القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو هِلال العسكريّ الكل
المجموع : 78
رَقَبَت غَفلَةَ الرَقيبِ فَزارَت
رَقَبَت غَفلَةَ الرَقيبِ فَزارَت / تَحتَ لَيلٍ مُطَرَّزٍ بِنَهارِ
فَتَعَجَّبتُ مِن سُراها فَقالَت / غَيرُ مُستَطرَفٍ سُرى الأَقمارِ
ثُمَّ مالَت بِكَأسِها فَسَقَتني / جُلُّنارِيَّةً عَلى جُلُّنارِ
مَرَّ بِنا يَهتَزُّ في خَطوِهِ
مَرَّ بِنا يَهتَزُّ في خَطوِهِ / ما بَينَ أَغصانٍ وَأَقمارِ
يُديرُ في أَنمُلِهِ وَردَةً / جاءَت مِنَ المِسكِ بِأَخبارِ
يَلوحُ في حُمرَتِها صُفرَةٌ / كَالخَدِّ مَنقوطاً بِدينارِ
وَرَوضَةٍ حالِيَةِ الصُدورِ
وَرَوضَةٍ حالِيَةِ الصُدورِ / كاسِيَةِ البُطونِ وَالصُدورِ
مَحمودَةِ المَخبورِ وَالمَنظورِ / مونِقَةُ المَطوِيِّ وَالمَنشورِ
مُعجِبَةُ الظاهِرِ وَالمَستورِ / ضاحِكَةً كَالوافِدِ المَحبورِ
باكِيَةٍ كَالعاشِقِ المَهجورِ / شَذَّرَها الغَيثُ بِلا شُذورِ
شَقائِقٌ كَناظِرِ المَخمورِ / وَأُقحُوانٍ كَثُغورِ الحورِ
وَنَرجِسٍ كَأَنجُمِ الدَيجورِ / وَالطَلُّ مَنثورٌ عَلى مَنثورِ
يَرَصِّعُ الياقوتَ بِالبِلَّورِ /
باكَرتُها وَالخَيرُ في بُكوري / وَالصُبحُ بِاللَيلِ مَلوثُ النورِ
كَما خَلَطتَ المِسكَ بِالكافورِ /
بِصَلَتانِ سَلطٍ جَسورِ / تَخالُهُ في مِفصَلٍ مَزرورِ
ضَمَّ جَناحَيهِ عَلى سَمّورِ / مُعَوَّجِ المِنسَرِ وَالأُظفورِ
كَالجيمِ في مُنقَطِعِ السُطورِ /
لا مونِسٌ آنَسُ مِن دَفتَرٍ
لا مونِسٌ آنَسُ مِن دَفتَرٍ / وَواعِظٌ أَوعَظُ مِن قَبرِ
فَلا تُرِد غَيرَهُما صاحِباً / تَفوزُ في المَوقِفِ وَالحَشرِ
وَنَحنُ في نَظمِ الهَوى واحِدٌ
وَنَحنُ في نَظمِ الهَوى واحِدٌ / يَجمَعُنا عِقدانُ في نَحرِ
وَأُخبِرُ أَنّي رُحتُ في حِلَّةِ الضَنى
وَأُخبِرُ أَنّي رُحتُ في حِلَّةِ الضَنى / لَيالِيَ عَشراً ضامَها اللَهُ مِن عَشرِ
تُنَفِّضُني الحُمّى ضُحىً وَعَشِيَّةً / كَما إِنتَفَضَت في الدَجنِ قادِمَتا نِسرِ
تَذُرُّ عَلَيَّ الوَرسَ في وَضَحِ الضُحى / وَتُبدِلُهُ بِالزَعفَرانِ لَدى العَصرِ
إِذا اِنصَرَفَت جاءَ الصُداعُ مُشَمِّراً / فَأَربى عَلَيها في الأَذِيَّةِ وَالشَرِّ
وَتَجعَلُ أَعضائي عُيوناً دَوامِعاً / تُواصِلُ بَينَ السَكبِ وَالسَجمِ وَالهَمرِ
فَتَحسَبُهُ طَلّاً عَلى أُقحُوانَةٍ / وَعَهدي بِهِ يَحكي حُباباً عَلى خَمرِ
وَلَمّا تَمادَت عُذتُ مِنها بِحِميَةٍ / كَمَن تَرَكَ الرَمضاءَ وَاِنفَلَّ في الجَمرِ
وَما مِنهُما إِلّا بَلاءٌ وَفِتنَةٌ / وَضَرٌّ عَلى الأَحرارِ يالَكَ مِن ضَرِّ
وَقَد عادَني الإِخوانُ مِن كُلِّ جانِبٍ / وَما قَصَّروا في العُرفِ وَالفَضلِ وَالبِرِّ
فَلِمَ لَم تَكُن فيهِم فَيَكمَلَ حُسنُهُم / أَيا ظالِماً أَخلى النُجومَ مِنَ البَدرِ
وَإِذ كُنتَ لَم تَنهَض إِلَيَّ وَلَم تَكَد / فَلِمَ لَم تَسَل عَنّي فَتُخبَرَ عَن أَمري
وَما لَكَ لَم تَبعَث إِلَيَّ بِأَسطُرٍ / تُمَجمِجُها إِحدى يَمينِكَ في ظَهرِ
تَضُنُّ بِتَسليمٍ وَزَورَةِ ساعَةٍ / فَكَيفَ يُرَجّى جودُ كَفَّيكَ بِالوَفرِ
فَإِن كُنتَ لا تُبقي عَلى الحالِ بَينَنا / فَهَلّا تَخافُ سوءَ بادِرَةِ الشِعرِ
إِذا لَم تَكونوا لِلحُقوقِ فَمَن لَها / وَأَنتُم كِرامُ الناسِ في البَدوِ وَالحَضرِ
وَأَنتَ إِذا أَنحَيتَ تَفري أَديمَها / فَما ذَنبُ ذي جَهلٍ فَرى مِثلَ ما تَفري
وَما لِعُداةِ العِلمِ تَذكُرُ عَيبَهُم / وَأَنتَ عَلى أَمثالِ غابِرِهِم تَجري
أَلا إِنَّما النُعمى تُجازى بِمِثلِها
أَلا إِنَّما النُعمى تُجازى بِمِثلِها / إِذا كانَ مَسداها إِلى ماجِدٍ حُرِّ
فَأَمّا إِذا كانَت إِلى غَيرِ ماجِدٍ / فَقَد ذَهَبَت في غَيرِ أَجرٍ وَلا شُكرِ
إِذا المَرءُ أَلقى في السِباخِ بُذورَهُ / أَضاعَ فَلَم تَرجِع بِزَرعٍ وَلا بَذرِ
أَفي هَذِهِ الأَيّامُ زِدتَ وَلَم تَزَد
أَفي هَذِهِ الأَيّامُ زِدتَ وَلَم تَزَد / سَناءً تَعالى فيهِ قَدرُكَ عَن قَدري
أَغَرَّةُ إِسماعيلَ أَم سُنَّةُ البَدرِ
أَغَرَّةُ إِسماعيلَ أَم سُنَّةُ البَدرِ / وَفَيضُ نَدى كَفَّيهِ أَم باكِرُ القَطرِ
جَواهِرُ عُشبٍ وَنورٍ نَظيمٍ
جَواهِرُ عُشبٍ وَنورٍ نَظيمٍ / وَأَفرادُ ظِلٍّ وَقَطرُ نَثيرِ
فَمِن بَينِ صُفرٍ وَحُمرٍ وَخُضرٍ / عَلى القُضبِ غيدٍ وَزورٍ وَصورِ
وَلَعسٍ تُناسِبُ لُعسَ الشِفاهِ / وَبيضٍ تُعارِضُ بيضَ الثُغورِ
نَواظِرُ مِن بَينِ يَقظى وَوَسنى / وَنُجلٍ وَخُزرٍ وَحولٍ وَحورِ
أَتَدعوني وَتُطعِمُني يَسيراً
أَتَدعوني وَتُطعِمُني يَسيراً / وَتَسقيني الكَثيرَ عَلى اليَسيرِ
فَأَصبَحَ مِنكَ في يَومٍ عَسيرٍ / فَلا يَنفَكُّ في يَومٍ عَسيرِ
هُما حَرّانِ مِن جوعٍ وَسُكرٍ / فَيالَكَ مِن سَعيرٍ في سَعيرِ
أَقولُ وَفي غَضائِرِهِ عِظامٌ / أَتَغرِفُ مِن قُدورٍ أَم قُبورِ
مَن لَم يُواسِكَ في قَليلٍ
مَن لَم يُواسِكَ في قَليلٍ / لَم يُواسِكَ في كَثيرِ
وَالحَقُّ يَلزَمُ في الكَثيرِ / وَلَيسَ يَسقُطُ في اليَسيرِ
رَخيمٌ فاتِرُ اللَحظِ
رَخيمٌ فاتِرُ اللَحظِ / رَشيقٌ مُخطَفُ الخَصرِ
وَقَد عُمِّمَ بِاللَيلِ / وَقَد قُنِّعَ بِالفَجرِ
وَما يَنفَعُني حُسنُكَ / يا أَحسَنَ مِن بَدرِ
إِذا كانَ نَصيبي مِنكَ / طولَ البَينِ وَالهَجرِ
أَحدَقَ لَيمونٌ بِأُترُجَّةٍ
أَحدَقَ لَيمونٌ بِأُترُجَّةٍ / كَأَنجُمٍ تُحدِقُ بِالبَدرِ
مَخروطَةُ الأَجسادِ في فِضَّةٍ / مُلَبَّساتٍ قُمُصَ التِبرِ
قَد شَدَّ مِن هاماتِها زِرُّها / يا عَجَبا مِن ذَلِكَ الزِرِّ
إِشرَب عَلَيها وَتَمَتَّع بِها / فَإِنَّها مِن تُحَفِ الدَهرِ
لَستُ الوَضيعَ وَلا الصَغيرَ وَإِنَّما
لَستُ الوَضيعَ وَلا الصَغيرَ وَإِنَّما / أَنتَ الوَضيعُ عَنِ الوَضيعِ الأَصغَرِ
لا تَفخَرَنَّ وَإِن غَدَوتَ مُقَدَّماً / فَعَلى جَبينِكَ سيمياءُ مُؤَخَّرِ
أَبدى الرَبيعُ لَنا مِن حُسنِ صَنعَتِهِ
أَبدى الرَبيعُ لَنا مِن حُسنِ صَنعَتِهِ / شَبائِهَ اِتَّفَقَت في الشَكلِ وَالصُوَرِ
خُضرٌ ظَواهِرُها بيضٌ بَطائِنُها / تَحكي القَباطِيَّ تَحتَ السُندُسِ النَضرِ
بيضٌ شِبائُهُ في خُضرٍ مُلَملَمَةٍ / مِثلَ الزَبَرجَدِ مَثنِيّاً عَلى دُرَرِ
يَنشَقُّ أَخضَرُها عَن أَبيَضٍ يَقَقٍ / كَالثَغرِ يُشرِقُ تَحتَ الشارِبِ الخَضِرِ
أَصبَحَ الوَردُ في الغُصونِ يُحاكي
أَصبَحَ الوَردُ في الغُصونِ يُحاكي / أَوجُهَ الحورِ في مَقاطِعَ خُضرِ
مِثلُ فُرسانِ غارَةٍ يَعتَليهِمُ / لُمَعٌ مِن دِماءِ سَحرٍ وَنَحرِ
وَيَلوحُ النَهارُ أَسفَلَ مِنهُ / فَهوَ كَالرِجلِ في عَمائِمَ صُفرِ
بَينَ نُبذٍ مِنَ الشَقائِقِ يَحكي / غِلمَةَ الدُرِّ في مَطارِفَ حُمرِ
تُطالِعُنا بَينَ الغُصونِ كَأَنَّها
تُطالِعُنا بَينَ الغُصونِ كَأَنَّها / خُدودُ عَذارى في مَلاحِفِها الخُضرِ
أَتَت كُلَّ مُشتاقٍ بِرَيّا حَبيبِهِ / فَهاجَت لَهُ الأَحزانَ مِن حَيثُ لا يَدري
تَرَكتُ سَمينَ اللَحمِ يَبيَضُّ بَعضُهُ
تَرَكتُ سَمينَ اللَحمِ يَبيَضُّ بَعضُهُ / وَيَحمَرُّ بَعضٌ خَلطَكَ الدُرَّ بِالتِبرِ
وَأَعرَضتُ عَن حَلواءَ شَقَّ فُنونُها / فَبيضٌ إِلى حُمرٍ وَحُمرٌ إِلى صُفرِ
إِلى ثَردَةٍ رَقطاءَ قُطِّعَ فَوقَها / مُقَفَّعَةٌ خَضراءَ في وَرَقٍ خُضرِ
سِكباجَةٌ طَيِّبَةٌ نَشرُها
سِكباجَةٌ طَيِّبَةٌ نَشرُها / كَأَنَّها عودٌ عَلى مِجمَرِ
يا حُسنَها في القِدرِ إِذ أَقبَلَت / وَهيَ تُحاكي سَفَطَ الجَوهَرِ
وَيَستَنيرُ الشَحمُ في لَحمِها / كَغُرَّةٍ في فَرَسٍ أَشقَرِ
يا حُسنَ باذِنجانِها إِذ بَدا / أَسمَرَ وَسطَ المَرَقِ الأَحمَرِ
كَأَنَّهُ ماءٌ خَلوقٍ جَرى / وَجالَ فيهِ قِطَعُ العَنبَرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025