المجموع : 48
لي عاذِلٌ في الحُبِّ ما أَعذَلَه
لي عاذِلٌ في الحُبِّ ما أَعذَلَه / وَعَن طَريقِ العَدلِ ما أَعدَلَه
يَطمَعُ جَهلاً أَن يُرى طارِداً / عُطارِداً عَن طالِعِ السَّنبُلَه
جارِيَةٌ جائِرَةٌ في الهَوى / وَجَنكُها المُطرِبُ ما أَعدَلَه
كَأَنَّها في جَسِّ أَوتارِهِ / بقراطُ يَبغي نَبضَ مَن عَلَّلَه
ما أَحمَقَ العاذِلَ في رَأيِهِ / فَهوَ بِلا شَكٍّ شَديدُ البَلَه
مَن مُنصِفي من حُبِّ جنكِيَّة / لِلقَلبِ من أَوتارِها زَلزَلَه
أَوتارُها تَقتُلُ زُوارَها / تَجني عَلَيهِم وَلَها وَلوَلَه
مَريضَةُ الأَجفانِ فَتّانَةٌ / وَطَرفُها الوَسنانُ ما أَقتَلَه
وَوَجهُها لَو قابَلَ البَدرَ في / تمامِهِ عادَ وَقَد أَخجَلَه
وَقَدُّها مُعتَدِلٌ مِثلُ غُص / نِ البانِ سُبحانَ الَّذي عَدَّلَه
تَهُزُّ غُصناً في كَثيبِ النَقا / دَلالُها في رَقصِها مَيَّلَه
فَمَن يَقُل أَنَّ لَها مُشبِهاً / في الحُسنِ في العالَمِ ما أَجهَلَه
في القَلبِ نيرانُ الهَوى كُلَّما / ذَكَرتُها مُوقَدَةٌ مُشعَلَه
فَمَن رَآها مِن جَميعِ الوَرى / في مَجلِسٍ أَدرَكَ ما أَمَّلَه
كَأَنَّها الوَردُ وَأَيّامُهُ / ما أَحسَنَ الوَردَ وَما أَفضَلَه
في خَدِّها الوَردُ جَنياً بِلا / رَيبٍ فَيا طوبى لِمَن قَبَّلَه
وَريقُها الراحُ وَلَكِنَّ مَن / حَرَّمَها في كَأسِها حَلَّلَه
وَالوَردُ ما أَقصَرَ أَيّامَهُ / وَعُمرُهُ في الهَجرِ ما أَطوَلَه
عَدِمَ الإِسلامُ مَعدومَ المِثالِ
عَدِمَ الإِسلامُ مَعدومَ المِثالِ / وَهَوَت مِن أَوجِها شَمسُ المَعالي
يا لَهُ رزءاً لَقَد حَلَّ حُباً / قَبلَهُ ليثَت عَلى شُمِّ الجِبالِ
جَلَّ حَتّى دَقَّ فيهِ كُلّ رزءٍ / جَلَلٍ وانكَدَرَت شُهبُ الجَلالِ
فَالشُّعورُ السُّودُ كَالأَيّامِ بيضاً / وَالوُجوهُ البيضُ سوداً كَاللَيالي
وَلِسانُ الشَّرعِ قَد أُلبِسَ عِيّاً / بَعدَ أَن كانَ جَريئاً في المَقالِ
وَسَماءُ الدينِ قَد رانَ عَلى / بَدرِها النُقصانُ مِن بَعدِ الكَمالِ
وَالقَضايا قاضِياتٌ نَحبَها / إِثرَهُ حُزناً عَلى تِلكَ الخِلالِ
وَنَجيبُ العِلمِ مَعقولٌ وَقَد / أُنشِطَ الجَهلُ إِذَن بَعدَ عِقالِ
ماتَ مَن كانَ لِأَهلِ العِلمِ كَهفاً / وثِمالاً مُحسِناً أَيَّ ثِمالِ
ماتَ مَن خَلَّفَ أَخلافَ النَدى / شَولاً مِن بَعدِ دَرٍّ وَاِحتِفالِ
مَوتُهُ أَقرَحَ أَجفانَ العُلى / وَاِنطَوَت مِن بَعدِهِ بُسطُ النَوالِ
يا أَبا الفَضلِ أَبى فَضلُكَ أَن / يَترُكَ العافينَ في أَسوَأ الحالِ
فَبَنو الآمالِ مِن بَعدِكَ لا / تَشتَكي إِبلُهُمُ مَرَّ الكَلالِ
حَرَّموا بَعدَكَ يا اِبنَ المُرتَضى / أَبَداً شَدَّ حُدوجٍ وَرِحالِ
فَالجَلابيبُ القَشيباتُ مِنَ ال / عِلمِ مِن بَعدِكَ أَسمالٌ بَوالي
عَطَّلَت مِنكَ المَنايا طَيلَساناً / كانَ تاجاً بِلَآلي العِلمِ حالي
أُلبِسَت دارُكَ إيحاشاً وَكَم / حَلَّها الإيناسُ في حَليِ الجَمالِ
كَم يَدٍ بَيضاءَ قَد أَسدَيتَها / بِيَمينٍ ذاتِ يُمنٍ وَشِمالِ
كُنتَ بَحرَ الجودِ إِن حَلَّ سُؤالٌ / كُنتَ حَبرَ العِلمِ في كُلِّ سُؤالِ
كَم فَقيهٍ بِالجَدا أَحيَيتَهُ / بَعدَ أَن جَدَّلتَ فاهُ بِالجِدالِ
فَلَئِن ماتَ كمالُ الدينِ مِن / بَعدِ سُلطانٍ وَعِزٍّ مُتَوالي
فَلَقَد خَلَّفَ ذِكراً طابَ كَال / مسكِ تُهدي عَرفَهُ ريحُ الشَمالِ
أَيُّها الشامِتُ بِالمَوتِ اِنتَظِر / فَالرَدى كَأسُ مُديرٍ ذي اِنتِقالِ
لَيسَ يَنجو مِن سُطاهُ مَن سَطا / بِجُيوشٍ تَملَأُ الأَرضَ وَمالِ
قَسَماً لَو رَدَّ عَنهُ المَوتَ بَأسٌ / لانثَنَت مُحمَرَّةً بيضُ النِّصالِ
وَتَمَطَّت تَحتَهُم أُسدُ شَرىً / تَحتَها خَيلٌ كَأَمثالِ السَعالي
لا يَرَونَ العِزَّ في الغَزوِ سِوى / ما بَنى العَزمُ بِأَطرافِ العَوالي
وَلَخاضَت لجَجَ الحَربِ رِجالٌ / يَشرَبونَ المَوتَ كَالماءِ الزُلالِ
وَفَدَتهُ بِنُفوسٍ طائِعاتٍ / أُسُدٌ حُمسٌ وَرَبّاتُ حِجالِ
مِن بَني عَمٍ وَأَبنا زَمَنٍ / ذي وَلاءٍ وَعَبيدٍ وَمَوالي
قَد رَأى الراؤونَ مِنهُ ما رَوى / قَبلَهُ الراوونَ في الكُتبِ الخَوالي
يا لَها مِن سيرَةٍ كَم عَقَدَت / مِن عُقودٍ فَوقَ أَجيادِ الأَمالي
ما رَأَينا قَبلَهُ مَن خَطُّهُ / لاحَ في أَسودِهِ بيضُ اللآلي
فَهوَ كَالشَمسِ عُلُوّاً كاتِباً / وَعَلِيُّ بنُ هِلالٍ كَالهِلالِ
مُنشِئٌ إِن شاءَ إِنشاءً رَمى / كُلَّ ذي لَفظِ اِحتِيالٍ بِاختِلالِ
يُكلَمُ البَحرُ لَدى غَضبَتِهِ / بِكَلامٍ راقَ كَالسِحرِ الحَلالِ
ثابِتُ الجَأشِ إِذا جاشَت لَدى ال / غَيضِ في المَحفَلِ أَكبادُ الرِجالِ
وَقَرٌ في حالَةٍ يَهفو لَها / كُلّ عِرنينٍ مِنَ الآصالِ عالي
يا ضِياءَ الدينِ صَبراً كُلّ حَيٍّ / لِفَناءٍ غَيرَ رَبّي وَزَوالِ
أَينَ طَسمٌ وَجَديسٌ وَالأُلى / عَمَروا الدُنيا بِأَموالٍ وَآلِ
وَالنَبِيّونَ وَمَن تابَعَهُم / كُلُّهُم آلَ إِلى هَذا المَآلِ
كُن كَما كانَ كَمالُ الدينِ في / صَبرِهِ عِندَ المُلِمّاتِ الثِقالِ
ثابِتٌ في الخَيرِ وَالشَرِّ مَعاً / لِذَوي الطَيشِ لَدى الحالَينِ قالي
كَم ثَوى في لَحدِهِ مِن سُؤدَدٍ / وَصِفاتٍ كاثَرَت عَدَّ الرِمالِ
رَحمَةُ اللَهِ عَلَيهِ كُلَّما / رُوِّعَت في مَهمَهٍ أُمُّ رِئالِ
إِنَّ ذا الدَهرِ خَئونٌ لَم يَزَل / مُؤذِناً بَعدَ رِضاعٍ بِفِصالِ
يَحرِقُ النابَ عَلَينا عاتِباً / كُلَّ وَقتٍ في حَرامٍ وَحَلالِ
يا ضِياءَ الدينِ أَنتُم سادَةٌ / عِندَهُم مازالَ سِعرُ الشِعرِ غالي
مَن يَرُم مِثلاً لَكُم في دَهرِكُم / فَلَقَد باءَ بِزورٍ وَمُحالِ
كَم عَمَرتُم بِاللُهى مِن داثِرٍ / وَدَثَرتُم بِالنُهى سُبلَ ضَلالِ
فَلِآلِ الشَّهرَزَورِيِّ مَحَلٌ / دونَهُ الجَوزاءُ في بُعدِ المَنالِ
بَرمَكِيّونَ لَدى كُلِّ سُؤالٍ / فَارِسِيّونَ لدى كُلِّ مَقالِ
مِنهُمُ كُلُّ خَطيبٍ مِصقَعٍ / وَفَقيهٍ مِدرَهٍ عِندَ الجِدالِ
بَلَغَت أَقلامُهُم ما بَلَغَت / بِالقَنا الأَبطالُ في يَومِ النِّزالِ
إِن يَكُن حاسِدُهُم ذا فَرَحٍ / فَسَيُرمى بَعدُ مِنهُم بِخَبالِ
فَسَقى قَبرَ كَمالِ الدينِ في / كُلِّ وَقتٍ جائِداً صَوبُ العزالي
أَشاعوا في غَدٍ يَبغي الرَحيلا
أَشاعوا في غَدٍ يَبغي الرَحيلا / فَخَدَّ الدَّمعُ في خَدّي مَسيلا
فَأَضحَوا وَالمَطِيُّ لَهُ رُغاءٌ / وَشُعثُ الخَيلِ أَعلَنَتِ الصَهيلا
وَقَد رَفَعوا الجَمالَ عَلى جمالٍ / وَبِالعُشّاقِ ما فَعَلوا جَميلا
فَكَم حازَت هَوادِجُهُنَّ رِدفاً / ثَقيلاً جاذَبَ الخَصرَ النَحيلا
وَطَرفاً فاتِراً غَنِجاً كَحيلاً / وَخَدّاً سافِراً ضَرِجاً أَسيلا
وَفيهِم غُصنُ بانٍ تَحتَ شَمسٍ / مُحَيِّيَةً ضُحاها وَالأَصيلا
أَغَنُّ مُعَقرَب الصُدغَينِ يَجلو / حَبابَ الثَغرِ إِذ يَعلو الشَمولا
وَساروا يَقطَعونَ الأَرضَ وَخداً / وَقَد جَمَعوا مَعَ الوَخدِ الذَميلا
فَعُدتُ وَقُلتُ كَم هَذا التَصابي / فَما اِقتادَ الهَوى إِلّا جَهولا
إِلى كَم يَستَفِزُّ المَينُ شِعري / سَأَصدُقُ في القَريضِ الآنَ قيلا
وَأَرجو عَفوَ رَبّي في مَعادي / عَسى أَن يَصفَحَ الصَفحَ الجَميلا
وَأَمدَحُ سادَةً فيهِم مَديحي / يَكونُ إِلى رِضى اللَهِ السَبيلا
مُحَمَّد بنُ عَبدِ اللَهِ خَيرُ ال / أَنامِ إِذا هُمُ اِفتَخَروا قَبيلا
رَسولُ اللَهِ بِالقُرآنِ وافى / فَكانَ أَجَلَّ مَبعوثٍ رَسولا
نَبِيٌّ آلُهُ هُم خَيرُ آلٍ / وَأَكرَمُهُم وَأَغزَرُهُم عُقولا
فَمَدحُهُم لَدَيَّ أَراهُ فَضلاً / وَمَدحُ الناسِ كُلِّهِمُ فُضولا
هُمُ القَومُ الأُلى سادوا وَجادوا / وَهُم أَزكى بَني الدُنيا أُصولا
هُمُ حِصني الحَصينُ وَلَيسَ خَلقٌ / سِواهُم لي غَداً ظِلّاً ظَليلا
وَهُم يَومَ المَعادِ لَنا غياثٌ / بِهِم نَرجو إِلى الفَوزِ الوُصولا
وَهَل أَحَدٌ بِمَكرُمَةٍ يُسامي / أَبا حَسَنٍ وَفاطِمَةَ البَتولا
وَهَل مِن خَمسَةٍ يَوماً سِواهُم / أَتَمّوا سِتَّةً مَع جَبرَئيلا
بِهِم في الجَدبِ نَستَسقي فَنُسقى / وَيَصرِفُ رَبُّنا عَنّا المُحولا
أَلَم يَكُ الاِبتِهالُ بِهِم قَديماً / عَلى تَعظيمِ شَأنِهِمُ دَليلا
عَلِيٌّ هازِمُ الأَحزابِ قِدماً / وَقَد هاجَت لَهُ الهَيجا الذُحولا
هُناكَ رَمى الرُؤوسَ عَنِ الهَوادي / وَأَسمَعَ سَيفُهُ الجَمعَ الصَليلا
وَقَطَّعَ ذو الفَقارِ فَقارَهُم بِال / ظباةِ وَلا فُلولَ وَلا كُلولا
عَلِيٌّ غادَرَ الأَبطالَ صَرعى / وَأَخرَسَ عَن شَقاشِقِها الفُحولا
وَهَل أَحَدٌ يُساجِلُهُ بِعِلمٍ / أَيُغلَبُ عِلمُ مَن وَرِثَ الرَسولا
وَكَم لاقى العِدا فَأَسالَ مِنهُم / بِصارِمِهِ دِماءَهُمُ سُيولا
أَتى بِرَحيبَةِ الفَرغَين في مَر / حَبٍ قِدماً فَأُوتِيَ منه سولا
وَكَم لاقاهُ جَبّارٌ عَزيزٌ / فَصارَ لَدَيهِ خَوّاراً ذَليلا
عَلِيٌّ طَلَّقَ الدُنيا ثَلاثاً / وَما حابى أَخاهُ بِها عَقيلا
تَوَلّاها وَفارَقَها حَميداً / وَلَم يُظلَم بِها أَحَدٌ فَتيلا
أَلهَفي لِلحُسَينِ غَداةَ أَضحى / هُناكَ بِكَربَلا شِلواً قَتيلا
يُمَزِّقُ جِسمَهُ دَوسُ المَذاكي / وَقَد أَعلَت وَلاياهُ العَويلا
شَكا ظَمَأً فَما عَطَفوا عَلَيهِ / وَلا أَلوَوا وَلا أَروَوا غَليلا
أَيا ماءَ الفُراتِ نَضَبتَ ماءً / لِأَنَّكَ مِنهُ لَم تَشفِ الغَليلا
رَسولُ اللَهِ سَمّاهُ حُسَيناً / وَقَبَّلَ ثَغرهُ زَمَناً طَويلا
سَيَشقى الظالِمونَ بِهِ وَيُسقى ال / وُلاةُ المُؤمِنونَ السَلسَبيلا
مُحِبّوهُم بِبُغضِهِمُ سِواهُم / عَدِمتَهُمُ لَقَد ساءوا سَبيلا
سوى القَومِ الأُلى قَتَلوا حُسَيناً / وَسَبّوا صِنوَ أَحمَدَ وَالخَليلا
وَمَدحُهُم أَتى في هَل أَتى مُح / كَماً مدحاً كَثيراً لا قَليلا
وَلَيسَ العُروَةُ الوُثقى سِواهُم / فَكُن مُستَمسِكاً بَراً وَصولا
وَإِنّي سَوفَ أُدرِكُ في مَعادي / بِمَدحِ بَني رَسولِ اللَهِ سولا
صَلاةُ اللَهِ خالِقِنا عَلَيهِم / غُدُوَّ الدَهرِ تترى وَالأَصيلا
قُلتُ لَمّا أَزمَعَ الحَيُّ الرَحيلا
قُلتُ لَمّا أَزمَعَ الحَيُّ الرَحيلا / أَيُّها الحادي بِهِم رِفقاً قَليلا
قِف رُوَيداً بِالمَطايا ساعَةً / وَدَعِ الوَخدَ وَإِيّاكَ الذَميلا
وَتَأَنَّ الآنَ وَاِعدُد أَنَّها / مِنكَ نَيلٌ لَيسَ بِدعاً أَن تَنيلا
إِنَّ في الأَظعانِ أَقمارَ دُجىً / وَشُموساً أَلِفَت ظِلّاً ظَليلا
بِأَبي سوقٌ خِدالٌ ناعِماتٌ / وَخُصورٌ حَمَلَت عِبئاً ثَقيلا
في الخُصورِ الهيفِ جالَت وُشَّحٌ / لَطُفَت وَالسوقُ غَصَّصنَ الحُجولا
مُستَقِلاتٌ بِأَعجازٍ ضِخامٍ / كُلُّ رِدفٍ مُتعِبٌ خَصراً نَحيلا
فَلَئِن ميطَت لَنا السُجفُ عَنِ ال / غيدِ لِلتَوديعِ وَدَّعنا العُقولا
وَغَدَونا كُلُّنا نَحسَبُ مِن / سُكرِهِ عُوطِيَ إِسفِنطاً شَمولا
عِندَها لَسنا نَرى إِلا قَتولاً / صَرَعَت أَجفانُها المَرضى قَتيلا
رَبَّةَ البُرقُعِ عوجي عَوجَةً / وَأَميطيهِ لِكَي نَشفي غَليلا
وَعَسى طَرفُكِ إِذ أَضحى عَليلاً / أَن يُداوي سِحرُهُ الصَبَّ العَليلا
إِن في فيكِ لَهُ برءاً وَشيكاً / إِن غَدا يَرشِفُ مِنهُ السَلسَبيلا
قالَتِ اِعزُب وَيكَ لا تَطمَع فَكَم / طَمَع مِن عاشِقٍ أَردى قَتيلا
فَعَقيلاتُ بَني عُذرَةَ كَم / سَلَبَت بِالحُسنِ وَالدَلِّ عُقولا
كُلُّ هَيفاءَ رداحٍ طفلَةٍ / حُسنُها لِلحُسنِ في الخَلقِ هَيولا
وَلَعَمري إِنَّ قَلبي مِنك في / لَوعَةٍ أَلقَت بِهِ الداءَ الدَخيلا
غَيرَ أَنَّ الخَوفَ مِن غَيرِ بَني ال / عَمِّ قَد أَلزَمَني عَنك الذُهولا
ما تَرى السُمرَ العَوالي شُرَّعاً / وَعِتاقَ الخَيلِ يُعلِنَّ الصَهيلا
وَالمَواضي يَتَلَمَّظنَ سِماماً / وَالعَوالي يَتَأَطَّرنَ ذُبولا
وَالدُروعَ السابِرِياتِ أَفاضَت / غُدراً تَبغي عَلى الخَيلِ مَسيلا
وَبَني العَمِّ مُشيحينَ إِلى ال / حَربِ يَدعونَ رَعيلاً فَرَعيلا
وَمَتى ما يَدعُ باسِمي مُستَعيرٌ / أَغضَبَ الشُّمَّ العَرانينَ الفُحولا
وَاِشمَعَلَّت بِالقَنا أُسدُ وَغىً / تَملأُ الحَزنَ خُيولاً وَالسُهولا
في اِقتِحامٍ يَملأُ الأُفقَ قتاماً / وَمَقامٍ يَملأُ السَمعَ صَليلا
وَكُماةٍ لا تَرى إِلّا جَواداً / مِنهُمُ بِالمالِ بِالعِرضِ بَخيلا
فَهُمُ لَو صَدَموا يَوماً ثَبيراً / لأَعادوهُ كَثيباً ما مَهيلا
لَم يَزالوا شاهِري أَسيافِهِم / لِنِزالٍ أَو لأَن يَقروا نَزيلا
رَمَيتَ فَلَم تُخطِ السِهامَ الشَواكِلا
رَمَيتَ فَلَم تُخطِ السِهامَ الشَواكِلا / أَجَدتَ فَطَبَّقتَ الكُلا وَالمَفاصِلا
أَجَدتَ فَيا للَهِ دَرُّكَ شاعِراً / يُرى قائِلاً لِلمَكرُماتِ وَفاعِلا
اِبنُ عُنَينٍ في كُلِّ زَندَقَةٍ
اِبنُ عُنَينٍ في كُلِّ زَندَقَةٍ / أَمسى وَأَضحى فِعالُهُ مَثَلا
لَم يَتَنَفَّس إِلا عَلى قَدَحٍ / وَلَم يَبِت غَيرَ راكِبٍ كَفَلا
نَصرٌ طَبيبٌ وَلَكِن لَم يَعُد أَحَداً
نَصرٌ طَبيبٌ وَلَكِن لَم يَعُد أَحَداً / إِلا وَساقَ إِلَيهِ طِبُّهُ الأَجَلا
فَظَلَّ يُنشِدُ وَالأَسقامُ تَنهَبُهُ / أَحيا وَأَيسَرُ ما قاسَيتُ ما قَتَلا
كَم قائِلٍ قال لَولاهُ لما وَجَدَت / لَها المَنايا إِلى أَرواحِنا سُبُلا
يا حامِلي لا رَأَيتَ الدَهر إِقلالاً
يا حامِلي لا رَأَيتَ الدَهر إِقلالاً / وَزادَكَ اللَهُ تَوفيقاً وَإِقبالا
أَعطاكَ رَبُّكَ أَموالاً تَنالُ بِها / بَينَ الوَرى مِن جَميلِ الذِكرِ آمالا
الرِزقُ يَأتيكَ وَالأَعمارُ ذاهِبَةٌ / أَنفِق وَلا تَخشَ مِن ذي العَرشِ إِفلالا