المجموع : 58
حيا الحيا الوسميُّ سكانَ النقى
حيا الحيا الوسميُّ سكانَ النقى /
ليت بهم تعود أيام اللقا /
أيام كنا بالفنا وبالبقا /
نهوى الوجود في الوجوه مطلقا / وكل أمر لم يزل محققا
يا سعد سلم لي على وادي سلم /
حيث ترى ناراً على رأس علم /
دعوى وجودكم بها الغير ظلم /
لا عاش يوماً بالهنا ولا ارتقى / وكل أمر لم يزل محققا
الله نور الأرض والسماء قل /
والكل ظلمة عليهم قد ثقل /
إن قلت باطلٌ لكَ الحقُّ يَقُل /
سعدتَ والذي ادعاه في شقا / وكل أمر لم يزل محققا
عبد الغني أغناه مولاه الغني /
بفضله وزاده زادٌ هني /
وبالصلاة والسلام يعتني /
على النبي المصطفى الذي رقى / وكل أمر لم يزل محققا
كل أمر ترجوه من مخلوق
كل أمر ترجوه من مخلوق / يعتريه نوع من التعويق
وأنا قائل وأستغفر الل / ه مقال المجاز لا التحقيق
لست أرضى من فعل إبليس شيئاً / غير ترك السجود للمخلوق
لم يكن بالسجود يأمر ربي / أنهم يسجدون للمخلوق
وهو الله قد تجلى بفعل / صادر عنه ظاهر بالحقوق
فاعل ما يشاء بالشخص منه / وهو فانٍ مثل الخيال الطروق
حاش لله أمر ربي بكفر / وسجود لغير رب الشروق
كن أنت سابقْ عليهم لا تكن مسبوقْ
كن أنت سابقْ عليهم لا تكن مسبوقْ / وكلهم خلق هذا الصادق المصدوقْ
وقل إذا رمت أن ترفع إلى العيوقْ / أمّا الجميعْ هو الخالقْ أو المخلوقْ
يا أيها البارق الذي برقا
يا أيها البارق الذي برقا / إني أنا أنت حيث كان لقا
فإن قلب المحب قال له / هذا هو الخالق الذي خلقا
لا غيره من جميع ما وجدت / كما البرايا السوالك الطرقا
فاجمع من الحسن ما تراه وما / يدركه العقل كيفما اتفقا
وقل هو الله لا سواه ولا / تقل سواه لطارق طرقا
والكل فان وما له أبداً / عين مع الحق باطل زهقا
فإن هذا عقد الفتى وبه / يلقى غداً ربه إذا صدقا
كلانا له هذا الوجود المحققُّ
كلانا له هذا الوجود المحققُّ / هو الأحد الفرد الذي هو مطلقُ
فطوراً هو الباري بدا حيث لا سوى / وطوراً لنا يبدو سواه ويخلق
فربٌّ ولا عبدٌ إذا العبد لم يكن / وعبد ولا رب به الغيب ملحق
وليس هما باثنين ندريهما معاً / كما عند ذي جهل بذلك ينطق
فإن الذي تلقى هو الرب وحده / له الذات والأسماء وهو المحقق
وأنت السعيد المسلم المؤمن الذي / لك الدين يا هذا وأنت الموفق
وإما هو العبد الذي عنه غائب / به ربه ينفي له أو يصدّق
وذلك حال الغافلين أولي الشقا / وليس لهم عهد يدوم وموثق
تبارك مولى واحدٌ وعبيده / كثيرون والمولى الكثير المفرّق
كما قال لن تحصوه في كلماته / فتاب عليكم فاقرأوا ما يحقق
الباطن السابق الظاهر هو المسبوقْ
الباطن السابق الظاهر هو المسبوقْ / والكل واحد فكن أعلى من العيوقْ
واخرج من الكل أنت الكل يا معتوق / أما الجمع هو الخالق أو المخلوق
انفي الحوادث ولا تنفي الوجود الحقّْ
انفي الحوادث ولا تنفي الوجود الحقّْ / وجود ما قد ظهرْ منها لها أو رقّْ
فإنها عدم من بعضها تشتق / فيه الوجود كتبها أحرفاً في رقّْ
كان فرعون قاصداً تحقيقَهْ
كان فرعون قاصداً تحقيقَهْ / بالدعاوى فزندقته الحقيقَهْ
ثم لما طغى فقال لقوم / إنني ربكم يضل فريقه
ولكم ما علمت غيري إلهاً / ونسِيْ سالف العهود الوثيقه
فأطاعوه في المقال بجهل / ورأى كلُّ جمعِهم تصديقه
أرسل الله بالشريعة موسى / وأخاه هارون معه شقيقه
ينكران الضلال منه بجمع / لم يضف مع حضوره تفريقه
قال قولاً له على القرب مكراً / منه حتى في البحر ذاق غريقه
قال آمنت طامعاً في حياة / مثل موسى فلم يجد تعويقه
ولقد كان عارفاً بالتجلي / فيه لكن دهاه قطع الرقيقه
حيث أضحى ينفي السوى منه للعي / ن على غرة بنفس رشيقه
ثم لما تدارك الأمر كشفاً / وجد الحق باعثاً توفيقه
وهو من قبل ذائق ليس يخفى / عنه في جانب الإله دقيقه
غير حكم السوى به فرأى المو / ت الطبيعي يقتضي ترقيقه
فأحسّت بقطعها النفس منه / عن إله تعوَّدت تعليقه
آية الإنشقاق قد نبَّهته / فأصاب الهدى بنفس مفيقه
ورأى وسع رحمة الله حتى / جاءها مسلماً فلم ير ضيقه
ولقد صار آية لأناسٍ / بعده في شريعة وحقيقه
جاء موسى إليه بالشرع يدعو / منكراً للحقيقة الزنديقه
وأراد الإله إطلاع موسى / أن في الباطن العلوم الأنيقه
وابتلاء فلم يطق صحبة الخض / رِ وقد كان في المسير رفيقه
فغدا منكراً عليه إلى أن / نال تغريبه وذا تشريقه
ومشى الناس في شريعة موسى / ليس يدرون غيرها في الخليقه
وعليها قد جاءت الرسل حتى / كان عيسى وأمُّه الصدِّيقه
فأراهم حقائقاً جهلوها / وعليه الحمار أبدى نهيقه
ثم همّوا بقتله فوقاه ال / لَهُ بالرفع مشهداً لن يطيقه
ثم إن الإله أرسل بالجم / ع وبالفرق نفسَ حرٍّ شفيقه
فدعا الناس ظاهراً ودعاهم / باطناً فهو مسجدٌ وحديقه
سيد المرسلين قد ود موسى / لو رأى منه طيب تلك السليقه
وسيدعو لشرعه الناسَ عيسى / ثم في قبره يكون لصيقه
هكذا الأمر جاء صلى عليهم / ربنا ما نفى الجديدُ عتيقه
إن روحي بك روح مطلقَهْ
إن روحي بك روح مطلقَهْ / علقت من حين كانت علقَهْ
نطفة من أكل أدمٍ وغذا / ركِّبتْ من أربعٍ متَّفقَهْ
من تراب ثم ماء وهوا / ثم نار رتبة مفترقَهْ
ظهرت عن كل جسم وهو عن / ألف الغيب الهيولي اللَّبقَهْ
والهيولى عن صفات ظهرت / وهي عن ذات بكل محدقه
فهي روح آخر الأمر كما / أول الكل غدت مستبقه
حملت للكل والكل لها / حامل كالعين ذات الحدقه
ولها الكل لباس فمتى / عرفت نالت يقيناً وثقه
وتدلت وتدانت شرفاً / من جنان عاليات عبقه
ومقامات وأنواع على / ما على شيءٍ هنا منطبقه
ومتى ما جهلت حلت لظىً / وغدت في جهلها محترقه
وهي في أنواع ذلٍّ وأذىً / وهي في دنيا وأخرى قلقه
فافهم الأول والآخر لا / تجهل الرزاق والمرتزقه
واعرف الرزق وحققه به / إنه الحق وكن معتنقه
ذا وجود نازل في رتب / بأمانات لها أو سرقه
إنما رزقك الذي حزته في
إنما رزقك الذي حزته في / يدك اقنع به بنفس مفيقه
وتأمل في رزق غيرك تلقا / ه خيالاً لديك ليس حقيقه
لا تكن فيه طامعاً مثل كلبٍ / ممسكٍ عظمةً بفيه رقيقه
فرأى ظلها بماء فألقا / ها لأخذ التي رأى في الطريقه
انظر إلى الكون وهو في عدمٍ
انظر إلى الكون وهو في عدمٍ / واطلب له الخالق الذي خلقه
تجد هناك الوجود منفرداً / به تعالى مقال أهل ثقه
وتعرف الكل لا وجود لهم / إلا به والعقول متفقه
فإن معنى به الظهور له / بهم شئونٌ تلوح مفترقه
وكل يوم أي لمحة هو في / شأن عليه الشئون منطبقه
واحذر تراهم وذا الوجود لهم / وهم به والفهوم مستبقه
وبعد هذا تروم خالقهم / تطلبه إن تجده يا نبقه
تكن جهولاً به تُخَيِّلُهُ / كما تخيلتهم لتسترقه
هيهات هيهات أن تفوز به / وأنت واه ولم تزل علقه
تستأهل القرع بالعصيِّ على / تركك تعظيمه وبالفلقه
قف ههنا بين العذيب وبارقِ
قف ههنا بين العذيب وبارقِ / وانظر ترى الأكوان لمعة بارقِ
قوم مضوا ولسوف قومٌ غيرهم / يأتون كالماء السريع الدافق
قرأت كتاب الله بالله الحجى / منا وقد جاءت بعلم حقائق
قبلت تجلي الحق في أكوانه / والغير مفتون بفان زاهق
قالوا هي الأعيان والأعراض لم / يدروا سوى ألفاظ نطق الناطق
قم يا نديم إلى كؤوس شرابنا / ذاك القديم بدا بخلق خلائق
قربت إليه به القلوب وأبعدت / عنه النفوس لربطها بعلائق
قيد الكوائن مطلق فوجودنا / نور يلوح لسابق وللاحق
قنعت به عيني فلم تر غيره / والقلب هام به بعزم صادق
قد كنت أحسبه الذي صورته / فإذا المصور والمصور خالقي
نور وجه الحب أشرقْ
نور وجه الحب أشرقْ / وجيمع الكون أطرقْ
ويح من ولَّى وأفرق / عنه والبارق أبرق
هذه كاس الحميا / تنجلي منها عليا
هيَّ يا ندمان هيّا / فاشربوا الصرف المروَّقْ
أهيفٌ حلو الشمائلْ / عطفه كالغصن مائلْ
قام يسعى في غلائل / مهجة العشاق أحرقْ
لا تقل زيد وعمرو / لا ولا شمس وبدرُ
هو رب منه قهرُ / لبس الثوب المزوَّقْ
وعلى طه صلاتي / وسلامي يا ثقاتي
للغنى عبد مواتي / في بحار العلم يغرق
بستانَنا في أراضي النيربينِ سقى
بستانَنا في أراضي النيربينِ سقى / رياضَك الغيثُ منهلّاً ومندفقا
يا سعد أيامنا فيه وقد عبقت / روائح الزهر تحكي العنبر العبقا
والوقت صاف وما في صفوه كدرٌ / ونال قلبي مقام القرب مستبقا
هي الشخوص تقادير الوجود بدت / في نوره باطل بالحق قد زهقا
ونحن فيه بأنس القرب ليس لنا / من وحشة مثل معشوق ومن عشقا
قامت معارجنا فيه على درج / من التجلي الإلهي جل من رزقا
والوجه يشرق من خلف الحوادث لي / بفيض علم مبين فيه سرُّ بقا
الله أكبر هذا كله أثر / مقدرٌ عدمٌ فيه الوجود رقا
وجود حق إذا أكوانه رمقت / في وجهه الحق لم يترك لها رمقا
وإن بدا خفيت في نوره وإذا / بدت ففيها اختفى لا تدرك الشفقا
لا تستطيع له الأكوان تحضر مع / حضوره إذ هما ضدان ما اتفقا
لولا تجليه بالأفعال ما عقلت / عقولنا أنه الحق الذي خلقا
لكننا نتراآه بأعيننا / من خلف تقديره المعدوم وقت لقا
كم أمة قبلنا كانت تشاهده / من غير علم به عن قيدها انطلقا
لو أنهم بفنا أكوانهم علموا / لعاينوا وجهها المكشوف قد برقا
لكنها أغفلتهم عن محاسنها / فابصروا سترها الفاني الذي انمحقا
ولم يزالوا على ما هم عليه إلى / أن تم تقديره ذاك الذي سبقا
قوموا بنا يا جماعهْ نعشقْ الساقي
قوموا بنا يا جماعهْ نعشقْ الساقي / أما تروه سقانا خمرة الباقي
بالقرب منه له قد زادت أشواقي / والتفت الساق فينا منه بالساق
من حينا جاءنا طيب الهوى ناشق
من حينا جاءنا طيب الهوى ناشق / والحسن في قلبه سهم الهوى راشق
ومن تعب في لقانا صار كالباشق / قولوا له مصر لا تبعد على عاشق
مسكين يلمع له في الكون برق الحق
مسكين يلمع له في الكون برق الحق / فيفتتن وهو عاشق وهو حر رق
لو يعرف الباب ما شيء عليه شق / هو الفنا في الوجود المنكشف مشتق
لذة العيش تجعل المر حلوا
لذة العيش تجعل المر حلوا / حيث فيه انقلاب عين الحقائقْ
فترى العاشق الذي هو فاني / في هوى من يحب نافي العلائقْ
نفسه عين نفس من هوى يهوي / ويرى ما يراه من كل لائق
فإذا ما رأى المحب عذاباً / كان حلواً عند المحبين رائق
يستلذون بالعذاب وهذا / ليس يدريه غير أهل الرقائق