزِني بالوُدِّ لَيلى وَلَم تَخَف / مَلاَمَكَ فى عَهدٍ علينا وَثائِقُه
وما أحدَثَ النَّأىُ المُفَرِّقُ بَينَنا
وما أحدَثَ النَّأىُ المُفَرِّقُ بَينَنا / سُلُوّاً وَلاَ طُولُ اجتِماعِ تَقَالِيا
كَأَن لَم يَكُن نَأىٌ إِذا كانَ بَعدَهُ / تَلاقٍ وَلكن لا إِخالُ تَلاقِيَا
خَلِيلَىَّ إِلاّ تَبكِيا لِىَ أَلتَمِس / خَلِيلاُ إِذا أَنزَفتُ دَمعِى بَكَى لِيَا
لَقَد خِفتُ أَن يَلقانِى المَوتُ بَغتَةَ / وَفِى النَّفسِ حاجاتٌ إِلَيكِ كَما هِيَا
وَدِدتُ عَلَى حُبِّ الحَياةِ لَو أنَّها / يُزَادُ لَها فِى عُمرِها مِن حَياتِيَا
وَقَد يَجمَعُ اللهُ الشَّتِيتَينِ بَعدَما / يَظُنَّانِ كُلَّ الظّنِّ أَن لاَ تَلاَقِيَا
أَلا حَبَّ بِالبَيتِ الّذِى أَنتَ هاجِرُهُ
أَلا حَبَّ بِالبَيتِ الّذِى أَنتَ هاجِرُهُ / وَأَنتَ بِتَلماحٍ مِن الطَّرفِ زائِرُه
فَإِنَّكَ مِن بَيتٍ لَعَينِىَ مُعجِبٌ / وَاَحسَنُ فِى عَينِى مِنَ البَيتِ عامِرُهُ
أَصُدُّ حَيَاءً أَن يَلِجَّ بِىَ الهَوَى / وَفِيكَ المُنَى لَولاَ عَدُوٌّ حاذِرُه
وَكَم لائمٍ لَولال نَفاسَةُ حُبِّها / عَلَيكَ لَمَا بالَيتَ أَنّكَ خَابِرُه
أُحِبُّكِ يا لَيلَى عَلى غَيرِ رِيبَةٍ / وَما خَيرُ حُبٍّ لا تَعَفُّ سَرائِرُه
وَقَد مَاتَ قَبلِى أَوَّلُ الحُبِّ فَانقَضَى / فَإِن مِتُّ أَضحَى الحُبُّ قَد ماتَ آخِرُه
فَلَمّا تَنَاهَى الحُبُّ فِى القَلبِ وارداً / أَقامَ وَأَعيَت بَعد ذاكَ مَصَادِرُه
وَقَد كانَ قَلبِى فِى حِجابٍ يُكنُّهُ / وَحُبُّكِ مِن دُونِ الحِجابِ يُسَاتِرُه
فَماذَا الّذِى يَشفَى مِن الحُبِّ بَعدَما / تَشَرَّبَهُ بَطنُ الفُؤَادِ وَظاهِرُه
وَأَنتِ كمَثلُوجِ صَفا فِى قَرارةٍ
وَأَنتِ كمَثلُوجِ صَفا فِى قَرارةٍ / عَلَى مَتنِ صَفوانٍ بِمَجرَى المَهالِكِ
يُشابُ بِما تَجنِى النِّحالُ وَتَأتَرِى / بِأَوعَرَ مِن عَروانَ صَعبِ المَسَالِكِ
أَلِمَّا بِحَرسٍ ذِى الزُّرُوعِ فَسَلِّمَا
أَلِمَّا بِحَرسٍ ذِى الزُّرُوعِ فَسَلِّمَا / وَإن كانَ عن قَصدِ المَطِيِّ يَجورُ
فَإنَّ بِحَرسٍ ذِى الزُّرُوعِ لِنِسوَةً / فُؤَدُكَ فى تَكليمِهنَّ يُحُورُ
أَلا لَيتَنا نَحيا جِميعاً بِبَلدَةٍ
أَلا لَيتَنا نَحيا جِميعاً بِبَلدَةٍ / وَتَبلَى عِظَامِى حَيثُ تَبلَى عِظامُها
نَكونُ كَما كانَ المُحِبُّونَ قَبلَنا / إِذا ماتَ مَوتاها تَعارَفَ هامُها
خَليلىَّ إِنّى قَد أَرِقتُ ونِمتُما
خَليلىَّ إِنّى قَد أَرِقتُ ونِمتُما / فَهَل أَنتُما بالعِيسِ مُدَّلِجَانِ
فقالا أَنِمتَ اللَّيلَ ثُمَّ دَعَوتَنَا / ونحنُ غُلاَما نَعسَةٍ حَدَثَانِ
فَقُم حَيثُ تَهوى إِنَّنا حَيثُ نَشتهى / وإِن رُمتَ تَعرِيسابً بِنَا غَرِضانِ
خَليلىَّ مِن أَهلِ اليَفاعِ شُفِيتُمَا / وعُوفِيتُماَ مِن سَيّىءِ الحَدَثانِ
أَلا فَاحمِلاَني باركَ اللهُ فيكما / إِلى حاضرِ القَرعَاءِ ثُمَّ دَعَاني
مُتَيِّمتايَ حَلَّتا بشَقِيقَةٍ / مَنصِّفَةٍ بَينَ اللِّوى وقِرَانِ
خَليلىَّ كُفَّاالألسُنَ العُوجَ وَاعلما / مِنَ العِلمِ أَن لاَجُهدَ بي وَذَرَانى
وإِنّى تَدَبَّرتُ الأُمُورَ وَاعلما / بِنَفسىَ والفٍِتيَانِ مُنذُ زَمَانِ
فلم أُحفِ باللَّومِ الرَّفيقَ ولَم أَجِد / خَلِيَّا ولاَذَا البَثِّ يَستَوِيَانِ
أَحَقًّا عِبَادَ اللهِ أَن لَستُ مَاشِياً / بِمرحَابَ حتّى يُحشَرَ الثَّقَلاَنِ
ولاَ لاَهِياً يَوماً إِلَى اللَّيلِ كُلِّهِ / بِبيضٍ لَطيفاتِ الخُصُورِ رَوانى
يُمَنّينَنا حتّى تَزِيغَ عُقُولُنَا / ويَخلِطنَ مَطلاً ظاهِراً بلَيانِ
وما حُبُّ أُمِّ الغَمرِ إِلاّ سَجِيَّةٌ / عليها بَرانى اللهُ ثُمَّ طَوَانِى
طَوَانِى عَلَى حُبٍّ لها وسَجِيَّةٍ / أَجَل وأُنوفُ الكاشحينَ عَوَانِى
نَذُودُ النُّفُوسَ الحائماتِ عَنِ الهوى / إِذا كان قَلبانا بِنَا يَرِدَانِ
ذِيادَ الصَّوَادِى عَن قِرى الماءِ بَعدَما / مضى والفَلا سَبعٌ لَها وثَمانِ
ولَو أَنَّ أُمَّ الغَمرِ اَمسَت مُقيمةً / بِتَثليثَ أَو بالخَطِّ خَطِّ عُمانِ
تَمَنَيَّتُ اَنَّ اللهَ جامعُ بَينِنا / بما شَاءَ فى الدُّنيَا فَمُلتَقِيَانِ
وكنّا كَرِيمَى مَعشَرٍ حُمَّ بينَنا / تَصَافٍ فَصُنّاهُ بِحُسنِ صِوَانِ
سَيَبقى ولا يَبلى ويَخفى ولا يُرى / فَما عَلِموا من أَمرِنَا بِبَيَانِ
مِنَ النَّاسِ إنسانانِ دَينى عليهما / مَلِيّانِ لَو شاءا لَقَد قَضَيَانِى
خَليلىَّ أَمّا أُمُّ عَمروٍ فمنهما / وأَمّا عَنِ الأُخرَى فَلاَ تَسَلاَنِى
مَنُوعانِ ظلاّمانِ لا يُنصِفَانِنى / بِدَلَّيهما وَالحُسنِ قَد خَلَبانِى
مِنَ البيضِ نَجلاَ والعُيُونِ غَذَاهما / نَعيمٌ وعَيشٌ ضارِبٌ بِجِرَانِ
يَظَلاّنِ حَتّى يَحسِبَ النّاسُ أَنّنى / قُضِيتُ ولاَ واللهِ مَا قَضَيَانِى
أَفِى كلِّ يَومٍ أَنتَ رَامٍ بلادَهَا / بِعَينَينِ إِنسَاناهما بالهَمَلاَنِ
إِذا اغرَورقَت عَينَايَ قَالَ صَحابتى / لَقَد أُولِعَت عَينَاكَ بالهَمَلاَنِ
وإِن لَم يُنازِعنى رَفيقاىَ ذِكرَهَا / تَجَوَّيتُ مِن مِطوَىَّ واجتَوَيانى
أَطَعتُكِ حَتى أَبغَضَتنى عَشِيرتي / وأَقصَى إِمَامِي مَجلسِى وجَفانِى
ورامَيتُ فيكِ النَّفسَ حَتّى رَمَيتنِنى / مَعَ النّابلِ الحَرّانِ حَيثُ رَمَانى
وأكبرُ فَقدٍ مِنكِ قَد رَاحَ أَو غَدَا / فَبَانَ بلا ذَنبٍ وَلاَ شَنآنِ
فَوَدّعتُهُ ثُمَّ انصَرَفتُ كأنَّنى / سُدىً لم تُصِبنى لَوعَةُ الحَدَثَانِ
لَعَلَّكِ أَن يَبقى لكِ الذَّنبُ عِندَهُ / فَتُجزَى بهِ إِن اُخِّرَ الأَجَلانِ
لَعَمرُ أَبي أَشماءَ والنَّأىُ يشتفى / لَقِدماً أَرَى الهَجرَ الطَّوِيلَ شَفَانى
خَليلىَّ مَكُنُونُ الهوى صَدَع الحَشا / فكيفَ بمَكنونِ الهوى تَرَيانِ
بَرَى الحبُّ جِسمى غَيرَ جُثمانِ أَعظُمي / بَلِينَ وإنّى ناطِقٌ بِلسانِى
أَلاَ هَل أدُلُّ الوارِدَينِ عَشِيَّةً / عَلَى مَشرَبٍ غَيرِ الّذِى يَرِدَانِ
عَلَى مَشرَبٍ سَهلِ الشَّرِيعَةِ بارِدٍ / هُوَ المُستَقَى لا حَيثُ يَستَقِيانِ
فإنَّ عَلَى الماءِ الّذِى يَرِدَانِهِ / غَرِيماً لَوَانى الَّدَّينَ مُنذُ زُمَانِ
لَطِيفَ الحَشا عَبلَ الشَّوَى طَيِّبَ النَّثا / لهُ عِلَلٌ ما تَنقَضِى وَأَمانى
لَوَ أنّى جُلِدتُ الحَدَّ فيهِ صَبَرتُهُ / وَقُيِّدتُ لم أَملَل مِنَ الرَّسَفانِ
فَمُرّا فَقُولاَ نحنُ نطلُبُ حاجةً / وعُودَ فَقُولاَ نحنُ مُنصَرِفَانِ
لَئِن كَانَ فى الهِجرانِ أَجرٌ لقَد مَضَى / لىَ الأجرُ فى الهِجرانِ يافَتَيَانِ
فَوَاللهِ مَا أَدرِى أكلُّ ذَوِى الهَوى / عَلَى ما بنا أم نحنُ مُتَلَيانِ
وَإِنّا لمشهورانِ مُؤتَمَرٌ بنا / بُلقيانِ مَن لا نَشتَهِى ظَفِرَانِ
وَإِنّا لَمِن حَيَّينِ شَتَّى وَإِنَّنا / عَلَى ذَاكَ ما عِشنَا لَمُلتَقِيانِ
ألا حَبَّذا الماءُ الذِى قابَلَ النَّقا
ألا حَبَّذا الماءُ الذِى قابَلَ النَّقا / ويا حَبّذا مِن أَجلِ ظَمياءَ حاضِرُه
إِذا ابتَسَمَت ظَمياءُ وَاللَّيلُ مُسدِفٌ / تَجَلَّى ظَلامُ اللَّيلِ حِينَ تُباشِرُه
وَلَو سَأَلَت للنَّاسِ يَوماً بِوَجهِها / سَحابَ الثُّرَيّا لاستَهَلَّت مَواطِرُه
أقَمتُ عَلَى رَمّانَ يَوماً وَلَيلَةً
أقَمتُ عَلَى رَمّانَ يَوماً وَلَيلَةً / لاَنظُرَ ما واشِي أُمَيمَةَ صانِعُ
فَقَصرُكِ منّى كلَّ يَومٍ قَصِيدةٌ / تَخِبُّ بها خُوصُ المَطِىِّ النَّزائِعُ
أُقَضِّي نَهارِي بِالحَديثِ وبالمُنَى / ويَجمَعُنِي وَالهَمَّ بِاللَّيلِ جامعُ
نَهَارِى نَهارُ النَّاسِ حَتّى إِذا بَدا / لىَ اللَّيلُ هَزَّتنِى إِليكِ المَضاجعُ
وسِربٍ مَباهِيجٍ كأَنَّ عُيُونَها / عُيونُ المَهَا جِيبَت عَليها البَراقعُ
أُولئِكَ لا يَطيعُهُنَّ مُزَنَّدٌ / ولا النَّيزَقِىُّ العَجرَفِىُّ البُلاتعُ
وَلا كُلُّ مَبهوتٍ سَكوتٍ كأَنَّهُ / مِنَ العِىِّ مَسدُودٌ عليهِ المَسَامعُ
وَلكِن يُمانِيهنَّ كُلُّ مُشَهَّرٍ / طَويلُ التَّمادِى رابطُ الجَأشِ وادعُ
يُساقِطُ أَطواراً قوارعَ كلُّها / ومن خَيرِ باباتِ الخُصوم القَوارعُ
يُحاذِرُ مِنهُنَّ الشِّماسَ فَيَرعَوِى / وَلِلقَتلِ أَحياناً هُناكَ مَواضعُ
كما استَتَرَ الرَّامِى لِوَحشٍ غرِيرَةٍ / فأُشعِرنَ ذُعراً وَهوَ بالصَّيدِ طامِعُ
لَعَمرِى لقد بَرَّحنَ بى فوقَ ما تَرى / وَلاقَيتُ ما لم يَلقَ مِنهُنَّ تابعُ
وقُدتُ الصِّبا مِن غيرِ فُحشٍ وقادَنِى / كَما قِيدَ فى الحَبلِ الجَنيبُ المُطاوعُ
فَأَسلَمَنى البَاكُونَ إِلاّ حَمَامةً / مُطَوَّقَةً قَد صانَعت مَا أُصانعُ
إِذا نحنُ أَنفدنَا الدُّمُوعَ عَشِيَّةً / فَمَوعِدُنا قَرنٌ مِنَ الشَّمسِ طالعُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025