المجموع : 47
بشرى لحوران التي قد جادها
بشرى لحوران التي قد جادها / حسن النجاح وعمها الإحسان
إذ في سلالة بدر خان باشا غدت / منها تنير عدالة وأمان
فلها به حق الهناء وكيف لا / وبه عليها أنعم السلطان
متصرف ذو همة اضحى لها / فوق الثريا منزل ومكان
شرفت به المتصرفية حينما / أمسى به الشرف الرفيع يزان
وبها له العلياء ضاء مؤرخا / بدر ببهجته ازدهت حوران
نور اللَه ضريحا قد حوى
نور اللَه ضريحا قد حوى / حسن الأفعال سرا وعلن
كان بارودي بيت شهرة / صار فردوسي دار وسكن
فارق الدنيا عزيزاً مكرما / زاهد القلب بخضراء الدمن
سبقت من ربه الحسنى له / مذ عليه بالرضى جاد ومن
حين وافى شهر شعبان الذي / فيه أرخ حسن ختم لحسن
يا مرقد الساطي السعيد محمد
يا مرقد الساطي السعيد محمد / جادتك سحب مراحم الرحمن
آويت جراحا ظبيبا طالما / للبيت حج وطاف في الأركان
بشرى له من مؤمن سبقت له / من ربه الحسنى مع الإحسان
حتى قضى وبشهر شوال مضى / أرخت حاز الختم في الإيمان
يا مرقد الاغا الججكلي مصطفى
يا مرقد الاغا الججكلي مصطفى / لا زلت مهبط رحمة الرحمن
بشراك إذ فيك انطوى كنز الوفا / والصدق والمعروف والإحسان
شهم قضا لما أتاه داعيا / حسن الختام له على الإيمان
ومضى ويوم وفاته تاريخه / وافى لنصف من ربيع الثاني
هذا ضريح ضم خير سمبة
هذا ضريح ضم خير سمبة / لخديجة زوج النبي العدناني
وأنا الحقير ابن الهلال محمد / لرثاء والدتي المنون دعاني
بأبي لقد لحقت فقلت مؤرخا / طاب البقا حيث التقى الزوجان
تاللَه ما بلغ العلى ديواني
تاللَه ما بلغ العلى ديواني / إلا بمدح خلاصة الأكوان
كلا ولا بالضبط نوره سوى / أنظار عبد القادر النبهاني
علامة المعقول والمنقول عن / أقوى دليل واضح البرهان
سلب الرقاد بطرفه الوسنان
سلب الرقاد بطرفه الوسنان / وغزا الفؤاد بمرهف وسنان
رشا يغار الظبي منه إذا رنا / وإذا انثنى أذرى بغصن البان
جذلان بعطفه الدلال فينثني / مترنحا كالشارب النشوان
يا آل ودي من مجيري بالهوى / من جور هذا الفاتك الفتان
متيقظ للفتك ناعس طرفه / من منصفي من ناعس يقظان
حكم الغرام علي أن أقضى أسا / في حبه وقضا الهوى بهواني
قد كنت انكر قبل معرفة الهوى / أن المنون بفترة الأجفان
لام العزول في هواه فمذ بدا / خروا لهيبته على الأذقان
يا معرضاً عني بغير جناية / ومعذبي بالصد والهجران
قسما بفترة طرفك الساجي الذي / عن سحره قد حدث الملكان
وبثغرك الألمى السني وما حوى / يا قوته من لؤلؤ وجمان
إني على عهدي بحبك واثق / ما غرني الواشي ولا أغراني
كلا ولا جنح السلو بخاطري / يوما ولا ملك العزول عناني
ولقد كتمت الحب حتى خانني / دمعي الهتون وباح بالكتماني
أخفيت منشور الغرام بمهجتي / طيا فكان الدمع كالعنوان
فاعطف على عان يبيت مسهدا / أفلا يعان على هواك العاني
فرثى وانعم بالمزار تعطفا / لما رأى ذلي ودمعي القاني
وسرى كبدر التم في غسق الدجا / متنكرا في غفله الغيران
عانقته والطرف بنظم دمعه / في جيده كقلائد العقيان
بتنا وثالثنا العفاف وبيننا / لمع القريض وخمرة الأدنان
أحيا فؤادي بالتداني عندما / حيا بكأس الراح والريحان
ما زال يسقيني ويشرب تارة / حتى ظننت الدهر من أعواني
متخيلا حيث الحبيب منادمي / إني مليك من بني عثمان
يا ليت شعري هل يعودوا مثلما / كنا وكانوا بالحما جيراني
أفدي الأولى رحلوا وفوق رحالهم / أقمار حسن بالجمال غواني
حثوا المطي على السرى واستبدلوا / عوض الخدور هوادج الأظعان
تثني على هوج القلاص قدودهم / فكأنها الأغصان بالكثبات
نزلوا بمستن الأراك فآنسوا / بنزولهن معالما ومغاني
كيف السبيل إلى المزار ودونهم / خرط القتاد ولات حين تداني
ولدى حماهم كل قرن باسل / متسربل بتموج الغدران
فكأنما فوق الدلاص قناته / صل يؤم اليم كالظمآن
ولقد سريت مع الدجا بمطهم / سباق غايات بيوم رهان
ألقى الظلام عليه ذيل ردائه / فبدا بصبح جبينه نجمان
فهد يسابقه النعام فينثني / عن شأوه بالعدو والطيران
والزهر تبسم والظلام معبس / والبرق يهدي الركب باللمعان
وكان أفراد النجوم خواتم / درية تزهو بغير بنان
وبدا سهيل بالنجيع مضرجا / يحكي فؤاد الصب بالخفقات
وبنات نعش قد رفعن فبا الدخا / بصوالج صيغت من المرجان
وكذا السهى يطغو ويرسب تارة / في لجة الظلماء كالغرتان
حتى بدت عند الصباح قبيلهم / بين اللوى والسفح من نعمان
هو مسرح الآرام والشعب الذي / تخشى الأسود به من الغزلان
وقف المطي بنا على جرعائه / فسقيتها بالدمع من أجفاني
وجرى بذاك السفح سفح مدامعي / متهدلا كالعارض الهتان
وعلى يمين الحي من وادي الغضا / ورقاء تهتف في ذرى الأفنان
لم أدر من طرب غدا تغريدها / بين الخمائل أم من الأشجان
ناديتها والقلب يسعره الجوى / أين الخلي من الشجي الولهان
هل تندبين لفقد ألف نازح / أم تطربين إلى هديل داني
لو كنت مثلي كان دمعك جاريا / شتان شأنك بالغرام وشاني
فارعي هنيئا بالرياض وغردي / فوق الغصون بأعذب الألحان
قد كان لي يا ذي الحمامة بالحمى / ألف الفت بحبه أحزاني
لما رأى كلفي تنأى قسوة / وسلا فؤادي باللظا وقلاني
قد كنت ممتثلا لطاعة أمره / دون الورى وأراه في عصياني
تبا له من خادع متملق / متخلق بالزور والبهتان
وربيبة بكرت تلوم على السرى / سحراً وعن طلب العلا تلحاني
قد انبئتني بالمآل فاغربت / فكأنما أخذت عن الكهان
هل أنت عالمة بأحكام القضا / فيما يقدره على الإنسان
أم ترصدي الأفلاك في تأثيرها / أم عندك علم من الحدثان
قالت جهلت وما عهدتك جاهلا / أن النباهة والغنا ضدان
فأرح فؤادك من معانات العنا / فإلى م هذا الجد بالحرمان
ودع التصابي فالمشيب لقد بدا / أن الغواني رحن عنك غواني
غبر الشباب أصبوة بعد الجلا / قد حيل بين المير والنزوان
فأجبتها يا وعد هل من صبوة / من بعد خمسين خلت وثمان
صبح المشيب لقد محا ليل الصبا / فتخالقا بتلون الملوان
ببدء الهلال منكسا حتى إذا / بلغ الكمال يؤول للنقصان
وإذا الفتى عدم الشبيبة والغنا / فحياته ومماته سيان
والمرء ظل لا محالة زائل / بل كل من فوق البسيطة فإني
أين الأولى سادوا وشادوا بالبنا / أم أين كسرى صاحب الإيوان
ولقد ألقت الاغتراب لغاية / ثقلت فاحجم دونها الثقلان
مستئنسا بالانفراد كأنني / معنى يجول فكرة البلدان
ولرب أقوام وطئت ديارهم / فنسيت من أحسانهم أوطاني
قالت فحب المرء للأوطان قد / جاء الحديث به من الإيمان
أو ليس جلق جنة الدنيا التي / قد زخرفت بالحور والولدان
فأجبتها حفت لنا بمكاره / قد جاء في هذا حديث ثاني
إن ضاع عرف نسميها بين الربا / فالعرف ضاع بها من الإحسان
فسد الزمان فساد فيه عصابة / ظهرت به بالإثم والعدوان
أترى تعامى الدهر عن أهل الحجا / أم تاهت الأفلاك بالدوران
ذهب الوفاء مع الكرام وربما / كان الحديث به من الهذيان
ولقد بلوت بني الزمان فلم أجد / حرا يقيني من صروف زماني
إلا الأعز الألمعي المنتمي / غوث النزيل وملجأ اللهفان
السيد المحمود والمولى الذي / تليت محامده بكل لسان
علامة العلماء فاضل عصره / بحر النوال ومعدن العرفان
شهم فضائله تلوح على العلى / كالشمس مشرقة على الأكوان
غرر من التأليف في تفسيره / جائت مفصلة على الاتقان
من آل حمزة من تساموا سؤددا / حيث الفخار مشيد الأركان
آل النبي ومنتهى الشرف الذي / قد حازه المبعوث من عدنان
بيض الوجوه أكفهم مبسوطة / لاولي النها بالسر والإعلان
يا خير من زار الثناء ربوعه / وسرت مدايحه مع الركبان
إني رأيت المدح فيك مقصراً / فأتيت فيه بقية العجلان
فاقنع بألفاظ القريض ووزنه / إن الهموم ثقيلة الأوزان
واسلم ودم ما هبت الأرواح من / تلقاء كاظمة مدى الأزمان