القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 61
مَضَتْ لِداتي وإخواني وأفردَني
مَضَتْ لِداتي وإخواني وأفردَني / دهري فعشتُ وحيداً ميِّتاً كَمَدَا
وما أرى لي بحُسنِ الصَّبرِ بَعْدَهُمُ / وإن تجلَّدتُ خوفَ الشّامِتين يَدا
والقَبرُ أرفقُ مسكونٍ ونكْرهُه / إذ كان يسكنُه الإنسانُ منفَرِدَا
تَنظرُ العاجزَ الحظوظُ فيستْعَ
تَنظرُ العاجزَ الحظوظُ فيستْعَ / لِي وتَعْمَى عن حازمٍ محدودِ
في اعتلاءِ الشّرارِ عن راكِدِ الجم / رِ دليلٌ أنَّ العُلا بالجُدودِ
أرى شعَراتٍ يَنْتَبِذْن كأنَّها
أرى شعَراتٍ يَنْتَبِذْن كأنَّها / على الماءِ صَدْعٌ في الزُّجاجةِ بادي
وعَهدي بها فيما مَضَى وكأنَّها / على الفِضَّةِ البيضاءِ نقشُ سَوَادِ
إذا ما جَلاَ اللّيلَ النهارُ بنُورِهِ
إذا ما جَلاَ اللّيلَ النهارُ بنُورِهِ / تعقَّبَهُ ليلٌ أَحمُّ ركُودُ
فما لي أرى لَيلَ الشبابِ إذا جَلا / وجاء نهارُ المشيبِ لَيس يَعودُ
نَظَرتْ بياضَ مفارقي فاسترجَعتْ / أسفاً وقالت أين ذَاك الأَسْوَدُ
قلتُ اضمحلَّ فأطرقَتْ وتنفَّستْ / نفساً تُصعِّدهُ حشاً تَتَوقَّدُ
قالت فَهَلْ من مَوْعِدٍ للقائِنا / فأرى نذيرَ البَينِ قُلتُ الموعدُ
مُذ بصّرَتْني تَجاريبي ونَبَّهَني
مُذ بصّرَتْني تَجاريبي ونَبَّهَني / خُبْرِي بدهرِي فقدتُ العيشةَ الرّغَدَا
كأنَّنِي كنتُ في حُلْمٍ فأيقظَني / خَوْفي وآلَى على جفنيَّ لا رَقَدَا
عجزتُ عن الدنيَا فما ليَ من يدٍ / بِها وليَ الأيَدُ المساعدُ واليَدُ
ولكنّنِي لم أسْلُ عنها فأرْعَوي / ولا نِلتُ منها ما أَوَدُّ وأقصِدُ
شَقِيتُ بما أحرزتُه من فضائلٍ / بأيسرِها يحظى الشقيُّ ويَسعَدُ
وفي النَّفسِ إن ناجَيْتُها باطِّراحِها / وبالزُّهدِ فيها فترةٌ وترَدُّدُ
فيا ربّ أَلْهمْها الرشادَ بتركِها / فإِنَّك تهدِي من تشاءُ وتُرْشِدُ
نزلنَا بِهِ حتّى إذَا يومُنا انقضَى
نزلنَا بِهِ حتّى إذَا يومُنا انقضَى / رحلنا على العيسِ النّجائِب والجُرْدِ
نؤُمُّ بها البيتَ العتيقَ ونبتغِي / من النَّارِ عتقاً جاءَ في سابِقِ الوعدِ
فيا مَنْ قصدْنَا بيتَه ونبيَّهُ / بكَ العَوْذُ يا مولاَي مِن خَيْبَةِ القَصْدِ
أمَا رأوْا تقلُّبَ الدنيا بِنَا
أمَا رأوْا تقلُّبَ الدنيا بِنَا / وفتكهَا بِمَنْ إليهَا أخْلَدَا
كم نَسَفَتْ أيدِي الخطوب جَبَلاً / وصيَّرَتْ لُجّةَ بَحْرٍ ثَمَدَا
وكم أعَادَتْ ذَا ثَرَاءٍ مُعْدَماً / وذا قَبِيلٍ وعَدِيدٍ مُفْرَدَا
عَلِمْتُ مَا لم يَعْلَمُوا ونَظَرتْ / عَيْنَاي دَهْرِي مَصْدَراً ومَوْرِدَا
فما رأيتُ غيرَ ظلٍّ زائلٍ / كلٌّ يَمُدُّ نَحْوَهُ جَهْلاً يَدَا
مَثُوبَةُ الفَاقِدِ عَن فقدِهِ
مَثُوبَةُ الفَاقِدِ عَن فقدِهِ / بِصَبْره أنْفَعُ من وَجْدِهِ
يَبْكِيهِ من حُزنٍ عليه فهلْ / يطمعُ في التّخليدِ مِن بعدِهِ
ما حيلةُ النّاسِ وهلْ مِن يدٍ / لهمْ بدفعِ الموتِ أو صَدِّهِ
وُرُودُهُ لا بدَّ منهُ فلِمْ / تُنْكِرُ ما لا بدَّ مِن وِرْدِهِ
سِهامُهُ لم يَستطِعْ ردَّهَا / داودُ بالمُحَكمِ من سَرْدِهِ
ولا سليمانُ ابنُهُ ردَّهَا / بمُلْكِهِ والحشدِ من جُنْدِهِ
عدلٌ تساوَى الخلقُ فيهِ فما / يُمَيِّزُ المالكُ عن عبدِهِ
كلٌّ لهُ حَدٌّ إذا ما انتهَى / إليهِ وافَاهُ على حَدِّهِ
تَجمَعُنا الأرضُ فكلُّ امرِئٍ / في لَحْدِهِ كالطّفْلِ في مَهْدِهِ
أمَا تَرى وُرّادَنَا عَرَّسُوا / بمنزِلٍ دانٍ على بُعْدِهِ
تبوَّءُوا الأرضَ ولم يُخبِروا / عن حَرِّ مَثْواهُم ولا بَرْدِهِ
لِحَادِثٍ أسكتَهم أمسكُوا / عنِ ابتداءِ القولِ أو رَدِّهِ
لو نطقُوا قالُوا التُّقَى خيرُ ما / تزوَّدَ المرءُ إلى لَحْدِهِ
فارجعْ إلى اللهِ وثِقْ بالذِي / وَافاكَ في الصّادِقِ من وَعْدِهِ
للصّابرينَ الأجرُ والأمنُ مِن / عَذابِهِ والفوزُ في خُلْدِهِ
تباركَ اسمُكَ كمْ مِن آيةٍ شهِدَتْ
تباركَ اسمُكَ كمْ مِن آيةٍ شهِدَتْ / بأنّكَ الواحدُ المستعلِيُ الصَّمَدُ
ما يصبغُ الأسودَ الغِربيبَ غيرُكَ مُبْ / يَضّاً ولا يتعاطَى صِبغَهُ أَحَدُ
أَجرَى الحَيَا ماءً
أَجرَى الحَيَا ماءً / وأنبَتَ فيه لي آساً ووَردَا
مُتَحَرِّمٌ أبداً إذا / استعطفته بالعَتبِ صَدَّا
وأَرَى ضلالي في هواهُ / هُدًى وغَيِّي فيهِ رُشدَا
متباهِياً بالحُسن ما / أَنصفتُهُ إلاّ تَعَدَّا
لو كانَ يُنصِفُ لم يكن / بغرائبِ الحُسنِ استَبَدَّا
أن يُوَحَّدَ أو يُوَدَّا /
مَلَّني واستحلَّ ظُلمي
مَلَّني واستحلَّ ظُلمي / وما لي فيه يَدُ
بَدرُ تمٍّ أبهَى من / البدرِ حسناً وأَبعَدُ
خانَ عهدي وخانني / في هواه التّجلُّدُ
أَنا في نارِ هجرِهِ / وقِلاهُ مُخَلَّدُ
كما تقرَّبتُ بالوصالِ / إليهِ وَيبعُدُ
لا أطيعُ النّصيحَ فيه / وإن كانَ يُرشِدُ
وإذا لامني العوا / ذِلُ فيه وفَنَّدُوا
عُدتُ في حُبِّهِ إلى / الغَيِّ والعَودُ أَحمَدُ
تهن يا أطول الملوك يدا
تهن يا أطول الملوك يدا / في بسط عدل وسطوة وندى
أجرا وذكرا من ذلك الشكر في ال / دنيا ومن ذلك الجنان غدا
لا تستقل الذي صنعت فقد / قمت بفرض الجهاد مجتهدا
وجست أرض العدا وأفنيت من / أبطالهم ما يجاوز العددا
وما رأينا غزا الفرنج من ال / ملوك في عقر دارهم أحدا
فسر إلى الشام فالملائكة ال / أبرار تلقاك ملتقى حمدا
فهو فقير إليك يأمل أن / تصلح بالعدل منه ما فسدا
والله يعطيك فيه عاقبة الن / نصر كما في كتابه وعدا
فما حباك الورى وألهمك ال / عدل وأعطاك ما ملكت سدى
فما أنت إلا الشمس لولاك لم تزل
فما أنت إلا الشمس لولاك لم تزل / على مصر ظلماء الضلالة سرمدا
وكان بها طغيان فرعون لم يزل / كما كان لما أن طغا وتمردا
فبصرتهم بعد الغواية والعمى / وأرشدتهم تحت الضلال إلى الهدى
لما بلغت من الحياة إلى مدى
لما بلغت من الحياة إلى مدى / قد كنت أهواه تمنيت الردى
لم يبق طول العمر مني منة / ألقى بها صرف الزمان إذا اعتدى
ضعفت قواي وخانني الثقتان من / بصري وسمعي حين شارفت المدى
فإذا نهضت حسبت أني حامل / جبلا وأمشي إن مشيت مقيدا
أقمت عمود الدين حين أماله
أقمت عمود الدين حين أماله / لطاغي الفرنج الغتم طاغي بني سعد
وجاهدت حزب الكفر حتى رددتهم / خزايا عليهم خيبة الذل والرد
أفدت بما قدمت ملكا مخلدا / وذكرا مدى الأيام يقرن بالحمد
وذكرك في الآفاق يسري كأنه ال / صباح له نشر الألوة والند
سقوف الدور في خربرت سود
سقوف الدور في خربرت سود / كستها النار أثواب الحداد
فلا تعجب إذا ارتفعت علينا / فللحظ اعتناء بالسواد
بياض العين يكسوها جمالا / وليس النور إلا في السواد
ونور الشيب مكروه وتهوى / سواد الشعر أصناف العباد
وطرس الخط ليس يفيد علما / وكل العلم في وشي المداد
أبا الفوارس ما لاقيت من زمني
أبا الفوارس ما لاقيت من زمني / أشد من قبضه كفي عن الجود
رأى سماحي بمنذور تجانف لي / عنه وجودي به فاجتاح موجودي
فصرت إن هزني جان تعود أن / يجني نداي رآني يابس العود
مع الثمانين عاث الدهر في جلدي
مع الثمانين عاث الدهر في جلدي / وساءني ضعف رجلي واضطراب يدي
إذا كتبت فخطي جد مضطرب / كخط مرتعش الكفين مرتعد
فاعجب لضعف يدي عن حملا قلما / من بعد حطم القنا في لبة الأسد
وإن مشيت وفي كفي العصا ثقلت / رجلي كأني أخوض الوحل في الجلد
فقل لمن يتمنى طول مدته / هذي عواقب طول العمر والمدد
حبسوك والطير النواطق إنما
حبسوك والطير النواطق إنما / حبست لميزتها على الأنداد
وتهيبوك وأنت موضع سجنهم / وكذا السيوف تهاب في الأغماد
ما الحبس دار مهانة لذوي العلى / لكنها كالغيل للآساد
عماد الدين أنت لكل داع
عماد الدين أنت لكل داع / دعاك لعونه خير العماد
تقوم لنصره كرما إذا ما / تقاعد ذو القرابة والوداد
قضى لك بالعلى كرم السجايا / وما أوتيت من كرم الولاد
أبئك وحشتي لك واشتياقي / إليك وما لقيت من البعاد
وإني في دمشق ومن حوته / لبعدك ذو اغتراب وانفراد
ومثلك إن تطلبه خبير / بهذا الخلق ليس بمستفاد
أنار بك الزمان فلا علته / لفقد علاك أثواب الحداد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025