يا قارعاً بابَ هجراني ولا سببٌ / يحلّ من جهتي أسباب ميثاقي
لتقرعنَّ عليَّ السنّ من ندمٍ / إذا تذكّرت يوماً بعض أخلاقي

كفاني المؤيد عتب الزمان / وأنقذني من إسار الشقا
فكانَ ولائي له مخلصاً / لأنَّ الولاءَ لمن أعتقا

لا تسل عن حديث دمعيَ لمَّا / ظعنَ الركب واستقل الفريق
لوَّنته وأمطرته جفونٌ / جُرَّ منها الوادي وسالَ العقيق

إذا كانَ أوفى سادتي وأبرّهم / ملاذي فلا زالَ الزمان موافقي
ولا حال يوم الشعر عنِّي هوى له / ولا قطعت يوم الشعير علائقي

أفدي الذي أرسل نحوي طبقاً / مع البدور حسنه في نسق
يا طرق الشكر عليه قسما / لتركبنَّ طبقاً عن طبق

خلّني بالطَّلا أمدُّ حياتي / يا عذولي وكن عليها صديق
إنما ماؤها هو الدم في العنقو / دِ يجري من عرقه وعروقي

رُبَّ بكرٍ في طريق جليت / ليَ بالشامِ أموراً لم ترق
هكذا كلّ جموحٍ سائرٍ / لم يدع عنه بُنيَّات الطرق

يا حبَّذا خدّ الحبيب / فقد أضاء شريقه
إن لم يكن في الحسنِ نف / س الروض فهو شقيقه

أمستنقذِي باللطف من قبضة الردى / لئن حثَّني فيكَ الرَّجا فليَ الحق
على يدِ مولانا نشا العمر ثانياً / فلا غَرْوَ أن يُنشا على يدِهِ الرزق

يا رُبَّ أمرد قد سبرت غويره / حتى أزالَ الشعر ذاك الرَّونقا
وتنكرت صفة الغوير فلم يكن / ذاك الغوير ولا النقا ذاك النقا

يا سيدي يا جمال الدين قد عرضت / ضرورة ولك الموزون والصدقَهْ
إن أحوج الفقر حالي أن يحاربه / فالعرض منِّي ومن إحسانك النفَقَهْ

شكراً لها كنافة من بعدها / قطافٌ جاء بقطرٍ مغدق
يا جود مهديها إذا قلنا انْتهى / ركبت فيها طبقاً عن طبق

يفديكَ عبدٌ كم دعاك مسطراً / رقّ المديح فحاز أوفر حقّه
ووعدته وعداً ستملكه بهِ / وتكون في الحالين مالك رقَّه

إلى حلبٍ رمت السرى بعد بُعدكم / فعارضني أيضاً زمان بعائق
فيا ليتني للمرج دبقاً لزمتكم / وإن حلبٌ فاتت فقل مرج دابق

يا شيخ أهل العلم والزهد في / سادات أهل الرفق والرفقهْ
لي خرقة ضاعت وأنت الذي / نلبس من عرفانه الخرقهْ

سيدي إن يعق حجاب لقانا / ما لطيقاننا القريبة عاقَهْ
عجباً للصدود منك ومني / ولكلٍّ منَّا على الوصل طاقَهْ

يا من أعاد ودادَ وا / لدهِ فجاءَ على وفاقي
حاشاك تبطي يا جواد / وأنت أسرع من براق

لك يا مليحة مقلةٌ مع حاجبٍ / للسهمِ عن قوس لقلبي يرشق
وحبال شعرٍ قد شقيت بحبها / إن الشقيَّ بكلِّ حبلٍ يخنق

يا ماجداً لا يزال من كرمٍ / في بابِهِ القاصدون تستبق
هل لك في منّةٍ تغيث على / جور عزيزٍ في قلبه حمق

قفْ ببابِ العلا وقل يا كتابي / عن لسانِي قول الخويدم حقَّا
أنا عبدٌ مكاتبٌ غير أني / لستُ أخشى من مالكِ الرقّ عتقا