القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَعرُوف الرُّصافِيّ الكل
المجموع : 43
للبرق أسلاك تؤدّي الأخبار
للبرق أسلاك تؤدّي الأخبار / دقيقة مثل دقاق الأوتار
فوق الثرى مدّت وتحت الأبحار / في عمد قد ركزت كالأشجار
ما بين كلٍ عشرات الأمتار / تحسبها في القفر جنّ البقّار
شاخصةً أشباحها للأنظار / ممتدّةً نحو جميع الأقطار
للكهربائية فيها تيّار / تنقل في آن كلمح الأبصار
جوائب الأنباء نحو الأمصار / للّه من سلك دقيق قد صار
في الأرض مجرىً لجليل الأخبار / والكهربائيّة شيء قد حار
في كنهه أهل النهى والأفكار / أسفر منها الوجه بعض الأسفار
ولم يزل محتجباً بالأستار / في طيّها نور مفادٌ من نار
وكم لها بين الورى من آثار / تطوي المسافات بهم في الأسفار
وتنقل الأخبار ذات الأخطار / ثمّ تضيء ليلهم بالأنوار
فتجعل الآصال مثل الأبكار / مشرقةً مبهجة للأنظار
وقد تداوي كل داءٍ ضّرار / فالسقم تشفيه بغير عقّار
والجرح تأسوه بغير مسبار / وهي لعمري ذات لَفحٍ سيّار
لها نفوذ في جميع الأقطار / في الحيوان والثرى والأشجار
وفي رياح الجوّ ذات الأعصار / وفي بحار الأرض ذات التيّار
وقد سرت في كل غيم مدرار / بها تسحّ هاطلات الأمطار
فهي بهذا الكون سرّ الأسرار /
قالوا نخّلد ذكره بحديقة
قالوا نخّلد ذكره بحديقة / غنّاء فيها تنبت الأزهار
ونضيفها في التسميات إلى اسمه / حتى يكون له بها تذكار
هذا لعمر اللّه جهل تضحك ال / عقلاء منه وتهزأ الأحرار
أن الحدائق لا تخّلد بإسمها / من لا تخّلد ذكره الآثار
ما نفع تسمية الأماكن باسم من / خلت الضمائر منه والأفكار
من فاته غرّ المساعي فاته / بعد الممات بغيرها الأنشار
أن المحايي ما لهنّ مآثر / مثل الليالي ما بها أقمار
هل تذكر الأشجار من بعد البلى / إلاّ بما انتضدت بها الأثمار
والذكريات إذا أتت بشهودها / حسن السماع وأحمد التكرار
من سار في دنياه سيرة مصلح / لهجت بخالد ذكره الأمصار
من عاش في خطط البلاد مؤثّراً / أحيته بعد مماته الآثار
ياسين خلوٌ من خوالد سعيه / أنّى تخّلد ذكره الأزهار
ألا من مبلغ عنّي زنيماً
ألا من مبلغ عنّي زنيماً / من اللقطاء ذا نزق وهَذر
أتعلم أن أمك في البغايا / تبيح النيك من قبل ودبر
وأن أباك مغتصب وزان / عشيّة ناكها من غير أجر
وقد ولدتك من دبر خداجاً / فجئت بمنظر كالدبر قذر
بوجهك صفرة من غير سقم / كأن قد ذرّ فيه فتات بعر
وشدقك فيه تزدحم المخازي / وتزخر بالخنى كزخور بحر
فتعلو من سفاهته بمدّ / وتسفل من فهاهته بجزر
خلفت من الشرور فكنت شرّاً / تعذّر منه فاعل كلّ شرّ
فإن تسكت فمن حصرٍ وعيّ / وإن تنطق فعن كذب وهجر
وأن تفعل ففعلك فعل وَغد / وأن تترك فمن زجر وقهر
ولدت لزنية ونشأت نغلاً / ربيباً في حجور ذوات عهر
تلاقي الناس في وجه وقاح / له سحناء من خبث ونكر
تعوّد أن يلوح بلا حياءٍ / وأن لا يستهين بغير حرّ
فيا كلب الزنى ما شئت فانبح / فليس كريه نَبحك بالمضر
فإن تزد النبيح نزدك زجراً / وهل قدر النوابح غير زجر
وإنن لم تنزجر زدناك طرداً / وصتنا عند طردك صوت نقر
ولست بمعجزي أبداً فإنّي / على كَبح الغواة قصرت عمري
شحاك علي بالنكراء شاح / وكم أغراك بالنبهاء مغر
ولست لمن دعاك بكلب صيدٍ / ولكن كلب نائرةٍ وغدر
فكم من فتنةٍ قد كان فيها / نعيرك عاصفاً للشرّ يذري
عجبت لنهشك الأعراض جهلاً / وأمّك فرتني والناس تدري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025