المجموع : 55
أي بشرى شرحت صدر الزمانِ
أي بشرى شرحت صدر الزمانِ / هي للإيمان يُمنٌ وأمانِ
صلّى الإله عليهم ما بدا قمر
صلّى الإله عليهم ما بدا قمر / في الجوّ وما شدا طير على فَنَنِ
أما وأكرم مبعوث ومؤتمنِ / وخير من جاء بالآيات والسُنَنِ
أحيي نداك شريعة الإحسانِ
أحيي نداك شريعة الإحسانِ / وقضى بفضلك شاهد البرهانِ
والخلق بين مسرَّة وبشارة / وبلوغ آمال ونيل أمانِ
والأرض ترفل في ثياب جمالها / والدهر يُبدي صفحة الجذلانِ
سعدت بملكك أرض أندلسٍ ومن / فيها فهم في غبطة وأمانِ
ولحضرة الملك التي شرّفتها / شأن اعتلاء يا له من شانِ
حصنتها بكلاءة ورعاية / حصنتها بمصانع ومبانِ
بسطت ظلّ العدل في أرجائها / فكفيتَ أهلَ البغي والدوانِ
أفعالك الغرّ للدنيا وللدينِ
أفعالك الغرّ للدنيا وللدينِ / فافخر بحقٍّ على كلِّ السلاطينِ
قد أعقبت أيام عقبة وانزوت
قد أعقبت أيام عقبة وانزوت / عنكم وجوه الغيّ والخذلانِ
أحيي نذاك شريعة الإحسان
أحيي نذاك شريعة الإحسان / وقضى بفضلِكَ شاهد البرهانِ
أفعالك الغرّ للدنيا وللدينِ
أفعالك الغرّ للدنيا وللدينِ / فافخر بحقّ على كلّ السلاطينِ
إذ كان منبع ذلك الغيث الذي
إذ كان منبع ذلك الغيث الذي / عمّ الورى من نازح أو دانِ
فمن كيوسف في يوم ندى ووغى
فمن كيوسف في يوم ندى ووغى / تلقاه أعظم مطعام ومطعان
فكلما اخلفت سحب ففي يده / لنا سحائب خمس ذات تهتان
أو أحجم الليث مذعوراً فإنّ لنا / ليثاً مهيباً بدا في ثوب سلطان
يا أهل أندلس قرّت عيونكم / بتحية الملك من أبناء قحطان
أسلافه قادة الأملاك من يمن / شادوا وسادوا بأحلام وأديان
فقل غيوث إذا جدب واعر فبدا / والناس في أزمات ذات ألوان
وقل ليوث إذا حرب بدت فعدت / على جياد فقد انقضت كعقبان
بوّأتهم من قصر نجد منزلا
بوّأتهم من قصر نجد منزلا / كالشمس نوراً واعتلاء مكانِ
ياقصر نجد أنت أكرم منزلا / فلقد شفعت الحسن بالإحسانِ
فافخر على كلّ القصور وإن تشأ / فافخر على الأمصار والبلدانِ
لك في الجمال مزبة ما مثلها / لقصور بغداد ولا غمدام
فلقد جمعت محاسنَ وبدائعَ / جازت مدى الأفكار والأذهانِ
فكأنَّ قبتك العروس تبرّجت / عند الزفاف يحسنها الفنّانِ
راقت جمالاً فهي معترك الوغى / حيناً وحينا مكنس القرلانِ
ولبحرها جزر ومدّ عندما / تتلاعب الأرواح بالأغصانِ
فكأنه جيش تولى مدبر / ثم انثنى عطفاً على الأقرانِ
تنساب فيه جداول ومذانب / كصوارم سُلّت من الأجفانِ
والأسد تفغر حوله أفواهها / أبداً فتقذف دائب المرجانِ
والشمس ترقم من وراء زجاجها
والشمس ترقم من وراء زجاجها / أثواب وشي جمّة الألوان
أيا كِتابي إذا ما جِئتَ مَالِقة
أيا كِتابي إذا ما جِئتَ مَالِقة / دَارَ المكارمِ مِن مَثنَى ووحدانِ
فلا تُسَلِّم على رَبعٍ لِذِي سلَمٍ / بها وَسَلِّم على رَبعِ لِسَلمانِ
تَخُصُّ قَبركَ يا خيرَ السلاطينِ
تَخُصُّ قَبركَ يا خيرَ السلاطينِ / تَحيةٌ كالصِّبا مَرَّت بدارينِ
قبر بِهِ من بني نصر إمامُ هُدًى / عَألي المراتِب في الدُّنيا وَفي الدِينِ
أبو الوليد وما أدراك من مَلِكٍ / مُستَنصرٍ واثقٍ باللّهِ مأمونِ
سُلطان عدل وبأسٍ غالب وندًى / وفضل تقوى وأخلاقٍ مَيَامِينِ
لِلّهِ ما قد طواهُ الموتُ مِن شرفٍ / وَسِرَّ مَجدٍ بهذا اللَّحدِ مَدفُونِ
ومن لسانٍ بِذِكرِ اللهِ منطلق / ومن فؤادٍ بِحُبِّ الله مسكونِ
أمَّا الجهادُ فقد أحيَا مَعالِمَهُ / وقام منه بمفروض ومسنونِ
فَكَم فُتوح له تَزهو المنابرُ من / عُجبٍ بهنَّ وأوراقُ الدواوينِ
مُجاهدٌ نال من فَضلِ الشهادة ما / يُجبى عليه بأجرٍ غيرِ ممنونِ
قضى كعثمانَ في الشهرِ الحرامِ ضُحىً / وفاة مُستَشهِدٍ في الدارِ مَطعونِ
في عارِضَيهِ غُبارَ الغَزو تمسَحُهُ / في جَنَّةِ الخُلدِ أيدِي حورها العينِ
يُسقَى بِها عين تسنيمٍ وقاتِلُهُ / مُرَدِّدٌ بَينَ زَقُومٍ وغسلينِ
تَبكي البلادُ عليه والعبادُ معاً / فالخلقُ ما بَينَ أحزَانٍ أفانينِ
لَكِنَّهُ حُكمُ ربِّ لا مَرَدَّ له / فأمره الجزم بين الكافِ والنونِ
فرحمة الله ربِّ العالمين على / سُلطانِ عَدلٍ بهذا القبرِ مدفونِ
حاجيتكم ما اسم شيءٍ
حاجيتكم ما اسم شيءٍ / يروقُ في الوصفِ حُسنا
محاسن شتّى / منها فرادى ومثنى
له بل الشعرُ أثنى /
مهما تَنَلهُ بحذفٍ / أتاك حرفاً لمعنى
إن زال أوّلُ حرفٍ / زال الذي منهُ يعنَى
أو زالَ ثانيهِ منهُ / فالقتلُ أدهى وأفنى
أو زال ثالثه فه / و لَغوُ صَبٍّ معنى
فأوضحِ القصدَ يا مَن / قد فاق عَقلاً وذهنا
ما حيوانٌ في اسمه
ما حيوانٌ في اسمه / إن اعتبرته فَنُون
أحرفه ثلاثةٌ / والكلُّ منها هو نون
إن أنت صَحَّفتَ اسمه / فما جَنَاهُ المذنبون
أو أبيض أو أسود / أو صفةُ النفس الخؤون
قَلب اسمه مصحَّفا / عليه دارتِ السنون
كانت به فيما مضى / عبرةُ قومٍ يعقلون
أودِعَ فيه زمناً / سرٌّ من السرِّ المصون
فهاكه كالنار في ال / زَّندِ لَهُ فيها كمونُ