القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَلاح الدّين الصَّفَدي الكل
المجموع : 43
ركبنا على النيل في مركبٍ
ركبنا على النيل في مركبٍ / لنجني المسرات أو نقتطف
لدى رائسٍ قد غدا كاهناً / تفرس من قلعه في كتف
يقول لي العذال لما عشقته
يقول لي العذال لما عشقته / وبعض جواب الصبِّ فيه لطائف
أيصبيك منه يا أخا الوجد ناظرٌ / مهنده ماض فقلت وسالف
من خص ذاك البنان الغض بالترف
من خص ذاك البنان الغض بالترف / وزان ذاك القوام اللدن بالهيف
وضم في شفتيها در مبسمها / فراح من أحمر المرجان في صدف
وحلل الفرق فرعاً من ذوائبها / والبدر أحسن ما تلقاه في السدف
علقتها من بنات الترك قد غنيت / بدمع عاشقها عن منة الشنف
يلقى المتيم من تثقيف قامتها / ما لا يلاقيه كوفي من الثقفي
في حفظ سالفها للحسن ترجمة / فاقت وما اتفقت للحافظ السلفي
يا للهوى عينها عين؛ وحاجبها / نون وتم العنا من قدها الألفي
يا هذه إن للأشعار معجزةً / تبقى عن السلف الماضين للخلف
ضعي بنانك مخضوباً على جسدي ال / بالي ليجتمع العناب بالحشف
يا عاذلي في هوى عيني محجبة / خف شر ناظرها، فالسر فيه خفي
ودع فؤادي ودعه نصب ناظرها / لا ترم نفسك بين السهم والهدف
إني لأعجب للعذال كيف رأوا / شخص وقد رحت ذا روح تردد في
أليس يشغلهم طيب الثناء على / قاضي القضاة جلال الدين عن شغفي
ويستفزهمُ أفراح مقدمه / من حجه وهو مثل الشمس في الشرف
حجٌّ غدا حجة في الدهر ثابتة / إن ينكسف نورها للشمس تنكسف
كم جاب في سيره والعيس قد سئمت / جذب البرى والسرى في مهمه قذف
والركب من فضله أو من فضائله / ما بين مغترف منه ومعترف
حتى نضا ..الإحرام ملبسه / عن الهدى والندى والعلم والصلف
وراح ذا جسد قد طاب عنصره / عار من العار بالإحسان ملتحف
ما مس طيباً وإن كان الحجيج بما / أثنوا عليه غدوا في روضة أنف
وأم أم القرى ذات القرار ومن / يطلب رضى الله في تلك الديار كفي
وطاف بالبيت فارتاح المقام له / لما تمسك بالأستار والسجف
فكل ركن إذا حاذاه منكبه / يود لو كان عنه غير منعطف
وراح في عرفات واقفاً وله / عرف يسير به عرق ولم يقف
وفي منى كم أنال الطالبين منى / أمسوا بها عن سطا الأعداء في كنف
وجاء طيبة يقضي حق ساكنها / ومثل ذمته ترعى له وتفي
وزار من لم يزل في نصر ملته / وشرعه بالقضايا خير معتكف
هذا الإمام الذي ترضى حكومته / خلاف ما قاله النحوي في الصحف
حبر متى جال في بحث وجاد فلا / تسأل عن البحر والهطالة الوكف
له على كل قول بات ينصره / وجه يصان عن التكليف بالكلف
قد ذب عن ملة الإسلام ذب فتى / يحمي الحمى بالعوالي السمر والرعف
ومذهب السنة الغراء قام به / وثقف الحق من حيف ومن جنف
يأتي بكل دليل قد جلا جبلاً / فليس ينسفه ما مغلط النسفي
وقد شفى العي لما بات منتصراً / للشافعي برغم المذهب الحنفي
تحيي دروس ابن إدريس مباحثه / فحبذا خلف منه عن السلف
فما رأى ابن سريج إذ يناظره / من خيل ميدانه فليمض أو يقف
ولو أتى مزني الوقت أغرقه / ولم يعد قطرةً في سحبه الذرف
وقد أقام شعار الأشعري فما / يشك يوماً ولا يشكو من الدنف
وليس للسيف حد يستقيم له / ولو تصدى له ألقاه في التلف
والكاتبي غدا في عينه سقم / إذ راح ينظر من طرف إليه خفي
من معشر فخرهم أبقاه شاعرهم / في قوله: "إنما الدنيا أبو دلف"
هو الحفي بما يوليه من كرم / فما جرى قلم في مدحه فحفي
لو شاء في رفعة من مجده وغلا / لمد نحو الثريا كف مقتطف
قد زان أيامه عدل ومعرفة / فسعده في دوام غير منصرف
يغدو الضعيف على الباغين منتصراً / ولم يكن قبله منهم بمنتصف
لو يشتكي النهر مثل الغصن عنه مع ال / صبا إليه رمى عطفيه بالقصف
بل لو شكى الدهر خصم من بنيه غدا / من خوفه بين مرتج ومرتجف
دامت مآثره اللاتي أنظمها / تهدي لسمع المعالي أحسن التحف
ما رسخت عذبات البان سافحةً / من الصبا وشفت صباً من الأسف

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025