القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحَيْص بَيْص الكل
المجموع : 126
اُعيذُ قريشاً أن تُصيخ لكاشحٍ
اُعيذُ قريشاً أن تُصيخ لكاشحٍ / كذوبٍ وما يقضي بظُلْمٍ أميرُها
وعند قُريشٍ شيمةٌ نبويَّةٌ / يُخبِّرها ما في النفوس ضميرها
لهم مهبطُ الوحي المجيدِ ومنهمُ / بشيرُ البَرايا مُرْسلاً ونذيرُها
ومنهم أغَرُّ الوجه يشرقُ نورُه / بشيبته جادَ البلاد مَطيرها
وجهلٍ بحلمٍ قد غفرتم عظيمَه / إِذا ما شفى غيظ النفوس قديرها
ويوم نزالٍ قد دلفتم لشَرَّهِ / فأبليتمُ والخيلُ تدْمى نُحورُها
أعدتمْ به السُّمر الصِّحاح كسيرةً / وخيرُ العَوالي غبَّ طعن كسيرها
ومن كقريشٍ في المعركِ والنَّدى / يموتُ مُناويها ويحيا فقيرها
إِذا ما مساعيهم اُعيدت وكُرِّرتْ / أضاء الدجى والشمس لم يبدُ نورها
أبَرَّ عَليَّاها على كل ماجِدٍ / فأولها حازَ العُلى وأخيرها
تلا ابنُ طِرادٍ في المعالي سميَّهُ / فلا سورةٌ الا الوزيرُ أميرها
هُمامٌ رحيب الصدر يرجى نوالُه / إِذا السَّنَةُ الشهباء جفَّ غديرها
تدلُّ عليه المُعْتفينَ طَلاقَةٌ / ونارُ يَفاعٍ ما ينامُ مُنيرها
هو المُكتفي بالحمد عن شرف الغنى / وبالرأي عن حربٍ يُشبُّ سعيرها
يصول به عن حومة البأس والردى / إِذا المرهفاتُ البيض كلَّ طريرها
زهيد الكَرى تجلو الروية نوْمَه / إِذا الليلة الليلاءُ نام دَثورُها
فلا راحةٌ الا افْتراعُ مُنيفةٍ / واِنْ ضُمِّن الأخطار منها خطيرها
كريمة نفسٍ عُوِّدت نصب العُلى / فشدَّتْ قواها واستمر مريرها
يُطاعُ إِلى غيرالدَّنايا عَذولُها / ويُعصي إِلى غير المعالي مُشيرها
إِذا عُدِّتْ أطواد حلم من الورى / فانك يا ابن العُنصرين ثَبيرها
وما أجْلب الخطبُ المهيبُ صيالُه / بأنديةٍ اِلا وأنت وقورُها
لك الشَّرَفان من نِجارٍ ورُتْبةٍ / إِذا فَضَلَ الأحياء يوماً فَخورُها
ويا راكباً تطْوي به أرْحبِيَّةٌ / سواءٌ عليها سهلُها ووعورُها
يُخدِّدُ في الأرض العَراءِ رسيمها / وترفضُّ من فرط الذميل صخورها
نضا نحضها طول السِّفار فأصبحت / كأن سَنام الأرْحبيَّةِ كورُها
ترودُ الغنى والعزَّ عند مُعَذَّلٍ / يُفيدُ المَقاوي والجُناةَ يُجيرها
أنخْها على الزوراء شرقيَّ دجلةٍ / بحيث تُقَضَّى للمعالي أمورها
فما ابنُ طِرادٍ بالخذولِ للائِذٍ / إِذا نوَبُ الأيامِ ذَلَّ نَصيرُها
وما اُنُفٌ من روضةٍ ذات بهجةٍ / مُمنَّعةِ الأكناف غضٍّ نَضيرُها
لها نَفَحاتٌ بالعَشيِّ كأنها / لَطيمةُ داريٍّ يُفتُّ عَبيرها
أقامَ بها القَيْلُ التَّريفُ وأسْرةٌ / كِرامُ التَّلهِّي نشؤُها وكبيرها
تُصَبُّ على نوَّارِها قرْقفيَّةٌ / يميسُ لعَرْف الطِّيب منها مديرها
يكادُ نسيم الجوِّ بعد ركودهِ / يموجُ انشاءً اذْ تصبُّ خمورها
بأطيب من عِرض الوزير ولو غدت / أصائلُها مَطْلولةً وبُكورها
تيمَّمتُ زوراء العراقِ وذادني / عن القصد بهْتان الأعادي وزورها
وماليَ ذنبٌ أختشي من عِقابهِ / سوى صُحبةٍ مجد الاِمام غفورها
أقمتُ بها حيث الرضا ذو مخائلٍ / وفارقتُها لمَّا بدا لي غُرورها
فمن مُبْلِغ عني الوزيرَ واِنها / لدولةُ مجدٍ حيث أنت وزيرها
ألوكَةَ مغلوبِ اللسان من الأسى / تدلُّ عليه لوعةٌ وزَفيرها
اتُعْرضُ عني والمَدائِحُ جَمَّةٌ / تَتيهُ قوافيها وتُزْهى سُطورها
ولي فيك ما لم يره الموت بعدهُ / اِذِ العمر أذْكارُ الرجال وخيرها
قوافٍ تخطَّت عرض كلِّ تنوفةٍ / يشقُّ على أيدي الرَّكاب مسيرها
سَرَتْ في بلاد اللّهِ حتى قليلُها / لكثْرَةِ ترجيعِ الرُّواةِ كثيرها
ومن عجبٍ تغْشى البلادَ قلائدي / وتُعْرض عن زورائكم لا تزورها
وفيكم غَدتْ ألفاظُها مُسْتجيبةً / مُلائمةً أعْجازها وصُدورها
ومال زلْت تهوى الحمد من غير أفوهٍ / فكيف بأقوالي وأنت خَبيرُها
ومن قبلها قصَّرت عني يد الرَّدى / وأنت بأخرى والسَّلام جديرُها
عداك الردى ما جنَّ ليلٌ غُرانقٌ / وما حانَ من شمس النهار ذرورها
ولا زلْتَ ماضيَّ العَزائمِ نافِذَ الأ / وامر لا يَعْيا عليكَ عَسيرُها
ومن يدك النَّضَّاحةِ البأس والندى / يُفَكُّ ويْغني ضيفُها وأسيرُها
أقِلْني عِثاري واتَّخذْها صنيعةً / يُطَرَّبُ شاديها ويلْهى سميرُها
فما الدهر اِلا حِلْيةٌ مُسْتعارةٌ / جديرٌ بكسب الحمد من يستعيرها
على مَهَلٍ يا ابنَ الحسينِ فانما
على مَهَلٍ يا ابنَ الحسينِ فانما / وداديَ درعٌ لا يُفَكُّ قَتيرُها
أتحسبُ اِعراضي عن الزور غدرةً / بعهك والأيامُ جَمٌّ غُدورها
أبتْ لوفاءٍ هِمَّةٌ دارِ ميَّةٌ / يُطاول عُلْويَّ النجومِ قصيرُها
تَوَدُّ على لُؤْمِ الرجالِ وظلمها / فكيف إِذا ما استغرق الحمد خِيرُها
بيوتُ عُلاً عندي سواءٌ أزورُها / إِذا صَحَّ مني الوِدُّ أو لا أزورها
يحلُّ بها نشوانُ بالمجد موجِفٌ / الى الحمد متبوعُ المعالي كبيرها
طريرٌ كنصل السيف غمرٌ نواله / إِذا السَّنَةُ الشهباء غاض غديرها
يُقلُّ فؤاد لوذعيّاً ويقْظةً / يُخَبِّرُ عن سرِّ المغيب حُضورها
إِذا قيل سعد الدين فالنطق والحجا / وجُمَّةُ فضلٍ لا يُرامُ غزيرها
وغُرُّ سجاياك الصَّباحِ مضيئةٌ / تُجَلَّي غيابات الدُّجى وتُنيرُها
تزيدُ عى ماء السَّحائب رِقَّةً / إِذا ما سقى الحُرَّ العزيب مطيرها
تعلَّمْ خلاكَ الذمُّ أنِّيَ راهِنٌ / على الحبِّ ما قادَ المطايا جريرها
يُقَحِّمُهُ ويُمسكُه قَديراً
يُقَحِّمُهُ ويُمسكُه قَديراً / شديدُ البأسِ والعِطْفُ الوقورُ
فعندَ الرَّوْعِ سَهْمٌ أو حُسامٌ / وفي النَّادي شَمامٌ أو ثَبيرُ
اذا انْتزحَتْ عُلاً أدْنى مَداها / مساعٍ منه والنَّسَبُ الشَّهيرُ
لهُ بالحمدِ أُنْسٌ وامتزاجٌ / وعن عار الرجال به نُفورُ
رَعيَّتهُ بحُسْنِ العدْلِ تُثْني / ويشكو المالُ منه ما يجورُ
مع النُّدَماءِ مُؤْتمنٌ دَعوبٌ / وفي العُظَماءِ مرهوبٌ أميرُ
اذا ما حلَّ أرضاً ذاتَ جَدْبٍ / فأسوءُ قيْظها نضِرٌ مَطيرُ
يُنيخُ المُسيف النِّضوَ منه بممرعٍ
يُنيخُ المُسيف النِّضوَ منه بممرعٍ / خصيبٍ على حبي المواطرِ ناضِر
اذا استهلك المحل الذرى بيد السُّرى / بني أسْنِمات الرازحات الضَّوامر
بأزْهرَ ظُهْريِّ الجبين كأنهُ / سَنا الجوْنة الغراء غِبَّ المَواطرِ
يضوعُ بأعْقارِ المحافلِ حمْدُه / كأنَّ عُلاهُ في دخانِ المَجامرِ
يُبِرُّ على الطَّوْد المُنيف رزانةً / وفي العزم غلاَبٌ شِفار البواترِ
اذا قيل صدرُ الشرق والغرب أذعنت / نفوسُ العِدى عن منطقٍ وضمائر
يقيناً بأنَّ الزَّيْنبيَّ هو الذي / يُشارُ اليه في العُلى والمآثِرِ
وما زال محسودَ المقام وفاخِر ال / كِرامِ ونَعَّاشَ الجدودِ العواثرِ
أبَرَّ على هَطولِ الغيثِ جوداً
أبَرَّ على هَطولِ الغيثِ جوداً / وزادَ على حديدِ الهندِ نَصْرا
وبارى الشمس في نَفْعٍ ونورٍ / فحاز الفخر رأدَ ضُحىً وظُهرا
ووُحّدَ في المناقبِ والمَعالي / فلما استصرخوهُ كان مَجْرا
وواقَرَ كلَّ طَوْدٍ ذي هِضابٍ / فزادَ عيه عند السُّخْطِ صَبْرا
وضاقَ النَّظْمُ فيه عن مديحٍ / فَرُحنا نبتغي للحمد نَثْرا
أغَرُّ الوجهِ أبْلَجُ زيْنبيٌّ / يُعِيدُ ليالي الحَدَثانِ غُرّا
فتىً لا يُتْبعُ المَعْروفَ مَنّاً / ولكنْ يُسْلِفُ المعروفُ عُذْرا
اذا جرَّبْتَه رَوْعاً وسَلْماً / رأيتَ صِفاتهِ ماءً وصخْرا
تطيبُ الأنْدياتُ اذا أمِرَّتْ / أحاديثُ الوزيرِ الخِرْقِ نشْرا
أمْنعُ الأحياءِ بأساً وحِمىً
أمْنعُ الأحياءِ بأساً وحِمىً / وأجَلُّ القومِ مسْعىً ونِجارا
ذُخرُه الحمدُ اذا ما غَيْرُهُ / جعلَ الذُّخْرَ لُجَيْناً ونُضارا
يفضلُ السُّحْبَ نوالاً وندىً / ويفوقُ الشمس ذكْراً واشْتهاراً
تلْتقي منهُ شُجاعاً فَرِقاً / يرهَبُ العارَ ولا يخشى الخِطارا
نارُ بأسٍ فاذا نادمْتَه / كان سلْسالَ بَرودٍ أو عُقارا
وأنيسٌ بالعُلى مُسْترسلٌ / فاذا العارُ دَنا كانَ نَوارا
شرفُ الدين الذي في مَهْدهِ / حازَ اشْتاتَ المعالي والفَخارا
يُتَّقى هاجِسهُ في سُخْطهِ / ويُرى الموتَ صريحاً اِنْ أشارا
اذا ما عليُّ الخيرِ عُدَّ فَخارهُ
اذا ما عليُّ الخيرِ عُدَّ فَخارهُ / فكل ثرىً روض وكل دجىً فجرُ
عميدٌ بحبِّ المجد ما في وصالهِ / اذا انقضت لأهواء صدٌّ ولا هجر
هزيمانِ عن عافيهِ والمُحتمي به / لفرط الندى والنجدة الذلُّ والفقر
ترى المُخصبات الخضر غبراً بفتكه / وتخضرُّ من جدوى أنامله الغُبْرُ
يَودُّ نسيمُ الليل لُطفَ خِلالِه / وترهبه من بأسه البيضُ والسُّمرُ
هَنيءُ النَّدى لا يُتبع المَنَّ جوده / ولكن سبوقٌ قبل نائلهِ العُذْرُ
يسرُّ الندى والحمد فاشٍ حديثه / فنائلهُ سِرٌّ واِحْمادُهُ جَهْرُ
هنيئاً لشرقِ الأرضِ والغرب أنه / لها دون أبناء العلى السِّيدُ الصَّدرُ
يضيق مدى القطرين عن ذكر حمده / اذا كا تلاهُ في مسالكهِ السَّفْرُ
وما فاخرَتْهُ في المضاءِ قواضِبٌ
وما فاخرَتْهُ في المضاءِ قواضِبٌ / من البيض اِلا كان أمضى وأقْدرا
ولا ساجلَتْهُ في النَّوال سحائبٌ / من الوُطْفِ اِلا كان أندى وأغزرا
ولا حاولَ الطَّودُ الرفيعُ أناتَه / مع السُّخط اِلا كان أرسي وأوقرا
ولا مُدحَ المُثْنى عليه بصالحٍ / من الناس اِلا كان أولى وأجْدرا
وشيكُ القِرى لا تستراث طُهاتُه / اذا العامُ أمسى قاتم الجوِّ أغْبَرا
اذا عِدم امخدول جيشاً ونجدةً / غدا نصرهُ سُمْر القنا والسَّنَوَّرا
يكونُ زلالاُ رائقاً في وداده / ويغدو ذُعافاً قاتلاً اِنْ تنكَّرا
اذا شرفُ الدين اقْترى سِيَرَ العلى / رأى كل شيءٍ دون علْياهُ أصفرا
غزيرُ الحِجا لا يعدم الحقَّ بادهاً / ولا يعتدَّاهُ اذا ما تفَكَّرا
فلا زالَ موفور المحامد ما دَجا / ظلامٌ وما ابْيضَّ الصَّباحُ واسفرا
تَقيَّلَ أخْلاقَ أشْياخِهِ
تَقيَّلَ أخْلاقَ أشْياخِهِ / بني المجدِ والشَّرفِ المُشْتَهِرْ
ليوثُ النِّزال غيوثُ النَّوالِ / اذا طَرقَ الحيِّ رَوْعٌ وضُرْ
فأدرَكَ ما أدركوا يافِعاً / ولم يرضَ ذلك حتى أبَرْ
من العاقرينَ صَفايا العِشارِ / اذا أخْمدَ النارَ جَدْبٌ وقُرْ
أغَرُّ اذا دَجَتِ الحادثاتُ / جَلا ليلهُنَّ برأيٍ أغَرْ
يُشمَّرُ للمجدِ عن ساقِهِ / ويسحبُ في الحلم فضْلَ الأُزُرْ
ويمضي اذا أحْجَمَ الدَّارعونَ / واِنْ طاشَ عِطفُ حليمٍ وقَرْ
ولا يمْنحُ العُذرَ ضيفانَهُ / ولكنْ اذا هو جادَ اعتْذرْ
فلا أعْثَرَ الدهرُ جَدَّ الوزيرِ / فنِعْمَ المَلاذُ ونِعْمَ الوَزَرْ
أبى الله اِلا ما تريدُ فكنْ لهُ
أبى الله اِلا ما تريدُ فكنْ لهُ / شكوراً فنُعمى الله تبقى على الشكرِ
ودُمْ سالماً انَّ المَعالي بهيجةٌ / بتصريفها ما بين نهْيكَ والأمرِ
فانَّ على الأيامِ نضْرةَ زهْرٍ / بوجهك يا ابن الماجدين بني النَّضرِ
عرفْتُكَ والأيام شوسٌ خطوبُها / تبزُّ وجوه الهازلين سَنا البّشْرِ
وأنت الأغرُّ النَّدب تُربي رزانةً / وبِشْراً على الطود المُمنَّع والفجرِ
أمرُّ من السَّمِّ الذُعافِ حفيظةً / وأحلى رضاً في الناس من مورد البشر
ومنْ كالوزير الزَّينبيِّ مُحامياً / وباذلَ جودٍ في المخاوفِ والغُبْر
أشدُّ من الجيش العرمرم نُصْرةً / وأكثرُ نفعاً في البلاد من القَطْرِ
عليه اذا جدَّ الطِّرادُ قَساوةٌ / وأيُّ رؤوفٍ في مجالسهِ بَرِّ
فلا زالَ مسْعاه واِنْ أرغم العِدى / كفيلاً باِحرازِ المَحامِد والأجرِ
تُناطُ أيادي اللّهِ منهُ وعندهُ
تُناطُ أيادي اللّهِ منهُ وعندهُ / إِلى ورعٍ جَمِّ العِبادةِ شاكرِ
يُعيدُ نَوارَ النَّافراتِ أنيسَةً / ويحبسُ منها شُكرهُ كلَّ طائرِ
يزيد خُضوعاً كلما ازداد قُدْرةً / وبادرةُ الاِمكانِ كِبْرُ الجبابرِ
كأنَّ ضجيجَ القاربين بأرضِهِ / وناديهِ في آصالهِ والبَواكرِ
ضَجيجُ حجيج عرَّفوا بِسويْمقٍ / كفيلِ لهم ممَّنْ دعاهم بغافرِ
أغَرُّ مريرُ البأس سهْلٌ ودادهُ / رفيعُ عِمادِ البيت جَمُّ المآثرِ
اذا ما عصتْ صيدُ الرقاب مُرادَه / براها بحدِّ الرأي قبلَ البَواترِ
نُمِي لمعَدٍّ والمساعي حميدةٌ / مُردَّدةٌ بين النُفوسِ الطَّواهرِ
فجاء كنصل السيف أكرمَ صاحبٍ / وألْينَ ملموسٍ وأخشنَ ناصرِ
فتىً مالُه نهْبُ الفقيرِ وبأسُهُ / حمى المْستجير في اللَّيالي الغوادرِ
وكم صَعبةٍ من لزْبةٍ وحوادثٍ / تجلَّتْ بأيامِ الوزيرِ النَّواضِرِ
فلا زال صدرَ الشرق والغرب سالماً / سَريعاً إِلى الحُسنى مُطاعَ الأوامر
ورُبَّ قومٍ عِدىً قد فلَّ غربَهُم
ورُبَّ قومٍ عِدىً قد فلَّ غربَهُم / ولم تُسَلَّ لِلُقْياهُمْ بَواترُهُ
أجمَّ جُرْد المذاكي عن طِرادِهمُ / وللعزائم شَدٌّ قَلَّ عاثرهُ
المخجل الغيث اِن جاشتْ مكارمُه / والهازمُ اللَّيثَ انْ عنَّت بوادرهُ
يذكو النديُّ اذا تُتْلى مَناقِهُ / كأنما فَضَّ فيه المِسْكَ تاجِرهُ
هو الحليمُ وأوفى ما يكون على ال / جاني حَليماً اذا جَلَّتْ جرائرهُ
مُشاركي طرَباً فيما أوفوهُ به / فهماً كأنِّيَ منْ قولٍ أعاقِرهُ
مسعى الوزير حميدٌ في مواردهِ / فأُحْمدتْ في مَساعيهِ مَصادرهُ
ولو شاء لم يجْمعْ لحربٍ كتيبةً
ولو شاء لم يجْمعْ لحربٍ كتيبةً / وعسكرُه التوفيقُ واللّهُ ناصِرُهْ
ولكن أَبي اِلا عَطاءً ونجْدَةً / نُرَجَّيهِ في حاليْهما ونُحاذرهْ
هو الصُّبحُ يهدي وجهُه وفَعالُه / إذا ليلُ خطبٍ ضَلَّلتنا دياجِرهْ
صفوحٌ عن الجاني وهوبٌ لجُرمه / إذا أسلمَتْهُ للحِمام جَرائرهْ
مكارمُه أحْسابهُ وقريشُه / إذا عدِّد النَّجر الكريم عشائره
ملاذُ الطريدِ أسْلَمتهُ حماتُه / لشرٍّ وغيثُ الحيِّ عَزَّتْ مواطره
يُناطُ نِجادُ الزَّينبيِّ وبُرْدُهُ / بمستعذب النَّعماء عذبٍ مكاسِرهْ
مُسْمَهِرُّ البأسِ مِنْ مُضَرٍ
مُسْمَهِرُّ البأسِ مِنْ مُضَرٍ / يقْشعرُّ الموتُ مِن حَذَرِهْ
تطْرَبُ الألبابُ مُصْغيَةً / لحديثِ المجدِ من سِيَرِهْ
كلما أوسعْتَ مُبْتَلياً / خُبْرَهُ أرْبى على خَبَرِهْ
تُهْزَمُ الأحْداثُ كالِحَةً / بارْتجالِ الرَّأيِ لا فِكَرهْ
واذا ما أجْدَبَتْ سَنةٌ / كانَ سُقْيا الحَيِّ من مَطَرِهْ
هو بَحْرٌ من فَضائِلهِ / ومَديحي فيه منْ دُرَرِدْ
شَرفُ الدينِ الذي وَضَحَتْ / ظُلَمُ الأحْداثِ منْ غُررهْ
لِمْ لا أتيتهُ على الرِّماحِ اذا
لِمْ لا أتيتهُ على الرِّماحِ اذا / فخُرَتْ وتحسُدني الظُّبى البُتر
واِليَّ سَوْقُ الرَّيحِ حامِلَةً / طوداً أشَمَّ وقابِضي بَحْرُ
لقد علمتْ عُليا لُؤيِّ بن غالبٍ
لقد علمتْ عُليا لُؤيِّ بن غالبٍ / اذا عُدِّدَتٌ يوم النَّديِّ المآثِرُ
بأنَّ عليّاً يبْذلُ الجودَ مُعْدَما / ويحلمُ عن أعْدائهِ وهو قادرُ
ولا يدفعُ الجودَ الجزيل بعُذرهِ / اذا عرضتْ دون الزهيد المَعاذِرُ
جَموعٌ على الأمر المَهيب ومُقدمٌ / جَريءٌ اذا كَلَّ القَنا والبَواتِرُ
تحمَّلهُ جُرْدُ العَزائم تَعْتَلي / إِلى مُبْتَغاهُ والعِتاقُ الضَّوامِرُ
هو المرءُ أما فضْلُه فهو شامِلٌ / عميمٌ وأما مدْحهُ فهو سائِرُ
يَقَرُّ بعَيْني مدْحُهُ وثَناؤهُ / وانْ بات جفني وهو بالنظم ساهرُ
أبى الهمُّ أن يعتاد صدري وناصري
أبى الهمُّ أن يعتاد صدري وناصري / على الهمِّ صدرٌ لم يكن مثله صدرُ
وذَّلت صروف الدهر عني وعصمتي / ببأسِ وزيرٍ فيه يفْتخرُ الدهْرُ
ونادت لي الآمال طوعاً ومنُجدي / من ابْن عُبيد اللهِ جيش عُلاً مجْر
وشيكُ القِرى في عطفه أريحيَّةٌ / يظلُّ بها نشْوانَ والكَرمُ الخمر
اذا صاب أرضَ المُعْتفين بجودهِ / ونُعْماهُ مات المحْلُ وانهزم الفقر
تُشدُّ حُباهُ في النَّديِ براجحٍ / حليمٍ له في كل مُعْظمةٍ غَفْرُ
كأنَّ أحاديثَ الوزيرِ وذِكرَه / منابتُ روضِ الحَزْن باكرها القطر
اِلامَ يراكَ المجدُ في زيِّ شاعرِ
اِلامَ يراكَ المجدُ في زيِّ شاعرِ / وقد نحَلتْ شوْقاً فُروعُ المنابرِ
كتمْتَ بصيت الشعر علماً وهمَّةً / ببعضهما ينقادُ صعْبُ المَفاخرِ
لئن سرَّكَ التَّجويدُ فيما نظمْته / فنظمُ القوافي غيرُ نظْمِ العَساكرِ
لعمرُ أبيك الخير انك فارسٌ ال / مقالِ ومحيي الدَّارساتِ الغوابرِ
وانكَ أغْنيتَ المَسامِعَ والنُّهى / بقولكَ عما في بُطونِ الدَّفاترِ
وانك فقْت الشمس والشمس جونة / شُموخاً وذكْراً بين بادٍ وحاضرِ
ونازلت بأوَ المُتْرفينَ فَعُرْتَهُ / بقاصِفَةٍ لا تَسْتَذِلُّ لِجائرِ
تُشاوس باب المُلْك طرفاً وحْوله / طَوايحُ من تحْديقِها بالنَّواظرِ
ولكنكَ المُظْمي أسِنَّةَ سُمْرهِ / وقد أمكنت من دقِّها في الحَناجرِ
اذا عَسلتْ نحو النُّحورِ زجَرْتها / ببأسٍ حَجا أفْراطَها غيرَ فاخرِ
أراك ظننت الحزم في طاعة النُّهى / وكلُّ النُّهى في الأقْصَرِ المُتناحرِ
ولا خيرَ في فضلِ تباعدَ عِزُّه / ولو فاقَ أضْواء النُّجومِ الزواهر
يذُلُّ شديد الأيد أن يقطع الطُّلى / اذا لمْ يُعِنْهُ غربُ أبيضَ بانرِ
سقى الله ريْعان الشباب على النَّوى / سكوبَ الحَيا من صَيِّبات البواكر
اذا الشِّرَّةُ الورهاء في طلب العُلى / شجاعٌ تَحاماهُ نفوسُ العَشائرِ
فانْ جارَ شيبُ العارضين على الصبا / فليس على عزمِ المعالي بجائرِ
أقولُ لِخلٍّ بالعراقِ يَسُرُّهُ / مُقامي ويأبى لي شعارَ المُسافرِ
حريصٍ على عِلْمي الخفيِّ ودُونَه / جَدائلُ حَزمٍ مُحصداتُ المرائر
اِذا اسَتْنطقَتْني في هواهُ مودَّةٌ / مَحا الرأيُ حُبّاً آذناً بالفَواقِرِ
تنكَرَّ منْ كتمانِ سرِّي ولو درى / بخُرق زماني بات في الصمت عاذري
تطاولَ هَمِّي فابْغني ذا نَباهَةٍ / يُجلِّي دُجى ظلْمائه عن خواطري
فباتَ لموحَ الطَّرف والعصر أغبر ال / مطالعِ والأيامُ شُوشٌ لناظِرِ
فلما اسْيجالَ الرأي وانهزمتْ به / روَّيتُه عن غادِرٍ بعد غادرِ
ورَدَّ اليَّ الأمْرَ رَدَّ مُسَلِّمٍ / إِلى عالمٍ بالدهْرِ والناسِ ماهِرِ
سهرتُ لبرْقٍ منْ ديارِ رَبيعةٍ / ولم أكُ للبرْقِ اللَّموعِ بساهرِ
فألمحتهُ وهْناً سَنى مُتَبَرِّجٍ / تألَّقَ عن مُغدودق السَّحِّ ماطرِ
ينوضُ على الحصْباءِ لكنَّ وّدْقَه / مدى الشمس يُروي كل برٍّ وفاجرِ
وما البرْقُ اِلا البِشْر عند أسِرةٍ / بوجهِ عماد الدين رَبِّ المَفاخرِ
بأبْلَج وضَّاحٍ يزيدُ طَلاقَةً / اذا الخطب أرسى في الوجوهِ البواسر
بوجهِ مرير البأس غَمْرٍ رداؤهُ / وشيكٍ إِلى نصْرِ الصَّريخ المحاذرِ
مُعفِّرِ من أعيا على الجيش حربُه / وحامي حمى مَن بات مِن غير ناصرِ
وسالب ضوء الشمس في رونق الضحى / من الطَّرد حتى ماتنِمُّ بجاشِرِ
اذا فاخرتْهُ في بَهاءٍ ومَنْظَرٍ / أباحَ حِمى أضْوائِها للْحوافرِ
وترْهبُه زهْرُ النجوم فتَحْتمي / به عند أطرافِ الرماحِ الشَّواجرِ
فانْ غَربتْ في نحر كلِّ مَدَجَّجٍ / واِلا لَقىً معْزولةٌ بالبَواتِرِ
تشكَّى فِراق المُرهفاتِ غمودُه / وقد عَصبتْ بالوصلِ هام المَساعر
فتُقْفرُ من اِقفارها حين تُنْتضى / منازلُ صيدٍ منْ مُطاعٍ وآمِرِ
رزينٌ اذا طاشت حُبى القوم راجحٌ / يخِفُّ تبيرٌ وهو ثَبْتُ الأواصرِ
تزيد على فحْش الذُّنوبِ أناتهُ / كأنَّ الرِّضا من موجباتِ الجرائرِ
اذا أوطأ الجبَّارَ حافِرَ طِرْفهِ / غَدا لاثماً وجه النَّديم المُعاشِرِ
وخابِطِ ليْلٍ بالعَراءِ تُميلُهُ / عن السَّمت أثْباجُ الدُّجى والمحاذرِ
طريدٍ عن الأحْياء ضُرّاً وخيفةً / دَجا حَظُّهُ ما بين مُقْوٍ وواترِ
سرى يستخين الطْرف والسمع حزْمه / ويأتمنُ الوهْمَ البعيدَ المَصائرِ
نوارُ السَّجايا لا يحلُّ مُعَرَّساً / على أمنْهِ اِلا كحُسْوةِ طائرِ
بَرَتْهُ حدابيرُ السنين فجعجعتْ / حِماهُ وحَلَّتْ فوقَه بالكَراكرِ
عوارق غُبرٌ لا الوميض بصادقٍ / لديها ولا الغيْمُ المُسِفُّ بماطِرِ
أناخ بمُحيْي العدل فانكشفتْ لهُ / مواحلُه عن أغْيد النَّبْتِ ناضِرِ
فباتَ مُجاراً مُطْعَماً في فِنائِهِ / تَحاماهُ أيدْي النَّائباتِ العَواقرِ
ومجْرٍ تَضلُّ الطَّيرُ في حَجراته / بعيد المَدى جَمَّ القَنا والضَّوامر
صَؤوتٍ كأن الرَّعْد فيه اِشارةٌ / على الخفض من ألغاطهِ والزَّماجر
دَجا ليلهُ والصُّبْحُ في عُنْفوانه / بكل مُثارٍ بينَ خُفٍّ وحافرِ
عليه الرجالُ الدَّارعون كأنهم / مَواردُ جِنٍّ في متونِ كواسِرِ
قستْ خيلهُ والراكبو الخيل بالقنا / فلم تَرَ اِلاَّ كافِراً فوقَ كافرِ
يهزُّون مرْبوعاتِ غُلْبٍ جليدةٍ / على الطَّعْنِ في يوم النِّزال صوابر
وناداكَ نورُ الدين طالبَ نُصْرةٍ / فألْفاك اذ ناداكَ أكرمَ ناصِرِ
دلفْتَ له في جحفلٍ ذي غواربٍ / ووِدٍّ سليم الغْيبِ صفْو السرائر
فقرَّ بك الاسْلامُ عيْناً وأهْلُهُ / ولا زلْتَ مرهوباً مُطاعَ الأوامرِ
أتابِكُ اِن سُميِّتَ في المهْدِ غازياً / فسابقهٌ معدودةٌ في البَشائرِ
وفيتَ بها والدين قد مالَ روْقهُ / وصدَّقْتها والكُفْرُ بادي الشعائرِ
سَرى بيَ عزمٌ أيْقظَتْه مودَّةٌ / وكان نَؤوماً عنْ ندى كلِّ كابِرِ
فأعْرض بعضي عن ملوكٍ كثيرةٍ / وأصبح للودِّ العِماديِّ سائري
زُرْتَ الاِمامين عن قلبٍ طويَّتهُ
زُرْتَ الاِمامين عن قلبٍ طويَّتهُ / نقيَّةُ من قَذى الأهواءِ والكدرِ
ولم تزلْ زائراً بالفْعلِ ممتزجاً / بالقوم من غير تَرْحالٍ ولا سفرِ
سلكت في سَننٍ من وصف مجدهما / فكنت من قبلُ زَوَّاراً ولم تَزُرِ
أدناك عندهما الايثارُ عن سَغَبٍ / بالزَّاد ولنَّصرُ للمخذولِ في الغير
والحلم والبأس في سلْمٍ ومُعْتركٍ / ما بين مُصطلمٍ ضخمٍ ومُغْتفرِ
وشافِعاكَ هُما يومَ المعادِ اذا / كان المحقُون من هولٍ على خطرِ
اُثني بفضل رئيس الدين مُعْتقداً / أني بقولي وانْ أحسنتُ في حصَر
ويعجز الشِّعرُ عن اِدراكِ غايتهِ / من المعالي فاسْهابي كمُختصرِ
جَمُّ الرمادِ يُباري الشمس موقده / اذا الكواكبُ للسَّارين لم تُنِرِ
لا يبْتغي للقِرى عُذْراً ليمْنَعَه / ولا يحلُ اذا ما حَلَّ بالخَمَرِ
ولا يدُرُّ النَّدى منهُ بمسْألةٍ / لكن تبرُّعهُ يُغْني عن المَطَرِ
تعجَّبَ صحبي أنْ كتمتُ فلم اُشع
تعجَّبَ صحبي أنْ كتمتُ فلم اُشع / عُلومي التي في بعضها شرفُ القدرِ
فقلتُ لهم مالَ الزمانُ وأهْلُهُ / إِلى فضلِ قولٍ فاقتصرتُ على الشعر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025