المجموع : 91
أنا في تطلابه وهو لدىّ
أنا في تطلابه وهو لدىّ / مطلب مرَّ ولم يلو علىّ
قد تركت الهند أطويها له / وهو يطويها وما يدرى إلى
والتقينا ما خطا لي خطوة / لا ولم أنقل إليه قدمى
يا لملك راح عني نائيا / كان لو فتشت عنه في يدي
يقولون رشدي مات قلت صدقتم
يقولون رشدي مات قلت صدقتم / ومات صوابي يوم ذام وآمالي
وركني الذي للنائبات أعدّه / وذخرَي في الماضي وعوني على الحال
وسعدي الذي خان الزمان وطالعي / وفخري إذا ألقى الرجال وإجلالي
أرشدي لقد عشت الذي عشت سيدا / ولم تك عبد الجاه والأمر والمال
ولم تأل كتب العلم درسا ومطلبا / ولم تك عنها في الثمانين بالسالي
وكنت تحل الفضل أسمى محلة / وتنزل أهل الفضل في المنزل العالي
ولم تتخير ألف خل وصاحب / ولكن من تختاره الواحد الغالي
حبيتك والدنيا تحبك كلها / وزدتك حبا عندما كثر القالي
وقست بك الأعيان حيا وميتا / فوالله ما جاء القياس بأمثال
ولو أن إنسانا من الموت يفتدى / فديتك بالنفس النفيسة والآل
شمس النهار وأختها
شمس النهار وأختها / في الأرض منها مستظلة
هذى لدى أفق وذى / من أفق عصمتها مطلة
رام الجهول نزولها / والجهل يركب ألف زَلة
فترفعت عنه ولم / تُنزل عليه سوى المظلة
يا مريضا بالمناصب
يا مريضا بالمناصب / داؤك الداء العضال
لم ترد بحر المكاسب / يا غريقا في الضلال
أنت إن عشت نزيها / بين عزل واعتزا ل
وإذا ما مت فيها / مات بالفقر العيال
ذا رئيس ذا وكيل / ذا على الاثنين عال
أنت للكل ذليل / قابلٌ حكم الرجال
إن للسفن لرزقا / غير محدود المجال
أزرع الأرض وأفلح / تنبت التبرَ الجبال
أتقن الصنعة تُفلح / وتُوفَّق للكمال
إن للسعد لراية / ظلها الوافى ينال
عملت للناس آية / عملٌ ثم اتكال
كأني بالحمام أصاب ركنى
كأني بالحمام أصاب ركنى / فمال وأى ركن لا يميل
وأدركني ونجم صباى عال / فخَّر النجم وازدوج الأفوال
فلا يغرركما ولدىَّ بعدى / زُها الدنيا ومنظرها الجميل
حل بالأمتين خطب جليل
حل بالأمتين خطب جليل / رجل مات والرجال قليل
زال عن سوريا فتاها المرجّى / وعن النيل جاره المأمول
وعن الهل من يبر ويحنو / وعن الأصدقاء من لا يحول
وعن الأمر من يغامر فيه / وعن الحق سيفه المسلول
وعن الرأى والسياسة والتح / رير مَن رأيه السديد الأصيل
يا صديقي وكنت بالأمس حيا / عهدك اليوم بالحياة طويل
قد شجاني من نأى وجهك عني / أن وجه الوداد باقٍ جميل
يقطر الفضل والمرؤة منه / ويميل الوفاء حيث يميل
خير ما خلّف ابن آدم في الدن / يا خلال يبكى عليها خليل
ليت شعري ماذا لقيت من المو / ت وأخفى لك التراب المهيل
يلبث العالمون في الشك إلا / ساعة عندها الشكوك تزول
ترجع النفس للحقيقة فيها / وترى أن ما مضى تضليل
ويلوذ العليل فيها إلى الط / ب وهل ينفع العليل العليل
إنما الموت ظلمة تملأ العي / ن ووِقر على الصدور ثقيل
وثوان أخف منها العوالي / كل عضو ببعضها مقتول
ينتهى العيش عندها حين لا اليا / فع سالٍ ولا الكبير ملول
هذه الأرض والأنام عليها / ملعب ثم ينقضى التمثيل
والذي ينشئ الروايات دهر / كم له من فصولها تخييل
أيها الراحل العزيز عليها / سر برغم القلوب هذا الرحيل
إن فضلا خلّفت فينا ونبلا / لأمين عليهما جبريل
قالوا فرنسا أنذرت سلطاننا
قالوا فرنسا أنذرت سلطاننا / قطع العلائق والوعيد مهول
وتساءلوا ماذا يكون فعالها / فأجبتهم فاشودة وتزول
لك أن تلوم ولى من الأعذار / إن الهوى قَدَر من الأقدار
ما كنت أُسلم للعيون سلامتي / وأبيح حادثة الغرام وقارى
وطَر تعلَّقه الفؤاد وينقضى / والنفس ماضية مع الأوطار
يا قلب شأنك لا أمدّك في الهوى / أبدا ولا أدعوك للإقصار
أمرى وأمرك في الهوى بيد الهوى / لو أنه بيدى فككت إسارى
جَارِ الشبيبة وأنتفع بجوارها / قبل المشيب فما له من جار
مَثَل الحياة تُحَبُّ في عهد الصبا / مثَل الرياض تحب في آذار
أبدا فروق من البلاد هي المنى / ومناى منها ظبية بسوار
ممنوعة إلا الجمال بأسره / محجوبة إلا عن الأنظار
خطَواتها التقوى فلا مزهوَّة / تمشى الدلال ولا بذات نِفَار
مرت بنا فوق الخليج فأسفرت / عن جَنة وتلفتت عن نار
في نسوة يورِدن من شِئن الردى / نظَرا ولا ينظرن في الإِصدار
عارضتُهن وبين قلبي والهوى / أمر أحاول كتمه وأداري
وسالت ما شغل الملائك بالثرى / فأجبن عيد خليفة المختار
صبحَ الجلوس جلتك أشرف ليلة / وجلوت للدنيا أجل نهار
الملك بينهما بأيمن طالع / والدين بينهما بخير منار
تاب الزمان إليه عن أحداثه / بفتى على أحداثه جبار
عمر الأمانة لا تراه غافلا / عن حرمة أو نائما عن ثار
عش يا أمير المؤمنين لأمة / ترضاك في الإعلان والإسرار
لو كان يجلس في الجوارح مالك / لجلست في الأسماع والأبصار
إن الذي جعل الخلافة هالة / قد زانها بالبدر في الأقمار
ألقى أزِمتها إليك وحازها / لك عن خلائف أربعين كبار
تعطى المشارق كل عام عيدها / بمجمل الأعوام والأعصار
بابر ممدود البناء بنى لها / ركنا قد كانت بغير جدار
ويهز عطفيه الزمان ويزدهى / بأغر فيه محجل الآثار
جالى الجنودَ كأنهم شهب الدجى / ومنيرهم من كل ليث ضار
ولقد ينال حمى الإله ببعضهم / مالا تنال الأرض بالأسوار
أخليفة الرحمن دعوة مهتد / بإمامة في ضوء يلدز سار
حبيبك من تحب ومن تجل
حبيبك من تحب ومن تجل / ومن أحببت للحالين أهل
ومن يجزيك عن ودّ بودّ / ومالك مهجتي سمح وعدل
إذا ما الحب لم يكسبك عزا / فكل مودّة في الناس ختل
وفضل منك أن ترعى ودادا / وليس لمن تودّ عليك فضل
بلوت الناس خدنا بعد خدن / فما للمرء غير النفس خل
وطالعت الأمور فكل صعب / إذا لزم الرجال الصبر سهل
أدِل على الخطوب إذا أدلت / وأتركها تهون ولا أذل
وألقى النازلات بحدّ عزم / يفل النازلات ولا يفل
وأحقر كل كذاب المعالى / ولو أن السماك له محل
وأعلم أن للدهر اختلافا / وأن الجدّ ينهض أو يزل
وأن النفس للإنسان كل / إذا بقيت عليه وزال كله
عرفت سجية الدنيا فدعها / تمرّ على سجيتها وتحلو
وإن لم تأتك الدنيا بظل / فجاوزها إلى دنيا تظل
إذ المأمول والآمال حيرى / وغيث الناس والأيام محل
عزيز الشرق هل للشرق ذكر / مع الأيام أم طوِى السجل
وهل لبنيه من مسعاك ركن / فركنهم ضعيف مضمحل
أَعِد له النوابغ فهو منهم / ومما يرفع الأوطان عطل
ولم أر كالرجال مع الليالي / إذا كثرت على البلدان قلوا
ولا كالعلم يجمع كل شمل / وليس لأمة في الجهل شمل
ولا كالمجد ميسورا قريبا / لشعب فيه إقدام وعقل
قد كنت لا شئ في الأنام لكي
قد كنت لا شئ في الأنام لكي / تصفع من صانع وإن عدلا
فذاك ما كان ضاربا رجلا / لكنه راح ضاربا مثلا
صفعنا روحه بيد المعاني
صفعنا روحه بيد المعاني / فألفينا لها صبرا جميلا
ومن طل الإقالة من شجاع / وأشفق من مضاربه أقيلا
ماذا رجوت من الحفاوة عنده
ماذا رجوت من الحفاوة عنده / يا بائع القرآن بالإنجيل
دع ملك إدورد وخل بلاده / يكفيك عسكره بوادى النيل
خلقان فيك تخلفا وتباعدا / حب الجميل وكفر كل جميل
جعلتم للفؤاد شغلا
جعلتم للفؤاد شغلا / وأنتم مهجتي وأغلى
أحللتم في سواد عيني / تالله نوّرتم المحلا
يا مالكين الفؤاد رفقا / يا مالكين العنان مهلا
رضيتُ إلا الصدود منكم / فحمِّلوني في الحب إلا
انا الذي ذقت في هواكم / ماذاق قيس من حب ليلى
ازيدكم ما استطعت حبا / ما زادني العاذلون عذلا
يا اكحل العين اى ذنب / صير حظي لديك كحلا
يا لين الأذن هل الانوا / وشاية في الهوى ونقلا
يا نافر العِطف لا لداع / من ذا أراك النِفار سهلا
صبك ما يستفيق عشقا / وأنت ما تستفيق دلا
هلا حكيت الغصون لينا / كما حكتك الغصون شكلا
جعلت في راحتيك وحى / وذاك شئ في الحب قلا
وتبتغون السلو منى / يا مالك الروح كيف تُسلى
تماد في الهجر أو تمهل / لعل بعد الصدود وصلا
تكاد بشرى رضاك عندى / تعدل بشرى القدوم فعلا
أَمَنسُ إلى كم تضل السبيلا
أَمَنسُ إلى كم تضل السبيلا / فُتنت وحيرت فيك العقولا
أبحث البراز بهذى البلاد / وكان البراز بها مستحيلا
وتوشك تجعله ديدنا / وتدعو الفضالي إليه فضولا
فلم تخش بالأمس رب اللواء / ولا هِبت رب القوافي خليلا
أمن أجل حادثة تنقضى / بأدنى العتاب تدق الطبولا
وتدعو الشهود إلى الملتقى / وتبعد والخصم عن مصر ميلا
وتطعن مطران في أنفه / وما أنف مطران شيئا قليلا
طعنت الأشم الأبىّ العيوف / الأنوف السميك العريق الطويلا
طعنت الصحافة في أنفها / طعنت الرصيف الحصيف النبيلا
طعنت الجوائب في ربها / ولم تخش جورجي بها أو مشيلا
خليلىَ مطران نلت الشفاء / ولا ذقت بعد لمنس دويلا
فأنت تهز صقيل اليراع / ومنس يهز الحسام الصقيلا
وأنت المقدّم في بعلبك / ومنس المقدّم في أهل لِيلا
ومالك في السيف عند البراز / فبارز رسائله والفصولا
وعلمه كيف يصول اليراع / فتخجل منه الظبا أن تصولا
ويا أنف مطران أنف الإباء / عزاء جميلا وصبرا جميلا
بكت لجراحك عيني دما / وفرض على دمها أن يسيلا
فإن شئت خذ نورها مرهما / وخذ هدبها للتداوى فتيلا
عذال أهل الهوى في الأرض لو جمعوا
عذال أهل الهوى في الأرض لو جمعوا / رضيت جمعهم من عاذلي بدلا
لو تسأل الأرض عنه كيف تحمله / لقالت الأرض كيما أحفظ الثقلا
يا مليكا شاد فينا
يا مليكا شاد فينا / مثل ما شاد الخليل
دمت مشكور المساعي / أيها المولى الجليل
كان إبراهيم يبنى / كعبة للصالحين
ولأنت اليوم تبنى / كعبة للصانعين
فلك القطر دواما / حافظ حق الجميل
فابن يا مولى وشيِّد / دار عز وافتخار
فهي كنز للرعايا / وحياة للديار
وستكسو مصر ثوبا / يبهر الدنيا جميل
أطيب العيش منزل
أطيب العيش منزل / فيه روض وجدول
وسقاة أولو نهى / وكؤوس تَنَقَّل
ومغنّ وعازف / وهَزار وبلبل
وحبيب يحبني / ورقيب مغفل
أنلني يدا خلقت للقبل
أنلني يدا خلقت للقبل / فمن نالها بالسماك اتصل
أقبلها قبلة للجلال / وأخرى لنائلها المرتجل
تضاءل عن جودها حاتم / ونالت من الحمد مالم ينل
وكم في الجديد من الطيبات / وإن ضربوا بالقديم المثل
تُجدّد في الناس آى المسيح / تميت القنوط وتحيى الأمل
إذا منعت فضلها سابق / وإن منحت فضلها لم يزل
وطالع شاكرها المشترى / وطالع كافرها في زحل
علمت ويعلم من في الوجود / إذا قال مولاى قولا فعل
أخو عزمة وعده والوعيد / هما الرزق في سيره والأجل
تمرّ الوعود كمرّ السحاب / ووعدك كالبحر يمشي المهل
يعم العباد ويغشى البلاد / إذا الغيث في أرض قوم نزل
ويارب ريث أفاد الجزيل / أذا ما أفاد اليسير العجِل
أمولاى إن تك أكرمتني / جميلك من قبلُ عند وصل
وفضل أبيك على كاهلي / وعن بر جدّك بي لا تسل
وأنتم بناة العلى بالنوال / وآونة بالظُبَى والأسل
أحاديثكم ملء سمع الزمان / إذا ما حديث الكرام أنتقل
طلعتم على الشرق كالنيرات / فزنتم سماواته من عطل
هنيئا لك العيد والتهنئات / من العصر أملاكه والدول
وعشت لأمثال أمثاله / إليك الهناء ومنك الجذل
خصيب الرحاب رهيب الجناب / إذا ما أمرتَ الزمان امتثل
ويا لطَّف الله بالمسلمين / وكان لنا العون فيما نزل
لنا رقيب كان ما أثقله
لنا رقيب كان ما أثقله / الحمد لله الذي رحله
لو ابتلى الله به عاشقا / مات به لا بالجوى والوله
لو دام للصحف ودامت له / لم تنج منه الصحف المنزله
إذا رأي الباطل غالى به / وإن بدا الحق له أبطله
لو خال بسم الله في مصحف / تغضب تحسينا محا البسلمه
وعزة الله بلا عزت / لا تنفع القارى ولا خردله
جرائد الترك على عهده / كانت بلا شأن ولا منزله
إن تذكر الخنجر لفظا تصب / من شدّة الذعر به مقتله
وإن تصف قنبلة لم ينم / من هول ذكرى حادث القنبله
الشر بالشر فيا قوم لا / إثم إذا راقبتمو منزله
فحاصروا الأبواب واستوقفوا / من أخرج الزاد ومن أدخله
إن كان في السلة تفاحة / ضعوا له موضعها حنظله
أو جيء بالشرشر له فاملأوا / مكانها من علقم جردله
أو اشتهى الأبيض من ملبس / قولوا له الأسود ما أجمله
ذلك يا قوم جزاء امرئ / كم غَيَّر الحق وكم بدّله
يا لورد كم من معان في سياستكم
يا لورد كم من معان في سياستكم / جرّت إلى القال بين الناس والقيل
كدنشواى وتعيين أردت به / قتل الحمام وإحياء الزغاليل
يا كعبة العلم في الإسلام من قدم
يا كعبة العلم في الإسلام من قدم / لا يزعجنّك إعصار الأباطيل
إن كان قومك قد جاروا عليك وقد / جاءوا لهدمك في جيش الزغاليل
فقد مضت سننة العادين إذا حصروا ال / بيت الحرام فردّوا كالهماليل
الله أرسل طيراً بين أرجلها / قنابل الصخر ترمى صاحب الفيل
للدّين والبيت رب لا يقاومه / حمر الثياب ولا سود الأساطيل