المجموع : 84
قلت لخود ضفتُها مرةً
قلت لخود ضفتُها مرةً / من أهل بيت الشرف الأرفعِ
وقد بدت ساق لها خَدلَةٌ / كأنما تمشي على خروع
يتبعها ردف لها راجحٌ / يثوخ فيها أكثرُ الإصبع
يا ربة المنزل هل عندكم / من مطعم للزب أو مطمع
قالت على كم أنت من شُعبةٍ / فقلت قول القائل الأروع
على ثلاث ضيفكم قائماً / فهل تقومون على أربع
قالت نعم والله يا دافني / وصائني عن ذلة المصرع
نحن أصحّاءُ بلا علةٍ / فما لنا الآن وللمضجع
قلت لقد قلت ألا فافعلي / فأي ردف ثَمَّ لم تُشرَع
ردف إذا لاقاك مستهدفاً / قالت له الشهوة قم فادفع
فلم أزل أشفي حراراتِها / بمثل رأس الرجل الأصلع
وخيرُ ما تقريكه حرَّةٌ / أن تدخل الأصلع في الأفلع
نعم القرى ذاك ولكنه / يصلح للشبعان لا الجوع
أحسبها أم الفتى مدرك / خطيب أهل الأدب المِصقع
تلك التي لو عدلت فيشتي / عن خرقها الواسع لم يرقع
سوف يرى الديوث من ذا غدا / يَخزَى ويَلقى الذل في المجمع
قد كان لولا أنه حائن / في منظر عني وفي مسمع
بك تمَّت لي السلامة يا سا
بك تمَّت لي السلامة يا سا / لم يا سيد الأنام جميعا
إذ لك اسمٌ من السلامة مشتق / قٌ وإذ كنت لي إليها شفيعا
قلتَ تمِّي لخادمي فأطاعت / ك بحق ومن أطاع أطيعا
فابق ما دام طيب نشرك في النا / سِ وما عاقب الخريف الربيعا
أصبح يعقوب وتبجيله
أصبح يعقوب وتبجيله / للخبز مرئيٌّ ومسموعُ
رغيفه في قدر ديناره / بتلكم السكة مطبوعُ
بل آية الكرسي مكتوبة / فهو طوال الدهر ممنوع
لا يشتكي ضيفٌ له كِظَّةً / لكنه يقتله الجوع
بدعةُ عندي كاسمها بدعَهْ
بدعةُ عندي كاسمها بدعَهْ / لا إفك في ذاك ولا خدعَهْ
يجتمع الظرف لجلّاسها / والحسن والإحسان في بقعه
يا أيها السائل عن حظها / للناس جزء ولها تسعه
كأنما غنت لشمس الضحى / فألبستها حسنها خلعه
ممن قضى الله بإحسانه / ما أحسنت قُمْرِيَّةٌ سَجْعه
لها مسير في أغانيها / توسَّطَ الإبطاءَ والسرعه
كأنما رقة مسموعها / رقَّةُ شكوى سبقت دمعه
تهدي إلى قلبك ما يشتهي / كأنها قد أُطلِعَت طِلعه
تحسن في البدأة لكنها / أحسن من بدأتها الرجعه
لو أسندت ميتاً إلى نحرها / أو عودها ثاب من الضجعه
غنت فلم تحوج إلى زامرٍ / هل يحوج الصبح إلى شمعه
وشيع الزمرُ أعاجيبَها / من ظبية أوفت على تلعه
فكان تاجاً زاد في بهجة / لا كُمَّةً غطَّت على صلعه
ويح ابن أيوب لقد فاته / منها السماع اللَّذُ والصنعه
فما يبالي بعدما ناله / مما وصفنا ما دهى سمعه
وكم شقي ملكت قلبه / فقطعته قطعةً قطعه
عانده في أمرها نحسه / وساعدتها الأنجم السبعه
كذاك من يقرب من خطة / تكن له الخطَّة بالشفعه
ظلت وقد أبدت لنا وجهها / في ضحوة الجمعة كالجمعه
كأنما تجلو لأبصارنا / من شمس يوم غائم لمعه
أقسمت لو مكنت من شدوها / وكان وتراً لا أرى شَفعه
لم أحفل الملك ولا ملكه / ما حنَّتِ النيبُ ولا نزعه
وكان قلبي أبداً ظرفه / وكان سمعي أبداً قمعه
وخلتني ما دمت تلقاءها / من جنة الخلد على تُرعه
طفِّل على من حَصُلت عنده / فبعض تطفيل الفتى رفعه
واستفتح الباب الذي دونها / تفتح لدى فتحكه قلعه
تلك ربيع فانتجع روضه / فلن يعاب الحر بالنجعه
حافظ على مجلسها جاهداً / فإنه ناهيك من متعه
وحدث الناس به فاخراً / فإنه ما شئت من سُمْعه
أسمعنيها سيدٌ ماجدٌ / يفوز بالمجد لدى القرعه
لكنه عودني ظالماً / أن يتبع الفرحة بالفجعه
بيناه قد ألبسني نخوة / بالعطف إذ ألبسني خشعه
وبينما وجهي به مسفر / إذ برقعت وجهي به سُفعه
يفيق لي من سكر لذاته / إفاقة تتبعها هجعه
أُدعَى فأَسعى فأرى حاجباً / جهماً لديه المنع والمنعه
فشافعٌ يحفزه شافعٌ / ورقعة تحفزها رقعه
والنفس في لبس وفي حيرة / والجسم نضوُ يشتكي ظَلعه
من دفعةٍ تتبعها جذبةٌ / وجذبةٍ تتبعها دفعه
يجذبني للدفع ذو قوة / يدفعني للجذب في سرعه
ويحيَ كم تعذب لي جرعة / منه وكم تملُحُ لي جرعه
كأنه في فعله نحلة / تتبع منها مجَّةً لسعه
خير حديثٍ من أخٍ صدقُهُ / يا من أبت أعراقه وضعه
عبدك إن أنصفت من بانة / فإن تعديت فمن نَبعه
ها هو مبدٍ لك مكنونَهُ / فقد أضاقت حاله ذرعه
ولو رجا ودك دون الجدا / ما كظ ما قد سُمتَه وُسعه
لكنه يلحظُ منك القلى / عن ظنة قد زلزلت ربعه
وما بكت عيناه من حسرة / ولا شكا بين الحشا لذعه
ولا رآه الله مستعطفاً / أصل الرضا منك ولا فرعه
فكيف أستعطف مستنفري / لا لطماح يبتغي قذعه
ولا لذنب جئتُهُ موجبٍ / ردِّي إذا جئت ولم أُدْعه
والحر ما استنفرتَه نافرٌ / ولو تلقّى أنفه جدعه
في بُلَغِ الإخوان لي عصمةٌ / وفي رجاء الله لي شبعه
متى توددتُ إلى مبغضٍ / أو يممت بي قدمي صقعه
فلا أقال الله لي عثرة / ولا أقل الله لي صرعه
أما درى من جار في حكمه / من ملك أني أرى خلعه
شرطي من الأملاك من لا أرى / لي كل يوم معه وقعه
لا يتبع الصفوة لي بالقذى / ولا الطمأنينة بالفزعه
ممن يؤاخي سيفُهُ غمدَهَ / ولا يؤاخي سيفه نِطعه
ولا يرى أني إذا زرته / قصدت للهرسة والمقعه
دع ذا وجاوزه إلى غيره / وارضَ لمن أغضبتَه طبعه
وَأْمَنْ شواظاً فار من غيظه / يكفِكَ حلمٌ راجح قمعه
حاشاه أن تتبعه عزة / من عزة تتبعها خضعه
ولو رأيت اليأس من عفوه / لم ير مني هذه الخنعه
وما على عبد أخي طاعة / ضيعه مولى ولم يرعه
أغضبه حتى طغا جهله / فلم يقل في لومه قذعه
يا أيها المأمول في دهره / زع من عُرامي بالندى وزعه
بادر بمعروفك آفاته / فَبِنيةُ الدنيا على القُلعه
وازرع زروعاً ترتضي ريعها / يوماً فكلٌّ حاصدٌ زرعه
قد كنت عن عرفك ذا سلوةٍ / لو لم تكن ذوقتني طَلْعه
لكن تشوَّفْتُ إلى ينعه / بطلعه فامنح يدي يَنْعه
هل يمنع الحرُّ جنى حظِّهِ / من هزَّ هزّاً ليِّناً جِذْعه
رفعت إلى وُدِّيك أبصار همتي
رفعت إلى وُدِّيك أبصار همتي / لترفع من قدري فهل أنت رافعُ
وإني وصدق المرء من خير قوله / لراضٍ بحظي من ضميرك قانعُ
ومستيقن أني لديك بربوة / لها شرف مما تُجِنُّ الأضالع
ولكنَّ بي من بعد ذلك حاجةً / إلى أن يرى راء ويسمع سامع
ليكبت أعدائي ويرغم حسَّدي / ويقمعهم عن شِرَّةِ البغي قامع
فقد شك في حالي لديك معاشر / وفي مثل حالي للشكوك مواضع
ولن يوقن الشكَّاك ما لم يقم لهم / على السر برهان من الجهر ناصع
أأن قلت إني ما انتجعتك مجدباً / أبا أحمد تُحمَى عليَّ المراتع
فلست غنياً عنك ما ذر شارقٌ / ولو سال بالرزق التلاع الدوافع
شهدت متى استغنيت عنك بأنني / غني عن الماء الذي أنا جارع
فكيف الغنى عمن بمعروفه الغنى / وعمن بكفيه الغيوث الروابع
مديحي وإن نزهته لك مِبذَلٌ / وخدي وإن صعرته لك ضارع
لمثلك يستبقي العفيف سؤاله / ويقنى الحياءَ الحرُّ والرمح شارع
أتعلمني من مدح غيرك صائماً / صياماً له قِدماً على فِيَّ طابع
وحلَّأتُ نفسي عن شرائع جمة / لترويني مما لديك الشرائع
وما كنت أخشى أن تخيب ذريعتي / لديك إذا خابت لديك الذرائع
فلا أكنِ المحرومَ منك نصيبه / بلا أسوة إني لذلك جازع
متى استبطأ العافون رفدك أم متى / تقاضاك أثمان المدائح بائع
وقد وعدت عنك الأماني مواعداً / مَطَلنَ بها والحادثات فواجع
أحاذر أن يرمينيَ الدهر دونها / بحتف وحاشاك الحتوف الصوارع
وإني لأرجو أن يكون مطالها / لِتُجنِيَني ما أثمرت وهو يانع
قبولك ميلي وانقطاعي وخدمتي / قُصارِي ولكن للقضاء توابع
ومقصودُ ما يُبغَى من السيف مضربٌ / حسام إذا لاقى الضريبة قاطع
على أنه من بعد ذلك يُبتَغى / له رونق يستأنق العينَ رائع
كذلك محض الود منك فريضتي / ونافلتي فيك الجدا والمنافع
فكن عندما أمَّلت منك فلم تكن / لتُخلِفَني منك البروق اللوامع
وعش أبداً في غبطة وسلامة / وأمنٍ إذا راعت سواك الروائع
فأنت لنا واد خصيب جنابه / وأنت لنا طود من العز فارع
فتى إن أُجِد في مدحه فلأنني
فتى إن أُجِد في مدحه فلأنني / وجدت مجالاً فيه للقول واسعا
وإن لا أُجِد في مدحه فلأنني / وثقت به حتى اختصرت الذرائعا
ومن يتكل لا يحتفل في ذريعة / ولا يَسعَ إلا خافض البال وادعا
كفى طالباً عرفاً إذا أمَّ أهله / من المدح ما أعفى به الشعر طائعا
على أنه لو زارهم غير مادح / كفاه بهم دون الشوافع شافعا
أبا حسن إن لا أكن قلت طائلاً / فإنيَ لم أُنهض من الفكر واقعا
مدحتك مدح المستنيم إلى امرئٍ / كريم فقلت الشعر وسنان هاجعا
وإن أك قد أحسنت فيه فإنه / بما أحسنت قبلي يداك الصنائعا
فعلت فأبدعت البدائع فاعلاً / فأبدع فيك القائلون البدائعا
فلا زلت تسدي صالحاً وأُنيرُهُ / فتحسن متبوعاً وأحسن تابعا
ألا ليس شيبك بالمُتَّزَعْ
ألا ليس شيبك بالمُتَّزَعْ / فهل أنت عن غيه مرتَدِعْ
وهل أنت تارك شكوى الزمان / إذاً لست تشكو إلى مستمعْ
عتبتَ على المقرض المقتضي / وما ظَلمَ المُسلفُ المرتجع
بلى إن من ظلمه لومَهُ / وما ألأم المعطي المنتزِع
وطول البقاء حبيب الفتى / ولكن بأي مَقيتٍ شُفِع
نحب البقاء وفيه الغَنا / ء والعيش متَّصلٌ منقطع
إذا المرء طالت به مدةٌ / علا الشيب مفرقه أو صلع
فمحبوبه مع مكروهه / إذا ما اجتنى منه أرياً لُسِع
وشيخوخة المرء أمنيَّةٌ / متى ما تناهى إليها هَلِع
ألا فعزاءك عما مضى / فليس يؤوب إلى من جزِع
ولا تعذلِ الدهر في غدره / بإخوانه فعليه طُبِع
ألا وازدرع ماجداً مدحة / فإنك حاصد ما تزدرع
ولا تعدونَّ ابن عبد العزي / ز والحكم حكمك إن لم يَرِع
ولم لا يريع لزرَّاعه / كريمٌ أُثيرَ ومدحٌ زُرِع
ألا فَامْرِ أخلاف معروفه / فإنك إن تمرها ترتضع
يكنَّى بليلى على أنه / ينوب عن الفلق المنصدع
وإن كان كالليل في ظله / وفي وسعه كل شيء وسع
فتى ضاف بغداذَ يقري اللهى / فكل برَيِّقِهِ مرتَبِع
ولم ير ضيفٌ قرى قبله / مضيفاً ولا كان فيما سُمع
فتى لا تزال لسؤَّاله / عطايا على سائل تقترع
تنادت قرائن أمواله / ألا للتفرق ما نجتمع
جواد غدا كل ذي خلة / بما ضر ثروته منتفع
جلا عرضه وجلا سيفه / جميعاً فما فيهما من طبِع
فهذا لزينته آمناً / وذاك لبذلته إن فَزِع
يلاقي القوافيَ في درعه / ويلقى الحروب ولم يدَّرِع
وما يعرف الدرع إلا الندى / أو الصبر في كل يوم مَصِع
إذا قيل عافيه عافٍ أُنِي / ل قلت لهم بل جناب ربع
إذا امتيح جَمَّ لممتاحِهِ / ويأبى صفاه إذا ما قُرِع
قريب النوال بعيد المنا / ل يقرب في شرفٍ مرتفع
كمثل السحاب نأى شخصُهُ / ولم ينأ منه صبيبٌ هَمِع
ولا عيب فيه سوى نائل / يلاقي السؤال بخدٍّ ضَرِع
على أنه قد كفى السائلي / ن فاتَّرَعوا وهو لا يتَّرِع
أعفَّ العُفاةَ فقد أصبحت / عطاياه تنتجع المنتجِع
فسائله شامخٌ باذخٌ / ونائله خاشع منقمع
تولت سماحته أمره / وفيها خلال الخليع الورِع
فخانته واقتطعت ماله / ألا حبذا الخائن المقتطع
ولكنها وفرت عرضه / وصانته عن كل قيل قَذِع
ولم تضطلع باختزان الثرا / ء لكنها بالعلا تضطلع
أطاع السماحة في ماله / فأي الثناء له لم يطع
فلا يعجب الناس من مقول / غدا في مدائحه ينزرع
وحسب الكريم إذا ما حبا / وحسب اللئيم إذا ما شبع
يرى المال يعطى كمثل القذا / أميط وليس كأنفٍ جُدِع
متى ينخدع لك عن ماله / فليس عن المجد بالمنخدع
يميت الرياء ويحيي الندى / فيعطي ويخفي الذي يصطنع
على أنه المسك يأبى نثا / ه إلا انتشاراً وإن لم يَمِع
يسر العطايا وآلاؤه / يَرينَ إذاعة ما لم يُذِع
ومن فعل الخير مستخفياً / أشاعت مساعيه ما لم يُشِع
أبا ليلة البدر خذها إلي / ك تصدق فيك ولا تخترع
مهذبة مثل ممدوحها / من الخلع اللائي لا تُختلَع
هي الدهر تاج على ربها / وقرطان في أُذُنَيْ مستمع
يقول الوعاة إذا أنشدت / أألصخرُ يقتلع المقتلع
أتيت نوالك من بابه / ولستُ الخدوع ولستَ الخَدِع
وما ساءني فوت ما فاتني / وإن كان كالعضو مني نُزِع
لأني على ثقة أنني / متى رمت رفدك لم يمتنع
سبقت بأشياء أسديتَها / وأنت المخيلة لا تنقشع
ومدت وسائل أُعدمتُها / وأنت الوسيلة لا تنقطع
فما فاتني فكأن لم يفت / وما ضاع لي فكأن لم يضع
وأقسم بالله أن لم أهب / نصيبيَ منك وأن لم أبع
ولكنني في يدَي علة / وأرجو بيمنك أن تتَّزع
وإن يك لي سبب قاطع / فما أملي فيك بالمنقطع
ومن يعترض مثلكم لا يقف / ومن يقتحم مثلكم لا يكع
وكم من مسيءٍ أتى سابقاً / ويا رب محسن قوم تَبِع
ومن حاربته الليالي اشتكى / ومن سالمته الليالي فُجع
ومسبعة الدهر مشحونة / ومن حل بين سباع سُبِع
فلا تحرمنِّي على علتي / فأحظى بحظَّيْ لهيفٍ وَجِع
جرى الشعراء لكي يبدعوا / فلم يجدوا غير ما تصطنع
وحاولتَ إبداعَ أكرومةٍ / على أوَّليكَ فلم تستطع
فأصبحتم قد تكافأتمُ / ولا بدع حاولتمُ ممتنع
فلا تطلبوا بعدها بدعةً / وكونوا كسائر من يتبع
أقول وقد أرهنوك الأمي / ر لا بالذميم ولا بالجَدِع
ولا بالهِدان ولا بالددا / ن كلّا ولا بالجبان الهلع
ولا بالقليل ولا بالذلي / ل كلّا ولا بالبخيل الجشع
وفى للأمير أناسٌ غدا / رهينتهم كل مرعىً مَرِع
وفي للأمير أناس غدا / رهينتهم كل طود فرع
فأنى يخيس أناس غدت / رهينتهم كل خير جمع
وفى حاجبٌ راهناً قوسَه / وراقب فيها الحديث الشنِع
وقومك أحنى على رهنهم / وما البدر من عود نبع فُرِع
وآل أبى دُلَفٍ معشرٌ / يرون المكارم ديناً شرع
إذا أُبدِئَ الطول منهم أُعي / دَ أو أُوتِر العرف فيهم شفع
ترى في ذراهم غنى المجتدي / وعز الذليل وأمنَ الفزع
وفيهم مذاقان للذائقي / ن حلوٌ لذيذٌ ومرٌّ بشِع
بنوا في الجبال جبال العلا / فتلك الجبال لها تختشع
وما امتنعوا من عدوٍّ بها / ولكنها بهمُ تمتنع
سمت بجدودهم رتبةٌ / جدودُ الملوك لها تصطرع
هم المبدعون بديع العلا / إذا كان غيرهم المتَّبِع
وما الدين إلا مع التابعي / ن لكنما المجدُ للمبتدع
يضيق على مادحي غيرهم / مقالٌ لمدّاحهم يتسع
هم يبسطون لسان العيي / ي مجداً يُصَنِّعُ غير الصَنِع
وهم يقطعون لسان البلي / غ جوداً يقنِّع غير القنِع
يفوِّهُ مدّاحهم أنهم / يمدونهم من إناء ترِع
ويسكت مدّاحهم أنهم / يجودونهم من نجاء همِع
فكم بسطوا من لسان امرئ / فأسرف في الطول حتى ذُرِع
وكم قطعوا من لسان امرئ / وإن كان لم يَدمَ لما قطع
هم غضبوا للعلا فاشتروا / مدائح بيعت فلم تستبع
سموا فاشتروها بأحسابهم / ولم يشتروها لوهي رقِع
وكم راقع حسباً واهياً / بمدح وإن كان لا يرتقع
ولم يُعلِهم جودهم بل علوا / فجاءوا بكل نوال منع
علوا فسقوا كل من تحتهم / فكم من غليل بهم قد نقع
كسقف السماء أغاث العبا / د شكراً لرافعه إذ رفع
وحق العلو على المعتلي / حنوٌّ وعطف على المتضع
كأنكم يا بني قاسم / كواكب من قمرٍ تنقلع
هو البدر أدّاكم أنجماً / تواضَعُ في فلَكٍ يرتفع
كساكم أبو دلف خيمَه / فكلٌّ بسكَّتِهِ منطبع
وكنتم أناساً لكم شيمة / قد استشعر اليأس منها الطمع
وفي الناس مما خصصتم به / تفاريق لكن متى تجتمع
وما بات عانيكم كانعاً / ولا هَمُّ جارِكمُ مكتنِع
وقدماً وددتم وعوديتمُ / وهيهات من ضُرَّ ممن نُفع
فليس يعافُكُمُ ذائقٌ / وليس يُسيغكمُ مبتلع
هل أنت من مرتجيك مستمعُ
هل أنت من مرتجيك مستمعُ / يا من إليه يوائل الفزِعُ
أصغِ إليه فلم يُحابك في ال / مدح ولا قال وهو مخترعُ
يا من إذا أشرقت محاسنه / ظلت رؤوس العداة تنقمع
ومن إذا غرَّبت مكائده / كادت قلوب العتاة تنخلع
ومن إذا أمطرت فواضله / عاد الصفا وهو معشب مرع
ما أعذر القِرنَ في تذبذبه / يُهوي إليك الشبا وينقدع
قد علم القرن عند حيصته / عنك بأي السيوف تضطبع
وقد درى حين زال مطمعه / فيك بأي الدروع تدَّرع
أنت الذي أصبحت عوارفه / درعاً له والدروع تنصدع
وأنت من لم تزل مكائده / سيفاً له والسيوف تنقطع
تصرع من شئت عند لبسهما / يوم الوغى والجدود تصطرع
يدب في غيرك المديح ولَ / كنا رأيناه فيك ينذرع
وتهطل الدهرَ فيك ديمتُهُ / لكنها عن سواك تنقشع
وأين معط وقلبه بهجٌ / ممن تمنى وقلبه وجع
لا يَزَلِ الشرُّ عنك مندفعاً / وسيل خير إليك يندفع
يا سيداً لم نزل بعقوته / إذا عدمنا الربيع نرتبع
ولم نزل من ثدِيِّ نعمته / إذا فقدنا الرضاع نرتضع
ومن علمناه غير متَّبعٍ / في المجد بل لا يزال يبتدع
ومن عرفناه غير مبتدعٍ / في الدين بل لا يزال يتبع
أعاذك الله أن نراك وأف / عالك بعد العلو تتضع
عد لي فليس الجميل فاحشة / تركبها تارة وتتَّزع
ولا طريقاً تخاف غَيلته / تركبه تارة وترتدع
والعائد العرف بعد بدأته / ينفع إخوانه وينتفع
والبادئ العرف لا معاد له / يعير إحسانه ويرتجع
لو كنتَ ممن يحب ثروته / أو كنت ممن جداه ممتنع
إذاً عذرناك في المطال به / لكن عذر الجواد منقطع
ما دفع مثلي والحال موجبة / والصدر رحب والوجه متسع
لا تمنعنِّي لهى مُمَنَّحةً / أضحت عليها الأكفُّ تقترع
يا من أراه رضا لمنتجعٍ / إن قال أي الرجال أنتجع
رِشْني تجدني رضى لمصطنع / إن قلت أي الرجال أصطنع
كم سائل عن نداك قلت له / مُخدَّع بالسؤال منخدع
وسائل عن حجاك قلت له / يحط أمواله ويرتفع
وسائل عن ثناك قلت له / لا يسأم الدهر منه مستمع
وكلهم كان في مسائله / أعمى عن الصبح وهو منصدع
يستوضح الصبح بالمصابح وال / مصباح عند الصباح مختشع
لا زلت ما عشتَ للعدوِّ شجىً / في حيث لا يستطيع منتزع
تسطو وتعفو وأنت مقتدر / لا ورَعٌ عند ذاك بل ورِع
ما أقبح المطل من أخي كرم / وعيب من قل عيبه شَنِع
ولم تَعِدني بل المنى وعدت / والحرُّ من خُلفِ طيفه جزع
متى تعللت أم متى عرف ال / إقلاع شؤبوب سيبك الهمِع
ألست من لم تزل تُحَمِّلُهُ ال / علياء أعباءها فيضطلع
ويرتجي خيرَه اليؤوسُ إذا / لم يرجُ ما عند غيره الطمِع
ويعتفي فضله العزوف إذا / لم يلتمس فضل غيره الجشِع
ويشمخ المعتفي عليه إذا / لاقى بخيلاً وخده ضرِع
تفترق الصالحات في فِرَقٍ / وفيك دون الجميع تجتمع
بلى بلى أنت أنت فلا فلا / يقطعك دون التمام مقتطع
يا ذاكر الغنم عند مغرمه / وذاكر الريع حين يزدرع
أولعْ بِيَ العارفاتِ في يدك ال / سمحة إن الزمان بي ولِع
والغوث منه أوانَ ينتهي ال / شلو ولا غوث حين يبتلع
أبا الحسين اهتزز فإنك لا ال / ناكل في موطن ولا الطبِع
ولينعطف منك معطفٌ حسنُ ال / طاعة لا مانع ولا جزِع
يا من دعاني إلى الغنى أثرٌ / لطابع الجود فيه منطبع
شهدت أني اعتقدت منك أخاً / لم يخدع الرأيَ فيه مختدع
متيماً بالعلا أخا شعفٍ / يخطبُ أبكارها ويفترع
يمزح بالجود لا السفاه فإن / جدَّ فزولٌ ذو عقدةٍ مَصِع
ما زلت بالإذن لي وبالأَذَن ال / مجدى وأي الجميل تتَّدع
تمهَدُ لي مطلبي وآونةً / تمهد لي مضجعي فأضطجع
خذها كصمِّ الصخور أقلعتُها / من جبل شامخ فتنقلع
مجدك ذاك الذي أناف على ال / نجم أصيل من طوده فرِع
ومن أبى ما أقول فيك فحي / ياه بموسى قعساء مجتدِع
وبعد فاسلم على الزمان ولا / زالت يد السوء عنك تندفع
لما حقُّ من صد عن مشربٍ
لما حقُّ من صد عن مشربٍ / لبعض القذى فيه أن يمنعَهْ
بلى حقه أن يصفَّى له / ليلتذ عند الصدى مكرعَهْ
أبى الله قطعك رزق امرئٍ / أبى الفضلُ والطول أن يقطعه
وعلمك أن السدى كله / ستُنشَرُ ذكراه في مجمعه
وما ذاك إلا عقاب امرئ / رأى السيف من حيده موضعه
منعت الكفاف الذي لم تزل / تجود به كفك الموسعه
فإن كنت مسلمَ ذي حرمةٍ / لقول أعاديه ما أضيعه
فعجله بالسيف كي تستري / ح إن كنت من قتله في سعه
أتسلمنا للردى ستة / وقد كنت ترحمنا أربعه
وفقحة كالحوت في ابتلاعها
وفقحة كالحوت في ابتلاعها / يعجز بيت المال عن إشباعها
من الغراميل وعن إرضاعها / ماء الرجال غاية ارتضاعها
يعوي عبيد الله من إضباعها / واسعة الخرق على رقاعها
فالأرض كالبقعة من بقاعها / لو ذرعت شقت على ذُرّاعها
فهو سخي النفس عن إقطاعها / ليت لعينيه من اتساعها
ما لاستِهِ من صحنها وقاعها /
سهولة الشريعَهْ
سهولة الشريعَهْ / تغني عن الذريعَهْ
يا ذا اليد المنيعه / والأذن السميعه
والهمة الرفيعه / يا قابل الخديعه
وفاعل البديعه / هل لك في صنيعه
تجعلها وديعه /
ألا قل لذي العطن الواسعِ
ألا قل لذي العطن الواسعِ / أخي المجد والشرف اليافعِ
ليهنك أنك مستقبِلٌ / دوام المزيد بلا قاطعِ
وأن لست ممنوع أمنيَّةٍ / وأن لست للخير بالمانع
وأن لست كلّاً على ناظر / وأن لست وقراً على سامع
فلا زال جدك مستعلياً / له قوة الغالب الصارع
ولا زال سعدك مستصحباً / مساعدة القدر الواقع
إلى أن تحل ذرى مرغمٍ / أنوفَ أعاديكمُ جادع
على أنني بعد ذا قائل / ولست لقولي بالدافع
ألستُ المحب ألستُ المرب / ب من قبل برقكم اللامع
ألستُ المحق ألست المدق / ق في المُعيِيات على الصانع
فما لي ظلمت وما لي حُرِم / تُ منكم وضِعتُ مع الضائع
ألم تعلمونيَ علم اليقي / ن والحق كالفلق الساطع
طلعتُ بأيمن ما طائرٍ / عليكم وأسعد ما طالع
فجاءتكمُ دولة غضة / تفيَّأ في ثمر يانع
ألم أك أدعو بتمكينكم / سراراً مع الساجد الراكع
ألم أك أثني بآلائكم / جهاراً مع المعلن الصادع
ألم تعلموا أنني جئتكم / مجيء المخالص لا الطامع
وأني خدمت وأني استقمت / إذا ضلعت شيمة الضالع
وأني نصحت وأني مدح / ت بالمنطق الرائق الرائع
أمن بعد ما سار معروفكم / إلى ساكن البلد الشاسع
وقام الخطيب بإحسانكم / على منبر المسجد الجامع
يشيع شقائي بحرمانكم / وشكري مع الشائع الذائع
ألا ليت شعريَ قول امرئٍ / تراخت مثوبته جازع
إذا أنا أخطأني نفعكم / فهل بعدكم ليَ من نافع
سيجري على مثل مجراكمُ / أخو ثقتي جري لا نازع
وأي البرية لا يقتدي / بأفعالكم غير ذي وارع
فلله ماذا جنت سادة / على خادم لهم خاضع
حمَوهُ المعاش وأسبابه / وهم خير مزدرع الزارع
أيحسن رفعي بكم صرختي / ألا هل عن الظلم من رادع
وقد طبق الأرضَ إنصافُكم / فعمَّ المطيع مع الخالع
ألا لا تكن قصتي سبَّةً / فما ذكر مثليَ بالخاشع
قبيح لدى الناس أن تُرتِعوا / وأن لا يروني مع الراتع
وأن تشرع الدُهمُ في بحركم / وأن لا يروني مع الشارع
وأن تترأَّس حُثَّالةٌ / بكم ويروني مع التابع
فلا تضعوا عالياً ربما / جنى وضعُهُ ندمَ الواضع
يراجع بعض رَوِيّاته / قد وقعت صفقة البائع
فتوحشه جورةٌ جارها / فشاعت مع الخبر الشائع
ويأسى على مُدَحِ المستمر / رِ بالحمد والشكر لا الظالع
وحسب أخي الظلم من غفلة / بمكوى ملامته اللاذع
ألا من لمن طردته الغيو / ث عن موقع السبَلِ الهامع
ألا من لمن وكلته البحا / ر ظلماً إلى الوَشَلِ الدامع
أقاسم يا قاسم العارفا / تِ يا كوكب الفلك الرابع
أعزمُكَ أنك إن أنت صر / ت في ذروة الفلك السابع
وجاوزته سامياً نامياً / إلى ثامن وإلى تاسع
جريتَ على نهج ذاك الرضا / بضيق القناعة للقانع
أبى الله ذاك وأن العلا / نمتك إلى الفارع الفارع
أعيذك من نائل حائل / ومن بادئ ليس بالراجع
أيشبع مولىً وعبدٌ له / يجوع مع الجائع النائع
جمالك يا ذا السنا بارعٌ / فصِلْهُ بإجمالك البارع
وزد في ارتفاعك فوق الورى / بأن تتواضع للرافع
بذلت من القوت لي عصمةً / فأوسع علي من الواسع
وما لي وإن كنت ذا حرمة / سوى طيب خِيمك من شافع
على أن لي شُغُلاً شاغلاً / بعتبك ذي الموقع القارع
أقول وقد مسَّني حدُّه / مقال الذليل لك الباخع
ضربت بسيفك يا ابن الكرا / م غيرَ الشجاع ولا الدارع
فصلني بعفوك إنّي أرا / ه أكبر من ضرَع الضارع
وهب حسن رأيك لي محسناً / ليهجع ليلي مع الهاجع
فما بعد رأيك من مُنيَةٍ / وما بعد عتبك من لائع
إذا ما الفجائع بقَّينَ لي / رضاك فما الدهر بالفاجع
رضاك ظلالٌ جنانيةٌ / وعتبك كاللهب السافع
صدقتك في كل ما قلته / يميناً وما كذب الطائع
فإن كان قولي فيما ترا / ه من خدع الراقئ الراقع
فسامح وليَّك إن الكري / م قد يتخادع للخادع
إذا أُولِيَ النُّعمى دعا الله أن يرى
إذا أُولِيَ النُّعمى دعا الله أن يرى / بأصحابها يوم اختبار الصنائع
فلله ما أغناهم عن جزائه / إذا كان مقروناً بيوم الفجائع
غنِّ أبا حفصٍ إذا جئته
غنِّ أبا حفصٍ إذا جئته / بشعره فيَّ بإيقاعِ
وليكن الإيقاع في رأسه / من حاذق بالقفد صفّاعِ
أغرُّ مُخيلات الأماني لموعُها
أغرُّ مُخيلات الأماني لموعُها / وأشقى نفوس الشائميها طموعُها
دعتنا إلى حمد الرجال وذمهم / هموعُ سحابات لهم ودموعها
وللدهر فينا قسمة عجرفية / على السخط والمرضاة منا وقوعها
فهيماءُ في ضحل السارب كُرُوعُها / وهيماء في بحر الشراب كروعها
وسافلة يزري عليها سفولُها / ويافعة يزري عليها يفوعها
وفي هذه الدنيا عصائبُ لم تزل / لخطة ضيم لا لحقٍّ خنوعها
فلا في الهَنات المُحفظات إباؤها / ولا في الحقوق الواجبات بخوعها
فلا يأمنوا وليحذروا غبَّ أمرهم / فبغي الجدود العاليات صروعها
ومن أمنِ نفس أن تخاف ولم يكن / لتأمن من مكروهة لا تروعها
سينفر من أمن العواقب آمنٌ / بَلا مِن مُناه ما جناه خدوعها
وللناس أفعال يجازى مدادُها / وللدهر أحوال يكايل صُوعها
لعلَّ ذرى تهوي وعل أسافلاً / ستعلو وخفَّاض المباني رَفوعها
فكم من جدود ذل منها عزيزها / وكم من جدود عز منها ضَروعها
ألا أبلغا عني العلاء بن صاعدٍ / رسالة ذي نفسٍ قليلٍ هلوعها
فإن تحتجز فالله جمٌّ عطاؤه / وإن تحتجب فالشمس جم طلوعها
أبت نفسك المعروف حتى تبتلت / إلى اليأس نفس واطمأن مروعها
ولكنكم لا تبطنون محبة / لنخلتكم ما سحَّ أرضاً صقوعها
فقد عزفت عن كل ما كنت أبتغي / لديك فأمسى كبرياءً خضوعها
سأظلف من نفس بذلت سجودها / وكان حقيقاً أن يصان ركوعها
هي النفس أغنتها عن الدهر كله / قناعتها إذ لم يفتها قنوعها
عفاء على الدنيا إذا مستحقها / بغاها ومن تبغى لديه منوعها
جزتكم جوازي الشر يا آل مخلد / وأقوت من النعمى عليكم ربوعها
ولا انفرجت عنكم من الكره خطةٌ / ولا الْتَأَمَت إلا عليكم صدوعها
ولا صمدت إلا إليكم ملمة / ولا كان فيكم يوم ذاك دفوعها
ليهنيكُمُ أن ليس يوجد منكمُ / لبوس ثياب المجد لكن خلوعها
وأن ركايا الماء فيكم جَرورها / إذا كان في القوم الكرام نَزوعها
نظرنا فأجدى من عطاياكم المنى / وأندى على الأكباد منهن جوعها
وجدناكم أرضاً كثيراً بذورها / رواءً سواقيها قليلاً رُيوعها
فلا بوركت عين تسيح لسقيها / كما لم تبارك في الزروع زروعها
جهدناكم مرياً فقال ذوو النهى / لقد أشبهت أظلاف شاة ضروعها
ألا لا سقى الله الحيا شجراتكم / إذا ما سماء الله صاب هموعها
فما بردت للاغبين ظلالها / ولا عذبت للسائغين نبوعها
أبت شجرات أن تطيب ثمارها / وقد خبثت أعراقها وفروعها
نكحتم بلا مهر قوافيَ لستمُ / بأكفائها فاللائعات تلوعها
رويدكم لا تعجلوا ورُوَيدَها / ستغلو لدى قوم سواكم بضوعها
ستُمهَرُ أبكاري إذا وخدت بها / خَنوفُ المهارى بالفلا وضَبوعها
وإني إذا ما ضقت ذرعاً ببلدة / لجواب أقطار البلاد ذروعها
وليس القوافي بالقوافي إن اتّقى / هجوعكم عن حقها وهجوعها
وليست بأشباه الأفاعي عرامةً / متى لم يطل بالعيث فيكم ولوعها
وكانت إذا أبدت خشوعاً فخيِّبت / أبى عزها أن يستقاد خشوعها
ومن لم تجد في فضل كفيه مرتعاً / ففي عرضه لا في سواه رتوعها
ألا تلكم الغيد العطابيل أصبحت / إلى غيركم أرشاقها وتلوعها
عذارى قواف كالعذارى خريدها / يقود الفتى نحو الصبا وشَموعها
كسوناكم منها ونحن بِغرَّةٍ / مدائح لم تغبط بربح بُيوعها
وكم نزعت منا إليكم مطامع / فأضحت وعنكم لا إليكم نزوعها
لقد ضللت وجناء باتت وأصبحت / يُهزُّ إليكم رحلها وقطوعها
قضى ربها أن لا تحل نسوعها / يد الدهر إذ شدت إليكم نسوعها
تسربلتم النعمى فطال عثاركم / بأذيالها واسودَّ منها نصوعها
وما عطرت أثوابها إذ علتكمُ / ولا حسنت في عين راء دروعها
ولم تُظلَموا أن تعثروا في ملابسٍ / مُذيَّلةٍ أبواعُكم لا تبوعها
على أنكم طلتم بحظ علائكم / فلجَّ بعيدانٍ لئامٍ منوعها
بسقتم بسوق النخل ظلماً فأبشروا / ستسمو بكم عما قليل جذوعها
وقلتم رجحنا بالرجال بحقِّنا / وأي رجال لم تَزِنكم شُسوعها
وهل أنتم إلا مذيعو مَناسبٍ / تردُّ عليكم ما ادعاه ذيوعها
أحلّكم ورهاء يُرذمُ أنفُها / فيمخطها من شدة الموق كوعها
مفكك أوصال معلَّل فقحةٍ / عضوضٌ بسفلاه الأيور بلوعها
ضعيف اللُّتيّا في الدماغ سخيفها / قوي اللُّتيا في الحتار لذوعها
يلاحظُ دنياه فأحلى متاعها / طواميرُها في عينه وشموعها
وما عدمت وجعاءُ عبدون سلحةً / ولا طهرت إلا وفحل يقوعها
أنوفكم أعني بما قلت آنفاً / بني مخلدٍ حيَّ الأنوفَ جدوعها
أفدتم ثراء فاستفدتم عروبةً / وقد فضح الأنساب منكم شيوعها
وإن بيوت البدو لو تصدقوننا / لأبنيةٌ ما ظللتكم نُطوعها
ولو أنكم كنتم دهاقينَ سادةً / لما راقكم جوع العريب ونوعها
أبت ذكر حزوى منكمُ واشتياقكم / إليها قلوب ذكرُ جُوخَى يَضوعها
فَديتُم بني وهبٍ فإني رأيتهم / أبوا قذعةً يحتج فيها قذوعها
وأقنعهم من مجدهم ما كفاهمُ / وأعلى نفوس الراغبين قنوعها
وما درك الدهقان في قيل قائل / ألا ذاك خصاف النعال رقوعها
ألا ذاك بناء الحياض ورودها / ألا ذاك حلاب اللقاح رضوعها
وإن كان في عدنان نور نبوة / فَرُوْجٌ لظلماءِ الضلالِ صَدُوعها
ومن حكمها لعنُ الدعيِّ وثلبِهِ / إذا واصل الأرحام عُدَّ قطوعها
أرى سقم الدنيا بصحة حظكم / شفى داءها ضرّارُها ونفوعها
وهذا أبو العباس حيّاً مؤمّلاً / ضَروبُ الرؤوسِ الطامحات قَموعها
فتى من بني العباس كهلٌ جلاله / رَكوبٌ لأشراف النجاد طلوعها
فَروق لألباس الأمور فَصولها / ضَموم لأشتات الأمور جَموعها
ولله والأيام فيه وديعةٌ / تُداوى بها البلوى وشيكٌ نجوعها
وما برحت في كل حالٍ تسوسها / له شيمٌ زهر المحاسن روعها
فصبراً لأيام له سترونها / يطول عليكم أيها القوم سوعها
وقد شمتمُ منه ومن أوليائه / بوارقَ لم يُخلِف هناك لموعها
ألا تلك آساد الشرى وبروزها / فدتها خنازير القرى وقُبوعها
بدوا وجحرتم ظالمين بني استِها / فبتُّم وفي الأستاه منكم كُسوعها
وما يستوي في الطير صقر وهامة / لعمري ولا شحّاجها وسَجوعها
جمحتم إلى القصوى من الشر كله / وللدهر فيكم روعة سيروعها
وأبطركم أكل الحرام فأمهلوا / لكل أكول هوعةٌ سيهوعها
كأن قد دسعتم بالخبيث ولم تزل / لكم دَسَعاتٌ لا يُسقَّى دسوعها
ستُكسع منكم دولة حان بينُها / بدولة صدق قد أظل رجوعها
تقوم بها من آل وهب عصابةٌ / تحنَّت على نصح الملوك ضلوعها
لهم دولة منصورة بفعالهم / أبى النصر أن تنفض عنها جموعها
تقدمهم في كل فضل سيوفها / ومعروفهم في كل أزل دروعها
هنالك يشفى من صدورٍ غليلُها / إذا ما الدواهي طال فيكم شروعها
أرتني سعودي ذلك اليوم أنه / برود نفوس حُلِّئت ونُقوعها
ولا رقأت إبَّان ذاك دماؤهم / ولا أعين فاضت عليكم دموعها
منحتكموها شكم نفس أبية / قليل عن الطاغي الأبيِّ كيوعها
فدونكم شوهاء فوهاء صاغها / مُشوِّهُ أقوال وطوراً صَنوعها
وما كنت قوال الخنا غير أنني / قَؤولُ التي تشجي اللئيم سَموعها
رَؤومُ صفاةٍ أنبتت وتفجرت / رَجومُ صفاةٍ أصلدت وقَروعها
وإني لمنَّاح الأنوف تحيتي / فإن جهلت حقي فعندي نشوعها
فإن شمخت من بعد ذاك فإنني / قَذوعٌ لآنافٍ قليلٍ قُذوعها
بحدٍّ جرت جري الرياح فأصبحت / سطوع ضياء النيِّرين سطوعها
فمن صد عن نفَّاحها وبرودها / فعندي له لفّاحها وسَفوعها
وإني لطلاب التي أنا أهلها / وغيري إذا ولت قفاها تبوعها
وما أنا في حال العطايا فَروحها / وما أنا في حال البلايا جزوعها
لقد سرَّت الدنيا وضرت جناتَها / فمجّاجها للقوم أرياً لَسوعها
فلا تأس للدنيا ولا تغتبط بها / فوهابها سلابها وفجوعها
أيرضى الأمير أطال الإله
أيرضى الأمير أطال الإله / بقاء الأمير عزيزاً مطاعا
بأن فلَّ حرمانه مقولي / فأحذاه بعد المضاء انقطاعا
وكانت قوافيَّ في مدحه / مئين فقد صرن فيه رباعا
وما كان إلا حساماً أضيع / ومهما أضيع من الأمر ضاعا
فلو شاء صيقله رده / جديداً وولاه كفاً صناعا
تعيد شباه إلى حاله / وتلقى على صفحتيه شعاعا
ليوم تقنَّع فيه الرجال / وتحسر فيه النساء القناعا
راع فؤادي منك ما راعَهْ
راع فؤادي منك ما راعَهْ / ولاعه صدك ما لاعَهْ
أمرضت قلبي ثم ما عدته / كلاً ولا داويت أوجاعَهْ
يا مالكاً قلبي وتعذيبه / مهلاً فما ملكت إقلاعه
ته عند تمليكك تخليصه / أو عند إحسانك إمتاعه
حق لك الكبر على عاشق / نارك في جنبيه لذاعه
لو كنت قد مُلِّكت إنقاذه / منك كما مُلِّكت إيقاعه
يا ناقص القدرة كم غيةٍ / ليست لها نفس بتيَّاعه
لا تحسبنِّي للهوى طعمةً / إنِ استجاش الرأي أشياعه
أنا الذي إن شئت هان الهوى / خَوَّفَ أو أطمع إطماعه
يا عجباً من شنطف إنها / أضحت تغني غيرَ مرتاعه
ما أصفق الوجه الذي أعطيت / ساق إليه الخزيُ أنواعه
ألقِ إليها أذناً واستمع / أبرد ما غنته كرَّاعه
وأْمُرْ لها ثم بروميةٍ / للرقص والإيقاع جمَّاعه
رقّاصةٍ في البطن كبَّادةٍ / موقعة في الرأس صفّاعه
تعساً لها تعساً إذا ما عوت / ونزعةً للنفس نزّاعه
تفسو فما تنفك عن فسوها / دواخن في البيت منباعه
دحداحة الخلقة حدباؤها / قامتها قامة فُقّاعه
قصيرة القامة مقصوعةٌ / للقمل فوق الطبل قصّاعه
تطفرها من قِصَرٍ فأرةٌ / وبظرها يُتعبُ ذرَّاعه
مشؤومة للخير حصَّادةٌ / لكنها للشر زرّاعه
تضل في السربال من قلة / كصعوة في جوف قفّاعه
وعواعة البطن فإن رجعت / يوماً غناء فهي وعواعه
لو أنها ملكي ولي ضيعة / نصبتها للطير فزّاعه
أقبح بذاك الخلق من منظر / وزَّع فيه القبح أوزاعه
بالحمق والغلمة مصروعة / بالإبط والنكهة صرّاعه
لا تعرف الله ولكنها / سجادة للأير ركّاعه
منيتها أير عريض القفا / مضلَّع تغمز أضلاعه
حتى إذا قام على سوقه / سدت به ثقبة بلاعه
لها حِرٌ أشمط مستكرشٌ / شاب وما تترك إرضاعه
تجهد أن تشبعه دهرها / لو أنها تسطيع إشباعه
منقلب الشفرين مستضحِكٌ / ما هو إلا جيب درّاعه
نوسعها ذماً على أنها / بذّالة ليست بمنّاعه
تقتل بالبذل فأعجب بها / ضرارة في زي نفّاعه
كم عصت الله وما أحسنت / فقحتها شيئاً سوى الطاعه
خفاضة للرأس لكنها / لرجلها والردف رفّاعه
قد لمعت من برص واضح / مؤزَّرٍ في الوجه لمّاعه
لو عرضت شيراز صوَّارَها / وعِينها لانتابها الباعه
صفعانة تأخذ من رأسها / لطيزها في الفسق رتّاعه
مبتاعة دفعاً بصفع ألا / قبَّحها الرحمن مبتاعه
ترقع من فروتها صدعها / وحيلة الإنسان رقّاعه
قلت لداعي الشعر في شتمها / مهلاً فقد أبلغت إسماعه
ستسمع الآذان في شنطف / قوافياً للجهل ردّاعه
ليست عن الثأر بنوّامة / ولا عن الوتر بهجّاعه
إن صكت الوجه فسفاعة / أو صكت الرأس فقمّاعه
يا من تغنينا بما ساءنا / دونَكِها للأنف جدّاعه
أسمعتِنا سوءاً فأُسمعتِهِ / فاستمعي إن كنت سمّاعه
أبا عليٍّ للناس ألسنةٌ
أبا عليٍّ للناس ألسنةٌ / إن قلت قالوا بها ولم يدعوا
والبغي عون على المدلِّ به / فاشنأْهُ واجعله بعض ما تدعُ
أو لا فكن رامياً وكن غرضاً / ترمي وترمى وتحصل الشنع
وقالة السوء غير راجعة / يوماً إذا نوهت بها السُمَع
يا ليت شعري وليت شعرك إن / قلت وقلنا واستحكم القذع
ما ينفع الصارم اللسان إذا / غودر يوماً وعرضه قطع
لا نفع في ذاك إن نظرت وإن / قوَّم منك الحياء والورع
فارجع وبُقيا أخيك باقيةٌ / واندم وفي الحلم فسحةٌ تسع
أو لا فأيقن بأنني رجل / تكثر فيما يقوله البدع
والشهد عندي لمن أناب بما / ء المزن أو لا فالصاب والسَلَع
وقد هجوت امرءاً يجل عن ال / مدح وعندي الحفاظ لا الجزع
ومن هجا ماجداً أخا شرف / فليس إلا من نفسه يضع
والنَبلُ مبرية منصلة / يحفزُهُنَّ القسيُّ والشرع
وكل سهمٍ رمت يداي به / فليس إلا في مقتلٍ يقع
فلا تعد بعدها لذكر أبي / بكرٍ ولا تخدعنّك الخدع
فوالذي تسجد الجباه له / ما بعدها في هوادتي طمع
ذلك عرض أبيت لا بل أبى ال / لَه له أن يمسه طَبَع
ودونه نصرة مؤيدة / مني ولي بالحفاظ مضطلع
والظلم مخذولة كتائبُهُ / تضرب أدبارها وتكتسع
والحق منصورة حلائبه / تكثر أعوانُه ويُتَّبع
أنذرت حرب الهجاء ملقِحَها / فما لها غيرَ حتفه ربع
وليس فيها الرؤوس تُندَرُ بل / فيها أنوف الرجال تجتدع
ذاك مقام كما سمعت به / محاسن القوم فيه تُنتزع
وليس فيه شيء تراه سوى ال / أعراض دون النفوس تُدَّرع
والعيش بعد الممات مرتجع / وليس عرض يودي فيرتجع
ونحن في منظر ومستمع / ما مثله منظرٌ ومستمع
فليتزع بالعظات مُتَّزِعٌ / ما دام يجدي عليه متَّزَع
إياك أن يستثير منِّيَ أق / دامُك صلّاً في رأسِهِ قَرَع
قد جف واديه من تنفسه / فما به في الربيع مُرتَبع
لا ماء فيه ولا نبات وهل / خصب بوادي البوار أو مرع
إياك إياك أن تطيف به / وإن تداعت لنصرك الشيع
فرب إقدام ذي مخاطرة / أحزمُ منه النكوص والهلع
لا تنتجع صيفة لها وهجٌ / حامٍ فما في المصيف منتجع
ولا تزعزع حلمي وتأمل أن / ترسوَ إن الجبال تقتلع
فليس حلمي حلماً يُبلِّغني ال / ذلَّ وإن كان فيه متَّسع
وليس جهلي جهلاً يبلغني ال / ظلم وإن كان فيه ممتنع
أنا الذي ليس في مغامزه / لينٌ ولا في قناته خَضَع
أنا الذي لا يذلُّ صاحبه / ولا يُرى في وليِّه ضَرَع
أنا الذي تحشد الرواة له / فكل أيام دهره جُمَع
أنا الذي ليس في حكومته / جورٌ ولا في طريقه ضَلَع
وأنت بكر على الهجاء فصن / عرضك إن الأبكار تُفتَرع
قارعت قبلي معاشراً قُرَعاً / فازت فخف أن تخونك القُرَع
وذقت من غير موردي جُرَعاً / ساغت فخف أن تغصَّك الجُرَع
متى تعاطيت جرع واحدة / من موردي فالشجا له تبع
فلا تجرب على الحياة فما / كل التجاريب فيه منتفع
وما تعديت بل ردعتك بال / وعظ وللصالحين مرتدع
وأنت ممن يهاب معصية ال / حق ولا يستخفّه الفزع
وفي القوافي لقائل سعة / إن شئت والدهر بيننا جذع
وقد عرفت القريض أصلحك ال / لَهُ وفيه الأغلال والخِلع
فاجتنب الشر فهو مجتنب / واتبع الخير فهو متبع
أصلٌ نما بك ربُّه فَرْعَهْ
أصلٌ نما بك ربُّه فَرْعَهْ / من بعدما التمس العدى قَلْعَهْ
يا من تجلت الوجوه به / بعد السواد تشوبه سُفعَهْ
ما ينقم الحساد منك سوى / أمنٍ شننت عليهم درعه
بل عز مثلك لا كفاء له / بنَّيت بعد حفوفه ربعه
مُلكٌ شرَوه من عدوِّهمُ / سفهاً فكنت أحق بالشفعه
ورياسة كانت مطلَّقةً / منهم فكنت أحق بالرجعه
يا آخراً أضحى لأوله / كالسجدة اتصلت بها الركعه
قد قلتُ حين ملكت أمرهم / شمل أراد مليكهم جمعه
يا من إذا دعي المديح له / لبى الدعاة وجاء في سُرعه
هُنِّئتَ ما أوتيت مغتبطاً / بمزيد رب شاكراً صنعه
وفَّيتَ حق الشرطتين وما / وُفِّيتَ حقك لا ولا ربعه
لكنها باكورة بكرت / مما نؤمل فانتظر ينعه
واسلم على ريب الحوادث ما / سجع الحمام مرجعاً سجعه
الآن نام الخائفون وما / كانت تذوق عيونهم هجعه
لم تمس عين الله راعية / أحداً يبيت وأنت لم ترعه
أضحى عبيد الله سيدنا / في المجد وتراً لا يرى شفعه
يغري خطوب الدهر منصلتاً / كالسيف أحمدَ ضاربٌ وقعه
يقع الربيع وجود سيدنا / فإليه تصرف دونه النجعه
جود يزيد الله صاحبه / وثوابه المذخور لا السمعه
وله إذا ما الرأي حيره / خطبٌ يشنِّع ورده قرعه
رأي كأن الدهر أطلعه / من سر كل خفيَّةٍ طلعه
فتَّاقُ ما يعيا الدهاة به / رتاق ما لم يَرتُقوا صدعه
كم غبطة لمعاشر صدرت / عنه وكم لمعاشر فجعه
فالناس طراً بين مرتقب / سطواته ومؤمل نفعه
كالعارض التهبت صواعقه / وسقى البلاد فلم يدع بقعه
أحذاه عبد الله شيمته / والأصل يسقي ماؤه فرعه
يندى ويصلب عوده فترى / لَدنَ المهزة صادق المنعه
كالخيزران لعاطفيه وإن / عجمته نائبة فكالنبعه
ملك يباشر ناره صَرَدٌ / فتظل مُدفِئةً بلا لذعه
فإذا اصطليت حريقه بطراً / فهناك لست بآمن سفعه
متسربل حلماً بطانتُهُ / عزٌّ وليس بكائن فقعه
يحيي ويردي وهو مقتدر / حلو المجاجة قاتل السبعه
فعّال منقذة ومهلكة / قوّال مثلهما بلا قذعه
لا يرأمُ العوراءَ منطقُه / كلا وليس يعيرها سمعه
يسع الجسيم من الفعال وما / يرضى نداه لقدره وُسْعه
وأتى الأمير لقد جرى فسعى / مسعاه غير مطالعٍ طِلعه
وجرى أبو العباس يتبعه / سعياً فقال ألا كذا فاسْعَه
ولدٌ أقرَّ لعين والده / طالت لوالده به المتعه
وزعت يداه ما يحاذره / من دهرنا فأجادتا وزعه
لم يرعَ سرحَ الملك رعيته / راعٍ ولا قمع العدى قمعه
عجباً لطائفةٍ تقيس به / من لا يوازنه ولا شِسعه
أنى تقاس شُعيلةٌ خمدت / بالشمس في الإشراق والرفعه
قوم بغوا بيقينهم بدلاً / ممن أبت سقطاتُه رفعه
مستبطني ضغنٍ له وبه / رفعوا جنوبَهمُ من الصرعه
وعليهم للعز أبهة / من بعد ما رهقتهم الخشعه
مالوا بودِّهمُ إلى رجلٍ / جعل البوار لأهله شرعه
طالت به عثراته فكبا / وكبوا وكلٌّ راكبٌ ردعه
يهوون في أهويَّةٍ قَذَفٍ / من يمن صاحبه بها ينعه
حتى تداركهم فأنقذهم / صلت الجبين مبارك الطلعه
لو قارع الأكفاء كلهم / عن سؤدد وقعت له القرعه
فجزوه أن حفروا له حفراً / جذب المهيمن دونها ضَبعه
وأبيهم ما كان ريعهمُ / لأخيهم بمشاكلٍ زرعه
إن المريد بمثله بدلاً / لكمن يريد بدرَّةٍ ودعه
يا زينهم إذ كان أشأمهم / شيناً وليس الأنف كالسلعه
شهدوا غداة رقعت وهيَهُمُ / أن قد أجدت ولم تُسِئ رقعه
يا بيهقيُّ دع القريض لذي / حذقٍ يعاون علمُه طبعه
فادفن سُلاحاً ظلت تسلحه / من فيك لا استك دُفعةً دفعه
أخطأت في المصراع مفتتحاً / وأتيت إذ عجَّزتَه بِدعه
سكنت ميماً غير ساكنة / وجعلت ربَّك أنجماً سبعه
حكَّمتها في من لو انتظمت / تاجاً لقل لمثله خِلعه
وزعمتَ سيدَنا الأمير سما / بالجود حتى صافح الهَقعه
وهو الذي أدنى مواطئه / فوق الذي سميت والهنعه
وجعلت أقصى ما تجود به / للمستميح نواله الجُرعه
ثَلطٌ على ثلط وضعت به / ووضعت بعد هدائل القصعه
من كان مثلك في جماعته / أضحى وقيمة رأسه قرعه
وشكوت جوعك في ذرى ملك / فنقضت مدحك فيه بالشُّنعه
أقبلت تشكو في ضيافته / طول الطوى متمنِّياً نجعه
كذباً عليه بعد زعمِكَهُ / نصب الجفان بربوة تلعه
أقبح بإفك في مناقضة / كالنبذة الشمطاء في الصلعه
وحكيت أنك مذ أطفت به / في عيشة تقتاتها لمعه
وزعمت صرتك اغتدت عطلاً / لا درهم فيها ولا قطعه
وهو الذي يضحي مجاوره / من جنة الفردوس في ترعه
وجعلت ذكر الصفع خاتمة / مسترزقاً من صافع صفعه
فثواب مثلك صفع أخدعه / بل بصقة في الوجه بل نخعه
ما زلت في معنى يحاك وفي / لفظ يساء كقولك الضبعه
وذكرت رهطاً تسعةً جدعوا / أنف القتيل فأوعبوا جدعه
فجعلت صاحبهم طويسَ وما / لاقى طويسُ أولئك التسعه
أفلا قُدار جعلتَ تاسعهم / كَسْعُ استِ قاطعِ زبرِها كَسعه
وذكرت بالحولاء بحربة / ونعتَّها فجعلتها ربعه
وجعلت تحفتها مغازلة / لك أن تقول مجيبة نزعه
ووصفت كأساً لا يشاكلها / فجعلتها صهباء كالدمعه
لا دمعةٌ صهباء نعلمها / إلا دم استِك خاضباً فُصعه
ووصفت ضوء الصبح محتفلاً / فجعلته كإضاءة الشمعه
يا أبا الصقر زادك الله في المج
يا أبا الصقر زادك الله في المج / دِ علوّاً وفي المكارم باعا
مع أن قد علوت في المجد حتى / لم تدع فيه مبلغاً مستطاعا
أنت شمس أضاءت الشرق والغر / ب وأضحى لها إلينا شعاعا
بك عادت آمالنا وهي آما / ل وقد كُنَّ مرة أطماعا
شهد الله والخليفة والنا / س جميعاً شهادة إجماعا
أنك الكاتب الذي يأمن السل / طان منه إضاعة واقتطاعا
والجواد الذي إذا نال حظاً / لم يكن عند نيله مناعا
تجمع الفيء للخليفة جمعاً / لا يشذ الفتيل منه ضياعا
وإذا ما أخذت سهمك منه / لم تكن عند أخذه جماعا
أبت الجمع منك روحاء من كف / فَيك تزداد ما حييت اتساعا
هي خرقاء حين تعطي وكانت / حين تستخرج الخراج الصناعا
عجباً من يديك والفيء أنّى / يجمعان الشتيت منه الشعاعا
وهما آفتان للمال حتمٌ / منهما أن يكون نهباً مشاعا
ضلّةٌ للمهنئيك بأن ول / لِيت ما تستحقه إقطاعا
أنت أعلى من أن يقول لك القا / ئل يهنيك أن وليت الضياعا
ولأولى بأن يهنِّئك النا / س ضياعٌ حفظتها أن تضاعا
ورعايا حميتها بعد أن شا / رك في حفظها الرعاء السباعا
فهنيئاً لمن رعيت هنيئاً / آمن الله سربهم أن يضاعا
وهنيئاً لك الثواب إذا هن / نِئَ والٍ بأن أصاب متاعا
والثناء الجميل فيك إذ صُي / يِرَ للسامعين طراً سماعا
ما يداني إيناقُ منظرك الأب / صارَ إيناقَ ذكرِك الأسماعا
جعل الله جدَّك الظاهر الأع / لى إذا جدَّتِ الجدود اصطراعا