المجموع : 45
لِدَتِي وإخوانُ الشَبابِ مضَوْا
لِدَتِي وإخوانُ الشَبابِ مضَوْا / قَبلي وكَم من بعدهم أبْقَى
كُنّا كأفْراسِ الرّهانِ جَرَوْا / في غَايةٍ فتقدَّمُوا سَبْقَا
وهُمُ إذا بلغُوا المدَى وقَفُوا / حتى تَضُمَّ الحلْبَةُ الخَلْقَا
ثَلُجَ النَّباتُ فراقَ لونُ مشيبِهِ
ثَلُجَ النَّباتُ فراقَ لونُ مشيبِهِ / فعلامَ لونُ الشَّيبِ ليس يروقُ
ما ذَاكَ إلاّ أنَّ ذَا داعٍ إلى / طِيبِ السُّرورِ وذاك عنهُ يَعُوقُ
وإذا أخُو الشَّيبِ استَجاب للذَّةٍ / ومسرَّةٍ فسرورُهُ مسروقُ
أيّها الغافِلونَ عن سَكرةِ المو
أيّها الغافِلونَ عن سَكرةِ المو / تِ وإذْ لا يسوغُ في الحلقِ رِيقُ
كَم إلى كَم هذا التَّشاغُلُ والغَف / لَةُ حارَ السّاري وضلَّ الطّريقُ
إنّما هزَّتِ الزَّلازلُ هذي ال / أرضَ بالغافلين كي يَستَفيقُوا
هذي ديارهم عفت وتفرقوا
هذي ديارهم عفت وتفرقوا / فسل المنازل عنهم ماذا لقوا
تخبرك أن الأرض قد وارتهم / رأيت لهم أن يسمعوا أو ينطقوا
وبقيت بعدهم لهَمٍّ فادح / وكآبة تضني وخطب يطرق
أرجو اللحاق بهم ودون لقائهم / باب من الأجل المؤقت مغلق
فإذا نهاني عن رجاء لقائهم / يأسي هفا قلب إليهم شيق
أو ما ترى التين في الغصون بدا
أو ما ترى التين في الغصون بدا / ممزق الجلد مائل العنق
كأنه رب نعمة سلبت / أصبح بعد الجديد في خلق
أو كأخي شرة أغيظ وقد / مزق جلباته من الحنق
مثل نهود الأبكار صورته / لو لم يناد عليه في الطرق
قد عقدته يد السموم لنا / فالوذج الدوح غير محترق
فالشهد والزعفران مع عرق ال / ورد وحب الخشخاش في نشق
فقم بنا نحوه نباكره / قبل جفاف الندى عن الورق
ولا تمل بي إلى سواه فلا / أميل عنه ما دمت ذا رمق