القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 263
قلت لقومٍ سادةٍ قادةٍ
قلت لقومٍ سادةٍ قادةٍ / يا سادةً تُعلَى مآخيرُها
أضحى المخانيث ينيكونكم / وناكَةُ الناس مذاكيرها
مالي أرى ناكتكم غلمةً / كالحور صانتْها مقاصيرها
مؤنَّثي الخَلْق لهم أعينٌ / دلالُها بادٍ وتفتيرها
فقال شيخ منهمُ عاقلٌ / فكِّرْ فهادِي النفس تفكيرُها
هل وَضَع الفيشةَ تأنيثُها / أو رفع الأحراحَ تذكيرها
قد ذُكِّرتْ هذي وقد أُنِّثتْ / هاتيك والتظفير تظفيرها
أما ترى الفيشة قد مُكِّنتْ / في الأرض فالتدبير تدبيرها
فاغضبْ على الأشياء أو خلِّها / بحيث أجرتْها مقاديرها
أرقتُ كأني بتُّ ليلي على الجمرِ
أرقتُ كأني بتُّ ليلي على الجمرِ / أُراعي كرىً بين السّماكين والنَّسْرِ
كرىً طار عن عيني فحلَّق صاعداً / فأتبعتُه طرفي فأمعنَ في النَّفر
ولِمْ لا وخنزير مهينٌ يُهينني / فيُغضِي على لؤمٍ وأُغضي على قَسْر
سأشكو إلى مستنكرِ النُّكر قاسمٍ / فينظر في أمري بناظرتَيْ صقر
أقاسمُ قد أنفدتُ كلّ وسيلةٍ / وأنفقت ما أثّلتُ من تالد الصبر
على أنك المرء الذي جَبَرتْ به / يدُ الله أوصالَ الكسير من الكسر
وإني الذي لم يُبقِ في الجُهدِ غايةً / لتجبره لوجدتَ للكسر بالجبر
وجشَّمتُ نفسي فيك كلّ عظيمةٍ / إلى أن تكفَّفتُ الشفاعةَ من عمرو
فكان جوابي أنْ حُجبتُ وهكذا / يكونُ جوابَ المبتغي الغوثَ من قبر
وإنّ فقيراً عدّ عَمْراً لفقره / مسدَّاً لذو فقرين فقر على فقر
ففقرٌ من العقل المُسدَّد للهدى / وفقرٌ من المال المشدِّد للأزر
وما كان إلّا القبرَ خبثَ طويَّة / ونَوماً عن الحمد المُجمَّل والأجر
فيا مَنْ رأى مثلي وعمرٌو يردّهُ / بصغرٍ ألا تبكي بذي لجةٍ غَمر
أيحجبني عمرٌو فلا يُحْجَب الحيا / ولا ترتمي الآفاق بالجمر والصخر
ألا ترجُف الدنيا وتهوِي جبالُها / وتخبو مصابيحُ السماء إلى الحشر
بلى قد خبتْ لكن سَطَوْتَ على الدجى / بغرتك المقدوحِ منها سنا الفجر
وقد حجب الله الحيا غيرَ عصمةٍ / بكفَّيك تُغني المقحِطين عن القَطر
تفكرتُ من عمرو وفيّ وفيكُم / فأحسست في الأحشاء جمراً على جمر
وما قصمتْ مذ كنتُ ظهري مصيبةٌ / وطَغْوَى أبي الخُرطوم قاصمة الظهر
أيركب عمرو في الزنوج ولم يزل / يبيت عروساً للزنوج بلا مهر
ويحجب مثلي مستطيلاً بعزكم / وإمدادِكم إياه بالجاه والوفر
عفا اللَّهُ ما أسلفتَهُ من كبيرةٍ / سواها فقد غطّت على الشمس والبدر
وُتِرتُ بوتر فيك لا أستقيده / ولو أنني استنجدت بالصبر والنصر
ولا سِلمَ حتى تُستَرد ظُلامتي / وإلّا فأيقنْ أنّنا فِيئَتا ثغر
ولا حرب إلا عَتبُ نفسٍ كريمةٍ / على سيدٍ في رأيه قال بالظَّفر
تخطى بنُعماه الجسيمة عاتقي / إلى أنْف عمرو تلك آبدةُ العصر
وليس شفائي قتل عمرٍو لأنه / يُراح به من ذلك الجبل الوعر
وما راحتي في طرحهِ ثقلَ أنفه / وما دَركي في أن يُفكّ من الأسر
ولكنْ شفائي أن يطول بقاؤه / بحيث يراني ذا ثَراءٍ وذا وفر
عليّ لَبوسٌ قاسميٌّ من الرضا / وطوق من النعمى وتاجٌ من الفخر
ألا يا لَقومٍ من عَذيريَ من عمرو / غدا ثعلباً يستطعِم الموت من بَبْرِ
عزمت على طيِّ الأهاجيِّ مُنعماً / عليه ومثلي جاد بالصفح والغَفرِ
فعاود ما أنكرت منه بقَطعه / كلامَ شفيعي كاده الله ذو المكرِ
ومن عاد عدنا طالبين بحقنا / ولابد للمستنبِط الماء من حفر
فلا يتعرضْ لي بكيدٍ يخاله / خفيّاً فينكأ فيه بالضرس والظُّفر
لعمرو اليد المقروف شري بظُفرِها / لقد غُرِّرت تغرير قارفة البَثْر
سقى الله بستان الأنيقة منظراً / ومختبراً سُقياً من الدمع والخمر
لعهدي بها يوماً وقد بصُرت به / فقالت تعالى مالكُ الخلق والأمر
ولو لم تألّف قلبَها ببنانها / وقد ريع من عمرو لَطار من الصدر
على أنها قالت دعوه حيالنا / ففي وجهه ملهى عن النَغْم والزمر
دعوا الفيل ذا الخُرطوم يفرح ساعةً / بخُرطومه المقبوح لا وجهه النضر
دعوه يذكِّرنا نكيراً ومُنكراً / وصيحة إسرافيلَ في صِبْحَةِ النشر
دعوه نرددْ لحظَنا فيه إنه / من النُّزَه المغفولِ عنهن في القفر
وما مثلُهُ يبقى علينا لأنه / لنا من هدايا الدهر ذي الغدر والختر
وغنّته صوتاً طيباً وهْو قولها / لصفعُ أبي الخرطوم أحلى من القَمْر
عشقنا قفا عمرٍو وإن كان وجهُهُ / يذكِّرنا قبح الخيانة والغدرِ
فتى وجهُهُ كالهجر لا وصلَ بعدهُ / وأما قفاه فهْو وصل بلا هجرِ
وغنَّتْه صوتاً ثانياً وهْو قولها / طربت إلى أنف صبور على النقرِ
رأى أنفُ عمرو أن يطول كطوله / لنذرٍ جرى منه فزاد على النذر
وعوَّجَ من عمرو تمكُّنُ خبلهِ / كما عوجت كفُّ الصبي من السطر
وغنّته صوتاً ثالثاً وهو قولها / غدا أنف عمرو وهو نهْد على قعر
ولُوِّيَ عمرو لَيَّ لَبلابِ غيضةٍ / وطال فما يَفنى بذرع ولا حزر
إذا ما مشى عمرو ولجّ اضطرابه / فعيناه في شطرٍ ورجلاه في شطر
ثلاثة أصواتٍ تغنت مُجيدةً / بهن لعمرو وهو أفرد من وتر
ولو أنها عاشت قليلاً لأسمعت / طنين قفاه كلّ مستحكم الوَقْر
وذلك جهرُ الحب والشوقُ سرُّهُ / ولا خير في عشق يكون بلا جهر
وكم من ضَروط قد أسال مُخاطها / هواها أبا الخرطوم غَزْراً على غزر
وقد لقبوه نهر بوقٍ تعسفاً / وفي الوغد أشباه من البوق والنهر
فلِلْقدِّ منه طولُ نهرٍ معوَّجٍ / وللأنف منه نغْمة البوق في الكفر
ويا عجباً من أن عمراً مُنادَمٌ / وأني مدحور ألوفٌ مع الدحر
ولو قيل شبِّهْ ريق ظبي تُحبهُ / لشبّهه المخبول بالسمن والتمر
أيا فيل بغداذ إذا عاج خطمُهُ / وخنزير كلواذى إذا عتّ في الجَعْر
ويا مُرزِم القصر المُعجَّب أهله / وحاشاه لا حاشاك يا بومة القصر
أترغم أنفي وهو أنف مكرَّمٌ / وأنفُك أولى بالختان من البظر
وتعقِر قدري مستخفاً بحاجتي / رويدك إن القتل أدهىَ من العقر
منحتُكها يا ابن الوزير تَعلَّةً / وزاداً خفيفاً للمقيمين والسَّفْر
فدونَكها في جوع شهرِك بلُغةً / وفاكهةً تكفيك فاكهة الشهرِ
وطالعْ هلال الصوم في وجه نعمةٍ / مجددةٍ زهراءَ بل نعمٍ عشر
فأنت إذا ما تمَّ أروعُ منظراً / وأعلى مكاناً منه عند أخي حِجر
وكل هلالٍ فهْو غرةُ شهرِهِ / ووجهك فينا غرةُ الشهر والدهر
ومستخبرٍ بالغيب عنك أجبتهُ / وما منطقٌ زكّاه معناك بالنزرِ
فقلت ولم أظلم لك الحق نُقرة / مقالةَ صدق لا يُنهنَه بالزجر
فتى حظه في الصُّنع والعُرف وافرٌ / فلا الصنع في حَظْر ولا العرف في حصر
هو البحر إن يصبح من الله مدُّهُ / ففي الله يمسي جَزْرُه ساعة الجزر
وما جزره إلا استفاضةُ فضله / على ساكني بدو وفي قاطني حَضْر
يفيض إذا فاضت يد الله جارياً / على عادتيه غير ملح ولا كَدر
مُدالاً مُديلاً كلّ يومٍ وليلةٍ / مُنالاً منيلاً زاكيَ الرَّيع والبذر
يناهزه الساقي قريباً مُجمُّهُ / ويسبُرهُ الداهي بعيداً على السبر
متى جئتَ ممتاراً فناهيك من فتى / وإن جئت مرتاداً فناهيك من حَبر
ألم ترني في ظلّ نعمة قاسمٍ / قشرت العصا للمعتدي أيما قشر
وما حار لي حاشاه بل كان سيداً / أبى لي أن يدعونني شحمة الصّهر
ومالي عديدٌ حاضرٌ غير أنني / أروحُ وأغدو في عديدٍ به دَثر
تضيّفتهُ أحلى من الشهد مَرفِداً / وجاورته أحمى حَمِيّاً من الدَّبْر
وسيماً قسيماً يطرِف العينَ نورُهُ / حكيماً عليماً ثابت الجاه والزّبر
تُباكي يداه الغيثَ طوراً وتارةً / يضاحك فوهَ البرقِ عن لؤلؤ حَدْرِ
إذا باع تَجرُ الحمد إياه حَمدَهُم / فقد ربحتْ ربحَ الغنى صفقةُ التجرِ
يروقك من جدٍّ له وفكاهةٍ / بأحسنَ من وجهٍ وأرشق من خصر
ويهوي إليه كل قلبٍ بُودهِ / هُوِيّ القُطاميِّ الغريب إلى الوكر
لذلك أضحى فضّلَ الله نشرَهُ / كتفضيله عَرْف النحور على القبر
وحسبُك أن ألقى عليك اختياره / إمامٌ أطاعتْهُ القلوب بلا قهر
لقاء عليٍّ فيه عند اختبارهِ / وحزم أبي حفص وعدل أبي بكر
وما لمديحي في ثناك زيادةٌ / سوى أنني نظّام جوهرِك النثرِ
أقول وتعطي نائلاً بعد نائلٍ / فأقطعُ من صخرٍ وتغرفُ من بحرِ
ولا تُغفلْن أمراً وهى منه جانب
ولا تُغفلْن أمراً وهى منه جانب / فيتبعَه في الوَهْي لاشك سائرُهْ
إذا طَرَفٌ من حبلك انحلّ عقدُهُ / تداعت وشيكاً بانتقاضٍ مرائرُهْ
إذا اختطّ قومٌ خِطةً لمدينةٍ
إذا اختطّ قومٌ خِطةً لمدينةٍ / تقاضتهمُ أضعافَها للمقابِر
وفي ذاك ما ينهاهُمُ أن يشيّدوا / وأن يقتنوا إلا كزاد المسافرِ
حريث نبيطيٌّ مسمَّى بحرثهِ
حريث نبيطيٌّ مسمَّى بحرثهِ / رآهُ مُسمِّيه صغيراً فصغَّرا
إذا ما عَواريُّ الهجاء تعذَّرتْ / فقُلْ فيه ما فيه فلن يتعذرا
يسيرٌ على هاجيهِ وُجدانُ سبِّهِ / وأعسرُ ما في سبِّهِ أن يُسيَّرا
وذلك أن الله أخمل ذكرهُ / وأعطاهُ من شُنْع المخازي وأكثرا
وكم مثلِهِ من خاملٍ قد كسوتُه / رداءً جديد الطُّرتيْن محبَّرا
فأضحى تراءاهُ العيون نباهةً / ألا ساء زِيّاً للفَخور ومَفْخرا
تشير إليه كلُّ كفٍّ بُسبّةٍ / كما ناهدتْ أيدي الحجيج المُجمَّرا
قد زُفّت الشمس إلى البدرِ
قد زُفّت الشمس إلى البدرِ / يا لك من قَدر ومن قَدْرِ
خليفةُ الله على خَلْقه / وبنتُ عالي الشأن والأمرِ
يا درة البحر بشرى إنما / أُخرجْتِ من بحر إلى بحر
لا زلتِ تأوين إلى ظله / ما آوتِ الدنيا إلى الدهر
أفْطِرْ وأكباد العُداة تفطّرُ
أفْطِرْ وأكباد العُداة تفطّرُ / في نعمةٍ تنمي ودنيا تَزهرُ
لا زلتَ تقدُم في العلى طلابَها / ويُقدَّمون إلى الردى وتؤخّر
وأما ومن أردى عدوك ما استوى / لك قتلُهُ إلا وأنت مُعمَّر
قد كان دبّر ما علمت فعاقهُ / قدَرٌ عليه من السماء مدبّرُ
لا وألحاظِ العيون الساحرَهْ
لا وألحاظِ العيون الساحرَهْ / بين أهدابِ الجفون الفاترَهْ
ما تولّى آلُ وهبٍ دولةً / فرآها الله إلا ظافره
وكفاكم بأبي قاسِمهم / ذي الأيادي والسجايا الطاهره
من يكن لم يُندرِ الدهرُ بهِ / فعبيدُ الله فيه نادره
هل ترى يا قوم ما أبصرهُ / من أبي القاسم عينٌ ناظره
سيدٌ من سادةٍ لا برحت / نِعمُ الله عليهم ظاهره
ساسنا فالدهرُ عُرسٌ كلّهُ / وعطايا ووجوهٌ ناضره
بعدما كان حُروباً تَلتظي / ورزايا ووجوهاً باسره
أضحتِ الآفاق خَرْجاً زاجياً / ولقد كانت سيوفاً قاطره
أقسم المُلك يميناً إنهُ / بعضُ أعلام الإله الباهره
يا إمام الناس زِدْهُ نعمةً / لا تزل كفُّك كفاً قادره
واشكرِ الله الذي أعطاكَهُ / إنْ في جنبيْه نفساً شاكره
كم تلافيتَ به من فائتٍ / وتألَّفْتَ به من نافره
كم سنا نورٍ ذكا منه وكم / أطفأ الله به من نائره
فتَتوّجْه هنيئاً إنه / خير تيجانك تلك الفاخره
وتمثّل بهداه إنه / خير أمثالك تلك السائره
يا بني العباس شكراً إنكم / في جنانٍ ورياضٍ زاهره
سلِمْت ياابن سليمانَ لكم / زينة الدنيا وعُقبى الآخره
قد أُنيلتْ كلّ كَفٍّ خُبِّئت / وأقيلت كلّ رجلٍ عاثره
بإمامٍ لم تزل آلاؤهُ / تتوالى كالغيوث الماطره
ملك بادِرَةٌ بَدْرَتُهُ / حين لا تبدرُ منه بادره
ووزير عمَّر الدنيا لكم / ولقد كانت خلاف العامره
شيّد الملكُ به بنيانَهُ / بعدما كان رسوماً داثره
وابهجوا يا آل وهبٍ إنها / كَرَّةٌ رابحة لا خاسره
من سعادات جدودٍ أقبلت / وسعادات جدود حاضره
تتوالى عن سعودٍ جُعلت / أبداً طالعةً لا غائره
قد مضت كرَّة موتٍ وأتت / بعدها كرّةُ خلدٍ غابره
ليس من فقرٍ على راجيكُمُ / وكذا ليست عليكم فاقره
دارت الأفلاك بالفوز لكم / وعلى رأس العدو الدائره
يظلم الناس يعلم الله أفْرَى
يظلم الناس يعلم الله أفْرَى / أنت بالكشخ منه أولى وأحْرَى
كان للكرْكدنِّ قَرن فأضحى / قرنه اليوم عند قرنك مِدرَى
من يكنِ تاجه كتاجك هذا / فليكن بابه كإيوان كسرى
لا عدمتَ القرون يا ابن حُريثٍ / إنّ في طولها لأرفعَ ذكرى
لو تخفّفتَ بالقيادة ما اسطع / ت لكنت الثقيل يا تلّ محرى
لهتكتَ الحياء عنك فأبدى / لك وجهاً كوجه أمِّك سكرى
شرُّ ماءٍ صراه في شر صُلب / شرُّ فحلٍ قراه في شرِّ مَقْرَى
خالط اللؤمَ في فقار أبيه / فجرى اللؤم منه في كل مجرى
يدّعي الشعر وهو كفراء وفلكا / من جؤاثا عليه كزّى وهَطْرى
بَلْغميُّ الطباع قد أضخمته / لقوةٌ لا تحيك فيها الشُّوصَرّى
أبا حُفيْص رويداً
أبا حُفيْص رويداً / أمرُك من بعض مَيْري
ما ساقك الله نحوي / فيما أظن لخيري
يا زوجَ تلك التي زو / جُها البريةُ غيري
أأنت تشتم عرضي / وأنت في طول أيري
إن لم تدعْك يميني / بالصفع شماسَ ديرِ
فنكتَ أمَّك عني / بأير عير العُزيرِ
وماءٍ جلتْ عن حُرِّ صفحته القذى
وماءٍ جلتْ عن حُرِّ صفحته القذى / من الريحِ معطارُ الأصائل والبُكرِ
به عَبَق مما تَسحَّب فوقه / نسيمُ الصّبا تجري على النوْر والزهر
إن تصطنعْني تصطنعني شاكرا
إن تصطنعْني تصطنعني شاكرا / أو تختدِعْني تختدعني عاذرا
نِعال كِنْبايةَ والعنبرُ
نِعال كِنْبايةَ والعنبرُ / ومِسْك دارِينكُمُ الأذفرُ
ومَندل الهند الذي يُرتَضَى / يُقسَم في الناس ولا نُذكرُ
يا مانعينا من هداياكُمُ / ثناؤنا من عطركم أعطر
ثناؤنا يبقى ويطوي الفلا / طيّاً فلا يُثنَى ولا يُقصر
وعطركمْ تَدرُس آثارهُ / ويسأم السيرَ ولا يفخر
أقسمت بالكأس إذا أعملت / واصطخب المزمار والمِزْهر
لو جاءنا العود وأتباعه / وخيرُهن العنبر الأخضر
لقد غدا يُثنى به شعرُنا / أضعاف ما يثنى به المجمر
أو جاءنا المسك جَزينا به / ما يصبح المسك به يُهجَر
أو أصبح المنشور من شكرنا / كأنه من ريحه يُنشر
ولو أتى الكافورُ قلنا يد / بيضاء كالكافور لا تُكفَر
أو جاءنا من عندكم مَركبٌ / أحمر كالشعلة أو أشقر
نِسْبته يُنسَبها داهِرٌ / ولونه يُنحَله قيصر
يُعزَى إلى السند ويعتدُّهُ / في الروم لون ناصع أحمر
مُصَرصِر لكنه صيِّتٌ / عقارب الدار له تُذعَر
فيه على الأعداء مستنجَدٌ / في ظلمة الليل ومستنصر
ما صرّ إلا ولنا نطقُهُ / بالشكر أو يحسر أو نحسر
لا نَخلُ من جملة ألطافكم / لا يخلُ من شكركُم مَحضر
إنا إذا تاجَرَنا صاحبٌ / أضحى وما ذُمّ له مَتْجرُ
ما خلت من يُهدي لنا فانياً / نجزيه عنه باقياً يخسر
الحمد لله الذي لم تزل / أنوارهُ ساطعةً تَزهر
حَظي مما عندكم تافهٌ / وحظكُم من وُدِّيَ الأوفر
وليس بي قدر هداياكُمُ / بل بيَ أني صاحب يُحقر
رأيتني إذ خنتُمُ حصّتي / وموضعي من رأيكم أغبر
وفعلكم عنوان آرائكم / وقد يُبين المخبرَ المنظر
خذها وإن جدتَ بإسعافنا / فلا تقل إني لا أشكر
وإن أبى الله ومقدارُهُ / فلا تقل إني لا أعذر
مهما يقدَّر منك في أمرنا / فالعذر من تلقائنا يُقدَر
ولو أردنا اللوم أعجزْتَنا / وهل يُنال القمر الأزهر
ليس سماء الله منحطة / وإن تدانت حين تستمطر
يا من إذا حلّاه إخوانهُ / حُلِيَّ مدْحٍ حسنهُ يبهر
فإنما من عندهم نظمهُ / ومن لدنه الدُرُّ والجوهر
قالوا انتبِذْ قلت مهلاً
قالوا انتبِذْ قلت مهلاً / عندي نبيذٌ كثيرُ
ما عاش لي ابن سعيدٍ / فإن شأني كبيرُ
وكل ما أبتغيه / فالخطْب فيه يسير
إذا كتبتُ إليه / فليس شيء عسير
لي عنده بحر سُقيا / للفُلْك فيه مَسير
فتىً مُباح العطايا / إذا اعتراه فقير
وللصديق ظهيرٌ / من عزه ونصير
وباللطيف عليمٌ / وبالخفيّ خبير
وبالثناء سميعٌ / وبالجميل بصير
كم من رسولٍ بعثنا / هُ نحوه يستمير
وافاهُ وهْو رسولٌ / وعاد وهو بشير
قالوا فبرهنْ على ما / تقول وهْو جدير
قلت الرسول وعندي / للجاحد التنوير
جيئوا به وكأن قدْ / جاء النبيذ يطير
في ضمنيَ النجح من قب / لِ أن يُشير مشير
عُمِّرت ياابن سعيدٍ / ما سرك التعمير
فأنت للطالب العر / ف روضةٌ وغدير
وأنت للطالب العل / م بحرُ علم غزير
على الكرام أمير / وأنت ذاك الأمير
الله لي فيك من كلْ / لِ ما أخاف مُجير
وفارسٍ أجبنَ من صِفْرِد
وفارسٍ أجبنَ من صِفْرِد / يحولُّ أو يثولُّ من صَفْرَهْ
لو صاح في الليل به صائحٌ / لكانت الأرض له طفرَهْ
يرحمه الرحمن من جبنه / فيُطعم الله به نصرَهْ
من أقدم الناس ولكنما / إقدامه تضييعه حِذرَهْ
متنطِّق من جلده
متنطِّق من جلده / متختِّم في خَصرِهِ
أبداً تراهُ وصدرُهُ / في بطنه أو ظهره
ألا بكرتْ حَرَّى الملامِ تَسعَّرُ
ألا بكرتْ حَرَّى الملامِ تَسعَّرُ / وبئس صبوح المرء لومٌ مبكِّرُ
توعّدُني بالشيب أنْ قد أظلني / وما ذكَّرتني غير ما كنت أذكر
فقلت لها والمرء حامٍ ومانعٌ / شريعتهُ ما أمكن القولَ مصدر
ألا الآن إذ لم تبقَ إلا عُلالتي / أُبادر شيبي بالملاهي وأبدُر
نهتني فزادتني حفاظاً على الصبى / ألا ربما ينهى الجهولُ فيأمر
ترى شبهَ الآساد فيهم مبيّناً
ترى شبهَ الآساد فيهم مبيّناً / ولكنهم أدهَى دهاء وأنكرُ
وجوههُمُ عند اللقاء وجوهها / وألحاظهم ألحاظها حين تنظرُ
هُمُ هيَ لولا إرْبُهم وحلومهم / لهم منظر منها مَهيبٌ ومخبر
لهم عُدّة تكفيهُمُ كل عُدّةٍ / بناتُ المنايا والحِنيُّ المدثّر
هي القوةُ الحق المسمّاة قوة / بتسمية القرآن فيما يفسَّر
يُزلّون عن أكباد كل حَنِيّة / خِفافاً مع الآجال تعلو وتقصر
نواها نواهم في الرمايا كأنما / مواقعُها فيما يشاؤون يُقدَر
لها ألسُنٌ ما تستفيق لهاتها / يكاد لُعاب الموت منهن يقطر
ظِماء إلى وِرد الدماء نواهلٌ / لها مورد من غير مأتاهُ نَصدُر
يولي المُولّي منهُمُ وهْو مانعٌ / حقيقتهُ لم يخزَ منه المذمَّر
يليك بحدّ شائك وهْو مقبلٌ / يليك بحد مثله حين يدبر
هو النار من أي النواحي غشيتَها / تلقَّاك منها جانب يتسعَّر
أو الرمحُ ذو النصلين كيف رهِقتهُ / رِهقت حِمام الموت أو يتأخر
تكون له إجفالةٌ ثم كَرّةٌ / يدمّر فيها سادراً ما يدمَّر
كذلك تلقى الليث فضلَ شهامةٍ / تكون له إجلاءة ثم يَعْكُر
تِراكُهُمُ ما تاركوك غنيمةٌ / شهيدي رسول الله والحقُّ يبهر
فإن كنت منهم جاهلاً أو مُغمَّراً / وهل من نثاهم جاهل أو مغمَّر
فسائل بهم أعداءهم أو ديارهم / تخبِّرك إن لم يبق منهم مخبِّر
ومعتضدٍ بالله أضحى وربُّهُ
ومعتضدٍ بالله أضحى وربُّهُ / له عضدٌ يحميه دوْر الدوائِرِ
إذا كِيد سراً كيد عنه عدوهُ / وفي بأسه كفء لبأس المجاهر
وما كيد من أضحى له الله ناصراً / وعيناً على مستخفيات السرائر
ولو لم يخبّر عن عداهُ لخبَّرتْ / جوارحُهم عنهم بما في الضمائر
وحُقّ بنصر الله ناصرُ دينهِ / فأين به عن ناصر وابن ناصر
إذا حاول الأعداءُ أن يمكروا به / أحال عليهم مكرهم خيرُ ماكر
ما إن علمنا من طعامٍ حاضرٍ
ما إن علمنا من طعامٍ حاضرٍ / نعتدّهُ لفجاءة الزوّارِ
كمُهيَّئَيْنِ من المطاعم فيهما / شبهٌ من الأبرار والفجارِ
هامٌ وأرغفةٌ وضاءٌ فخمةٌ / قد أخرجا من جاحم فوار
كوجوه أهل الجنة ابتسمت لنا / مقرونةً بوجوه أهل النار

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025