القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 54
وَيْلي على من كلُّ عي
وَيْلي على من كلُّ عي / ن أبصرته تُعظمُهْ
ويضره لبس الغلا / ئِلِ والشنوفِ ويؤلِمه
لو لامَسَ الوَهْمَ الخفيْ / يَ أديمَه لجرى دَمُهْ
أو زارني لم أستطع / خوفاً عليه ألثمُه
ظبي يعذِّب مهجتي / ظلماً وقلبي يرحمُه
يأبى رضاه وسخطُه / وصدودُه وتبرُّمُهْ
لمّا استقل من الهوى / ما لم أزل أستعظمُه
ناديته لم يَبْقَ حبْ / بٌ فوق حبّك أعلمُه
لمن أشكو تظلُّمي
لمن أشكو تظلُّمي / منك يا ذا التجرُّمِ
ألجفنيكِ لا هما / نَذَرَاً في الهوى دمي
أم لخدّيِك إذ بدا / فيهما وردُ ملثمي
ليس لي عنكِ مَهربٌ / فانصفي أو تحكّمي
فقتِ كل الورى بلح / ظٍ ولفظٍ ومبسمِ
خُلِقْتُ لأعلو وجوهَ المهَا
خُلِقْتُ لأعلو وجوهَ المهَا / وأستر لينَ خدودِ الدمىَ
فلم تَرَ قَبْلي عيونُ الورى / على الغانيات ضُحىً مُعلَما
أأُظهِر أم أخفي الّذي بي من السَقْم
أأُظهِر أم أخفي الّذي بي من السَقْم / وكم أدفع الأيّامَ بالصبر والحِلم
أعلِّل نفسي بالأماني تجلُّداً / وأُوِهمُها أن النّزاهة في العُدم
صبَرتُ على الأحداث حتى أذَبْنَني / وحتى انتهيت سِكِّينهُنّ إلى العظم
ولم يَلق مخلوقٌ من الدهر مِثل ما / لقيتُ من الأرْزاء والجورِ في الحكم
فما عنَفت غيري الخطوب بجورها / ولا ظلمت أحداثها أحداً ظلمي
أرُوني مريضَ القلب مثلي والمنُى / عليلَ الغنى والحالِ والحظّ والجِسم
وما خذلْتني همّتي فألومها / وما ضاق بي مذ كنتُ في محفِلٍ عِلمي
وأنَفذُ من رمح الشّجاع سياستي / وأبصَرُ من عين البصيرِ ضِيا فهمي
فلِمْ أختفي تحت التراب مضيَّعاً / وقد نوّهت في الخافِقين العُلا باسمي
وما ليَ أخطو في الحضيض تخلُّفاً / وقد عُقِدتْ كفّي على كاهِل النجم
أيا ابنَ معزّ الدين والفضلُ كلُّه / إليك انتهى دون الأعارِبِ والعُجْمِ
أناديك أم أشكو إليك ظُلامتي / أم أشكوك أم أكني عن الأمر أم أُسمي
أتغدو ظُنوني في معاليك ظُلَّما / وتصبِحُ آمالي مبدَّدة النَّظْم
وأشربُ إذ أصبحتُ ضيفَك من دمي / وآكل إذ خلصتُ ودَّك من لحمي
وأُبخَس حظّاً أنت كنت ابتدأتَه / وأنت أحقّ الناس بالعدْل في القَسْم
إذا كنت أنت الحاكم المرتضَى به / فما لك تغدو دون حُكمك لي خَصْمي
أجِزْني على مقدار ما أنا محسنٌ / ولا تعطني ما ليس يبلغُه سَهْمي
فإني على إنكار مَجْدكِ أتّقي / وعنك إذا رامت عُلاك العدا أرمي
وما كان حقّي منك ذا غيرَ أنني / رجوتُ وراءَ الحرب عاقبةَ السِّلْم
فكم من محبّ راحَ بالّلحظ قانعاً / إذا راح ممنوعاً من الضَّمّ واللّثْم
فإن كنتُ محبوباً فكن خيرَ واصل / لحبلي فإنّي فيك مجتمع الهّمِّ
يا أكرمَ الناسِ كلِّ الناس في الشِّيَم
يا أكرمَ الناسِ كلِّ الناس في الشِّيَم / وأفضلَ الخَلق من عُرْب ومن عَجَمِ
بل لا أَقيسُك بالدنيا وساكنها / وهل يُقاس ضياءُ الصبح بالظُّلَمِ
ما أحسن الدهرَ إذا أصبحتَ مالكَهُ / أفديك من ملِكٍ بَرٍّ ومِن حَكَم
قد كنتَ أسَّسْتَ يا مولاي مبتدِئاً / مَرَمّتي بالغاً فيها مَدَى الكَرَمِ
ولَم تَتِمَّ فتمِّمْها فأحسَنُ ما / في المجد تتميمُ ما تُسدي من النعم
وأمرُ بتعجيلها حتّى أعيشَ وقد / أقْرَرْتَ عيني وقد بَلَّغْتَني هِمَمي
السّقم في اللحّظ السقيم
السّقم في اللحّظ السقيم / والبرءُ في اللّفظ الرخيمِ
وقيامةُ العشّاق بي / ن الخدّ والقَدّ القويم
قمر تفرّع غُصن با / نٍ في نَقَا كَفَلٍ عميم
أغنت لواحظ طرفهِ / في السكر عن كأس النديم
أشكو إلى متظلِّم ال / وَجَنات ذي نظرٍ ظَلوم
ولقد شكوت هواه لو / أشكو هواه إلى رحيم
قدُّ القضيب وطلعةُ ال / بدر المنير وعينُ ريم
قل للإمام ابن الإما / مِ نزارٍ المَلِكِ الكريم
يا بانيَ الشرف الحدي / ث ووارثَ الشرف القديم
لك همّةٌ ما هَمُّها / إلاّ إلى الأمر الجسيم
فلو ارتقيتَ إلى النجو / مِ لنلت ما فوق النجوم
وكذاك لو تبغي التُّخو / مَ لنلتَ ما تحت التُّخومِ
أنت الحكيمُ إذا نَبَا / عن حكمة ذهنُ الحكيم
أنت العليم بكلّ ما / تعيا به فِطَن العليم
نحن السَّوام وأنت أر / فَقُ من رعى شاءَ المُسِيم
يأيها المَلِك الوسي / مُ جَلَلتَ عن حُسْن الوسيم
ما البدرُ أبهَجُ منك نو / راً في دجى الليل البهيم
كلاَّ ولا للغَيثِ جُو / دُ يديك بالجود السَّجوم
وجمعتَ مفترق العلو / م فأنت مجتمَعُ العلوم
يُغني النِّدامى طِيبُ ذك / رِك عَنْ مُجاجاتِ الكُروم
وعن المثَاني رخَّمتْ / نَبَرات منطقِها الرخيمِ
يا قَرْمَ آلِ محمّدٍ / والقَرْمُ مِن نَسْل القُرومِ
أنت الصراط المستقي / مُ من الصراط المستقيم
يأيّها الفَرْع الّذي / قد طابَ من طيبِ الأُروم
عوّدتني نِعَماً كست / عِطْفَيَّ أثوابَ النعيم
خذوا بدمي لؤلؤَ المبتَسم
خذوا بدمي لؤلؤَ المبتَسم / وسحرَ العيون ونَظْمَ الكَلِمْ
ودونكُم شادِناً وجهُه / كشمس النهار وبدر الظُّلِمْ
له صَوْلَجان كلون الظلامِ / على وجنة مثلِ لون العَنَم
وقولوا لمن سَفَكتْ مهجتي / بوهم الظُّنون وسوء التُّهَم
أحَلْتِ على الصُّدغ قتلَ المحبِّ / وعيناك ضرَّجَتاه بدَم
نعَمْ عقربُ الصُّدغ لدّاغةٌ / وليس لها غيرَ عينيك سَمْ
جحدتْ قتلي وقالت كيف لي
جحدتْ قتلي وقالت كيف لي / قتلُ إنسانٍ ومالي من حُسامْ
وبعينيها حُسامٌ مرهَفٌ / حدُّه الكُحلُ وتفتيرُ السَّقام
هَبْك قد أخفيتِ سهميك فَما / لكِ أن تُخفي دمي تحتَ اللِّثامْ
هاكِ عيني وفؤادي فهُمَا / عرّضاني لكِ يا بدرَ التِّمامْ
فحلال لكِ في الحبّ دمي / وهو يا حسناء للناس حرامْ
هذا الغزالُ الَّذي يَرمي بمقلتِه
هذا الغزالُ الَّذي يَرمي بمقلتِه / فما يبالي بمَن أردى من الأُممِ
رمى فلم يُخْطِ قلبي سهمُ مقلتِه / تلك الكَحيلة بالتفتير والسَّقَم
فكيف يّجْحَدُ قتلي أو يكذّبني / فيه وراحتُه مخضوبةٌ بدمي
بالله لا تطلبوه إنّه هِبَةٌ / منّي لذاك اللَّمَى واللّحظ والعَنَمِ
جسدي ناقصٌ وحبُّك نامِ
جسدي ناقصٌ وحبُّك نامِ / مذ غَدَا سُقم مقلتيك سقامي
يأبى تلك من جفون مِراضٍ / مرض فيه صحة للوَسام
أتُراها مَشوبةً بسَقامٍ / أم تراها كحيلةً بمنام
أم ترى ذِلّةَ الهوى خالطْتها / فهي تشكو ذلَّ المحبِّ المُضام
ما على الشادن الذي سَكرِتْ عي / ناه مّما بخدّه من مدام
لو رأى غفلةَ المراقب يوماً / فأشارت ألحاظُه بالسلامِ
هاك قلبي أسيرَ حبِّك عَبْداً / أو فجدِّدْ كُلُومَه بالكلام
قد تملّكت مذ تَمَلَّكْتَني النا / سَ جميعاً فأنت مولى الأنامِ
أنت مولاي دونهم وهمُ طُرْ / ر عبيدي والصَّبُّ عبدُ الغرام
والله لو لم يكن في الدمع يومَ نأَوا
والله لو لم يكن في الدمع يومَ نأَوا / واشٍ علّي لكَفْكَفتُ الدموع دما
كتمت حبَّكُم عن كلّ جارحة / منّي فلم تشتكِ الأوصاب والسَّقَما
ثمّ استنمتُ إلى قلبي بسِّركُم / فكان فيه كَناسٍ كلَّ ما عَلِما
يا ربَّةَ الكِلّة الحمراءِ مُنجِدةً / إن تقتليني قتلتِ الجودَ والكرما
جودي ولو بسلام منكِ يصحبُه / من لحظك الكحل أو من كفّك العَنَما
تأزَّرَ الغصنُ دِعصا في ثيابكِ أم / تعمّم البدرُ في أزرارك الظُّلمَا
يا ليت شعري متى هام الفؤاد بها / وللمحبِّ أمانٍ كلَّما اهتُضِما
متى أقبِّلُ ذاك الوردَ منضرجاً / وأَجتني نظمَ ذاك الدرِّ منتظما
ويَجمع الجَدُّ منّا في مُلاءته / لَيثاً هَصوراً وظَبْياً تَمَّ واحتَشَما
ضَمّاً يذيب حصا الياقوتِ أيسرُه / حتى تراه على اللَّبّاتِ منسجمِا
وجَولةً عَبِثت بالَفْرش وانتثرتْ / فيها السُّموط وظلَّ الحجِلْ منقسما
فلي بكلّ مكان من مجرَّدها / أَثْرٌ يدلّ عليه أنه لثما
كأنّما رشحتْ أصداغُها سَبَجاً / وذاب كُحل مآقِيها إذا ازدَحما
فصار في خدّها مِسكا وفي فمها / لَمىً يلوح وفي لَبّاتها حُممَا
لاَ تَردَّى بالسَّلامَهْ
لاَ تَردَّى بالسَّلامَهْ / كلُّ مَن سَمّاكِ هامَةْ
يا محَلاًّ حلَّه الوح / شُ وأعطاه زِمامَه
يا عذابَ الصَّدِّ والهج / ر ويا ثِقْلَ الغَرامة
يا عزاءً لحبيب / واهتماما بالندامة
كلُّ سيوفِ الموت عضبٌ حسامْ
كلُّ سيوفِ الموت عضبٌ حسامْ / إذا غَدَا كلُّ حُسامٍ كَهامْ
وللرّدَى داعٍ إذا ما دعا / جَدَّ ولَم يَرعَ لخَلْقٍ ذِمام
لله ما بانَ بِه يومُها / من رِقّة الظَّرف وحُسْن الوسَام
كانت رضا النفس ونَيْلَ المنى / ولذّةَ العيش وطِيبَ المدام
ريحانَ سمعي وسَنَا مقلتي / وسُؤلَ قلبي من جميع الأنام
لهفي على ما فات من قربها / لهفاً له في كلّ عضو سَقام
لهفي على تلك الطِّباع التي / قال خُلِّصت من كلِّ عيب وَذَام
لهفي وقَلَّ اللهفُ منّي لَمن / كان سلوِّى عنه كلّ اهتمام
لم أدرِ في حبّي لها ما الأسى / ولا تطعَمتُ أليمَ الغرام
وكلّ محبوب له ضَجْرةٌ / يطول فيها العذل والإختصام
وما تجنّتْ قطّ مذ أيقنتْ / أنِّي بها ذو كَلَف مستهام
ولا دعاها التَّيهُ يوماً إلى / أن تُظهِر الدَّلَّ وتُبِدي المَلام
خلائقٌ كالشّهد معسولةٌ / وعشْرةٌ كالروض غِبَّ الغَمام
أَنعَى إلى الإطراب أخلاقها / ولذَّةَ الإيناس يومَ النِّدام
أَنعَى إلى العُودِ وأوتارِه / ذاك الغِنَا الجائز حدَّ التَّمامْ
أنعَى إلى الإحسانِ إِحسانهَا / وشَدْوَها العذبَ كسَجْعِ الحَمام
يا حبّذا وَصلُكِ لو لم يَبِن / وحبّذا قُرْبُك لو كان دام
ما كنتِ إلاّ كبدي قُطِّعتْ / ومقلتي بانت وقلبي استهامْ
وكنت قد دافعتُ عنها العِدا / فكيف لي عنكِ بدفعِ الحِمام
لو كان غيرُ الموتِ لم يستطعِ / رميكِ دوني بجليل العِظام
لا تأمن الدهرَ الغَيُورَ وإن صفا
لا تأمن الدهرَ الغَيُورَ وإن صفا / لك سِلْمهُ بعد الوغَى وتَحَلَّما
وإذا جرى لك بالسعود فدارِه / وأحذر تقلبه وإن هوَ أبرَما
وإذا أصابك من زمانٍ نبوَةٌ / فالبس لها الخلُقُ الحميدَ الأكرما
وإذا قدَرْت على العدوّ فأَبقِه / إبقاءَ مَن وَجَد الإقالة أحزَما
وارفع ضعيفَك لا يَحُرْ بِكَ ضعفه / يوماً فتدركهُ العواقبُ قد نَمَا
فيهيض عظمَك مثل ما قد هضته / وتروح في إغرائه لا ترغما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025