القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الفاضِل الكل
المجموع : 91
أَبَداً كَذا عَنكَ السُعودُ تُناضِلُ
أَبَداً كَذا عَنكَ السُعودُ تُناضِلُ / وَسُيوفُها قَبلَ السُيوفِ تُقاتِلُ
وعيونُها بكَ إذ تَقَرُّ قريرةٌ /
وَأَكُفُّها لَو قُلتَ يَوماً ناوِلي / كَفّي النُجومَ الطالِعاتِ تُناوِلُ
وَإِذا أَقَمتَ فَفي ذَراكَ مُقيمَةٌ / مَهما أَقَمتَ وَإِن رَحَلتَ تُراحِلُ
يَتَعَجَّبونَ لِعاجِلٍ مِنها وَما / أَدراهُمُ أَنَّ الأَجَلَّ الآجِلُ
عَهدي بِأَبوابِ المُلوكِ مَعاقِلاً / فَلَها يُحاصِرُ نازِلٌ وَينازِلُ
مِن دونِها لِلبُخلِ بابٌ مُقفَلٌ / وَإِلَيكَ لِلجَدوى الطَريقُ السابِلُ
فَاليَومَ أَصبَحتُم بِحاراً لِلنَدى / مِن دونِها الأَبوابُ وَهيَ سَواحِلُ
لا عُطِّلَت تِلكَ المَنازِلُ إِنَّها / لِلنازِلينَ عَلى نَداكَ مَنازِلُ
لا يَدَّعونَ عَلَيكَ باباً مُقفَلاً / أَو لا فَيُسأَلُ عَنكَ مَن هُوَ قافِلُ
تَتَفَسَّرُ الأَحلامُ مِن آمالِنا / فيها وَأَكثَرُها قَديماً باطِلُ
ما عِندَ ذاكَ الجودِ خَلقٌ آيَسٌ / إِلّا الَّذي هُوَ فيهِ يَوماً عاذِلُ
ما لَم يَكُن في رَوضِهِم بَقلٌ فَما / سَحبانُ لَو مَطَرَتهُ إِلّا باقِلُ
لا خارِجٌ دَخَلَت عَلَيهِ غِبطَةٌ / مِنها وَلَم يَخرُج عَلَيها داخِلُ
قُلنا وَما فَعَلوا فَما أَغناهُمُ / عِندَ المَكارِمِ ما يَقولُ القائِلُ
بَشَرٌ كَما تُنبي وَلَكِن ما أَرى
بَشَرٌ كَما تُنبي وَلَكِن ما أَرى / بَشَراً سِواهُ يُريدُ أَن يَتَفَضَّلا
هَل تَعرِفونَ مِنَ المَنازِلِ بَينَكُم / في غَيرِ مَنزِلِهِ لِخَلقٍ مَنزِلا
فَكَأَنَّ مَنزِلَهُ العُفاةُ وَكُلُّهُم / ضَيفٌ لَهُ فَكُفيتُمُ أَن يَرحَلا
عَبيدُكُمُ تُلفى بِأَلفِ سَمَوأَلٍ
عَبيدُكُمُ تُلفى بِأَلفِ سَمَوأَلٍ / وَيَدعو الوَفا مِنها بِأَلفِ سَمَوأَلِ
وَأَحلامُكُم لَو ناسَبَ النَيلُ فَضلَها / لَما كانَ مِنها وَزنَ حَبَّةِ خَردَلِ
وَتَكتُبُ أَقلامُ القَوافي بِحُبِّكُم / خُطوطاً وَما تُمحى بِغَيرِ مُقَبَّلِ
تَلَقَّيتُمُ أَعداءَكُم بِنِفوسِكُم / دُورعاً وَإِن يَلقَوكُمُ فَبِجَحفَلِ
لا يُضيعُ اللَهُ مِن عَمَلِ
لا يُضيعُ اللَهُ مِن عَمَلِ / وَلَكَ السَرّا فَقُل وَطُلِ
في سَبيلِ اللَهِ مَوقِفُ مَن / قَد هَداهُ أَرشَدَ السُبُلِ
كُلُّ ما نِلتُم وَنيلَ بِكُم / فَبِحَولِ اللَهِ لا الحِيَلِ
تَفتَدي الشُجعانُ نَقعَكُمُ / يَومَ فَرّوا مِنهُ بِالمُقَلِ
مَوقِفٌ مُرُّ المَذاقِ فَإِن / حَدَّثوا عَنهُ فَكَالعَسَلِ
وَالعُلا تُرقى وَكَيفَ بِها / وَمَراقيها مِنَ الأَسَلِ
تَنطَحُ الشُجعانُ حَملَتَهُ / كَنِطاحِ السَيلِ لِلجَبَلِ
قُل لِمَخدوعٍ بِجُملَتِهِ / أَينَ مثلُ الشَمسِ في الحَمَلِ
كَم سَعا دَرعاً كَمُنسَجِمٍ / قَصَّ مِن سَيفٍ بِمُشتَعَلِ
وَخِصالٍ قَطُّ ما حُمِلَت / لا عَلى جُبنٍ وَلا بُخُلِ
فَتَرى الأَيّامَ ما حُمِلَت / لا عَى فَقرٍ وَلا وَجَلِ
هَيهاتَ لا أَبتَغي عَن بابِكُم حِوَلا
هَيهاتَ لا أَبتَغي عَن بابِكُم حِوَلا / أَأَبتَغي حِوَلاً بِالغَبنِ حينَ خَلا
مَغنى الغِنى فَإِذا زاوَلتُ عَقوَتَهُ / وَجَدتُ كُلَّ مَحَلٍّ آهِلٍ طَلَلا
فَمَكَّنَ اللَهُ مِن صَدرٍ وَمِن عُنُقٍ / مِمَّن يُفارِقُهُ الأَغلالَ وَالعِلَلا
اللَهُ أَسلَكَنا مِن قَصدِهِ سُبُلاً / سَدَّت عَلى كُلِّ خَطبٍ رامَنا السُبُلا
قَد كُنتُ ما لي سِوى عَتبي لَهُ شُغُلٌ / فَاليَومَ لَيسَ سِوى شُكري لَهُ شُغُلا
ما كانَ عَن واقِعِ الأَطماعِ مُمتَنِعاً / قَد صارَ عِندي وَفي كَفَّيَّ قَد حَصَلا
دامَت لَكُم مِثلَ ما دامَت بِكُم نِعَمٌ / أَمّا تَخَيُّلُ مَعنىً لِلمَزيدِ فَلا
خَلَّدتَ جودَكَ في أَهلي فَأَذكَرَني ال / دُنيا وَأَمَّنَني تَخليدُكَ الأَجَلا
أَمّا الوِلايَةُ فَالمَعروفُ خُطبَتُها / وَلَستُ أَقبَلُها عَن بابِكُم بَدَلا
وِلايَةُ البابِ عَنها لَستَ تَعزِلُني / وَما سِواها فَمَن وُلِّي فَقَد عُزِلا
فَما تُكَلِّفُني صَبراً عَلى صَبِرٍ / وَلا أُكَلِّفُها أَن تَسكُبَ العَسَلا
سِلاحُ حَربي مَعَ الأَيّامِ عَطَّلَهُ / رَأيٌ مِنَ الرَأيِ حَليٌ يُشبِهُ العَطَلا
فَلا حَديثي بِنوناتٍ تُعَظِّمُني / وَلا كِتابي إِلى قَومٍ بِمِن وَإِلى
وَلا حَصاةُ فُؤادي تَحتَ مَحملِها / مِن هَمِّ زَيدٍ وَعَمرٍو تَحمِلُ الجَبَلا
وَالبَحرُ لَو مَنَّ يَمَّمتُ التُرابَ وَلَم / أَسَرَّهُ أَنَّ في كَفّي لَهُ بَلَلا
أَقسَمتُ لَو قَذَفَت أَمواجُهُ دُرَراً / وَلَو تَحَوَّلَ يَوماً مِلحُهُ عَسَلا
لَما مَدَدتُ إِلَيهِ راحَتي أَنَفاً / وَلا رَفَعتُ إِلَيهِ ناظِري كَسَلا
لَولا مَنازِلُ مَولانا وَأَنَّ بِها / لِلَهِ إِذ يَنزِلُ العافي بِها نُزُلا
كانَت مَطامِعُ دُنيانا إِذا حَمَلَت / سِلاحَها تَتَّقيني فارِساً بَطَلا
وَكُنتُ أُبطِئُ وَالآمالُ مومِضَةٌ / بِطءَ الجَبانِ إِذا ما اِستَشعَرَ الوَجَلا
حَتّى يُقالَ أَما الإِنسانُ مِن عَجَلٍ / فَما لِهَذا إِلى الأَطماعِ ما عَجِلا
وَلَم أُبَل حينَ يُنشي المُزنُ عارِضَهُ / أَعارِضاً مَطِلاً أَم عارِضاً هَطِلا
وَكُنتُ مِن أَنَفٍ في مُرتَقى زُحَلٍ / وَلَو حَكى الحَظُّ في إِبطائِهِ زُحَلا
اللَهُ أَغنى بِمَولانا وَنِعمَتِهِ / عَنِ الكِرامِ فَلا تَذكُر لِيَ البُخَلا
مَواهِبٌ قَرَّ عَيناها فَلَيسَ لَنا / سِوى التَفَكُّهِ في جَنّاتِها شُغُلا
كَم جاءَ قَلبي بِحاجاتٍ مُفَضَّلَةٍ / ثُمَّ اِنصَرَفتُ بِها في راحَتي جُمَلا
وَخَفَّفَ اللَهُ عَن قَلبي بِما حَمَلَت / مِنها يَمينِيَ مِن فَضلٍ وَإِن ثَقُلا
فَلا عَدِمتُ يَداً إِن جِئتُها بَذَلَت / وَعُدتُ عَنها كَريمَ الوَجهِ ما بُذِلا
أَعطى وَلَم يَعِدِ الجَدوى وَعَجَّلَها / وَأَينَ مَن وَعَدَ الجَدوى وَما مَطَلا
يا مُشبِهَ المُعتَفي حاشا مَكارِمَهُ / وَما زَلَلتُ فَلا تُلحِق بِيَ الزَلَلا
الناسُ يُعطونَ إِن أَعطَوا إِذا سُئِلوا / وَأَينَ أَينَ الَّذي يُعطي إِذا سُئِلا
وَقَد مَلَأتَ أَمانَ المُعتَفينَ يَدي / أَدنى الفَواضِلِ مِنهُ يَملَأُ الأَمَلا
حَتّى خَلَقتَ إِباءً في خَلائِقِهِم / فَلا عَدِمناكَ مِن مُجدي غِنىً وَعُلا
فَصِرتَ إِن قُلتَ خُذ ما أَنتَ تَسأَلُهُ / أَبى وَتَسأَلُهُ أَخذاً وَما قَبِلا
مِن ثَمَّ ما ساغَ لي إِن قُلتَ تُشبِهُهُ / وَأَينَ شِبهُ ثَرىً مِن صَيِّبٍ هَطَلا
مَكارِمٌ رَحَلَت لِلناسِ قاصِدَةً / وَلَم يُكَلِّفهُمُ في قَصدِها الرِحَلا
وَما تُزَفُّ لَهُ بِكراً عَقيلَتُهُ / إِلّا أَفاضَ عَلَيها الحَليَ وَالحُلَلا
كَم أَنطَقَت يَدُهُ مِن لَهجَةٍ خَرِسَت / وَصَيَّرَت مِن وُلاةِ العِلمِ مَن جَهِلا
وَعاوَدَ الشِعرُ مِنهُ جاهِلِيَّتَهُ / حَتّى حَكى حَوكُ جُورٍ ما تَحوكُ فَلا
فَكَم تَعالى قِفا نَبكِ وَأَسيَرُ مِن / أَبياتِها فَوقَ أَلفاظِ الوَرى مَثَلا
فَالبَس بِما يُلبِسُ الدُنيا نَضارَتَها / هَذا الَّذي في طِرازِ الجودِ قَد عُمِلا
جِئناكَ نَركَبُ أَهوالاً نُسَرُّ بِها / وَلَو رَكِبنا إِلى ما سَرَّكَ الأَسَلا
بِالقَتلِ هَدَّدَنا فيها فُلانُ وَلَو / كُنّا كُئوساً بِكَفَّيهِ لَما قَتَلا
فَصِرتُ لا أَتَوَقّى الظُهرَ مُفتَرِساً / وَنِمتُ لا أَتَوَقّى اللَيلَ مُحتَبِلا
وجاء عارضُ ريحٍ ما أبهتُ له / بل كدتُ أرشفُ منه عارضاً بَقِلا
لا أَتَّقي اِمرَأَةً في كَفِّهِ اِمرَأَةٌ / لِلسَيفِ بَل رَجُلاً يَسطو بِهِ رَجُلا
مَن كانَ يَعتادُ في أَدنى مَآرِبِهِ / خَوضَ البِحارِ فَلا تَذكُر لَهُ الوَشَلا
فَأَرخِصِ النَفسَ في ذِكرٍ يُخَلِّدُها / فَما أَرىالذِكرَ إِن غاَلَ النُفوسَ غَلا
أَقبِل عَلى الحَمدِ بِالبِشرِ الكَريمِ تَجِد / عُشباً إِذا البِشرُ أَرضى رَوضَهُ خَضِلا
قَد اِرتَبَطتُم فُؤاداً فيكُمُ جَذِلاً / أَطلَقتُموهُ لِساناً عَنكُمُ جَدِلا
لَو لَم يُعَطَّل خاطِري مِن سَلوَةٍ
لَو لَم يُعَطَّل خاطِري مِن سَلوَةٍ / ما كانَ خَدّي بِالمَدامِعِ حالِ
أَودَعتُهُ قَلبي فَخانَ وَديعَتي / فَسَوادُهُ في خَدِّهِ بِالخالِ
فَعَلَ السَقامُ بِمُهجَتي وَجَوارِحي / أَفعالَ حِصنِ الدينِ بِالأَموالِ
لَم يَبقَ في أَيّامِهِ مِن فِتنَةٍ / لِلناسِ إِلّا فَتنَةً بِجَمالِ
تُسمى الرِماحُ قَناً فَأَمّا بَعدَما / صارَت بِكَفِّكَ فَالرِماحُ عَوالِ
مِن قُعدُدِ العَرَبِ الَّذينَ أَكُفُّهُم
مِن قُعدُدِ العَرَبِ الَّذينَ أَكُفُّهُم / تعطي عَلى الإِكثارِ وَالإِقلالِ
يَمشونَ مِن أَضيافِهِم وسيوفهم / وَوُحوشِهِم وَالطَيرِ بَينَ عِيالِ
وَهُمُ الشُموسُ الطالِعاتُ وَرُبَّما / أَمسَكتَ مِنهُم موثَقاتِ حِبالِ
يَمشي بِها سُرُجاً وَيَومُكَ مُظلِمٌ / فَتَرى الذَوابِلَ نُصِّلَت بِذُبالِ
مِثلَ الصِلالِ يَحوفُ نَفثُ طِعانِها / يَستَلئِمُ العاري ثِيابَ صِلالِ
وَيَحَرُّها طَوراً وَيَصلى حَرَّها / فَيَكونُ مُحتَطِباً وَطَوراً صالِ
أَيا مَن لَهُ جَدٌّ حَوى جُملَةَ العُلا
أَيا مَن لَهُ جَدٌّ حَوى جُملَةَ العُلا / فَما دَخَلَت لَولا عَلَيهِ وَلا إِلّا
لَقَد قُمتَ بِالعَلياءِ حامِلَ كَلِّها / وَكُلٌّ يَراها فَوقَ عاتِقِهِ كَلّا
سَحابٌ هَمى لَلمُعتَفينَ وَلِلعِدى / فَيَقسِمُ بالعَدلِ الوَبالَ أَو الوَبلا
إِذا ما اِنتَدى في مَجلِسٍ وَعُداتُهُ / ذَكَرتَ سُلَيمانَ بنَ داوودَ وَالنَملا
وَإِن قَلَّدوهُ رُتبَةً بَعدَ رُتبَةٍ / فَما هِيَ إِلّا أَيِّمٌ طَلَبَت بَعلا
وَإِن عَزَلوهُ عَن وِلايَةِ أَمرِهِم / فَإِنَّ وُلاةَ المَجدِ ما عَرَفوا عَزلا
إِذا ما بَنى عَلَّى وَإِن أَنهَلَ المُنى / رَأى مِن حُقوقِ المَجدِ أَن يُتبِعَ العَلّا
إِلَيكَ شَكَونا عَبدَكَ الدَهرَ إِنَّهُ / لَتَقتُلُهُ عِلماً وَيَقتُلُنا جَهلا
وَقَد وَتَرَتني حادِثاتٌ أَمَرَّها / فَلَو كانَ ذا عَقلٍ لَأَلزَمتُهُ عَقلا
وَلا يَحسَبَنَّ الدَهرُ يَوماً أَصابَني / وَلَكِن لِنَحرِ النَبلِ قَد قَرطَسَ النَبلا
سَأُبقي عَلى الأَيّامِ فيكَ مَحاسِناً / تُخَلِّدُ مِن آياتِ مَجدِكَ ما يُتلى
وَأُملي غَرامي لِلنَسيمِ رِسالَةً / فَهَل قالَ ما أَملَيتُهُ لَكُمُ أَم لا
كَم قُلتَ لِلعاني المُنى بِلَحاقهِ
كَم قُلتَ لِلعاني المُنى بِلَحاقهِ / خَفِّض عَلَيكَ فَلَستَ مِن أَشكالِهِ
إِن تَلتَمِس دَرَكَ الجَحيمِ فَعادِهِ / أَو تَلتَمِس دَرَكَ النَسيمِ فَوالِهِ
مَن كانَ يُعدِمُ أَو يَخافُ زَمانَهُ / فَليَستَذِمَّ بِمالِهِ وَمَآلِهِ
لا يَخدَعَنّي مُنعِمٌ مِن بَعدِهِ / أَغنى نَداهُ البَحرُ عَن أَوشالِهِ
خَفَّفتَ بَل ثَقَّلتَ ظَهري بِالنَدى / فَعَسى الثَناءُ يَحُطُّ مِن أَثقالِهِ
فَلتَجهَدِ الأَيّامُ فِيَّ بِجَهدِها / إِنّي سَلَكتُ بِرَغمِها بِظِلالِهِ
يَا أَيُّها السَيفُ المُقيمُ بِغِمدِهِ / وَالمُلكُ يَذخَرُهُ لِيَومِ نِزالِهِ
لَقَعَدتَ عَن رُتَبِ الكَمالِ بِرِفعَةٍ / عِلماً بِحالِ البَدرِ عِندَ كَمالِهِ
ما خادِمُ السُلطانِ إِلّا عُرضَةٌ / مِن فَيضِ وابِلِهِ وَلفظِ وَبالِهِ
عَجِلَت عُقوبَةُ كُلِّ جارِحَةٍ بِهِ / مِن قَبلِ يَومٍ موقَفٍ لِنكالِهِ
فَجَنانُهُ بِجُمودِهِ وَرواؤُهُ / بِخُمودِهِ وَلِحاظُهُ بِكَلالِهِ
وَالهَمُّ يَطرُقُهُ لَدى غُدُواتِهِ / وَالهَمُّ يُصليهِ لَدى آصالِهِ
يُعزى إِلى التَزويقِ في إِكثارِهِ / وَيُزَنُّ بِالتَكذيبِ في إِقلالِهِ
مَن لي بِرِزقٍ لَيسَ مِن أَرزاقِهِ / مَن لي بِشُغلٍ لَيسَ مِن أَشغالِهِ
وَلَقَد شَقيتُ بِخَوفِهِ وَحَرامِهِ / فَمَتى أَلَذُّ بِأَمنِهِ وَحَلالِهِ
مُتَرَجِّياً لِلعَيشِ في إِعزازِهِ / مُتَخَوِّفاً لِلمَوتِ في إِذلالِهِ
وَمَعَ البِعادِ بَقاءُ صِدقِ وِدادِهِ / وَبِحُبِّهِ قَد عَقَّ راحَةَ بالِهِ
كَالنارِ يَحتَرِقُ القَريبُ بِجَمرِها / وَالضَوءِ يُجلي القَصدَ مِن أَشكالِهِ
وَالبَحرِ يَغرَقُ سابِحٌ في لُجِّهِ / وَيَنالُ طيبَ الرِيِّ مِن أَوشالِهِ
وَالشِعرُ ثَوبٌ طُلتَ عَنهُ وَرُبَّما / يَتَعَثَّرُ الكُرَماءُ في أَذيالِهِ
سَهلٌ عَلى الأَسماعِ لا الأطماعِ في / تَقريبِ مُطمِعِهِ وَبُعدِ مَنالِهِ
كَالروحِ تُدرِكُها العُقولُ بِفِعلِها / وَيَضِلُّ عَنها الفِكرُ في تَجوالِهِ
وَنَوَيتُ فيها أَن أُقَصِّرَ خَطوَها / وَأَخَفتُ بَحرَ القَولِ وَقعَ نَوالِهِ
فَأَتى الأَتِيُّ فَمَن يُطيقُ دِفاعَهُ / أَو مَن يَرُدُّ الغَيثَ عَن تَهطالِهِ
لي حالَتانِ إِلى عُلاهُ تَخاصَما / وَتَراضَيا في فَصلِها بِمَقالِهِ
أَمَلٌ يُخَوِّفُهُ الإِياسُ فَيَنثَني / وَضَرورَةٌ بَعَثَت عَلى تَرحالِهِ
نادى الرِجالُ بِهِ وَنادى سَيفَهُ
نادى الرِجالُ بِهِ وَنادى سَيفَهُ / في كَربِهِ يا ذا الفَقارِ وَيا عَلي
وَكَأَنَّما كَرّاتُهُ كَرّاتُهُ / رِدءاً لِتَأييدِ النَبِيِّ المُرسَلِ
وَكُئوسُهُ تَحتَ النُجومِ مُدارَةٌ / سارَ الخُيولُ بِهِنَّ تَحتَ القَسطَلِ
وَدِنانُها هامُ الكُماةِ وَإِنَّما / يَنزِلنَ مِن طُرُقِ الشَبابِ بِمَنزِلِ
لَيسَت مَعاقِلُهُ الحُصونَ كَغَيرِهِ / بَل حَلَّ مِن ظَهرِ الحِصانِ بِمَعقِلِ
اللَهُ جارُكَ ضارِباً بِالنَصلِ كَم / فَلَّلتَهُ يا ضارِباً بِالمُنصُلِ
وَكَريمُ أَنسابِ الطِعانِ فَلَم يَكُن / ذا طَعنَةٍ في مُدبِرٍ مِن مُقبِلِ
فَأَرى لِسانَ السَيفِ يُفصِحُهُ إِذا / ما جِئتَ مِن نَسجِ الحَديدِ بِمُشكِلِ
أَرَبيعَنا قَبلَ الرَبيعِ إِلَيهِ لا / لِلشَهرِ يُسنَدُ عَن رَبيعِ الأَوَّلِ
وَهِلالَنا وَهوَ الهِلالُ بِعَينِهِ / لا يَستَقِرُّ كَما نَراهُ بِمَنزِلِ
تَأتي عَطاياهُ الجَميلَةُ جُملَةً / وَتَجيءُ مِن غُرِّ الثَناءِ بِمُجمَلِ
أَعطاكَ مِن قَبلِ السُؤالِ وَبَعدَهُ / ما كُنتَ تَأَمُلُهُ وَما لَم تَأمُلِ
فَعَطاؤُهُ يَأتي وَلَو لَم تَأتِهِ / لا بُدَّ مِنهُ سَأَلتَ أَو لَم تَسأَلِ
أَسرَعتَ في جودٍ وَلَستَ بِمُبطِئٍ / وَصَدَقتُ في شُكرٍ فَلَستُ بِمُبطِلِ
الجودُ مِن فَوقِ المَقالِ مَزِيَّةٌ / فَالمَدحُ غَيرُ مُساجِلٍ بَل مُسجِلِ
وَمَدَحتُ أَهلَ البَيتِ مِنكُم بِالَّذي / شَهِدَ الرِجالُ بِأَنَّ ذاكَ البَيتَ لي
مَن ذا يَوَفّيكُم أَقَلَّ حُقوقِكُم / إِنَّ المُكَثِّرَ فيهِ كَالمُتَقَلِّلِ
وَهيَ السَعادَةُ في السِماكِ فَلَو تَشا / لَطَعَنتَ مِنها رامِحاً بِالأَعزَلِ
وَجهٌ لَهُ شَمسُ السَماءِ تَرَجَّلَت / وَالشَمسُ تُذكَرُ دائِماً بِتَرَجُّلِ
وَتَخَلَّلَت سُحُبَ الرِماحِ لَعَلَّها / تَحظى بِلَحظِ جَبينِهِ المُتَزَمِّلِ
وَلَعَلَّها في بَدرِ حَربِكَ تَلتَظي / فَاِفسَح لَها في وَقفَةِ المُتَظَلِّلِ
وَقاكَ اللَهُ مِن غَلَبِ الرِجالِ
وَقاكَ اللَهُ مِن غَلَبِ الرِجالِ / وَصانَ حِماكَ مِن غَضَبِ اللَيالي
وَدامَت مُبتَدا فِكرِ الأَماني / ذَراكَ وَمُنتَهى شَدِّ الرِحالِ
وَدُم يَهدي الهِدايَةَ مِنكَ رَأيٌ / عَرَفنا مِنهُ إِضلالَ الضَلالِ
سَماؤُكَ دونَها حَرَسٌ شَديدٌ / وَشُهبٌ في سَماءٍ مِن عَوالي
إِذا ما السَعدُ فاتَكَ عَن سَعيدٍ / كَفاهُ السَعدُ تَجريدَ النَصالِ
فَقَتلاهُ تُقَدُّ بِلا قِتالٍ / وَأَسراهُ تُقادُ بِلا حِبالِ
يَقولونَ العُداةُ أَتَت سُيولٌ / فَقُلتُ السَيلُ أَخبَرُ بِالجِبالِ
إِذا جَرَتِ السُيولُ عَلى رِمالِ / فَما عُقبى السُيولِ عَلى الرِمالِ
سِلاحُ الرَأيِ مِن جَلٍّ وَدِقٍ / لَدَيكَ فَمِن عَوالٍ أَو نِبالِ
صاروا صَديقاً وَكانوا أَمسِ أَيَّ عِدىً
صاروا صَديقاً وَكانوا أَمسِ أَيَّ عِدىً / فَاِقبَل تَوَسُّلَهُم بِالكُتبِ وَالرُسُلِ
دامَت عُلاكَ مَدى الدُنيا وَضِدُّكَ لا / يَلقاكَ بِالحَولِ بَل يَلقاكَ بِالحِيَلِ
مَن لي بِهِ بَدرَ كِلَّهْ
مَن لي بِهِ بَدرَ كِلَّهْ / قَد حازَ قَلبِيَ كُلَّهْ
فَهَل تُرى يَتَعَزَّزْ / وَالعِزُّ في الحُبِّ ذِلَّهْ
رَضيتُ فيهِ مُصابي / فَما عَلى الناسِ مِنّي
وَراحَتي في عَذابي / فَلَو مَضى ذاكَ عَنّي
لَاِشتاقَ قَلبي لِما بي / فَهَل عَلِمتُم بِأَنّي
أَمسَيتُ أَحمِلُ مُقلَهْ / مِنَ المَنامِ مُقِلَّهْ
لَو زارَها الطَيفُ أَعوَزْ / نَومٌ يَكونُ مَحَلَّهْ
مَزَجتُ مِنها كُئوسا / تَجلو الدُجى بِشُعاعِ
إِذا تَجَلَّت شُموسا / وَقامَ لِلَهوِ داعِ
فَالرَوضُ يُجلى عَروسا / قَد سُوِّرَت بِشُجاعِ
أَشجارُها مِثلُ كِلَّهْ / فَالرَوضُ مَطرحُ بِذلَهْ
لَهُ مِنَ النَهرِ فَروَزْ / فَاِنظُر إِلى صَنعَةِ اللَهْ
قَد جَدَّدَ اللَهُ سَعدا / لِلمُلكِ مِن آلِ سَعدِ
بِأَنفُسِ الخَلقِ يُفدى / وَإِن أَبَوا كُنتُ وَحدي
سُيوفُهُ لَيسَ تَصدا / وَلا تَقَرُّ بِغِمدِ
ما زالَ دونَ المَظَلَّهْ / يَجلو الخُطوبَ المُظِلَّهْ
فَنُونُها قَد تَطَرَّزْ / بِالنَصرِ مُذ سَلَّ نَصلَهْ
تُثني عَلَيهِ الأَسِنَّهْ / بِما يَقولُ وَيَفعَلْ
وَجهٌ مُجَلّي الدُجُنَّهْ / في كَفِّهِ النارُ تُشعَلْ
في نَظرَةٍ مِنهُ حَملَهْ / عَلى الجُيوشِ المُطِلَّهْ
بِجَيشِ رَأيٍ مُجَهَّزْ / يُرى عَلى أَلفِ فِعلَهْ
وَغادَةٍ بِنتُ عَنها / سَرَت وَلِلدَمعِ رَشَّهْ
بِلَوعَةٍ لَم تُبِنها / لَولا تَعَرُّضُ دَهشَهْ
كَم باتَ عُصفورُ نَخلَهْ / مَعَ العَصافيرِ جُملَهْ
وَباتَ قَلبي مُفَرَّزْ / وَحدي وَما بِتُّ مِثلَهْ
قَضى نَحبَهُ الصَومُ بَعدَ المِطالِ
قَضى نَحبَهُ الصَومُ بَعدَ المِطالِ / وَأُطلِقَ مِن قَيدِ فَترِ الهِلالِ
وَرَوَّحتُ كاتِبَ جَنبي اليَمينِ / وَأَتعَبتُ كاتِبَ جَنبي الشِمالِ
فَدَع ضيقَةً مِثلَ شَدِّ الإِسارِ / إِلى فُرجَةٍ مِثلِ حَلِّ العِقالِ
وَقُم هاتِها مِثلَ ثَوبِ النُضارِ / وَمَوجِ البِحارِ وَطَعمِ الزُلالِ
جَزى اللَهُ عَنّي عَروسَ الدَوالي / وَلا أَخطَأَتها كُئوسُ العَزالي
بِما أَطعَمَت مِن لَذيذِ الثِمارِ / وَما أَلبَسَت مِن نَسيجِ الظِلالِ
وَما سَلسَلَت مِن مُذابِ السُرورِ / وَما خَفَّضَت مِن جِماحِ التَقالي
فَكَم زَخرَفَت جَنَّةً لِلعَذابِ / وَكَم رَفَعَت قَبَساً لِلضَلالِ
أُغالِطُ بِالكَأسِ حُكمَ الزَمانِ / فَيَومٌ عَلَيَّ وَيَومٌ بِها لي
وَجاءَت بِما في عُيونِ النِساءِ / وَمَرَّت بِما في رُءوسِ الرِجالِ
وَأَسلو الغزالَ بِها إِذ أَرى / بِكاساتِها دَمَ ذاكَ الغَزالِ
بِعَيشِكَ عُج بي إِلى مَعرَكٍ / يَقومُ بهِ أَيُّ حَربٍ سِجالِ
إِذا مَزَجَ الماءُ مِنها الكُئوس / مَزَجنا أَسِنَّتَها بِالنِصالِ
وَإِنِّيَ فارِسُ صَفِّ النِدامِ / فَكُن أَنتَ فارِسَ صَفِّ القِتالِ
تَجَلَّت عَنِ الناسِ صَرعى الضِرابِ / وَعَنّي وَلَكِن صَريعَ الدَلالِ
وَسَكرانَ كَرَّرَ مِن سُكرِهِ / زَمانٌ عَلى كُلِّ عَقلِ مُمالي
فَسُكرُ الشَبابِ وَسُكرُ الشَرابِ / وَسُكرُ الصُدودِ وَسُكرُ الوِصالِ
فَلا تَذكُرَنَّ عُهودَ الوِصالِ / فَعَهدي بِها وَاللَيالي لَيالِ
وَلَم أَبكِ عَهداً رَجاءَ الرُجوعِ / وَلَكِن أُحادِثُهُ بِالصِقالِ
بَعَثنَ اللَيالي ببأسٍ شَديدٍ / عَلَيَّ قَديماً فَجاسَت خِلالي
فَما جاءَ عَن مِعطَفي ذَمُّ جانٍ / وَلا جاءَ عَن جَوهَري ذَمُّ حالي
وَلَم أَستَغِث تَحتَ ظِلِّ الخُطو / بِ جَرجَرَةَ البُزلِ تَحتَ الرِحالِ
فَزاحِم عَنِ الجَلَلِ المُتَّقى / تُزاحِم بِمَنكِبِ عَودٍ جُلالِ
خَشُنتَ لِحالٍ كَشَوكِ القَتادِ / وَلِنتُ لِأُخرى كَشَوكِ السِيالِ
وَلَستُ لِساناً لِذُلِّ السُؤالِ / وَما زِلتُ صَدراً لِعِزِّ السُؤالِ
حَديثٌ يُنجّي فُروعَ السَحابِ / وَأَصلٌ يُناطي أُصولَ الجِبالِ
وَلي قَلَمٌ مِنهُ عَينُ الكَلا / مِ تَجري فَتَنظُرُ عَينَ الكَمالِ
يَراعٌ تَظَلُّ رِياضُ الطُرو / سِ مِنها مُوَشَّحَةً بِالظِلالِ
كَمِثلِ الوَقيعَةِ فيها الزُلالُ / يُسيغُ الوَقيعَةَ لي في الزُلالِ
وَكُتبٌ يَفيضُ بِأَرجائِها / يَمينُ الجَدا وَلِسانُ الجِدالِ
تَقَدَّمَها الشَكلُ مِن فَوقِها / كَمِثلِ السِهامِ أَمامَ النِضالِ
وَكَم تُرِّبَت وَاِنبَرَت لِلعَدُوِّ / كَوَثبِ الشَرارِ وَهَدَّ الجِبالِ
فَيَأطِرنَهُ مِثلَ أَطرِ القِسِيِّ / وَيَبرينَهُ مِثلَ بَريِ النِبالِ
بما في بَراثِنِ أُسدِ الغِياضِ / وَما في جُفونِ ظِباءِ الرِمالِ
وَكَم قد كَسَونَ عَواري ظُباً / وَكَم قد سَلَبنَ عَواري عَوالي
تَبسَّمُ عَن مُطمِعٍ مُؤيِسٍ / بَدِيِّ المَنارِ صَفِيِّ المَنالِ
عِنانٌ تَناوَلَ ما رامَهُ / بِشَدِّ الحِضارِ وَحَلِّ العِقالِ
تُكَلِّلُ أَفلاكَ قِرطاسِها / شُموسٌ شَوامِسُ عِندَ الزَوالِ
فَلا أَقصَرَ النَومُ غَيرَ الطِوالِ / وَلا حَسَمَ الداءَ غَيرَ العُضالِ
وَرَفِّه عَلَيكَ فَأَدنى السُؤا / لِ يَأخُذُ مِنِّيَ أَعلى النَوالِ
وَأَمّا عَدُوّي فَلا نِمتُ إِن / تَسَرّاهُ في النَومِ طَيفُ الخَيالِ
وَما راعَ سَمعي رُغاءُ الفُحولِ / فَكَيفَ يَروعُ ثُغاءُ السِخالِ
حَديثٌ كَما طَنَّ خافي الذُبابِ / وَقَدرٌ كَما طارَ عافي الذُبالِ
وَإِنَّ القَماءَةَ أَخفَتهُمُ / فَخَفّوا فَما خَطَروا لي بِبالِ
وَلا غَروَ لَو ضَلَّ مَن قَد هَدَيتَ / ضَلالُ الدَليلِ دَليلُ الضَلالِ
سَيَكفي عَلى الرَسمِ في مِثلِهِ / أَواخِرَكُم مَن كَفاني الأَوالي
وَما رِبحُ أَحسَنتُ إِلّا لِمَن / غَدا يَشتَري القَولَ مِن رَأسِ مالِ
وَكَم قيلَ عَن قائِلٍ إِنَّهُ / وَإِنَّ وَإِنَّ وزادَ التَغالي
فَجِئتُ إِلى مائِهِ غَيرَ آلٍ / فَلَم أَرَ في قَفرِهِ غَيرَ آلِ
رَجاءٌ يُشيرُ بِشَدِّ المَطِيِّ / وَيَأسٌ يُشيرُ بِحَطِّ الرِحالِ
وَحالٌ لَها حِليَةٌ بِالحَديثِ / تَغُرُّ وَمَحصولُها غَيرُ حالِ
وَصَدِّيَ عَنك صُدودُ العِتابِ / وَصَدُّكَ عَنّي صُدودُ المَلالِ
إِذا كُنتَ مالي الَّذي في يَدي / فَإِنِّيَ مالٍ إِلى غَيرِ مالِ
نَبا سَمعُ صَبري عَلى وَعدِهِم / فَلا تَختَدِعهُ بِقيلٍ وَقالِ
وَلَجتُ مِنَ اللُطفِ سَمَّ الخِياطِ / وَأَشكو مِنَ الحَظِّ ضيقَ المَجالِ
وَبِالأَشعارِ تَعرِفُ قائِليها
وَبِالأَشعارِ تَعرِفُ قائِليها / كَما حُدِّثتَ عَن نَجرٍ بِنَجلِ
سَبَقتُ بِها فَقَد صارَت لِقَومٍ / مَحارِبَ وَالَّذي بَعدي مُصَلِّي
لا أَنتَ تُعطيني وَلا أَنا أَسأَلُ
لا أَنتَ تُعطيني وَلا أَنا أَسأَلُ / وَالصَبرُ يَعجِزُ وَالضَرورَةُ تَحمِلُ
وَالبابُ يَهتِكُ سِترَ حالي سِترُهُ / لا أَنتَ تَصرِفُني وَلا أَنا أَدخُلُ
وَالمَوتُ مِن بَعضِ الحَياةِ عَلى الَّذي / قاسَيتُ مِن كُلِّ الضَرورَةِ أَسهَلُ
ما كُنتُ ذا ثِقَةٍ فَأَخجَلَ خائِباً / بَل كُنتُ ذا ثِقَةٍ بِأَنِّيَ أَخجَلُ
وَلَقَد هَمَمتُ بِفِعلِ ما أَجلَلتُكُم / عَن ذِكرِهِ وَتَرَكتُهُ وَسَأَفعَلُ
في كُلِّ وادٍ هِمتُ لَكِن لَم يَكُن / مِنها وَراءَ الغَيثِ وادٍ مُبقِل
أَفَتَطمَعونَ بِأَنَّ ذِكراً مُخصِباً / مِن عِندِ سُحبٍ ما تُنالُ فَتَهطِلُ
وَالحاصِلُ المَعلومُ مِن قَصدي لَكُم / أَنّي عَلى مَعلومِكُم لا أَحصُلُ
ما لي طَريقٌ رَكِبتُ وَمَركَبي / رِجلي وَلا لي حينَ أَنزِلُ مَنزِلُ
وَإِذا السِهامُ شَرَعتُ في إِنفاذِها / قالَ الحِجا اِسمَع ما يَقولُ المَقتَلُ
أَهلُ الهَوى وَذَوو العَمى شُغِلوا
أَهلُ الهَوى وَذَوو العَمى شُغِلوا / في النارِ وَالجَنّاتُ في شُغلِ
شُغلٌ شَقيتُ بِهِ وَحاصِلُهُ / ما شِئتَ مِن هَمٍّ وَمِن ذُلِّ
وَيُقالُ مُشتَغِلٌ وَيَحسُدُني / مَن لَيتَهُ في شُغلِهِ مِثلي
ما كُلُّ شُغلٍ بِالسَواءِ فَلا / تَذهَب بِكَ الغَمَراتُ في الجَهلِ
وَالظِلُّ ذو شُعَبٍ وَذو عُشُبٍ / وَكِلاهُما نُسميهِ بِالظِلِّ
ما كُلُّ بارِقَةٍ تُشامُ فَكَم / طَلَعَ الوَبالُ بِطَلعَةِ الوَبلِ
سَهلُ المَوارِدِ لا أُؤَمِّلُهُ / إِلّا لِغَيرِ المَطلَبِ السَهلِ
وَأَخافُ سَطوَتَها فَأَمزُجُها / لَقَد اِتَّقَيتُ القَتلَ بِالقَتلِ
بَنانِيَ فَيكُم مِثلُ يَحيى بنِ طالِبٍ
بَنانِيَ فَيكُم مِثلُ يَحيى بنِ طالِبٍ / وَقَد قَلَّ جَدوى ما نَحَتَّ مِنَ الأَثلِ
فَيَأَيُّها الغَيثُ الَّذي التُربُ ضَيفُهُ / فَيُصبح مِن زَهرٍ وَيُغبَقُ مِن وَبلِ
وَما البَدرُ إِلّا مِن مُحَيّاكَ يَجتَدي / وَما الغَيثُ إِلّا مِن بَمينِكَ يَستَملي
فَأَينَ الَّذي أَظهَرتَهُ فِيَّ مِن رِضاً / وَأَينَ الَّذي أَمَرتَهُ فِيَّ مِن فَضلِ
وَهَب حَبلَكُم حَبلَ الوَريدِ فَرُبَّما / رَماهُ الفَتى مِنهُ بِقاطِعَةِ الحَبلِ
دَعَوتُ لَكُم بِالعِزِّ حَتّى اِستُجيبَ لي / فَدامَ أَدامَ اللَهُ عِزَّكُمُ ذُلّي
أَعودُ إِلى دارٍ بِغَيرِ كِفايَةٍ / وَأَركَبُ مِن داري إِلَيكُم بِلا شُغلِ
هَذا عَلى كِبرِياءٍ في مَطامِعِها
هَذا عَلى كِبرِياءٍ في مَطامِعِها / نَفسٌ عَلى فَقرِها تَستَرخِصُ الغالي
فَلا عَدَمتُ يَميناً مِنهُ مُغرِقَةً / في يَمِّ مَعروفِها فِرعَونَ آمالي
قَلبٌ تَراكَمَتِ الأَوجالُ وَاِزدَحَمَت / فيهِ فَأَوجالُهُ مِنهُ بِأَوجالِ
فَقُل لِهَمٍّ جَديدٍ جاءَ يَسكُنُهُ / إِنّي نَصيحُكَ فَاِطلُب مَوضِعاً خالي
وَلِلهُمومِ كُنوزٌ فيهِ مُقفَلَةٌ / مِنَ السُكوتِ عَلى الشَكوى بِأَقفالِ
فَلَو رَآهُ سُرورٌ كانَ يُنكِرُهُ / وَالهَمُّ لَو قَد يَراهُ قالَ هَذا لي
أَعمالُ دَهرٍ إِذا أَنكَرتُ سُنَّتَها / عَرَفتُ مِنها بِما عوقِبتُ آمالي
إِلى مَتى أَنا في حالٍ إذا سَأَلَت / عَنها الصَديقَ الأَعادي قالَ في حالِ
أَخلالُهُم بي كَثيرٌ لَستُ أَذكُرُهُ / وَيَذكُرونَ وَما أَخلَلتُ إِخلالي
لا ماءُ وادٍ وَلا نارٌ عَلى شَرَفٍ / إِلى الَّذي جَمَعَ الصادي إِلى الصالي
وَرُبَّما نِلتُ حاجاتٍ بِأَيسَرِها / يَكفيكَ نارَ الهَجيرِ الظِلُّ في الضالِ
لا قُلتُ مالي وَإِن أَثَرَت يَدي أَبَداً / يُشيرُ بِالنَفى ما يا قائِلاً مالي
قِيامَتي الهَمُّ إِنَّ الهَمَّ يُشبِهُها / وَنَفثَةُ النَفخِ فيها شَرُّ زِلزالِ
وَالأَرضُ أَثقالُها الزِلزالُ يُخرِجُها / وَلَستُ أُخرِجُ في شَكوايَ أَثقالي
قالوا اِنقِباضٌ عَنِ الخِلّانِ يوحِشُهُم / وَما أَرى حافِلاً مِنكُم بِإِذلالي
قِف بِالخَواطِرِ في الكُتبِ الَّتي حَمَلَت / ذِكرَ الكِرامِ فَفيها أَيُّ أَطلالِ
وَصُن مَنازِلَهُم مِن هَطلِ دامِعَةٍ / وَخَلِّها لِتِلالِ المَنزِلِ البالي
إِنَّ الدِيارَ الَّتي تُبكى بِمُتَّقِدٍ / غَيرُ الدِيارِ الَّتي تَبكي بِهَطّالِ
خَواطِرُنا في جودِهِ رُسلُ جودِهِ
خَواطِرُنا في جودِهِ رُسلُ جودِهِ / فَلِم لا أَتى المَوعودُ مِنهُ عَلى الرُسلِ
أُنَزِّهُ عَن وَعدِ الكَريمِ عَطاءَهُ / وَما جَلَّ عَن وَعدٍ فَقَد جَلَّ مَطلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025