القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 137
لَقَد سَئمت دنياي نَفسي فإنها
لَقَد سَئمت دنياي نَفسي فإنها / لمنزلة لي دون منزلة القبر
فَما أَنا في قَبري أحس ببعض ما / أحس به في جنب دنياي من شر
لَقَد سامني دَهري بِبَغداد ذلةً
لَقَد سامني دَهري بِبَغداد ذلةً / وَماذا عَسى في مصر أَن يفعل الدهر
وظنيَ أَني سَوفَ ألقى حفاوة / يَطول عَلى الأيام مني لها الشكر
وأَما الألى ما إِن لهم من حَقيقة / فَلا خيرهم خير وَلا شرهم شر
لَقَد ضَرَّ أَعدائي بِمالي وَمَنصبي / وأَما بِعِرضي أَو بجاهي فَما ضروا
وَقفت أَمام السيل ينطح جبهتي / بمنتصف الوادي كَما وقف الصخر
إذا لَم يذد عَن نفسه بلسانه / فَقُل ليَ ماذا يَفعَل الشاعر الحر
هُوَ البحر لا يَبقى عَلى حالة له / فطوراً به مدٌّ وَطوراً به جزر
بَغداد لَيسَت كَما قد كنت تعرفها
بَغداد لَيسَت كَما قد كنت تعرفها / فيما اِنقضى عهده من سابق العصرِ
لَم يغضب الشعب من خسفٍ يسام به / كأَنَّما الشعب قوم لَيسَ من مضر
وَالحر كالعبد قد ماتَت حماسته / وَالصادق القول مثل الكاذب الأشر
عرِّج بِبَغداد تعرف مثل معرفتي / فَما عيان امرئٍ للشيء كالخبر
قد أَحرَجوني بما جاؤوه من سفه / فأَخرجونيَ من أَرضي عَلى كبري
العَيش للحر في بَغداد معتكر / وَلَيسَ في غير بغداد بمعتكر
في لَيل بغداد من فقد الأمان به / لا يَستَطيع امرؤ يَمشي بلا خفر
وَكم هنالك نذلاً في صحيفته / يسبني بلسان بارز قذر
إن قد وزرت بإعلاني مساوئهم / فَلَيسَ يسلم إنسان من الوزر
أُمّاه إنّي ضَريرُ
أُمّاه إنّي ضَريرُ / وَالقَلب مني كَسيرُ
أَعمى فَلست أَرى يو / ماً ما يَراه البَصير
إني إلى حاجة لي / بلا عصا لا أَسير
أُمّاه ما في حَياة ال / طفل الضَرير سرور
يا أُم إن شقائي / لَو تَعلَمين كَبير
يومي وَلَيلي سواء / كِلاهُما لا يُنير
أُمّاه إني إلى أَن / أَراكَ يَوماً فَقير
وإن طرفاً يَرى وج / هَ من أحب قَرير
يا أُم إن لم يضرْني ال / عمى فَماذا يضير
أُمّاه هَل هذه الدن / يا رحبة تَستَنير
وَهَل بها للألى يب / صرون شيء كَثير
صِفِي النهارَ فإني / ما بالنهار خَبير
هَل النهار بأَن يح / مدَ النهار جَدير
هَل الضياء جَميل / كَما يَقول البَصير
وَهَل إذا الشمس ذرت / فضوؤها مُستَطير
وَهَل إِذا الشمس غابَت / لا يلمس الأرض نور
وَهَل هناك خفاء / وَهَل هناك ظهور
وَهَل هناك سماء / فيها النجوم تدور
تَبدو فَتَلمَع حيناً / وَبعد ذاك تغور
وَهَل هنالك بدر / كَما يقال منير
وَهَل إذا طمس الني / يِران ساءَ المَصير
وَهَل إذا جاء فصل ال / رَبيع تَزهو الزهور
وَهَل جَميل عليها ال / فراش حين يطير
وَهَل يروق الى جا / نب الرياض الغَدير
مالي غِنىً عَن جوابٍ / يا أُم إني ضَرير
لهف نَفسي عَلى خلالٍ لِقَومي
لهف نَفسي عَلى خلالٍ لِقَومي / أَفلت بعد نشرها الأنوارا
لست أَدري أَتِلك بيض سجايا / أَم نجوم عَن مُقلَتي تتوارى
إِن يَكن أَهلها الكِرام تولَّوا / فَلَقَد خلَّفوا لنا آثارا
خير قوم تبوأوا خير أَرض / لا يذم النَزيل فيهم جوارا
سل عَن القوم دارسات طلول / تَرَكوها تخبر الأخبارا
ترك الدهرُ وَالحوادِثُ منها / عبراً للعيون واِستعبارا
إن من كانَ ذا حجىً وَنَشاطٍ / طلب الفوز يمتطي الأخطارا
مشيه للأمام غير مبال / أسهولاً يجوب أَم أوعارا
وَالَّذي كانَ عاجِز الرأي فدماً / فَهو إِن خابَ عاتب الأقدارا
دجلة إِن درى بنو دجلة أَن / يَستَفيدوا منها تَفيض نضارا
إن أَعمالكم لعمري ساءَت / يعرباً في ضريحه وَنزارا
أَيُّها الشعب طال نومك فايقظ / لِلمَساعي فاللَيل صار نهارا
أَنا أُبدي للشعب خالص نصحي / وَعلى الشعب بعد أَن يختارا
أَيُّها الناس إنما الناس في الغر / بِ جنوا من رقيِّهم أَثمارا
اِستَفادوا من الطَبيعة حتى اس / تخدموا كَهرباءها وَالبخارا
ثُمَّ أَنتُم من البَعيد إليهم / أَيُّها الناس تنظرون حيارى
لا تتركنَّ الشرور تَنمو
لا تتركنَّ الشرور تَنمو / فأَول النار من شرارِ
إنَّ لجهل النفوس شراً / حذار من جهلها حذار
الناس لا يكبرون منهم / إلا الَّذي كان ذا يسار
فأَنتَ بالمال ذو نفوذ / وَأَنتَ بالمال ذو اِقتدار
إن كنت تَرجو في البر مالاً / فجب له واسع البراري
أَو كنت في البحر تَرتَجيه / فاركب له غارب البحار
لا يضجر الحر حين يَسعى / إلا من الذل وَالصغار
الغَرب قد أَخذ اللبابَ لنفسه
الغَرب قد أَخذ اللبابَ لنفسه / وَالشرق لاهٍ أَهلُه بقشورِ
لَما رأَت عيناي طياراته / وَقَد اِعتلت شبَّهتها بنسور
العِلم ثروة أُمَّة وَيسارُ
العِلم ثروة أُمَّة وَيسارُ / وَالجهل حرمان لها وَبوارُ
العلم قد دك الجبال فهدها / وأَضاءَ جنح اللَيل فهو نهار
بالعلم أطلعت البلاد كواكباً / بالعلم صارَت تنطق الأحجار
بالعلم قد ناجى مقيم نازحاً / وَعَلى الأثير تمشت الأخبار
بالعلم أدنى الناس شقة أَرضهم / بالعلم غاصوا في البحار وَطاروا
بالعلم قد طالَت فأدركت المنى / أَيدٍ عن الغرض الرَفيع قصار
خدم البلادَ الكَهرباءُ وَقبله / خدم المعامل في البلاد بخار
العلم يَنمو في المدارس دوحه / حيناً وَتقطف بعد ذاك ثمار
يا علم يا كل الهداية للورى / صَلّى عليك اللَه والأبرار
يا علم أَنتَ مخفف أوزارنا / لَولاك أَنقض ظهرنا الأوزار
ما كانَ يفلح في جهاد حَياته / شعب عَلى كسل له استمرار
سَيَموت رب العلم من مرض به / وَتَعيش دهراً بعده الآثار
شتان بين الدار تبسط ظلمة / وَالدار فيها تسطع الأنوار
بالعلم قد لبس العراق حضارة / ما إن تردت مثلها الأمصار
يا علم قل لي مخبراً أَين اِختفت / تلك النجوم الزهر والأقمار
يا علم قد كانَت ربوعك جنة / غناء تَجري تحتها الأنهار
من بعد ما كانت ربوعك جنة / يا علم عمَّ ربوعك الإقفار
يا علم غيرك الزَمان بصرفه / لا أَنت أَنت وَلا الديار ديار
إِن التوقف في زَمان حازم / فيه تقدمت الشعوب لعار
لا نجح إلا وَالمشقة أمُّه / كالنور يظهر حيث تَذكو النار
نور يشق حسامه بغراره / سجف الظلام وَهَكَذا الأسحار
وأهم عضو في الرجال لسانهم / وأهم جزء في السيوف غرار
الحرب بعد اليوم حرب سياسة / وَالغالِبون بها هم الأحرار
العدل فيها للمحارب جنةٌ / وَالعلم فيها المرهف البتار
من كانَ يَمشي في طَريق مستو / أَمن العثار فما هناك عثار
لا توقظنّي إن هجعت من الكرى / حتى يغرد في الصباح هزار
حاولت أن ألقى الحَقيقة جهرة / فإذا الحَقيقَة دونها أستار
لَو كانَ للإِنسان رأي صائب / لأتَت مؤيدة له الأقدار
يا قوم قد وعر الطَريق أمامكم / فإذا عزمتم تسهل الأوعار
لا يَرفع الوطن العَزيز سوى أمرئٍ / حر عَلى الوطن العَزيز يغار
إن هدّم العربيُّ حوض جدوده / سخطت عليه يعرب وَنزار
ثوبوا إلى العلم إن العلم مكرمة
ثوبوا إلى العلم إن العلم مكرمة / وَفي تلقيه لا يأخذكم الضجرُ
لَو أَصلح البشر الأنسال مهتدياً / بالعلم يوما لرقَّى نوعَه البشر
ما ذم قط حياتَه
ما ذم قط حياتَه / في الأَرض من هو ذو يسار
إن النهار مطية / وَالليل من بعد النهار
أَما المقلّ فإنه / يطوي الضلوع على سعار
لا يأمن الماشي بلي / لٍ للظلام من العثار
الشعب مستند إلى / جُرُفٍ من الآمال هاري
إنني والهزار فرعان من أص
إنني والهزار فرعان من أص / ل كلانا قد مارس الأشعارا
وكلانا بثَّ الصبابة إلا / أنني قد صرحت وهو أشارا
وكلانا أجاد نظم القوافي / غير أني قد فقت فيها الهزارا
فأنا أخبر الأنام بحبي / وهو بالحب يخبر الأطيارا
أنا فيه محرك ليراعى / وهو فيه يحرك المنقارا
أنا قد طرت في سماء المعاني / وهو في جو روضة قد طارا
وجناح الهزار ريش قليل / وجناحي فكري الَّذي لا يُجارى
أعشق الزُّهرَ في السماء فأشدو / وَهوَ في الأَرض يعشق الأزهارا
هو في نظمه يقلد طيراً / سبقته وإِنَّ فيَّ ابتكارا
يصف الحب وحده ثم إني / أصف الناس والهوى والديارا
وقصارى أنغامه الوجد أما / نغماتي فما لهن قُصارى
إنه شاعر يكرر ما قا / ل وإني لا أحمد التكرارا
شعره في الحياة وقف عليه / فهو إن عاش عاش أو بار بارا
وقريضي يعيش بعدي طويلاً / ويجوب البلاد والأمصارا
شاعر بالعراق ينظم شعرا
شاعر بالعراق ينظم شعرا / فيرى دون نشر ما قال عسرا
فيهادي به على البعد مصرا / حيث يَلقى الشعر المهذب نشرا
ان مصراً ريحانة الأمصار /
تبلغ النفس عند مصرَ مناها / طيَّب اللَه بالسلام ثراها
بلدة صيِّب النجاح سقاها / يجد الحرُ مأمناً في ذُراها
أنت يا مصر ملجأَ الأحرارِ /
يا ربوعَ الهوى عليك السلام / أنت للفنس مقصدٌ ومرامُ
في حماك النزيلُ ليس يضام / لأولى العلم في ذراك احترام
واعتبار في الجاه أي اعتبار /
قد رمتني الأحداث فارحم إلهي / بدواهٍ أَلممن إثر دواهي
ما لآلام روعِها من تناهي / آهِ من روعة الحوادث آهِ
إنها أذهبت جميلَ اصطباري /
ليت شعري أَحالُ همي تحول / وظلام الكروب عني يزول
ُأم كذا في الحياة كربي يطول / أنا كالسيف فيهِ بانت فلول
يعد أن سُلَّ وهو ماضي الغرار /
إنني في طبيعتي عصبيّ / ليَ حسٌّ سامٍ وقلبٌ أَبيُّ
ما تذللت منذ أني صبيّ / ليس يرضى بأسره عربيُّ
معشرَ التاء أطلقوا من إساري /
لي طبعٌ عن الإسارة ينبو / وفؤاد إلى الحضارة يصبو
ولسانٌ رطبٌ وشعرٌ عذب / وبِحارٌ غدا فخاريهِ ثلب
فاسأَلوا ان جهِلتمُ عن نجارى /
خلق الشعر لي أخاً وخدينا / فإذا ما حزنت كان حزينا
مر عمر فيه جميعاً حيينا / فاتل شعري تكسب بحالي يقينا
إن شعري مخبر عن شعارى /
كَنَسيم في آخر الليل يسري / أو كطلٍّ يَروق فوق الزهر
أنا منه إن لم يرق متبري / رققت حرقة الكآبة شعري
وكَذا النور أَصله من نار /
أَقوم في روضتي صباحاً
أَقوم في روضتي صباحاً / مستمعاً نغمة الهزار
وأبصر الشمس حين تبدو / أشعة الشمس كالنُضار
فأنظم الشعر غير صعب / كأَنما الشعر من شعاري
شعر قد اخترته لِنَفسي / والناس منه على الخيار
كأنه الحق حين يتلى / وما على الحق من غبار
علمني أن أجيد فيه / طول تعاطيه واختباري
والشعر إن لم يصف ذويه / فهو كثوب لهم معار
إن الغناء يثير في ال
إن الغناء يثير في ال / إنسان مبهمة الخواطرْ
والشعر يشبهه فَفي ال / فنَّين تسلية الضمائر
يا شعر إِنَّك أَنت صوت ضميري
يا شعر إِنَّك أَنت صوت ضميري / يبديك حزني تارة وَسروري
يا شعر أَنت بكاي يوم كآبتي / وَتبسمي يا شعر يوم حبوري
يا شعر أنت ممثل قلبي الَّذي / هو في الحَياة محركي ومديري
أَنا أَنت يا شعري وأَنت أَنا فمن / يقرأك يقرأ سيرتي وشعوري
ما أَنت إلّا صيحة أرسلتها / في اللَيل عند تكاثف الديجور
قد كنت حيناً في خفائك خافياً / حتى ظهرت فكان فيك ظهوري
يا شعر أنت إذا وصفتك موجزاً / شكوى الكظيم ونفثة المصدور
مالي أراك على الإجادة في الَّذي / توحيه منسياً من الجمهور
هَل أَنتَ في بلد أضاعك أهله / أَم أَنت بالإقبال غير جدير
أَحمامة غنت بجانب دجلة / لم يبق مستمع إليك فطيري
يا شعر إني سوف أدثر في الثرى / ميتاً وأَنت تعيش بعد دثوري
ولسوف تقرأك العيون مجلة / وتلذك الأسماع بعد عصور
يجد الغراب على صموت عاذراً / أَما الهزار فَلَيسَ بالمعذور
في الصبح زار العَندليب شقيقه / أفديكما من زائر ومزور
يا عندليب الروض ألقِ من الربى / بعضَ القصيد كشاعر مشهور
غرد هنالك ثم غرد ههنا / من أَجل ناس أَنصتوا وطيور
يا شعر أَنتَ سماء
يا شعر أَنتَ سماء / أطير فيها بفكري
طوراً أَسف وطوراً / أعلو كتَحليق نسر
إن لم تصور شعوري / فلست يا شعر شعري
من بعد موتي بحين / سيعلم القوم قدري
فقد وقفت حَياتي / لهم وأَفنيت عمري
أود أن تحفروا في / جنب النواسيّ قبري
إني أمت اليه / وإن تأخَّر عصري
بعد غمض نظرا
بعد غمض نظرا / فَرأى ما نكرا
وجد البيت الَّذي / شاده قد دثرا
ورأى البحر الَّذي / مدّه قد جزرا
حصر الشعر أُنا / سٌ غووا فانحصرا
فقد الشعر بهم / سمعه والبصرا
سلبوه ذلك ال / عز حتى حقرا
وأضاعوا فرصاً / ثم لاموا القدرا
من مشى منطلقاً / في ظلام عثرا
آه للشعر فقد / طاح فيما حذرا
شرب الكأس فما ار / تد حتى سكرا
ترك الصفوة من / ها وسفَّ الكدرا
ومضى معتدياً / وأتى معتذرا
إنهم قد هضموا ال / شعر حتى اِنتحرا
بعدما مات وفي / حفرة قد قبرا
قيض اللَه يَرا / عاً له قد نشرا
فنما في حقله / مخصباً وازدهرا
بعد ما الشعر اِختَفى / في عصور ظهرا
لا يجلي شاعر / لم يكن مبتكرا
شاعر العصر إذا / قال شعراً سحرا
هو يبني شعره / مثلما قد شعرا
لا كمن يطري به / لِنَوال نفرا
كل يوم سامع / أنت منه غررا
عندما تسمعه / فيك يبقي أثرا
كهزار قد نزا / فوق غصن خضرا
واِنثَنى منتفضاً / وجثا مستترا
نمَّ من مجثمه / هبّ يعطو حذرا
ثم أدنى سمعه / ثم ألقى نظرا
ثم غنى غرداً / وشدا مقتدرا
مثل خود لمست / ببنان وترا
أَو كروح قد أتت / لك تروى خبرا
فيك يا شعر أَنا / قد صرفت العمرا
إنني غير الَّذي / قد رأوا فيك أَرى
أَنتَ غصن مزهر / وَستحوى ثمرا
لَقَد هاجَ فيَّ الشعرَ ذكرُ أحبتي
لَقَد هاجَ فيَّ الشعرَ ذكرُ أحبتي / وأحسن شعر قيل ما هاجه الذكرُ
وَما الشعر إلا بالمَعاني الَّتي له / إذا كبر المعنى به كبر الشعر
كأنيَ من حبي لِلَيلى ومن نوىً
كأنيَ من حبي لِلَيلى ومن نوىً / نأت بيَ عن لَيلى أبيتُ على جمر
ويحدث عندي ذكر ليلى صبابةً / فماذا ترى لي محدثاً عندها ذكري
أحبك يا لَيلى على السخط والرضى / وأهواك يا ليلى على الوصل والهجر
لعلك يا ليلى إذا متُّ آسياً / تمرين يوماً بعد ذكري على قبري
تريدين مني الشعر يا ابنة يعرب / وإنك أنت الشعر أو قبلة الشعر
ونحن بأرض جمَّة شعراؤُها / ولما يُجِدْ في الشعر منهم سوى النزر
كثار لعمري المعجبون بشعرهم / وليس الألى قد برزوا فيه بالكثر
وما كل من قد غاص في البحر طالباً / ليخرج منه الدر يظفر بالدر
ويرزي بفحل الشعر ناسٌ حسادةً / أولئك فحل الشعر أيضاً بهم يزرى
ويدري غواة الشعر من هو مفرد / ولكنَّ من لم يغو بالشعر لا يدري
وليس المجيد المستقل مقلداً / ولا ذا مغالاة يبالغ في الأمر
وليس بسبّاقٍ سوى الشاعر الَّذي / إذا قال كان الشعر ضرباً من السحر
وهل عُدَّ يوماً غير ذي عبقرية / من الشعراء المستقلين في الفكر
ومن كانَ حراً في شعور يبثه / قريضاً يفك الشعر من ربقة الأسر
إذا الشعر لم يوقظ أناساً من الكرى / فَلَيسَ عليه وهو قد هزَّ من وزر
إذا كان من بحر الطبيعة يستقي / فَلَيسَ إلى التَقليد للشعر من فقر
تكاد على طول الجفاء ومضِّه / تَموت السَجايا الغرّ في الشاعر الحر
أدير بروض الشعر يا قوم أبصاري
أدير بروض الشعر يا قوم أبصاري / فأنظر أشواكاً بجانب أزهارِ
وما الشعر يخشى في العراق معارضاً / ولكنما أنصاره غير أنصار
وليس على ليل قد اسودَّ فحمه / ملام ولكنَّ الملام على الساري
وَللشعر إما قيل بالحق قيمة / وإن كانَ في بغداد لَيسَ له شاري
إذا لم يبث الشعر إحساس أهله / فَلَيسَ خليقاً أَن يفوز بإكبار
وأحسن شعر ما يتم انطباقه / على الأمر أو يبدي الخيال بمقدار
وأحسن منه حكمة عربية / تدور على الأَفواه كالمثل الجاري
ويكدر ماء الشعر بعد صفائه / ويصفو لمن يُعْنَى به بعد أكدار
سيأتي زَمان فيه للشعر دولة / فتخبر فيه القوم من أنا آثاري
اذا أَنا لم أَتبع شعوراً يجيش بي / فكيف إذا حاولتُ أنظم أَشعاري
أَقول لمن يزري على الشاعر الَّذي / له الحق جماً أن يكون هو الزاري
تريد مَع التقليد في الشعر جدة / وما زند أصحاب التقاليد بالواري
أراك بإيعاز الجهالة ساعياً / لتحويل ماء عن مجاريه موار
وكم تدعي بالشعر علما ونقده / وأَنتَ عن العلم الَّذي تدعي عاري
تريد بظفر منك تمزيق جلده / فهل لك عند الشعر ويحك من ثار
لعلك لا تدري بانك واقف / بليل وقد أَدجى على جرف هاري
أرى الناس في الآداب فوضى فما بهم / جريءٌ يعز الحق منها بإظهار
وإني دريت الحال ثم ذممته / فهل أَنتَ يا من جاء يحمده داري
إذا كان شعري لا يلاقي حفاوة / فَلَيسَ على شعري هنالك من عار
بل العار كل العار يلحق معشراً / أبوا لفساد الذوق أنساً بأفكاري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025