المجموع : 78
رَقَبَت غَفلَةَ الرَقيبِ فَزارَت
رَقَبَت غَفلَةَ الرَقيبِ فَزارَت / تَحتَ لَيلٍ مُطَرَّزٍ بِنَهارِ
فَتَعَجَّبتُ مِن سُراها فَقالَت / غَيرُ مُستَطرَفٍ سُرى الأَقمارِ
ثُمَّ مالَت بِكَأسِها فَسَقَتني / جُلُّنارِيَّةً عَلى جُلُّنارِ
مَرَّ بِنا يَهتَزُّ في خَطوِهِ
مَرَّ بِنا يَهتَزُّ في خَطوِهِ / ما بَينَ أَغصانٍ وَأَقمارِ
يُديرُ في أَنمُلِهِ وَردَةً / جاءَت مِنَ المِسكِ بِأَخبارِ
يَلوحُ في حُمرَتِها صُفرَةٌ / كَالخَدِّ مَنقوطاً بِدينارِ
وَرَوضَةٍ حالِيَةِ الصُدورِ
وَرَوضَةٍ حالِيَةِ الصُدورِ / كاسِيَةِ البُطونِ وَالصُدورِ
مَحمودَةِ المَخبورِ وَالمَنظورِ / مونِقَةُ المَطوِيِّ وَالمَنشورِ
مُعجِبَةُ الظاهِرِ وَالمَستورِ / ضاحِكَةً كَالوافِدِ المَحبورِ
باكِيَةٍ كَالعاشِقِ المَهجورِ / شَذَّرَها الغَيثُ بِلا شُذورِ
شَقائِقٌ كَناظِرِ المَخمورِ / وَأُقحُوانٍ كَثُغورِ الحورِ
وَنَرجِسٍ كَأَنجُمِ الدَيجورِ / وَالطَلُّ مَنثورٌ عَلى مَنثورِ
يَرَصِّعُ الياقوتَ بِالبِلَّورِ /
باكَرتُها وَالخَيرُ في بُكوري / وَالصُبحُ بِاللَيلِ مَلوثُ النورِ
كَما خَلَطتَ المِسكَ بِالكافورِ /
بِصَلَتانِ سَلطٍ جَسورِ / تَخالُهُ في مِفصَلٍ مَزرورِ
ضَمَّ جَناحَيهِ عَلى سَمّورِ / مُعَوَّجِ المِنسَرِ وَالأُظفورِ
كَالجيمِ في مُنقَطِعِ السُطورِ /
لا مونِسٌ آنَسُ مِن دَفتَرٍ
لا مونِسٌ آنَسُ مِن دَفتَرٍ / وَواعِظٌ أَوعَظُ مِن قَبرِ
فَلا تُرِد غَيرَهُما صاحِباً / تَفوزُ في المَوقِفِ وَالحَشرِ
وَنَحنُ في نَظمِ الهَوى واحِدٌ
وَنَحنُ في نَظمِ الهَوى واحِدٌ / يَجمَعُنا عِقدانُ في نَحرِ
وَأُخبِرُ أَنّي رُحتُ في حِلَّةِ الضَنى
وَأُخبِرُ أَنّي رُحتُ في حِلَّةِ الضَنى / لَيالِيَ عَشراً ضامَها اللَهُ مِن عَشرِ
تُنَفِّضُني الحُمّى ضُحىً وَعَشِيَّةً / كَما إِنتَفَضَت في الدَجنِ قادِمَتا نِسرِ
تَذُرُّ عَلَيَّ الوَرسَ في وَضَحِ الضُحى / وَتُبدِلُهُ بِالزَعفَرانِ لَدى العَصرِ
إِذا اِنصَرَفَت جاءَ الصُداعُ مُشَمِّراً / فَأَربى عَلَيها في الأَذِيَّةِ وَالشَرِّ
وَتَجعَلُ أَعضائي عُيوناً دَوامِعاً / تُواصِلُ بَينَ السَكبِ وَالسَجمِ وَالهَمرِ
فَتَحسَبُهُ طَلّاً عَلى أُقحُوانَةٍ / وَعَهدي بِهِ يَحكي حُباباً عَلى خَمرِ
وَلَمّا تَمادَت عُذتُ مِنها بِحِميَةٍ / كَمَن تَرَكَ الرَمضاءَ وَاِنفَلَّ في الجَمرِ
وَما مِنهُما إِلّا بَلاءٌ وَفِتنَةٌ / وَضَرٌّ عَلى الأَحرارِ يالَكَ مِن ضَرِّ
وَقَد عادَني الإِخوانُ مِن كُلِّ جانِبٍ / وَما قَصَّروا في العُرفِ وَالفَضلِ وَالبِرِّ
فَلِمَ لَم تَكُن فيهِم فَيَكمَلَ حُسنُهُم / أَيا ظالِماً أَخلى النُجومَ مِنَ البَدرِ
وَإِذ كُنتَ لَم تَنهَض إِلَيَّ وَلَم تَكَد / فَلِمَ لَم تَسَل عَنّي فَتُخبَرَ عَن أَمري
وَما لَكَ لَم تَبعَث إِلَيَّ بِأَسطُرٍ / تُمَجمِجُها إِحدى يَمينِكَ في ظَهرِ
تَضُنُّ بِتَسليمٍ وَزَورَةِ ساعَةٍ / فَكَيفَ يُرَجّى جودُ كَفَّيكَ بِالوَفرِ
فَإِن كُنتَ لا تُبقي عَلى الحالِ بَينَنا / فَهَلّا تَخافُ سوءَ بادِرَةِ الشِعرِ
إِذا لَم تَكونوا لِلحُقوقِ فَمَن لَها / وَأَنتُم كِرامُ الناسِ في البَدوِ وَالحَضرِ
وَأَنتَ إِذا أَنحَيتَ تَفري أَديمَها / فَما ذَنبُ ذي جَهلٍ فَرى مِثلَ ما تَفري
وَما لِعُداةِ العِلمِ تَذكُرُ عَيبَهُم / وَأَنتَ عَلى أَمثالِ غابِرِهِم تَجري
أَلا إِنَّما النُعمى تُجازى بِمِثلِها
أَلا إِنَّما النُعمى تُجازى بِمِثلِها / إِذا كانَ مَسداها إِلى ماجِدٍ حُرِّ
فَأَمّا إِذا كانَت إِلى غَيرِ ماجِدٍ / فَقَد ذَهَبَت في غَيرِ أَجرٍ وَلا شُكرِ
إِذا المَرءُ أَلقى في السِباخِ بُذورَهُ / أَضاعَ فَلَم تَرجِع بِزَرعٍ وَلا بَذرِ
أَفي هَذِهِ الأَيّامُ زِدتَ وَلَم تَزَد
أَفي هَذِهِ الأَيّامُ زِدتَ وَلَم تَزَد / سَناءً تَعالى فيهِ قَدرُكَ عَن قَدري
أَغَرَّةُ إِسماعيلَ أَم سُنَّةُ البَدرِ
أَغَرَّةُ إِسماعيلَ أَم سُنَّةُ البَدرِ / وَفَيضُ نَدى كَفَّيهِ أَم باكِرُ القَطرِ
جَواهِرُ عُشبٍ وَنورٍ نَظيمٍ
جَواهِرُ عُشبٍ وَنورٍ نَظيمٍ / وَأَفرادُ ظِلٍّ وَقَطرُ نَثيرِ
فَمِن بَينِ صُفرٍ وَحُمرٍ وَخُضرٍ / عَلى القُضبِ غيدٍ وَزورٍ وَصورِ
وَلَعسٍ تُناسِبُ لُعسَ الشِفاهِ / وَبيضٍ تُعارِضُ بيضَ الثُغورِ
نَواظِرُ مِن بَينِ يَقظى وَوَسنى / وَنُجلٍ وَخُزرٍ وَحولٍ وَحورِ
أَتَدعوني وَتُطعِمُني يَسيراً
أَتَدعوني وَتُطعِمُني يَسيراً / وَتَسقيني الكَثيرَ عَلى اليَسيرِ
فَأَصبَحَ مِنكَ في يَومٍ عَسيرٍ / فَلا يَنفَكُّ في يَومٍ عَسيرِ
هُما حَرّانِ مِن جوعٍ وَسُكرٍ / فَيالَكَ مِن سَعيرٍ في سَعيرِ
أَقولُ وَفي غَضائِرِهِ عِظامٌ / أَتَغرِفُ مِن قُدورٍ أَم قُبورِ
مَن لَم يُواسِكَ في قَليلٍ
مَن لَم يُواسِكَ في قَليلٍ / لَم يُواسِكَ في كَثيرِ
وَالحَقُّ يَلزَمُ في الكَثيرِ / وَلَيسَ يَسقُطُ في اليَسيرِ
رَخيمٌ فاتِرُ اللَحظِ
رَخيمٌ فاتِرُ اللَحظِ / رَشيقٌ مُخطَفُ الخَصرِ
وَقَد عُمِّمَ بِاللَيلِ / وَقَد قُنِّعَ بِالفَجرِ
وَما يَنفَعُني حُسنُكَ / يا أَحسَنَ مِن بَدرِ
إِذا كانَ نَصيبي مِنكَ / طولَ البَينِ وَالهَجرِ
أَحدَقَ لَيمونٌ بِأُترُجَّةٍ
أَحدَقَ لَيمونٌ بِأُترُجَّةٍ / كَأَنجُمٍ تُحدِقُ بِالبَدرِ
مَخروطَةُ الأَجسادِ في فِضَّةٍ / مُلَبَّساتٍ قُمُصَ التِبرِ
قَد شَدَّ مِن هاماتِها زِرُّها / يا عَجَبا مِن ذَلِكَ الزِرِّ
إِشرَب عَلَيها وَتَمَتَّع بِها / فَإِنَّها مِن تُحَفِ الدَهرِ
لَستُ الوَضيعَ وَلا الصَغيرَ وَإِنَّما
لَستُ الوَضيعَ وَلا الصَغيرَ وَإِنَّما / أَنتَ الوَضيعُ عَنِ الوَضيعِ الأَصغَرِ
لا تَفخَرَنَّ وَإِن غَدَوتَ مُقَدَّماً / فَعَلى جَبينِكَ سيمياءُ مُؤَخَّرِ
أَبدى الرَبيعُ لَنا مِن حُسنِ صَنعَتِهِ
أَبدى الرَبيعُ لَنا مِن حُسنِ صَنعَتِهِ / شَبائِهَ اِتَّفَقَت في الشَكلِ وَالصُوَرِ
خُضرٌ ظَواهِرُها بيضٌ بَطائِنُها / تَحكي القَباطِيَّ تَحتَ السُندُسِ النَضرِ
بيضٌ شِبائُهُ في خُضرٍ مُلَملَمَةٍ / مِثلَ الزَبَرجَدِ مَثنِيّاً عَلى دُرَرِ
يَنشَقُّ أَخضَرُها عَن أَبيَضٍ يَقَقٍ / كَالثَغرِ يُشرِقُ تَحتَ الشارِبِ الخَضِرِ
أَصبَحَ الوَردُ في الغُصونِ يُحاكي
أَصبَحَ الوَردُ في الغُصونِ يُحاكي / أَوجُهَ الحورِ في مَقاطِعَ خُضرِ
مِثلُ فُرسانِ غارَةٍ يَعتَليهِمُ / لُمَعٌ مِن دِماءِ سَحرٍ وَنَحرِ
وَيَلوحُ النَهارُ أَسفَلَ مِنهُ / فَهوَ كَالرِجلِ في عَمائِمَ صُفرِ
بَينَ نُبذٍ مِنَ الشَقائِقِ يَحكي / غِلمَةَ الدُرِّ في مَطارِفَ حُمرِ
تُطالِعُنا بَينَ الغُصونِ كَأَنَّها
تُطالِعُنا بَينَ الغُصونِ كَأَنَّها / خُدودُ عَذارى في مَلاحِفِها الخُضرِ
أَتَت كُلَّ مُشتاقٍ بِرَيّا حَبيبِهِ / فَهاجَت لَهُ الأَحزانَ مِن حَيثُ لا يَدري
تَرَكتُ سَمينَ اللَحمِ يَبيَضُّ بَعضُهُ
تَرَكتُ سَمينَ اللَحمِ يَبيَضُّ بَعضُهُ / وَيَحمَرُّ بَعضٌ خَلطَكَ الدُرَّ بِالتِبرِ
وَأَعرَضتُ عَن حَلواءَ شَقَّ فُنونُها / فَبيضٌ إِلى حُمرٍ وَحُمرٌ إِلى صُفرِ
إِلى ثَردَةٍ رَقطاءَ قُطِّعَ فَوقَها / مُقَفَّعَةٌ خَضراءَ في وَرَقٍ خُضرِ
سِكباجَةٌ طَيِّبَةٌ نَشرُها
سِكباجَةٌ طَيِّبَةٌ نَشرُها / كَأَنَّها عودٌ عَلى مِجمَرِ
يا حُسنَها في القِدرِ إِذ أَقبَلَت / وَهيَ تُحاكي سَفَطَ الجَوهَرِ
وَيَستَنيرُ الشَحمُ في لَحمِها / كَغُرَّةٍ في فَرَسٍ أَشقَرِ
يا حُسنَ باذِنجانِها إِذ بَدا / أَسمَرَ وَسطَ المَرَقِ الأَحمَرِ
كَأَنَّهُ ماءٌ خَلوقٍ جَرى / وَجالَ فيهِ قِطَعُ العَنبَرِ