القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 87
حِكايَةُ الكَلبِ مَعَ الحَمامَه
حِكايَةُ الكَلبِ مَعَ الحَمامَه / تَشهَدُ لِلجِنسَينِ بِالكَرامَه
يُقالُ كانَ الكَلبُ ذاتَ يَومِ / بَينَ الرِياضِ غارِقاً في النَومِ
فَجاءَ مِن وَرائِهِ الثُعبانُ / مُنتَفِخاً كَأَنَّهُ الشَيطانُ
وَهَمَّ أَن يَغدِرَ بِالأَمينِ / فَرَقَّتِ الوَرقاءُ لِلمِسكينِ
وَنَزَلَت توّاً تُغيثُ الكَلبا / وَنَقَرَتهُ نَقرَةً فَهَبّا
فَحَمَدَ اللَهَ عَلى السَلامَه / وَحَفِظَ الجَميلَ لِلحَمامَه
إِذ مَرَّ ما مَرَّ مِنَ الزَمانِ / ثُمَّ أَتى المالِكُ لِلبُستانِ
فَسَبَقَ الكَلبُ لِتِلكَ الشَجَرَه / لِيُنذِرَ الطَيرَ كَما قَد أَنذَرَه
وَاِتَّخَذَ النَبحَ لَهُ عَلامَه / فَفَهِمَت حَديثَهُ الحَمامَه
وَأَقلَعَت في الحالِ لِلخَلاصِ / فَسَلِمَت مِن طائِرِ الرَصاصِ
هَذا هُوَ المَعروفُ يَا أَهلَ الفِطَن / الناسُ بِالناسِ وَمَن يُعِن يُعَن
كانَ ذِئبٌ يَتَغَذّى
كانَ ذِئبٌ يَتَغَذّى / فَجَرَت في الزَورِ عَظمَه
أَلزَمَتهُ الصَومَ حَتّى / فَجَعَت في الروحِ جِسمَه
فَأَتى الثَعلَبُ يَبكي / وَيُعَزّي فيهِ أُمَّه
قالَ يا أُمَّ صَديقي / بِيَ مِمّا بِكِ غُمَّه
فَاِصبِري صَبراً جَميلاً / إِنَّ صَبرَ الأُمِّ رَحمَه
فَأَجابَت يا اِبنَ أُختي / كُلُّ ما قَد قُلتَ حِكمَه
ما بِيَ الغالي وَلَكِن / قَولُهُم ماتَ بِعَظمَه
لَيتَهُ مِثلَ أَخيهِ / ماتَ مَحسوداً بِتُخمَه
تفَدّيكَ يا مَكسُ الجِيادُ الصَلادِمُ
تفَدّيكَ يا مَكسُ الجِيادُ الصَلادِمُ / وَتَفدي الأساةُ النُطسُ مَن أَنتَ خادِمُ
كَأَنَّكَ إِن حارَبتَ فَوقَكَ عَنتَرٌ / وَتَحتَ اِبنِ سينا أَنتَ حينَ تُسالِمُ
سَتُجزى التَماثيلَ الَّتي لَيسَ مِثلُها / إِذا جاءَ يَومٌ فيهِ تُجزى البَهائِمُ
فَإِنَّكَ شَمسٌ وَالجِيادُ كَواكِبٌ / وَإِنَّكَ دينارٌ وَهُنَّ الدَراهِمُ
مِثالٌ بِساحِ البَرلَمانِ مُنَصَّبٌ / وَآخَرُ في بارِ اللِوا لَكَ قائِمُ
وَلا تَظفَرُ الأَهرامُ إِلّا بِثالِثٍ / مَزاميرُ داوُدٍ عَلَيهِ نَواغِمُ
وَكَم تَدَّعي السودانَ يا مَكسُ هازِلاً / وَما أَنتَ مُسَوَّدٌ وَلا أَنتَ قاتِمُ
وَما بِكَ مِمّا تُبصِرُ العَينُ شُبهَةٌ / وَلَكِن مَشيبٌ عَجَّلَتهُ العَظائِمُ
كَأَنَّكَ خَيلُ التُركِ شابَت مُتونُها / وَشابَت نَواصيها وَشابَ القَوائِمُ
فَيا رُبَّ أَيّامٍ شَهِدتَ عَصيبَةٍ / وَقائِعُها مَشهورَةٌ وَالمَلاحِمُ
قُل لِاِبنِ سينا لا طَبي
قُل لِاِبنِ سينا لا طَبي / بَ اليَومَ إِلّا الدِرهَمُ
هُوَ قَبلَ بقراطٍ وَقَب / لَكَ لِلجِراحَةِ مَرهَمُ
وَالناسُ مُذ كانوا عَلَي / هِ دائِرونَ وَحُوَّمُ
وَبِسِحرِهِ تَعلو الأَسا / فِلُ في العُيونِ وَتَعظُمُ
يا هَل تُرى الأَلفانِ وَق / فٌ لا يُمَسُّ وَمَحرَمُ
بَنكُ السَعيدِ عَلَيهِما / حَتّى القِيامَةِ قَيِّمُ
لا شيكَ يَظهَرُ في البُنو / كِ وَلا حِوالَةَ تُخصَمُ
وَأَعَفُّ مَن لاقَيتَ يَل / قاهُ فَلا يَتَكَرَّمُ
بَراغيثُ مَحجوبٍ لَم أَنسَها
بَراغيثُ مَحجوبٍ لَم أَنسَها / وَلَم أَنسَ ما طَعِمَت مِن دَمي
تَشُقُّ خَراطيمُها جَورَبي / وَتَنفُذُ في اللَحمِ وَالأَعظُمِ
وَكُنتُ إِذا الصَيفُ راحَ اِحتَجَم / تُ فَجاءَ الخَريفُ فَلَم أحجَمِ
تُرَحِّبُ بِالضَيفِ فَوقَ الطَري / قِ فَبابِ العِيادَةِ فَالسُلَّمِ
قَدِ اِنتَشَرَت جَوقَةً جَوقَةً / كَما رُشَّتِ الأَرضُ بِالسِمسِمِ
وَتَرقُصُ رَقصَ المَواسي الحِدادِ / عَلى الجِلدِ وَالعَلَقِ الأَسحَمِ
بَواكيرُ تَطلعُ قَبلَ الشِتاءِ / وَتَرفَعُ أَلوِيَةِ المَوسِمِ
إِذا ما اِبنُ سينا رَمى بَلغَماً / رَأَيتَ البَراغيثَ في البَلغَمِ
وَتُبصِرُها حَولَ بيبا الرَئيس / وَفي شارِبَيهِ وَحَولَ الفَمِ
وَبَينَ حَفائِرِ أَسنانِهِ / مَعَ السوسِ في طَلَبِ المَطعَمِ
سِلك لآلٍ مِن بَني الأَعمامِ
سِلك لآلٍ مِن بَني الأَعمامِ / وَمُلكُ آلٍ مِن بَني الغَمامِ
بجَدّهم في السَنة اِستَسقى عُمَر / هَزّ الغَمامَ بِالغَمام فَاِنهَمَر
وَدُولةُ الحَق بَدَت لِلناسِ / بَينَ رِضى الخَلق وَالاستئناسِ
وَعدُ النَبيّ في الحَياة عَمّه / اللَه مِن بَعدهما أَتمه
وَلَستَ تَدري مَن بَنى أَساسَها / أَعجَبُ أَم مَن شادَها وَساسَها
أَقبلَ يَبنيها مشن الفِتيان / عِصابَةٌ مُحسِنَةُ البُنيانِ
قَد نَفَروا لِلأَمر في أَوقاتِهِ / وَالأَمرُ يَستَأنِسُ في مِيقاتِهِ
وَاِنتَخبوا الأَبطال لِلمَجالِ / وَالخَيرُ في تَخيُّر الرِجال
وَنقدوا الآراءَ وَالسُيوفا / فَنَفو الكُلولَ وَالزيوفا
سَلُّوا خَراسانَ وَنعمَ الماضي / في الأَمر مُستقبلِهِ وَالماضي
خِفّت لِداعيهم وَلَبّت الطَلَب / وَاِعتَصَمَ المَأمونُ فِيها فَغَلَب
لِأَهلِها فيهم هَوى وَنارُ / وَفي مَهَبِّ الريح تَقوى النارُ
رَموا بِها فَجَدلوا أُمَيّه / وَكُلُّ سَهمٍ وَلَهُ رَميّه
بِالشام صادوا الملكَ وَالإِمامَه / ما بال بازيهم غَدا حَمامَه
حَقيقةٌ لَيسَ لَها مُفنِّدُ / كُل مُهنّد لَهُ مُهَنّدُ
مَلَك بأفق الرمل هلّ كريما
مَلَك بأفق الرمل هلّ كريما / يدعو الجماد جماله ليهيما
أبهى من الدنيا وأزين طلعة / وألذ من عَرف الحياة شميما
الريح تحضن بانة من قده / والبحر يرحم درّ فيه يتيما
والشمس تغشى شَعره وكأنما / خلعت عليه نضارها الموهوما
والناس في شغل به وتعجب / لا يذكرون من الهموم قديما
يارملة الثغر استرقى واملكي / من بات من فتن الغرام سليما
تتجمل الدنيا بشمس سمائها / وجمال أفقك بالشموس عموما
بالنعامات اللاهيات بمنتدىً / يبدو أشمّ على المياه فخيما
الحاكيات عليه أندلس الهوى / عربا لنا طورا وحينا روما
الطالعات ولا أقول فراقدا / حذر العيون ولا أقول نجوما
والمائجات من اللطافة لجة / والهافيات من الدلال نسيما
واللافظات عن القيق مرقّقا / والباسمات عن الجمان نظيما
والساحبات من الحرير مطارفا / ودَّ الأصيل فشيبهنّ أديما
من كل مقبلة تخف لها النهى / وثبا ويأخذها الفؤاد صميما
هيفاء تندى بهجة في إثرها / هيفاء تقطر نضرة ونعيما
متجانسات في سياق وفودها / يحكين هذا اللؤلؤ المنظوما
لولا الليالي ما حملنا القذى
لولا الليالي ما حملنا القذى / ليتك عنا يا ليالي نيام
هبِك حميِت النفس أن تشتكي / لن تمنعيها أن تمج اللئام
نرحو بحلمي أن سنعلو وأن / تبقى معاليا ليوم القيام
وأن نصون الحق عن معشر / قد كتموا الحق وظنوا اكتتام
لعل أن ينصر من نصره ال / نصر ومن يرجى به الانتقام
سلام الله لا أرضى سلامي
سلام الله لا أرضى سلامي / فكل تحية دون المقام
وعين من رسول الله ترعى / وتحرس حامل الأمر الجُسام
وتنَجد مقلة في الله يقظى / وتخلفها على أمم نيام
تقلَّب في ليال من خطوب / تركن المسلمين بلا سلام
ومن عجبٍ قيامك في الليالي / وأنت الشمس في نظر الأنام
أحب خليفة الرحمن جهدي / وحب الله في حب الإمام
وأجعل عصره عنوان شعري / وحسن العقد يظهر في النظام
فإن نفت الموانع فيه حظى / فليس بفائت حظ الكلام
وقد يُرعى الغمام الأرض أذنا / وأين الأرض من سمع الغمام
إلى ابن محمد أهدي كتابي
إلى ابن محمد أهدي كتابي / وقد يُهدَى القليل إلى الكريم
وما أهدى له إلا فؤادي / وما بين الفؤاد من الصميم
وغرس طفولتي وجَنَى شبابي / وما أوعيت من وحي قديم
وما حاولت من عصر عظيم / من الآداب للوطن العظيم
وكان محمد أوفى وأرعى / لهذا الدرّ من واعي اليتيم
وإن الشعر ريحان الموالي / وراحة كل ذى ذوق سليم
وما شرب الملوك ولا استعادوا / كهذى الكأس من هذا النديم
زاحمت كل أخي جهل وزاحمني
زاحمت كل أخي جهل وزاحمني / كالبدر غالب فيما حاول الظلما
ولاح لي من زماني مظهر كذب / حتى رميت على عُبَّاده الصنما
من يرد حقه فللحق أنصا
من يرد حقه فللحق أنصا / ر كثير وفي الزمان كرام
لا تروقنّ نومة الحق للبا / غي فللحق هزة وأنتقام
تحبك صاحبي منا قلوب
تحبك صاحبي منا قلوب / لغيرك ظهرها ولك الصميم
وترجو أن تعيش لها نفوس / إذا تبقى لها يبقى النعيم
عن اللذات صامت لم تجادل / فإما عن هواك فلا تصوم
أفي هذا الشباب تعف نفس
أفي هذا الشباب تعف نفس / ولا يلهى الفتى هذا النعيم
ألا يدعوك للذات صفو / وأكثرنا على كدر يحوم
كأن مكارم الأخلاق روض / وأنت الزهر فيه والنسيم
فهلا أختار هذا النهج قوم / خلالُ الدين بينهم رسوم
وما جهلوا فوائد ما أضاعوا / ولكن ربما نسى العليم
تَغَيَّرنا فلا ظن جميل / بخالقنا ولا قلب سليم
كأنا في التلون قوم موسى / وأنت بنا كما شقى الكليم
فإن لم نرض أخلاقا فعذرا / لعل ضلالنا هذا قديم
أما وزهر الأنجم
أما وزهر الأنجم / وطول ليل المغرم
وما شكا أهل الهوى / من الجوى واللوّم
بل والمقام والحطيم / والحجيج الأعظم
والمروتين وثبير / ومنىً وزمزم
والمشعر الحرام / والبيت العتيق الأكرم
لقد أضعتَ العمر في / زهو ولهو فأندم
فكم ركبت للمعا / صى متن ليل أدهم
وكم جنيت جهرة / من لذة لم تدم
وكم فتاة قد دعو / ت للهوى لم تحجم
وكم توسدت من ال / حسان أبهى معصم
صادت فؤاد أصيد / من قبلها لم يكلم
هيفاء تمشى مرحا / من عزة التنعم
مديمة الدلال والإ / عجاب والتبسم
غيداء ذات شعَر / مرجل ململم
شعر بلون مذهب / أملس كالإبريسم
ووجه بدر في دجى / ثوبِ حرير أسحم
وأعينٍ تذيب قل / ب الفارس المستلئم
ما أحسن الأضداد في / هذا الجمال المحكم
خصر نحيل لين / على ثقيل مفعم
تفِتن في الصلاة قل / ب الراهب المصمم
ورأيها أن قتيل الح / ب مطلول الدم
ولم تصادف إِبِلا / تسف حب الخِمخِم
لم تبك من ذكرى طلو / ل قد عفت وأرسم
ولم تعاين ديسما / يعدوا وراء شيهم
لم تدر أن عنترا / توعد ابنى ضمضم
وعمرَها ما سمعت / بالقشعم بن الأرقم
ولا بمن فرقهم / حادث سيل العرم
ولا بحكم عمر / في لطمة ابن الأيهم
ولا بقتلة الإمام / من يد ابن ملجم
لم تشرب الصفراء في / الدّباء أو في الحنتم
تهزأ بالقانون والط / ب وسير الأنجم
وساسة الدنيا وتا / ريخ الزمان الأقدم
وسيبويه النحو وال / شنتمرِىّ الأعلم
وكل شاعر قديم ال / عصر أو مخضرم
قابلتها مقبِّلا / لليد منها والفم
ونحس بختى غاب حي / ث رحل أم قشعم
وألسن العزال خُر / س والرقيب قد عمى
والثلج يحكى في الهوى / نطاف قطن ترتمى
قد فرش الأرض بسا / طا ناصعا لم يرقم
تسوخ في أوحاله / رِجل القوىّ المحكم
وتزلق الأطفال وال / شيوخ عند المقدم
وكل غصن مائل / بالثلج أو مقوّم
كأشيبٍ من الفِرِ / نج منحن مسلم
أو عربي شاحبٍ / بأبيضٍ معمم
قلت لها مسلّما / كُمَّن سَقَا ما شيرامى
صفا الزمان لحظة / لمغرم متيم
قطعت وصل الغانيا / ت قطع حبل مبرم
لاهُمَّ عفوا عن عُبي / د مستجير مجرم
الحق صعب طعمه / مرّ كطعم العلقم
من مات مات وانتهى / ومن يعمر يهرم
ومن يخاف الموت هل / ينجو من المحتم
وم يرد إحياء غد / راتِ الزمان يسأم
المال ظل زائل / والجهل موت الأمم
أحوم على حسنكم ما أحوم
أحوم على حسنكم ما أحوم / وأذكركم بطلوع النجوم
وأصبو إليكم وأشتاقكم / كما اشتاق طيب الشفاء السقيم
وما بيننا غير هذا الفناء / وهذا الجدار وهذى الحريم
وهذى الرياض وهذا الحياض / وهذا النخيل وهذى الكروم
ونحن كمن فرت بينهم / ممالك في الحرب تحمى التخوم
إذا شئت لقياك خنت الملي / ك وإن لم اشأ خنت قلبي الكليم
ويا ليل طلت وطال الأسى / فما لك حد ولا للهموم
فماذا تريد بهذا السكون / وماذا تريد بهذا الوجوم
ويا ماء ما تبتغى بالخرير / ويا نجم بالخفق ماذا تروم
ويا زهر لا حسدتك القلوب / فشملك في العاشقين النظيم
ويا طير يهنيك طيب الكرى / وطول العناق وفرط النعيم
سما بك غصن على كثرة / وضاق عن أثنين قصر عظيم
فيا طير يهنيك طيب الكرى
فيا طير يهنيك طيب الكرى / وطول العناق وفرط النعيم
سما بك غصن على كثرة / وضاق عن أثنين قصر عظيم
وما بيننا غير هذا الفناء / وهذا الجدار وهذا الحريم
وهذى الرياض وهذى الحياض / وهذا النخيل وهذى الكروم
ونحن كمن فرقت بينهم / ممالك في الحرب تحمى التخوم
الحرب لا بدّ منها
الحرب لا بدّ منها / وإن أباها الأنام
حقيقة وضعوها / فليس فيها كلام
ما دام شر فحرب / والشر فيهم لزام
في كل يوم دعاوي / لا تنقضي وخصام
إذا أستراح حسام / في الغمد قام حسام
وإن تصالح قوم / تقاتلت أقوام
والناس للناس بالحر / ب سيد وغلام
عرابي كيف أوفيك الملاما
عرابي كيف أوفيك الملاما / جمعت على ملامتك الأناما
فقف بالتل واستمع العظاما / فإن لها كما لهمو كلاما
سمعت من الورى جدا وهزلا / فانصت إذ تقول القول فصلا
كانك قاتل والحكم يتلى / عليك وانت تنتظر الحماما
ولا تامل من الأموات عفوا / وإن كان الحسين اباك دعوى
ارقت دماءهم لعبا ولهوا / ولم تعرف لغاليها مقاما
دماء قد فدتك ولم تصنها / نفضت يديك يوم التل منها
فكيف تنام عين الله عنها / إذا غفل الملا عنها وناما
لقد سفكت بجهلك شر سفك / لغير شهادة او رفع ملك
وانت على قديم العز تبكى / وتندب رتبة لك او وساما
تقول لك العظام مقال صدق / ورب مقالة من غير نطق
قتلت المسلمين بغير حق / وضيّعتَ الأمانة والذماما
تقول لقد بقيت وما بقينا / ثبتنا للعدا حتى فنينا
فما حكم الليالي في بنينا / وما صنع الأرامل واليتامى
وتقول وصوتها رعد قوىّ / ونحل في الضمير لها دوى
لقد مات الكرام وأنت حىّ / حياة تنقضى عارا وذاما
تقول وصوتها ملأ الدهورا / وأنت أصم من حجر شعورا
عرابي هل تركت لنا قبورا / يقول الطائفون بها سلاما
تقول وصورتها بلغ السماء / وأسمع خير من سمع النداء
إله العالمين أجب دماء / تصيح الانتقاما الانتقاما
تقول جبنت حين الظلم ينمو / وثر ولم يكن في مصر ظلم
وغرك من أبي العباس حلم / ولما يكتمل في الحكم عاما
وقفت له وما ظلم الأمير / ولم يكن آطمأن به السرير
فجل الخطب واضطربت أمور / عييت بأن تكون لها نظاما
تقول مقالة فيها اعتبار / عشية حال بينكما الفرار
أموتٌ يا عرابي ثم عار / يلازمنا بقائدنا لزاما
رمانا بالجبانة كل شعب / وسبتنا الخلائق أى سب
لأجلك حين تخرج لحرب / ولا جردت في الهيجا حساما
وقيل زعيمهم ولى الفرارا / وفي بلبيس قد ساق القطارا
وخلف جيشه فوضى حيارى / وقد بلغ العِدى فيهم مراما
نسائل عن عرابي لا نراه / وننشد حاميا خلّى حماه
ركبنا الموت لم نركب سواه / ونت ركبت للعار الظلاما
رويدا يا شعوب الأرض مهلا / فما كنا لهذا اللوم أهلا
أراكم واحد جبنا وجهلا / فأنساكم مواقفنا العظاما
سلوا تاريخنا وسلوا عليا / ألم يملأ بنا الدنيا دويا
لقد عاش الأمير بنا قويا / وعشنا تحت رايته كراما
يَعزّبنا ويقهر من يشاء / كأنا تحت رايته القضاء
لنا في ظلها وله علاء / ومجد يملأ الدنيا ابتساما
ألم نكف الحجاز عوان حرب / وأنقذناه من حرب وكرب
فكنا للمهيمن خير حزب / أجرنا الدين والبيت الحراما
سلوه وأهله أيام ثاروا / ألم نقبض عليه وهو نار
وكان الدين ليس له قرار / فثبتناه يومئذ دعاما
ألم نك خلف إبراهيم لما / رمى بجواده الأبراج شما
وكبرّ يوم مورة ثم سمى / فكنا الصف إذ كان الإماما
ترانا في مواقفه نليه / كما جمع الأب الوافي بنيه
وليس الجيش إلا قائديه / إذا ما قوموا الجيش استقاما
نلبى إن أشار براحتيه / إلى حصن فيسبقنا إليه
كأن سميّه في بردتيه / يخوض النار في الهيجا سلاما
وفي اليونان أحسنا البلاء / وهز المسلمون بنا اللواء
وقدّمنا بوارجنا فداء / على الأمواج تضطرم اضطراما
وفي البلغار صلنا ثم صلنا / وطاولنا الجبال بها فطلنا
وأنزلنا العدوّ وما نزلنا / وكنا للرواسى الشم هاما
وسل بأسنا سودان ومصرا / فبعد الله والمهدىّ أدرى
بأنا الأسد إقداما وأجرا / إذا اصدم الفريقان اصطداما
وفي المسكوف شدنا ذكرا مصرا / على قتلى بها منا وأسرى
بلغنا نحن والأتراك عذرا / وأرضينا المهيمن والإماما
وكان لنا بلاء في كريد / بيوم ثائر الهيجا شديد
أذبناها وكانت من حديد / وأطفأنا لثورتها ضِراما
رفعنا الملك بالمهج الغوالي / تسيل على القواضب والعوالي
وبالأذكار لم نحيى الليالي / ولا بتنا على ضيم نياما
تقول لك العظام دع الأماني / ولا تحِفل بسيف غير قاني
وليس بذى الفقار ولا اليماني / ولا المقهور دفعا واستلاما
أراح الله منك حدِيدَتَيه / وأنسى الناس ما علموا عليه
وأنت تنبه الدنيا إليه / وتفتأ تذكر العار الجُساما
تحنّ له كأنك لم تضعه / فسعه بجبنك المأثور سعه
ودعه في ظلام الغمد دعه / لعل مع الظلام له احتراما
أما والله ما لُعَب الصغار / ولا خُشُب يقلدن الجوارى
ولا الأوتار في ايدى الجوارى / بأحسن منه في الهيجا قياما
وهذا الصدر أضيق أن يحلَّى / وأن يسترجع الشأن الأجلا
فلم يك للقنا يوما محلا / ولا لقى الرصاص ولا السهاما
لقد ضاع الفخار على الخفير / وضاعت عنده نعم الأمير
أمن تحت السلاح إلى وزير / يسمى السيد البطل الهماما
عمَّى في الشرق كان ولا يزال / فما برحت معاليه تنال
ويبلغ شاوها الأقصى رجال / لهم في الجهل قدر لا يسامى
فخذ رتب المعالي أو فدعها / وإن شئت اشِرها أو شئت بعها
فإنك إن تنلها لا تضعها / وحاشا ترفع الرتب الطغاما
تقول كل العظام وأنت لاه / تمنى النفس من مال وجاه
وتكذب بالصلاة على إله / ولما بتلغ الروح التراقي
سنأخذ منك يوما بالخناق / ولما تبلغ الروح التراقي
تلاقى يوم ذلك ما تلاقى / دماء الخلق والموت الزؤاما
نجيئك يوم يحضُرك الحمام / يسل حسامه ولنا حسام
وتسبق سهمه منا سهام / لها بالحق رام لا يرامى
نجيئك يوم تحضُرك المنون / ويأتى العقل إذ يمضى الجنون
نقول لنا على الجاني ديون / فياربَّ الدم احتكم احتكاما
ونُسأل ما جنى ماذا أساء / ليلقى عن جنايته الجزاء
فنرفعها إلى البارى دماء / ونعرضها له جثثا وهاما
نقول جنى ومنَّ بما جناه / وحاول أن تُردّ له علاه
وضيع أنفسنا ذهبت فداه / وأنت الله فانتقم انتقاما
هناك ترى جهنم وهي تُحمَى / وتذكر ما مضى جرما فجرما
فَتُشرقَ بالدم المسفوك ظلما / وبالوطن العثور ولا قياما
أمحمد فرغت حقيبتك التي
أمحمد فرغت حقيبتك التي / أخرجت منها قول كل حكيم
فإذا لُطِمت بألف كف لم تجد / للفخر قولا يا ابن إبراهيم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025