المجموع : 77
يقولونَ ذِكرُ المَرءِ يبقى بنَسلِهِ
يقولونَ ذِكرُ المَرءِ يبقى بنَسلِهِ / وليسَ لهُ ذِكرٌ إذا لم يكُنْ نَسلُ
فقلتُ لُهمْ نَسلي بدائعُ حِكمَتي / فَمنْ سَرَّهُ نَسلٌ فأنّا بِذا نَسلو
قُلْ لِلّذي حَرَّم بذلَ النَّدى
قُلْ لِلّذي حَرَّم بذلَ النَّدى / وحلَّلَ الحِرمانَ تَحليلا
قدْ مسَّني الضُّرُّ وقَدْ حَلَّ بي / ما رَدَّ عَقْدَ الصَّبر مَحلولا
فالآن نَوِّلْني ما أبتغي / إنْ كنتَ تَنوي لي تَنويلا
إلى متى قولُكَ لا كلَّما / أمَّلْتُ معروفَكَ تأميلا
ياليتَ شِعري هل أرى حضرةً
ياليتَ شِعري هل أرى حضرةً / تُثبِتُ تنفيلاً وتنفي لا
شَيخٌ لنا يُقطِعُنا عِرضَهُ
شَيخٌ لنا يُقطِعُنا عِرضَهُ / من قَبلِ أن يُقطِعَنا مالَهُ
أخبَتُ خَلقِ اللهِ مَنْ خالَهُ / حُرّاً ومَنْ شامَ صدىً خالَهُ
وأكثرُ الفِتيانِ رِيَاً فتىً / يبُثُّهُ مُعتَقِباً حالَهُ
شَيخٌ كثيرُ المالِ لكِنَّهُ / مَلّكَ ما يملِكُ أقفالَهُ
فكلَّما عَنَّ لنا مُشكِلٌ / ورامَ أن يُضِحِ إشكالَهُ
بنى على الحَيْرَةِ أعمالَهُ / وذاكَ في التَّحقيق أعمى لهُ
فقيَّضَ الرَّحمنُ أفعى لَهُ / تُريِه في الخَلوَةِ أفعالَهُ
بنو فُرَيْغونَ قومٌ في وُجوهِهُمُ
بنو فُرَيْغونَ قومٌ في وُجوهِهُمُ / نورُ الهُدى وضِياءُ السُّوُدِ العالي
كأنَّما خُلِقوا من سؤْدُدٍ وعلا / وسائرُ النَّاسِ من طينٍ وصَلْصالِ
مَنْ تلْقَ مِنهُمْ تقُلْ هَذا أجلُّهُمُ / شأناً وأسناهُم بالنَّفسِ والمَالِ
فإنْ تقِسْهُمْ بأملاكِ الورى فهُمُ / ماءٌ زلالٌ إذ الأملاكُ كالآلِ
يا سائلي ما الّذي حصَّلْتَ عندهُمُ / دَعِ السُّؤالَ وقْم فانظُرْ إلى حالي
ألا ترى الآنَ حالي كيفَ قد حلِتَتْ / بهِمْ ألم ترَ حالي عندَ تَرْحالي
أفادَني الملِكُ المَيمونُ طائرُهُ / عِزّاً وألبَسَني سِربالَ إقبال
واشتَقَّ من حَقِّهِ بَحراً طغى وطمى / حُبابُهُ فَوقَ أفكاري وآمالي
فإنْ أكُنْ ساكِتاً عن شُكرِ أنعُمِهِ / فإنَّ ذاكَ لِعَجزي لا لإغفالي
ألا طرَدَ الكَرى عنَّي حبيباً
ألا طرَدَ الكَرى عنَّي حبيباً / خَباهُ الدَّهرُ لي فيما خبا لي
ظننْتُ الدَّهرَ يُنسيني هَواهُ / فما أزدادُ إلاّ في خَبالي
رضِيتُ بعَيشٍ كَفافٍ حَلالٍ
رضِيتُ بعَيشٍ كَفافٍ حَلالٍ / وبِعْتُ المُدامَ بماءٍ زُلالِ
فَمنْ كانَ يحلُو لهُ ما يُصيِبُ / حَراماً فإنَّ حلالي حَلا لي
قلتُ لهُ ماذا السَّوادُ الذّي
قلتُ لهُ ماذا السَّوادُ الذّي / فيكَ تَبدَّىقالَ ذا غالِيَهْ
فقلْتُ قَبِّلْني أجِدْ ريحَها / فقالَ خُذْها قُبلةً غالِيَهْ
فقلْتُ لا تَغلو على مَنْ غَدا / في حُبِّكمْ ذا كبِدٍ غالِيَهْ
يقولونَ ذِكرُ المَرءِ يبقى بنَسلِهِ
يقولونَ ذِكرُ المَرءِ يبقى بنَسلِهِ / وليسَ لهُ ذكرٌ إذا لم يكُنْ نَسْلُ
فقلْتُ لُهمْ ودائعُ حكَمتي / فَمنْ سرَّه نَسلٌ فإنّا به نَسلو
أيا جامِعَ المالِ مِن حَلِّهِ
أيا جامِعَ المالِ مِن حَلِّهِ / تَبيتُ وتُصبِحُ في ظِلِّهِ
سيُؤخَذُ مِنكَ غداً كلَه / وتُسأَلُ من بعدُ عَن كَلِّهِ
مالَكَ من مالِكَ إلاّ الّذي
مالَكَ من مالِكَ إلاّ الّذي / أنفقْتَ فأنفِقْ طائعاً ما لَكا
تقولُ أعمالي ولو فَتَّشْتَ / رأيْتَ أعمالَكَ أعمى لَكا
فدْيتُ أبا نَصرٍ المُرتجى
فدْيتُ أبا نَصرٍ المُرتجى / لِتفَريجِ كُلِّ ظلامٍ يَظلُّ
لهُ قَلَمٌ حدُّهُ لا يَكِلُّ / إذا كانَ في الحَربِ سَيفٌ يَكِلُّ
فيوجِزُ لكِنَّهُ لا يُخِلُّ / ويُطنِبُ لكِنَّهُ لا يُمِلُّ
وكيفَ يُمِلُّوتوفيقُ مَنْ / أفادَ العُقولَ علَيهِ يُمِلّ
تجودُ قريحَتُهُ بالبديعِ / عَفْواً كجُودِ القَراحِ المُغِلُّ
مُدِقٌّ مُجِلٌّ وأولى الكُفاةِ / بأعلى الصِّفاتِ مُدِقٌّ مُجِلُّ
عَرِّجْ عليَّ فما في رَوْنَقي رَنَقٌ
عَرِّجْ عليَّ فما في رَوْنَقي رَنَقٌ / لِمَنْ أصافي ولا في خُلَّتي خَلَلُ
كان ينابيعَ الثَّرى ثَدْيُ مُرضِعٍ
كان ينابيعَ الثَّرى ثَدْيُ مُرضِعٍ / وفي حجرِها مِنِّي ومنْ ناقتي طفلُ
كأنّا على أرجوحَةٍ في مَسيرِنا / لِغَوْرٍ بِنا تهوي ونَجْدٍ بِنا تَعْلو
كأنَّ فمي قَوْسٌ لِساني لَهُ يَدٌ / مَديحي لَهُ نَزْعٌ بِهِ أمَلي نَبْلُ
كأنَّ دَواتي مُطْفِلٌ حَبشيَّةٌ / بَناني لَها بَعْلٌ ونَفْسي لَهَا نَسْلُ
كأنَّ يَدي في الطِّرْسِ غَوّاصُ لُجَّةٍ / بِها كَلِمي دُرٌّ بِهِ قيمَتي تَغْلُو
يُذَكِّرُوني قُرْبَ العِراقِ وَديعَةٌ / لدى الله لا يُسليهِ مالٌ ولا أهْلُ
إذا ورَدَ الحُجَّاجُ وافى رِكابَهُمْ / بفوَّارَتَيْ دَمْعٍ هما الثَّجْلُ والسَّجْلُ
يسائِلُهمكيف ابنُهُ أينَ دارُهُ / إلامَ انتهى لِمَ لَمْ يَعُدْ هلْ لَهُ شُغْلُ
أضاقَتْ بِهِ حالٌ أطالَتْ بهِ يَدٌ / أأخَّرَهُ نَقْصٌ أقدِّمَهُ فَضْلُ
يقولونَ وافى حَضْرَةَ المَلِكِ الَّذي / لهُ الكَنَفُ المَأمولُ والنّائلُ الجَزْلُ
وفاضَتْ عليهِ مَطرَةٌ خلفِيَّةٌ / بِها للغَوادي من وِلايتَهِ عِزْلُ
يُذَكِّرُهُمْ باللهِ إلاّ صَدَقْتُهُمْ / لَديَّ أجِدُّ ما تقولونً أم هَزْلَ
ولمَّا بلوْناكًمتلوْنا مديحَكُمْ / فيا طِيبَ ما نَبلو ويا صِدْقَ ما نتلو
كأنَّ أبانا أودَعَ الملكَ الّذي / قصَدْناهُ كَنْزاً لم يَسَعْ ردَّهْ مَطْلُ
فِدىً لَكَ من أبناءِ عصرِكَ مَنْ غدا / ولا قولُهُ علمٌ ولا فِعلُهُ عَدْلُ
أيا مَلِكاً أدنى مناقِبِه العُلى / وأيسَرُ ما فيهِ السَّماحَةُ والبَذْلُ
هُوَ البَدْرُ إلاّ أنَّهُ البَحرُ زاخِراً / سِوى أنَّهُ الضِّرغامُ لكِنَّهُ الوَبْلُ
محاسِنُ يُبديها العِيانُ كما نرى / وإنْ نَحنُ حدّثْنا بها دَفَعَ العَقْلُ
فقولا لو سامَ المكارِمَ باسمِهِ / لِيَهْنِكَ أنْ لم تَبقَ مكرُمَةٌ غُفْلُ
وجاراكَ أفلالُ المُلوكِ إلى العُلى / وحَقّاً لقدْ أعجزْتَهُمْ ولَكَ الفَضْلُ
لا يَستَخِفَّنَّ الفَتى بعَدُوِّهِ
لا يَستَخِفَّنَّ الفَتى بعَدُوِّهِ / أبداً وإنْ كانَ العَدُوُّ ضئيلا
إنَّ القذى يُؤذي العُيونَ قَليلُهُ / ولرُبَّما جرَحَ البعوضُ الفيلا
مَلِكٌ يفيضُ على العُفاةِ سِجالَهُ
مَلِكٌ يفيضُ على العُفاةِ سِجالَهُ / وعلى العُداةِ بسَطْوِهِ سِجِّيلا
وإذا حَباكَ بغُرَّةٍ من مالِهِ / ثَنَّى وأعقَبَ غرَّةً تَحجيلا
بِأبي مَنْ شفى فُؤاداً عَليلا
بِأبي مَنْ شفى فُؤاداً عَليلا / بكَلامٍ حكى النَّسيمَ عَليلا
زادَ في طُولِهِ ارتِياحاً إلَيهِ / وغَراماً بهِ عريضاً طويلا
كرُضابِ الحَبيبِ يَروي غليلاً / ثم ينشي إلى المزيدِ غَليلا
ويَومٍ جَلا عنّا ظَلامَ هُمومِنا
ويَومٍ جَلا عنّا ظَلامَ هُمومِنا / وضمّ لَنا من أُنْسِنا ما تَزَيَّلا
وما غضَّ من إسعافِنا بجميعِ / أرَدْناهُ إلاّ أّنَّهُ إذ حَلا خَلا
ما قضى الله كائنٌ لا محالَهْ
ما قضى الله كائنٌ لا محالَهْ / والشَّقِيُّ الذَّمِيمُ مِنْ لامَ حالَهْ
أمَا حانَ أن يَشتفي المُستَهامُ
أمَا حانَ أن يَشتفي المُستَهامُ / بزَوْرَةٍ وَصْلٍ وتأوي لَهُ
تجمجم عن سؤله هيبة / ويعلم قلبك تأويله