القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 58
حيا الحيا الوسميُّ سكانَ النقى
حيا الحيا الوسميُّ سكانَ النقى /
ليت بهم تعود أيام اللقا /
أيام كنا بالفنا وبالبقا /
نهوى الوجود في الوجوه مطلقا / وكل أمر لم يزل محققا
يا سعد سلم لي على وادي سلم /
حيث ترى ناراً على رأس علم /
دعوى وجودكم بها الغير ظلم /
لا عاش يوماً بالهنا ولا ارتقى / وكل أمر لم يزل محققا
الله نور الأرض والسماء قل /
والكل ظلمة عليهم قد ثقل /
إن قلت باطلٌ لكَ الحقُّ يَقُل /
سعدتَ والذي ادعاه في شقا / وكل أمر لم يزل محققا
عبد الغني أغناه مولاه الغني /
بفضله وزاده زادٌ هني /
وبالصلاة والسلام يعتني /
على النبي المصطفى الذي رقى / وكل أمر لم يزل محققا
كل أمر ترجوه من مخلوق
كل أمر ترجوه من مخلوق / يعتريه نوع من التعويق
وأنا قائل وأستغفر الل / ه مقال المجاز لا التحقيق
لست أرضى من فعل إبليس شيئاً / غير ترك السجود للمخلوق
لم يكن بالسجود يأمر ربي / أنهم يسجدون للمخلوق
وهو الله قد تجلى بفعل / صادر عنه ظاهر بالحقوق
فاعل ما يشاء بالشخص منه / وهو فانٍ مثل الخيال الطروق
حاش لله أمر ربي بكفر / وسجود لغير رب الشروق
كن أنت سابقْ عليهم لا تكن مسبوقْ
كن أنت سابقْ عليهم لا تكن مسبوقْ / وكلهم خلق هذا الصادق المصدوقْ
وقل إذا رمت أن ترفع إلى العيوقْ / أمّا الجميعْ هو الخالقْ أو المخلوقْ
يا أيها البارق الذي برقا
يا أيها البارق الذي برقا / إني أنا أنت حيث كان لقا
فإن قلب المحب قال له / هذا هو الخالق الذي خلقا
لا غيره من جميع ما وجدت / كما البرايا السوالك الطرقا
فاجمع من الحسن ما تراه وما / يدركه العقل كيفما اتفقا
وقل هو الله لا سواه ولا / تقل سواه لطارق طرقا
والكل فان وما له أبداً / عين مع الحق باطل زهقا
فإن هذا عقد الفتى وبه / يلقى غداً ربه إذا صدقا
كلانا له هذا الوجود المحققُّ
كلانا له هذا الوجود المحققُّ / هو الأحد الفرد الذي هو مطلقُ
فطوراً هو الباري بدا حيث لا سوى / وطوراً لنا يبدو سواه ويخلق
فربٌّ ولا عبدٌ إذا العبد لم يكن / وعبد ولا رب به الغيب ملحق
وليس هما باثنين ندريهما معاً / كما عند ذي جهل بذلك ينطق
فإن الذي تلقى هو الرب وحده / له الذات والأسماء وهو المحقق
وأنت السعيد المسلم المؤمن الذي / لك الدين يا هذا وأنت الموفق
وإما هو العبد الذي عنه غائب / به ربه ينفي له أو يصدّق
وذلك حال الغافلين أولي الشقا / وليس لهم عهد يدوم وموثق
تبارك مولى واحدٌ وعبيده / كثيرون والمولى الكثير المفرّق
كما قال لن تحصوه في كلماته / فتاب عليكم فاقرأوا ما يحقق
الباطن السابق الظاهر هو المسبوقْ
الباطن السابق الظاهر هو المسبوقْ / والكل واحد فكن أعلى من العيوقْ
واخرج من الكل أنت الكل يا معتوق / أما الجمع هو الخالق أو المخلوق
انفي الحوادث ولا تنفي الوجود الحقّْ
انفي الحوادث ولا تنفي الوجود الحقّْ / وجود ما قد ظهرْ منها لها أو رقّْ
فإنها عدم من بعضها تشتق / فيه الوجود كتبها أحرفاً في رقّْ
كان فرعون قاصداً تحقيقَهْ
كان فرعون قاصداً تحقيقَهْ / بالدعاوى فزندقته الحقيقَهْ
ثم لما طغى فقال لقوم / إنني ربكم يضل فريقه
ولكم ما علمت غيري إلهاً / ونسِيْ سالف العهود الوثيقه
فأطاعوه في المقال بجهل / ورأى كلُّ جمعِهم تصديقه
أرسل الله بالشريعة موسى / وأخاه هارون معه شقيقه
ينكران الضلال منه بجمع / لم يضف مع حضوره تفريقه
قال قولاً له على القرب مكراً / منه حتى في البحر ذاق غريقه
قال آمنت طامعاً في حياة / مثل موسى فلم يجد تعويقه
ولقد كان عارفاً بالتجلي / فيه لكن دهاه قطع الرقيقه
حيث أضحى ينفي السوى منه للعي / ن على غرة بنفس رشيقه
ثم لما تدارك الأمر كشفاً / وجد الحق باعثاً توفيقه
وهو من قبل ذائق ليس يخفى / عنه في جانب الإله دقيقه
غير حكم السوى به فرأى المو / ت الطبيعي يقتضي ترقيقه
فأحسّت بقطعها النفس منه / عن إله تعوَّدت تعليقه
آية الإنشقاق قد نبَّهته / فأصاب الهدى بنفس مفيقه
ورأى وسع رحمة الله حتى / جاءها مسلماً فلم ير ضيقه
ولقد صار آية لأناسٍ / بعده في شريعة وحقيقه
جاء موسى إليه بالشرع يدعو / منكراً للحقيقة الزنديقه
وأراد الإله إطلاع موسى / أن في الباطن العلوم الأنيقه
وابتلاء فلم يطق صحبة الخض / رِ وقد كان في المسير رفيقه
فغدا منكراً عليه إلى أن / نال تغريبه وذا تشريقه
ومشى الناس في شريعة موسى / ليس يدرون غيرها في الخليقه
وعليها قد جاءت الرسل حتى / كان عيسى وأمُّه الصدِّيقه
فأراهم حقائقاً جهلوها / وعليه الحمار أبدى نهيقه
ثم همّوا بقتله فوقاه ال / لَهُ بالرفع مشهداً لن يطيقه
ثم إن الإله أرسل بالجم / ع وبالفرق نفسَ حرٍّ شفيقه
فدعا الناس ظاهراً ودعاهم / باطناً فهو مسجدٌ وحديقه
سيد المرسلين قد ود موسى / لو رأى منه طيب تلك السليقه
وسيدعو لشرعه الناسَ عيسى / ثم في قبره يكون لصيقه
هكذا الأمر جاء صلى عليهم / ربنا ما نفى الجديدُ عتيقه
إن روحي بك روح مطلقَهْ
إن روحي بك روح مطلقَهْ / علقت من حين كانت علقَهْ
نطفة من أكل أدمٍ وغذا / ركِّبتْ من أربعٍ متَّفقَهْ
من تراب ثم ماء وهوا / ثم نار رتبة مفترقَهْ
ظهرت عن كل جسم وهو عن / ألف الغيب الهيولي اللَّبقَهْ
والهيولى عن صفات ظهرت / وهي عن ذات بكل محدقه
فهي روح آخر الأمر كما / أول الكل غدت مستبقه
حملت للكل والكل لها / حامل كالعين ذات الحدقه
ولها الكل لباس فمتى / عرفت نالت يقيناً وثقه
وتدلت وتدانت شرفاً / من جنان عاليات عبقه
ومقامات وأنواع على / ما على شيءٍ هنا منطبقه
ومتى ما جهلت حلت لظىً / وغدت في جهلها محترقه
وهي في أنواع ذلٍّ وأذىً / وهي في دنيا وأخرى قلقه
فافهم الأول والآخر لا / تجهل الرزاق والمرتزقه
واعرف الرزق وحققه به / إنه الحق وكن معتنقه
ذا وجود نازل في رتب / بأمانات لها أو سرقه
إنما رزقك الذي حزته في
إنما رزقك الذي حزته في / يدك اقنع به بنفس مفيقه
وتأمل في رزق غيرك تلقا / ه خيالاً لديك ليس حقيقه
لا تكن فيه طامعاً مثل كلبٍ / ممسكٍ عظمةً بفيه رقيقه
فرأى ظلها بماء فألقا / ها لأخذ التي رأى في الطريقه
انظر إلى الكون وهو في عدمٍ
انظر إلى الكون وهو في عدمٍ / واطلب له الخالق الذي خلقه
تجد هناك الوجود منفرداً / به تعالى مقال أهل ثقه
وتعرف الكل لا وجود لهم / إلا به والعقول متفقه
فإن معنى به الظهور له / بهم شئونٌ تلوح مفترقه
وكل يوم أي لمحة هو في / شأن عليه الشئون منطبقه
واحذر تراهم وذا الوجود لهم / وهم به والفهوم مستبقه
وبعد هذا تروم خالقهم / تطلبه إن تجده يا نبقه
تكن جهولاً به تُخَيِّلُهُ / كما تخيلتهم لتسترقه
هيهات هيهات أن تفوز به / وأنت واه ولم تزل علقه
تستأهل القرع بالعصيِّ على / تركك تعظيمه وبالفلقه
قف ههنا بين العذيب وبارقِ
قف ههنا بين العذيب وبارقِ / وانظر ترى الأكوان لمعة بارقِ
قوم مضوا ولسوف قومٌ غيرهم / يأتون كالماء السريع الدافق
قرأت كتاب الله بالله الحجى / منا وقد جاءت بعلم حقائق
قبلت تجلي الحق في أكوانه / والغير مفتون بفان زاهق
قالوا هي الأعيان والأعراض لم / يدروا سوى ألفاظ نطق الناطق
قم يا نديم إلى كؤوس شرابنا / ذاك القديم بدا بخلق خلائق
قربت إليه به القلوب وأبعدت / عنه النفوس لربطها بعلائق
قيد الكوائن مطلق فوجودنا / نور يلوح لسابق وللاحق
قنعت به عيني فلم تر غيره / والقلب هام به بعزم صادق
قد كنت أحسبه الذي صورته / فإذا المصور والمصور خالقي
نور وجه الحب أشرقْ
نور وجه الحب أشرقْ / وجيمع الكون أطرقْ
ويح من ولَّى وأفرق / عنه والبارق أبرق
هذه كاس الحميا / تنجلي منها عليا
هيَّ يا ندمان هيّا / فاشربوا الصرف المروَّقْ
أهيفٌ حلو الشمائلْ / عطفه كالغصن مائلْ
قام يسعى في غلائل / مهجة العشاق أحرقْ
لا تقل زيد وعمرو / لا ولا شمس وبدرُ
هو رب منه قهرُ / لبس الثوب المزوَّقْ
وعلى طه صلاتي / وسلامي يا ثقاتي
للغنى عبد مواتي / في بحار العلم يغرق
بستانَنا في أراضي النيربينِ سقى
بستانَنا في أراضي النيربينِ سقى / رياضَك الغيثُ منهلّاً ومندفقا
يا سعد أيامنا فيه وقد عبقت / روائح الزهر تحكي العنبر العبقا
والوقت صاف وما في صفوه كدرٌ / ونال قلبي مقام القرب مستبقا
هي الشخوص تقادير الوجود بدت / في نوره باطل بالحق قد زهقا
ونحن فيه بأنس القرب ليس لنا / من وحشة مثل معشوق ومن عشقا
قامت معارجنا فيه على درج / من التجلي الإلهي جل من رزقا
والوجه يشرق من خلف الحوادث لي / بفيض علم مبين فيه سرُّ بقا
الله أكبر هذا كله أثر / مقدرٌ عدمٌ فيه الوجود رقا
وجود حق إذا أكوانه رمقت / في وجهه الحق لم يترك لها رمقا
وإن بدا خفيت في نوره وإذا / بدت ففيها اختفى لا تدرك الشفقا
لا تستطيع له الأكوان تحضر مع / حضوره إذ هما ضدان ما اتفقا
لولا تجليه بالأفعال ما عقلت / عقولنا أنه الحق الذي خلقا
لكننا نتراآه بأعيننا / من خلف تقديره المعدوم وقت لقا
كم أمة قبلنا كانت تشاهده / من غير علم به عن قيدها انطلقا
لو أنهم بفنا أكوانهم علموا / لعاينوا وجهها المكشوف قد برقا
لكنها أغفلتهم عن محاسنها / فابصروا سترها الفاني الذي انمحقا
ولم يزالوا على ما هم عليه إلى / أن تم تقديره ذاك الذي سبقا
قوموا بنا يا جماعهْ نعشقْ الساقي
قوموا بنا يا جماعهْ نعشقْ الساقي / أما تروه سقانا خمرة الباقي
بالقرب منه له قد زادت أشواقي / والتفت الساق فينا منه بالساق
من حينا جاءنا طيب الهوى ناشق
من حينا جاءنا طيب الهوى ناشق / والحسن في قلبه سهم الهوى راشق
ومن تعب في لقانا صار كالباشق / قولوا له مصر لا تبعد على عاشق
مسكين يلمع له في الكون برق الحق
مسكين يلمع له في الكون برق الحق / فيفتتن وهو عاشق وهو حر رق
لو يعرف الباب ما شيء عليه شق / هو الفنا في الوجود المنكشف مشتق
لذة العيش تجعل المر حلوا
لذة العيش تجعل المر حلوا / حيث فيه انقلاب عين الحقائقْ
فترى العاشق الذي هو فاني / في هوى من يحب نافي العلائقْ
نفسه عين نفس من هوى يهوي / ويرى ما يراه من كل لائق
فإذا ما رأى المحب عذاباً / كان حلواً عند المحبين رائق
يستلذون بالعذاب وهذا / ليس يدريه غير أهل الرقائق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025