القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 91
لك الخيرُ إنّي أستزِيدُ ولا أشكو
لك الخيرُ إنّي أستزِيدُ ولا أشكو / ولا أكْفُر النَّعماءَ ما جرتِ الفُلْكُ
بلى رُبَّما حاولْتُ توثيقَ عُروةٍ / وليس لحظٍّ منكَ أحرزْتُه تَرْكُ
فلا تَلْحَيَنّي في العتاب فإنّما / عركْتُ أديماً لا يقصّفُه العَركُ
أأحمدُ نفسي أن تُطيبَ لك الثَّنا / وأنت الذي تذكو وأنت الذي تزكو
حُرِمْتُ إذاً حظّي من الخير كلّه / ولا كان لي في المجد إسٌّ ولا سَمْكُ
وما ليَ أستعدي وعدلُك شاملٌ / وما لي أستجفي ومُلكك لي مُلكُ
وكُنْتُ متى استحلَلْتُ إخفارَ حُرمةٍ / سفكْتُ دماءً لا يحلُّ لها سَفْكُ
ولو كان حظّي منك حظّاً مقارباً / صبرْتُ لهضميْ فيه لكنَّه المُلْكُ
ولو كان رُزئي حسنَ رأيِك نكبةً / ربطتُ لها جأشي ولكنَّه الهلْكُ
وما كان مَنْ تَحْنُو عليه مُحامياً / ليُلْقَى عليه من زمانٍ له بَرْكُ
وما انْبَتَّ حبلُ الوصْل منك أُعِيذهُ / بفضلك لكنْ ليس في متنِهِ حَبْكُ
وما مَرِضَتْ تلك العنايةُ مَرْضَةً / تُميتُ ولكنْ قد تطرَّقها نَهْكُ
وما ضلَّ رأيٌ فيك مُذْ عرف الهدى / ولا شابَ إيماني بسُؤْددك الشكُّ
أتاني بظهْر الغَيْبِ أنَّكَ عاتبٌ / وتلك التي رحْبُ الفضاءِ لها ضَنْكُ
وأنْتَ الذي يُمضي الأمور بحُكْمه / فلا منْعهُ لوْمٌ ولا بذْلُه مَحْكُ
وإنَّ جفاءً منك محضاً وقسْوة / لَتَركُك خِلّاً لا يساعده التركُ
أتحسبُني أدللتُ إدلالَ جاهلٍ / عليْك بمدْحٍ لا يخالطُهُ إفْكُ
وإنِّيَ لم أحْمِلْ بمدْحِكَ مَحْمَلاً / من الإثْم ينهى عنه نُسْكٌ ولا فَتْكُ
ولا حمدَ لي في أن نَشْرك طيّبٌ / ولا حمدَ للمجداحِ أنْ نفحَ المِسْكُ
بلى ربما أنصفْتَهُ فحمدْتَهُ / أليس له في نَشْر أرواحِه شركُ
تذكَّرْ هداكَ اللَّه إنّيَ سابكٌ / وأنك تبرٌ لا يُغيِّرهُ السَّبْكُ
وما لي في دُرٍّ تحلَّيْتَ عِقْدَهُ / مِنَ الصُّنْعِ إلا جوْدة النظْمِ والسلكُ
يا أبا حفصٍ المُبرّزَ في الشّعْ
يا أبا حفصٍ المُبرّزَ في الشّعْ / رِ لقد جُدْتَ للأكُفّ برأسِكْ
أنت لا شك أكرمُ الجِن والإن / سِ وإلا فعضَّ فُوك بجعْسِكْ
حَلِفٌ أنْ أبالي إلى الحِنث فيه / بل يُباليه من يَعَضُّ بضِرْسِكْ
ربّ صفعٍ مُشَعشعٍ لي في رأ / سكَ شهَّاك وقْعُهُ صفْع نفسِكْ
فتمطَّيْتَ قيسَ باعٍ تمامٍ / وتناولْتَ من قفاك بخَمْسِكْ
أخالدُ قد عادْيتَ فيَّ كَراكا
أخالدُ قد عادْيتَ فيَّ كَراكا / وأتعبتَ في حَوْكِ القريضِ قُواكا
فلا تَهْجُنِي إني أخُوك لآدمٍ / وحَسْبي هجاءً أن أكون أخاكا
أخالدُ لا قُدّستَ من بعلِ زوجةٍ / يُصنّعُها في بيته لتُناكا
تُقرّبها للنائكين مطيةً / جهاراً وربُّ العالمين يراكا
بلا رُزْءِ دينار ولا رزء دِرهم / سوى أنَّهم يشفون منك حُكاكا
أما لكَ يا شَرَّ الخلائِقِ حميةٌ / ولا غيرة أن يستباح حماكا
بلى ربما استخليتَهم فضلَ خلوةٍ / فغرْتَ عليهم واستشطْتَ لذاكا
تغارُ على عُسْبِ الرجال وإنما / يغارُ على عُقْرِ النساءِ سِواكا
عشوتَ إلى ناري بحُلم فراشةٍ / فصادفتَها نزَّاعةً لشواكا
أخالدُ لو ألِمْتَ مَضيضَ شيءٍ
أخالدُ لو ألِمْتَ مَضيضَ شيءٍ / مُمضٍّ مُرْمِضٍ لألِمْتَ جَهْلَكْ
أشيخٌ من ذوي يمَنٍ صميم / وتشتم فارساً ناقضتَ أصلك
بهذا الفعلِ سرَّك أن تُسمَّى / جواداً مُفْضِلاً فأبَحْتَ أهلك
لقد أخزيْتَ منْ تُنْمى إليه / ثكْلتُك عاجلاً وثكِلْتُ عقْلَكْ
يا خالدَ ابن الخالدا
يا خالدَ ابن الخالدا / ت مخازياً لا درَّ مَحْضُكْ
ودّعْ فإنَّك قدْ دنا / منك الرحيلُ وشُدَّ غَرْضُكْ
لأسيّرَنَّك في البلا / دِ بِما أقَمْتَ وطال خَفْضُك
ولأكحُلَنَّك بالسُّها / دِ بما رقدْت وطاب غُمضُك
أهجوْتَني وحسِبتني / ممَّن يضيعُ لديه قرضُك
أخطأت في التقدير يا اب / نَ المومسات وعال فرضُك
أيُّ القبائلِ يُنتحَى / بالشتم حين يُسبُّ عرضُك
لا أيُّهنَّ وكيف ذا / ك ومِنْ جميع الناس بعضُك
لا تسْمُ عينُك في العيو / ن فلو عقلتَ لطال غضُّك
أتناك ذاك وذاك طو / لك في الرجال وذاك عرضُك
لو كنْتَ تنفُضُ عارِضي / كَ من التُّرابِ لطال نَفْضُك
سبحان شيطانٍ يُسَخْ / خِر نائكيك وذاك بُفْضُك
لو كنت ما خُتم الرحي / قُ به لعُنّفَ مَنْ يَفُضُّك
بظلامةِ الشوكيّ نا / لك من عِقابي ما يَهُضُّك
فاخْرُجْ له من حَقّه / وأنِبْ عسى يُنجيك ركْضُك
البذْرُ للشَّوْكيِّ غَيْ / رَ مدافَعٍ والأرضُ أرضُك
دافعْتَه عن بِنْته / والغصْبُ ما يحويه قبضُك
كي تستهبّ بها الفحو / ل إذا كَبِرْتَ وذاب نَحْضُك
داء تمكَّن في عجا / نِك قبل أن يشتدَّ نهضُك
لا تعتذر مما أتيْ / تَ من القبيح فمنك رُبْضُك
العارُ منك وأنت من / هُ فليس من عار يمضُّك
صبراً ستعْلَمُ أيّما / زُبْدٍ يُصَرّح عنه مَحْضُك
في أيّما مُتورَّدٍ / دلّاكَ يا مغرورُ دحْضُك
أمَّ حفصٍ صلْعة الشَّي
أمَّ حفصٍ صلْعة الشَّي / خِ أبي حَفْصٍ فديْتُكْ
أنا واللَّه عميدٌ / بك صبٌّ مُذْ رأيتُكْ
نعِّمِي كفّي فإني / بِعْتُ عِرْضِي واشتَرَيْتُك
يا من يسائل عن عشيرة خالدٍ
يا من يسائل عن عشيرة خالدٍ / الناس كلُّهمُ عشيرة ذاكا
فمتى هجوْتَ أبا الوليد هَجَوْتَهُم / وهَجَوْتَ في عُرْض الهجاء أباكا
أمكُّوكَ الخسار سأنتحيكا
أمكُّوكَ الخسار سأنتحيكا / بإحدى الفاقرات ولا أقيكا
أتأمُرُ بالتقزُّزِ من كلامي / وذكرك يُصْدِئ الذهبَ السبيكا
زعَمْتَ بأنني نَحْسٌ وإني / مُجيبُك مُعْلِناً لا أتقيكا
توهَّم زَحْفَ موسى نحو حُسْنٍ / على مَنْقوصتيه لكي ينيكا
وقد دانتْ لطاعته فكانت / دجاجتَه وكان هناك ديكا
فأنشقَ أنفها من نَتْن فيه / كما أنشقْتَنا من نَتْن فيكا
وماطلَ فوقها نَزْواً مريضاً / كنزوِ مُسَخَّرٍ لا يَشْتَهيكا
فإنك واجدٌ ثم احتمالاً / وصبراً مثل صبرِ مُسَخّريكا
لقد صبرتْ على قذرٍ وقُبْح / ولم تَسْعَدْ ولم تُرْضِ المليكا
فما هذا التقزُّز من كلامي / وأُمّكَ لم تُقَزَّزْ من أبيكا
ولا مِنْ حَمْلها إياك منْه / وقد حمل الخنا بطنٌ يعيكا
حلفْتُ على التي بُلِيتْ بمُوسى / لقدْ جعلَتْ له فيكُم شريكا
أقِرْدٌ مُقعَدٌ وتَعِفُّ أنثى / له كلا وإفكِ مُعَلّليكا
أحاذِرُ أن تكون سليلَ شتَّى / وأحذَرُ مثلَ ذاك على بنيكا
عجِبْتُ ولا تعجُّبَ من ضلالٍ / بدا للناسِ منك ومن ذَويكا
وكثرةِ ناسليكَ لقد أرانا / سُقوطَك قِلةُ المُتنازِعيكا
رأيْتُك من بني حواءَ طُرا / وما في دهمهم مَنْ يدّعيكا
وما أنْفيك عن موسى لأني / أرى موسى يُكثّر غائظيكا
ولكنْ جَمَّ فيك مُشاركُوهُ / وإن أصبحْتَ بينهُمُ تَريكا
رمْوا بك عن حِرٍ عَمِقٍ وآلُوا / عليك أليَّةَ المُتناكريكا
فلا تعرضْ لدعوى غيرِ مُوسى / فلَيْسَ الأكرمُونَ بقابليكا
عليك عليك موسى فانتحلْهُ / فإن الناسَ غيرُ مُدافعيكا
هو الزمنُ الذي أضحى وأمسى / أقلَّ اللَّه فيه مُنافسيكا
أبوكَ المُقعَدُ المعتوهُ أدنى / إليك اللُّؤمَ والعقلَ الركيكا
رأيتُ أخاك يطلب منك قوتاً / وقد كثَّرْت فيه مؤنّبيكا
فلم تسمحْ له بكَفافِ وجْهٍ / ولا شفَّعْتَ فيه أقْربيكا
وعرّضتَ الخبيثة لي سفاهاً / فعِفْتُ خبيثها حَولاً دكيكا
فلمَّا استُكْره الكلِمُ المُقفَّى / تجشَّمها تجشمَ نائكيكا
فقُبحاً يوم تُبعثُ يا ابن موسى / لوِجهِكَ مُرْدِفاً قُبحاً وشيكا
أتَسْمَح باستِ أمِّك للقوافي / وتبخَلُ بالكفاف على أخيكا
غدوْتَ مُحالفاً مالاً بديناً / جعلتَ فداءَهُ حسباً نهيكا
أتاحكَ لي شقاؤُك يا ابن موسى / لتكسِبَ بي شماتَةَ حاسديكا
ولم أعلَمْك تطلُبُني بذَحْلٍ / ولكني إخالُك مستنيكا
ولو أنّي نزوْت بألفِ أيْرٍ / ومِتَّ لما وجدْتَ لديَّ تيكا
وما بي في احتمائك من سقامٍ / ولكنّ المُصحِّح يحتميكا
وهل مِن قائلٍ لك لا يراه / سراةُ الناس مغْبوناً هتيكا
أتنتحِلُ التقزُّزَ يا ابن حُسْنٍ / وحَجَّامُ القبيلةِ يمْتَطيكا
وما تنفكُّ مُرتضعاً مَنِيّاً / لعبدٍ تشتريه فيَشْتريكا
وكان الحُرُّ عندك عبدَ سَوْءٍ / وعبدُ السُّوءِ ربّاً يَسْتَنيكا
تشامخُ إنْ لقيتَ ذوي المعالي / وتَسْفُلُ للعبيد فتعتليكا
أعِرْ شَتَراً بعيْنك منك فِكْراً / وطالبْ بالجنايةِ واتريكا
أيورٌ طاعنتْك وأنت ماء / وطالتْ عنك غفلةُ مُدَّعيكا
أيا شتراً على بخرٍ أليمٍ / إلى قذرٍ توقَّ مُهاتريكا
أكلْتَ السمَّ يوم أكلتَ لحمي / فلا يغررْك قولُ مهنِّئيكا
ستأكلُ من فريك الشَّتْم صدراً / كما أكلت مشايخُك الفريكا
وأُعقبك المدُوس على فراغ / وأعقب مثلَ ذاك مُؤازريكا
فصبراً للهجاء ستَجتَويه / على أنَّ الهجاءَ سَيَجْتَوِيكا
بل الإعراضُ عنك عليَّ فرضٌ / وإن قدمْتُ بعض الهُجر فيكا
ظلمتُكَ إذ هَجَوْتُكَ يا ابن موسى / وحقُّك أن أكثّر مادحيكا
لأنك نِلْت مني فاجتباني / بذاك جميعُ من لا يجتبيكا
ومَن لا يجتبيك الناسُ طرّاً / وضِعفا ذاك من لا يَرتضيكا
ولكنْ لا بحمدِك ذاك لكن / بحمدِ مُكثّر المتنقّصيكا
قِلاك براءةٌ وهَواك عُرٌّ / ودينُ الناس حمدُ مُذمّميكا
فصِلْني بابتراكك في انتقاصي / فشُكري فوق شكرِ الشاكريكا
وأنت أخي أعِدُّك للَّيالي / إذا عرتِ الخطُوب وأرتَجيكا
وتُعرم غُلْمتي ويقوم أيري / إذا عز السّفاح فأعتريكا
فتمنحني عيالك منحَ سَمْحٍ / إذا نيكتْ حليلتُه ونيكا
تألَّفني بذاك وتبتغيني / وإنْ كنتُ امرأً لا أبتغيكا
سوى أني أُمِصُّك رأس أيري / وودُّك أنَّني من ناكحيكا
وكم قد قلت حين يُريب رَيْبٌ / مقالة آمِلٍ من آمليكا
أقرْنَ صديقنا الحسن بن موسى / علوْتَ فليس خطْبٌ يرتقيكا
رأيتُك حِصْن من يرتادُ حِصناً / فطوبى نائليك ونازليكا
رأيتُ منكسر السكَّانِ ظاهرُهُ
رأيتُ منكسر السكَّانِ ظاهرُهُ / هَوْلٌ وتأويلُه فألٌ لمنجاكا
كسرٌ لناكِس دارٍ كنْتَ تحذَرُهُ / وصحّةٌ لك تُحيينا بمحياكا
لأن لفظة سُكَّان إذا قُلبَتْ / حروفها ناكس لا شك في ذاكا
فازجره ناكسَ داءٍ هَدَّ قوَّتَه / لك المليكُ الذي ما زال مولاكا
ولا يرُعْكَ رجوعٌ بعد مُعتزَم / ففي رُجوعك تبشيرٌ برُجْعاكا
رجعتَ حين نهاك اللَّهُ مُزْدَجراً / وكيف تَمضي ورب الناس يَنهاكا
نهاكَ بالريح حتى حلّ مَنْحسة / من المناحس ما كانت لتلقاكا
فإن أقمتَ ففي خفضٍ وفي دعةٍ / وإن ظعنتَ فربُّ الناس يرعاكا
لا زلْتَ في كلّ أمرٍ أنت فاعلُه / مبارك البدءِ مغبوطاً بعقباكا
قدْ لَعَمْريِ اقتصصتَ من كُلّ ضِرْسٍ
قدْ لَعَمْريِ اقتصصتَ من كُلّ ضِرْسٍ / كان يجني عليك في رُغفانِكْ
لم تَجِدْ حيلةً لنا إذ وَترنا / ك فحاربْتنا بشرّ دِنانِكْ
أضرستنا مُدامةٌ منه تحكي / ضجرةً تعتريك من ضِيفانِك
قد رددناه فادَّخِرْهُ لسِكْبا / جك والنائبات من أزمانِك
واتخذْه على خِوانك أُدْماً / فهو أوْلى بالخِلّ من إخوانِك
هذه صحةُ المُحاماة عن خُب / زِك بحتاً فكيف عن لُحمانِك
لو سطَوْنا على الهريسة وافى / سيفُك الهامَ سابقاً لسنانِك
قد عضضْناك عضَّةً بمُزاحٍ / هو من طِرْزِك المليحِ وشانِك
وذهبْنا إلى امتحانِك للبُقْ / يا وما كان عمْدُنا لامتهانِك
فدعِ العَتْب والعتابَ فلسنا / إن عَزَمْتَ القتال من أقرانِك
لا تَلُمنا فأنت تفاحةُ الأر / واحِ لا راعَها خُلُوُّ مكانِك
طِيُبها عند شمَّها يتقاضى / عضّها المُخْلصين من خُلّانِك
فانتقِم إن أثرْتَ من طِيبِ أعْرا / قٍ سقَتْك القبول في أغصانِك
ذُقْ أبا جعفر مغبَّةَ جُرْمِكْ
ذُقْ أبا جعفر مغبَّةَ جُرْمِكْ / واجْنِ ما أثْمرتْ سفاهةُ حِلْمِكْ
ما تعرَّضْتَ لي وجَدّك حتى / قرنَ اللَّه كلَّ نحْسٍ بنَجْمِكْ
أبِعَقْل المُعلّمين يُعابُ ال / شعرُ أيري في القعر من بظر أمِّك
لستَ عندي إن عِبْتَ شعري ملُوماً / لك عُذْرٌ لديَّ في ضيقِ علمك
لقَرِيضي يا ابن الزّواني معانٍ / قصُرَتْ دونها مذاهبُ فهْمِك
هُنْتَ عندي فلا مديحُك يُهْدِي / لي سروراً ولا أُساء بذَمّك
أنت نغل من ألف نُطفةِ فَحْلٍ / عدداً رُكّبَتْ مفاصِلُ جِسمك
قد أردْتُ الإعراضَ عنك احتقاراً / لك لا أنَّني جَنَحْتُ لسِلْمِك
فتذكْرتُ موبقاتِ ذُنوبي / فرجَوْتُ الخروجَ منها بشَتْمك
فاحمدِ اللَّهَ قد رُزِقْتَ هجاءً / بعد طول الخُمول نوَّه باسْمِك
فخُذَنهُ فإنْ قَنِعْت وإلا / فَعَلَيْنا من بعدُ توفيرُ قسْمك
يا مَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ
يا مَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ / وعَنْ تباشِير وجْهِهِ ضَحكا
ومَنْ به رُدَّ سِتر عَوْرته / من بعد ما كان ستْرها هُتِكا
ومَنْ إذا حُجَّةٌ مُجَلِّيَةٌ / لاحت لعينيه لم يكن محِكا
ومن أبَى اللَّهُ أن نُرى أبداً / بعرْضِهِ في مَذمَّةٍ معكا
أستودعُ اللَّه حُسنَ رأيِكَ في / عَبْدٍ تلافيته وقَدْ هلكا
يغيبُ إنْ غاب والنصيحةُ وال / ودُّ رفيقاه حيثُما سَلكا
طافتْ به علةٌ فعالجها / فاعْتركَتْ والعلاجُ مُعْتركا
وقد أناخَتْ به مُماطلةً / فقد صغا من مطالها وبكى
وخوفُه العَتْبَ منكَ يُفْرِشُهُ / جمر الغضا ليلَهُ أو الحَسَكا
وحقهُ أن تكونَ تُؤْمِنُه / منْ كلّ شيءٍ يخافُه الدَّركا
وإنَّ إخلالَه ليَكرُثُهُ / لكنَّ عَوْداً بعينه بركا
وهو يرجِّي بيُمن وجهِك ذي ال / يمنِ قديماً أن يقطع الشَّركا
يُمنٍ إذا مسَّ ذا الوقود خَبا / عَفْواً وإن مَسَّ ذا الخمود ذكا
كم ساقَ مِنْ صحةٍ وعافيةٍ / إلى شديدٍ ضناهُ قد نُهكا
حتى استقلَّتْ به قُواهُ كما / كان وأضحَى سكُونُهُ حَركا
وكلُّ جارٍ غدوتَ تَعْصِمُه / فليس ذاكَ الحريمُ منتهكا
وعبدُك العبدُ لا يُخلّفه / عن حظّه غيرَ ما نثاهُ لكا
فأْذنْ له في علاج علَّته / واقبلْ من العُذْر ما نثا وحكى
أو لا فَهَبني اعتذرتُ معذرةً / أفِكتُ فيها كبعضِ من أَفِكا
أليسَ للنقصِ كنتُ عبدَك لا / شكَّ وللفضلِ كنتَ لي مَلكا
لا بل لَعَمْرِي كذا الحقيقةُ يا / من طاب فَرعاً ومحتداً وزكا
فاغفُلْ فما زِلتَ في الإقالةِ وال / صفحِ غريراً في الرأي مُحتَنِكا
وابذلْ ليَ العفو والتجاوزَ وال / إغضاءَ حتى يُقالَ ما اتَّركا
أحسِنْ ودَعني أُسيءُ يَخْلصْ لك ال / حمدُ وإلا أتاكَ مُشتركا
وقلْ مُدلٌّ بحرمةٍ قدمتْ / على رءوفٍ بكلِّ من ملكا
صادفَ فضلاً من سيِّدٍ فصفا / إلى الهُوينَى ومشتكى فشكا
لا زلت تعلو يداك مصطنعاً / للخير حتى تصافحَ الفلكا
ولا تزل لي بالشكرِ قافيةٌ / فيك تسيرُ الوجيفَ والرَّتكا
تَلذُّ من كلّ سامع أُذناً / حُسناً ومن كل مُنشدٍ حنكا
وليس في السيِّئاتِ أكسبها / بعهدِ أمرٍ إذا امرؤٌ فتكا
فأْمَنْ وآمِنْ فتىً قد انسبكت / أخلاقُه مذ رآك وانسبكا
أمَّنك اللَّه ما تخافُ ولا / أجرَى بغيرِ اعتلائك الفلكا
وَمَنْ رعى حيث لا أمانَ له / فلا زلتَ بمرعىً مجانبٍ شركا
أريدُ جداكَ وأستمنحُكْ
أريدُ جداكَ وأستمنحُكْ / وأغشَى ذَراكَ ولا أمدَحُكْ
ومثلُك يمنحُني فضلَهُ / ولكنَّ مثليَ لا يَمْنحُكْ
وما لي أراكَ عديلَ الثنا / ءِ مني وتلكَ العُلا تُرجحكْ
وما ليَ أُطربك مُستصلحاً / وأخلاقُك الدهرَ تستصلحكْ
أسومُكَ ما يسومُ العبدُ مثلي
أسومُكَ ما يسومُ العبدُ مثلي / مَليكاً من بني الأملاك مثلَكْ
أسومُكَ أن تدرَّ عليَّ رزقي / وتنبذَ خِدمتي لتُبينَ فضلَكْ
وقد أغربتُ جِدَّاً في سُؤالي / لتُغربَ في العلا وأمنتُ بخلك
ولم أجهلْ هنالكَ جور حُكمي / ولكنّي عرفتُ هناكَ نُبلك
فإن تفعلْ فأنتَ لِذاكَ أهلٌ / وإن تمنع فلستُ ألومُ عدلك
ولستَ بعادمٍ ما دمتَ حياً / مديحكَ سالكاً في كل مسلك
حلفتُ بمن يَردُّكَ لي مَردّاً / كريماً إنه بالأمر أَمْلك
لئن أخفَى حِذاري عنكَ شخصي / لمَا أرسلتُ من كفَّيَّ حبلك
ولم أهربْ على ثقةٍ وعلمٍ / بأني إن رميتَ أفوتُ نَبلك
ولكنّي هربتُ على يقينٍ / بأنك مُغمدٌ في الحلم نصلك
وما بي رغبةٌ عن عبدِ عبدٍ / لديكَ وإن جعلتَ أذاي شُغلك
ولكني أصونُ عليك قدْرِي / ورُبَّ مصونةٍ لي فيكَ بل لك
وما لي أستخفُّ بقدْرِ نفسي / وقد أوطأتُها يومين رحْلك
وقد نبهتَها ورفعتَ منها / وشكّلَ قدرَها التشريفُ شكلك
وحَسْبِي رفعةً وعلوَّ قدْرٍ / بأني مرةً قبَّلْتُ رِجْلَكْ
فلا تسخط عليَّ ولا تُذِلني / وشبِّه بالمحاسن منكَ فِعلك
وصُنْ حُرَّاً بذلتَ لهُ العطايا / فقد شانَ ابتذالُك منه بَذْلك
سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ
سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ / ومُصَوّرِ الإنسانِ والمَلَكِ
إن السعيدَ لمدركٌ دركاً / وأخو الشقاوةِ فهو في الدَّركِ
والشرُّ بين الناسِ مشتركٌ / والخيرُ فيهمْ غير مُشترك
يتقارعونَ الموت عن مُسكٍ / ومع القِراعِ إفاتةُ المُسك
وكفاهُمُ من قتلِ أنفسِهم / باثنين من وضحٍ ومن حلكِ
في الليلِ كافٍ والنهارِ إذا / هرجاهُمُ بمناحس الفلكِ
وإلى الخمودِ مآلُ ذي لهَبٍ / وإلى السكونِ محارُ ذي حَرك
طارَ الحِمامُ وغاص مُقتدراً / فأماتَ حيَّ الطير والسمك
لا تُكذَبنَّ فما لذي نفرٍ / فيها حريمٌ غيرُ مُنتهك
إن الزمانَ إذا غدا فعدا / قتلَ الملوكَ بكلّ مُعترك
ضَعفُ العوامل في أسنَّتها / ضعفُ المغازل عنه في الفلك
نَسِيَ المتالفَ قلبُ مُنْهَمِكٍ / فما يزاول كلَّ منهمَكِ
وغدا الرّجالُ على مكاسبهمْ / يتبادرون مطارحَ الشَّبكِ
والعينُ تُبصرُ أين حبَّتُها / لكنها تعمى عن الشَّرك
لذكرتُ هذا الموتَ فارتبكتْ / نفسي هناك أشدَّ مُرتَبك
ما ضرَّ ذاكِرهُ وناظرهُ / ألّا ينام على سِوى الحسكِ
يا جِبلةً أملاكُها تِرَكٌ / حتَّامَ ذُبُّكُمُ على التِّرَكِ
غدا الدهرُ مفترّاً أغرَّ المضاحِكِ
غدا الدهرُ مفترّاً أغرَّ المضاحِكِ / عن ابن عبيد اللَّهِ تاج الممالِكِ
عن الكوكبِ الدُّرِّيِّ في كلِّ حِندسٍ / عن اللَّمعةِ البيضاء في كُلِّ حالكِ
عن القاسمِ المقسومِ في الناسِ رفدُهُ / إذا لم تطب عن ملكها نفسُ مالك
عن ابن سليمان بن وهبٍ فتى العُلا / على رغم أوغادٍ كُهولِ الحسائك
أغرُّ يُكنَّى بالحسين مُسلِّمٌ / له الحُسْنَ والإحسانَ كلُّ مُماحك
وزيرُ ولي العهد وابن وزيره / أخو المجدِ ركَّابُ الأمورِ التوامك
تُكشّفُ منه محنةُ المُلكِ شيمةً / مهذَّبةً والتبرُ عند السبائك
وإن سترَتْ وجهَ الحقائِق شبهةٌ / رمى سِترها بالصائباتِ الهواتك
ويُفزَعُ في الجُلَّى إلى عَزَماتِهِ / فيستلُّ منها كالسيوف البواتِك
يعارِكُ بالتدبير كلَّ شديدةٍ / فيصرعُها لا هُدَّ ركنُ المُعارِك
فتىً عَطِرتْ ذكراهُ وانهلَّ جُودُهُ / تهلَّلَ باكٍ من حيا المُزنِ ضاحك
فعافيه في نَضْحٍ من الغيث صائبٍ / ومُطريه في نضح من المسكِ صائك
ذكا وزكا فالعُرفُ من وبلِ ديمةٍ / سماكيةٍ والعرف من طِيبِ ذانك
ألاحَ بُروق البشرِ تدعُو عُفاتَهُ / فجاءوا فأعفى بالرغابِ الوشائك
فنُفّلتِ الأيدي غِناها بمدحِهِ / ونُفِّلتِ الأفواهُ طيب المساوِك
أقولُ لسئّالٍ به مُتجاهلٍ / مَحِلتَ وقد آنت إنابةُ ماحك
توهَّمْ مصابيحَ السماءِ سبائكاً / وصُغْ مثله من صفو تلك السبائك
فتىً أسهلتْ خيراتُهُ لعفاتِهِ / فأحزَنَ في تلك المعاني السَّوامك
ومن كثُرتْ في ماله شركاؤهُ / غدا في معاليه قليلَ المُشارك
فتىً لا يُبالي حين يحفظُ مَجده / متى هلكتْ أموالُه في الهوالِكِ
له راحةٌ روْحاءُ يسفكُ ماءَها / وليس لماء الوجهِ منه بسافك
مُقَبَّلُ ظهرِ الكفِّ وهَّابُ بطنِها / مواهبَ ليستْ بالخِساس الركائك
يسوقُ إلى تقبيلها القومَ أنها / غِياثٌ لهم بل عِصمةٌ في المهالك
نرحِّلُ آمالاً إلى باب قاسمٍ / فيرجعنَ أموالاً عِراض المبارك
حباني بما يعيا به كُلُّ رافدٍ / وحبَّرتُ ما يعيا به كلُّ حائك
فأعدَمتُه مدحَ الغِثاثِ مدائحاً / وأعدمني رفدَ الأكُفِّ المسائك
وما لربيعٍ ممطرٍ من مُجاوِدٍ / وما لبقيع مُزْهر من مُحاوِك
وهبْتُ له نفسي ووُدِّي ونُصرتي / ولو صكَّ وجهي حدُّ أبيضَ باتِك
أقولُ لأقوامٍ تعاطوْا علاءَه / فأعيَتهُمُ الخضراءُ ذاتُ الحبائك
دعوا آل وهْبٍ للمعالي فإنَّهُمْ / بقايا اللَّيالي الآخذاتِ التوارِكِ
أناسٌ يسوسُون البلادَ وأهلها / بشدَّةِ أركانٍ ولينِ عرائك
سراةٌ إذا ما الناسُ أضحتْ سراتُهم / لنا ضُحكاً أضْحوا لنا كالمضاحك
يودُّ الورى لو يشترون شهورهم / بأحوال أعوامٍ سواهُم دكائك
وشاهد زُور للكَفور ابن بلبلٍ / فقُلت له أطغَيْتَ أطغى البوائك
وقد كنتُ من مُدّاحِهِ غير أنني / تناوكْتُ مضطراً مع المتناوِك
فلم يجزُني إلا مواعيدَ أعصفتْ / بهنَّ أعاصيرُ الرياحِ السواهِك
بلى قد جزاني لو شكرتُ جزاءَه / جزاءَ مَنيكٍ في استِه غير نائك
وليس جزاءً أنْ عفا إذ مَدَحْتُه / وقد كنتُ أهلاً للعِصيِّ الدَّمالك
ولستُ بهجَّاءٍ ولكن شهادةٌ / لديَّ أُوَدِّي حقَّها غيرَ آفِك
وما أنا للَّحمِ الخبيثِ بآكلٍ / وإنّ له منّي للَوْكةَ لائكِ
إذا استمسكَتْ كفّي بعروة قاسمٍ / فلسْتُ على صرْفِ الزمانِ بهالك
أرانا عِياناً كلَّ عفوٍ ونائلٍ / سمعْنا بمذكورَيْهما في البرامِكِ
تداركَني مِنْ عثرةِ الدهرِ قاسمٌ / بما شئتُ من معروفِهِ المتدارك
فأصبحْتُ في أيكٍ من العيشِ مثمرٍ / وأمسيْتُ في عيشٍ من العزِّ شائك
فتىً في نثاهُ شاغلٌ عن سؤالهِ / سبوقُ العطايا للطَّلوب المُواشك
فليس لأبشارِ الوجوه بمُخْلقٍ / وليس لأستارِ الخفايا بهاتِك
فتىً لا أُسمّيه فتىً لحداثةٍ / ولكن لهاتيك السجايا الفواتك
سجايا أبت إلا انتصافاً لجارِها / من الدهر إما عضَّ رحْلٌ بِحارك
يُواحِكُ عند العذل في بَذْلِ مالهِ / وعندَ ارتيادِ الحقّ غيرُ مُواحك
وسائلةٍ عن قاسمٍ ومكانِهِ / فقُلْتُ لها إن العلاءَ هنالك
كريمٌ تفي أفعالُه بانتسابهِ / وذو نسب في آلِ ساسانَ شابك
أظلُّ إذا شاهَدْتُ يومَ نعيمِهِ / كأنّي في الفردوسِ فوقَ الأرائك
بمرأى من الدنيا جميلٍ ومَسْمعٍ / لدى ملكٍ بالحق لا مُتمالك
مقابلَ وجهٍ منه أبيضَ مشرقٍ / كبدر الدجى بين النجوم الشوابك
يحيّيه أترجُّ تسامى حياله / وشاهَسْفَرمٌّ تحته كالدَّرانك
وفاكهةٍ فيها مشمٌّ ومطعمٌ / تردُّ موداتِ النساءِ الفوارِك
ولو عُدم الريحانُ حَيَّاهُ نشرُهُ / بمثلِ سحيقِ المسكِ فوقَ المداوك
بنفسي وأهلي ذاك وجهاً مباركاً / تلقَّى بأوفى الشكرِ نُعمَى المبارك
تحثُّ الحسانُ المُحسِناتُ كؤوسَهُ / بِمَدْحٍ له قد سار جمَّ المسالِك
فيهتزُّ للجدوَى على كل مجتد / وكانتْ ملاهي مثلِه كالمناسك
له مَجْلِسٌ ما إن يزال مُصدَّراً / بأحسنَ من بَيْض النعام الترائك
يُغنّينَهُ فيه بما سيَّرت له / لُهاهُ من الأمداحِ غيرِ الأوافكِ
ولم يتغنَّ المحسناتُ لمحسنٍ / بمثلِ مديحٍ ذامِلٍ فيه راتكِ
شهدْنا له يوماً أغرَّ محجَّلاً / أقام لنا اللذاتِ فوق السنابك
لأمِّ عليٍّ رَبْرَبٌ فيه آنِسٌ / من العِين مثلِ العين حُفَّتْ بعانِك
من الوُضَّح اللُّعْس الشّفاه كأنما / يَفُهْنَ بأفواه الظباءِ الأوارك
يُرفّعْنَ أصواتاً لِداناً وتارةً / يُنَمنمنَ وشْياً غيرَ وشي الحوائك
كفلْنَ لنا لمَّا اصطفَفْنَ حيالنا / بترحيل أضيافِ الهُمومِ السّوادك
فما برحتْ تُهدي إلينا عجائبٌ / عجائبَ تُصبي كلَّ صابٍ وناسك
فتاةٌ من الأتراكِ ترمي بأسهُمٍ / يُصِبْنَ الحَشا في السّلم لا في المعارك
كأنَّ زميرَ القاصياتِ أعارَها / شجاهُ وسجعَ الباكيات الضواحك
وبستان بستانٌ يُقِرُّ عيونَنا / بما فيه من نُوَّاره المتضاحك
غناءٌ ووجهٌ مونقانِ كلاهما / يهيلانِ جُولَيْ ذي الحِجى المتماسك
ظللنا لها نَصْباً تشكُّ قلُوبنا / بذاك الشجا الفتَّانِ لا بالنيازك
وما جُلَّنارٍ بالمُقَصِّر شأوُها / ولا المتعدِّي قصد أهدى المسالك
لطيفةُ قدّ الثدي تُسند عودَها / إلى ناجمٍ في ساحةِ الصدر فالك
تطامَنَ عن قدّ الطوالِ قوامُها / وأربى على قدّ القصارِ الحواتك
ورقاصةٍ بالطبلِ والصنجِ كاعبٌ / لها غُنْجُ مِخناثٍ وتَكريهُ فاتك
أُتيحَ لها في جسمها رفدُ رافدٍ / وإن نالها في خصرها نَهْك ناهك
إذا هي قامَتْ في الشُّفوفِ أضاءها / سناها فشفّتْ عن سبيكة سابك
تخطَّى اسمَ عَيَّارٍ إلى اسمِ مؤاجَرٍ / مُسمٍّ لها ما شئتَ من مُتفاتِك
فدتْ تلكم الأسماءَ بل حاملاتِها / زيانبُ أرضِ اللَّهِ بعد العواتك
وجوهٌ كأيامِ السُّعودِ تشبُّها / لنا طُرَرٌ مثلُ الليالي الحوالك
سبايا إليهنَّ استباءُ عقولِنا / مماليك مُلّكْن اقتدارَ الممالك
نوازلُ بين الانبساطِ إلى الخنا / وبين انقباضِ المُخبتاتِ النواسك
موالكُ يسفُكْنَ الدماءَ ولا تَرى / لهُنَّ اكتراثاً بالدموعِ السوافك
إذا هُنَّ أزْمْعَن الفراقَ فكلُّنا / أسِيٌّ على تلك الشموس الدوالك
أقاسمُ ما تتركْ فلستَ بآخذٍ / أبَيْتَ وما تأخذْ فلستَ بتارك
فلا تتركنّي أيُّها الحرُّ عُرضةً / لدهرٍ غدا للحرّ غير متارك
أيها السيدُ الجليلُ أدامَ ال
أيها السيدُ الجليلُ أدامَ ال / لَهُ في طول مدَّةٍ تأييدَكْ
إنَّ من أعجب العجائبِ قِرْداً / يتحدَّاكَ ناقضاً توكِيدَكْ
مستخفّاً بمن خصصتَ من القو / مِ ويُشجيه أن نكيدَ مكيدَك
قُلْتُ إذ جاءني توعُّدُ عمروٍ / بعد ما سالم الزمانُ عبيدَك
ورعَى اللَّه مَنْ رَعَيْتَ من النا / س ولم يَرْعَ من رآه طريدَك
جاريَ اللَّه من وعيدِك يا عم / رُو فذاك الوعيدُ ليسَ وعيدَك
بل وعيدُ الذي زهتْك به نف / سُكَ حتى أهديْتَ لي تهديدَك
لا تُطاوِلْ بأنْ حباك وأن زا / دك لا أحسن الإلهُ مزيدَك
ليس حظّي بدون حَظّكَ منه / بل أبى اللَّهُ أنْ أكونَ نديدَك
وهْو لي جُنَّةٌ تفُلُّ شبا بأ / سِك بل عُدَّةٌ تفضُّ عديدَك
فازجُر النفسَ عن توعُّدِ مثلي / قبلَ أن يأخُذ الحُسامُ وريدَك
إنني إنْ خشيتُ بأسَك يا عم / رَو المخازي لمُخلصٌ توحيدَك
أسَلُ الذي عطفَ الأعن
أسَلُ الذي عطفَ الأعن / نَة والمواكبَ نحو بابِكْ
وأراكَ نفسك مالكاً / ما لم يكن لك في حسابِكْ
وأذلَّ موقفي العزي / ز عليَّ في أقصى رحابك
ألّا يُطيلَ تجرُّعي / غُصَصَ المنيَّةِ من حجابِك
رُدّي التحيةَ من وراءِ حجابِكِ
رُدّي التحيةَ من وراءِ حجابِكِ / رَدّ الإلهُ قُلوبَنا بإيابِكِ
قد كُنْتُ آنسُ بالمرورِ ببابكِ / فالآن أُوحَشُ إذ غدَوْا بركابِكِ
ما المَوْتُ في سكراتِهِ بأشدَّ مِنْ / وجْدي عشيَّة آذنوا بذَهابِكِ
فتيقَّني أنْ قد قتلْتِ فتىً له / قلبٌ تشحَّطَ في أليمِ عذابِكِ
ما للْمطيِّ تخاذلتْ أركانُهُ / لمّا غدا مُتقاذِفاً بقبابِكِ
وتزايلَتْ أوصالُه عن رحْلِهِ / إذْ بتَّ حَبْلي من عُرا أسبابِكِ
الخيرُ مَصْنوعٌ بصانِعِهِ
الخيرُ مَصْنوعٌ بصانِعِهِ / فمَتَى صنعْتَ الخيرَ أعقبكا
والشَّرُّ مفعولٌ بفاعِلِهِ / فمتى فعلْتَ الشر أعطبكا
تاللَّهِ ما ألهبْتَ مُصْطلِياً / إلّا لنَحْسٍ فيك ألْهَبكا
فاحْرِصْ على ألّا تُسيءَ عسى / ألّا يكونَ النَّحْسُ كَوْكبكا
واعْلَمْ بأنَّ اللَّه مُنتقِمٌ / فاجعَلْ تُقاةَ اللهِ مَهْرَبكا
لا تحسبِنَّ اللَّه مُطَّرحاً / مَن بِتَّ تَضْحَكُ منه حين بكى
أو يَسْتَقيدَ له وينْصُرَهُ / ويصيبَ بالتَكْديرِ مَشْرَبكا
فأنِبْ إليهِ تُصبك رحْمَتُه / وارْهَبْ إذا ما اللَّهُ أرهبكا
ومتى أقالكَ فاخْشَ سَطْوَتَه / فهْوَ القديرُ إذا تطلَّبَكا
لا تُطمِعَنَّك فيه رأفتُهُ / إنَّ المطامع تنصِبُ الشَّبَكا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025