المجموع : 46
شاعر الحب والجمال دعوني
شاعر الحب والجمال دعوني / شاعر النور عاطرا والتغني
أنا راض بما دعوني ولكن / أترى الفن يرتضي ما دعوني
ما الوجود الذي تراءى حيالي / ملء ذهني وإنما بعض ذهني
لا عرفت الحياة إن كان فني / ما بدا لي ولست أخلق فني
منحتني إيزيس ما يهب الخص / ب وخصبي كالروح يغنى ويغني
أنا بعض من الوجود ولكن / كل ما في الوجود من بعض كوني
ملأت مهجتي الأثير طيوبا / وتناهت بكل ما ند عني
أنظر الشمس إن فيها شعورا / كشعوري وكل ما شع مني
وانظر النجم وهو يغمز للشم / س بشوق ولوعة لم تفتني
وانظر السحب وهي تمضي نشاوى / باكيات وقد أصاخت للحني
ضمختها أنفاس شعري فحالت / في الأزاهير بين شهد ومن
سنها من سني لو كنت تدري / أن هذي الآباد رفت بسني
وشعاع الأجرام يحسد وجداني / ونفسي ككائن لم تسعني
أنا معنى من السلام من النور / من الحق والعلى لا التدني
ما اضطهادي بنائل من جناني / لو رأيت الضياء يعو لغبن
جاحدي يعلن الهزيمة لاقا / ها فما كان طعنه في طعني
إن روحي تبر بالطائش الها / وي كأني مسدد بعض ديني
ليس فضل الحكيم أن ينشر الحك / مة قولا فحسب من دون عين
رحمتي لا تضنّ بالصفح للآ / ثم إن خص من جموع بضن
فكأني المسيح فدى غفورا / وتسامى من بعد صلب ودفن
وتناهى مبادئا هي أبقى / من خلود العلى ومن أيّ كون
باذلا روحه فتنمو وتسري / سريان الحياة في غير من
فليحنّيَ الحساد بالعيب ما شاؤوا / ولا عاش حاسد لم يخنّي
وليغنّوا نقيض ما هم عليه / فبحسبي أني أقول وأعني
ولينادوا بنبلهم وهو زور / وبيأس لهم شبيه بجبن
وليباه الجناة لست حقودا / فأجاري ولا أثيما فأجني
ذاك صدري هو السماحة والرح / مة للعالمين رغم التجنّي
ما جاء قبلك للتخليد إنسان
ما جاء قبلك للتخليد إنسان / عنا له الظلم والظلام أو دانوا
أو دونت صحف التاريخ معجزة / كمعجزاتك فيها العقل برهان
ألم تكن أنت في صحراء موحشة / الواحة السمحة المثلى لمن عانوا
ألم تكن أنت في دهماء قاسية / النجم أضواؤه هدي وعرفان
ألم تكن أنت محيي الناس مكرمهم / من بعد ما أغرقوا في الموت أو هانوا
ألم تكن أنت للدنيا معلمها / حين الخرافة أديان وسلطان
ألم تكن أنت للأسرى محررهم / والأسر والرق مثل الموت ألوان
ألم تكن أنت للإنسان حجته / على الفناء إذا الإنسان إنسان
يا أيها البطل الأميّ عش أبدا / ذكراك عطر وأضواء وألحان
إن الزمان الذي نورت طلعته / من نوره سطعت للخلد أزمان
لولا تعالميكم اللاتي قد ازدهرت / مدى العصور لعم الأرض طوفان
والجهل أخطر من إعصار كارثة / فما سواه لرزء الناس شيطان
ميلادك الحر ميلاد يفوح شذى / كما يفوح بشعر الحب بستان
قالوا أتنظم شعرا في محبّته / فالشعر للصادق الإحساس ميزان
وأيّشعر لمثلي كيفما عظمت / رموزه في الذي نجواه قرآن
من حرر العقل حين الناس أكثرهم / دون البهائم والأديان أوثان
من ثار في الناس لا تخشى عقيدته / إلا الإله فلم يردعه طغيان
من علم الناس معنى السلم في زمن / كان الأعزّ به بطش وعدوان
من لقّن الحكمة الشورى بسيرته / ووزّع الحب فالأعداء إخوان
من رام كل الورى أنصار دعوته / على المدى واصطفاهم أينما كانوا
من راض للناس أحلاما لعزتهم / وبعض إلهامه السامي السبرمان
ماذا أقول وشعري دون ما ملكت / نهاي حين جميع الكون آذان
حسبي قليلي فنزري في جواهره / من وحي من حبه كنز وديوان
في ظله كلنا أبناء ملّته / فما تتاءت برغم البعد صلبان
وكلنا يوم هذا العيد أمته / إن العروبة إيمان وأوطان
الحب والحسن والأمان
الحب والحسن والأمان / أعز ما يمنح الزمان
أحظيَ اليوم أن أراها / تعود أم فاتها الأوان
مشاهد قد خلبن لبّي / كأنما بينها رهان
قد أبدعتها بلا شبيه / العبقريات لا المران
فكل شيء بها طريف / وبعض آياتها الجنان
والناس آدابهم تسامت / بها فزينوا بها وزانوا
وساد أصفى الهدوء حتى / كأنما عندها يصان
أتيتها خائفا حزينا / فهشّ لي الحب والأمان
وسقسقت لي الغصون شعرا / كأنما الدوح مهرجان
والجو في دفئه عطوف / كأهلها دفؤه حنان
يطل من نصبها جلال / وذكريات لها بيان
وكم بها متحف أثير / يفوح من مجده الدهان
وكم بها نعمة ولكن / هل يجذب النعمة افتتان
أنى تلفّت لم أجدني / إلا رؤى فاتها الحسان
وكل ما في الحياة يلهو / كأنما الكل دون جوان
إن يحرق الناس نثر روض / في حين أوراقه جمان
فقبله النار بددتني / وما تبقى هو الدخان
يا سلم خير أن نراك مزعزعا
يا سلم خير أن نراك مزعزعا / من أن نرى للحرب سوقا بيننا
يا جاعل النيران جنات لنا / ومطهر الإنسان حتى آمنا
لا تلقنا يأسا وصبرا ربما / علمتنا وصقلتنا فخلقتنا
إن كنت ترجونا الفداء فكن لنا / بعض الفدى فنرى السعادة والغنى
يا نفحة الأرباب حين تجاوبوا / والفن فابتدعوا سناك فهيمنا
إن تبق حارسنا رفعت نفوسنا / وإلى الحضيض نزل إما فتنا
ولئن تمادى الأشقياء بغبننا / فكن الملاذ ولا تسوغ غبننا
إن نحن ضعنا ضعت أنت وإن تصن / آمالنا صانتك كنزا يقتنى
ويجيء يوم للحياة مقدّس / فتكون معبود الحياة المعلنا
لولاك كانت مثل أشباح الردى / بجهنّم لا مثل أطياف المنى
فأجب دعاء للبرية شاملا / من قد أساء لنا ومن قد أحسنا
مدّ الخريف رواقا من مباهجه
مدّ الخريف رواقا من مباهجه / وبينها نثر أطياف وألوان
وهذه غادتي الحمراء راقصة / كأنها وحدها خصّت ببستاني
أو أنّ أوراقها لاحت تراودني / بحمرة الشمس قبل المغرب القاني
كأنها ما درت ما اشتد من محني / أو إن درت لم تشاطر بعض أحزاني
شقيقة الزهر في أصباغ فرحته / أحسنت حتى وإن أحسنت نسياني
يثي من الفرحة الألوان زاهية / لفتنة الطير والإنسان في آن
ولا تبالي عزوفي فهو عن مقة / كأنما أنا أخشى بث أجشاني
وكان أولى بمثلي في تفجّعه / صبر على الضيق مهما الضيق آذاني
أنا الذي علم المكلوم بهجته / فصارع الهم جياشا بألحاني
رفي إذن في نضار رائع بهج / وحمرة من يواقيت ومرجان
بل من معان تخيّلنا نفائسها / وما عرفنا لها كنها بوجدان
كأنها بعض أحلام مجنّحة / تمثّلت فوق أوراق وأغصان
كأنها حلو إلهام يداعبنا / لكنّه فوق إحساس لإنسان
إلا التفاؤل يبدو من مخائلها / وإن سما فوق تكييفي وحسباني
ولا تعيبي الذي ما حد من نظري / إليك مثل غريب جائع عن
فإن فيك من الصوفيّ فلسفة / وفي من عابد ما بزّ إيماني
وقد قتلت سلوي عنك ساحرة / فلا تلومي إذن قربي وتحناني
أنا من يفتّش عن محاسن ناقدي
أنا من يفتّش عن محاسن ناقدي / فأذيعها كمحاسن لجناني
حب الجمال أراه فوق خصومة / وأرى الجمال موزّع الإحسان
وأرى الحقيقة لا تحدّ فما لنا / نهوى التعصب في غرور جان
لم لا نفتش في شعور مخلص / للحق دون تحزّب وهوان
ليست أنانية الحياة جميلة / كلا ولا عجز الضرير الواني
وإذا تأملت الخلاف وجدتهُ / يحوي بذور الحق للإنسان