القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 49
نَقيبٌ من الأَشراف أَكرمُ سيِّدٍ
نَقيبٌ من الأَشراف أَكرمُ سيِّدٍ / من الآلِ من بَيْت النُّبُوَّةِ آلُهُ
قضى عُمْرَهُ بالخير والبرّ كلّه / ولاذ بعفو الله جلَّ جلالُهُ
تَنَقَّلَ من دارِ الفَناء فأرِّخوا / عَليًّا وللجنَّات كانَ انتقالُهُ
حَلَفْتَ بتربةِ آبائها
حَلَفْتَ بتربةِ آبائها / ظوامي السُّيوف دوامي العوالي
وكلّ فتًى من بني عمِّها / قريب النوال بعيد المنال
بأنّي كما يَزْعُم العاذلون / على صَبوتي بالهوى غير سالي
وقلتُ لها إنَّ نار الغرام / تَشُبُّ وقلبي بها اليوم صالي
وعندي من الوجد داءٌ عضال / فهلْ من دواءٍ لدائي العضال
ومَن لي بصبر يريح الفؤاد / وما يخطر الصَّبر يوماً ببالي
وإنِّي لأسأل ظبيَ الصريم / وما عن سواك يكون سؤالي
وأنْشُقُ منه نسيماً يَهُبُّ / وأعْرِفُه بأريج الغوالي
وما زلتَ حتَّى خلبت القلوب / وحتى سحرتَ عقول الرِّجال
تُرينَ أخا الوجد لينَ الكلام / فيطمعُ منك بأمر محال
وتَلوينَ بالدَّين حتَّى يقال / نجاز الغواني كثير المطال
بَخلتِ وما منكم الباخلون / فهلاّ سَمَحْتِ ولو بالخيال
ومن أين يخفى عليك الهوى / وقد بان ما بي وأبْصَرْتِ حالي
أما صحّ عندك قول الوشاة / فماذا التجافي وماذا التغالي
ولا شيء عندي وحقّ الهوى / أمرُّ من الهجر بعد الوصال
بدا وَرَنْت لواحظُه دَلالا
بدا وَرَنْت لواحظُه دَلالا / فما أبهى الغزالةَ والغزالا
وأسْفَرَ عن سنا قمرٍ منيرٍ / ولكنْ قدْ وَجَدْتُ به الضلالا
صقيلُ الخَدِّ أبْصَرَ من رآه / سوادُ العين فيه فخال خالا
وممنوع الوصال إذا تبدى / وجدت له من الألفاظ لالا
عجبتُ لثغره البسام أبدى / لنا دُرًّا وقد سكن الزلالا
شهدتُ بشهد ريقته لأنِّي / رأيتُ على سوالفه نمالا
فيا عجباً لحسن قد حواه / وقد أهدى إلى قلبي الوبالا
سأشكو الحبَّ ما بَقِيَتْ حياتي / وأشكرُ من صنائعه الجمالا
زادك الله بهجةً ووقارا
زادك الله بهجةً ووقارا / وجلالاً منه فجَلَّ جلالُه
ولقد خصّنا بنيلك مذ كنتَ / مُنيلاً لنا فَعَمَّ نواله
عادك العيدُ بالسرور ووافا / ك مُشيراً إلى الهناء هلاله
أَنْتَ بدرُ السُّعود في طالع المج / دِ وقد أبْهَرَ العقول كماله
فاز من يرتجيه بالنّجح راجٍ / أُنْزِلَتْ في رحابه آماله
وإذا ساءت الظنون بحالٍ / حَسُنَتْ فيك لا بغيرك حاله
بأبي أَنْتَ من كريم السجايا / تِلك أخلاقه وتلك خلاله
وإذا ما أقْبَلْتُ يوماً عليه / سرَّني من جميله إقباله
وإذا قال في المطالب شيئاً / صَدَقَتْني أقواله وفعاله
فَلَه مِنِّي الثناء عليه / حيثُ لي منه جوده ونواله
نال ما لم يُنَلْ من الفضل حَظًّا / قَصَّرَتْ عن مناله أمثاله
يا أبا مصطفى فداؤك عبدٌ / بك يا صفوة الكرام اتصاله
فيك مولاي سؤْلُه ومناه / وإذا غبتَ كانَ عنك سؤاله
إنَّ داعيك والشواغل شتّى / لك في خالص الدعاء اشتغاله
وإلى الله في بقائك في العِزِّ / قَديماً دعاؤه وابتهاله
ما تأخَّرْتُ عنك إلاَّ لأمرٍ / ولحظٍّ تعوقني أغلاله
وسواءٌ لدى المودَّة عندي / بعد ذاك اتّصاله وانفصاله
وعلى كلِّ حالةٍ أَنْتَ في النا / س لعمري ملاذه ومآله
أيُّها المطلق العذار لقد راق / لِعَيني شبابُه واكتهاله
كلُّ من قد رآك قال فأرِّخ / زادَ سلمان بالعذار جماله
يا سيّد الساداتِ من هاشمٍ
يا سيّد الساداتِ من هاشمٍ / وواحدَ الأشرافِ في نُبْلِهِ
وسابقُ الّلاحق من بعده / واللاَّحق السابق من قبله
أَنْتَ كهذا الظلّ في فضله / وجودُ هذا الغيث في نيله
أَنْتَ تقينا بأسَ ما نتّقي / وكلّ ما نخشاه من أجْلِهِ
ألا يا سيّد العلماء طرًّا
ألا يا سيّد العلماء طرًّا / ورَبَّ الجود والمجدِ الأثيلِ
ويا حُلْوَ المذاقة يومَ يُفتي / بجود الطبع والفعل الجميلِ
أضَرَّ بنا فَدَتْك النَّفس جوع / ويعجبنا مربّى الزنجفيل
وأذهَلَنا إليه اليومَ شوقٌ / فكِدْنا أن نصيرَ بلا عقول
ومثلُكَ من يجودُ بما لديه / ويسخو بالكثير من القليل
بَقيتَ بقاءَ الدهر هل أَنْتَ عالمٌ
بَقيتَ بقاءَ الدهر هل أَنْتَ عالمٌ / من العَتب ما يُملى عليك وما أُملي
لقد كنتَ تجزيني بما أَنْتَ أهْلَه / على الشعر قبل اليوم بالنائل الجزل
فأرجعُ عن نعماك في ألف درهم / أُزيلُ بها فَقري وأغني بها أهلي
فنقّصْتَني شيئاً فشيئاً جوائزي / وأوْقَفْت حَظِّي منك في موقف الذل
فأصْبَحْتُ مثل الوقح لا فرق بينه / وبَيني ولا بونٌ بجزء ولا كُلّ
ولي فيك ملء الخافقين مدائح / ولي غُرَرٌ ما قالها أحدٌ قبلي
فمن أيّ وجه أَنْتَ أنزلتَ رتبتي / وأصبحتُ بعد الويل أقنع بالطل
فإنْ كانَ من بخل فلم يُرَ قبلها / فتًى من رسول الله يوصف بالبخل
وإنْ كانَ من قلٍّ هناك وجدته / فما تعذر القوم الكرام من القلّ
وإن كانَ من طعن العداة وقدحهم / فما قولهم قولي ولا فعلهم فعلي
أكان لمولانا بذلك حكمة / فقصّر عن إدراك حكمته عقلي
فليس من الإنصاف مثلي تُضيعُه / وتجهله ظلماً وحاشاك من جهل
وبحرك تيار ومالك وافر / وجودك معلوم وأَنْتَ أبو الفضل
وتبلغ منك النَّاس أقصى مرامها / ويحرم من دون الورى شاعر مثلي
سَيحظى شهابُ الدِّين فيما يرومه
سَيحظى شهابُ الدِّين فيما يرومه / ويبلُغُ في الأيام ما هو أهلُهُ
ويُنصِفُ هذا الدهر يوماً بحكمه / فينحطّ شانيه ويعلو محلّه
ويرفع هذا العالمَ البحرَ عِلْمُه / ويخفض ذاك الجاهلَ الغمرَ جهله
وكلٌّ يرى إذ ذاك ما يستحقّه / ويشغل كلاًّ في الحقيقة شغْلُه
ما قَضَيْنا حَقًّا لرسْمٍ محيل
ما قَضَيْنا حَقًّا لرسْمٍ محيل / ببكاءٍ على الدْيار طويلِ
يا رفيقي وصاحبي وخليلي / قفْ بنا بين دارساتِ الطلول
نَقْضِ حقّ البُكا لها والعويل /
فالمطايا وَهَتْ وأَنْتَ تراها / يأكلُ السَّيْرُ ما ترى من ذراها
قفْ بها كي ترتاحَ ممّا اعتراها / وأنخها قلائصاً قد عراها
ما عرانا من الضنى والنحولِ /
إنَّ غِبَّ الغرام منذ امتطاها / أطلقَ الوَخدُ والذميلُ خطاها
خلّها من لغويها أنْ يطاها / وأرِحها سُوَيْعَةً فمطاها
قد دهى من وجيفها والذميلِ /
أصْبَحتْ بعدَ ريّها تتولّى / كبدا من غليلها النار تصلى
علّها ما وَرَدَتْ ماءك عَلاّ / واسقها من مَعين وجرةَ نهلا
فعَساها تطفي لهيب الغليل /
خَلّها لا عدمتَ ذا اليوم خلاّ / إن تحاولْ بقطعك البيد وصلا
وإذا سرتَ بالمطيِّ فمهلاّ / وتَرَفَّقْ بها فيما هي إلاَّ
عُدَّةً قد أعدَدْتُها للوصولِ /
فَسقى مربع الحِسان وجادَتْ / مُزُنٌ أحْسَنَتْ به وأجادَتْ
تبلُغ النفسُ عنده ما أرادَتْ / يا لمغنًى به الغواني تهادَتْ
وخَلَتْ من مؤنّبٍ وعذولِ /
كم لَهَوْنا بكلّ ظبي غريرِ / وشَرِبْنا في كلّ رَوضٍ نضيرِ
شمسَ راحٍ من كفّ بدرٍ منير / وأُديرَتْ لنا كؤوسُ سرورِ
من ثغورٍ رضابها من شمولِ /
حبّذا أوْجُهٌ تروقُك وَصْفا / وثغورٌ تحكي المدامةَ صِرْفا
فالثنايا العِذاب تمنح رشفا / ومياهُ الجمالِ تقطرُ لُطفا
فوقَ خدٍّ من الشباب أسيلِ /
قد رَعَينا لذاذةَ العيشِ رغدا / وطرِبْنا به مَراحاً ومَغْدى
في رياضٍ من المحاسن تندى / وطيورُ الهَنا تغرِّدُ وَجْدا
بهديرٍ مستعذبٍ وهديلِ /
يا لعيشٍ ما كانَ أمرى وأحلى / وزمانٍ من جوهر الرُّوحِ أغلى
فالشبابُ الَّذي قَلَّص ظِلاّ / قد مضى وانقضى وفاتَ وَوَلّى
كشموسٍ قد آذَنَتْ للأفولِ /
أينَ قومي لهم على النَّاس فخرُ / وإباءٌ بأنْفِهِ مشمخرُّ
قد دَهاهم من المنيّة أمرُ / وتمطّى بساعدِ الغَدْرِ دهرُ
غالَ أهلَ النهى بأنياب غولِ /
كم كريمٍ لدى عذابٍ أليمِ / ولئيمٍ من دهره في نعيمِ
إنَّ دهراً عَدوَّ كلِّ كريم / فهوَ سلمٌ لكلِّ فدمٍ لئيم
وهو حربٌ لكلِّ حرِّ نبيلِ /
ساءنا الدهرُ مأخذاً ونزاعا / واتّصالاً وفرقةً واجتماعا
غادرٌ باسطٌ لغَدرٍ ذراعا / ولَكَمْ مَدَّ للخيانةِ باعا
رَدَّ عنها الحجى بطرف كليلِ /
عَمَّ سوحي حال الزمان وخصّا / وأرى فيه كلّما زِدْتُ نَقْصا
لا تظنَّن أنّها تُستقصى / فأحاديثُ دهرِنا ليسَ تُحصى
خلّ عن شرحها العريضِ الطويلِ /
كمْ أمورٍ لدَهْرِنا مهلكاتِ / لاحقاتِ أبناءه مدركات
زَمَنٌ ظلّ أهلُه في شكاةِ / كم له في الكرام من فتكاتِ
كلَّ آن يسطو بأمرٍ مهولِ /
إنَّ هذي الأيام منذ ابتداها / قَلَّ ما تَمْنَحُ الكرامَ نداها
ما استَقَرَّتْ بريّها وصداها / والليالي لا تستقرُّ مداها
كلَّ يوم تأتي بحال محلولِ /
نرتجي الفوزَ في بلوغ أمانِ / بزمانٍ يَعِزُّ كلَّ مُهانِ
ما ثنى عِطفَه لحرٍّ مُصانِ / ليتَ شعري ما يرتجى من زمان
عَطفُه للكرامِ كالمستحيلِ /
كيف نلتذُّ في الحياة وُجودا / إذ نرى حيثُما التَفَتْنا فقيدا
لك يكنْ طيبُ عيشنا محمودا / ومتى نستطيبُ عيشاً رغيدا
والمنايا تحدو بنا للرحيلِ /
إنَّما هذه الحياة ابتلاءُ / ولغوبٌ وشِقْوَةٌ وعَناءُ
ثم قد يُعقِبُ الوجودَ فناءُ / والرزايا مع المنايا بلاءُ
وعظيمُ البلاء رفع الرذيل /
فالبلاءُ الشديدُ أنْ يُستَعاذا / بالذي لمْ يكنْ لعَمري مَعاذا
أو يكونُ الدنيُّ فينا ملاذا / وبلاءٌ أشدُّ من ذا وهذا
ذلُّ حُرٍّ إلى لئيمٍ بخيلِ /
ما أراحَتْ يوماً من النَّاس حيًّا / بلْ أساءتْ إليه مَوتاً ومحيا
نحنُ نبغي في هذه الدَّار بُقيا / ومضِرٌّ بنا البقاءُ بدنيا
غَدَرَتْ قبلَنا بآل الرسولِ /
لأناسٍ عَلَوْا فخاراً ومجدا / وأباً ماجداً كريماً وجدّا
كيف كانت إذ ذاك خصماً ألدّا / ما رَعَتْ فيهم ذماماً وعهدا
وحمى المستجير والمستنيل /
يا نجوماً في كلِّ بَرّ وبحر / هاديات الأنام في كلّ عَصْرِ
يا بدوراً في حالكٍ مكفهرّ / شَتَّتْ شملَهُم وكانوا حماة
وهداةً إلى سواء السبيل /
خيرُ من حَلَّ بقعةً ووطاها / قد كشفْتُم عن العيون غطاها
وحميْتُم ممَّا يروع سطاها / يا بني أحمدٍ ويا آل طه
يا هداة الورى ومأوى الدخيل /
بولائي لكم قديماً وحبّي / أنا أرجو النجاةَ من كلّ كربِ
يا شفائي إذا اعتَلَلْتُ وطبّي / ضِقْتُ ذَرعاً من عِلَّةٍ بَرَّحَتْ بي
ودوائي أنتم وبرءُ العليل /
عن خلوصِ الولاءِ صِدقُ مقالي / في طفوليَّتي وحالِ اكتهالي
لم تغيِّرْه حادثاتُ الليالي / صرتُ شيخاً وما تَغَيَّر حالي
عن ولائي لكم بِصدقِ المقولِ /
تركَتْني الأيامُ من غير جِرم / حاملاً عِبءَ كلّ همٍّ وغمِّ
حيث فَقْدُ الشبابِ انحل جسمي / وأنا اليوم شابَ رأسي وعظمي
أوْهَنَتْه أثْقال وِزرٍ ثقيل /
إنَّ ضُعْفَ القُوى وفقدانَ عَوني / قد أحالا من بينَ قَصدي وبيني
طَعَنَتْ في مضاضة العيش شنِّي / وانقضى العمرُ كلُّه بالتمنِّي
واتّباعِ الهوى بقالٍ وقيلِ /
أنْتُم مَطلَبي وأنْتم مرادي / وعَليكم بَعدَ الإله اعتمادي
فإذا كانَ بَعْدَ بدئي معادي / حبّكم يا بني الوصيّ عتادي
في معادي عند الإله الجليلِ /
قَرَّبَتْني منكُمْ دنوًّا بقربِ / نِسْبَةٌ في الجميل من فضل ربِّي
حينَ أدعى ما بين قومي وصحبي / أنْتُمْ أَنْتُم الجميلُ وحَسْبي
بينَ قومي أُدعى بابن الجميل /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025