القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَرِير الكل
المجموع : 46
أَلا حَيِّ بِالبُردَينِ داراً وَلا أَرى
أَلا حَيِّ بِالبُردَينِ داراً وَلا أَرى / كَدارٍ بِقَوٍّ لا تُحَيّا رُسومُها
لَقَد وَكَفَت عَيناهُ أَن ظَلَّ واقِفاً / عَلى دِمنَةٍ لَم يَبقَ إِلّا رَميمُها
أَبَينا فَلَم نَسمَع بِهِندٍ مَلامَةً / كَما لَم تُطِع هِندٌ بِنا مَن يَلومُها
إِذا ذُكِرَت هِندٌ لَهُ خَفَّ حِلمُهُ / وَجادَت دُموعُ العَينِ سَحّاً سُجومُها
وَأَنّى لَهُ هِندٌ وَقَد حالَ دونَها / عُيونٌ وَأَعداءٌ كَثيرٌ رُجومُها
إِذا زُرتُها حالَ الرَقيبانِ دونَها / وَإِن غِبتُ شَفَّ النَفسَ عَنها هُمومُها
أَقولُ وَقَد طامَت لِذِكراكِ لَيلَتي / أَجِدَّكَ لا تَسري لِما بي نُجومُها
أَنا الذائِدُ الحامي إِذا ما تَخَمَّطَت / عَرانينُ يَربوعٍ وَصالَت قُرومُها
دَعوا الناسَ إِنّي سَوفَ تَنهى مَخالَتي / شَياطينَ يُرمى بِالنُحاسِ رَجيمُها
فَما ناصَفَتنا في الحِفاظِ مُجاشِعٌ / وَلا قايَسَت بِالمَجدِ إِلّا نَضيمُها
وَلا نَعتَصي الأَرطى وَلَكِن عِصِيُّنا / رِقاقُ النَواحي لا يُبِلُّ سَليمُها
كَسَونا ذُبابَ السَيفِ هامَةَ عارِضٍ / غَداةَ اللِوى وَالخَيلُ تَدمى كُلومُها
وَيَومَ عُبَيدِ اللَهِ خُضنا بِرايَةٍ / وَزافِرَةٍ تَمَّت إِلَينا تَميمُها
لَنا ذادَةٌ عِندَ الحِفاظِ وِفادَةٌ / مَقاديمُ لَم يَذهَب شُعاعاً عَزيمُها
إِذا رَكِبوا لَم تَرهَبِ الرَوعَ خَيلُهُم / وَلَكِن تُلاقي البَأسَ أَنّى نَسيمُها
إِذا فَزِعوا لَم تُعلَفِ القَتَّ خَيلُهُم / وَلَكِن صُدورَ الأَزأَنِيِّ نَسومُها
عَنِ المَنبَرِ الشَرقِيِّ ذادَت رِماحُنا / وَعَن حُرمَةِ الأَركانِ يُرمى حَطيمُها
سَعَرنا عَلَيكَ الحَربَ تَغلي قُدورُها / فَهَلّا غَداةَ الصِمَّتَينِ تُديمُها
تَرَكناكَ لا توفي بِزَندٍ أَجَرتَهُ / كَأَنَّكَ ذاتُ الوَدعِ أَودى بَريمُها
لَهُ أُمُّ سَوءٍ ساءَ ما قَدَّمَت لَهُ / إِذا فارِطُ الأَحسابِ عُدَّ قَديمُها
وَلَمّا تَغَشّى اللُؤمُ ما حَولَ أَنفِهِ / تَبَوَّأَ في الدارِ الَّتي لا يَريمُها
أَلَم تَرَ أَنّي قَد رَمَيتُ ابنَ فَرتَنى / بِصَمّاءَ لا يَرجو الحَياةَ أَميمُها
إِذا ما هَوى في صَكَّةٍ وَقَعَت بِهِ / أَظَلَّت حَوامي صَكَّةٍ يَستَديمُها
رَجا العَبدُ صُلحي بَعدَ ما وَقَعَت بِهِ / صَواعِقُها ثُمَّ استَهَلَّت غُيومُها
لَقَد سَرَّني لَحبُ القَوافي بِأَنفِهِ / وَعَلَّبَ جِلدَ الحاجِبَينِ وُسومُها
لَقَد لاحَ وَسمٌ مِن غَواشٍ كَأَنَّها ال / ثُرَيّا تَجَلَّت مِن غُيومٍ نُجومُها
أَتارِكَةٌ أَكلَ الخَزيرِ مُجاشِعٌ / وَقَد خُسَّ إِلّا في الخَزيرِ قَسيمُها
سَيَخزى وَيَرضى بِاللَفاءِ ابنِ فَرتَنى / وَكانَت غَداةَ الغِبِّ يوفي غَريمُها
إِذا هَبَطَت جَوَّ المَراغِ فَعَرَّسَت / طُروقاً وَأَطرافُ التَوادي كُرومُها
لَئِن راهَنَت عَدواً عَلَيكَ مُجاشِعٌ / لَقَد لَقِيَت نَقصاً وَطاشَت حُلومُها
إِذا خِفتُ مِن عَرٍّ قِرافاً شَفَيتُهُ / بِصادِقَةِ الإِشعالِ باقٍ عَصيمُها
أَتَشتِمُ يَربوعاً لِأَشتِمَ مالِكاً / وَغَيرُكَ مَولى مالِكٍ وَصَميمُها
لَهُ فَرَسٌ شَقراءُ لَم تَلقَ فارِساً / كَريماً وَلَم تَعلَق عِناناً يُقيمُها
سَرَتِ الهُمومُ فَبِتنَ غَيرَ نِيامِ
سَرَتِ الهُمومُ فَبِتنَ غَيرَ نِيامِ / وَأَخو الهُمومِ يَرومُ كُلَّ مَرامِ
ذُمَّ المَنازِلَ بَعدَ مَنزِلَةِ اللِوى / وَالعَيشَ بَعدَ أُلائِكَ الأَقوامِ
ضَرَبَت مَعارِفَها الرَوامِسُ بَعدَنا / وَسِجالُ كُلِّ مُجَلجِلٍ سَجّامِ
وَلَقَد أَراكِ وَأَنتِ جامِعَةُ الهَوى / نُثني بِعَهدِكِ خَيرَ دارِ مُقامِ
فَإِذا وَقَفتُ عَلى المَنازِلِ بِاللِوى / فاضَت دُموعي غَيرَ ذاتِ نِظامِ
طَرَقَتكَ صائِدَةُ القُلوبِ وَلَيسَ ذا / وَقتَ الزِيارَةِ فَاِرجِعي بِسَلامِ
تُجري السِواكَ عَلى أَغَرَّ كَأَنَّهُ / بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِن مُتونِ غَمامِ
لَو كانَ عَهدُكِ كَالَّذي حَدَّثتِنا / لَوَصَلتِ ذاكَ فَكانَ غَيرَ رِمامِ
إِنّي أُواصِلُ مَن أَرَدتُ وِصالَهُ / بِحِبالِ لا صَلِفٍ وَلا لَوّامِ
وَلَقَد أَراني وَالجَديدُ إِلى بِلىً / في فِتيَةٍ طُرُفِ الحَديثِ كِرامِ
طَلَبوا الحُمولَ عَلى خَواضِعَ في البُرى / يُلحِقنَ كُلَّ مُعَذَّلٍ بَسّامِ
لَولا مُراقَبَةُ العُيونِ أَرَينَنا / مُقَلَ المَها وَسَوالِفَ الآرامِ
وَنَظَرنَ حينَ سَمِعنَ رَجعَ تَحِيَّتي / نَظَرَ الجِيادِ سَمِعنَ صَوتَ لِجامِ
كَذَبَ العَواذِلُ لَو رَأَينَ مُناخَنا / بِحَزيزِ رامَةَ وَالمَطِيُّ سَوامِ
وَالعيسُ جائِلَةُ الغُروضِ كَأَنَّها / بَقَرٌ جَوافِلُ أَو رَعيلُ نَعامِ
نَصّي القُلوصَ بِكُلِّ خَرقٍ ناضِبٍ / عَمِقِ الفِجاجِ مُخَرَّجٍ بِقَتامِ
يَدمى عَلى خَدَمِ السَريحِ أَظَلُّها / وَالمَروُ مِن وَهَجِ الهَجيرَةِ حامِ
باتَ الوِسادُ لَدى ذِراعِ شِمِلَّةٍ / وَثَنى أَشاجِعَهُ بِفَضلِ رِمامِ
إِنَّ اِبنَ آكِلَةِ النُخالَةِ قَد جَنى / حَرباً عَلَيكَ ثَقيلَةَ الأَجرامِ
خُلِقَ الفَرَزدَقُ سَوأَةً في مالِكٍ / وَلَخَلفِ ضَبَّةَ كانَ شَرَّ غُلامِ
مَهلاً فَرَزدَقُ إِنَّ قَومَكَ فيهُمُ / خَوَرُ القُلوبِ وَخِفَّةُ الأَحلامِ
الظاعِنونَ عَلى العَمى بِجَميعِهِم / وَالنازِلونَ بِشَرِّ دارِ مُقامِ
بِئسَ الفَوارِسُ يَومَ نَعفِ قُشاوَةٍ / وَالخَيلُ عادِيَةٌ عَلى بِسطامِ
لَو غَيرُكُم عَلِقَ الزُبَيرَ وَرَحلَهُ / أَدّى الجِوارَ إِلى بَني العَوّامِ
كانَ العِنانُ عَلى أَبيكَ مُحَرَّماً / وَالكيرُ كانَ عَلَيهِ غَيرَ حَرامِ
عَمداً أُعَرِّفُ بِالهَوانِ مُجاشِعاً / إِنَّ اللِئامَ عَلَيَّ غَيرُ كِرامِ
إِنَّ المَكارِمَ قَد سُبِقتَ بِفَضلِها / فَاِنسُب أَباكَ لِعُروَةَ بنِ حِزامِ
ما زِلتَ تَسعى في خَبالِكَ سادِراً / حَتّى اِلتَبَستَ بِعُرَّتي وَعُرامي
إِنّي إِذا كَرِهَ الرِجالُ حَلاوَتي / كُنتُ الذُعافَ مُقَشَّباً بِسِمامِ
فيمَ المِراءُ وَقَد عَلَوتُ مُجاشِعاً / عَلياءَ ذاتَ مَعاقِلٍ وَحَوامي
وَحَلَلتُ في مُتَمَنِّعٍ لَو رُمتَهُ / لَهَوَيتَ قَبلَ تَثَبُّتِ الأَقدامِ
لا خَيرَ في مُستَعجِلاتِ المَلاوِمِ
لا خَيرَ في مُستَعجِلاتِ المَلاوِمِ / وَلا في خَليلٍ وَصلُهُ غَيرُ دائِمِ
وَلا خَيرَ في مالٍ عَلَيهِ أَلِيَّةٌ / وَلا في يَمينٍ غَيرِ ذاتِ مَخارِمِ
تَرَكتُ الصِبا مِن خَشيَةٍ أَن يَهيجَني / بِتوضِحَ رَسمُ المَنزِلِ المُتَقادِمِ
وَقالَ صِحابي ما لَهُ قُلتُ حاجَةٌ / تَهيجُ صُدوعَ القَلبِ بَينَ الحَيازِمِ
تَقولُ لَنا سَلمى مَنِ القَومِ إِذ رَأَت / وُجوهاً كِراماً لُوِّحَت بِالسَمائِمِ
لَقَد لُمتِنا يا أُمَّ غَيلانَ في السُرى / وَنِمتِ وَما لَيلُ المَطِيِّ بِنائِمِ
وَأَرفَعُ صَدرَ العَنسِ وَهيَ شِمِلَّةٌ / إِذا ما السُرى مالَت بِلَوثِ العَمائِمِ
بِأَغبَرَ خَفّاقٍ كَأَنَّ قَتامَهُ / دُخانَ الغَضا يَعلو فُروجَ المَخارِمِ
إِذا العُفرُ لاذَت بِالكِناسِ وَهَجَّجَت / عُيونُ المَهارى مِن أَجيجِ السَمائِمِ
وَإِنَّ سَوادَ اللَيلِ لا يَستَفِزُّني / وَلا الجاعِلاتُ العاجَ فَوقَ المَعاصِمِ
ظَلِلنا بِمُستَنِّ الحَرورِ كَأَنَّنا / لَدى فَرَسٍ مُستَقبِلِ الريحِ صائِمِ
أَغَرَّ مِنَ البُلقِ العِتاقِ يَشُفُّهُ / أَذى البَقِّ إِلّا ما اِحتَمى بِالقَوائِمِ
وَظَلَّت قَراقيرُ الفَلاةِ مُناخَةً / بِأَكوارِها مَعكوسَةً بِالخَزائِمِ
أَنَخنَ لِتَغويرٍ وَقَد وَقَدَ الحَصى / وَذابَ لُعابُ الشَمسِ فَوقَ الجَماجِمِ
وَمَنقوشَةٍ نَقشَ الدَنانيرِ عولِيَت / عَلى عَجَلٍ فَوقَ العِتاقِ العَياهِمِ
بَنَت لِيَ يَربوعٌ عَلى الشَرَفِ العُلى / دَعائِمَ زادَت فَوقَ ذَرعِ الدَعائِمِ
فَمَن يَستَجِرنا لا يَخَف بَعدَ عَقدِنا / وَمَن لا يُصالِحنا يَبِت غَيرَ نائِمِ
بَني القَينِ إِنّا لَن يَفوتَ عَدُوُّنا / بِوِترٍ وَلا نُعطيهِمُ بِالخَزائِمِ
وَإِنّي مِنَ القَومِ الَّذينَ تَعُدُّهُم / تَميمٌ حُماةَ المَأزِقِ المُتَلاحِمِ
تَرى الصَيدَ حَولِيَ مِن عُبَيدٍ وَجَعفَرٍ / بُناةً لِعادِيٍّ رَفيعِ الدَعائِمِ
تَشَمَّسُ يَربوعٌ وَرائِيَ بِالقَنا / وَتُلقى جِبالي عُرضَةً لِلمُراجِمِ
إِذا خَطَرَت حَولي رِياحٌ تَضَمَّنَت / بِفَوزِ المَعالي وَالثَأى المُتَفاقِمِ
وَإِن حَلَّ بَيتي في رَقاشٍ وَجَدتَني / إِلى تُدرَءٍ مِن حَومِ عِزٍّ قُماقِمِ
رَأَيتُ قُرومي مِن قُرَيبَةَ أَوطَأوا / حِماكَ وَخَيلي تَدَّعي يالَ عاصِمِ
وَإِنَّ لِيَربوعٍ مِنَ العِزِّ باذِخاً / بَعيدَ السَواقي خِندَفِيَّ المَخارِمِ
أَخَذنا يَزيدَ وَاِبنَ كَبشَةَ عَنوَةً / وَما لَم تَنالوا مِن لُهانا العَظائِمِ
وَنَحنُ اِعتَصَبنا الحَضرَمِيَّ بنَ عامِرٍ / وَمَروانُ مِن أَنفالِنا في المَقاسِمِ
وَنَحنُ تَدارَكنا بَحيراً وَرَهطَهُ / وَنَحنُ مَنَعنا السَبيَ يَومَ الأَراقِمِ
وَنَحنُ صَدَعنا هامَةَ اِبنِ خُوَيلِدٍ / عَلى حَيثُ تَستَسقيهِ أُمُّ الجَواثِمِ
وَنَحنُ تَدارَكنا المَجَبَّةَ بَعدَما / تَجاهَدَ جَريُ المُقرَباتِ الصَلادِمِ
وَنَحنُ ضَرَبنا هامَةَ اِبنِ مُحَرِّقٍ / كَذالِكَ نَعصى بِالسُيوفِ الصَوارِمِ
وَنَحنُ ضَرَبنا جارَ بَيبَةَ فَاِنتَهى / إِلى خَسفِ مَحكومٍ لَهُ الضَيمُ راغِمِ
فَأَصبَحتَ لا توفي بِزَندٍ وَجارُكُم / يُقَسَّمُ بَينَ العافِياتِ الحَوائِمِ
فَوارِسُ أَبلَوا في جُعادَةَ مُصدَقاً / وَأَبكَوا عُيوناً بِالدُموعِ السَواجِمِ
عَلَوتُ عَلَيكُم بِالفُروعِ وَتَستَقي / دِلائِيَ مِن حَومِ البِحارِ الخَضارِمِ
مَدَدنا رِشاءً لا يُمَدُّ لِرَيبَةٍ / وَلا غَدرَةٍ في السالِفِ المُتَقادِمِ
تَعالَوا نُحاكِمكُم وَفي الحَقِّ مَقنَعٌ / إِلى الغُرِّ مِن آلِ البِطاحِ الأَكارِمِ
فَإِنَّ قُرَيشَ الحَقَّ لَن تَتبَعَ الهَوى / وَلَن يَقبَلوا في اللَهِ لَومَةَ لائِمِ
فَإِنّي لَراضٍ عَبدَ شَمسٍ وَما قَضَت / وَراضٍ بِحُكمِ الصيدِ مِن آلِ هاشِمِ
وَراضٍ بَني تَيمِ بنِ مُرَّةَ إِنَّهُم / قُرومٌ تَسامى لِلعُلى وَالمَكارِمِ
وَأَرضى المُغيرِيِّينَ في الحُكمِ إِنَّهُم / بُحورٌ وَأَخوالُ البُحورِ القَماقِمِ
وَراضٍ بِحُكمِ الحَيِّ بَكرِ بنِ وائِلٍ / إِذا كانَ في الذُهلَينِ أَو في اللَهازِمِ
فَإِن شِئتَ كانَ اليَشكُرِيّونَ بَينَنا / بِحُكمِ كَريمٍ بِالفَريضَةِ عالِمِ
نُذَكِّرُهُم بِاللَهِ مَن يُنهِلُ القَنا / وَيَفرِجُ ضيقَ المَأزِقِ المُتَلاحِمِ
وَمَن يَضرِبُ الجَبّارَ وَالخَيلُ تَرتَقي / أَعِنَّتُها في ساطِعِ النَقعِ قاتِمِ
وَمَن يُدرِكُ المُستَردَفاتِ عَشِيَّةً / إِذا وُلِّهَت عوذُ النِساءَ الرَوائِمِ
أَرَدنا غَداةَ الغِبِّ أَلّا تَلومَنا / تَميمٌ وَحاذَرنا حَديثَ المَواسِمِ
وَكُنتُم لَنا الأَتباعَ في كُلِّ مُعظَمٍ / وَريشُ الذُنابى تابِعٌ لِلقَوادِمِ
وَهَل يَستَوي أَبناءُ قَينِ مُجاشِعٍ / وَأَبناءُ سِرِّ الغانِياتِ العَواذِمِ
وَما زادَني بُعدُ المَدى نَقضَ مِرَّةٍ / وَما رَقَّ عَظمي لِلضُروسِ العَواجِمِ
تَراني إِذا ما الناسُ عَدّوا قَديمَهُم / وَفَضلَ المَساعي مُسفِراً غَيرَ واجِمِ
وَإِن عُدَّتِ الأَيّامُ أَخزَيتَ دارِماً / وَتُخزيكَ يا اِبنَ القَينِ أَيّامُ دارِمِ
فَخَرتُ بِأَيّامِ الفَوارِسِ فَاِفخَروا / بِأَيّامِ قَينَيكُم جُبَيرٍ وَداسِمِ
بِأَيّامِ قَومٍ ما لِقَومِكَ مِثلُها / بِها سَهَّلوا عَنّي خَبارَ الجَراثِمِ
أَقَينَ اِبنَ قَينٍ لا يَسُرُّ نِساءَنا / بِذي نَجَبٍ أَنّا اِدَّعَينا لِدارِمِ
وَفَينا كَما أَدَّت رَبيعَةُ خالِداً / إِلى قَومِهِ حَرباً وَإِن لَم يُسالِمِ
هُوَ القَينُ وَاِبنُ القَينِ لا قَينَ مِثلُهُ / لِفَطحِ المَساحي أَو لِجَدلِ الأَداهِمِ
وَفى مالِكٌ لِلجارِ لَمّا تَحَدَّبَت / عَلَيهِ الذُرى مِن وائِلٍ وَالغَلاصِمِ
أَلا إِنَّما كانَ الفَرَزدَقُ ثَعلَباً / ضَغا وَهوَ في أَشداقِ لَيثٍ ضُبارِمِ
لَقَد وَلَدَت أُمُّ الفَرَزدَقِ فاسِقاً / وَجاءَت بِوَزوازٍ قَصيرِ القَوائِمِ
جَرَيتَ بِعِرقٍ مِن قُفَيرَةَ مُقرِفٍ / وَكَبوَةِ عِرقٍ في شَظىً غَيرِ سالِمِ
إِذا قيلَ مَن أُمُّ الفَرَزدَقِ بَيَّنَت / قُفَيرَةُ مِنهُ في القَفا وَاللَهازِمِ
قُفَيرَةُ مِن قِنٍّ لِسَلمى بنِ جَندَلٍ / أَبوكَ اِبنُها وَاِبنُ الإِماءِ الخَوادِمِ
وَأَورَثَكَ القَينُ العَلاةَ وَمِرجَلاً / وَإِصلاحَ أَخراتِ الفُؤوسِ الكَرازِمِ
وَأَورَثَنا آباؤُنا مَشرَفِيَّةً / تُميتُ بِأَيدينا فُروخَ الجَماجِمِ
لَقَد جَنَحَت بِالسِلمِ خِربانُ مالِكٍ / وَتَعلَمُ يا اِبنَ القَينِ أَن لَم أُسالِمِ
أَلا حَيِّ رَبعَ المَنزِلِ المُتَقادِمِ
أَلا حَيِّ رَبعَ المَنزِلِ المُتَقادِمِ / وَما حَلَّ مُذ حَلَّت بِهِ أُمُّ سالِمِ
تَميمِيَّةٌ حَلَّت بِحَومانَتَي قَسىً / حِمى الخَيلِ ذادَت عَن قَسىً فَالصَرائِمِ
أَبَيتِ فَلا تَقضينَ دَيناً وَطالَما / بَخِلتِ بِحاجاتِ الصَديقِ المُكارِمِ
بِنا كَالجَوى مِمّا يُخافُ وَقَد نَرى / شِفاءَ القُلوبِ الصادِياتِ الحَوائِمِ
أَعاذِلَ هيجيني لِبَينٍ مُصارِمٍ / غَداً أَو ذَريني مِن عِتابِ المُلاوِمِ
أَغَرَّكِ مِنّي أَنَّما قادَني الهَوى / إِلَيكِ وَما عَهدٌ لَكُنَّ بِدائِمِ
أَلا رُبَّما هاجَ التَذَكُّرُ وَالهَوى / بِتَلعَةَ إِرشاشَ الدُموعِ السَواجِمِ
عَفَت قَرقَرى وَالوَشمُ حَتّى تَنَكَّرَت / أَوارِيُّها وَالخَيلُ ميلُ الدَعائِمِ
وَأَقفَرَ وادي ثَرمَداءَ وَرُبَّما / تَدانى بِذي بَهدى حُلولُ الأَصارِمِ
لَقَد وَلَدَت أُمُّ الفَرَزدَقِ فاجِراً / وَجاءَت بِوَزوازٍ قَصيرِ القَوائِمِ
وَما كانَ جارٌ لِلفَرَزدَقِ مُسلِمٌ / لِيَأمَنَ قِرداً لَيلُهُ غَيرُ نائِمِ
يُوَصِّلُ حَبلَيهِ إِذا جَنَّ لَيلُهُ / لِيَرقى إِلى جاراتِهِ بِالسَلالِمِ
أَتَيتَ حُدودَ اللَهِ مُذ أَنتَ يافِعٌ / وَشِبتَ فَما يَنهاكَ شيبُ اللَهازِمِ
تَتَبَّعُ في الماخورِ كُلَّ مُريبَةٍ / وَلَستَ بِأَهلِ المُحصَناتِ الكَرائِمِ
رَأَيتُكَ لا توفي بِجارٍ أَجَرتَهُ / وَلا مُستَعِفّاً عَن لِئامِ المَطاعِمِ
هُوَ الرِجسُ يا أَهلَ المَدينَةِ فَاِحذَروا / مُداخِلَ رِجسٍ بِالخَبيثاتِ عالِمِ
لَقَد كانَ إِخراجُ الفَرَزدَقِ عَنكُمُ / طَهوراً لِما بَينَ المُصَلّى وَواقِمِ
تَدَلَّيتَ تَزني مِن ثَمانينَ قامَةً / وَقَصَّرتَ عَن باعِ العُلى وَالمَكارِمِ
أَتَمدَحُ يا اِبنَ القَينِ سَعداً وَقَد جَرَت / لِجِعثِنَ فيهِم طَيرُها بِالأَشائِمِ
وَإِنَّكَ يا اِبنَ القَينِ سَعداً وَقَد تَرى / أَديمَكَ مِنها واهِياً غَيرَ سالِمِ
وَإِنَّكَ يا اِبنَ القَينِ لَستَ بِنافِخٍ / بِكيرِكَ إِلّا قاعِداً غَيرَ قائِمِ
فَما وَجَدَ الجيرانُ حَبلَ مُجاشِعٍ / وَفِيّاً وَلا ذا مِرَّةٍ في العَزائِمِ
وَلامَت قُرَيشٌ في الزُبَيرِ مُجاشِعاً / وَلَم يَعذُروا مَن كانَ أَهلَ المَلاوِمِ
وَقالَت قُرَيشٌ لَيتَ جارَ مُجاشِعٍ / دَعا شَبَثاً أَو كانَ جارَ اِبنِ خازِمِ
وَلَو حَبلَ تَيمِيٍّ تَناوَلَ جارُكُم / لَما كانَ عاراً ذِكرُهُ في المَواسِمِ
فَغَيرُكَ أَدّى لِلخَليفَةِ عَهدَهُ / وَغَيرُكَ جَلّى عَن وُجوهِ الأَهاتِمِ
فَإِنَّ وَكيعاً حينَ خارَت مُجاشِعٌ / كَفى شَعبَ صَدعِ الفِتنَةِ المُتَفاقِمِ
لَقَد كُنتَ فيها يا فَرَزدَقُ تابِعاً / وَريشُ الذُنابى تابِعٌ لِلقَوادِمِ
نُدافِعُ عَنكُم كُلَّ يَومِ عَظيمَةٍ / وَأَنتَ قُراحِيٌّ بِسَيفِ الكَواظِمِ
أَباهِلَ ما أَحبَبتُ قَتلَ اِبنِ مُسلِمٍ / وَلا أَن تَروعوا قَومَكُم بِالمَظالِمِ
أَباهِلَ قَد أَوفَيتُمُ مِن دِمائِكُم / إِذا ما قَتَلتُم رَهطَ قَيسِ بنِ عاصِمِ
تُحَضِّضُ يا اِبنَ القَينِ قَيساً لِيَجعَلوا / لِقَومِكَ يَوماً مِثلَ يَومِ الأَراقِمِ
إِذا رَكِبَت قَيسٌ خُيولاً مُغيرَةً / عَلى القَينِ يَقرَع سِنَّ خَزيانَ نادِمِ
وَقَبلَكَ ما أَخزى الأُخَيطِلُ قَومَهُ / وَأَسلَمَهُم لِلمَأزِقِ المُتَلاحِمِ
رُوَيدَكُمُ مَسحَ الصَليبِ إِذا دَنا / هِلالُ الجِزى وَاِستَعجِلوا بِالدَراهِمِ
وَما زالَ في قَيسٍ فَوارِسُ مَصدَقٍ / حُماةٌ وَحَمّالونَ ثِقلَ المَغارِمِ
وَقَيسٌ هُمُ الفَضلُ الَّذي نَستَعِدُّهُ / لِفَضلِ المَساعي وَاِبتِناءِ المَكارِمِ
إِذا حَدَبَت قَيسٌ عَلَيَّ وَخِندِفٌ / أَخَذتُ بِفَضلِ الأَكثَرينَ الأَكارِمِ
أَنا اِبنُ فُروعِ المَجدِ قَيسٍ وَخِندِفٍ / بَنَوا لِيَ عادِيّاً رَفيعَ الدَعائِمِ
فَإِن شِئتَ مِن قَيسٍ ذُرى مُتَمَنِّعٍ / وَإِن شِئتَ طَوداً خِندِفِيَّ المَخارِمِ
أَلَم تَرَني أُردي بِأَركانِ خِندِفٍ / وَأَركانِ قَيسٍ نِعمَ كَهفُ المُراجِمِ
وَقَيسٌ هُمُ الكَهفُ الَّذي نَستَعِدُّهُ / لِدَفعِ الأَعادي أَو لِحَملِ العَظائِمِ
بَنو المَجدِ قَيسٌ وَالعَواتِكُ مِنهُمُ / وَلَدنَ بُحوراً لِلبُحورِ الخَضارِمِ
لَقَد حَدَبَت قَيسٌ وَأَفناءُ خِندِفٍ / عَلى مُرهَبٍ حامٍ ذِمارَ المَحارِمِ
فَما زادَني بُعدُ المَدى نَقضَ مِرَّةٍ / وَلا رَقَّ عَظمي لِلضُروسِ العَواجِمِ
تَراني إِذا ما الناسُ عَدّوا قَديمَهُم / وَفَضلَ المَساعي مُسفِراً غَيرَ واجِمِ
بِأَيّامِ قَومي ما لِقَومِكَ مِثلُها / بِها سَهَّلوا عَنّي خَبارَ الجَراثِمِ
إِذا أَلجَمَت قَيسٌ عَناجيجَ كَالقَنا / مَجَجنَ دَماً مِن طولِ عَلكِ الشَكائِمِ
سَبَوا نِسوَةَ النُعمانِ وَاِبنَي مُحَرِّقٍ / وَعِمرانَ قادوا عَنوَةً بِالخَزائِمِ
وَهُم أَنزَلوا الجَونَينِ في حَومَةِ الوَغى / وَلَم يَمنَعِ الجَونَينِ عَقدُ التَمائِمِ
كَأَنَّكَ لَم تَشهَد لَقيطاً وَحاجِباً / وَعَمروَ بنَ عَمروٍ إِذ دَعوا يا لَدارِمِ
وَلَم تَشهَدِ الجَونَينِ وَالشِعبَ ذا الصَفا / وَشَدّاتِ قَيسٍ يَومَ دَيرِ الجَماجِمِ
أَكَلَّفتَ قَيساً أَن نَبا سَيفُ غالِبٍ / وَشاعَت لَهُ أُحدوثَةٌ في المَواسِمِ
بِسَيفِ أَبي رَغوانَ سَيفِ مُجاشِعٍ / ضَرَبتَ وَلَم تَضرِب بِسَيفِ اِبنِ ظالِمِ
ضَرَبتَ بِهِ عِندَ الإِمامِ فَأُرعِشَت / يَداكَ وَقالوا مُحدَثٌ غَيرُ صارِمِ
ضَرَبتَ بِهِ عُرقوبَ نابٍ بِصَوأَرٍ / وَلا تَضرِبونَ البيضَ تَحتَ الغَماغِمِ
عَنيفٌ بِهَزِّ السَيفِ قَينُ مُجاشِعٍ / رَفيقٌ بِأَخراتِ الفُؤوسِ الكَرازِمِ
سَتُخبَرُ يا اِبنَ القَينِ أَنَّ رِماحَنا / أَباحَت لَنا ما بَينَ فَلجٍ وَعائِمِ
أَلا رُبَّ قَومٍ قَد وَفَدنا عَلَيهِمُ / بِصُمِّ القَنا وَالمُقرَباتِ الصَلادِمِ
لَقَد حَظِيَت يَوماً سُلَيمٌ وَعامِرٌ / وَعَبسٌ بِتَجريدِ السُيوفِ الصَوارِمِ
وَعَبسٌ وَهُم يَومَ الفَروقَينِ طَرَّقوا / بِأَسيافِهِم قُدموسَ رَأسِ صُلادِمِ
وَإِنّي وَقَيساً يا اِبنَ قَينِ مُجاشِعٍ / كَريمٌ أُصَفّي مِدحَتي لِلأَكارِمِ
إِذا عُدَّتِ الأَيّامُ أَخزَيتَ دارِماً / وَتُخزيكَ يا اِبنَ القَينِ أَيّامُ دارِمِ
أَلَم تُعطِ غَصباً ذا الرُقَيبَةِ حُكمَهُ / وَمُنيَةُ قَيسٍ في نَصيبِ الزَهادِمِ
وَأَنتُم فَرَرتُم عَن ضِرارٍ وَعَثجَلٍ / وَأَسلَمَ مَسعودٌ عُداةَ الحَناتِمِ
وَفي أَيِّ يَومٍ فاضِحٍ لَم تُقَرَّنوا / أُسارى كَتَقرينِ البِكارِ المَقاحِمِ
وَيَومَ الصَفا كُنتُم عَبيداً لِعامِرٍ / وَبِالحَزنِ أَصبَحتُم عَبيدَ اللَهازِمِ
وَلَيلَةِ وادي رَحرَحانَ رَفَعتُمُ / فِراراً وَلَم تَلوُوا رَفيفَ النَعائِمِ
تَرَكتُم أَبا القَعقاعِ في الغُلِّ مُبعَداً / وَأَيُّ أَخٍ لَم تُسلِموا لِلأَداهِمِ
تَرَكتُم مَزاداً عِندَ عَوفٍ يَقودُهُ / بِرُمَّةِ مَخذولٍ عَلى الدَينِ غارِمِ
وَلامَت قُرَيشٌ في الزُبَيرِ مُجاشِعاً / وَلَم يَعذِروا مَن كانَ أَهلَ المَلاوِمِ
وَقالَت قُرَيشٌ لَيتَ جارَ مُجاشِعٍ / دَعا شَبَثاً أَو كانَ جارَ اِبنِ خازِمِ
إِذا نَزَلوا نَجداً سَمِعتُم مَلامَةً / بِجَمعٍ مِنَ الأَعياصِ أَو آلِ هاشِمِ
أَحاديثُ رُكبانِ المَحَجَّةِ كُلَّما / تَأَوَّهنَ خوصاً دامِياتِ المَناسِمِ
وَجارَت عَلَيكُم في الحُكومَةِ مِنقَرٌ / كَما جارَ عَوفٌ في قَتيلِ الصَماصِمِ
وَأَخزاكُمُ عَوفٌ كَما قَد خَزيتُمُ / وَأَدرَكَ عَمّارٌ تِراتِ البَراجِمِ
لَقَد ذُقتَ مِنّي طَعمَ حَربٍ مَريرَةٍ / وَما أَنتَ إِن جارَيتَ قَيساً بِسالِمِ
قُفَيرَةُ مِن قِنٍّ لِسَلمى اِبنِ جَندَلٍ / أَبوكَ اِبنُها بَينَ الإِماءِ الخَوادِمِ
سَيُخبَرُ ما أَبلَت سُيوفُ مُجاشِعٍ / ذَوي الحاجِ وَالمُستَعمَلاتِ الرَواسِمِ
خَنازيرَ ناموا عَنِ المَكرُماتِ
خَنازيرَ ناموا عَنِ المَكرُماتِ / فَنَبَّهَهُم قَدَرٌ لَم يَنَمِ
فَيا قُبحَهُم في الَّذي خُوِّلوا / وَيا حُسنَهُم في زَوالِ النِعَمِ
لَقَد عَلِقَت يَمينُكَ قَرنَ ثَورٍ
لَقَد عَلِقَت يَمينُكَ قَرنَ ثَورٍ / وَما عَلِقَت يَمينُكَ بِاللِجامِ
ذَرَنَّ الفَخرَ يا اِبنَ أَبي خُلَيدٍ / وَأَدِّ خَراجَ رَأسِكَ كُلَّ عامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025