المجموع : 75
بينَ الجَوانحِ والحشا ألمُ
بينَ الجَوانحِ والحشا ألمُ / تَركَ الجفونَ دموعهنَّ دَمُ
كيفَ العزاءُ لقلبِ مكتئبٍ / ألفَ الغليلَ وكلهُ سَقَمُ
لبِسَ النحولَ فما بمُهجتهِ / طرفٌ وليسَ تقلُّهُ قَدمُ
يَخفَى الهَوى يا من كَلفتُ بهِ / أو ذلةُ المشتاقِ تنكَتِمُ
حرُّ أنفاسي هوىً في قلبهِ
حرُّ أنفاسي هوىً في قلبهِ / أنفدَ الصبرَ وأهدى السقَما
فإذا طالت بهِ أنفاسُهُ / صَدَعت ما لم يَزَل مُلتئِما
يا غليلاً في الحَشا مسكنُهُ / يُمطِرُ العينينِ دَمعاً وَدَما
لو تركتَ القلبَ لم يَبدُ هوىً / لم تَدعهُ العينُ أن يَنكتما
فازَ بالوجدِ الذي كَتَما
فازَ بالوجدِ الذي كَتَما / دَنِفٌ أبلى الجفونَ دَما
كانَ يخفي ما بهِ فَلقَد / خَبَّر القرطاسَ والقَلما
بأبي من حسنُهُ عَلَمٌ / صِرتُ في وجدي بهِ عَلَما
لستُ أنسى قولَهُ أبداً / كانتِ العُقبى لِمَن ظلَما
عاذَ من قلبٍ سليم
عاذَ من قلبٍ سليم / بكَ في جسمٍ سَقيمِ
دَنِفٌ مُبلىً بِداءَي / نِ حديثٍ وقديمِ
بغليلٍ أحرقَ الأح / شاءَ من حرِّ الهمومِ
بأبي من قالَ لي تش / كو إلى غيرِ رحيمِ
انظر إليَّ وقل لطرفكَ ما ترى
انظر إليَّ وقل لطرفكَ ما ترى / فلعلَّ طرفَك أن يكونَ رَحيما
فَوَزَفرَةٍ فيه بجسمي مِثلُها / ما زلتُ من نظري إليهِ سَقيما
يا واحدَ الحُسنِ المُدلِّ بصورةٍ / زادَت ببَهجَتها النعيمَ نعيما
أحسِن بوجهٍ لا يليقُ بحُسنِه / إن شاءَ إلا أن يكونَ رحيما
كأنَّكَ أحببتَ أن أسقَما
كأنَّكَ أحببتَ أن أسقَما / فأتبعتَ بالأسهمِ الأسهما
وأقصدتَ قلبَ فتىً لم يَزَل / بحُبِّكَ مشتهِراً مُغرما
فعش كيفَ شئتَ وزدني هوىً / فحسبيَ من ذاكَ أن تسلما
سأبلغُ بالحُزنِ أقصى الدموعِ / وأبكيكَ بعدَ دموعٍ دَما
إنَّ حبي بكى لرَح
إنَّ حبي بكى لرَح / مَتهِ من يلومُهُ
وشكت حرَّ ما يُقا / سيهِ منهُ همومُهُ
رحمةً للفؤادِ إذ / ليسَ صبرٌ يُقيمُهُ
مِن ضَنى الشوقِ إلفُهُ / وهواهُ يُديمُهُ
لو كنتَ تَسمعُ ما يقولُ تكلَّما
لو كنتَ تَسمعُ ما يقولُ تكلَّما / دَنِفُ الفؤادِ إليكَ منكَ تظلَّما
لم تخشَ فِيه اللَه يومَ منعتَه / حقّ التحيةِ حيثُ مرَّ مسلِّما
هجرَ الكَرى عَينيهِ حينَ هَجرتَهُ / فهناكَ إن كَراه منكَ تعَلما
مَلَّ الحياةَ مِن الذي في قلبهِ / فلئِن تمتَّعَ بالحياةِ فقَلما
جِسمي صَحيحٌ سليمُ
جِسمي صَحيحٌ سليمُ / وَالقلبُ نِضوٌ سقيمُ
أراهُ يبلى بداءي / نِ حادثٌ وقديمُ
كيفَ احتيالي وأين ال / عَزاءُ يا مَن يلومُ
تقولُ أسلو وأينَ ال / هَوى وأينَ الهُمومُ
أتعبَ إدراكَ وصفِكَ الوَهما
أتعبَ إدراكَ وصفِكَ الوَهما / إذ كنتَ نوراً مُمازجاً جسما
تعاظَمتكَ العيونُ فأنصَرفَت / وكان إدراكُ لحظِها خيما
فأنفذُت في القلوبِ ما حكَمَ ال / حسنُ ولم يعدني الهوى الحُكما
لولا فُؤادِي وضعفُ قُوَّتهِ / لقلتُ ما كانَ أنت ما أثما
الحبُ يُبلي من يكن يكتُمه
الحبُ يُبلي من يكن يكتُمه / ما بثهُ في دنفٍ يسقمُه
أمأت طرفاً فاتراً لم يَزَل / يقصدُ من أبصرَهُ أسهمُه
ما ذهب القلبُ ولا صبرُهُ / إلا من الوَجدِ بِمن يكلمُه
يزدادُ تِيهاً كلَّما زادَهُ / ذُلاً ولا يدعوهُ من يرحمُه
أنا لم استطع بحبِّكَ كتما
أنا لم استطع بحبِّكَ كتما / لم يحِط بالذي بقلبِي عِلما
عِش سليماً ولا تبيتُ بوجدٍ / رعتَ قلباً بهِ وأنحلتَ جسما
سكنت في جوارحي حَسراتٌ / جرَّحتها فكلُّها بكَ تدمى
كن رَحيما فقد ملكتَ سقيماً / لا تزده بطولِ هجرِكَ سُقما
ألا يا ضاحِكَ السن
ألا يا ضاحِكَ السن / نِ فلِم وكلتَ بي السُّقما
رَخِيَّ البالِ لا تحس / بُ في الإضرارِ بي إثما
أذبتَ القلبَ لم تُبقِ / عليهِ فارحَمِ الجِسما
فَما لي مِنكَ إِلا زَفر / رةٌ أو مُقلةٌ تَدمى
ما زلتَ تعرفني سَقيما
ما زلتَ تعرفني سَقيما / بهواكَ مُرتهناً قديما
بأبي ملكتَ قيادَ ذي / دَنفٍ فكن براً رَحيما
لا والذي جَعلَ الهَوى / لكَ في جَوارِحهِ مُقيما
ما إن سَلا وكفى بِطَر / فِكَ بالذي يَلقى عليما
مُقلتُهُ في حَرجٍ من دمي
مُقلتُهُ في حَرجٍ من دمي / تعمدت قتلَ فتىً مُسلمِ
لا نالَها المكروهُ من مُقلةٍ / مَريضةٍ داميةِ الأسهمِ
بأبي مُقيما بلذيذِ الكَرى / فداكَ من أسهرتَهُ فأنعمِ
وأثبني لحظُكَ من مُقلةٍ / كأنها بالأمسِ لم تأثمِ
يا شَبيها بِالذي يَك
يا شَبيها بِالذي يَك / شِفُ بِالنورِ الظَّلاما
والَّذي أصبَحَ بال / حسنِ مليكاً وإِماما
نَم هَنيئاً كَيفَ ما شِئ / تَ فَعَيني لَن تَناما
يا سَليمَ القلبِ صَي / يَرتَ فُؤادِي مُستَهاما
ارحمِ العينَ التي لم تنمِِ
ارحمِ العينَ التي لم تنمِِ / تسهرُ الليلَ وتبكي بِدَمِ
واشفِ قلباً انتَ قد عودتَهُ / ولهُ الصبرُ بطولِ الألمِ
كتمَ الشوقَ فلولا وكفت / عبرةُ العينينِ لم ينكتِمِ
يأمر الحسنُ عليهِ وله / بكَ عاذَت مُهجَتي من سَقمِي
ظَفَرتَ بالقلبِ فكُن راحِما
ظَفَرتَ بالقلبِ فكُن راحِما / أما تَراهُ دَنِفاً هائِما
وكُن له من وَجدهِ ناصراً / لا زلتَ مِما نابَهُ سالِما
يا غُصُناً يشرقُ نورٌ به / يهتَز قي قامتهِ ناعِما
كَم لَيلةٍ أسهَرنيها الهَوى / قد يَنتَهي عَن سَهري نائِما
لا تلُم الطرفَ إن بكاكَ دما
لا تلُم الطرفَ إن بكاكَ دما / جَهلتُ مما أراهُ ما عَلما
لم يَدرِ ما أنتَ في الأنامِ فلا / تعجبُ مِمن أراكَ أن سَلما
سَل سقمَ عَينَيكَ ما أراد وَما / مَعناهُ في أن أذابَني سَقما
إن لَم أكن صَاحِياً فوكَّلني / بلَحظةٍ صِرتُ بعدَها علَما
عشتُ مستَهتِراً وعِشتَ سَليما
عشتُ مستَهتِراً وعِشتَ سَليما / كيفَ ما كنتَ لا عدمتَ نَعيما
عَجبٌ أن تَكونَ يا حسنَ الوَج / هِ رَؤوفاً بعاشِقيكَ رَحيما
بَدني ناحلٌ وأنتَ صَحيحٌ / إنما يرحمُ الصَّحيحُ السَّقيما
عَلِمَ اللَه أنَّ طَرفي وَقلبي / لقِيا في هَواكَ أمراً عَظيما