المجموع : 66
دون بَيضِ الخُدورِ سمرُ العَوالي
دون بَيضِ الخُدورِ سمرُ العَوالي / فتوقّ الآجالَ في الآجالِ
وارتجعْ سالماً عن الحدَقِ النُجْ / لِ فحربُ العيونِ غيرُ سِجالِ
وعجيبٌ لولا الهَوى أن يُرى اللي / ثُ على بطشِهِ أسيرَ الغَزالِ
ويحَ صالٍ بحُبِّ سالٍ رماهُ / بين ذُلِّ الهوى وعزِّ الجمالِ
قادَهُ الحبُّ بين دمعٍ طليقٍ / وفؤادٍ من الجوى في عِقالِ
وثَناهُ الفراقُ يشدُّ قلباً / ضلّ عن صدرهِ بذاتِ الضالِ
إن يكنْ في هجيرِ هجرٍ مقيماً / فلقد كان في أصيلِ وصالِ
وإذا ما جرى القضاء بأمرٍ / لم تعالبْهُ حيلةُ المُحتالِ
وغزال لدنِ المعاطفِ كالخُو / دِ رقيقِ الخدودِ كالجِريالِ
عسكريٌّ يصولُ في معرّكِ الحبّ / بما فيه من سلاح الجمالِ
أنا في حبّه مطيعاً غرامي / كلّ وقتٍ مخالفاً عُذالي
فاتّباع العَذولِ رُشدي ولكن / أنا أهوى خلافَه وضَلالي
أصبحتْ مُهجتي لصارمِ عيني / هِ كمال الأثير للسُؤالِ
ماجدٌ لا يزالُ يخطُرُ في الحم / دِ بجدْواه خِطْرة المُخْتالِ
من بني الأغلب الذينَ استفادوا / وأفادوا جمّ الثَنا والنّوالِ
معشرٌ صُوِّروا من الكَرمِ المح / ضِ ففاقوا مَنْ صيغ من صَلصالِ
طالما قلتُ للمسائلِ عنهم / واعتمادي هدايةُ الضِلالِ
إنْ تُرِدْ علمَ حالِهم عن يقينِ / فالقِهم يومَ نائلٍ أو قِتالِ
تلقَ بيضَ الوجوهِ سودَ مثار الن / قْع خضر الأكناف حُمرَ النِّصالِ
فاسأل الكوم عنهُم في العَطايا / واسألِ الجُرْدَ عنهم في النِزالِ
حكموا سائليهمُ في نَداهُم / حُكْمَ أسيافِهم على الأقْيالِ
وحَبَوْا واحتَبَوْا فقُلْ في الغوادي / هاطلاتٍ وفي رواسي الجِبالِ
لبِسوا بالأثيرِ حلّةَ فضْلٍ / طرّزتْها يَداهُ بالأفضالِ
فهو معنى لفظِ المكارمِ يُنمَوْ / نَ إليها وروحُ جسمِ المَعالي
شيمٌ رتّبوا بها رُتبةَ المج / دِ فكانت لها عقودَ لآلِ
فهي مثلُ المُدامِ تبعُدُ بالهمّ / وتدنو بنازح الآمال
صائلٌ في العِدى بسيفينِ هذا / لجدالِ وذا لوَشْكِ قِتالِ
كلما جُرِّدا بمعركة لم / يبقَ من باطلٍ ولا إبطالِ
ضحكتْ إذ سَطا ثغورُ المَواضي / وبكتْ إذ عَفا عيونُ المالِ
ضمِنَتْ راحتاهُ في السِلْمِ والحر / بِ صنوفَ الأرزاقِ والآجالِ
يا أبا القاسم المقسِّم للمج / دِ وللسؤدد البعيدِ المنالِ
أنتَ أُفْقٌ للمَكْرُماتِ عليٌّ / لاحَ فيه محمّدٌ كالهِلالِ
حتّم الله أنّ ذكرَك يبقى / في المعالي به ممرّ الليالي
فابقيا في سعادةٍ تُخلِقُ الده / رَ وتبقي جديدةَ السِرْبالِ
قَرَنْتَ بواو الصدغ صادَ المُقَبّل
قَرَنْتَ بواو الصدغ صادَ المُقَبّل / وأعربتَ في لامِ العذارِ المسلسلِ
فإن لم يكن وصلٌ لديك لآملِ / فكم لاحَ في مرآك للمتأمّلِ
يُعزُّ الأماني منه خطُّ مبيّنٌ / فإن حاولْتهُ صادفْت كلّ مُشْكلِ
بدائعِ أصلِ الحبِّ منها مسبِّبٌ / لمن كان فيها قانعاً بالتعلل
وقد ذكَروا أنّ الشبابَ ولايةً / تؤكّدُ بالإجمالِ أو بالتجمُّلِ
وقالوا أتَتْ كُتُب العِذارِ بعزلِه / فقلتُ لهمْ لا تعجَلوا فبِها ولي
وما صدّني عن ترك حبّكَ فتنةً / بخدٍّ كروضٍ أو رضابٍ كسلسَلِ
ولكنْ لقولٍ قد محا الشِعْرُ رسمَهُ / وهل عند رسمٍ دارسٍ بالهونِ منزلي
لك الله قد أنِسْتُ بعزّتي / فما منزلُ اللذاتِ بالهونِ منزِلي
ألم يَدْرِ أني آخرٌ في ضلوعه / فؤادُ أبى أن يرتَضي لحظَ أولِ
نعمْ ليس نَسْري في المطارِ بواقعٍ / وليس سِماكي في النِفارِ بأعزلِ
سل الأفْقَ عني وهو روضةُ نرجس / يشقُّ نواحيْها المجرَّ بجَدْول
وكيف اعتزامي والنجومُ أسنّةٌ / تلمّعُ في الظَلْماءِ من حلفِ قسطَلِ
وكيفَ طرقتُ الحَذْرَ يُكرَهُ ربّهُ / على رغم أنفِ الساهرِ المتبتّلِ
وعانقتُ غصنَ البانِ لان لمُجتَنٍ / وقبّلتُ بدرَ التمّ ضاءَ لمجتلِ
وهل أنا إلا نبعةٌ يمنيّةٌ / منضّرةُ الأفنانِ في رأسِ يذْبُلِ
سقى أصلَها النعمانُ ماءَ مَفاخرٍ / فأثْمَرَ منها كلُّ فرعٍ بأفضلِ
ومنْ كان صدرُ الدين أحمدُ شيخَهُ / أطالَ به باعَيْ يمينٍ ومِقْوَلِ
إمامٌ لقيتُ الدّهرَ أدهمَ دونَه / فألبستُه وصفَ الأعزّ المُحجّلِ
أقامَ به اللهُ الشريعةَ فاعتلتْ / دعائمُها فوقَ السِماكِ وتعتلي
يفسِّرُ من ألفاظِها كلّ مُشكِلٍ / ويفتحُ من أعواصها كلَّ مُقْفَل
وما كان لولا أحمدٌ دينُ أحمدٍ / ليدري صحيحٌ سالم من مُعلَّل
ولا عرَفَتْ حُفّاظُهُ بين مُسْنِدٍ / يُعنْعِنُهُ رفعاً ولا بينَ مرسّلِ
هوى قصباتُ السّبْقِ في العلم وادِعاً / فوا عجَباً للسابقِ المتمهل
نَماهُ الى الفُرس الكرامِ فوارسٌ / بأقلامِهم يغنَوْنَ عن حمْلِ ذُيَّلِ
إذا اعتقَلوها للأناملِ سدّدَتْ / الى الخَطْبِ حتفاً لا يخِلُّ بمقْتَلِ
همُ آلُ كسرى غير أنّ تُقاهُمُ / نماهمْ الى آلِ النبيّ المرسَّلِ
لهم دورُ فضلٍ بالفراتِ فسيحةٌ / لضيفِ المعالي لا بدارةِ جُلجُل
وحسبُهُم بالحفاظِ الحَبْرِ مَفْخَراً / عَلا فهو يرنو للكواكبِ من عَلِ
تسيرُ العَطايا من أسرّةِ وجهه / مخايلَ برقِ العارضِ المتهلِّلِ
تفيضُ بحارُ العلمِ من لهَواتِه / فإن كنت ظمآناً فرِدْ خيرَ منهَلِ
فمن سجعةٍ لم تُلْفَ في لفظِ شاعر / ومن فَقْرةٍ لم تأتِ من مترسَّل
ولله ألفاظٌ جَلاها يراعُه / كعِقْدِ بأجيادِ الطروسِ مفضَّلِ
لآلئ لو كانت نجوماً لغادرَتْ / لياليُّها والصبحُ ما لاحَ ينجَلي
بنو الخاطر العجلانِ عن كلِّ مشكلِ / لها لا بَنو العجلانِ رهطُ ابنِ مُقْبل
فيا أحمدُ المحمودَ من كلِّ ناطقٍ / على كل مَعنى في فَنا كلّ منزلِ
تحاسدَتِ الأيامُ منك فلا تزلْ / مُنى القادمِ الجذلانِ والمترحِّلِ
تعودُ لك الأعيادُ ألفاً مثالُه / وإنْ شئتَ ألفاً بعد ذاك فعوّلِ
رحلوا وهم بين الضلوعِ حلولُ
رحلوا وهم بين الضلوعِ حلولُ / فالقلبُ عقدٌ سِلْوُهُ محلولُ
وتبرّجوا للبينِ وهو تبرُّجٌ / ستْرُ التحفُّرِ فوقَهُ مسْدولُ
طلعتْ بدورُهُمُ لتغرُبَ دوننا / فكأنّما ذاك الطلوعُ أفولُ
ما أطلقوا الأجمالَ تحت جمالهم / إلا وقد علِقَتْ بهنّ عُقولُ
فاحبِسْ غرامَك بالطُلولِ صبابةً / فدمُ التصبُّر بينها مطلول
أجرِ الرسومَ على الرسومِ فإنها / آثارُ مَنْ آثارُه التقْبيلُ
دِمَنٌ صحبتَ مع الصِّبا فيها الصَبا / فأنا عليلٌ والنسيمُ عليلُ
عبثَ الهواءُ بها وعاثَ بي الهَوى / فمشى مُحول بيننا ونُحولُ
ولطالما لعبتْ بعطفٍ متيّمٍ / في جانبيها شمألٌ وشُمول
إذ جوّها يَنْدى وروضُ عِراصِها / يزهو وظلُّ الطيباتِ طليلُ
والريحُ تلعبُ فوقَها بقوادمٍ / تهفو وريشُ جَناحِها مبلولُ
ولعابرٍ ولعاثرٍ بفَنائها / أبداً مقيلٌ طيبٌ ومُقيل
حتى تعرّضَ بين أنهارِ الرِضى / كدَرٌ وفي روضِ الصفاء ذُبولُ
وعلى الركائب غادةٌ يدعونَها / شمساً يقومُ بما ادّعوهُ دليلُ
ولأجلِ ذلك حيثُ حلّتْ عيسُها / فالليل فجرٌ والنسيمُ بَليلُ
إني وإن صلُبَتْ قناةُ عزائمي / لتُميلُني ريحُ الهوى فأميلُ
وكذا الكريمُ على جِماحِ عِنانِه / ينقادُ طوعَ هَواهُ وهو ذَلول
وإذا الفتى خلعَ العِذارَ ولِبسُه / بُرْدُ الشبابِ فعُذرُه مقبولُ
من يمنَحِ العشرينَ والعشرَ الصِبا / ففؤادُه المعْذورُ لا المعذولُ
ولقد صحبتَ الصِيْدَ يسمعُ فيهُمُ الت / فضيلَ مما قلت والتفصيلُ
وملأتَ أسماعَ الملوكِ غرائباً / سارت بها الأمثالُ وهْي مُثولُ
وأنا امرؤ لو قيلَ في تصعيدِه / قوْلي لقيلَ كأنّه التنزيلُ
يتطفّلُ الكرماءُ في أحرازِه / وعليهِ يحسُنُ منهمُ التطْفيلُ
غيري يقالُ له ازدهاهُ منزلٌ / وزَها له المشروبُ والمأكولُ
لو كان ذلك سكّنَتْ من نهضتي / مصرٌ وبُلِّلَ من صداي النيلُ
ولمَا دفعتُ الى صحابةِ معشَرٍ / سيانِ فضلٌ عندَهُم وفُضلوُ
وتركتُ بالفسطاط ملكاً وجهُه / متلألئٌ والقولُ فيه جميلُ
سبقَ المنائحَ بالقرائحِ كفُّهُ / فغَدا يُطيبُ صلاتَهُ ويُطيلُ
لكنْ سمعتُ عن السّديدِ وفعلِه / فأتيتُه لأريهِ كيفَ أقولُ
وعلمتُ أني إن سقيتُ سحابَهُ / نبتَ الرجاءُ وأثمرَ التأميلُ
كفٌّ أناملهُ الملاذُ بظِلّها / منها سُيوبٌ جمةٌ وسُيولُ
أعدى بشيمتِه الزمانُ فكلُّه / سِحْرٌ تأرّجَ زهرُه وأصيلُ
فكأنّما الأيامُ طرفٌ أدهمٌ / وكأنّها غُررٌ له وحُجولُ
وجرى الى شأوِ السماحةِ وحدَهُ / ويقولُ قومٌ والغمامُ رَسيلُ
قد قلتُ للساعينَ في إدراكِه / مهلاً فما لكُمُ إليه سَبيلُ
لا تطْمَعوا فيه ففي مسْعاكُمُ / قِصَرٌ وفي طُرْقِ الرئاسة طولُ
جارى الرياحَ الى السَماحِ فأخبرَتْ / عنهُ وأين من الكريم بخيلُ
ومُصرِّفُ الرُقْشِ المتونِ كأنّها / قبٌ بميدان الطُروسِ تَجولُ
تبكي فتضحَكُ عن أزاهرِ حكمةٍ / بنى الفصاحةِ روضُها مَطلولُ
وصحائفٌ كصفائحٍ ليراعِها / في الحالتينِ من الصَريرِ صَليلُ
من كل ماضي الحدّ كفُّ غِرارِه / بالعَفْو فهو القاطعُ المَغلولُ
وبلاغةٌ تدعُ المبرِّدَ بارداً / وتقولُ جهْراً ما الخليلُ خليلُ
أمروّضَ الآمالِ وهي مواحلٌ / ومشيّدَ العلياءِ وهي طُلولُ
قد تيّمَتْك المكرُماتُ وهذه / آثارها بك دقةٌ ونحولُ
فكأنّ بثّك للنّوالِ بثينةٌ / وكأنّ رأيكَ في الجميلِ جميلُ
وفّيْتَ شهرَ الصومِ حقّ صيامِه / وقيامِه وكذاك ليس يزولُ
وكسوْتَ عيدَ الفِطْر حَلْيَ نباهةٍ / لعُقودِها في جيدِه تفصيلُ
أضحى بها القرآنُ ناشرَ غُرّةٍ / شهدتْ بها التوراةُ والإنجيلُ
واسْلَمْ فقد كثر الكرامُ وإنهم / لولاكَ يا ابنَ الأكرمينَ قَليلُ
كم نابلٍ في طرفيك البابلي
كم نابلٍ في طرفيك البابلي / وذابلٍ في عطفِك الذابلِ
وكم حوى ردفُك من موجةٍ / تضربُ من خصركَ في ساحِلِ
يا كوكباً ناظرُه طالعاً / كناظرٍ في كوكبٍ آفلِ
أوقعني منك على مانعٍ / مخايلٌ عندك من باذِلِ
طَلاقةٌ أنشأ لي برقُها / سحائباً من دمعيَ الهاطلِ
وسقمُ أجفانٍ توهّمتُها / ترثي لسُقْمِ الجسدِ الناحلِ
ومعطفٌ معتدلٌ مائلٌ / مالي وللمعتدلِ المائلِ
حبُّكَ لا حبُكَ هذا الذي / أوقعَ في أنشوطةِ الحابلِ
وليتَني أشكو الى عاذرٍ / أو ليتَني أشكو من العاذلِ
وليلةٍ أسلمتُ أصداءَها / من أكؤسِ الراح الى صاقِلِ
فالتهَبَتْ فحمتُها جمرةً / من خمرةٍ قاتلةِ القاتلِ
واتّسقَتْ نحوي مسرّاتُها / نسْقَ الأنابيبِ الى العاملِ
كخاطرِ الأسعدِ في كُتْبِه / للحافظِ الحَبْرِ عن الكاملِ
روضُ بلاغاتٍ سَقاها الحِجا / ما شاءَ من طلٍّ ومن وابلِ
خمائلُ الزهرِ له تغتدي / ملتفّةً في سمَلِ الخاملِ
رسائلٌ تُخبِرُ أنواعُها / عن خاطرٍ متقدٍ سائلِ
تعجِزُ قِسّاً في أيادٍ بها / وتعتَلي سحبانَ في وائلِ
للمَلِكِ الكاملِ في طيّها / ذكرٌ كَساها صفةَ الكاملِ
تَفدي ملوكُ الأرضِ ملْكاً نَضا / بُردَيْهِ عن كافٍ لهمْ كافِلِ
يدفعُ عنهم وهُمُ جُندُه / كذلك السنِّ مع الذابِلِ
وفيه للدُنيا وللدين ما / يستَعجِزُ القائلَ بالفاعلِ
فالسيفُ يروي منه عن جارِمٍ / والضيفُ يَروي منهُ عن عادِلِ
وسائلٍ عنه فقلتُ استمِعْ / من عالمٍ لا كنتَ من جاهلِ
حسبُك ما تُبصِرُ من كتبِه / الى الفقيهِ العالِمِ العاملِ
والمرءُ ما عبّر عن فضلِه / بمثلِ ميلٍ منهُ للفاضلِ
أكرمُ منه عاجلاً مَنْ غَدا / يُكرمُه الرحمنُ في الآجلِ
من دين دينِ الحقّ مُستهلِكٌ / حتى اقتضاهُ من يدِ الباطِلِ
مُشْرعُ شرعٍ قد سرى خِصْبُهُ / في بلدِ المعرفةِ الماجلِ
مناقبٌ قد نُظِمَتْ حِليةً / على صدورِ الزمنِ العاطلِ
خُذها من الخاطرِ خطّارةً / قليلةَ الناقدِ لا الناقلِ
في عرَضِ الأشعارِ من حُسْنِها / ما شئتَهُ من جوهرٍ قابِلِ
تُنسي العتاهيَّ لها قولَهُ / يا إخوتي إن الهَوى قاتلي
ولو حَواها لم يَقُلْ سائلاً / ماذا تردّون على السائِلِ
هي دولةٌ موصولةُ الإقبالِ
هي دولةٌ موصولةُ الإقبالِ / محفوظةٌ بترادُفِ الإجلالِ
طلعتْ عليها للسعود طوالعٌ / وصلتْ ضياءَ أواخرٍ بأوالي
وازدادتِ الدنيا جمالاً باهراً / ببهائها المتضاعفِ المُتوالي
أوَ ما ترى حُسْنَ الزمانِ وبشرَهُ / في زُهْرِ أيامٍ وعشرِ ليالِ
والعصرُ من إشراقِ دولةِ ياسرٍ / متشعشع الغَدواتِ والآصالِ
شمِلَتْه من مُلْكِ السعيدِ سعادةٌ / وصلتْ جمالاً باهراً بجمالِ
مَنْ طالَ أبناءَ الزمان بهمّةٍ / شرُفَتْ عن النَظراءِ والأمثالِ
واختالتِ العلياءُ منهُ بأوحدٍ / في الجودِ ليس بمُعجَبٍ مختالِ
وسِعَ الأنامَ بأنعُمٍ لو أنها / ديمٌ لأعوزَ موضعُ الإمحالِ
وأقامَ بنيانَ الفَخارِ مشيَّداً / ما بينَ بِيضِ ظُبىً وسُمرِ عَوال
وأبانَ عن سعيٍ شريفٍ ناظمٍ / منهُ عقودَ مآثرٍ ومَعالِ
وأفاضَ في أبنائه من نُورِه / ما شفّ عن إشراقِه المُتلالي
واختارَ أسرارَ الفَخارِ بأسرةٍ / لمُفضَّلِ بن الياسرِ بن بلالِ
للبابِ منصبِه الزكيّ ونجلِه / وشبيهِه في الفضلِ والأفعالِ
من أشرقتْ للمجدِ منه شواهدٌ / غنيَ العِيانُ بها عن استِدلالِ
وتهللتْ صفحاتُ غُرّةِ وجهِه / عن بِشْره في ساعة الإهلالِ
يَفِعُ الصِبا كهلُ الرَجاحةِ والحِجى / متفرعٌ أعلى الفَخارِ العالي
يبدو السعيدُ كأنه في أفْقِه / بدرٌ يقارَنُ منه نورُ هلالِ
ما استكملَ العشْرَ السنينَ وقد غَدا / مستكمِلاً غاياتِ كلِّ كمالِ
متفنّن في النحوِ بين عواملٍ الإ / عرابِ والأسماءِ والأفعالِ
ومحقّقٌ علمَ الفصيحِ بخاطرٍ / متصورٌ لغوامضِ الأشكالِ
حسنُ الخطابةِ والكتابةِ بارعٌ / في حُسنِ خطٍّ وارتجالِ مَقالِ
فكأنما سلبَ المفضَّلَ علمَهُ / وسبا خليلَ النحوِ حُسْنَ خِلال
عُنيَ الخطيبُ به عنايةَ مُخلِصٍ / وأبانَ خدمةَ ناصحٍ مُتوالِ
وأعانَهُ فيه ذكاءٌ مُفرطٌ / متوقدٌ كالنارِ في الإشعالِ
ولئنْ أجادَ وجدّ في تهذيبِه / متخلّياً فيهِ عن الأشغالِ
فليظفرنّ من السعيدِ بأنعمٍ / تَتْرى وجودٍ فائضٍ ونَوالِ
ويفوزُ منه بالمكافأةِ التي / تُزْري بصوْبِ العارضِ الهطّالِ
وينالُ أشرفَ رفعةٍ في رفعةٍ / يقضي بها الرأي الشريفُ العالي
فليَسْعَدِ الشيخُ السعيدُ ممتّعاً / من نَسْلِهِ بالسادةِ الأبطالِ
وليبْقَ في ظلّ السعادةِ بالغاً / مما يُحبُّ نهايةَ الآمالِ
إني أبثُّكَ حالي
إني أبثُّكَ حالي / وما عليّ ومالي
عليّ دينٌ ومالي / شيءُ سوى آمالي
فكيفَ تفرحُ نفسي / أم كيفَ ينعُمُ بالي
وقد شكوتُ زماني / إليكَ يا ذا المَعالي
فإنْ تفضلتَ فالفض / لُ شيمةُ المِفْضالِ
وإن أبيتَ وهذا / لا شكّ عينُ المُحالِ
فإنني الآن أمضي / ممزَّقَ السِرْبالِ
فعجلَنْ لي جاري / منعّماً في الحالِ
ولستُ أدفعُ عنهُ / إذاً بقيلٍ وقالِ
فجُدْ عليّ بشِعْري / أو خِدمتي أو سؤالي
يا حافظَ الدِينِ يا من / عليهِ ثوبُ الجَلال
باللهِ جُدْ لي سريعاً / وقيتْ عينَ الكَمالِ
يا أيها الحَبْرُ الإما
يا أيها الحَبْرُ الإما / مُ ومن له قدْرٌ جليلُ
يا من يرى بذلَ الكثي / رِ كأنّه النَزْرُ القليلُ
يا من له الفِعْلُ الجمي / لُ ومن له الوجهُ الجميلُ
لستُ العليلَ وإنما ال / علياءُ والمجدُ العليلُ
مني إليك وقد تباعدَ بيننا
مني إليك وقد تباعدَ بيننا / بُعدٌ وصالَ على الصدودِ وصالُ
وجَلا بمجْلِسِنا الربيعُ عروسَهُ / لعبتْ بمِعطَفها صَبا وشمالُ
غازلْتها والكأسف في آفاقِها / نجمٌ توقّد والمُديرُ هِلالُ
فلوتْ معاطفَها تميسُ كأنّما / حكمتْ عليها القهوةُ الجِريالُ
فانعمْ بها هيفاءَ عرْفُ نسيمِها / أرَجٌ وروضُ جمالِها مِخْضالِ
حملتْ من الأزهارِ أشباهَ الرُبى / فتساوتِ الأمثالُ والأشكالُ
فالآسُ صدْعٌ والأقاحي مَبْسِمٌ / والوردُ خدُّ والبنفسجُ خالُ
بدورُ الحيّ مالتْ للأفولِ
بدورُ الحيّ مالتْ للأفولِ / فلا تسألْ عن الحيّ القتيلِ
أقام على المنازلِ من ضميرٍ / وسار فؤادُه بين الحمولِ
ولولا الحبّ ما أبصرتَ جسمي / بربعِهمُ محيلاً في مَحيلِ
فهل علِمَ الأحبةُ أن قلبي / غداةَ البينِ آذنَ بالرحيلِ
وهل سُرَّ العواذلُ أن طَرْفي / قصيرُ النومِ في الليلِ الطويلِ
وفي تلك القِبابِ شِفاءُ وجدي / ولكنْ ما إليه من سبيلِ
ولو كُتِبَ الوفاءُ على الغواني / لما أصبحتُ ذا جسمٍ عليلِ
فإن أُحرقْ فمن زَفراتِ وجدي / وإن أغرقْ فمنْ دمعي الهَمولِ
طربْتُ الى الفراتِ وشوقتْني / حمائمُ لا تملُّ من الهديلِ
عسى الأيامُ تُدنيني إليهِ / وتُعطيني كما أهواهُ سولي
فروضُ العيشِ آلَ الى اصفرارٍ / وغصنُ اللهوِ مالَ الى الذبولِ
ولو نّ البخيلةَ ساعفَتْنا / بطيفٍ طارقٍ منها وَصولِ
لكنتُ أبلُّ من فِيه أُوامي / وأنقَعُ من مراشفِه غليلي
وأقطفُ ورد ذاك الخدِّ لثماً / ونرجسَ ذلك الطرْفِ الكحيلِ
وبي ظمأ تحكّم في فؤادي / الى رشفِ الرُضابِ السلسبيلِ
وذكّرني سعادَ على التَنائي / نسيمُ الروضِ ذا الريح القَبولِ
أراها لا تميلُ الى التَداني / ولا قلبي يميلُ على العويل
تحكّم دلُّها في كل قلبٍ / كما حكمَ العزيزُ على الذَليل
فإن تلبسْ ثيابَ الحُسنِ يوماً / فإن ملابسي خِلَعُ النُحولِ
ولما خيّم الرُقَباءُ حولي / جعلتُ الريحَ نحوكم رَسولي
فكم لي من نعيمٍ في النعامي / وكم لي من قبولٍ في القَبولِ
لعلّ العيسَ تحملُني إليكمْ / مواصلةَ التعجْرُفِ والذميلِ
أيا صَرْفَ الزمانِ بلغتَ مني / ومن تلك المعالمِ والطُلولِ
ألا إني انتصرتُ بآلِ نصْرٍ / فما أخشى استطالةَ مُستَطيلِ
سحائبُ أزمةٍ فرسانُ حربٍ / بدورُ دُجنّةٍ آسادُ غيلِ
له همٌّ كقدورهُمُ المُعلّى / وبشرٌ مثلُ فعلهمُ الجميلِ
إذا شهدوا النديّ فمن نداهُم / يشيَّدُ دارسُ الكرَمِ المَحيلِ
فإن ركِبوا فمجتمعُ الأعادي / يفرِّقُ عن جريحِ أو قَتيل
وإما استُصرِخوا لدفاعِ ضيمٍ / رأيتَ فعائلَ السيفِ الصقيلِ
فإن تُلحِقْ بهم يوماً سواهُمْ / فما السَعْدانُ كالمَرْعى الوَبيلِ
جلالُ الدين عشتَ قرينَ عزٍّ / يَبيتُ به عدوّك من خَمولِ
إذا شامتْ صروفُ الدهرِ عَضْباً / ثَناهُ عضبُ عزمِك ذا فَلولِ
ويومٌ ما به لذوي عثارٍ / هنالكَ من مُقيلٍ أو مَقيلِ
تجولُ ضراغمُ الفُرسانِ فيه / على عُقبانِ سابقةِ الخُيولِ
وقد طلعتْ رماحُ الخطّ غاباً / جرَتْ أنهاره بيضَ النُصولِ
وأطلع نقعَهُ سُحْباً ولاحتْ / بروقُ البيضِ في رعد الصهيلِ
وأدبرتِ العداةُ مقصِّراتٍ / به عن فعلِ ذي الباعِ الطويلِ
فإمّا بالسيوفِ مطوَّقاتٍ / وإما في حُجولِ للكُبولِ
فكنتَ أجلَّ من عُقِدَتْ عليهِ / غداةَ الحربِ ألويةُ الرعيلِ
إليك أتى ركابُ الشِعْرِ يطوي / فسيحاتِ الحُزونِ مع السهولِ
كزهرِ الروضِ قد جُرَّتْ عليه / ذُيول غلائلِ الريحِ البَليلِ
تخفُّ له العقولُ ولا عجيبٌ / كذاك الخمرُ تلعبُ بالعُقولِ
هديةُ مخلصٍ لكمُ محبٌّ / عساكَ تُنيلها خِلَعَ القَبولِ
يا من وهبتُ لوجهه
يا من وهبتُ لوجهه / نفسي وتلك له قليلَهْ
ستروا جمالَك جُهدَهم / وبزعْمِهم عمّوا سبيلَهْ
سمّوْكَ ضرغاماً وأن / تَ رشاً ونادوْكَ ابنَ فِيلهْ
لم يترُكوا في كتْمِ أمر / كَ يا مليحَ الأرضِ حيلَهْ
إن الظلامَ إذا دَجا / سببٌ لإظهارِ الفتيلَهْ
وأغنَّ لولا ثغرُهُ ال
وأغنَّ لولا ثغرُهُ ال / وضاحُ شُبِّهَ بالغزالِ
يهتزّ مثلَ الغُصْنِ ل / كنْ في يدَيْ ريحِ الدلالِ
ويلوحُ مثلَ البدرِ ل / كنْ شعرُه عوَضُ الليالي
خَيلانُه في خدِّه / خيلٌ بميدانِ القتالِ
فكأنّها وكأنّه / ساعاتُ هجرٍ في وِصالِ
للكاتبِ الشيخِ عينٌ مسّها عمشٌ
للكاتبِ الشيخِ عينٌ مسّها عمشٌ / كأنّها كوّةٌ دارتْ بها النحْلُ
ومنخَرٌ يجذبُ الأنفاسَ منه كما / طُجاذبُ الساقَ كعباً ضمّه الوحْلُ
وكنتُ أعهدُه خُنثى فصار به / يرغو الى أن شهِدْنا أنه الفحْلُ
يا جمالَ الخِلافةِ المُحرِزَ المَجْ
يا جمالَ الخِلافةِ المُحرِزَ المَجْ / دَ بكفّيْ إجمالِه وجمالِهْ
والذي من خليفةِ الله في الأر / ضِ له رفعةٌ على أمثالِهْ
شرفٌ نظّم النجومَ عُقوداً / ملأتْ بين نحرِه وقَذالِهْ
بمعالٍ وا خَجْلةَ البدرِ إن قا / سَ جَهولاً كما لها بكَمالِهْ
وخلالٍ فيها بشيرُ نَجاحٍ / أمِنَ الراغبونَ من إخلالِهْ
غيثُ جودٍ يرويكَ من مائِه العذ / بِ ويُغنيكَ عن سريعِ مِطالِهْ
وهدىً أحسبُ النجومَ استعارتْ / هُ لإرشادِها رهينَ ضَلالِهْ
وحُسامٌ يدُ الخِلافةِ هزّتْ / هُ فزادتْهُ رونقاً في صِقالِهْ
أسائلُ عنها الركبَ والدمعُ سائلٌ
أسائلُ عنها الركبَ والدمعُ سائلٌ / عَسى استعطَفَتْها للوصالِ الوسائلُ
وأستخبِرُ الحادي ولا علمَ عندَهُ / بما كتمَتْ عنه القَنا والقنابِلُ
وقد عقدتْ كفُّ النسيمِ برودَها / فعدتُ وعندي للبَليلِ بلابِلُ
وكيف ألومُ الراحَ في الراحِ بعدَها / إذا كان فيها في الشَمولِ شمائلُ
فإن غُرِسَتْ في بابلٍ فتوقّها / فكلُّ غزالٍ حلّ بابلَ نابِلُ
ولولا رسومٌ للرسومِ لأقْشَعَتْ / سحائبُ من دمعي هوامٍ هواملُ
وقد شبّ ريحُ الهجْرِ نارَ هَجيرِه / فقُلِّصَ منها للوصالِ أصائلُ
وأودى رياضاً من صِبا وصبابةٍ / لبهجتِها زهرُ الخمائلِ خاملُ
أعاذلُ لا تعبَثْ بقلبي فإنّه / عن العذلِ لا ذُهليّةُ الحيّ ذاهلُ
وإن لُمْتُ عاماً أولاً منه عاصياً / فما عندَه في قابلٍ لك قابِلُ
وواللهِ ما السُلوانُ عندي بناصرٍ / لمن خذلَتْه الآنساتُ الخواذِلُ
دعِ الكلةَ الحمراءَ تشجو بريمِها / لمن رامَ منها طُرّةً فهو باخِلُ
تحملَ منه بعضُه جوْرَ بعضِه / وهذا وشاحٌ شاهدٌ وخلاخِلُ
رماني وقال اردُدْ عليّ مثالَها / فأنصَفَ لكنْ أين صبرٌ يُناضلُ
وغيرانَ أمّا ظِفْرُه فمهنّدٌ / ذليقٌ وأما نابُه فهو ذابِلُ
شققتُ إليه ثوبَ نقْعٍ كأنّه / دُجى الليلِ أنه متواصِلُ
وما كنتُ من أبطالِه غير أنني / جليدٌ لأعباءِ النوائبِ حاملُ
ولولا الإمامُ الحَبْرُ ما عزّ جانبي / ولا سدّ مني معشرٌ وقبائلُ
هو البحرُ بالعِرفانِ والعُرفُ قد طَمى / فأنهلَ منه سائلٌ ومُسائلُ
فحاتمُ طيٍّ في السماحةِ مادِرٌ / لديهِ وقسٌّ في الفصاحةِ باقِلُ
من الفُرْسِ فُرسانُ الحديثِ ومن غدَتْ / أواخرُهُم ممدوحةٌ والأوائلُ
همُ القومُ أمّا مجدُهم فمخيّمٌ / لديهم وأما ذكرُهُم فهو راحِلُ
تتيهُ بهِم يومَ اللقاءِ سوابحٌ / وتُزْهى بهم يومَ العَطاءِ محافِلُ
وتُلهِبُ نارَ البأسِ في الحربِ منهمُ / أيادِ بها ماءُ السماحةِ جائلُ
وما الناسُ إلا متنُ رمحٍ وهم به ال / عَوالي وبعضُ الفاخرينَ الأسافِلُ
سقى الله دوحَ المجدِ صيّبَ سَقْيهِمْ / فعارضُهُ داني الهيادبِ هاطِلُ
لهمْ شرفٌ بالحافظِ الحَبْرِ يعتلي / فيصعَدُ حيثُ النيّراتُ نوازِلُ
وناهيكَ من حَبْرٍ حُسامُ يراعُه / له لفْظُ سحبانٍ وقُسُّ حَمائلِ
يجولُ بميدانِ البلاغةِ طاعناً / برُمْحِ يراعٍ سدّدَتْهُ الأناملُ
وما كُتْبُه إلا الكتائبُ في الوغى / ولا الحجّةُ الغرّاءُ إلا الجحافِلُ
جنى كلَّ فخرٍ عن رياضِ جدودِه / وهل ثمرٌ إلا العُلا والفضائلُ
فهُنِّئَ بالشهْرِ الأصمّ فإنّه / لجدُّ سميعٍ بالذي أنا قائلُ
ولا زالَ في عزٍّ يدومُ ونعمةٍ / يُقيمُ وسعدٍ مُسعدٍ لا يُزايلُ
سرْتَ والصبر والغواني وخلف
سرْتَ والصبر والغواني وخلف / تَ عليلاً يبكي عليه العليلُ
وإذا ما قالوا العليلُ أجابتْ / عنكَ مني نُحالةٌ ونُحولُ
يا جليدَ الفؤادِ لو كنتَ مثلي / حملتْكَ الدّبورُ لي والقَبولُ
أنا في بلدةٍ وأنت بأخرى / أينَ ما كنتَ تدّعي وتقولُ
ولقد أعجَبَ الأخلاءُ مني / لك ودٌّ على التنائي جليلُ
وثَناهُم حفْظي لذلك يشدو / نَ كذا يصحَبُ الخليلَ الخليلُ
وعجّلِ البرَّ فما يستوي
وعجّلِ البرَّ فما يستوي / يا سيّدي العاجلُ والآجلُ
لا زلتَ في عزٍّ وفي نعمةٍ / ما اهتزّ غصنٌ ناعمٌ ذابلُ
انظُرْ لمطّرِدِ المياهِ بصفحَتي
انظُرْ لمطّرِدِ المياهِ بصفحَتي / ولنارِ خدّي كم بها من صالِ
لينٌ وشدٌّ في المضايقِ شِيمَتي / كبلالِ بنِ مُدافعِ بنِ بِلالِ
لم ترضَ أني قد حُرِمْتُ وصالَها
لم ترضَ أني قد حُرِمْتُ وصالَها / حتى حمَتْني في المنامِ خيالَها
قالت وروحي في السياقِ مخافةً / لي ما لَها وهي العليمةُ ما لها
فتبدلتْ بعد البَياضِ بصُفْرةٍ / هجلاً وجرّتْ عن حياً أذيالَها
ومضتْ وقد ضاقَ الوشاحُ بخصْرها / جزَعاً وأشبع ساقُها خلْخالَها
كالظبيةِ الأدْماءِ أتْلعَ جيدَها / رامٍ على شرفٍ رأتْهُ فهالَها
ما كنتُ أزمعُ بالصبابةِ قبل ذا / حتى أرَتْني كيفَ فيّ فعالُها
وتنائفٌ قطعتْ فراسخَها بنا / بُزْلُ الرِكابِ وجاوزتْ أميالَها
هتكت بأيديها مطايا سيرِها / وتعسّفَتْ عقِبَ السّرى أهوالها
حتى أتتْ مثلَ القِسيّ تحنّياً / شمسَ البلادِ بدرَها وهلالَها
وحليمَها وكريمَها وعظيمَها / ورفيعَها وربيعَها وثُمالَها
قصدتْ مكارمَ ياسرٍ فاستَدْبَرَتْ / أدبارَها واسقبلت إقبالَها
رومُ الغِنى من راحتَيْهِ فإنّه / جعلَ الرؤوسَ من الملوكِ نِعالَها
لولاهُ في عَدْنٍ لأهبطَ ربُّها / آمالَها وتزلزلتْ زلزالَها
لكنّهُ لما تقلّدَ أمرَها / أجرى الإلهُ على السعادةِ فالَها
فرأتْهُ من بعدث الإلهِ مقسَّماً / أرزاقَها ومقدِّراً آجالَها
وأرتْهُ ما لم يطّلعْ من قبلِه / أحداً عليهِ وأخرجتْ أثقالَها
حتى كأن اللهَ جلّ جلالُه / أوحى له وكأنّه أوحى لها
لا يخطُبُ العوراءَ من فيهِ ولا / يخشى كريمةَ جارِه إقلالَها
لو كان يخلق للمكارم والعلا / باع لكان يمينها وشمالها
مُستفتحاً بلدانَها وحصونَها / ومصونَها وسهولَها وجبالَها
فلتبْقَ في عزٍّ ومُلْكٍ قاهِرٍ / ما عاقبتْ ريحُ الجنوبِ شمالَها
أدبرتَ قبلَ اللقاءِ منهَزِماً
أدبرتَ قبلَ اللقاءِ منهَزِماً / وكانَ ظنُّ الجنودِ أن تُقبِلْ
فاسمُك قد صار مُدْبراً أبداً / من بعدِ ما كان قبلَ ذا مُقْبِلْ
واللهُ يكفي أن أرُد
واللهُ يكفي أن أرُد / دَ وقد سألتُك في قليلِ
إلا لأني قد وصفْ / تُ يدَيْكَ بالجودِ الجزيلِ
والناسُ أكياسٌ وما / يرضَوْنَ إلا بالدَليلِ
فتكونُ قد أوجدتَهُمْ / سبباً الى قالٍ وقيلِ