القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 46
شاعر الحب والجمال دعوني
شاعر الحب والجمال دعوني / شاعر النور عاطرا والتغني
أنا راض بما دعوني ولكن / أترى الفن يرتضي ما دعوني
ما الوجود الذي تراءى حيالي / ملء ذهني وإنما بعض ذهني
لا عرفت الحياة إن كان فني / ما بدا لي ولست أخلق فني
منحتني إيزيس ما يهب الخص / ب وخصبي كالروح يغنى ويغني
أنا بعض من الوجود ولكن / كل ما في الوجود من بعض كوني
ملأت مهجتي الأثير طيوبا / وتناهت بكل ما ند عني
أنظر الشمس إن فيها شعورا / كشعوري وكل ما شع مني
وانظر النجم وهو يغمز للشم / س بشوق ولوعة لم تفتني
وانظر السحب وهي تمضي نشاوى / باكيات وقد أصاخت للحني
ضمختها أنفاس شعري فحالت / في الأزاهير بين شهد ومن
سنها من سني لو كنت تدري / أن هذي الآباد رفت بسني
وشعاع الأجرام يحسد وجداني / ونفسي ككائن لم تسعني
أنا معنى من السلام من النور / من الحق والعلى لا التدني
ما اضطهادي بنائل من جناني / لو رأيت الضياء يعو لغبن
جاحدي يعلن الهزيمة لاقا / ها فما كان طعنه في طعني
إن روحي تبر بالطائش الها / وي كأني مسدد بعض ديني
ليس فضل الحكيم أن ينشر الحك / مة قولا فحسب من دون عين
رحمتي لا تضنّ بالصفح للآ / ثم إن خص من جموع بضن
فكأني المسيح فدى غفورا / وتسامى من بعد صلب ودفن
وتناهى مبادئا هي أبقى / من خلود العلى ومن أيّ كون
باذلا روحه فتنمو وتسري / سريان الحياة في غير من
فليحنّيَ الحساد بالعيب ما شاؤوا / ولا عاش حاسد لم يخنّي
وليغنّوا نقيض ما هم عليه / فبحسبي أني أقول وأعني
ولينادوا بنبلهم وهو زور / وبيأس لهم شبيه بجبن
وليباه الجناة لست حقودا / فأجاري ولا أثيما فأجني
ذاك صدري هو السماحة والرح / مة للعالمين رغم التجنّي
ما جاء قبلك للتخليد إنسان
ما جاء قبلك للتخليد إنسان / عنا له الظلم والظلام أو دانوا
أو دونت صحف التاريخ معجزة / كمعجزاتك فيها العقل برهان
ألم تكن أنت في صحراء موحشة / الواحة السمحة المثلى لمن عانوا
ألم تكن أنت في دهماء قاسية / النجم أضواؤه هدي وعرفان
ألم تكن أنت محيي الناس مكرمهم / من بعد ما أغرقوا في الموت أو هانوا
ألم تكن أنت للدنيا معلمها / حين الخرافة أديان وسلطان
ألم تكن أنت للأسرى محررهم / والأسر والرق مثل الموت ألوان
ألم تكن أنت للإنسان حجته / على الفناء إذا الإنسان إنسان
يا أيها البطل الأميّ عش أبدا / ذكراك عطر وأضواء وألحان
إن الزمان الذي نورت طلعته / من نوره سطعت للخلد أزمان
لولا تعالميكم اللاتي قد ازدهرت / مدى العصور لعم الأرض طوفان
والجهل أخطر من إعصار كارثة / فما سواه لرزء الناس شيطان
ميلادك الحر ميلاد يفوح شذى / كما يفوح بشعر الحب بستان
قالوا أتنظم شعرا في محبّته / فالشعر للصادق الإحساس ميزان
وأيّشعر لمثلي كيفما عظمت / رموزه في الذي نجواه قرآن
من حرر العقل حين الناس أكثرهم / دون البهائم والأديان أوثان
من ثار في الناس لا تخشى عقيدته / إلا الإله فلم يردعه طغيان
من علم الناس معنى السلم في زمن / كان الأعزّ به بطش وعدوان
من لقّن الحكمة الشورى بسيرته / ووزّع الحب فالأعداء إخوان
من رام كل الورى أنصار دعوته / على المدى واصطفاهم أينما كانوا
من راض للناس أحلاما لعزتهم / وبعض إلهامه السامي السبرمان
ماذا أقول وشعري دون ما ملكت / نهاي حين جميع الكون آذان
حسبي قليلي فنزري في جواهره / من وحي من حبه كنز وديوان
في ظله كلنا أبناء ملّته / فما تتاءت برغم البعد صلبان
وكلنا يوم هذا العيد أمته / إن العروبة إيمان وأوطان
الحب والحسن والأمان
الحب والحسن والأمان / أعز ما يمنح الزمان
أحظيَ اليوم أن أراها / تعود أم فاتها الأوان
مشاهد قد خلبن لبّي / كأنما بينها رهان
قد أبدعتها بلا شبيه / العبقريات لا المران
فكل شيء بها طريف / وبعض آياتها الجنان
والناس آدابهم تسامت / بها فزينوا بها وزانوا
وساد أصفى الهدوء حتى / كأنما عندها يصان
أتيتها خائفا حزينا / فهشّ لي الحب والأمان
وسقسقت لي الغصون شعرا / كأنما الدوح مهرجان
والجو في دفئه عطوف / كأهلها دفؤه حنان
يطل من نصبها جلال / وذكريات لها بيان
وكم بها متحف أثير / يفوح من مجده الدهان
وكم بها نعمة ولكن / هل يجذب النعمة افتتان
أنى تلفّت لم أجدني / إلا رؤى فاتها الحسان
وكل ما في الحياة يلهو / كأنما الكل دون جوان
إن يحرق الناس نثر روض / في حين أوراقه جمان
فقبله النار بددتني / وما تبقى هو الدخان
يا سلم خير أن نراك مزعزعا
يا سلم خير أن نراك مزعزعا / من أن نرى للحرب سوقا بيننا
يا جاعل النيران جنات لنا / ومطهر الإنسان حتى آمنا
لا تلقنا يأسا وصبرا ربما / علمتنا وصقلتنا فخلقتنا
إن كنت ترجونا الفداء فكن لنا / بعض الفدى فنرى السعادة والغنى
يا نفحة الأرباب حين تجاوبوا / والفن فابتدعوا سناك فهيمنا
إن تبق حارسنا رفعت نفوسنا / وإلى الحضيض نزل إما فتنا
ولئن تمادى الأشقياء بغبننا / فكن الملاذ ولا تسوغ غبننا
إن نحن ضعنا ضعت أنت وإن تصن / آمالنا صانتك كنزا يقتنى
ويجيء يوم للحياة مقدّس / فتكون معبود الحياة المعلنا
لولاك كانت مثل أشباح الردى / بجهنّم لا مثل أطياف المنى
فأجب دعاء للبرية شاملا / من قد أساء لنا ومن قد أحسنا
مدّ الخريف رواقا من مباهجه
مدّ الخريف رواقا من مباهجه / وبينها نثر أطياف وألوان
وهذه غادتي الحمراء راقصة / كأنها وحدها خصّت ببستاني
أو أنّ أوراقها لاحت تراودني / بحمرة الشمس قبل المغرب القاني
كأنها ما درت ما اشتد من محني / أو إن درت لم تشاطر بعض أحزاني
شقيقة الزهر في أصباغ فرحته / أحسنت حتى وإن أحسنت نسياني
يثي من الفرحة الألوان زاهية / لفتنة الطير والإنسان في آن
ولا تبالي عزوفي فهو عن مقة / كأنما أنا أخشى بث أجشاني
وكان أولى بمثلي في تفجّعه / صبر على الضيق مهما الضيق آذاني
أنا الذي علم المكلوم بهجته / فصارع الهم جياشا بألحاني
رفي إذن في نضار رائع بهج / وحمرة من يواقيت ومرجان
بل من معان تخيّلنا نفائسها / وما عرفنا لها كنها بوجدان
كأنها بعض أحلام مجنّحة / تمثّلت فوق أوراق وأغصان
كأنها حلو إلهام يداعبنا / لكنّه فوق إحساس لإنسان
إلا التفاؤل يبدو من مخائلها / وإن سما فوق تكييفي وحسباني
ولا تعيبي الذي ما حد من نظري / إليك مثل غريب جائع عن
فإن فيك من الصوفيّ فلسفة / وفي من عابد ما بزّ إيماني
وقد قتلت سلوي عنك ساحرة / فلا تلومي إذن قربي وتحناني
أنا من يفتّش عن محاسن ناقدي
أنا من يفتّش عن محاسن ناقدي / فأذيعها كمحاسن لجناني
حب الجمال أراه فوق خصومة / وأرى الجمال موزّع الإحسان
وأرى الحقيقة لا تحدّ فما لنا / نهوى التعصب في غرور جان
لم لا نفتش في شعور مخلص / للحق دون تحزّب وهوان
ليست أنانية الحياة جميلة / كلا ولا عجز الضرير الواني
وإذا تأملت الخلاف وجدتهُ / يحوي بذور الحق للإنسان

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025