المجموع : 81
يَبكى بِجهركَ مدنَفٌ محزونُ
يَبكى بِجهركَ مدنَفٌ محزونُ / لم يدرِ حينَ صددتَ كيفَ يكونُ
سترَ الهوى وأسرَّ شدةَ شوقهِ / فكلاهُما بينٌ وذاكَ مصونُ
لا تخذلي عينيه يا عبراتِهِ / لمعينِ من أهوى عليهِ عُيونُ
لم لا تدورُ بكامنٍ في قلبهِ / حَركاتُ شوقٍ ما لهنَّ سُكونُ
وحسنتَ في عَيني فلا حسَنُ
وحسنتَ في عَيني فلا حسَنُ / إلا كأنكَ ذلك الحَسنُ
لما انطَوى قَلبي على شجنٍ / يَوماً فكانَ سواءك الشجَنُ
رُعت العيونَ فكنتَ غايتَها / وزَهت بكَ اللذاتُ والفِتَن
وتَحيرت قبل الظنونِ بها / لحظاتكَ الأوهامُ والفِطَنُ
يا مَن تَدِقُّ عن الصفاتِ محاسنُه
يا مَن تَدِقُّ عن الصفاتِ محاسنُه / وتُجلُّهُ الأبصارُ حينَ تُعاينُه
دانَ الجمالُ له فأيقنَ أنَّهُ / لا شيءَ أصبحَ مِثلَهُ فيقارنُه
صِل من دَعتهُ إليكَ لحظةُ طرفهِ / وأرتكَ أنكَ لا محالةَ فاتنُه
فأجاب دَعواها وأقبل طائعاً / قلبٌ تحرَّكَ من هوىً لكَ ساكنُه
يا عَبرةً ليسَ تَستبينُ
يا عَبرةً ليسَ تَستبينُ / غيَّضنها في الحَشا الجفونُ
يَحيا بِها قلبُ مُستهامٍ / بكاؤُهُ كامنٌ مَصونُ
دمعانِ لم يُدركا بوَهمٍ / ولا امتنى بينهما ظنونُ
تجاريا في الضَّمير حتى / كادَت تراعيهما العيونُ
يا رَحمتا للعاشِقينا
يا رَحمتا للعاشِقينا / ما إن أرَى لهم مُعينا
كم يَهجُرونَ ويعذلو / نَ ويجزعونَ فيَنحلونا
وتراهمُ مِما بهِم / بينَ البريةِ خاشِعينا
يتحملونَ ويُظهرو / نَ تجلُّداً للشامتينا
ومُتصلِ المحاسنِ بالفتونِ
ومُتصلِ المحاسنِ بالفتونِ / أقامَت فيهِ لذاتُ العيونِ
تضمنَ جسمَ عاشقهِ سقامٌ / بهِ بينَ المحاجرِ والجفونِ
لهُ من جَوهرينِ تمازجاهُ / سَماويينِ جلا عن قَرينِ
وجلَّ فلن تَراهُ كلُّ عينٍ / فَكنت بالبديعِ وبالمَصونِ
إنفِ عن قلبكَ الحزن
إنفِ عن قلبكَ الحزن / باقترابٍ من السكن
وتمتَّع بكلِّ طر / فِكَ في وجههِ الحَسَن
إنَّ في قربهِ الشِّفا / ءَ من السُّقمِ للبَدَن
قَريحُ الفؤادِ قريحُ الجفونِ
قَريحُ الفؤادِ قريحُ الجفونِ / كثيرُ البكاء طويلُ الحَنينِ
يَذوقُ الخَليُّ لذيذَ الكَرَى / ويقطعُ ليلتَهُ بالأنينِ
عَصى مَن يلومُ وقاسى الهُمومَ / بجسمٍ سقيمٍ وقلبٍ حزينِ
ذهابُ النفوسِ وجهدُ القلوبِ / ودَمعُ العيونِ بلحظِ العيونِ
أيا حسنَ الوجهِ وال
أيا حسنَ الوجهِ وال / مُجَّردِ والمحتضَن
ويا ما تحبُّ العيو / نُ من كلِّ شيءٍ حسَن
ويا غايةَ النفسِ في ال / مُنى وحياةَ البَدَن
منعت جُفوني الكَرى / فنَم فهناكَ الوَسَن
يا مُنى النفسِ ويا فوقَ المُنى
يا مُنى النفسِ ويا فوقَ المُنى / والذي أضحى لقلبي شجَنا
وحياتي ورجائي لم تزل / تُمسكُ القلبَ وتحيي البَدَنا
يا هلالاً طالعاً في غصُنٍ / ليتَني ملكتُ ذاك الغُصنا
أشهِدُ اللَه ومن يَعذلُني / أنَّني أحببتُ شيئاً حَسَنا
عاذلاتِي ارحمنَني كَما تَلُمنا
عاذلاتِي ارحمنَني كَما تَلُمنا / من يفكُّ الفؤادَ إن كانَ رَهنا
جعل الشوق فوقَ خديَّ خداً / بدموعٍ تفني عزائِي وتَفنَى
يا فُؤاداً أضحَى سَقيماً غَريباً / عن محلٍّ ما ذاقَ عِزاً وأمنا
طالَ حرُّ الحَشا عليكَ فقد بِن / تَ كئيباً مُضنىً وخلَّفتَ مضنى
للذي ذَلَّ من الشوقِ فَلن
للذي ذَلَّ من الشوقِ فَلن / وإذا عزَّ الذي تَهوى فهُن
كُن ذليلاً للذي يشبهُهُ / رشأٌ أحوَى وَبدرٌ وغُصُن
وأطِع طرفَك فيه لا تقُل / ليتَ ما بي من هواهُ لم يكُن
واعصِ مَن يَعذلُ في الوجدِ لِمَن / إنما يوماهُ نُورٌ وحسَن
لمحاسنِ الوجهِ المَصونِ
لمحاسنِ الوجهِ المَصونِ / بالعِزِّ عن لحظِ العيونِ
وبِوجنَتينِ شَبيهَتينِ / الوردَ فوق الياسمينِ
إلا رثيتَ لمدنَف ال / حَركاتِ مُكتئبِ السُكونِ
مَن مُقلتاهُ دلتا / هُ للملاحةِ والفتونِ
جُرتَ على قلبي مع الحُزنِ
جُرتَ على قلبي مع الحُزنِ / يا مُنتَهى الغايةِ في الحُسنِ
لم يكفِهِ أنَّكَ أخرجتَهُ / من موضعِ الراحةِ والأمنِ
فَصارَ رَهناً في يديَّ الهوى / يا قربَهُ من غلقِ الرهنِ
يا طولَ سَلوايَ إلى غافلٍ / عن كلِّ ما أسلُو وما أعنِي
إن كنتَ لا تسمعُ الأنينا
إن كنتَ لا تسمعُ الأنينا / مني ولا تعرفُ الحنينا
فقد وحبيك عيلَ صبري / وكم عسى الصبرُ أن يكونا
يا ضيفَ صبرٍ يجرُّ قلباً / يكادُ لولاكَ أن يبينا
ما ذاقَ حسنَ العزاءِ شوقاً / فكيفَ من فارقَ القرينا
هو عندَ الشمس مثل الشم
هو عندَ الشمس مثل الشم / سِ عندَ العالمينا
وهو عندَ الغُصنِ فوقَ ال / غُصنِ إشراقاً ولينا
فتنةٌ ملكها الحسن / عيونَ الناظرينا
ليتَ ما ظن بهِ النا / سُ وبي كانَ يقينا
دمعُ عيني كان مشتا
دمعُ عيني كان مشتا / قاً إلى قرَّةِ عيني
إنهُ كان رسولاً / بينهُ الدهرَ وبَيني
فلئِن غابَ فقد غا / بَ سرورُ المقلتينِ
أنفدَ الدمعَ من الطرفِ / وروَّى الوجنَتينِ
لم تَغب عَني وَإن كن
لم تَغب عَني وَإن كن / تَ بَعيداً عَن عياني
أقربُ الناسِ إلى فِك / ري وقلبي ولساني
حل منِّي الشوقُ في / كلِّ مكانٍ ومكانِ
يا بعيدَ الدارِ باليأ / سِ قريباً بالأماني
أيا قمراً تحتَهُ شعبةٌ
أيا قمراً تحتَهُ شعبةٌ / من البانِ تَهتزُ ريا ولينا
وَيا فِتنةً عِندَ أَهلِ الفُتونِ / وَيا محنةَ اللَه للمتقينا
حويتَ الهوى وقلوبَ الأنا / مِ حتى ملكتهُم أجمعينا
يا عزيزاً لم تَبتَذله العيونُ
يا عزيزاً لم تَبتَذله العيونُ / فَهو عن أعينِ الأنامِ مَصونُ
مدنفُ القلبِ ناحِلُ الجِسم يهوا / كَ إذا ما صددتَ كيفَ يكونُ
يا فتوراً حواهُ بالنظرِ الفا / تِر من لحظِ مقلتيهِ الجفونُ
ليسَ بعدَ الغليلِ والشوقِ وال / وجدِ وطُولِ السقامِ إلا المنونُ